هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

كتاب الخيمياء الروحية - ألبرت بنجامين | المعادن السبعة : مبدأ المريخ التكويني ( الحديد Iron )

سيد الأحجار السبعة

عابر الزمن الثالث
المشاركات
600
مستوى التفاعل
1,072
الموقع الالكتروني
alkynilogy.blogspot.com
الحديد
Iron


pier-7-at-night-with-bokeh-lights-bonnie-follett.jpg


كل من القصدير والرصاص معادن خفيفة ناعمة ( Soft Metals ) قابلة للتطويع بسهولة بالضغط المادي عليها. الزئبق عادة ما يكون سائلا؛ والنحاس والفضة والذهب، على الرغم من أنهم أكثر صلابة من القصدير والرصاص، ليس فيهم قساوة. لكن الحديد معدن صلب وشديد وله قدرة مقاومة كبيرة.

إنه قاس ورمادي، ذو طابع قوي؛ لكنه يتحول إلى اللون الأحمر الغاضب عند تعرضه لتأثير العناصر والمحاليل الهجومية. تحت حرارة الاختبار يتحلل ببطء، وله درجة انصهار عالية؛ وعندما يتم تسخينه ثم تبريده فجأة فإنه يتميز بتطور المزاج. مع إثارة المزاج، فهو بالتأكيد عنيد، ولا يمكن إجباره على الانحراف بشكل دائم عن المسار أو الشكل الذي اختار أن يتخذه.

إن هذا التصميم العدواني عظيم جدًا لدرجة أنه قد يصل إلى حالة من المزاج تجعله إذا انحرف عن شكله الأصلي يعود إليه على الفور تلقائياً، كما هو ملاحظ في الزنبركات، في اللحظة التي يزول فيها الضغط المؤثر.

الحديد، أو المريخ، هو الشرير الصغير، الذي يزود الإنسان بالطاقة والشجاعة والمقاومة والتأثيرية والقوة (قوى الذات الذكرية). المعادن الأخرى موصلة للكهرباء بشكل جيد؛ على الرغم من أن الرصاص، قطعاً، أضعف من أن يسمح للتيار الكهربائي بالتدفق عبر مجاله دون مقاومة ضئيلة. لكن الحديد له فرقه الخاص : أنه قادر أن يصبح مغناطيسيا بشكل دائم أو مؤقت. وبالتالي فإنه يُظهر استقلالًا وقوة لا تمتلكها معادن أخرى.

إن مقاومته العظيمة واندفاعه العنيف يؤهلانه على نحو خاص ليصبح أداة في يد العامل وسلاحًا في يد المحارب. واقعياً، يمكن القول بثقة أن كل الحرف وكل الحروب تعتمد على كمية الحديد الموجود ، لأنه إذا كان الحديد مفقودًا فلن تكون هناك طاقة كافية لأي إنجاز جدير بالاهتمام.

503509.jpg


وبدونه، فإن أي مزيج من المعادن الأخرى يكون ضعيفًا ومتذبذبًا ومرنًا للغاية بحيث لا يخدم أًهدافًا أخرى باستثناء تلك التي لا تتعارض مع خاصية تحول شكله حسب عوامل الضغط للأشياء التي يلامسها. وبالتالي، من المهم جدًا في الخيمياء الروحية أن يكون هناك وفرة من الحديد في عملية الاندماج المعدني. ومع ذلك، لا يمكننا استخدام الحديد في حالته الفاسدة الشائعة. أولاً يجب إزالة الصدأ وإلقائه جانباً.
5454jpg.jpg

الحديد في الشخصية يمثل الرغبات الأنانية والحيوانية والقدرات الهدامة والبناءة. وبدون الحديد سيكون الإنسان عبدًا دائمًا للخوف والقلق؛ يفتقر إلى القدرة على النضال لتحقيق هدفه، وسيكون في حالة من الرهبة الدائمة. ويظهر الحديد عادة في الحياة كشدة في الرغبة. ولكن بما أن العمل دائمًا ما يكون أقوى عند توجهه مع الرغبة، فلا ينبغي أبدًا بذل الجهد لقتل الرغبات وكبتها، بل لتحويلها إلى قنوات بناءة للفرد بذاته وتعمل من أجل خير الجميع.

لم يحدث أي إنجاز أو شيء عظيم بدون الحماسة، وحيث لا يوجد الحديد، لا يوجد حماس أيضًا. ولا يعتمد حفظ البقاء على الرصاص أو الحذر فحسب، بل يعتمد أيضًا على الحديد؛ القدرة على الجرأة والقتال والنضال ومقاومة التأثيرات الخارجية. حتى المزاج هو أحد الأصول الأكثر قيمة، حين يتم التحكم به جيداً؛ لأنه يسمح بارتداد مرن. لا يمكن أبدًا إحباط رجل بهذا النوع من المزاج؛ لأنه يقوم بمجرد سقوطه. إنه لا يقبل الهزيمة باعتبارها نهائية أكثر من قبول الزنبرك الفولاذي للانحناء عندما يتم ثنيه.

CAS4G-pUIAAwI5i.jpg
cedf84e8ea5d8a32d40bb68d094dba95.jpg


الحديد قيم للغاية في التدمير والبناء على حد سواء. ولكن ليكون مفيداً في الخيمياء الروحية، يجب رده إلى مادته الأولى في جوهره الروحي. ويجب استخدامه ليس فقط كسلاح للدفاع الجسدي، بل لتدمير الأفكار الخبيثة والضارة التي تهدد روحانية النفس. ويجب استخدامه لهدم وتدمير صيغ وأشكال المعتقدات والظروف الاجتماعية التي تهدد الحياة الروحية للمجتمع ؛ وتحويله بعناية ليصبح سيفًا من أجود أنواع الفولاذ، موجهًا ضد جحافل الظلام التي تغزو العوالم النجمية السفلية.

يتم وضع الحديد في الفرن العاكس (التحدي البيئي) من وقت لآخر، وبعد ذلك يتم صقله في أداة بناءة. إن الأفكار الروحية الفاعل المؤثر ( الإيجابي ) يجب أن يسيطر في النفس، ويوجّه للعمل على نشر نور الحقيقة، ويجب أن تحث نفسك على الجهاد الدؤوب من أجل الغير، وأن يصبح الحديد أدوات بناءة حقيقية في تشييد صرح الكون الإلهي.
 
عادة ما يربط الناس بين الحديد وبين الحرب والمادية والعنف ، ولكن الحديد بحد ذاته يعني بالمقام الأول صفاء الإدراك والنية وقصد السعي وامتناع الانحراف ، أي أنه "صراط مستقيم" ولو لم نبحث في مدى صفاء الوجهة النهائية للسعي الحديدي فيمكن حينها أن نعتبره لا هو جيد ولا هو سيء ، ولا هو عدائي ولا هو مسالم ولا هو ناري ولا هو جليدي ، إنه فقط واضح جداً ...

الحديد في حساب القيم العربي = 26 وهو نفس عدده الذري ، وهذا التوافق شائع بين بنية المعادن الذرية وأسمائها العربية فالنحاس له القيمة 119 وعدده الذري هو 29 أي أنه ذو نفس القيمة ( في نظام ترميز الاختزال من العدد إلى الرقم ) ، لأن :

29 = 2+9 = 11 و 119 = 1+1+9 = 11

وكذلك الفضة هي 1685 والذي يساوي 11 وعددها الذري هو 47 (11) ومن المهم أن تنتبه إلى أن النحاس في حساب الكابالا يساوي بالضبط 29 كما أن 47 هو نفس قيمة كلمة "فضّة" الرقمية في طريقة الحساب الكابالية (بدون تحويلات المراتب العشرية والمئوية).

مبدأ التكوين الحديدي : هو أن تتفاعل زمنياً مع الواقع الحاضر إليك مباشرة ، مع اللحظة الراهنة ودون أي ضباب ذهني ، إنه التفاعل الحيوي بقوة الآن ، يشمل ذلك إزالة الضعف أمام الرغبات الثانوية، وإزالة مشاعر الذنب وتأنيب الضمير واليأس والقنوط وإقصاء كل تلك العواطف والأفكار المعطّلة للزمن جانباً والالتفات إلى اللحظة الراهنة والوجود الحر ، فالحديد لا يعني القوة والقسوة فقط ، ولكنه يعني الحقيقة والإدراك الصافي وبالتالي تكون قسوته في حالته الخالصة موجهة فقط لإزالة العوالق العاطفية المشتتة والفايروسات الفكرية ، وليس لإزالة المشاعر الحقيقية أو التحلل من الانتماء القيمي والحس المرهف.

قد يستخدم تفاعل الحديد بطرق غير قابلة للفهم الاعتيادي ، في حالات الزاهدين والناسكين ، إنهم مخلصون للغاية لله ، وملتزمون بالحياة التي يرغبون بها ومع ذلك يبدون للعالم الخارجي على نحو مثير للشفقة ، إن الحديد ليس أن تظهر بمظهر القوي ، بل أن تكون قوياً حقاً.

نقص الحديد في التفاعل الزمني وغلبة المعادن الأخرى عليه يؤدي إلى التشتت والليونة والرؤى الضبابية والتفاعل غير الموجه ، وهذا سيجعل الإنسان يحاول تناسي الألم من خلال الإلهاء المستمر والغير مفيد ، يظهرر ذلك واقعياً بأعراض مثل (فقر الدم) وضعف تحسس السطوع الضوئي وعدم القدرة على التحديق جيداً ، الإحساس بصعوبة شد عصب العين وصعوبة الإحساس باعصاب الجسم أصلاً بما فيها اليدين ، ضعف سرعة البديهة ، التشتت الدائم والنسيان الكثير أو بالأحرى ما يسمونه ب"أعراض الذهان" ، وهذا يؤدي إلى عدم القدرة على تمالك النفس أثناء التفاعل مع الزمن ن وبالتالي يقود الزمن عجلة الحياة عبر مؤثرات بيئية ويجلب على الإنسان سطوة الآخرين وإحساسه الوهمي بالضعف والخوف واليأس.

الإحساس بأن العظام غير ميتنة ( طرية ) وضعف الاسنان ، وأمراض الكِلى ، ويكون التحسس الجسدي عموماً فاقداً لقوة الانطباعات للأشياء "الإحساس ضبابي وغير حاد" وهذا بسبب تراكم كميات كبيرة من الزئبق والرصاص في المستوى النفسي ، أو البلغم والمرّة والفطريات في المستوى الفيزيولوجي، الحقيقة أن عمليات التطهير من تراكمات الأوساخ الناتجة عن ضعف الحديد مرعبة جداً بالنسبة لمن يمر بها ، إنه يحس فعلياً أن جسده بالكامل يتم استبداله ويحس بالفزع من كمية البلغم والضعف التي يتم إزالتها والتي لم يكن ينتبه لها أصلاً!!

زيادة مستوى الحديد عن التوازن مع بقية المعادن في التفاعل الزمني يؤدي إلى نتيجة واحدة، إنها الأنانية ، ورغم أنها تبدو للناظر البعيد ميزة يُحسَد صاحبها عليها ولكنها تتضمن هلاك المستقبل ، فلا شيء يغفر سوء الخلق إلا تحسينه وإصلاحه.

تماماً كالذي يبني مملكته بنفسه لسنوات طوال ، ولكن رغبة التملك ووهمية الامتلاك يجعلانه يصدق أن هذه المملكة بنيت بيديه الإنسيتين وبقوته المادية وبعلومه الظاهرية وبالتالي تكون المملكة من حق وحده، ويبدأ برؤية الآخرين كمتطفلين ، لأنه انشغل كثيراً في بنيانه بينما الباقون لم يبذلوا الجهد ليكسبوا شيئاً وفق رؤيته المحددة، ويعتقد أنهم لا يقدرون قيمة إنجازاته ، وليس أنهم مختلفون في معايير الإنجاز والتقييم.. وهذا يؤدي بدوره إلى توليد ثلاثة أعداء لكل ما حققه : أولاً يفقد الإنسان جمالية أعماله ويفقد المعنى منها ويعتقد أن الإنجاز هو كل ما يلزم الحياة والاعتراف هو كل ما يثبت الإنجاز. ثانياً يغيب عنه الاستفادة من خبرات ومجالات الآخرين ومن الأمور التي لا يعرفها وقد يصبح غير قادر على تحمل وجودهم أصلاً، ثالثاً يبدأ بالتحول إلى نوع من السلطوية والذكورة المتطرفة ، فيعتقد مثلاً أن من حقه تقرير مصير أبنائه لأنه بنى لهم مستقبلاً ووفر لهم سبل العيش ، وكذلك الاستيلاء على ممتلكات الآخرين أو مصائرهم أو التلاعب بوجودهم بما أنهم طفيليات، إنه يسقط أي احتساب لناموس الله في أعماله ومشارعه ورغباته وتقييمه ، وهذا بالضبط هو أغبى شيء يمكن أن يفعله الإنسان خصوصاً إذا حقق النجاح.

هذا الجهد الجبار الذي بذله ليسمو به ، يتحول بسبب الأنانية وزيادة الحديد عن الميزان إلى رؤية ساذجة تقود سلاحاً يفتك بمملكته كما فتك بفرعون وقارون.


علاج نقص الحديد :

الأصل في هذا العلاج هو تطهير الرغبة من الملهيات ، وتطهير الإدراك من الأوهام ، وتطهير السعي من الشتات. من الأسباب الكبرى لخيبة الأمل التي تصيب أغلب المتأملين الذين لا يستطيعون التحكم بتوازن إدراكهم ويحسون بأن التأمل مهمة مستحيلة ، هو أنهم يعانون من نقص مفرط في الحديد النفسي والروحي وربما الجسدي ، وبالتالي يجب عليهم موازنة نقصهم هذا قبل التوغل في أعماق التأمل أو طرق الروح ...

الحديد بحد ذاته قوة روحية ، من يريد التفاعل بطريقة حديدية عليه أن يكون طاهراً فيما ذكرت ، وإذا لم يكن يبدأ مباشرة بتطهير نفسه ، ويحافظ على الطهارة، فإذا تحلت مرآة وجوده بالطهارة يتعلم العزم ويلتزم بالهدف والرحيل إليه ...

مشكلة السبحان في العوالم النجمية هو أنها منقسمة إلى حقيقة وسراب ، وعلى قدر ما هي العوالم الحقيقية مطلقة ، على قدر ما هو السراب وسيع و لانهائي بحيث يصعب جداً التفريق بينهما خاصة على إنسان عادي ، هذا السراب ، يكون فيه كل المذاهب بنفس القدر من الخبث والرجس ، فلا الروحانية ولا المادية يختلفان في الجوهر عندما يتأسسان على دعائم سرابية اختلقها اللاشعور وصادقت عليها فجوات الزمن ، والحل الوحيد للقبطان في رحلات الإبحار النجمي هو أن يمتلك زمام الأمور بوعيه فيكون رجلاً حديدياً قادراً على قيادة سفينته النجمية بكل ما حوته من المشاعر والانتماءات والذكريات والقيم والكنوز الحقيقية.

زيادة الحديد تعني تسلم الوعي قيادة المركب ، والخروج من حالة النوم الأبدي ولا شيء أكثر من ذلك ، فالوعي لا يخاف أصلاً لأن العالم واضح بالنسبة له ورغباته واضحة وكل شيء واضح بحد ذاته "واضح بحده الوجودي"ز

أن تكون واعياً حقاً يعني أن لا تفكر كثيراً ، لأنك حين تفكر تنفصل عن الرؤية المباشرة وتبحث في شؤون افتراضية ربما تكون مجرد سراب لا قيمة له من الأصل.

الوعي غير مادي القوام، والعوالم التي سيراها عندما يشتد حكمه لن تكون مادية بكل تأكيد، ستكون المادة قد تفككت أوصالها التأويلية أمامه وسيراها روحاً تتجلى بهيئة محدودة، سيرى الأمور بوضوح وبصيرة {( لقد كنت في غفلة من قبل هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد )}.

علاج ضعف الحديد الأساسي هو تحديد أولوياتك ورغباتك وشخصيتك ووجهتك ، وقيمك ، وليكون هذا التحديد صادقاً وتتمكن من الوصول إليه فعليك أن تتجه نحو الخلوة.

تخلى عن موانع الصدق مع نفسك ، أولاً أن تبحث ولا تدري، وتتعلم ولا تعلم ، وتسأل ولا تجيب ، وتفهم رغبتك الحقيقية ، وتدرك الزمن كما هو عليه ، وهذا يتحقق عندما تكون هادئاً ويقظاً بنفس الوقت ، ومتجهاً نحو أسرع الطرق لزيادة وتعزيز الحديد ألا وهي الذكر ، وقيام الليل ، والخلوة ، ولنتحدث أكثر عن ذلك ، الخلوة تجعل المشتتات البيئية معزولة عن إدراكك النقي ، وبالتالي لست مضطراً أن تتفاعل باستمرار وتكون رهينة لبيئتك وزمنك ، سواء جسدياً أو ذهنياً ، يمكنك أن تغير مجال إدراكك والمشاعر التي تعرفها عندما تغتوقف عن التفاعل مع مصادر استنزاف وجودك التقليدية.

وهذا يجعلك تتحول إلى مستوى الشهادة ( العلم )، وهذا المستوى على عكس ما يعتقد الناس ، هو مستوى أنثوي ونوره ينتمي للقطب الأنثوي (الين) ، ففي حقيقة الأمر رفض الإنسان لأن يتقبل جانبه الأنثوي هو السبب العميق، في أنه يفتقر للحديد ، لأن الإنسان مربوط طوال الوقت بالاكتراث بأمور معينة وبالتالي الحياة ضمن هذه الاعتبارات.

الجانب الأنوثوي للنور والوعي هو الإدراك الصافي حيث تفرّغ وعاءك الذهني وتستسلم لله وحضور الوجود وتفهم الزمن كما هو عليه ولا تتخذ مواقف مسبقة منه ، اللاأدرية أو التخلي هي عملية أنثوية في جوهرها ولكنها تستلزم جلداً لا حدود له لمقاومة إغراء أن تكون فاعلاً وذكراً ومؤثراً.

اللاأدرية ، والخلوة ، هي أن لا تبني معتقداً مسبقاً ، ولا تفعل شيئاً بناء على معتقد مسبق ، إلى اقصى حد يمكنك أن تلتزم فيه الهدوء والإنصات ...

الصمت ، الصبر على رغبتك هو بداية الطريق ، لا تتفاعل مع مع أفكارك الوسواسية ، ربما لا يمكنك إيقاف الفكرة أو البيئة ، ولكن يمكنك أن تطفئ نيران الرغبة بالتفاعل معها. تعامل مع أي اقتراح تلقائي من العقل على أنه افتراض (بالضبط كما هو في حقيقته المجردة) والافتراض بالنسبة إلى الوعي شيء بعييد جداً عن الاكتراث ..

ربما تعتقد أن مرض الوسواس القهري مثلاً مسألة وجودية وتتعلق بأهوال هذه الدنيا ن ولكنك ستصدم بالحقيقة عندما تعرفها ، هذا الوسواس هو شيء يشبه المادة اللزجة غير المرئية ، قوامها الزئبقي البخاري يعمل عمل الغشاوة على العين ، فالحقيقة أنك تعاني من نفس ما يعانيه من لديه زكام وبلغم ، فقط أن مادة البلغم مرئية للطب ومادة الوسواس شبحية ولا أعتقد أنهم قاموا بتصويرها وربما ليس لها بعد فيزيائي ، ولكن يمكنك رؤيتها وتحسسها ببساطة عندما تنظر إلى المرآة وتلاحظ مقدار العتامة في بشرتك ، ستجد ان بشرتك تشرق عندما تكون في مزاح صحيح وتعتم في مزاج عليل ، وتحس بشيء ثقيل في صدرك وفي عينيك وربما إذا ركزت قليلاً ترى بعض الابخرة تمر بالقرب جداً من مجال الرؤيا ، هذه هي الحقيقة ، غنه مجرد شبكة عنكبوت تراكمت كالوحل على إدراكك ، وكل ما عليك فعله أن تشد عودك قليلاً من خلال بعض المسارات العملية في حياتك.

تقوم الموسيقى بتطهير الرؤية عن طريق إيقاد المشاعر ، المشاعر تتجلى في العالم المادي على هيئة انبعاثات حرارية تحلل الشبكات العنكبوتية على الجسد ، المشاعر نار تطهيرية ، توقظ فيك حقيقتك واتصالك الزمني ، لأن الحقيقة حيوية بطبيعتها والباطل فتراضي بطبيعته.

الفن هو مفتاح الحقيقة الأول ، لا يمكنك أن تكون حقيقياً إلا حين تقدّر الحقيقة ، ولا يمكنك ان تقدر الحقيقة إلا حين تحسها ، ويمكن لفنان أن يفعل كل شيء وأي شيء عندما يكون يقظاً.

في الليل قف ضمن فضاء الغرفة لفترة قصيرة وحاول تحسس الأصوات ، أشعل شمعة وراقبها باسترخاء وهدوء ، لا تحاول إنجاز شيء ، الإنجازت تتعلق بالهوية الوهمية المتكونة من الوحل الملطخ لمرايا إدراكك ، أي استحثاث رغباني هو قطعاً رجس على إدراكك ، بغض النظر عن طبيعته.

التوصيات الغذائية والبيئية الأخرى والتي ستعمل على رفع رائز الحديد الروحي والنفسي والجسدي لديك :
  1. الرياضة بانتظام. أهم أنواع الرياضة هو الكونغ فو.​
  2. الأهداف القريبة والعمل عليها بانتظام، هذا يعلم الإنسان كيف يمتلك العزيمة. يجب أن تعلم أن اتصال التركيز على موضوع واحد هو ما يمكنه أن يفعل قوة الحديد فيك ، ولكي يحدث هذا الاتصال ستعاني ، لكن شفاءك هو بالتحديد حدث هذا الاتصال المباشر بينك وبين العالم ، أو الخروج من دائرة التصورات واللغويات إلى التفاعل مع المعاني والانطباعات مباشرة دون أفكار مسبقة.​
  3. وفي هذا الصدد يمكنك أن تركز على شمعة كل يوم لمدة ساعة في الليل أربعين يوما، أو تقرأ سورة ياسين والرعد كل يوم أربعين يوما ، هذا الاتصال الزمني في التفاعل القصدي هو بالضبط ما تحتاج إليه.​
  4. رفع حساسية الجسد من خلال التركيز الواعي على موضوعات حسية مثل الملامس، تتفتعل مع الأسطح حولك لتأني وخشوع وهدوء، كذلك تفعل مع النغم والموسيقى والطعام.​
  5. التنفس البطيء جدا أثناء انتصاب الظهر، تنفس من الأنف من ٤ إلى ٨ ثواني ثم توقف ١٦ ثانية ثم زفير متوسط ، لمدة دقيقتين، تنفس أعمق من ٨ إلى ١٦ ثاني ثم توقف قدر المستطاع ثم زفير هادئ ,, الهدف هو أن تميك نفسك وتحافظ على وعيك أثناء التنفس ..​
  6. ستحتاج طبعا إلى أن تكترث ب ترفيه نفسك بالقراءة والموسيقى وغيرها ، عادة يهمل الناس ذلك مع تقدم السن ويعتقدون تنها الحكمة ومشاغل الحياة، والحقيقة أنها الأبخرة المظلمة حولهم التي تمتص طاقتهم الحيوية دون أن يلاحظوها​
  7. شرب الماء الصافي والامتناع عن أي مشروبات صناعية أو منكهات.التوقف عن تناول الأطعمة ذات المحتوى الدهني العالي.التوقف عن تناول الأطعمة التي تحتوي على منكهات وبهارات كثيرة.​
  8. تناول التفاح، والتمر ، هذه الفاكهة لها مفعول عظيم في إيقاد الإدراك الحسي الجسدي الخامل وكان د كريستوفر يعالج وتلامذته فقر الدم بتناول الكثير من العنب والتفاح، تحتوي هذه الفاكهة على الحيوية والأوكسيجين العضوي والحديد بنفس الوقت.​
  9. الاستيقاظ في الليل وحدك.​
  10. إيقاف مشاهدة الإباحيات ، طبعاً يجب أن تعلم أن موضوعاً مثل إيقاف مشاهدة الإباحيات لا يجب أن يكون مصدر تحيّر وقلق بالنسبة لك ، ولكنك لا تستطيع ان تدرك قوة إرادتك الحقيقية النابعة من الصدق مع الذات ، واستراتيجية أن تسأل "كيف" في أمور لا كيف فيها ، ثم ترسم خطوات وتقنيات لأجل ذلك ، هذه هي بالضبط ما يعزز المشكلة ويحولك إلى روبوت ، كلمة "كيف" لا تتعلق بالإرادة والافعال القرارية ، ولكن بالأمور التقنية ، والتي ليست ضمن فضاء الوعي المباشر ، وهذا يعني أن كيف تأتي من اللاشعور ، كذلك أدرك أن هذا بالضبط هو ما يعنيه نقص الحديد. تعلم أن تقرر وترغب وتكون صادقاً ، تفشل نعم ولكن لا تتوقف .....​
 
التعديل الأخير:

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى