هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

الراجا يوغا - الدرس السادس [6] || سوامي فيفيكاناندا

Ile

مريد جديد
المشاركات
47
مستوى التفاعل
499
البراتياهارا والدهارنا - Pratyâhâra & Dhâraṇa




الخطوة التالية تدعى بالبراتياهارا - Pratyâhâra، فما معناها؟ أنتَ تعلم كيف يتم إستقبال التجارب الحسية وإدراكها. أولا هناك اللواقط أو المستقبلات الخارجية، ثم الأعضاء الداخلية التي تعمل عبر الدماغ، ثم هناك العقل.

عندما تجتمع كل هذه الأشياء وتعلق نفسها أو تركز على شيء خارجي، أنذاك نقوم بإدراك هذا الشيء. بنفس الوقت، يعتبر أمرا صعبا تركيز العقل على عضو واحد فقط، العقل عبد.


نسمع كثيرا "كن جيدا" "كن جيدا" "كن جيدا" والتي يتم تعليمها عبر العالم بأسره. إنه لمن الصعب أن نجد طفلا في أي دولة من العالم لم يتم إخباره بأن "لا تسرق"، "لا تكذب"، لكن لا أحد يخبر الطفل بكيفية القيام بذلك. الكلام غير كاف. ما المانع من أن يصبح الطفل سارقا؟ نحن لا نعلمه كيف ألا يسرق، نحن فقط نخبره بـ "لا تسرق."


فقط عندما نعلمه كيف يتحكم بعقله عندها نكون فعلا قد ساعدناه. كل الأفعال، داخلية وخارجية، تحدث عندما يدمج العقل نفسه بأحد المراكز، هذه المراكز هي الأعضاء. طواعيةً او كراهيةً العقل ينجذب لدمج نفسه بهذه المراكز، وهذا سبب قيام الناس بأفعال أنانية تعود عليهم بالمعاناة، بينما إذا كان العقل تحت التحكم لن يقوموا بتلك الأفعال. فماذا ستكون نتيجة التحكم بالعقل؟ عندها لن يدمج نفسه بمراكز الإدراك، وبشكل طبيعي، الإحساس والإرادة سيكونان تحت التحكم أيضا. هذا واضح لحد الأن. فهل هو ممكن؟ بالطبع ممكن. أنت تراه بوقتنا الحاضر، المعالجون بالإيمان يعلمون الناس رفض المعاناة، الألم والشر. فلسفتهم بالأحرى هي حلقة دائرية، لكنها في الحقيقة جزء من التعاليم اليوغية التي وصلتهم بشكل ما. في الحالات التي ينجحون فيها بجعل الفرد يرمي المعاناة عن طريق رفضها يكونون فعلا قد قامو بتعليم جزء من الـPratyâhâra، فقد جعلو عقل الشخص قويا بما يكفي لتجاهل ورفض الأحاسيس التي تصله عبر الأعضاء او اللواقط الحسية، المنومون بالإيحاء يعملون بطريقة مشابهة، إيحائهم يقوم باستثارة نوع مرضي من الـPratyâhâra لوقت معين. الإيحاء او الأوامر تستطيع العمل فقط على جسد مريض وعقل ضبابي. وإلى أن يقوم المنوم، عبر التحديق الثابت أو غيره من الطرق، بوضع عقل الشخص في حالة إستقبال بنجاح، إيحائاته لن تعمل أبدا.


التحكم بمراكز العقل لدى شخص ما بالإيحاء أو الشفاء بالإيمان هو شيء مستهجن، لأنها تعود بالدمار على الشخص، فالعقل هنا لا يتم التحكم به بقوة الإرادة الشخصية بل يكون كما لو تعرض للتخدير. كالأحصنة في الجيوش القديمة لم يتم التعامل معها بالقوة العضلية والزمام بل أحيانا يتم ضربها بشدة على رأسها لوضعها بحالة تخدير مؤقتة تكون خلالها وديعة.


بكل مرة يخضع الشخص لهذه الممارسات يفقد جزء من طاقاته العقلية، وفي الأخير، وبدلا من أن يحصل العقل على قوة مثالية يصير ضعيفا وبدون شكل، والمكان الأخير الذي تبقى لهذا الشخص هو مستشفى المجانين.


كل محاولة للتحكم بالعقل عن طريق مؤثرات خارجية كالمنومين وغيرهم، هي ليست فقط كارثية، بل ضد الهدف والغاية. فهدف كل روح هو الحرية، والتحكم التام، الحرية من عبودية المادة والفكر، والتحكم و السيادة على كل الطبيعة، داخلية وخارجية، إن كل إرادة قادمة من مصدر خارجي غيري، وبأي شكل، سواء على شكل تحكم مباشر بإعضائي، أو أنها تجعلني أتحكم بهم بينما أكون تحت تأثير الإيحاء من أحد المنومين، هذا لن يقوم سوى بإضافة سلسلة أخرى للأغلال الثقيلة من الأفكار والتصورات الخائطة المتواجدة أصلا، وبالتالي، كن حذرا في كيفية سماحك للأخرين بالتأثير عليك. كن حذرا لكيفية جلبك الدمار للأخرين بدون علمك. نعم، البعض ينجح في عمل الخير للعديدين لبعض الوقت، لكن بنفس الوقت، يجلبون الخراب للملايين عن طريق الإيحائات والتأثير على العقل الباطن، فيجعلونهم بحالة إستقبال سالبة مرضية وكأنهم بلا أرواح أو إرادة خاصة.

كائنا من كان، الذي يطلب من الأخرين التصديق أو الإيمان بشكل أعمى، أو يؤثر على الأخرين بإرادته القوية، هو جالب خراب للبشرية ولو لم يكن ينوي ذلك.

لهذا إستعملو عقولكم، تحكمو بالجسد والعقل بأنفسكم، تَذَكر أن التأثيرات وإرادة الأخرين والإيحائات القادمة من الخارج لا تعمل عليك إلا إن كنت مريضا، تجنب جميع من يطلبون منك الإيمان بشكل أعمى، تجنبهم مهما كانو أخيار وعظماء.

بكل أنحاء العالم توجد مذاهب فيها صراخ وعويل ونط ورقص، تنتشر كالنار في الهشيم، هؤلاء أيضا يندرجون تحت ما نتحدث عنه هنا، في البداية تأثيرهم يصيب الأشخاص ذوي الحساسية العالية، ومع الوقت، يمتد ذلك ليصيب أمة كاملة بالتقهقر والإنحلال، في الحقيقة إنه لمن الأفضل للفرد وجموع الناس أن يظلو أشرار منحطين مِن أن يظهرو على أنهم صالحون بهذه الممارسات المريضة والتأثيرات الخارجية، القلب يغص عندما نفكر بحجم الضرر الذي عانته الإنسانية بسبب هذه الممارسات الدينية اللامسؤولة ولو كانت بِنية حسنة.

إنهم لا يعلمون أن العقول التي تصل فجأة إلى نوع ما من الروحانية تحت تأثيراتهم، مع الموسيقى والصلوات، هي فقط تجعل من نفسها مستقبلة، ضعيفة ومريضة، وتفتح نفسها لتأثيرات الأخرين الخارجية بكل أنواعها حتى لو كانت شرا مطلقا.

هؤلاء الجهلة المخدوعون، الذي يأثرون على الأخرين بهذه الممارسات، وبينما هم فخورين بإنجازهم وكيف أنهم إستطاعو تغيير قلوب الناس مع ظنهم أن قوتهم أعطيت لهم من إله ما في السماء، لا يعلمون انهم يزرعون بذور الخراب والجريمة والجنون والموت.

لهذا كن دائما حذرا من أي شيء يسلبك فردانيتك وحريتك وإستقلاليتك، أي شيء قد يسلبك إياها فهو خطير ويجب تجنبه بأي وسيلة.

الذي نجح في ربط أو فصل عقله عن أحد المراكز (الأعضاء - اللواقط الحسية) عن طريق إرادته الخاصة فقد نجح في الـPratyâhâra،

يكون ذلك عبر مراقبة قوى العقل الصادرة، ثم تحريرها من عبودية الحواس. عندما نفعل هذا نكون تقدمنا بشكل ملحوظ، وعندها نمتلك قوة إرادة ومراقبة، أما قبل هذا، فنحن مجرد ألات.

كم هو صعب التحكم بالعقل، لقد تم تشبيهه بقرد مجنون. كان هناك قرد، هائج وعصبي لا يجلس بهدوء بطبيعته، كما هو الحال مع كل القردة، وفوق هذا، مما زاد الطين البلة، قام أحدهم بإعطاء خمر للقرد، فصار سكرانا، وبعد هذا لدغ عقرب القرد فصارت حالته أسوأ مما كانت عليه، لكن الامر لم يتوقف هنا، فقد جاء شيطان وتقمص جسد القرد! أي لغة يمكنها وصف الجنون المطلق الذي يمر به هذا القرد الأن؟


العقل البشري كهذا القرد تماما، بطبيعته يشتغل بلا إنقطاع طوال الوقت، ثم يصير سكرانا بخمر الرغبة، فيزداد إضطرابه، بعد أن تستحوذ الرغبة على عليه تأتي لدغة عقرب الغيرة من الأخرين الذين حققو رغباتهم، وأخيرا يأتي شيطان الفخر والكبرياء فيستحوذ على ما تبقى من العقل، جاعلا إياه يظن نفسه أهم شيء بهذا الوجود، فكم هو صعب التحكم بهذا العقل.

الدرس الاول إذا هو، الجلوس وترك العقل يشتغل لوحده ومراقبته، هو يشتغل طوال الوقت، مثل القرد الذي ينط من شجرة لأخرى، أترك القرد ينط قدر ما يريد، أنت ببساطة إنتظر وراقب. وكما يقول المثل فالمعرفة قوة، وهذا صحيح، وإلى أن تعرف ماذا يفعل وكيف يشتغل العقل فلن تستطيع التحكم به.

أطلق جماحه وإتركه يفعل ما أراد بشكل كامل، العديد من الأفكار الشنيعة قد تطفو على سطح العقل، ستتفاجئ وتتسائل كيف يمكن لهذه الأفكار أن تأتي لي؟! لكنك ستجد يوما بعد يوم أن أهواء العقل تخف من شدتها وحِدتها، وأنه يصير أكثر هدوءا مع كل يوم. في الشهور الاولى ستجد أن العقل لديه ألف فكرة، بعد ذلك سترى أن النشاط قد قل، ربما إلى سبعمئة فكرة، بعد عدة شهور أخرى سيقل العدد عن ذلك وهكذا، وفي النهاية سيكون العقل تحت تحكم مثالي، لكن يجب ان نمارس بصبر كل يوم. فحالما يسري البخار في المحرك سيشتغل هذا الأخير، وحالما تستمر الأشياء بالظهور أمامنا يجب أن نراقب، فلهذا، وليثبت الإنسان أنه ليس بألة يجب أن يبرهن أنه ليس تحت سيطرة أي شيء. التحكم بالعقل وعدم السماح له بالإلتحام بمراكز الحس هو الـPratyâhâra.

كيف يتم التمرن على هذا؟ إنه عمل طويل المدى لن ينتهي بيوم واحد. فقط بعد ممارسة وصبر لسنوات يمكن ان ننجح.

الدرس القادم يعتمد على هذا، بعد ممارستك للـPratyâhâra لمدة من الوقت، إنتتقل للخطوة التالية، الـDhâranâ، توجيه العقل لنقاط محددة، فما المقصود بهذا؟ إنه جعل العقل يحس بمناطق معينة من الجسد ويتجاهل أخرى. كمثال، حاول ان تحس فقط بيدك مع تجاهل باقي الجسد. عندما تكون Chitta، أو - التفاعلات العقلية - المجال العقلي - مركزة ومحدودة بمكان واحد، هذا هو ما يسمى بـDhâranâ.

الـDhâranâ بها أنواع، ومرافقا لهذا، من المستحسن أن يكون هناك بعض التلاعب بالمخيلة، مثلا، يتم جعل العقل يفكر بنقطة معينة من القلب، هذا صعب، مثال أخر أسهل يكون عبر جعل العقل يتخيل زهرة لوتس في مركز القلب. زهرة اللوتس هذه مليئة تشع بالنور، ضع العقل هنا، أو فكر بزهرة اللوتس في الدماغ وهي تشع بالنور، أو في باقي مراكز الـSuṣumnâ التي سبق ذكرها.

على اليوغي أن يتمرن دائما، عليه أن يحاول العيش وحيدا، مرافقة الناس بمختلف أنواعهم تلهي العقل، عليه ألا يتحدث كثيرا، لأن ذلك يلهي العقل، عليه ألا يعمل كثيرا، لأن العمل الكثير يلهي العقل، لا يمكن التحكم بالعقل بعد يوم كامل من العمل الشاق. شخص بعزيمة كهذه يصير يوغيا.

هذه هي قوة الخير، أقل القليل تنتج عنه منفعة عظيمة ولن تضر بأحد، أول شيء هو أنها ستخفض من حدة إستثارة النظام العصبي، ستجلب الهدوء، وتتيح لنا رؤية الاشياء بوضوح أكثر، المزاج سيتحسن، والصحة ستتحسن، جمالية الصوت ستكون من العلامات الأولى، عيوب الصوت ستتغير، هذه ستكون علامة من العلامات الاولى التي ستظهر، الذين يتمرنون بإجتهاد أكثر سيلاحظون علامات أخرى بالإضافة لما سبق، أحيانا سيكون هناك أصوات كقرع الاجراس يتم سماعها من بعيد، تختلط ويتم سماعها كصوت مستمر، أحيانا ستتم رؤية أشياء، كرؤية نقاط من الضوء التي تكبر وتكبر، وعندما تأتي هذه الأشياء، إعلم أنك تتقدم بسرعة كبيرة، هؤلاء الذين يريدون أن يكونو يوغيين، وتمرنو بشدة، عليهم الإهتمام بغذائهم أولا، هؤلاء الذين يريدون تحقيق تقدم سريع جدا، إذا كان يمكن أن يعيشو على الحليب فقط لعدة شهور، ومع الحبوب، سيجدو أن هذا الغذاء مفيد، لكن بالنسبة لهؤلاء الذين يريدون التمرن فقط قليلا كل يوم ويمارسو باقي النشاطات الحياتية، يمكنهم أكل ما شاؤو لكن يجب أن لا ياكلو كميات كبيرة.

الذين يريدون التقدم بسرعة شديدة، والتمرن بشدة، إتباع نظام غذائي صارم هو أمر أساسي، فكلما صرت أكثر حساسية وتطورا ستجد أن أبسط شيء يجعلك غير متوازن، غذاء أكثر أو أقل من اللازم سيعكر صفو نظامك، وإلى أن تكتسب التحكم التام، حينها يمكنك أكل ما يحلو لك. ستلاحظ حينما تبدأ بالتركيز أن سقوط قلم سيكون أثر في دماغك كالصاعقة، الاعضاء تصير أكثر حساسية، والإدراك أيضا، هذه هي المراحل التي يجب علينا المرور منها، وهؤلاء الذين سيواظبون سينجحون.

تخلى عن كل الجدالات وباقي الملاهي، هل هناك أي إستفادة من هذه الانشطة العقلية والثقافية؟ هي فقط تزيح العقل من توازنه وتزعجه، هذه الأشياء يجب إدراكها وعيشها ومشاهدتها، هل الكلام سيفعل هذا؟ إذا تخلى عن كل الكلام العبثي، إقرأ فقط الكتب المألفة من أفراد مستنيرين.

كن مثل محار اللؤلؤ، هناك حكاية رمزية جميلة عن أنه إذا كانت تمطر عندما يكون النجم Svâti في الطالع، وتسقط قطرة داخل المحار، هذه القطرة ستصير لؤلؤة، المحار يعلم هذا ولذلك يصعد للسطح عندما يظهر ذلك النجم، ثم ينتظر ليمسك بالقطرة الثمينة، عندما يحصل على واحدة يغلق المحار الصدفة بسرعة ويهبط لقاع البحر، منظرا بصبر هناك إلى أن تتحول القطرة إلى لؤلؤة. علينا أن نكون هكذا، أولا نسمع، ثم نفهم، ثم بعد ذلك نتخلى عن كل الملاهي، ونغلق عقولنا عن التأثيرات الخارجية ونخصص انفسنا لتطوير الحقيقة داخلنا.

هناك خطر بتضييع طاقتنا عبر اخذ الفكرة فقط لأنها جديدة، وبعد ذلك التخلي عنها والبحث عن فكرة أخرى جديدة، خذ شيئا واحدا فقط وإفعله، وقم بالوصول إلى نهايته، وقبل أن ترى النهاية، لا تتخلى عنه.

الذي يستطيع ان يصبح مهوسا بفكرة، وحده يستطيع رؤية النور. هؤلاء الذين يأخذون قضمة من هنا وهناك لن يصلو لأي شيء أبدا. ربما يدغدغون المسارات العصبية باجسادهم لبعض اللحظات، لكن هنا سينتهي الأمر. سيكونون عبيدا للطبيعة وقوانينها ولن يعبرو أبدا لما هو فوق الحواس.

هؤلاء الذين يريدن فعلا أن يصبحو يوغيين عليهم أن يتخلو وبشكل كامل وقاطع عن أخذ قضمة من هنا وهناك..زهرة من كل بستان. خذ فكرة واحدة، إجعل هذه الفكرة حياتك، أحلم بها، فكر بها، عش في تلك الفكرة. أترك الدماغ، الجسد، العضلات، الأعصاب، كل جزء من جسدك مليئا بتلك الفكرة، واترك كل الأفكار الاخرى لوحدها ولا تلتفت إليها، هذا هو طريق النجاح، وهذه هي طريقة تنشأة العمالقة في الطرق الروحية. الأخرون هم مجرد ألات. إذا كنا حقا نريد أن نكون مباركين، ونجعل الأخرين مباركين، علينا أن نسبر الأغوار عميقا، وأول خطوة هي، عدم إزعاج العقل وتعكير صفائه، عدم الإرتباط أو الإقتراب من الأشخاص الذين أفكارهم مضطربة.

كلكم تعلمون أن بعض الأشخاص، الأماكن، الأطعمة، تنفرك وتبعدك عنها. إذا إبتعد عن هذا كله، وهؤلاء الذين يريدون أن يصلو لأعلى القمم، عليهم تجنب معاشرة كل الأشخاص، صالحهم وطالحهم. تمرن باجتهاد وشدة، سواء كنت ستعيش أو ستموت، هذا لا يهم. عليك أن تغوص وتبدأ العمل بدون التفكير بالنتيجة. إذا كنت شجاعا كفاية، في غضون ستة أشهر ستكون يوغيا مثاليا. لكن بالنسبة للأخرين، الغير مجتهدين، الذين ياخذون قضمة من هنا وهناك ولديهم ألف فكرة وعمل بنفس الوقت، هؤلاء لن يصلو للقمم العالية. إنه شيء عديم الفائدة أن تأخذ دروسا بهذه الحالة. هؤلاء الملئى بالـTamas - المواد الفيزيائية والفكرية الثقيلة الباعثة على الخمول والكسل - جهلة وكسولين، هؤلاء الذين عقولهم لا تثبت على فكرة واحدة، هؤلاء الذين يشتهون أشياء من أجل الترفيه عن أنفسهم، ينجذبون للدين كنوع من التسلية، ويحصلون على بعض منها، هؤلاء غير مجتهدين ولا مثابرين، يسمعون حديثا، فيقولون أنه جيد وجميل، ثم يذهبون لمنزلهم وينسونه.

من أجل النجاح عليك أن تنمي مثابرة واجتهادا عظيما، إرادة عظيمة. "سأشرب المحيط!" هذا ما تقوله الروح المجتهدة. "تحت إرادتي ستنهار الجبال إلى أعلى!".

إمتلك هذا النوع من الطاقة، هذا النوع من الإرادة، إعمل باجتهاد، وستصل للهدف.


===================================


الصورة والشرح التالي إضافة من المترجم



p02(1).jpg



هذه الصورة التقطت لحيطان في بعض الأديرة في الشرق، والعديد منها كان محرم رؤيته للغرباء او اي شخص ليس من الدير، وهذه الجدارية كانت من إحدى هذه المحرمات، والان هي متاحة للجميع، كل شيء ملخص هنا، توجد العديد من الرموز لكن الاساسيين هما الفيل والقرد، بأسفل الصورة على اليمين هناك مريد يركض وراء القرد والفيل وهما امامه

الفيل من اقوى الحيوانات، هو العقل

ثم لدينا القرد ينط من شجرة الى شجرة ولا يلبث اكثر من ثانية في نفس المكان، هو الإلهاء المستمر وتحول الانتباه والتركيز من شيء لاخر بشكل مستمر، لاحظ ان القرد في المراحل الدنيا كان هو الذي يجر الفيل ويتحكم فيه عبر رباط

هذا يعني انهما يعملان بشكل اوتوماتيكي وصاحبنا المسكين لا حول له ولا قوة فهو مجرد ضحية وتابع لهما

مع التدريب المستمر وشيئا فشيئا المريد يصير بالمقدمة ويركب الفيل ويختفي القرد
التحكم الكامل بالعقل والجسد وما بينهما هو هدف المتدربين

وعندما اقول تحكم بالعقل لا اقصد الافكار، فهذه ليست سوى جزء بسيط وصغير من العقل

والتحكم لا يعني الكبح والقمع

قد تكون هناك سيارة تنزل من منحدر ويقوم شخص ما بمحاولة ايقافها عبر دفعها بيديه في الاتجاه المعاكس، هذا كبح وقمع، لكن ان قام بركوبها وذهب الى اعلى القمة او الى مكان اخر، هذا تحكم.

حينها اللاوعي يصير وعيا

ونفس الشيء بالنسبة للجسد، يمكن التحكم بكل شيء فيه وبكل ميكانيزماته من ابسطها الى اعقدها، حتى القلب يمكن تسريع نبضاته او إبطائها او حتى ايقافه ثم تشغيله مجددا

الانسان عادة لا يستعمل سوى جزء بسيط من القدرات الكامنة بجسده وعقله.
 

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى