هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

نهج الشفاء الحيوي (9) الماكروبيوتك والكيتو دايت وميزان الغذاء بين الحبوب والدهون

سيد الأحجار السبعة

عابر الزمن الثالث
المشاركات
597
مستوى التفاعل
1,056
الموقع الالكتروني
alkynilogy.blogspot.com
"بسم الله الرحمن الرحيم"
1696351543562.png


مصادر الطاقة البيوكيميائية : الكربوهيدرات والدهون هضماً واستقلاباً وتأثيراً

مصداق آخر لتوازن نظام الماكروبيوتك ... خدعة الكيتودايت



... مدخل ...

يتكاثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الغذاء من المنظور الطبي الجزئي البحت ، فبعد أن أهمل الطب الجزئي لعقود المجال الغذائي ، دخل به من أوسع أبوابه ، تحت شعار "الكيتو دايت" الذي صار الشغل الشاغل لمدعي العلم في المجال الغذائي والذين لم يطلعوا جيداً على الأنظمة العلمية الأخرى المبنية على فلسفات أخرى غير فلسفة الوضعية المنطقية ، وبالطبع هم لم يفكروا حتى ما هي الفلسفة التي يقوم عليها نظامهم الطبي ، وشربوا الطعم هم والكثيرون غيرهم بكل سهولة حين أعلن عن مولد علم التغذية الجديد القائم على الوضعية والذي دعي باسم "الحمية الكيتونية" والتي اصبح يروج لها بانها تخالف كل شيء سائد وفي الواقع هي متناغمة تماماً مع النظام الطبي الغربي الذي تم إنشاؤه في القرن المنصرم ، ولا تختلف عنه إلا بكونها حالة أكثر تشعباً وتعقيداً ، لقد دعاني هذا للقلق بشأن ما يتم تحضيره للسنين المقبلة ، المنظومة المادية تتشعب وتتفرع أكثر وأكثر ، وهذا سيجعل الناس يغفلون عن محاكمة أصولها ويلتهون بمحاكمة الفروع بناءً على أصول من المنظومة نفسها ، ترى هل هذه خطوة للعولمة التي وعد بها رؤساء أمريكا منذ اجل متوسط البعد ؟ وهل سوف تتم عملية "الإقصاء بالقوة" لجميع الآراء والنظريات التي تخالف رؤية المنطق العلمي السائد بعد ان اشبعت عقول الشعوب اللاواعية بطريقة التقييم والتفكير الوضعية ، وبعد أن تمت هجرة الفلسفة من سطح الأرض بالاختيار ، سوف تهاجر بالإجبار ؟ أرجو أن يجد كل واحد منا الحلول المناسبة للتكيف مع هذه الاحتمالات ريثما يتم تجاوزها نهائياً.

سوف ننطلق في هذا البحث من أصول يقينية في الطب الجزئي ، ولا بأس بيقينيتها الفلسفية ، مستمدة من الطب الجزئي ، ومن ثم وبعد إثبات بعض النقاط ، سنذهب إلى التأويل الذي يستخدمه الطب الكلي لهذه الجزئيات ، والتوصيات الخاصة بها.

المعلومات المعروفة والمذكورة في الكتب الجامعية والمنتشرة على مواقع النت والتي عليها اتفاق تام نظراً لثبوتها بالطرق العلمية التقليدية ، سوف لن يتم ذكر مصادرها هنا ، وذلك للاختصار ولترك ذلك للقارئ المحترم الذي سيطلع بالتتابع على منهجنا في المعرفة.​
 
  • لايك
التفاعلات: Oskar

القسم الأول : تعريف الدهون والسكريات :


هي مواد غذائية ذات خصائص كيميائية معينة ، فالدهن ذو طعم رطب مالح ، وذو قوام شبه سائل ، والسكريات ذات طعم حلو معتدل إلى شديد ، وذات قوام صلب نسبياً ، الاستخدام الأساسي للدهون في الجسم فيزيائياً هو صناعة الكولسترول وجزء من الأغشية الخلوية لا سيما في الخلايا العصبية ، وهناك وظائف أخرى كاختزان فيتامين د ، والهدف الأساسي من الكربوهيدرات هو إعطاء الطاقة للجسم وصناعة الدهون المشبعة دون الاعتماد على مصدر خارجي لها.

أنواع الدهون :

1) من حيث الإشباع :

الدهون المشبعة هي دهون أشبعت بالارتباط الهيدروجيني للذرات الكربونية ، بحيث لا يقوى الجزيء على الارتباط بمواد كيميائية أخرى ، وهذه الخاصية بالذات هي المسؤولة عن جميع السلوكيات الكيميائية للدهون المشبعة ، إنها متقاربة الأحماض بشكل شديد جداً ، مما يجعلها عالية الكثافة وهذا هو السبب في تصلب هذه الدهون في درجة حرارة الغرفة ، وهذا ما يجب أن تذكره أيها القارئ المحترم ، طوال قراءتك للمقال على الأقل.

بينما تكون الدهون غير المشبعة – كما هو معروف – قابلة للكثير من التفاعلات ، فإن الدهون المشبعة لا تتحلل داخل الجسم بالأحماض أو القواعد او الكحول أو أي شيء آخر سوى نوع خاص جداً وصعب جداً من الأكسدة ، وهذا يعني أن الدهون غير المشبعة طرية ولينة ، والدهون المشبعة صلبة وقاسية.

تنقسم الدهون اللينة الغير مشبعة إلى أحادية اللاتشبع ومتعددة اللاتشبع ، والأولى موجودة في زيت الزيتون وزيوت أخرى نباتية ، والثانية موجودة في السمك والمكسرات وبنسبة خفيفة في الزيوت النباتية الأخرى.

2) من حيث طول السلسلة :

تتكون الدهون من سلاسل كربونية مختلفة الأطوال ، الغالبية العظمى منها تتراوح ما بين 4 إلى عشرين ذرة كربون ، القصيرة تقع بين 4 و 6 ذرات للسلسلة ، ودائماً ما تكون مشبعة، وهي تدخل الدم مباشرة. وتشمل أغلب الدهون الحيوانية ، بينما المتوسطة تكون أحياناً غير مشبعة ، لكن أغلبها مشبع ، وتوجد بكثرة في الزيوت الاستوائية كزيت جوز الهند ، وهي أيضاً تدخل الدم مباشرة ، ولذلك تقوم برفع إنتاج الكولسترول بسرعة لكي يتحمل الجسم وجودها في الدم.

الدهون الأخيرة في هذا التصنيف هي الدهون طويلة السلسلة ، وهي بين 14 و 18 ذرة كربون واحياناً تكون أطول ، قد تكون مشبعة أو أحادية اللاتشبع أو عديدة اللاتشبع ، من أمثلة المشبعة حمض الشمع ، وحمض زيت النخيل ، وأحادية اللاتشبع حمض الزيتيك أوميغا 9 في زيت الزيتون ، وعديدة اللاتشبع كل من أوميغا 3 وأوميغا 6.

إن الدهون أحادية اللاتشبع تكون غير قابلة للتزرنخ والتأكسد بسهولة ، وهذا يعني أن زيت الزيتون قابل للطهو العادي والخفيف دون أن يحدث أضراراً تذكر ، خاصة وأنه يحتوي مضادات أكسدة عالية جداً ولذلك يعتبر الطهو به أكثر أماناً من كل الزيوت الأخرى.

أنواع السكريات :

1) البسيطة :

يتكون جزيؤها من سلسلة واحدة ، وهذا السبب في كونها سريعة التحلل والهضم ، وتصل للدم مباشرة ، وهذا يجعل معالجتها من قبل البنكرياس والكبد صعبة ، حيث يحتاج البنكرياس إلى إفراز كميات كبيرة من الأنسولين لنقل كافة الغلوكوز إلى الخلايا العضلية والكبد ، وهذا يشكل عبئاً ويؤدي لتراكم الدهون ، وهي أربعة أنواع : الفركتوز [ سكر الفاكهة ] ، واللاكتوز [ سكر اللبن ] والسيكروز [ سكر المائدة ] والمالتوز [ سكر محلي الشعير ]. كما نرى فإن الفاكهة والحلويات الطبيعية بجميع أنواعها ، إضافة للبن تحتوي سكريات بسيطة، من المهم أن نعلم أن كمية تقل عن ستين غراماً من التمر ، لا تقوم برفع السكر أكثر من كوب من الحليب ، نظراً لاستقلابه البطيئ لاحتوائه على الكثير من المعادن والعناصر الغذائية.

2) المعقدة :

موجودة في الحبوب والخضروات. تتكون من اتحاد سلسلتين أو أكثر من السكريات البسيطة في جزيء واحد ، وهذا يبطئ استقلابها للغاية ، وهناك نوعين أساسيين لها هما النشأ الموجود في الجزء الداخلي للحبوب والخضار ، وتصنع منه أغلب المعجنات ، والسيلولوز وهو [ الألياف ] المحيطة بالنشأ ، ومن المهم ذكره هو استغراق النشأ وقتاً أطول بكثير في هضمه عندما يتناول مغلفاً بالألياف ، وهذا السر في انخفاض مؤشر غلاسيمي للكربوهيدرات المعقدة كما سيأتي بعد قليل ، وهذا ما يفسر أن وجبة من الأرز الأبيض ترفع السكر ضعف ما ترفعه نفس الوجبة من الأرز البني ، وتعتبر وجبة الأرز البني مشابهة تقريباً لوجبة من الحليب في معدل رفع السكر ، وينطبق الأمر على كافة أنواع الحبوب الكاملة ، وكذلك فإن وجبة صغيرة من الجزر لا ترفع السكر أكثر مما ترفعه وجبة من الحليب كامل الدسم ، وربما أقل.

مؤشر غلاسيمي glycemic index :


وهو ما لا يتم الحديث عنه نهائياً في أوساط الكيتو بصورته الحقيقية ، وكذلك الأمر بالنسبة للأطباء ، إنه مؤشر يمكن أن يغير كامل مقاييس الغذاء ... يتم تصنيف الأغذية وفق مقياس من 1 إلى مئة ، حيث تشير هذه النسبة إلى ما يفعله محتوى الغلوكوز ضمن الصنف الغذائي المحدد ، مقارنة بنفس محتوى الغلوكوز الصافي الذي لا يحتاج هضماً واستقلاباً ، وهكذا نقيس جميع الأغذية إلى محور إسناد ثابت هو الغلوكوز النقي بعد مرور وقت [ غالباً ساعتين ] على تناول الطعام ، وتفترض نظريات الكيتو المختلفة إمكانية استغناء الجسم عن الغلوكوز وتعويضه بالكولسترول والدهن للحصول على الطاقة ، وسنرى بعد قليل كيف أن الغلوكوز ليس مخلوقاً فقط لأجل الطاقة ، بينما تفترض نظرية الماكروبيوتك [ التي أتبناها شخصياً ] ، أن الغذاء لابد أن يكون متنوعاً بقدر كافي ...

من نتائج مؤشر غلاسيمي ، أن معدل ارتفاع السكر بالدم لا يتعلق فقط بمستوى السكريات التي يتم تناولها ، بل بمدى انحباس جزيئات السكر داخل الطعام تأثراً بنوع السكر ومحتوى البروتين والدهون والعناصر الأخرى معه ضمن نوع معين من الطعام ، وهل هو مطهي أم لا ، وكيف تم طهيه ، فهذه العوامل أهم بكثير من عامل كمية السكريات.​

فوائد الغلوكوز التي لا يتكلم عنها أحد :


في حال تم التخلي عن السكريات والاستعاضة بالدهون أو البروتينات ، يعمل الدماغ بنسبة 7۰% من قوته التي يعمل بها عندما يعتمد على السكر المعتدل ، لكن الفائدة الأكبر للغلوكوز بالنسبة للدماغ وحسب د. فريد بول جولد هي تحسينه للذاكرة طويلة الأمد والوظائف المعرفية وتم عزو ذلك لرفعه للأستيل كولين ، وذلك حسب تجارب على الفئران والبشر على حد سواء ، وفي تجربة على مرضى الزهايمر استطاعوا تكوين جمل إنشائية طويلة عند تناولهم للجلوكوز والحبوب ، في دلالة على توقف وتراجع مرضهم.

هناك فوائد أخرى لها ، فهي تعطي شعوراً بالشبع والامتلاء لوقت طويل إذا كانت معقدة ، ويتم امتصاصها وحرقها بالكامل دون توليد أي نوع من التراكمات كما سنرى بعد قليل ، كما أنها تشكل الغذاء الأساسي للأحياء الدقيقة في الأمعاء ، وتقوم بتنظيف جدران الأمعاء من السموم والطعام الفاسد بسهولة ، وتعد السكريات المعقدة صديقة لمضى السكري من الناحية العلمية والعملية وذلك وفق مؤشر غلاسيمي وتجارب علاج السكري بنظام الماكروبيوتك ، وتحتوي السكريات المعقدة على التريبتوفان والميلاتونين والهرمونات التي تنظم النوم وعلى هرمون مشابه للسيروتونين ، وتحتوي الأغذية الغنية بها على الكثير من المعادن والبروتينات ، ولنأخذ مثالاً نخالة القمح :

- تعتبر نخالة القمح من اغنى الأغذية بالبروتين على الإطلاق ، ففيها 19 حمضاً امينياً ، وهي تحتوي جميع الأحماض الأمينية الأساسية ، فكوب من نخالة القمح ( حوالي 50 إلى 60 غرام ) يحتوي على 60% من الحاجة اليومية من التريبتوفان و 30% من الحاجة للتيروسين و600-700 ملغ ارجينين ، و1500-1600 ملغ من الغلوتامين ، وحوالي 20% إلى 30% من الحاجة اليومية لمعظم الأحماض الامينية الأخرى ، حيث ان 20% من النخالة هو بروتين صرف.

- يحتوي كوب من نخالة القمح على 99% من حاجة الجسم للألياف ، وتعتبر الياف نخالة القمح من النوع الممتاز ولذلك فإنها من أفضل الأغذية للبكتيريا النافعة كونها غذاء يحتوي أليافاً وبروتيناً ، ولنفس السبب تستخدم حبوب النخالة في التنحيف.

- يوجد في كوب من نخالة القمح 85% من الحاجة اليومية للمغنيسيوم ، وثلاثة اضعاف الحاجة اليومية للمنغنيز ، و67% من الحاجة اليومية للنحاس ، و82% من الحاجة للسيلينيوم ، وثلث الحاجة من الحديد ، وحوالي 40% من الحاجة اليومية من الزنك.

- تعتبر النخالة غذاءً ممتازاً لفيتامينات ب1 - ب2 - ب3 - ب5 - ب6 - ب9.

- يمكن تناول ما بين 5 - 15 حبة من نخالة القمح أو أكثر يومياً دون آثار جانبية إذا لم يكن هناك تحسس من القمح ، كما يتوجب الإكثار من الحنطة في الغذاء فهي مصدر ممتاز للقمح ، ولا ننسى أن تناول النخالة من أجل البروتين والمعادن يعتبر أفضل من تناول البروتينات والمعادن بشكل مكملات ، نظراً لكون النخالة غذاءً مليءً بالطاقة الحيوية ، فهي مصدر حيوي للغذاء وبالطبع فالأنسب تناول القمح غير المصطنع.

هناك اعتبارات أخرى لفوائد الحبوب الكاملة تتعلق بفلسفة الماكروبيوتك وعلوم الطاقة الحيوية ، مثل توازن طاقتي الين واليانغ ، ودعم طاقة التربة المركزية ، وهي أمور يصعب الحديث عنها وفق المنطق الطبي السائد ، وتحتاج إلى عقل أكثر تفتحاً ، وإلى إصغاء للحقائق الناتجة عن التجربة الحيوية الذاتية وليس الاعتماد المطلق على تجارب للمعامل لم نختر معايير ضباطتها ولم نقم شخصياً بالإشراف عليها ، فهناك مقاييس اهم بكثير من الموضوعية ، فأنت لا تحتاج إلى قياس جميع زوايا وأضلاع المثلثات في العالم للوصول إلى صحة نظرية فيثاغورس، ولا حتى آلاف المثلثات ، ولا حتى عشرات المثلثات ، تحتاج إلى مثلث واحد تنطبق عليه القاعدة لتعلم بعدها أن جميع المثلثات [ المجردة والمادية ] تنطبق عليها نفس القاعدة ، فالطبيعة الخاصة بالمثلثات ، توجب بحتمية أن تخضع جميعها لنفس القانون ، وبالمثل فالتعامل مع الكليات ، ونقل التجربة من المعايير الجزئية إلى الكلية ، سوف يفتح المجال أمام التجربة الذاتية الكيفية ، ولن يعود الأمر حكراً على التجربة الموضوعية التي يتحكم بضوابطها وتفسيراتها ومقدماتها المنطقية مجموعة معينة من الأشخاص ، دون ملاك منطقي لهم بقراراتهم هذه ، والتي ستبدو بطبيعة الحال منظمة جداً بشكل مضلل للأسف ، وهذه التجارب الكيفية تحدث مراراً وتكراراً مع متبعي نظام الماكروبيوتك وعبر ملايين الناس حول العالم ، وهذا يوفر له دعماً خاصاً في وقت منعت فيه التجارب الكمية الموضوعية أن تجرى على الماكروبيوتك أو كل ما له علاقة بالكليات والماورائيات.​
 

القسم الثاني : رحلة الدهون في الجسم :


أولاً : في الأمعاء :


يبدأ هضم الدهون في الفم بواسطة الليباز اللساني ، حيث يتم تكسير بعض الدهون الثلاثية إلى أحادي الغليسرين ، لكن أنواعاً أخرى من الدهون لا يتم هضمها وتبقى سليمة حتى تصل خلايا بطانة الأمعاء ، لكن قبل ذلك يحدث نوع من الهضم للدهون في المعدة بواسطة الليباز المعدي [ الذي يقل كثيراً بعد مرحلة الطفولة ] والهضم الميكانيكي ، أما عملية تكسير الدهون الحقيقية فتبدأ في الأمعاء الدقيقة ، حيث يتم إفراز الليباز البنكرياسي الذي يصل من قناة البنكرياس إلى الاثني عشر ثم ينتشر في الأمعاء الدقيقة ، بالإضافة إلى الاملاح الصفراوية المنتجة من قبل الكبد والمرارة ، وعندما تصبح دهوناً حرة [ وحدات غليسرين وسلاسل دهنية منفصلة ] يتم امتصاصها من قبل الخلايا الزغابية الماصة على بطانة الأمعاء ، ثم تدخل فئة من الدهون في الدم مباشرة ، وهي الدهون الذوابة في الماء بدرجة قليلة ، أي الدهون قصيرة ومتوسطة السلسلة والفوسوفليبيدات والجليسرول، أما الأحماض الدهنية طويلة السلسلة فلا تدخل للدم مباشرة.

ثانياً : رحلة الدهون قصيرة ومتوسطة السلسلة :

العامل الرئيسي الأول لأضرار الدهون المشبعة :​

من المهم أن تعرف أيها القارئ ، قبل أن تقرأ المزيد في هذا البحث ، أنك تدخل إلى مستنقع مليء بالفخاخ العلمية والدراسات الموبوءة ، ولتتعرف جيداً إلى حقيقة تأثير الدهون المشبعة على الكبد ، لابد أن تدرك ما يحاول بعض ممارسي الطب الغذائي الجزئي أن يقنعوك به ، إنهم يقومون ببث وابل من الأدلة على معلومات متفرقة بحيث يتم الإيحاء أحياناً أنها مجموعة كبيرة من الأدلة على فرضية واحدة وهي فرضية الكيتو ، فهم يوحون لك أن سبب الكبد الدهني هو السمنة ومقاومة الأنسولين ، وبعلاجهما يتم التخلص منه ، ولكن الحقيقة أن سبب مقاومة الأنسولين هو الكبد الدهني ، وبالتالي لا يمكن اعتبار السمنة سبباً للكبد الدهني لأنه وحسب فرضيتهم فالسمنة تأتي بالكبد الدهني كنتيجة لزيادتها لمقاومة الأنسولين ، ولهذا السبب ، تسقط جميع الأدلة على أن الكيتو جيد للكبد الدهني باعتباره يزيل مقاومة الأنسولين [ وفي الوقع هو لا يزيل إلا الأنسولين نفسه كما سترى بعد قليل ] ، ولذلك لا تنخدع حينما يخبروك بأن الكيتو يناسب ، لا بل يعالج الكبد الدهني ، وتذكر أن مجرد تناول الدهون المشبعة ودخولها للكبد سيفعل عمل الجينيوم الخاص ب N.A.F.L.D وهذا ما تم إثباته مؤخراً ، ومن الطبيعي أن تنخفض مستويات الكبد الدهني في الأيام الأولى من اتباع الكيتو ، لأن الجسم سيعتمد على الدهون المشبعة كعامل للطاقة وسيلغي عبئ السكريات البسيطة ، لكنه بعد قليل سوف يتعرض لصدمات تدريجية نتيجة التراكم البطيء لبقايا الدهون المشبعة التي مرت من الكبد ، وهذا أمر حتمي بسبب عمل الجينات وآليات عمل الكبد ، الذي لن تستطيع تحريفه الدراسات المضللة ، وتذكر أن التجربة الشخصية التي تعرف ضوابطها وعناصرها وأفرادها ومقدماتها الشخصية ، هي خير برهان ... وإليك التفاصيل من دراسات أخرى موضوعية :

تمتص الدهون المشبعة وقصيرة ومتوسطة السلسلة مباشرة إلى الدم لأنها قابلة للذوبان في الماء قليلاً ولذلك تستطيع النفاذ من الغشاء المخاطي لبطانة الأمعاء ، وهذا يؤدي إلى ذهابها نحو الكبد مباشرة ، على المدى الطويل يؤدي ذلك على نتيجة حتمية ، ألا وهي مرض التشمع الكبدي غير الكحولي Nonalcoholic fatty liver disease [ اختصاراً N.A.F.L.D ] ، على سبيل المثال ، أظهرت دراسة نشرت في مجلة مرضى رعاية السكري Diabetes Care ، ارتباط الدهون المشبعة بهذا المرض ، حيث تم تقسيم مجموعة من العينات إلى ثلاث فئات تم إعطاء كل منها ١٠٠٠ سعرة حرارية يومياً لمدة ثلاثة أسابيع ، أخذت الفئة الأولى تلك السعرات على هيئة دهون مشبعة ، والفئة الثانية بصيغة دهون غير مشبعة ، والفئة الثالثة بصيغة سكريات بسيطة ... لقد زادت الدهون الداخلية الثلاثية في الكبد بنسبة 55% لدى من تناول دهوناً مشبعة ، بينما زادت بنسبة 33% لدى من تناول السكريات البسيطة ، ولم تزدد إلا 15% لدى الذين تناولوا دهوناً غير مشبعة ، وللمفاجأة فقد تسببت الدهون المشبعة دوناً عن بقية الأغذية بزيادة مقاومة الأنسولين والتسمم الداخلي مع تأثيرات سلبية على التعبير الجيني للأنسجة الدهنية في الجسم.

يتميز الاستهلاك العالي للدهون المشبعة عند الإنسان [ وجميع الحيوانات العاشبة ] ووفق كل الدراسات التي أجريت في هذا المضمار ، بالبدء بحدوث الكبد الدهني ، وذلك بسبب عدم قدرة الكبد على التعامل مع الدهون المشبعة بشكل جيد ، فضلاً عن التعامل مع كميات هائلة منها ، ويؤدي التشمع الكبدي غير الكحولي الناتج عن ذلك ، إلى زيادة مقاومة الأنسولين بالتدريج ... إن مدرسة الكيتو دايت تنظر للأنسولين على انه شيء لا داعي لإفرازه في الجسم أصلاً ، ولذلك ينبغي قطع مصادر الغلوكوز من كل من السكريات البسيطة والمعقدة ، لكي لا يحتاج الجسم الأنسولين أصلاً ، هذا سيسهم في حل أعراض مرض السكري مؤقتاً ، لأنهم لم يعودوا يحتاجون للأنسولين ، لكنه لا يحل جذر المشكلة ولا يتعرض له ، والذي هو إما اختلال في غدد البنكرياس حدث أصلاً نتيجة الغذاء السيء ويمكن علاجه بجعل الغذاء السيء جيداً ، وإما زيادة في مقاومة الأنسولين نتيجة تشمع الكبد وزيادة حموضة الدم [ والتي تم التحدث عنها في بحث منفصل ] ، وبالتالي ، فمن المرتقب لمن سيمارس الكيتو ، أنه سيفقد القدرة تدريجياً على تغيير نمط غذائه وتناول السكريات حتى لو رغب في ذلك يوماً ما ، حيث سيحتاج إلى تطبيق شروط صعبة جداً لتغيير أي تفصيل.

سوف لن أتكلم عن المشاكل النفسية المرتبطة بقوة بالغذاء المبني على اللحوم والدهون الحيوانية ، وكذلك لن أتكلم عن مشكلة عدم وجود مصدر عضوي نظيف للطعام الحيواني مما يجعل تطبيق الكيتو وفق ما يدعيه أصحابه شبه مستحيل ، حيث تم التلاعب بالجينات وحقن الحيوانات بالهرمونات وإطعامها طعاماً معدلاً وراثياً وملء جسمها بالمحرضات واللقاحات والسموم بمختلف أنواعها ، حدث ذلك في معظم المزارع الحيوانية في معظم دول العالم. لكنني سوف أتكلم عن مشاكل تشمع الكبد ، التي ستحدث في ظل أكثر معايير الكيتو صرامة ودقة.

في دراسة ممولة من مركز أبحاث السكري الألماني ، تمت في مختبر Michael Roben ، تم فحص تأثير وجبة واحدة من الدهون المشبعة على انسجة الخلايا الكبدية وحساسية الأنسولين وعلامات التمثيل الغذائي لدى البشر والفئران معاً ، حيث هدفت الدراسة إلى الكشف عن آليات تأثير الدهون المشبعة على هذه الأمور من الناحية المخبرية ... كانت نتيجة الدراسة أن ارتفاع الدهون الثلاثية 35% بالإضافة لارتفاع مقاومة الأنسولين كان نتيجة تأثير الدهون المشبعة على جينات معينة مما أدى لتغيير التعبير الجيني في الكبد ، وهذه نتيجة متوقعة بما أن الكبد لا يحسن التعامل مع الدهون المشبعة كما ينبغي.

إن تشمع الكبد سيؤدي بالتدريج لفقدان وظائف الكبد ، مثل عدم إنتاج عوامل منع تخثر الدم ، وعدم إنتاج الصفراء بشكل صحيح [ الذي سيمنع هضم الدهون لاحقاً ] ، وصعوبة تنقية الدم من السموم ، وعدم تحويل البروتينات والدهون وغيرها من العناصر الغذائية القادمة من الأمعاء إلى صيغ يفهمها الجسم ، وكذلك مشاكل في هرمونات الذكورة والأنوثة ، تراكم الأمونيا ، وصعوبة تخزين الدهون والكربوهيدرات فيه لاستخدامها عند الحاجة.​

ثالثاً : رحلة الدهون طويلة السلسلة :

يتم تحويل الجليسريدات الأحادية والأحماض طويلة السلسلة إلى جليسريدات ثلاثية بواسطة خلايا بطانة الأمعاء ، ثم تتحد مع الكولسترول والبروتين والفوسفوليبيدات حتى يتم تكوين البروتينات الدهنية التي يطلق عليها اسم الكيلوميكرون ، والذي يدخل إلى الدم وينقل الجليسريدات الثلاثية إلى خلايا الجسم دون المرور بالكبد ، وعند وصولها للخلايا على أسطح الأوعية الدموية ، تحللها تلك الأسطح إلى جليسرول وأحماض دهنية تمتص بواسطة الخلايا المحيطة بالسطح ، وبعدها يتحول جزء منها إلى وقود طاقي للخلايا ، ويصنع من جزء آخر الغشاء الخلوي ، أما الكولسترول والبروتين الذي يتبقى من الكيلوميكرون يعود إلى الكبد ، الذي قد قام سابقاً بتصنيعه وبثه في الدم وعصارة الصفراء ، بالطبع بعد أن يتم اخذ جزء من الكولسترول لغشاء الخلية.

من الواضح إذن أن الكولسترول ككلمة مستخدمة في الإعلام العلمي ، هي كلمة مبهمة ومعماة [ مشترك لفظي لعدة معاني ] ، وكان الهدف من كل هذا الإبهام والتعمية تضييع مسار البحث ، ولعلك ستنقب عشرات المقالات والكتب بحثاً عن إجابة حول سؤال مثل : ما الفرق بين الكولسترول في الدم والكولسترول في اغشية الخلايا ، وهل الكولسترول هو من الدهون المشبعة أم غير المشبعة ، وسوف لن تجد إجابة واضحة عن ذلك ، والسبب أن كلمة الكولسترول استخدمت في الفترة المعاصرة في عدة معانٍ وليس معنىً واحد ، فالحقيقة أن الكولسترول بمعنى LDL و HDL [ أي الكولسترول الجيد والسيء ] وظيفته الحركة والنقل فقط ، وهو ليس الكولسترول بل ناقل للكولسترول ، بينما الكولسترول بمعنى المحتوى الدهني للخلايا وأغشيتها ، فيمكن أن يتكون من دهون مشبعة أو دهون متعددة اللاتشبع ، أو حالة من الموازنة بين الاثنين. أما المعنى الدقيق للكولسترول ، فهو ليس المحتوى الدهني للأغشية والخلايا ، وليس أيضاً الناقل للمحتويات الدهنية ، بل هو أحد أنواع الدهون الثلاثة الرئيسية في أغشية الخلايا الحيوانية ، وهي الفسوفوليبيدات ، والجليكوليبيدات ، والكولسترول ، وهو تركيبة دهنية خاصة ومنفردة ، وطريقة تصنيع الكولسترول شيء وطريقة تصنيع البروتينات الدهنية الناقلة له [ HDL , LDL ] شيء آخر تماماً ، ويأخذ الجسم حاجته من الدهون المشبعة ذاتياً دون تناولها من الخارج عبر عملية تخليق الشحم Lipogenesis في الكبد ، بحيث أنه سيحافظ على الدهون المشبعة في جسده حتى لو تناول نظاماً خالياً من الدهون المشبعة وذلك عبر الكربوهيدرات والبروتينات التي يتم تناولها والتي تتحول إلى ثلاثي غليسريد وبعض المواد الأخرى الأولية ، وتتم هذه العملية في الكبد ، أي أن تكوين الكولسترول بالمعنى الأول والثالث لا يحتاج إلى تناول أي دهون مشبعة ، وهذا السر في كون الحيوانات النباتية بالكامل ، وكذلك البشر المتبعين لحمية نباتية بالكامل ، لا يعانون من انخفاض الكولسترول [ بالمعنى الأول والثالث ]عن الحد الطبيعي ، بينما تكون الدهون الوحيدة التي سيحتاج الجسم البشري إليها من الخارج ، هي الأوميغا 3 والتي لا يتم تصنيعها ذاتياً.

رابعاً : أنواع الدهون وتأثيرها على أغشية الخلايا :

العامل الرئيسي الثاني لأضرار الدهون المشبعة :

من الحقائق المبهرة علمياً ، أن الحيوانات آكلة اللحوم جسمها متكيف لاستهلاك الكولسترول والدهون الثلاثية ، فهي لا تصاب بتصلب الشرايين ولا بأي أعراض [ باستثناء تخريب الغدة الدرقية ] مهما بلغ مستوى الإفراط بتناول الكولسترول والدهون المشبعة ، وجميع الحيوانات العاشبة على وجه هذا الكوكب ، تصاب بتصلب الشرايين بمجرد أن تتناول الدهون المشبعة والكولسترول ، ومن الطبيعي إذن من وجهة نظر علم الحيوان والبيئة ، أن يصنف الإنسان كمخلوق نباتي حسب فطرة جسمه وتكيفه مع الغذاء.

في دراسة مراجعة لثلاثين دراسة شملت حوالي عشرة آلاف مشترك ، تم التحقق من أن الكولسترول الكلي لدى النباتيين نادراً ما يتجاوز ١٥٠ ملغ/ديسيلتر وهو منخفض أكثر من أقرانهم غير النباتيين ب حوالي 3٠-4٠ ملغ/ديسيلتر ، وبينما يشكل HDL ثلث ما يشكله LDL لدى غير النباتيين ، فإنهما يتساويان تقريباً لدى النباتي الصرف ، وهذا يدل على أمرين مهمين ، أولاً فالنباتيون يقومون بتصنيع كامل حاجتهم من الكولسترول من خلال الكبد ودون استيراده من الطعام بشكل مباشر ودون الدهون المشبعة ، وثانياً تكون موازين الكولسترول أكثر انتظاماً عندما يتم تصنيعه في الداخل دون استيراده من الخارج.

والآن نأتي للب الموضوع ، وهو تأثير كل نوع من الدهون على الغشاء الخلوي ، هذا المبحث المهم قد تم إهماله بالكامل من قبل الكيتودايت ومثائله ، حيث تم النظر إلى الدهون من زاوية واحدة وهي توفيرها للسعرات الحرارية بكميات أكبر من المصادر الأخرى ، وعلى حد زعمهم بأضرار أقل من ناحية إثارة مرض السكري وتسبيب السمنة ، ولكن تم إهمال الوظيفة الأساسية للدهون في الجسم والتي لا يمكن الاستغناء عنها أو تعويضها بمصادر أخرى ، ألا وهي تكوين الأغشية الخلوية ، لا سيما في الخلايا العصبية والدماغية :

حيث أن الدهون المشبعة ، وبسبب إشباعها بالارتباط الهيدروجيني ، فإنها تحول الغشاء الخلوي إلى نوع قاسٍ ومتصلب ، وهذا يمنع الإشارات بين الخلايا ، وتنقّل المواد من خلية إلى أخرى ، ومن الطبيعي أن يحدث الكثير بسبب هذا ، من الطبيعي ان يحدث تصلب للمفاصل والغضاريف ، وضعف عام في التغذية الخلوية ، ومشاكل في التعبير الجيني ، لكن المشكلة الأخطر على الإطلاق من الناحية الفيزيولوجية تكمن في أغشية الخلايا العصبية ، تقول د. جين كاربر في كتابها المخ المعجزة :

"يتكون الغشاء في الخلية العصبية بشكل أساسي من طبقتين دهنيتين وتعتمد طواعية الغشاء على تركيبه الدهني ، فإن كان الدهن صلباً يصبح الغشاء بدوره صلباً وقاسياً ، وإن كانت الدهون أكثر سيولة ، يصبح الغشاء ناعماً شديد الطواعية ، يجب على الغشاء أن يكون في حالة سيولة كي يتمكن من أداء معجزة الاتصالات المخية والعصبية بنجاح ، وذلك مهم بشكل خاص في نقاط اتصال الخلايا العصبية ، تلك الفجوات الاتصالية ، حيث تقفز الإشارات الكهروكيميائية من خلية لأخرى [ النواقل العصبية ] ، وهذه الاتصالات هي مصدر قوة المخ. إن لم يلائم الناقل العصبي مستقبله العصبي على الجهة الأخرى بشكل تام ، تفشل محاولة الاتصال ، وعندما يتصل الناقل العصبي بمستقبله العصبي في الخلية الثانية ، تنشط تلك الخلية بدورها مفرزة المزيد من النواقل العصبية التي تنبعث للمستقبلات في الخلايا المجاورة ، وتستمر هذه السلسلة لآلاف الاطوار ... لكل ناقل عصبي هيأته الخاصة والتي يجب أن يلائمها المستقبل العصبي ، وكلما كانت الزيوت التي يتكون منها المستقبل في حالة سيولة ، كان من السهل عليه تغيير هيأته لتتناسب مع مختلف المستقبلات العصبية بالسرعة المطلوبة" ...

على العكس من الحالة إذا كانت الدهون في المستقبلات صلبة ، والتي تجعل الحركة الكهروعصبية ثقيلة وضبابية ، بسبب حدوث ماسات أو انقطاعات كهربائية بشكل أكثر من الحالة الأولى بكثير ، ومهما تم التركيز على السيروتونين والدوبامين في علاج التوحد والاكتئاب والفصام ، فإن عدم وجود مستقبلات تتناسب مع الكميات الموجودة من تلك النواقل العصبية ، سيحول دون أدنى استفادة منها ، ومن الطبيعي حينئذ أن نعرف لماذا لا تجدي الأدوية النفسية نفعاً ، ليس فقط على المستوى النفسي ، بل أيضاً على المستوى الهرموني. بل حتى أن الرسول الثاني الذي يرسله الناقل العصبي إلى جينيوم الخلية ، ليس بإمكانه أن يدخل على الجينات ، ولا أن تعيد الجينات التعبير عن نفسها وتشكيل الخلية من جديد ، إلا إذا كانت الكريات الدهنية بينهم والتي تشكل "صلة الوصل" ذات سيولة مناسبة.

إن الكولسترول بالمعنى الأول ، والذي ينقسم إلى سيء وجيد ، يشير إلى العلاقة بين الدهون المشبعة والكولسترول السيء بشكل واضح ، بينما تقل مستويات الكولسترول السيء بتناول الدهون غير المشبعة ، خاصة أحماض أوميغا وزيت الزيتون.​
 

القسم الثالث : نقاط ضعف الكيتو دايت فيزيولوجياً "الأخطار حقيقية"



عندما تدرس الحمية النموذجية التي يقدمها أخصائي الكيتودايت لعملائه من حيث القيمة الغذائية ، كما فعل البروفيسور Loren Cordain في بحث بعنوانNutritional Deficiencies of keto Diets من منشورات جامعة كولورادو ، فإنك ستنصدم فعلياً من النتيجة ، فنظرياً يحتوي هذا البرنامج على أغلب مسببات الأمراض الغذائية ، هذا القسم سيعطيك فكرة عميقة عن مدى التضليل الإعلامي الذي يمارس باسم العلم وباسم التغذية في هذه الأيام :

أولاً : فقر التغذية :


تحد حمية الكيتو من الخضار والفواكه والحبوب بشكل لا يصدق ، فنسبة الكاربوهيدرات المسموحة ضمنها هي 25-50 غرام وهي نسبة يمكن الحصول عليها عبر تفاحة واحدة أو تفاحتين صغيرتين ، ولكن الخضار والفواكه هي مركز المعادن والفيتامينات ، وهذا سيؤدي إلى نقص 17 معدن وفيتامين. ونقص هنا تعني حصول فقر بها يؤدي للعوز ، ولذلك ينصح أغلب أخصائيي الكيتو بتناول الكثير من المكملات الغذائية ، وهناك نقص شديد بالفولات وفيتامين سي والمغنسيوم والبوتاسيوم وأحماض أوميغا 3.

ثانياً : كارثة الصوديوم :


بسبب استهلاك المنتجات الحيوانية بكثرة ، يرتفع الصوديوم لنسب عالية جداً ( حوالي 4100 ملغ مقابل 1800 ملغ بوتاسيوم ) وهي نسبة تاريخية ، ويمكنك أن تحس بذلك جيداً إذا عرفت أن حاجتك اليومية منه هي 400 ملغ كحد أقصى ، ولذلك يروج متبعو الكيتو لفكرة أن الصوديوم لا يضر ولا يؤذي ، لكنه على أي حال يغير شحنات الدماغ ويضيق الخلايا ...

يتكون الليف العصبي من أسطوانة عضوي تحمل نوعين من الملح هما كلور الصوديوم وكلور البوتاسيوم ، حيث أن كلا من الكلور من جهة ومالصوديوم والبوتاسيوم من جهة يكونان متساويان في وضع السكون ، لأن الكلور موجب الشحنة والبوتاسيوم والصوديوم سالبا الشحنة. لكي تنتقل الإشارة العصبية من عصبون إلى الذي في جواره ، تحتاج إلى تغيير شحنتها بحيث يكون العصبون المرسل موجب الشحنة والعصبون المستقبل سالب الشحنة ، ولكي يحدث ذلك ، يوجد مضخات استقلابية داخل العصبون تقوم بإرسال الصوديوم ببطء إلى الخارج عبر الغشاء الدهني النفوذ إلى الخارج ، ومضخة أخرى أضعف ترسل البوتاسيوم إلى داخل الليف العصبي ، بحيث يكون البوتاسيوم أكثر من الصوديوم داخل الليف في وضع السكون ، وعندما يحاول الليف إرسال شحنة إلى العصبون المجاور ، يقوم باستقبال كمية كبيرة من البوتاسيوم وإخراج كمية أخرى من الصوديوم هي التي تحمل الشحنة الكهربائية الموجبة ، التي تنتقل إلى العصبون المجاور الذي يتخلى عن كمية من البوتاسيوم ليستقبل الصوديوم ويصبح مشحوناً به وبالكلور ( الداخل ) بينما يصبح الخارج مشحوناً بالبوتاسيوم ، وهذا يؤدي في النهاية إلى رغبته في إخراج الصوديوم والرجوع إلى حالة التوازن ... بدون كمية جيدة من البوتاسيوم لن تتم عملية السكون في العصبون وبالتالي لن تستمر عملية النقل العصبي ، لذلك فإن زيادة الصوديوم الفائقة في نظام الكيتو تخرب عمليات النقل العصبي ليس فقط بسبب اختلال الدهون بل أيضاً اختلال نسبة الصوديوم والبوتاسيوم ، والتي بالطبع يجب أن يكون فيها البوتاسيوم أضعاف كمية الصوديوم.

ثالثاً : زيادة حموضة الدم وكيفية توثيقها :



ما لم يتم قياس درجة الحموضة في الدم الشرياني وليس الوريدي أو الشعيري ، فلن نحصل على القيم الحقيقية للحموضة والقلوية ، لأن التنفس وامتصاص الخلايا للأحماض يقوم بتشويهها ، وكل البحوث القليلة التي قامت بقياس الحموضة في الدم الشرياني بعد تناول المنتجات الحيوانية ، وثقت نسباً عالية جداً من ارتفاع الحموضة ، وهذا سيضر بالكلى والعظام ويؤدي فعلياً لحدوث السرطانات على المدى الطويل.

رابعاً : تناقص كثافة العظم وزيادة الالتهابات النجمة عن الإجهاد :

رغم تناول الكثير من الكالسيوم إلا أن تحليل نسب الكالسيوم عند المتبعين للحميات الحيوانية ، قد وثق نتائج سلبية جداً ، وذلك بسبب زيادة أحماض البروتين الحيواني ، ونشرت دراسة في Frontiers in Endocrinology على الرياضيين المتبعين لحمية الكيتو لمدة 3 أسابيع ونصف أثبتت انخفاض كثافة العظم ، وزيادة في الاستجابة الالتهابية للتمارين الرياضية.


 

القسم الرابع : بحث مرفق : ميزان الأوميغا 3 والأوميغا 6


يوجد نوعان رئيسيان من الدهون الغير مشبعة ، إنهما أوميغا 3 وأوميغا 6 ، وكلاهما ، مهم جداً للجسم عموماً والجهاز العصبي خصوصاً ، وككل الأمراض الناتجة عن الأخطاء الغذائية والطبية بالنسبة للأغذية الطبيعية ، يكون السبب الكيميائي هو انعدام التوازن وليس سمية المادة الغذائية ، فالمادة الغذائية الطبيعية لا تظهر سميتها إلا عندما تزيد عن حدها.

إن النسبة المثالية من الزيتين التي يحتاج إليها غلاف الخلية العصبية وبنيان الموصلات بين الخلايا ، لكي تحدث الناقلية العصبية بالمرونة المناسبة ، هي 1 إلى 1 ، فتناول ملعقة من زيت الأوميغا 3 يحتاج على ملعقة من زيت الأوميغا 6 ، لكن ما يحدث ، هو أن الإنسان المعاصر يأخذ من الأوميغا 6 خمسة عشر على عشرين ضعفاً من الأوميغا3 التي بالكاد يتناولها ، وهذا يسهم في الذهان والفصام بسبب ضعف الناقلية العصبية في الدماغ الذي يتألف أكثر من نصفه من زيت ، ومع الوقت وبسبب تصلب الاغشية العصبية تحدث الفراغات بين الأعصاب والتي تتوسع لتصبح مرئية رؤيا العين ، وتتحول إلى مرض ألزهايمر والشيخوخة في النهاية.

يتوفر الأوميغا 3 بشكل أساسي في المصادر التالية :

1. الأسماك والطحالب البحرية.

2. المكسرات وعلى رأسها الجوز.

3. لحوم الطرائد البرية التي تتغذى على الخضار الخضراء.

4. الحبوب والخضار الورقية الخضراء.

5. الأغذية التي تحتوي على نوع خاص من أوميغا 6 وأوميغا 9 الذان يتحولان إلى أوميغا 3 في الجسم.

بينما يتوفر أوميغا 6 في المصادر التالية :

- معظم الزيوت النباتية العضوية وهي المصدر الأكثر جودة وأماناً.

- زيوت مازولا بمختلف أنواعها واصنافها ومنها زيت بذور دوار الشمس وزيت الذرة.

- الدواجن والبيض ولحوم الماشية وحليبها خاصة التي تتغذى على العلف الرديء.

ونرى بوضوح كيف أن الإنسان الحديث يتناول الأطعمة الجاهزة ، المشبعة بالزيوت النباتية المهدرجة ، ولحوماً غير صحية ، ويطهو معظم غذائه في هذه الدهون ، إن دماغه يعوم على بحر من الأوميغا 6 والدهون المشبعة ، بينما لا تشكل الأوميغا 3 شيئاً يذكر ، فهو لا يأكل المكسرات والمنتجات البحرية إلا في المناسبات ، وتشكل الحبوب والخضار الورقية مجرد توابل وعينات على مائدته.

وبعد هذا كله ، من غير المفيد أبداً وصف الأطباء للمكمل الغذائي أوميغا 3-6-9 ، نحن لسنا بحاجة للأوميغا 6 ، خاصة وأن الإكثار منها يسبب التهاب النسيج المخي المزمن ، وتعتبر الالتهابات المزمنة للأعصاب هي السبب الأول في الامراض العقلية عصبية المنشأ ، ولذلك فإن مضادات الالتهاب الطبيعية كفيتامين سي قادرة على التخفيف من هذه الأمراض على الحد الأدنى ، اما العلاج النهائي فحتماً يكون بتصحيح الكيمياء الدهنية للدماغ والخلايا العصبية.


لا تتناول مكملات زيت السمك ... ما البديل؟ :​


تظهر الدراسات الحديثة ، أن فعالية المكملات الغذائية بشكل عام ، ضعيفة للغاية ، لأنها لا تمتص بالكامل بل بشكل جزئي ، يتراوح بين 7-16% ، وفي حالة كبسولات أوميغا 3 ، يتم امتصاص 8% فقط من الكبسولة ، ولذلك تظهر فعالية ضعيفة أو شبه معدومة ، وهذا لا ينسجم مع الدراسات العالمية حول الشعوب التي تأكل السمك والأعشاب البحرية كوجبات أسبوعية ومقارنة صحتهم القلبية والدماغية مع بقية الشعوب ، كما لا ينسجم مع أبجديات علم الكيمياء العصبية ، وهذا دليل واضح على مدى هشاشة النظام الطبي الحديث في إيجاد الحلول المناسبة.

لابد أن تكون الوجبة متكاملة ، لم يخلق الله الأوميغا 3 لوحدها والألياف والبروتينات كل على حدى ، لأن الجسم لا يقوم بامتصاص العناصر المجزأة بشكل صحيح وكامل ، فإما أن تأكل الأسماك بحيث يتم هضمها كلياً وتحويلها إلى مواد منحلة ومترابطة وقابلة للامتصاص ، أو أن تتناولها بشكلها النباتي مع الكربوهيدرات والبروتينات التي تجعلها تمتص بشكل شبه كلي.

نصائح بهذا الخصوص :


- يمكنك أن تقوم بتناول الجوز بشكل يومي في حال العوز ( أوصي تناول ثلاث وجبات أسبوعياً بمقدار 25 إلى 60 غرام لكل وجبة ) حيث يحتوي على كميات هائلة من الأوميغا 3 ، تؤدي لفاعلية أضعاف أضعاف ما تؤدي له المكملات الغذائية ، وبطبع مع الزنك والسلينيوم وأشياء أخرى كثيرة ، وبقيمة ارخص نسبياً أيضاً.

- ويمكنك تناول مكملات أوميغا 3 الموجودة على شكل مسحوق الطحالب ، وهي أكثر جودة بكثير من مكملات الزيت ، وكذلك فإن الجوز والسمك وبعض المكسرات يبقون المصدر الأفضل ، حيث يحتوي الجوز على 2600 ملغ من الأوميغا القابلة للامتصاص بالكامل ، وذلك فقط ضمن 28 غراماً منه ، أي بضع حبات ، سوف تحتاج إلى اقل من هذا للاستعمال اليومي .

-لا تنسى إضافة الأوميغا 6 إلى طعامك من المصادر العضوية النظيفة باعتدال.​
 

خاتمة : خلاصة البحث :

مقارنة بين النظام المعتمد على السكر المعقد والنظام المعتمد على الدهون المشبعة من حيث الاستقلاب الأمثل والتأثيرات الجانبية :
  • لقد تم بناء نظام الكيتو دايت على عجل ، دون تأمل ، ودون بحث كافي ، وأصبح لدينا اليوم القدرة على تحقيق هذين العنصرين بقوة ، ليس فقط من منظور الطب الكلي ، بل أيضاً من منظور الطب الجزئي.​
  • بينما يعتمد نظام الماكروبيوتك على دقة بحثية أعلى بمراحل ، سواء من خلال المناهج الكلية أو الجزئية ، ويوفر البديل المثالي لصحة الجسم من مناهج التغذية الجزئية ، ولعل السبب في دقته المتناهية هي اعتماده بالأصل على مبادئ كلية مثل التوازن بين الين واليانغ والتوازن في الطاقات الخمس ، وأينما تم البحث في النظام الذي يراعي تلك المبادئ ، سيجد الباحث أنه يراعي أكثر معايير العلوم الجزئية حداثة ودقة ، ذلك بأن العلوم الجزئية تدرس صوراً ناقصة ومعزولة عن الكون ، فلا تفي بكافة المعايير مهما تطورت ، بينما تدرس العلوم الكلية تلك الأحكام العامة للكون والوجود ، التي يلزم حتمياً عن مراعاتها مراعاة الأحكام الأخص منها ، وهذا يحدث بطريقة هندسية بحتة ، فعندما تدرك صحة نظرية هندسية ما بصيغتها الكلية [ كمبرهنات تشابه المثلثات ] ستكون قد احتويت المعلومات حول المصاديق المادية لتلك النظرية [ تشابه مثلثين محددين في العالم المادي ] وكذلك احتويت المعلومات حول الأحكام الجزئية لتلك النظرية [ كتشابه قطعتين متناظرتين من ضلعين لكلا المثلثين ] ، فأنت لا تحتاج أن تقيس تلك القطع المعينة من المثلثين ، ولا أن تثبت حكما يخص تشابه المثلثات في كل مثلثين متشابهين تتعرض لهما في الواقع العملي ، ذلك بأنك أحطت علماً بالمبادئ التي يقوم عليها الكون من ناحية المثلثات أو من ناحية التوازن الغذائي ، ولذلك فمراعاة المبادئ الكلية في التوازن الغذائي سيفرض مراعاة المبادئ الجزئية الصحيحة والمثبتة ، مثل كمية الدهون أو الكربوهيدرات الواجب توافرها في الطعام.​
  • وهذا البحث يثبت أيضاً ومرة أخرى أن التوجهات العلمية غير المدعومة بمبادئ مثبتة ، هي توجهات غير مثبتة ولا قيمة لها إلا اعتبارياً وعاطفياً ، فلا يكفي أن يتم اعتماد شيء ما من قبل مجموعة من الأطباء أو العلماء - مهما بلغ حجمها – لكي يتم اعتماده من قبل شخص محايد خارج هذه المجموعة ، وهذا بالطبع ينطبق على كل من الطب الكلي والطب الجزئي.​
  • إن الكاربوهيدرات المعقدة لا تقوم برفع سكر الدم بنسب ذات أي دلالة ، ولا يوجد لها أية أضرار إذا استهلكت بالنسبة النموذجية حسب ميزان الين واليانغ ، وحتى السكريات البسيطة ليست كلها ترفع سكر الدم وذلك وفقاً لمؤشر غلاسيمي. بل إن لها فوائد لا يمكن تعويضها مثل زيادة طاقة الدماغ وتنظيف الأمعاء وتوفير مصدر طاقة نظيف تماماً لكامل الجسم ويتم استقلابها ببطئ وبشكل كامل. والحساسية الموجودة لدى بعض المرضى تجاه نوع من الكاربوهيدرات ناتج عن ارتشاح الأمعاء والمواد المعدلة وراثياً وهو مرض مستحدث لم يذكره التاريخ الطبي إلا في الآونة الأخيرة بسبب التعديل الجيني على الحبوب.​
  • بينما يشكل الإفراط بالدهون المشبعة خطراً حقيقياً على كامل الجسم وبشكل رئيسي على الدماغ والبنية العصبية والكبد.​
  • إن الدهون غير المشبعة ، وبالتحديد أحماض أوميغا 3 وزيت الزيتون ، تشكل المصدر الأكثر أماناً للدهون ، وتشكل عنصراً أساسياً في تغذية أغشية الخلايا العصبية والحفاظ على سيولتها ، ومرونة المفاصل والغضاريف ، وخفض الدهون الثلاثية في الشرايين وتنظيفها جيداً ، وليونة وناقلية الخلايا البيولوجية بشكل عام.​
  • ويتم الحصول على حاجة الجسم من الدهون المشبعة عبر عملية التخليق الشحمي الذاتي في الكبد ، وكل ما يتم تناوله غذائياً منها زائد عن حاجة الجسم.​
  • الإنسان حيوان نباتي بالأصل ، لأنه يتضرر بشدة من الدهون المشبعة والكولسترول عبر تناولهم خارجياً على عكس جميع الحيوانات اللاحمة وذلك من خلال عدة آليات ومنها زيادة الكولسترول الدموي ، وكذلك لأن كبده يصبح متشمعاً مع كثرة تناوله لهذه الأمور.​
  • تناول مكملات أوميغا 3 لا يجدي نفعاً كبيراً ، الأفضل والأوفر هو تناول الجوز ومن الممكن إضافة السمك باعتباره اللحم الوحيد الذي لا يؤدي إلى أضرار حقيقية سواء على المستوى النفسي او الجسدي [ لحماً طرياً ].​
  • يؤدي اتباع حمية الكيتو إلى معضلات غذائية مثل الفقر ب17 عنصراً غذائياً ، وانخفاض كثافة العظام وحجم العضلات ، وزيادة حموضة الدم ، فضلاً عن مشاكل أثيرية تعتبر مفصلية من وجهة نظر الطب الطبيعي الكلي.​
 

المراجع​

(n.d.). Retrieved from Glycemic Index: https://www.glycemicindex.com

A Short-Term Ketogenic Diet Impairs Markers of Bone Health in Response to Exercise. (2020, 1 21). Frontiers in Endocrinology.

Acute dietary fat intake initiates alterations in energy metabolism and insulin resistance. (2017, 2 1). Journal of Clinical Investigation.

Association between plant-based diets and plasma lipids: a systematic review and meta-analysis. (2017, 9 1). Nutrition Reviews.

Blood lipids. (n.d.). Retrieved from Wikipedia: https://en.wikipedia.org/wiki/Blood_lipids

Fact Check: is it bad for your health to eat food fried in olive oil? (n.d.). Retrieved from The Conversation: https://theconversation.com/fact-ch...r-health-to-eat-food-fried-in-olive-oil-79680

Glycemic Index. (n.d.). Retrieved from Wikipedia: https://en.wikipedia.org/wiki/Glycemic_index

Loren Cordain, P. (2018, 3 30). Nutritional Deficiencies of Ketogenic Diets. Retrieved from Research Gate: https://www.researchgate.net/publication/332098774_Nutritional_Deficiencies_of_Ketogenic_Diets

Natalie Olsen, R. L.-C. (2020, 1 20). 15 omega-3-rich foods: Fish and vegetarian sources. Retrieved from Medical News Today: https://www.medicalnewstoday.com/articles/323144

New Cochrane health evidence challenges belief that omega 3 supplements reduce risk of heart disease, stroke or death. (n.d.). Retrieved from Cochrane: https://www.cochrane.org/news/new-c...omega-3-supplements-reduce-risk-heart-disease

Nutrition Facts for Wheat Bran Crude - Nutrition Data Tools. (n.d.). Retrieved from My Food Data: https://tools.myfooddata.com/nutrition-facts/169722/wt1

Rachael Link, M. R. (2020, 1 15). 10 Foods High in Omega-6, and What You Should Know. Retrieved from Healthline.

Saturated Fat Is More Metabolically Harmful for the Human Liver Than Unsaturated Fat or Simple Sugars. (2018, 5 29). Diabetes Care.

There Are Three Common Types of Membrane Lipids. (2002). In J. L. Jeremy Mark Berg, Biochemistry. 5th edition.

Tomislav Meštrović, M. P. (n.d.). What is Lipogenesis? Retrieved from News Medical: https://www.news-medical.net/life-sciences/What-is-Lipogenesis.aspx

جين كاربر. (2001). المخ المعجزة.

روجز بنروز. (1998). العقل والحاسوب وقوانين الفيزياء. (محمد وائل الأتاسي، و د. بسام المعصراني، المترجمون)

كل ما تريد معرفته عن الكوليسترول.. من الألف إلى الياء. (15 7, 2020). تم الاسترداد من بوابة الأخبار: https://bawabaa.org/news/424502

ما هو الفرق بين الدُّهن المشبع والدُّهن غير المشبع، وما هو دهن ترانس؟ . (28 6, 2018). تم الاسترداد من معهد دافيدسون.
 
احسنت وبوركت وجزاك الله خير جزاء بحث جميل ومختصر مفيد جدا جدا جدا امتناني وتحياتي
 

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

مواضيع مشابهة

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى