Nobody95.20
فراغٌ راقص
- المشاركات
- 29
- مستوى التفاعل
- 110
مرحبًا
هذه ترجمتي للفصل الاول من الكتاب كنت قد اتممت الكثير منها
ثم اكتشفت انه قد تم ترجمة الفصل بالفعل في مكتبة الفا ولكن لم يتم وضعه هنا .
The Ancient Mysteries and Secret Societies Which Have Influenced Modern Masonic Symbolism
الأسرار القديمة والجمعيات السرية التي أثرت على رمزية الماسونية الحديثة الجزء 1
( أنظمة التعليم القديمة – سيلسوس celsus فيما يتعلق بالمسيحية – أهمية المعرفة للحياة الصحيحة – الاسرار الدرويدية لبريطانيا والغال - طقوس ميثراس – تناقض الاسرار المسيحية والميثرائية او الميثارية )
عند مواجهة مشكلة تتعلق باستخدام القدرات المنطقية , يحافظ اصحاب الفكر القوي على اتزانهم ,ويسعون للوصول الى حل من خلال الحصول على حقائق تتعلق بالسؤال . في المقابل عندما يواجه اصحاب العقول غير الناضجة بالمثل فإن تلك العقول , تُسحق .
في حين ان الاول قد يكون مؤهلاً لحل لغز مصيره , فإنه يجب ان يساق هذا الاخير مثل قطيع الاغنام وتدريسه بلغة بسيطة . انهم تقريبًا يعتمدون كليًا على خدمات الراعي .
قال الرسول بولس : على هؤلاء الصغار ان يتغذوا على الحليب , لكن اللحم هو غذاء الرجال الاقوياء.
عدم التفكير "الغفلة" هو تقريبًا مرادف للطفولية او الصبيانية , في حين ان التفكير هو مرادف للنضج .
ومع ذلك هنالك قلة من العقول الناضجة في العالم . وهكذا تم تقسيم العقائد الدينية الفلسفية للوثنين لتلبية احتياجات هاتين المجموعتين الأساسيتين من الفكر البشري - واحدة فلسفية ، والأخرى هي غير القادرة على تقدير أسرار الحياة العميقة. تم كشف التعاليم الباطنية والروحية للقلة المتميزين , في حين ان الكثيرين الغير مؤهلين لم يتلقوا سوى التفسيرات الحرفية و الظاهرية .
من أجل تبسيط الحقائق العظيمة للطبيعة والمبادئ المجردة للقانون الطبيعي ، تم تجسيد القوى الحيوية للكون ، ليصبحوا آلهة و ارباب الأساطير القديمة.
بينما جلبت الحشود الجاهلة قرابينهم الى مذابح بريابوس وبان (الآلهة التي تمثل طاقات الإنجاب) , فإن الحكم المرموق المعترف به لهذه التماثيل الرخامية هي انها مجرد منحوتات وتماثيل كرمزية للحقائق المجردة العظيمة .
في جميع مدن العالم القديم كانت هناك معابد للعبادة العامة وتقديم القرابين. في كل مجتمع كان هناك أيضًا فلاسفة وصوفية ، ضليعين بعمق في تقاليد (معارف) الطبيعة. وعادة ما كان هؤلاء الأفراد مترابطين ، وشكلوا مدارس فلسفية ودينية منفصلة. كانت أهم هذه المجموعات معروفة باسم الأسرار. العديد من العقول العظيمة في العصور القديمة كانت قد انضمت لهذه الاخويات السرية من خلال طقوس غريبة وغامضة كان بعض هذه الطقوس قاسيًا للغاية .
يعرّف ألكسندر وايلدر الأسرار على أنها "مسرحيات مقدسة يتم تقديمها في فترات محددة". وأكثرها شهرة هي تلك التي تدور حول إيزيس وسابازيوس وكوبيلي وإلفسينا". بعد قبولهم ، يتم تلقين المنظَمين بالحكمة السرية التي تم الحفاظ عليها منذ العصور. تم انتقاد افلاطون وهو احد الذين تم تلقينهم هذه الاوامر المقدسة فقد تم انتقاده بشده لأنه كشف للعامة العديد من المبادئ الفلسفية لهذه الاسرار في كتاباته . كل أمة وثنية لم يكن وليس لديها عقيدة او دينها فحسب، بل كان لها عقيدة اخرى المرشح الفلسفي وحده من يملك ميزة الدخول اليها . اختفت العديد من هذه الطوائف القديمة من الأرض دون الكشف عن أسرارها ، ولكن قلة نجت من اختبار العصور ولا تزال رموزها الغامضة محفوظة. الكثير من طقوس الماسونية تستند إلى المحاكم او الاختبارات التي يخوضها المرشحون من قبل (hierophant) الكاهن او المترجم الاسرار المقدسة والطقوس القديمة قبل أن يعهد لهم بمفاتيح الحكمة .
قلة من يدركون الى أي مدى اثرت المدارس السرية القديمة على العقول المعاصرة ، ومن خلال تلك العقول في الأجيال القادمة. روبرت ماكوي ، 33 درجة ، في كتابه التاريخ العام للماسونية ، يشيد بشكل رائع بالدور الذي لعبته الأسرار القديمة في اعلاء صرح الثقافة البشرية. يقول جزئياً: "يبدو أن كل كمال الحضارة ، وكل التقدم في الفلسفة والعلوم والفن بين القدماء يرجع إلى تلك المؤسسات التي سعت ، تحت ستار السرية و الغموض ، لتوضيح أرقى حقائق الدين والأخلاق والفضيلة ، وختمها وترسيخها في قلوب اتباعهم "مريديهم" . * * * كان هدفهم الرئيسي هو تعليم عقيدة الإله الواحد ، وبعث الإنسان الى الحياة الأبدية ، وكرامة النفس البشرية ، وارشاد الناس الى رؤية ظل المعبود ، في جمال وعظمة ، وروعة الكون ".
مع تراجع الفضيلة ، التي سبقت تدمير كل دولة في التاريخ ، أصبحت الأسرار منحرفة. أصبحت الشعوذة مكان السحر الإلهي. تم إدخال ممارسات لا توصف (مثل Bacchanalia عيد باخوس ) ، وتم اساءة استعمال السلطة العليا ؛ لأنه لا يمكن لأي مؤسسة أن تكون أفضل من الأعضاء التي تتألف منهم . بيأس ، سعى قلة من الصادقين إلى الحفاظ على المذاهب السرية من النسيان. لقد نجحوا في بعض الحالات ، ولكن في كثير من الأحيان تم فقدان (الاسرار Arcanum ) وبقيت القشرة الخالية فقط من الأسرار. تم فقدان اللب الثمين و بقيت القشرة الخارجية المهترئة
كتب توماس تايلور: "الإنسان بطبيعته حيوان متدين ". منذ فجر وعيه الأول ، عبد الإنسان وقدس الأشياء كرمز لشيء غير مرئي ، كلي الوجود ، لا يوصف ، كارتباط بشيء لم يتمكن من اكتشافه عمليًا. عارضت المدرسة السرية الوثنية المسيحيين خلال القرون الأولى لكنيستهم ، معلنة أن الإيمان الجديد (المسيحية) لم يطالب بالفضيلة والنزاهة كشرط للخلاص. عبر سيلسوس عن نفسه ساخرا في هذا الموضوع بالمصطلحات اللاذعة التالية:
" انني مع ذلك لا اتهم المسيحين بأكثر مما تفرضه الحقائق , يمكن ان تخمن من هنا ان المنادي الذي يدعو البشر الى الاسرار يعلن ما يلي :
" فليقترب ذو اليد الطاهرة النقية والكلمات الحكيمة الواعية " ومرة اخرى يعلن الاخرون " فليقترب من كان نقيا من كل شر , من لم تدرك روحه أي شر او اثم , ومن عاش حياة عادلة ومستقيمة ".
تلك الامور يتم اعلانها من قبل اولئك المكلفين بالتطهير من الاثم والخطأ .دعونا الان نسمع عن اولئك المدعوين للأسرار المسيحية : كل من هو آثم , كل من هو جاهل , كل من هو احمق , باختصار كل من هو بائس ستقوم مملكة الرب باستقباله . الا تدعون اذا الآثم , الظالم , السارق ,المنتهك , العراف , السارق والمدنس للقبور ؟ من هم الاشخاص الاخرين الذين سيرشحهم المنادي ؟ ومن الذي يجب عليه دعوة اللصوص معًا ؟
لم يكن سيلسوس يهاجم الايمان الحقيقي للمتصوفين المسيحين , بل كان يهاجم الاشكال الزائفة التي تسللت خلال عصره . كانت المثل العليا للمسيحية المبكرة تستند إلى المعايير الأخلاقية العالية للأسرار الوثنية ، وقد كان المسيحيون الاوائل يلتقون في معابد ميثراس التي تقع تحت مدينة روما ويمارسون عباداتهم فيها .وقد استعار الكهنوت الكثير من تلك العبادات وتم ادخالها في نظام الكنيسة .
اعتقد الفلاسفة القدماء أنه لا يمكن لإنسان أن يعيش بذكاء وحكمة وليس لديه معرفة أساسية بالطبيعة وقوانينها. قبل أن يطيع الإنسان ، يجب عليه أن يفهم ، وقد تم تكريس الاسرار المقدسة لإرشاد الإنسان فيما يتعلق بتفعيل القوانين الإلهية في المجال الأرضي او الوجود .
كان عدد قليل من الطوائف المبكرة يعبدون في الواقع آلهة مجسمة , او تماثيل بشرية على الرغم من ان رمزيتهم قد تقود الى الاعتقاد بما فعلوه . لقد كانوا اخلاقيين بدلا من ان يكونوا دينين و كانوا فلاسفة بدلا من ان يكونوا لاهوتيين . لقد علموا الانسان كيف يستخدم ملكاته بشكل اكثر ذكاء , وان يتحلى بالصبر وقت الشدائد , والشجاعة عندما يواجه المخاطر , وان يكون صادقًا في خضم تجاربه ورغباته , والاهم من ذلك ان يرى الحياة القيمة الثمينة على انها التضحية الاكثر قبولاً عند الرب , وان يرى جسده كمذبح مقدس للرب المعبود .
لعبت عبادة الشمس دورًا مهمًا في جميع الأسرار الوثنية المبكرة تقريبًا. وهذا يشير الى احتمالية اصولهم الاطلنطية , كون اهل اتلانتس كانوا من عباد الشمس .يتم تجسيد اله الشمس عادة بشاب جميل , بشعر ذهبي طويل كرمزية لأشعة الشمس . قتل إله الشمس الذهبي هذا على يد شرير خسيس، كتجسيد او رمزية لمبدأ الشر في الكون .عن طريق بعض الطقوس والاحتفالات التي ترمز للبعث والتجديد والتطهير , تم اعادة اله الخير الرائع الى الحياة واصبح مخلص ومنقذ شعبه . الاجراءات السرية التي تم احياءه من خلالها ترمز الى تلك الثقافات والتي من خلالها يستطيع الانسان ان يتغلب على طبيعته الدنيا , وان ينتصر ويسيطر على شهواته ونزعاته , وان يعبر عن الجانب الاعلى منه " الانسان الاعلى " . ان هذه الاسرار موجودة لغرض مساعدة المخلوق البشري المتعثر من أجل إيقاظ القوى الروحية النائمة بداخل روحه و التي تحيط بها شعلة من الشهوة والانحلال. بعبارة اخرى قُدم للإنسان طريقة يمكنه من خلالها استعادة ممتلكاته المفقودة .
(See Wagner's Siegfried.)
في العالم القديم ، كانت جميع المجتمعات السرية تقريبًا فلسفية ودينية. وكانت دينية وسياسية بشكل رئيسي خلال القرون المتوسطة ، على الرغم من بقاء بعض المدارس الفلسفية. في العصر الحديث ، في الدول الغربية ،تعتبر المجتمعات السرية إلى حد كبير سياسية أو أخوية ، على الرغم من بقاء او نجاة العديد من المبادئ الدينية والفلسفية القديمة كما هو الحال في الماسونية .
في الخارج يمنع المناقشة بإسهاب للمدارس السرية . كان هنالك حرفيًا العشرات من سجلات تلك العقائد الوثنية متفرعة في جميع انحاء العالم الشرقي والغربي . البعض منها مثل الفيثاغورثية والهرمسية يظهر عليها التأثير الشرقي واضحا , في حين اعلنت حركة روسيكروسيانيسم ان الكثير من حكمتهم اكتسبوها من الصوفيين العرب .
هي حركة روحية ثقافية ظهرت في اوروبا في القرن الـ17. Rosicrucians
على الرغم من ارتباط المدارس السرية بالحضارة , فان هنالك دليل على ان اكثر الشعوب غير المتحضرة في عصور ما قبل التاريخ كانت على علم بها واطلاع عليها . وعلى الرغم من ذلك كان العديد من سكان الجزر البعيدة في ادنى اشكال الوحشية وكان لديهم طقوس سرية وشعائر صوفية بالرغم انها بدائية الا ان الاثر او التأثير الماسوني يظهر واضحا عليها .
هامش :-
- ايزيس
(هي ربة القمر عند القدماء المصريين , عبدها البطالمة والمصريون القدماء والرومان , كانت تعتبر ام الطبيعة واصل الزمن ) .
- سابزيوس
(اله السماء والاله الفارس عند الفرجية , وهو بمثابة زيوس عند الرومان ) .
- كوبيلي
( هي الهة الجبال والطبيعة والخصوبة عند شعوب اسيا الصغرى )
- الفسينا
(مدينة يونانية تقع في جنوب وسط البلاد ضمن منطقة أتيكا الإدارية )
- سيلسوس
( أديب وفيلسوف روماني , عُرف بخصومته الشديدة مع المسيحية المبكرة ) .
اتمنى ان تكون الترجمة واضحة واعتذر ان وجدت اي اخطاء ..
سأحاول ترجمة بعض الفصول التي لم يتم ترجمتها ..
هنا ترجمة اخرى للفصل الذي قمت بترجمته
alpha-sci.org
وهنا ترجمة للجزء الثاني من نفس الفصل
alpha-sci.org
هنا الترجمة مرفقة كملف PDF
هذه ترجمتي للفصل الاول من الكتاب كنت قد اتممت الكثير منها
ثم اكتشفت انه قد تم ترجمة الفصل بالفعل في مكتبة الفا ولكن لم يتم وضعه هنا .
The Ancient Mysteries and Secret Societies Which Have Influenced Modern Masonic Symbolism
الأسرار القديمة والجمعيات السرية التي أثرت على رمزية الماسونية الحديثة الجزء 1
( أنظمة التعليم القديمة – سيلسوس celsus فيما يتعلق بالمسيحية – أهمية المعرفة للحياة الصحيحة – الاسرار الدرويدية لبريطانيا والغال - طقوس ميثراس – تناقض الاسرار المسيحية والميثرائية او الميثارية )
عند مواجهة مشكلة تتعلق باستخدام القدرات المنطقية , يحافظ اصحاب الفكر القوي على اتزانهم ,ويسعون للوصول الى حل من خلال الحصول على حقائق تتعلق بالسؤال . في المقابل عندما يواجه اصحاب العقول غير الناضجة بالمثل فإن تلك العقول , تُسحق .
في حين ان الاول قد يكون مؤهلاً لحل لغز مصيره , فإنه يجب ان يساق هذا الاخير مثل قطيع الاغنام وتدريسه بلغة بسيطة . انهم تقريبًا يعتمدون كليًا على خدمات الراعي .
قال الرسول بولس : على هؤلاء الصغار ان يتغذوا على الحليب , لكن اللحم هو غذاء الرجال الاقوياء.
عدم التفكير "الغفلة" هو تقريبًا مرادف للطفولية او الصبيانية , في حين ان التفكير هو مرادف للنضج .
ومع ذلك هنالك قلة من العقول الناضجة في العالم . وهكذا تم تقسيم العقائد الدينية الفلسفية للوثنين لتلبية احتياجات هاتين المجموعتين الأساسيتين من الفكر البشري - واحدة فلسفية ، والأخرى هي غير القادرة على تقدير أسرار الحياة العميقة. تم كشف التعاليم الباطنية والروحية للقلة المتميزين , في حين ان الكثيرين الغير مؤهلين لم يتلقوا سوى التفسيرات الحرفية و الظاهرية .
من أجل تبسيط الحقائق العظيمة للطبيعة والمبادئ المجردة للقانون الطبيعي ، تم تجسيد القوى الحيوية للكون ، ليصبحوا آلهة و ارباب الأساطير القديمة.
بينما جلبت الحشود الجاهلة قرابينهم الى مذابح بريابوس وبان (الآلهة التي تمثل طاقات الإنجاب) , فإن الحكم المرموق المعترف به لهذه التماثيل الرخامية هي انها مجرد منحوتات وتماثيل كرمزية للحقائق المجردة العظيمة .
في جميع مدن العالم القديم كانت هناك معابد للعبادة العامة وتقديم القرابين. في كل مجتمع كان هناك أيضًا فلاسفة وصوفية ، ضليعين بعمق في تقاليد (معارف) الطبيعة. وعادة ما كان هؤلاء الأفراد مترابطين ، وشكلوا مدارس فلسفية ودينية منفصلة. كانت أهم هذه المجموعات معروفة باسم الأسرار. العديد من العقول العظيمة في العصور القديمة كانت قد انضمت لهذه الاخويات السرية من خلال طقوس غريبة وغامضة كان بعض هذه الطقوس قاسيًا للغاية .
يعرّف ألكسندر وايلدر الأسرار على أنها "مسرحيات مقدسة يتم تقديمها في فترات محددة". وأكثرها شهرة هي تلك التي تدور حول إيزيس وسابازيوس وكوبيلي وإلفسينا". بعد قبولهم ، يتم تلقين المنظَمين بالحكمة السرية التي تم الحفاظ عليها منذ العصور. تم انتقاد افلاطون وهو احد الذين تم تلقينهم هذه الاوامر المقدسة فقد تم انتقاده بشده لأنه كشف للعامة العديد من المبادئ الفلسفية لهذه الاسرار في كتاباته . كل أمة وثنية لم يكن وليس لديها عقيدة او دينها فحسب، بل كان لها عقيدة اخرى المرشح الفلسفي وحده من يملك ميزة الدخول اليها . اختفت العديد من هذه الطوائف القديمة من الأرض دون الكشف عن أسرارها ، ولكن قلة نجت من اختبار العصور ولا تزال رموزها الغامضة محفوظة. الكثير من طقوس الماسونية تستند إلى المحاكم او الاختبارات التي يخوضها المرشحون من قبل (hierophant) الكاهن او المترجم الاسرار المقدسة والطقوس القديمة قبل أن يعهد لهم بمفاتيح الحكمة .
قلة من يدركون الى أي مدى اثرت المدارس السرية القديمة على العقول المعاصرة ، ومن خلال تلك العقول في الأجيال القادمة. روبرت ماكوي ، 33 درجة ، في كتابه التاريخ العام للماسونية ، يشيد بشكل رائع بالدور الذي لعبته الأسرار القديمة في اعلاء صرح الثقافة البشرية. يقول جزئياً: "يبدو أن كل كمال الحضارة ، وكل التقدم في الفلسفة والعلوم والفن بين القدماء يرجع إلى تلك المؤسسات التي سعت ، تحت ستار السرية و الغموض ، لتوضيح أرقى حقائق الدين والأخلاق والفضيلة ، وختمها وترسيخها في قلوب اتباعهم "مريديهم" . * * * كان هدفهم الرئيسي هو تعليم عقيدة الإله الواحد ، وبعث الإنسان الى الحياة الأبدية ، وكرامة النفس البشرية ، وارشاد الناس الى رؤية ظل المعبود ، في جمال وعظمة ، وروعة الكون ".
مع تراجع الفضيلة ، التي سبقت تدمير كل دولة في التاريخ ، أصبحت الأسرار منحرفة. أصبحت الشعوذة مكان السحر الإلهي. تم إدخال ممارسات لا توصف (مثل Bacchanalia عيد باخوس ) ، وتم اساءة استعمال السلطة العليا ؛ لأنه لا يمكن لأي مؤسسة أن تكون أفضل من الأعضاء التي تتألف منهم . بيأس ، سعى قلة من الصادقين إلى الحفاظ على المذاهب السرية من النسيان. لقد نجحوا في بعض الحالات ، ولكن في كثير من الأحيان تم فقدان (الاسرار Arcanum ) وبقيت القشرة الخالية فقط من الأسرار. تم فقدان اللب الثمين و بقيت القشرة الخارجية المهترئة
كتب توماس تايلور: "الإنسان بطبيعته حيوان متدين ". منذ فجر وعيه الأول ، عبد الإنسان وقدس الأشياء كرمز لشيء غير مرئي ، كلي الوجود ، لا يوصف ، كارتباط بشيء لم يتمكن من اكتشافه عمليًا. عارضت المدرسة السرية الوثنية المسيحيين خلال القرون الأولى لكنيستهم ، معلنة أن الإيمان الجديد (المسيحية) لم يطالب بالفضيلة والنزاهة كشرط للخلاص. عبر سيلسوس عن نفسه ساخرا في هذا الموضوع بالمصطلحات اللاذعة التالية:
" انني مع ذلك لا اتهم المسيحين بأكثر مما تفرضه الحقائق , يمكن ان تخمن من هنا ان المنادي الذي يدعو البشر الى الاسرار يعلن ما يلي :
" فليقترب ذو اليد الطاهرة النقية والكلمات الحكيمة الواعية " ومرة اخرى يعلن الاخرون " فليقترب من كان نقيا من كل شر , من لم تدرك روحه أي شر او اثم , ومن عاش حياة عادلة ومستقيمة ".
تلك الامور يتم اعلانها من قبل اولئك المكلفين بالتطهير من الاثم والخطأ .دعونا الان نسمع عن اولئك المدعوين للأسرار المسيحية : كل من هو آثم , كل من هو جاهل , كل من هو احمق , باختصار كل من هو بائس ستقوم مملكة الرب باستقباله . الا تدعون اذا الآثم , الظالم , السارق ,المنتهك , العراف , السارق والمدنس للقبور ؟ من هم الاشخاص الاخرين الذين سيرشحهم المنادي ؟ ومن الذي يجب عليه دعوة اللصوص معًا ؟
لم يكن سيلسوس يهاجم الايمان الحقيقي للمتصوفين المسيحين , بل كان يهاجم الاشكال الزائفة التي تسللت خلال عصره . كانت المثل العليا للمسيحية المبكرة تستند إلى المعايير الأخلاقية العالية للأسرار الوثنية ، وقد كان المسيحيون الاوائل يلتقون في معابد ميثراس التي تقع تحت مدينة روما ويمارسون عباداتهم فيها .وقد استعار الكهنوت الكثير من تلك العبادات وتم ادخالها في نظام الكنيسة .
اعتقد الفلاسفة القدماء أنه لا يمكن لإنسان أن يعيش بذكاء وحكمة وليس لديه معرفة أساسية بالطبيعة وقوانينها. قبل أن يطيع الإنسان ، يجب عليه أن يفهم ، وقد تم تكريس الاسرار المقدسة لإرشاد الإنسان فيما يتعلق بتفعيل القوانين الإلهية في المجال الأرضي او الوجود .
كان عدد قليل من الطوائف المبكرة يعبدون في الواقع آلهة مجسمة , او تماثيل بشرية على الرغم من ان رمزيتهم قد تقود الى الاعتقاد بما فعلوه . لقد كانوا اخلاقيين بدلا من ان يكونوا دينين و كانوا فلاسفة بدلا من ان يكونوا لاهوتيين . لقد علموا الانسان كيف يستخدم ملكاته بشكل اكثر ذكاء , وان يتحلى بالصبر وقت الشدائد , والشجاعة عندما يواجه المخاطر , وان يكون صادقًا في خضم تجاربه ورغباته , والاهم من ذلك ان يرى الحياة القيمة الثمينة على انها التضحية الاكثر قبولاً عند الرب , وان يرى جسده كمذبح مقدس للرب المعبود .
لعبت عبادة الشمس دورًا مهمًا في جميع الأسرار الوثنية المبكرة تقريبًا. وهذا يشير الى احتمالية اصولهم الاطلنطية , كون اهل اتلانتس كانوا من عباد الشمس .يتم تجسيد اله الشمس عادة بشاب جميل , بشعر ذهبي طويل كرمزية لأشعة الشمس . قتل إله الشمس الذهبي هذا على يد شرير خسيس، كتجسيد او رمزية لمبدأ الشر في الكون .عن طريق بعض الطقوس والاحتفالات التي ترمز للبعث والتجديد والتطهير , تم اعادة اله الخير الرائع الى الحياة واصبح مخلص ومنقذ شعبه . الاجراءات السرية التي تم احياءه من خلالها ترمز الى تلك الثقافات والتي من خلالها يستطيع الانسان ان يتغلب على طبيعته الدنيا , وان ينتصر ويسيطر على شهواته ونزعاته , وان يعبر عن الجانب الاعلى منه " الانسان الاعلى " . ان هذه الاسرار موجودة لغرض مساعدة المخلوق البشري المتعثر من أجل إيقاظ القوى الروحية النائمة بداخل روحه و التي تحيط بها شعلة من الشهوة والانحلال. بعبارة اخرى قُدم للإنسان طريقة يمكنه من خلالها استعادة ممتلكاته المفقودة .
(See Wagner's Siegfried.)
في العالم القديم ، كانت جميع المجتمعات السرية تقريبًا فلسفية ودينية. وكانت دينية وسياسية بشكل رئيسي خلال القرون المتوسطة ، على الرغم من بقاء بعض المدارس الفلسفية. في العصر الحديث ، في الدول الغربية ،تعتبر المجتمعات السرية إلى حد كبير سياسية أو أخوية ، على الرغم من بقاء او نجاة العديد من المبادئ الدينية والفلسفية القديمة كما هو الحال في الماسونية .
في الخارج يمنع المناقشة بإسهاب للمدارس السرية . كان هنالك حرفيًا العشرات من سجلات تلك العقائد الوثنية متفرعة في جميع انحاء العالم الشرقي والغربي . البعض منها مثل الفيثاغورثية والهرمسية يظهر عليها التأثير الشرقي واضحا , في حين اعلنت حركة روسيكروسيانيسم ان الكثير من حكمتهم اكتسبوها من الصوفيين العرب .
هي حركة روحية ثقافية ظهرت في اوروبا في القرن الـ17. Rosicrucians
على الرغم من ارتباط المدارس السرية بالحضارة , فان هنالك دليل على ان اكثر الشعوب غير المتحضرة في عصور ما قبل التاريخ كانت على علم بها واطلاع عليها . وعلى الرغم من ذلك كان العديد من سكان الجزر البعيدة في ادنى اشكال الوحشية وكان لديهم طقوس سرية وشعائر صوفية بالرغم انها بدائية الا ان الاثر او التأثير الماسوني يظهر واضحا عليها .
هامش :-
- ايزيس
(هي ربة القمر عند القدماء المصريين , عبدها البطالمة والمصريون القدماء والرومان , كانت تعتبر ام الطبيعة واصل الزمن ) .
- سابزيوس
(اله السماء والاله الفارس عند الفرجية , وهو بمثابة زيوس عند الرومان ) .
- كوبيلي
( هي الهة الجبال والطبيعة والخصوبة عند شعوب اسيا الصغرى )
- الفسينا
(مدينة يونانية تقع في جنوب وسط البلاد ضمن منطقة أتيكا الإدارية )
- سيلسوس
( أديب وفيلسوف روماني , عُرف بخصومته الشديدة مع المسيحية المبكرة ) .
اتمنى ان تكون الترجمة واضحة واعتذر ان وجدت اي اخطاء ..
سأحاول ترجمة بعض الفصول التي لم يتم ترجمتها ..
هنا ترجمة اخرى للفصل الذي قمت بترجمته
[التعاليم السرية لكافة العصور][الفصل الأول][الجزء الاول]
أولا وقبل كل شيء أشكر الاخ عمر على الترجمة التي رفعها لنا لهذا الفصل و لقد قمت ببعض التعديلات و نتمنى أن نكون وفقنا إلى المعنى المقصود. الكتاب: التعاليم السرية لكافة العصور المؤلف: مانلي بالمر هول [ماسوني الدرجة 33] الفصل: الجمعيات السرية التي أثرت في رمزية (أو رموز) الماسونية ترجمة: Kenan |...
وهنا ترجمة للجزء الثاني من نفس الفصل
[التعاليم السرية لكافة العصور][الفصل الأول][الجزء الثاني]
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أسرار الدراودة ببريطانيا و بلاد الغال "بلاد الغال Gaul": هو الاسم الذي أطلقه الرومان على المنطقة التي يسكنها الغاليون وهم شعوب كلتية. كانت تمتد على شمال إيطاليا وفرنساو بلجيكا و كانت تضم المناطق التي تشمل الآن فرنسا و بلجيكا، والجزء الألماني الواقع غرب...
هنا الترجمة مرفقة كملف PDF
