هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

الخيمياء الروحية - المعادن السبعة : مبدأ المشتري التكويني ( القصدير )

سيد الأحجار السبعة

عابر الزمن الثالث
المشاركات
600
مستوى التفاعل
1,072
الموقع الالكتروني
alkynilogy.blogspot.com
القصدير
Tin


1700830674690.jpeg
القصدير هو معدن أبيض-فضي اللون، طيّع، ومرن، ويبدي مقاومة كبيرة للأنشاط الأكّال للأحماض. وهو تحت حكم كوكب المشتري، وله نقطة انصهار منخفضة. إنه يتوافق في الحياة البشرية مع المشاعر الأخلاقية النقية والنبيلة مثل توهج الثلج الأبيض. إن النُبل الحقيقي كرغبة حيوية دافعة في حد ذاته غير قابل للفساد، ولكنه سرعان ما ينحني في الإحسان المتواضع لمساعدة الأخ الساقط. وتعاطف المشتري مرسوم بخيوط الرحمة للمضطهدين والمنبوذين؛ تذيب الكينونة الراغبة بالمساعدة جلالها وتعاليها حين تشاهد المعاناة.

القصدير\المشتري هو القيمة الرئيسية حيث يجلب للإنسان الصحة والثراء والوفرة ، وهذا المكسب يأتي دون جهد ( كانعكاس وجودي مكافئ لرغبة العطاء في ذات الإنسان ) ودون نتيجة للعمل ، إنه يتبع فضائل الأعمال الصالحة ، إن المشتري بعيد كل البُعد عن كل ما هو قاسٍ ودنيء، ويشير عوض ذلك إلى البهجة والطيبة والدفئ والكرم.

دون القصدير\المشتري\زيوس تكون الحياة قاسية ، لن يكون هناك ميل لمساعدة الآخرين ولن يفكر الإنسان إلا بنفسه ، ستتمركز الذات حول ملكيتها الموضوعية فقط ، لا دين ، لا مؤسسات خيرية ، لا لطف أبوي ولا رحمة ، الرصاص يطالب مقابل عطائه مضاعفات ، الحديد يطالب العين بالعين والسن بالسن ، إلا أن القصدير يقابل الشر والأذى بالمحلة والخير والكرم ، إدراكه عن الحياة أن نحيا ونطلق الحياة.
1700830776295.jpeg
يطمح مبدأ المشتري إلى مد يد العون للبشرية جمعاء ، ورفعهم إلى الأعلى عبر تحقق النبالة الخالصة للسعي.
قد يقودنا ذلك إلى الاعتقاد أن القدير يقترب من الذهب الروحي كونه معدناً نبيلاً ، ولكنه في واقع الأمر مدمر للروح إلى حد ما ، ويحتوي الكثير من الخبث الذي وجب الخلاص منه عبر التطهير في نيران المعاناة Fire of Affliction. أولائك الذين قضوا حياتهم بالكامل دون أن يتحملوا أحزان الرصاص ومسؤوليات زحل ، أولائك الذين لا يعرفون معنى الفقر والمرض أبداً ولا يحتاجون إلى المساعدة ولا يمرون بحالات إعالة ،على الإطلاق ، ليس لديهم العزم الكافي لتحقيق الرفعة الروحية الحقيقية.

أولائك الذين هم محفوظون من الأخطار ، وتحيطهم عوامل الحماية ولا يعرفون أبداً جهاد الحديد ، ليس لديهم الانتهازية والمبادرة والشجاعة الكافية للتصارع مع الساكن على العتبة وشن حرب الغزو ضد ملاك الموت الأبدي.

القصدير معدن عجيب وفاضل ولكن الفضيلة التي يساء تطبيقها تتحول إلى رذيلة، إن العطاء أقل صعوبة من إدراك كيفية العطاء بحكمة ، إن مساعدة الآخرين على الاستمرار بالكسل من خلال استمرار إعطائهم غير الحكيم هو خطأ كبير تماماً مثل حجب المساعدة عن الآخرين بأنانية ، عندها يكون النضال الشاق لتأمين ضرورة جوهرية شرطاً اساسياً لتمكين الإنسان من العثور على قواه الخاصة.

إن توفير تلك الضروريات مجاناً يعد جنحة ، إن تشجيع العادات الفاسدة من خلال الاستمرار بتوفير الوسائل اللازمة لإرضائها هو بمثابة أن تصبح طرفاً في الخطأ ، إن العطاء الفعّال والنافع يتطلب حكمة كبيرة تماماً كما الحصول على الثروة التي يمكن العطاء بها.


إن التصرف بكرم حقيقي لهو أمر معقد جداً وعميق على ما يفهمه الناس عادة. أن تكون رحيماً حقاً ، فذلك لا يعني مجرد إشباع احتياجات مادية للآخرين مثل الغذاء والمأوى ، الأمر يتخطى حدود رعاية المرضى وتوفير التعليم المادي ، وهو يستلزم أولاً فهم الحاجات النفسية للفرد وإشباع تلك الاحتياجات. إنه يحمل المعنى الروحي لعدم ترك العصا كي لا يفسد الطفل. يجب أن يكون القصدير عالي الحضور في خزينة الخيميائي الروحي ، لكن بعد دمجه بمعادن أخرى ، قبل أن يدخل القصدير في تكوين الذهب ، يجب أن يتحلل في نور الروح إلى مادته الأساسية ( الإدراك الخالص من التأويل لكوكب المشتري ).

لاستخدام حرارة الفرن العاكس ( التحدي البيئي ) بشكل صحيح ، يجب أن يكون لدى الخيميائي القدرة على التمييز الروحي للتنبؤ بنتيجة عمله النهائية على شخص الآخر الذي يريد تقديم يد المساعدة له ، وأن يعلم ما هي المساعدة التي يحتاجها حقاً ، ويقدم كامل دعمه للمستوى الخالد من الإنسان ، مستخدماً الوسائل المادية كاداة لتحقيق هدف الروح.

عندما يكون القصدير موجوداً بشكل مبالغ فيه ودون صقل وتحويل واستخلاص يجلب موقف افتراض "أنا أفضل منك" والشعور بالفخر بسبب الصلاح ، والاعتقاد أن الخير يحدث من خلال محض بعض التفوق المتأصل ، كما يشجع على بعض الطباع الشريرة مثل "العيش الفاخر" و"حب الاستعراض" و"الإسراف في العطاء".
 
المشتري أو زيوس أو معدن القصدير رموز للرغبة الحيوية بالعطاء اللامشروط ، الإخلاص والتفاني بدافع محبة ذاتية غير معللة نفسياً او عقائدياً ، وهذا يعني أيضاً قوة الإرادة بلا حدود معينة ن فحين تقرر بصدق أن تعطي كل ما لديك ، لن تخاف من الخسارات الممكنة ، ولكنك أيضاً ولنفس السبب على المستوى العميق منه ، ستنشغل بالعطاء عن محاولة فهم نقاط ضعفك وتحديات البيئة وهذا ما سيكسرك بسبب تجاوز قدرتك أو تهورك الغير محمود العواقب وأنت تعطي.

أفضل مثال على ذلك هو The Batman ، حياته بالكامل متمحورة حول عطاء الآخرين ، ولكنه لا يقصد من وراء ذلك اي شهرة أو مكسب مادي أو نفسي أو عاطفي ، بل مكسب الروح ... ومكاسب الروح هي المكاسب الوحيدة التي يستحيل تحقيقها لنفسك الفردانية فقط ، أنت تكسب روحك حين تكون أنت وألد عدو لك في نفس المستوى وتصعدان معاً غلى الأعلى.

هذه تضحية كبيرة ليقوم بها الإنسان ، ولذلك حبت المشيئة الإلهية باتمان بالعطايا منذ كان صغيراً ، لم يكن يعوزه شيء ، لم يعرف معنى المعاناة على عكس الأبطال الذين ينطلقون من نواة المعاناة نفسها ورغبة بالتغلب على الظروف التي قاسوا منها ، لكن أبطال زيوس ليسوا من هذا النوع ، فهم يريدون العطاء لمن لا تشبه معاناته معاناتهم ، ويريدون مساعدة من لا يتشارك معهم في التجربة أو في العائلة أو في الوطن أو حتى في النوع ( مساعدة الحيوانات والبيئة ) ، وهذا يجعلهم يبدون غريبي الاطوار ومتعجرفين ولا يحسون بالآخرين ، ويعيشون في مناطق نائية.

هذا يؤدي إلى الوحدة ، الناس لا يمكنهم تفهم ما تحس به ، وذلك سيعزز تلاشي الشخصية الفردية شيئاً فشيئاً لتحل محلها شخصية غامضة رمزية ، ربما السيد علاء الحلبي مثال جيد على أبطال زيوس ...

الصعوبة التي واجهها باتمان على نحو أساسي هي اعتماده الكامل على العناية الإلهية متمثلة ب"ألفريد" الذي يخدمه في المنزل ويدير أعماله وحتى أنه يوفر له صفقات خاصة لشراء الاسلحة ويبني له المعدات في كهف التدريب. إن رغبة العطاء هبة عظيمة من الله ، أعطي وستُطعى ولا شك في ذلك ، ولكن غياب الحكمة ، وعلى نحو جوهري وجود ضعف وخوف عميق ، في أسرار الروح العليا للوجود والحياة ، سيجعل العطاء موجهاً بطريقة غير صحيحة.


View: https://www.youtube.com/watch?v=KI8mpY6wCqo&pp=ygUOYWxmcmVkIGhlbHAgbWU%3D

عندما تقع ... لا تطلب المساعدة أبداً ، ارتفع بقوة ذاتك ... ارتفع بساعديك .. استخدم يمينك، إنما النصر صبر ساعة ...

حاصر حصارك لا مفر واضرب عدوك لا مفر ، سقطت ذراعك فالتقطها واضرب عدوك لا مفر ن وسقط صوبك فالتقطني واضرب عدوك بي لا مفر ...

هذا هو الدرس الذي يريد الله تعليمه للكرماء من بني البشر ، اقطع الحبل ...

View: https://youtu.be/DjffIi2Pl7M
 

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

مواضيع مشابهة

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى