سيد الأحجار السبعة
عابر الزمن الثالث
الحديد
Iron
Iron
كل من القصدير والرصاص معادن خفيفة ناعمة ( Soft Metals ) قابلة للتطويع بسهولة بالضغط المادي عليها. الزئبق عادة ما يكون سائلا؛ والنحاس والفضة والذهب، على الرغم من أنهم أكثر صلابة من القصدير والرصاص، ليس فيهم قساوة. لكن الحديد معدن صلب وشديد وله قدرة مقاومة كبيرة.
إنه قاس ورمادي، ذو طابع قوي؛ لكنه يتحول إلى اللون الأحمر الغاضب عند تعرضه لتأثير العناصر والمحاليل الهجومية. تحت حرارة الاختبار يتحلل ببطء، وله درجة انصهار عالية؛ وعندما يتم تسخينه ثم تبريده فجأة فإنه يتميز بتطور المزاج. مع إثارة المزاج، فهو بالتأكيد عنيد، ولا يمكن إجباره على الانحراف بشكل دائم عن المسار أو الشكل الذي اختار أن يتخذه.
إن هذا التصميم العدواني عظيم جدًا لدرجة أنه قد يصل إلى حالة من المزاج تجعله إذا انحرف عن شكله الأصلي يعود إليه على الفور تلقائياً، كما هو ملاحظ في الزنبركات، في اللحظة التي يزول فيها الضغط المؤثر.
الحديد، أو المريخ، هو الشرير الصغير، الذي يزود الإنسان بالطاقة والشجاعة والمقاومة والتأثيرية والقوة (قوى الذات الذكرية). المعادن الأخرى موصلة للكهرباء بشكل جيد؛ على الرغم من أن الرصاص، قطعاً، أضعف من أن يسمح للتيار الكهربائي بالتدفق عبر مجاله دون مقاومة ضئيلة. لكن الحديد له فرقه الخاص : أنه قادر أن يصبح مغناطيسيا بشكل دائم أو مؤقت. وبالتالي فإنه يُظهر استقلالًا وقوة لا تمتلكها معادن أخرى.
إن مقاومته العظيمة واندفاعه العنيف يؤهلانه على نحو خاص ليصبح أداة في يد العامل وسلاحًا في يد المحارب. واقعياً، يمكن القول بثقة أن كل الحرف وكل الحروب تعتمد على كمية الحديد الموجود ، لأنه إذا كان الحديد مفقودًا فلن تكون هناك طاقة كافية لأي إنجاز جدير بالاهتمام.
وبدونه، فإن أي مزيج من المعادن الأخرى يكون ضعيفًا ومتذبذبًا ومرنًا للغاية بحيث لا يخدم أًهدافًا أخرى باستثناء تلك التي لا تتعارض مع خاصية تحول شكله حسب عوامل الضغط للأشياء التي يلامسها. وبالتالي، من المهم جدًا في الخيمياء الروحية أن يكون هناك وفرة من الحديد في عملية الاندماج المعدني. ومع ذلك، لا يمكننا استخدام الحديد في حالته الفاسدة الشائعة. أولاً يجب إزالة الصدأ وإلقائه جانباً.
الحديد في الشخصية يمثل الرغبات الأنانية والحيوانية والقدرات الهدامة والبناءة. وبدون الحديد سيكون الإنسان عبدًا دائمًا للخوف والقلق؛ يفتقر إلى القدرة على النضال لتحقيق هدفه، وسيكون في حالة من الرهبة الدائمة. ويظهر الحديد عادة في الحياة كشدة في الرغبة. ولكن بما أن العمل دائمًا ما يكون أقوى عند توجهه مع الرغبة، فلا ينبغي أبدًا بذل الجهد لقتل الرغبات وكبتها، بل لتحويلها إلى قنوات بناءة للفرد بذاته وتعمل من أجل خير الجميع.
لم يحدث أي إنجاز أو شيء عظيم بدون الحماسة، وحيث لا يوجد الحديد، لا يوجد حماس أيضًا. ولا يعتمد حفظ البقاء على الرصاص أو الحذر فحسب، بل يعتمد أيضًا على الحديد؛ القدرة على الجرأة والقتال والنضال ومقاومة التأثيرات الخارجية. حتى المزاج هو أحد الأصول الأكثر قيمة، حين يتم التحكم به جيداً؛ لأنه يسمح بارتداد مرن. لا يمكن أبدًا إحباط رجل بهذا النوع من المزاج؛ لأنه يقوم بمجرد سقوطه. إنه لا يقبل الهزيمة باعتبارها نهائية أكثر من قبول الزنبرك الفولاذي للانحناء عندما يتم ثنيه.
الحديد قيم للغاية في التدمير والبناء على حد سواء. ولكن ليكون مفيداً في الخيمياء الروحية، يجب رده إلى مادته الأولى في جوهره الروحي. ويجب استخدامه ليس فقط كسلاح للدفاع الجسدي، بل لتدمير الأفكار الخبيثة والضارة التي تهدد روحانية النفس. ويجب استخدامه لهدم وتدمير صيغ وأشكال المعتقدات والظروف الاجتماعية التي تهدد الحياة الروحية للمجتمع ؛ وتحويله بعناية ليصبح سيفًا من أجود أنواع الفولاذ، موجهًا ضد جحافل الظلام التي تغزو العوالم النجمية السفلية.
يتم وضع الحديد في الفرن العاكس (التحدي البيئي) من وقت لآخر، وبعد ذلك يتم صقله في أداة بناءة. إن الأفكار الروحية الفاعل المؤثر ( الإيجابي ) يجب أن يسيطر في النفس، ويوجّه للعمل على نشر نور الحقيقة، ويجب أن تحث نفسك على الجهاد الدؤوب من أجل الغير، وأن يصبح الحديد أدوات بناءة حقيقية في تشييد صرح الكون الإلهي.