هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

هرمس العربي: من الوثنية إلى علم النبوة

Lost|pages

حارس المخطوطات
طاقم الإدارة
المشاركات
1,936
مستوى التفاعل
5,658
الكتاب يحكي عن تعاليم هرمس ثلاثي الحكمة(العظمة) عبر الأمم والقارات،
الكتاب قيم جدا، كنت قد بدأت مسيرة ترجمته في موقع سابق والأن سأكمل هنا
بقية المشوار.

page_1_thumb_large.jpg

ترجمة: Lost|Pages
 
المقدمة
تخبرنا الحسابات العربية القديمة بأن حكيم مصر القديمة كان يدعى هرمس Hermes ثلاثي الحكمة, هو مؤسس الديانة الوثنية pagan religion قبل الطوفان العظيم, والمشرع الذي صعد إلى السماء ورجع بعد ذلك ليدرس علم التنجيم Astrology. ويعتبر نبي حقيقي مثل محمد و عيسى Muhammed and Jesus عليهما الصلاة والسلام. وتعاليم هرمس Hermes الحكيم التي نشرت من خلال الترجمة العربية, قد صدرت على مدى عصور طويلة من قبل الفلاسفة في الماضي كما تقول الحسابات, أمثال أرسطو Aristotle , أبولونيوس Apollonius من تيانا Tyana, أو التي تم إكتشاف نقوشاتها الأثرية على جدران الحجرات المصرية. إن كتب هرمس Hermes العربية كانت تشرح اﻷعمال الخفية للكون, وأسرار الخلق, وأسرار الطبيعة. إنها توفر وسيلة للتنبؤ بالمستقبل من خلال تباشير النجوم, والتعاليم الخاصة بصناعة الطلاسم القوية, والتوجيهات الخيميائية المشفرة الخاصة بصناعة أكسير الحياة. وإلى يومنا هذا مازال العديد من هذه الاعمال باقية على قيد الحياة في إنتظار القراء الجدد الموجودة في العشرات من المخطوطات العربية, معظمها لم يتم طباعته إلى الأن.


كلا من الأساطير التي تحكى حول هرمس Hermes وتلك الأعمال التي نسبت إليه في العربية قد قدمت العديد من الألغاز المعقدة للمؤرخين. وكانت تعتبر جزء من العصور القديمة ذات قيمة دسمة بالنسبة للثقافة العربية المبكرة, من كافة النواحي, حيث نمت تلك القطعة البسيطة من المعرفة الهائلة وترجمت إلى العربية وكانت تلك القطعة من كتب القدماء(على حد وصفهم) , والتي استندت على الكثير من كتب الأدب العربي.

و للكشف عن هذا التقليد المتعدد الجوانب ذو الأفرع الكثيرة, لا يكفي الوقوف على السياق العربي, حتى لو كان وحيدا سيكون الأمر صعبا أمام موضوع البحث الجاري. يجب على المرء أن ينظر إلى الخلفية القديمة للمتون العربية الهرمسية Arabic Hermetica التي ظهرت إلى حيز الوجود, والتطلع إلى الأمام لإستقبال تلك الأحتفلالات التي ظهرت في القرن الخامس عشر والسادس عشر في أوروبا, التي وهبت أهمية خاصة لتلك المتون في المنح الدراسية الحديثة في اللغات الاوروبية. وفي نفس الوقت, الفائدة العظيمة التي أوصلت متون هيرمس إلى أقاصي أوروبا وأبعد من ذلك, حيث توجد بحوث تاريخية كبيرة لم تكتشف بعد ولم تحكى لأحد. وكانت أعمال هرمس Hermes لم تعرف في أوروبا حيث كانت تنسخ تلك الأعمال وتدرس من المغرب إلى الهند, ومازالت على قيد الحياة إلى اليوم تلك الحلق الدراسية في المساجد والمكتبات الوطنية وخاصة من شمال إفريقيا وآسيا. على سبيل المثال, في أواخر القرن التاسع عشر, قام المفكر الإيراني الذي ما زال يستحق البحث عن ترجمته لــ ( وحي الخيمياء لهرمس المنسوب للأصول المصرية القديمة) من العربية إلى لغته الأم الفارسية. عندما قامت الحكومة البريطانية للهند بشراء المكتبة الملكية من الأباطرة المغول الذين سقطوا في نيودلهي في عام 1859 . كانت هناك أعمال عربية لهرمس Hermes بين تلك الألوف من المجلدات.

ما هذه النصوص الهرمسية؟ والزمر المنسوب له مثلث الحكمة, والتي تدل على أن أتباعة مازالوا في تلك الأراضي النائية في إنتظار من يكتشفها. هذا مؤكد, إن الحركة الهرمسية الأوروبية والتي بدأت في أواخر القرن الخامس عشر لهي جزء واحد فقط من شي أكبر من ذلك بكثير, حيث المركز الرئيسي الجغرافي والزمني لها هو التقاليد العربية.

1.1 المتون الهرمسية اليونانية القديمة إبان مصر الرومانية إلى العهد الاوروبي

في إحدى القرون اﻷولى من العصر المشترك بين مصر والرومان, قام بعض الحكماء المجهولين في مصر الرومانية, على مدى عدة أجيال, بكتابة أطروحات عن العلم والفلسفة اليونانية لكي تدرس وتكون جزءا من التقاليد المصرية.

بعض تلك اﻷعمال تصور الحوارات بين مختلف الآلهة المصرية, وتم إعطاء بعضها أسماء يونانية في حين ضل بعضها محتفظا باﻷسماء المصرية الخاصة بهم. كان الطابع الرسمي على هذه النصوص هو هرمس, بما يعادل وفقا لليونانية إله المعرفة والكتابة المصري, تحوت Thoth. عادة ما يظهر هيرمس كمعلم من خلال الأحرف في الحوارات, بما في ذلك تات Tat, أمون Ammon, و أسكليبيوس Asclepius. و من خلال المعلم الرئيسي قمنا بأخذ إسم النصوص كمجموعة: متون هرمس Hermetica, والكتابة التي لها علاقة مع هرمس Hermes.

غالبا ما يطلق على هرمس Hermes هنا بمثلث الحكمة Trismegistus, "ثلاثي العظمة" “thrice-greatest”, وهو لقب ترجم من لقب مصري قديم لتحوت Thoth, حيث عثر عليه أول مرة من خلال اللغة اليونانية التي كان يستخدمها الكهنة المصريين في العصر البطلمي Ptolemaic. وبهذه الطريقة تميز هرمس Hermes المصري كرسول أولمبي للرب نسبة إلى جبل أولمبوس كما في الأساطير اليونانية Greek mythology.


إن المتون الهرمسية Hermetica اليونانية لمصر الرومانية إتفقت مع مجموعة واسعة من المواضيع, بما في ذلك علم التنجيم astrology, علم الكونيات cosmology, و الطب medicine. حيث قاموا بشرح التعليم الفلسفي, التي كشف عنها هرمس Hermes وغيرها على أساس الرؤى الإلهية, التي من خلالها يتمكن التلاميذ من معرفة وفهم النفس, والكون, والله. وقد قام البروفسور غارث فودن Garth Fowden بتلخيص الكون من خلال المتون الهرمسية التي تدرس:


إن البشرية مقيدة داخل سلم الهرم الكوني المنسجم وتخضع للقوة الشريرة الشيطانية. هذا هو, محصورون في الكون بواسطة القدر. تماما, كانت هذه الأفكار لا تقتصر على واضعي متون هرمس, ويمكن للمرء من القول بأنهم متعددي الأشكال وأفكارهم الرائجة في أنحاء البحر المتوسط إبان الحكم الروماني. ولكن ما يجعل متون هرمس خاصة هي إستجابتها للوضع البشري حول العالم. إن هرمس المصري يضفي نوعين من المعرفة في كتبه. أولا, بالإمكان الحصول على درجة من القوة والسيطرة على العالم الدنيوي من خلال المعرفة المنسجمة المتعاطفة للقوة الإلهية العليا مع بعض المخلوقات الدنيوية الإستثنائية.



هذه هي تعاليم هرمس, على سبيل المثال, تفسير العلامات السماوية للتكهن بالمستقبل, فضلا عن الخصائص الغامضة للمواد, مثل النباتات المختلفة, والقوى النجمية التي يمتكلونها لكي يتصلوا بالكواكب بشكل منسجم. وقد دعى علماء العصر الحديث هذه الأطروحات لشرح التقنيات الخاصة حول تطبيق مبادىء هذه المعرفة و القوى الفاعلة في الكون في الحياة اليومية وفي المشاكل العملية. وثانيا, أكثر منها شهرة, حيث يقوم هرمس بتعليم تلاميذه من خلال الحوارات حول كيفية تجاوز الظروف الجسدية والتغلب على المصير من خلال تقنية الفكر والتأمل, ممايؤدي إلى معرفة حقيقة الله. وقد أدى الطعن المتزايد في خطابات هرمس إلى تكذيب الوعد الإلهي لتلك المعرفة العليا, والتحرر من الظروف الدنيوية من خلال الفهم المتطور, وهذا الهدف هو
جزء من دوافع المجتمع المجهول الذي ألف هذه النصوص.



في متون هرمس اليونانية Greek Hermetica المعروفة اليوم هي من النوع الأخير, الحوارات الفلسفية, حيت إنتبه العلماء للتقاليد اللاتينية في أوروبا الغربية في عام 1940. عندما قام راهب يدعى ليوناردو Leonardo بجلب المخطوطة من النصوص اليونانية الهرمسية إلى كوزيمو دي ميديتشي Cosimo de’ Medici في فلورنسا Florence من مكان ما في مقدوينا Macedonia. وقد تم سؤال العالم مارسيليو فسينو Marsilio Ficino المتخصص في ترجمة أعمال أفلاطون Plato وإعطاء الأولوية لهرمس, الذي كان يعتقد أنه أكثر قدما من الكتب اليونانية الكلاسيكية.

ونشرت ترجمته في سنة 1471, وبعد قرن ونصف تم إصدار خمسة وعشرون من النسخ اللاتينية من متون هرمس اليونانية. و في عام 1554 قام أدريانوس تيرنيباس Adrianus Turnebus بإنتاج الطبعة الأصلية للمبادىء اليونانية الهرمسية, كان الإهتمام غير عادي, حيث يعتقد أن متون هرمس اليونانية في تلك الفترة كانت مشتقة من زمن ما قبل الطوفان العظيم, أو التي كانت معاصرة لزمن موسى عليه السلام Moses, تمثل البدائية, المنبع الأصيل للحكمة.

لذلك تعتبر هذه المستندات مساوية مع سفر التكوين book of Genesis. وكان المؤلفون في عصر النهضة يستخدمون هذه النصوص كمصدر للحركة الجديدة التي تمزج ما بين الأفلاطونية Neoplatonism, والكابالا اليهودية Jewish Cabbala, وتعاليم متون هرمس في النظام الفكري اليوم تدعى بالهرمسية Hermetism. المؤرخون اليوم قاموا بما فيه الكفاية بتوثيق عميق لهذه الأعمال للتأثير على العلماء في أوروبا الغربية في أواخر القرن الخامس عشر وحتى القرن السابع عشر, وأكثر من ذلك حتى وقتنا الحاضر.

كانت بداية نهاية شعبية هرمس في عام 1614م, عندما أظهر إسحاق كسوبون Issac Casaubon أن متون هرمس اليونانية لم تكن قديمة كما كان يعتقد, وإنما كانت على ما يبدو أنها مشتقة من إصدارة في بدايات العهد المسيحي. على الرغم من أن براهينه لم تكن معروفة على نطاق واسع, فقد تم رفض أبحاث كسوبون Casaubon من قبل النخبة الهرمسية في نهاية القرن.كما أن هيرمان كونرينج Hermann Conring أستاذ الطب في جامعة هلمستيديت University of Helmstedt, قد قام بمجادلة ضد المطالبة بالإرث الهرمسي في عام 1648 التي أدلى بها أتباع الخيميائي باراسيليوس Paracelsus. إن كسوبون Casaubon, كونرينج Conring, وغيرهما قد نجحوا في إزالة الهالة الأصلية الموثوقة عن متون هرمس بأنفسهم والتي كان من المفترض أن تكون هذه النصوص بمثابة إرث مستمر.

وبعد هذه وتلك الهجمات, شهد القرن التاسع عشر وبدايات القرن الثامن عشر تدني مستوى الإهتمام بمتون هرمس, على الرغم من أن الغربين المجددين للحضارة المصرية والتي يطلق عليهم Egyptomaniacs, و الخيميائيين, وأعضاء الجميعيات السرية, والمتورطين في التيارات الباطينة قد واصلوا التفكير بإستخدامها ودراستها. ومن بين عام1630 و 1856 لم يكن هناك إصدرات جديدة أو نسخة مطبوعة للمتون الهرمسية اليونانية وقد قام فسينو Ficino بإظهارها للنور علامة على يقين فائدتها العلمية. أن الحركة الهرمسية Hermetic movement قد تم إنشاءها في القرن السادس عشر وتقلصت إلى حد كبير خلال فترة "الثورة العلمية", عندما قل إعتماد العلماء بشكل أقل على الكتابات القديمة من أجل السلطة العلمية scientific authority.

ومع الأساليب والأغراض الجديدة للمنح الدراسية الكلاسيكية التي طورت في القرن التاسع عشر فقد وجدت متون هرمس اليونانية إحترامها في مجال البحوث حيث إستعادت مكانها, ولكن ليس كمصدر للإلهام والتعاليم الباطنية ولكن كأحد التحف التاريخية الشاملة و مفصلة في سجل يخص الحضارة اليونانية والرومانية, وأيضا كإطار جديد للدراسة. وبالنسبة لبعض الممارسين في مجال التطوير الحديث للدراسات الدينية, أصبحت متون هرمس عبارة عن وثائق فلسفية دائمة ومصدر لمخططات بنيوية. وقد وجد السحرة مصلحتهم في هذه النصوص في العصور الرومنسية والحديثة.
 
التعديل الأخير:
قام الوسط العلمي بجهود بشرح متون هرمس Hermetica في القرن العشرين ومازال أحد ثمرة التاريخ المساق غير محسوم. وكان النقاش حولهم متركزا بشكل فعال حول تحديد "الأمة" التي ينتمون إليها, سواء كانت اليونانية أساسا ومن ثم الأوروبية أو الغربية أو المصرية ومن ثم الشرقية, أو ربما كانوا نتاج مجتمع محدد. إذا أمكننا العثور على مجموعة من المؤلفين, والتأكد من علاقتهم بالحركات الدينية أمثال اليهودية والمسيحية والغنوصية والوثنية, سيؤدي ذلك إلى تفسير الأمر بشكل أوسع ومن شأنه أن يساعدهم ذلك بمنحهم مكانا في التاريخ.(اليوم هذه الفئات العريضة تبدو ساذجة إلى حد ما). وقد بدأ العمل الضخم من فيستوجيري Festugière من عام 1940 - 50, حيث ظهر بشكل قاطع أن متون هرمس Hermetica كانت هلنسيتية Hellenistic في الشكل والمضمون والمحتوى ولا تدين بشي أساسي إلى الحضارات الغير يونانية. وقد دون أربعة مجلدات لإثبات وجهة نظره.

وفي أواخر عام 1970 و 1980, ظهرت دراسة من قبل جان بيير ماهي Jean-Pierre Mahé و غارث فودن Garth Fowden تقول بأن هناك شي مصري مميز في ذلك, وبإمكانهم فهم ذلك عند القيام بوضع السياق الهلنسيتية المصرية Hellenistic Egypt مع الثقافة التقليدية المصرية الأصلية. وقد إفترض ماهي Mahé أن النصوص اليونانية أصلها من تعاليم الحكمة المصرية . أما فودن Fowden فقد أظهر بشكل مقنع أن من غير الإمكان للمرء فهم المتون الهرمسية Hermetica دون تحديد مكانها ضمن السياق الأجتماعي لمصر الرومانية. وكانت براهينه موثقة جيدا بحيث أن المتون الهرمسية Hermetica ليست يونانية ولا مصرية وإنما نتاج المجتمع المصري الروماني Roman Egyptian society معا المركب من توليفة من الممارسات والأفكار في هذه التقاليد اللغوية والثقافية والدينية, إن المجتمع الذي من السهل فهمه دون الأنفصال عن اليونانية أو الخصائص المصرية, نقول بفهمنا الحالي أن المتون الهرمسية اليونانية Greek Hermetica تقف في صف فودن Fowden.

تشير الدراسات في علم المصريات Egyptology أن بالإمكان توضيح جذور المتون الهرمسية Hermetica المحلية بشكل ملموس من خلال لفائف الكهنة المصريين في الفترة الرومانية. في الواقع, الدليل المباشر من أن المتون الهرمسية Hermetica قد برزت من خلال الخلفية الادبية المصرية. وفي عام 2005 قام إثنان من علماء المصريات ريتشارد جاسنو Richard Jasnow و كارل تيودور زاوزيتش Karl-Theodor Zauzich بنشر طبعة من النص المصري الديموطيقي Demotic Egyptian text وهي تعاليم الحوارات الذي جرت بين الإله تحوت Thoth وأحد تلاميذه, وتدعى مر- ركس mr-rx أي "محب المعرفة lover of knowledge" أو ربما " الفيلسوف philosopher".

إن العديد من المخطوطات و القطع الغير مكتملة أبقت على بعض النصوص الطويلة في مكتبة المعابد المصرية, حيث تم توثيقها تاريخيا ما بين القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الثاني, هذه ليست سوى الفترة التي تكونت فيها المتون الهرمسية اليونانية Greek Hermetica. لأن محتويات هذه الكتب الديموطيقية لـ تحوت Demotic Book of Thoth (كما يطلق عليها محرروها) لا تظهر " مزيج الفلسفة الهلنسيتية admixture of hellenistic philosophy", كما أظهرتها المتون الهرمسية اليونانية Greek Hermetica بشكل واضح, وقد خلص محرروا تلك النصوص بشكل حكيم بأن العمل ليس متصلا بالأسلاف عامة وإنما قد يكون من واحد من "أحد الأجداد" للمتون الهرمسية اليونانية Greek Hermetica.

كلا الحوارات بين تحوت هرمس Thoth-Hermes وتلميذه حول مواضيع لاهوتية Theological, لذلك من السهل أن نتصور وجود صلة بينهم, ولكن لم يتم إكتشاف التوازي المقنع بعد, سواء في الصياغة أو في المذهب, على الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلها المحررون للقيام بذلك. كان التقيم للمؤلف القديم لـ De mysteriis Aegyptiorum أن " تلك الوثائق... التي تعمم تحت إسم هرمس Hermes تحتوي على العقائد الهرمسية, حتى لو كانت في كثير من الأحيان تستخدم مصطلحات الفلاسفة. لأنها ترجمت من شفاه الرجال المصريين الغير متمكنين في الفلسفة".

يبدو أن هذا الرأي الأكثر حظا للفوز من أي وقت مضى, ولكن يتطلب بالتأكيد دراسة متأنية للطالب في المنزل وخاصة في كلا من علم المصريات, وبالتحديد الديموطيقية المصرية Demotic Egyptian, واليونانية القديمة ancient Greek. ولعل النصوص المصرية التي لم تكتشف بعد ستزيد الإسهام في حل مشكلة تشكيل متون هرمس اليونانية Greek Hermetica.
 
حتى في الأدب اليوناني نفسة، لا تزال هناك طرق غير مكتشفة حول البحث العلمي. ويتم إستخدام العنوان ( كوربوس هيرماتيكم Corpus Hermeticum) للإشارة عادة إلى متون(الوثائق) الفلسفة الهرمسية اليونانية التي جلبت إلى النور في القرن الخامس عشر في إيطاليا(على الرغم في كثير من الأحيان ما تزال النصوص التي بقيت على قيد الحياة موجودة من خلال الترجمة اللاتينية المعروفة بإسم أسكليبيوس Asclepius، وغيرها من الأجزاء ذات الصلة)، حيث تمتعت هذه النصوص بالشهرة بلفت إنتباه الأوروبيين الحديثين لها في وقت مبكر. ومع ذلك، هناك عدد غير قليل من الأعمال مازالت باقية منسوبة إلى هرمس Hermes في اليونانية أكثر من مجرد خطابات فلسفية، خلافا لما تم منحه من سلطة شاملة للعنوان كوربوس Corpus. وقد قام المختصين بأخذ كل منهم ذلك بعين الأعتبار، أن الترجمة الأنجليزية الأخيرة من كوربوس هيرماتيكم Corpus Hermeticum لا تتضمن مقتطافات يونانية هامة وجوهرية حول الحوارات الهرمسية التي وحدت في مختارات ستوبيان Stobaean Anthology.

النصوص اليونانية نسبت إلى هرمس Hermes التعامل مع الطالع، وأيضا إستخدام الخواص الغامضة للمواد والممارسات التي تتعارض مع المناقشات النظرية، والفلسفة، و وصف التأملات التي وجدت في كوربوس هيرماتيكم اليونانية Corpus Hermeticum - الأكثر إهمالا ومجهولة بشكل عملي. وتركز النظرة الحديثة لمتون هرمس اليونانية Greek Hermetica إلى حد كبير على قسم محدود من ما كان، بل لا تزال متاحة.

فهم متون هرمس Hermetica يتطلب أخذ الأعمال التي نسبت له في اللغات الأخرى غير اليونانية في عين الأعتبار، ومرة أخرى الأخصائيين لن يفشلوا في ملاحظة ذلك. إن الترجمات القبطية Coptic للمتون الهرمسية اليونانية Greek Hermetica التي وجدت في مخطوطات نجع حمادي Nag Ḥammādī codices، بدت تلقى إهتماما كبيرا عن جدارة. ( مخطوطات نجع حمادي مجموعة نصوص غنوصية وجدت بالقرب من نجع حمادي في صعيد مصر - ويكي wiki).

بعض من هذه المتون الهرمسية Hermetica باللغة القبطية لازالت على قيد الحياة في اليونانية الأصلية، ولم تنشر حتى عام 1970. أحد تلك النصوص التي لم تكن معروفة سابقا هي الحوار الذي فتح بين مثلث الحكمة Trismegistus وتلميذه عن أسرار العقل التي لا توصف، وأوعز له بنقش التعاليم بالحروف الهيروغليفية hieroglyphic characters وأن يتزعم النص ويؤدي يمين القسم لحمايته من سوء الأستخدام. تتضمن المخطوطات القبطية Coptic codex جزء كبيرا من الخطاب الكامل، بيقت هي الأخرى على قيد الحياة في الترجمة اللاتينية المعروفة بإسم أسكليبيوس Asclepius.

وقد اجتذبت النسخة الأخيرة الطلاب في التقليد اللاتيني في العصور القديمة، والوسطى وحتى الحديثة. إن نصوص هرمس الأرمنية Armenian Hermetic تدعى " تعاريف هرمس The Definitions of Hermes" ترجمت من اليونانية مع بعض الأضافات التي لحقت بها، تم تحريرها ودراستها من قبل ماهي Mahé, وهم المؤلفون الأرمنيون Armenian authors من القرن السادس فصاعدا. وهناك أعداد كبيرة للمتون الهرمسية اللاتينية Latin Hermetica في القرون الوسطى، تحتاج إلى إجراء أبحاث ليس فقط على محتوياتها والمذاهب، ولكن أيضا على العلاقة بينها وبين متون هرمس Hermetica في اللغات الأخرى.

لحسن الحظ ظهرت دراسة جديدة قام بها باولو لوسنتيني Paolo Lucentini والتي نظمت تحت إسم هرمس لاتينو Hermes Latinus، سعيا لسد هذه الثغرة التي نشرت في سلسلة كوربوس كريستيانوريم Corpus Christianorum. مع المساعدة من هذه الأصدارات والدراسات من المتون الهرمسية اللاتينية الأوروبية European Latin Hermetica من العصور الوسطى الجديدة، يمكن للمرء أن يبدأ في التوصل إلى فكرة عما كان متاحا بالفعل في أوروبا اللاتينية قبل أن تصدر كوربوس هيرماتيكوم اليونانية Greek Corpus Hermeticum باللاتينية في أواخر القرن الخامس عشر.

ويهدف هذا الكتاب(الذي يترجم) في هذا الجزء إلى فهم التقاليد الهرمسية Hermetic tradition. ربما يكون هناك المزيد من الأعمال المنسوبة إلى هرمس Hermes باقية على قيد الحياة في اللغة العربية من أي لغة أخرى، والغالبية منها لا تزال غير معروفة وغير منشورة. بعض منها تستمد بالتأكيد من المصادر اليونانية القديمة من خلال الترجمة. آخرون، مثل كثير من متون هرمس اللاتينية Latin Hermetica، تم العمل على تأليفها إلى العربية. ولكن حتى النصوص بحد ذاتها ليست قديمة الأصل. المشكلة هي وضع الوسائل لأستمرارية التقاليد من متون هرمس القديمة ancient Hermetica، وما كان يعتقده الناس حول هرمس Hermes، إلى وقت برهنته وظهوره في اللغة العربية.

يتبع...
 
تخبرنا الحسابات العربية القديمة بأن حكيم مصر القديمة كان يدعى هرمس Hermes ثلاثي الحكمة, هو مؤسس الديانة الوثنية pagan religion قبل الطوفان العظيم, والمشرع الذي صعد إلى السماء ورجع بعد ذلك ليدرس علم التنجيم Astrology. ويعتبر نبي حقيقي مثل محمد و عيسى Muhammed and Jesus عليهما الصلاة والسلام. وتعاليم هرمس Hermes الحكيم التي نشرت من خلال الترجمة العربية, قد صدرت على مدى عصور طويلة من قبل الفلاسفة في الماضي كما تقول الحسابات, أمثال أرسطو Aristotle , أبولونيوس Apollonius من تيانا Tyana, أو التي تم إكتشاف نقوشاتها الأثرية على جدران الحجرات المصرية. إن كتب هرمس Hermes العربية كانت تشرح اﻷعمال الخفية للكون, وأسرار الخلق, وأسرار الطبيعة. إنها توفر وسيلة للتنبؤ بالمستقبل من خلال تباشير النجوم, والتعاليم الخاصة بصناعة الطلاسم القوية, والتوجيهات الخيميائية المشفرة الخاصة بصناعة أكسير الحياة. وإلى يومنا هذا مازال العديد من هذه الاعمال باقية على قيد الحياة في إنتظار القراء الجدد الموجودة في العشرات من المخطوطات العربية, معظمها لم يتم طباعته إلى الأن.


كلا من الأساطير التي تحكى حول هرمس Hermes وتلك الأعمال التي نسبت إليه في العربية قد قدمت العديد من الألغاز المعقدة للمؤرخين. وكانت تعتبر جزء من العصور القديمة ذات قيمة دسمة بالنسبة للثقافة العربية المبكرة, من كافة النواحي, حيث نمت تلك القطعة البسيطة من المعرفة الهائلة وترجمت إلى العربية وكانت تلك القطعة من كتب القدماء(على حد وصفهم) , والتي استندت على الكثير من كتب الأدب العربي.

و للكشف عن هذا التقليد المتعدد الجوانب ذو الأفرع الكثيرة, لا يكفي الوقوف على السياق العربي, حتى لو كان وحيدا سيكون الأمر صعبا أمام موضوع البحث الجاري. يجب على المرء أن ينظر إلى الخلفية القديمة للمتون العربية الهرمسية Arabic Hermetica التي ظهرت إلى حيز الوجود, والتطلع إلى الأمام لإستقبال تلك الأحتفلالات التي ظهرت في القرن الخامس عشر والسادس عشر في أوروبا, التي وهبت أهمية خاصة لتلك المتون في المنح الدراسية الحديثة في اللغات الاوروبية. وفي نفس الوقت, الفائدة العظيمة التي أوصلت متون هيرمس إلى أقاصي أوروبا وأبعد من ذلك, حيث توجد بحوث تاريخية كبيرة لم تكتشف بعد ولم تحكى لأحد. وكانت أعمال هرمس Hermes لم تعرف في أوروبا حيث كانت تنسخ تلك الأعمال وتدرس من المغرب إلى الهند, ومازالت على قيد الحياة إلى اليوم تلك الحلق الدراسية في المساجد والمكتبات الوطنية وخاصة من شمال إفريقيا وآسيا. على سبيل المثال, في أواخر القرن التاسع عشر, قام المفكر الإيراني الذي ما زال يستحق البحث عن ترجمته لــ ( وحي الخيمياء لهرمس المنسوب للأصول المصرية القديمة) من العربية إلى لغته الأم الفارسية. عندما قامت الحكومة البريطانية للهند بشراء المكتبة الملكية من الأباطرة المغول الذين سقطوا في نيودلهي في عام 1859 . كانت هناك أعمال عربية لهرمس Hermes بين تلك الألوف من المجلدات.

ما هذه النصوص الهرمسية؟ والزمر المنسوب له مثلث الحكمة, والتي تدل على أن أتباعة مازالوا في تلك الأراضي النائية في إنتظار من يكتشفها. هذا مؤكد, إن الحركة الهرمسية الأوروبية والتي بدأت في أواخر القرن الخامس عشر لهي جزء واحد فقط من شي أكبر من ذلك بكثير, حيث المركز الرئيسي الجغرافي والزمني لها هو التقاليد العربية.

المتون الهرمسية اليونانية القديمة إبان مصر الرومانية إلى العهد الاوروبي

في إحدى القرون اﻷولى من العصر المشترك بين مصر والرومان, قام بعض الحكماء المجهولين في مصر الرومانية, على مدى عدة أجيال, بكتابة أطروحات عن العلم والفلسفة اليونانية لكي تدرس وتكون جزءا من التقاليد المصرية.

بعض تلك اﻷعمال تصور الحوارات بين مختلف الآلهة المصرية, وتم إعطاء بعضها أسماء يونانية في حين ضل بعضها محتفظا باﻷسماء المصرية الخاصة بهم. كان الطابع الرسمي على هذه النصوص هو هرمس, بما يعادل وفقا لليونانية إله المعرفة والكتابة المصري, تحوت Thoth. عادة ما يظهر هيرمس كمعلم من خلال الأحرف في الحوارات, بما في ذلك تات Tat, أمون Ammon, و أسكليبيوس Asclepius. و من خلال المعلم الرئيسي قمنا بأخذ إسم النصوص كمجموعة: متون هرمس Hermetica, والكتابة التي لها علاقة مع هرمس Hermes.

غالبا ما يطلق على هرمس Hermes هنا بمثلث الحكمة Trismegistus, "ثلاثي العظمة" “thrice-greatest”, وهو لقب ترجم من لقب مصري قديم لتحوت Thoth, حيث عثر عليه أول مرة من خلال اللغة اليونانية التي كان يستخدمها الكهنة المصريين في العصر البطلمي Ptolemaic. وبهذه الطريقة تميز هرمس Hermes المصري كرسول أولمبي للرب نسبة إلى جبل أولمبوس كما في الأساطير اليونانية Greek mythology.


إن المتون الهرمسية Hermetica اليونانية لمصر الرومانية إتفقت مع مجموعة واسعة من المواضيع, بما في ذلك علم التنجيم astrology, علم الكونيات cosmology, و الطب medicine. حيث قاموا بشرح التعليم الفلسفي, التي كشف عنها هرمس Hermes وغيرها على أساس الرؤى الإلهية, التي من خلالها يتمكن التلاميذ من معرفة وفهم النفس, والكون, والله. وقد قام البروفسور غارث فودن Garth Fowden بتلخيص الكون من خلال المتون الهرمسية التي تدرس:


إن البشرية مقيدة داخل سلم الهرم الكوني المنسجم وتخضع للقوة الشريرة الشيطانية. هذا هو, محصورون في الكون بواسطة القدر. تماما, كانت هذه الأفكار لا تقتصر على واضعي متون هرمس, ويمكن للمرء من القول بأنهم متعددي الأشكال وأفكارهم الرائجة في أنحاء البحر المتوسط إبان الحكم الروماني. ولكن ما يجعل متون هرمس خاصة هي إستجابتها للوضع البشري حول العالم. إن هرمس المصري يضفي نوعين من المعرفة في كتبه. أولا, بالإمكان الحصول على درجة من القوة والسيطرة على العالم الدنيوي من خلال المعرفة المنسجمة المتعاطفة للقوة الإلهية العليا مع بعض المخلوقات الدنيوية الإستثنائية.



هذه هي تعاليم هرمس, على سبيل المثال, تفسير العلامات السماوية للتكهن بالمستقبل, فضلا عن الخصائص الغامضة للمواد, مثل النباتات المختلفة, والقوى النجمية التي يمتكلونها لكي يتصلوا بالكواكب بشكل منسجم. وقد دعى علماء العصر الحديث هذه الأطروحات لشرح التقنيات الخاصة حول تطبيق مبادىء هذه المعرفة و القوى الفاعلة في الكون في الحياة اليومية وفي المشاكل العملية. وثانيا, أكثر منها شهرة, حيث يقوم هرمس بتعليم تلاميذه من خلال الحوارات حول كيفية تجاوز الظروف الجسدية والتغلب على المصير من خلال تقنية الفكر والتأمل, ممايؤدي إلى معرفة حقيقة الله. وقد أدى الطعن المتزايد في خطابات هرمس إلى تكذيب الوعد الإلهي لتلك المعرفة العليا, والتحرر من الظروف الدنيوية من خلال الفهم المتطور, وهذا الهدف هو
جزء من دوافع المجتمع المجهول الذي ألف هذه النصوص.



في متون هرمس اليونانية Greek Hermetica المعروفة اليوم هي من النوع الأخير, الحوارات الفلسفية, حيت إنتبه العلماء للتقاليد اللاتينية في أوروبا الغربية في عام 1940. عندما قام راهب يدعى ليوناردو Leonardo بجلب المخطوطة من النصوص اليونانية الهرمسية إلى كوزيمو دي ميديتشي Cosimo de’ Medici في فلورنسا Florence من مكان ما في مقدوينا Macedonia. وقد تم سؤال العالم مارسيليو فسينو Marsilio Ficino المتخصص في ترجمة أعمال أفلاطون Plato وإعطاء الأولوية لهرمس, الذي كان يعتقد أنه أكثر قدما من الكتب اليونانية الكلاسيكية.

ونشرت ترجمته في سنة 1471, وبعد قرن ونصف تم إصدار خمسة وعشرون من النسخ اللاتينية من متون هرمس اليونانية. و في عام 1554 قام أدريانوس تيرنيباس Adrianus Turnebus بإنتاج الطبعة الأصلية للمبادىء اليونانية الهرمسية, كان الإهتمام غير عادي, حيث يعتقد أن متون هرمس اليونانية في تلك الفترة كانت مشتقة من زمن ما قبل الطوفان العظيم, أو التي كانت معاصرة لزمن موسى عليه السلام Moses, تمثل البدائية, المنبع الأصيل للحكمة.

لذلك تعتبر هذه المستندات مساوية مع سفر التكوين book of Genesis. وكان المؤلفون في عصر النهضة يستخدمون هذه النصوص كمصدر للحركة الجديدة التي تمزج ما بين الأفلاطونية Neoplatonism, والكابالا اليهودية Jewish Cabbala, وتعاليم متون هرمس في النظام الفكري اليوم تدعى بالهرمسية Hermetism. المؤرخون اليوم قاموا بما فيه الكفاية بتوثيق عميق لهذه الأعمال للتأثير على العلماء في أوروبا الغربية في أواخر القرن الخامس عشر وحتى القرن السابع عشر, وأكثر من ذلك حتى وقتنا الحاضر.

كانت بداية نهاية شعبية هرمس في عام 1614م, عندما أظهر إسحاق كسوبون Issac Casaubon أن متون هرمس اليونانية لم تكن قديمة كما كان يعتقد, وإنما كانت على ما يبدو أنها مشتقة من إصدارة في بدايات العهد المسيحي. على الرغم من أن براهينه لم تكن معروفة على نطاق واسع, فقد تم رفض أبحاث كسوبون Casaubon من قبل النخبة الهرمسية في نهاية القرن.كما أن هيرمان كونرينج Hermann Conring أستاذ الطب في جامعة هلمستيديت University of Helmstedt, قد قام بمجادلة ضد المطالبة بالإرث الهرمسي في عام 1648 التي أدلى بها أتباع الخيميائي باراسيليوس Paracelsus. إن كسوبون Casaubon, كونرينج Conring, وغيرهما قد نجحوا في إزالة الهالة الأصلية الموثوقة عن متون هرمس بأنفسهم والتي كان من المفترض أن تكون هذه النصوص بمثابة إرث مستمر.

وبعد هذه وتلك الهجمات, شهد القرن التاسع عشر وبدايات القرن الثامن عشر تدني مستوى الإهتمام بمتون هرمس, على الرغم من أن الغربين المجددين للحضارة المصرية والتي يطلق عليهم Egyptomaniacs, و الخيميائيين, وأعضاء الجميعيات السرية, والمتورطين في التيارات الباطينة قد واصلوا التفكير بإستخدامها ودراستها. ومن بين عام1630 و 1856 لم يكن هناك إصدرات جديدة أو نسخة مطبوعة للمتون الهرمسية اليونانية وقد قام فسينو Ficino بإظهارها للنور علامة على يقين فائدتها العلمية. أن الحركة الهرمسية Hermetic movement قد تم إنشاءها في القرن السادس عشر وتقلصت إلى حد كبير خلال فترة "الثورة العلمية", عندما قل إعتماد العلماء بشكل أقل على الكتابات القديمة من أجل السلطة العلمية scientific authority.

ومع الأساليب والأغراض الجديدة للمنح الدراسية الكلاسيكية التي طورت في القرن التاسع عشر فقد وجدت متون هرمس اليونانية إحترامها في مجال البحوث حيث إستعادت مكانها, ولكن ليس كمصدر للإلهام والتعاليم الباطنية ولكن كأحد التحف التاريخية الشاملة و مفصلة في سجل يخص الحضارة اليونانية والرومانية, وأيضا كإطار جديد للدراسة. وبالنسبة لبعض الممارسين في مجال التطوير الحديث للدراسات الدينية, أصبحت متون هرمس عبارة عن وثائق فلسفية دائمة ومصدر لمخططات بنيوية. وقد وجد السحرة مصلحتهم في هذه النصوص في العصور الرومنسية والحديثة.
حتى في الأدب اليوناني نفسة، لا تزال هناك طرق غير مكتشفة حول البحث العلمي. ويتم إستخدام العنوان ( كوربوس هيرماتيكم Corpus Hermeticum) للإشارة عادة إلى متون(الوثائق) الفلسفة الهرمسية اليونانية التي جلبت إلى النور في القرن الخامس عشر في إيطاليا(على الرغم في كثير من الأحيان ما تزال النصوص التي بقيت على قيد الحياة موجودة من خلال الترجمة اللاتينية المعروفة بإسم أسكليبيوس Asclepius، وغيرها من الأجزاء ذات الصلة)، حيث تمتعت هذه النصوص بالشهرة بلفت إنتباه الأوروبيين الحديثين لها في وقت مبكر. ومع ذلك، هناك عدد غير قليل من الأعمال مازالت باقية منسوبة إلى هرمس Hermes في اليونانية أكثر من مجرد خطابات فلسفية، خلافا لما تم منحه من سلطة شاملة للعنوان كوربوس Corpus. وقد قام المختصين بأخذ كل منهم ذلك بعين الأعتبار، أن الترجمة الأنجليزية الأخيرة من كوربوس هيرماتيكم Corpus Hermeticum لا تتضمن مقتطافات يونانية هامة وجوهرية حول الحوارات الهرمسية التي وحدت في مختارات ستوبيان Stobaean Anthology.

النصوص اليونانية نسبت إلى هرمس Hermes التعامل مع الطالع، وأيضا إستخدام الخواص الغامضة للمواد والممارسات التي تتعارض مع المناقشات النظرية، والفلسفة، و وصف التأملات التي وجدت في كوربوس هيرماتيكم اليونانية Corpus Hermeticum - الأكثر إهمالا ومجهولة بشكل عملي. وتركز النظرة الحديثة لمتون هرمس اليونانية Greek Hermetica إلى حد كبير على قسم محدود من ما كان، بل لا تزال متاحة.

فهم متون هرمس Hermetica يتطلب أخذ الأعمال التي نسبت له في اللغات الأخرى غير اليونانية في عين الأعتبار، ومرة أخرى الأخصائيين لن يفشلوا في ملاحظة ذلك. إن الترجمات القبطية Coptic للمتون الهرمسية اليونانية Greek Hermetica التي وجدت في مخطوطات نجع حمادي Nag Ḥammādī codices، بدت تلقى إهتماما كبيرا عن جدارة. ( مخطوطات نجع حمادي مجموعة نصوص غنوصية وجدت بالقرب من نجع حمادي في صعيد مصر - ويكي wiki).

بعض من هذه المتون الهرمسية Hermetica باللغة القبطية لازالت على قيد الحياة في اليونانية الأصلية، ولم تنشر حتى عام 1970. أحد تلك النصوص التي لم تكن معروفة سابقا هي الحوار الذي فتح بين مثلث الحكمة Trismegistus وتلميذه عن أسرار العقل التي لا توصف، وأوعز له بنقش التعاليم بالحروف الهيروغليفية hieroglyphic characters وأن يتزعم النص ويؤدي يمين القسم لحمايته من سوء الأستخدام. تتضمن المخطوطات القبطية Coptic codex جزء كبيرا من الخطاب الكامل، بيقت هي الأخرى على قيد الحياة في الترجمة اللاتينية المعروفة بإسم أسكليبيوس Asclepius.

وقد اجتذبت النسخة الأخيرة الطلاب في التقليد اللاتيني في العصور القديمة، والوسطى وحتى الحديثة. إن نصوص هرمس الأرمنية Armenian Hermetic تدعى " تعاريف هرمس The Definitions of Hermes" ترجمت من اليونانية مع بعض الأضافات التي لحقت بها، تم تحريرها ودراستها من قبل ماهي Mahé, وهم المؤلفون الأرمنيون Armenian authors من القرن السادس فصاعدا. وهناك أعداد كبيرة للمتون الهرمسية اللاتينية Latin Hermetica في القرون الوسطى، تحتاج إلى إجراء أبحاث ليس فقط على محتوياتها والمذاهب، ولكن أيضا على العلاقة بينها وبين متون هرمس Hermetica في اللغات الأخرى.

لحسن الحظ ظهرت دراسة جديدة قام بها باولو لوسنتيني Paolo Lucentini والتي نظمت تحت إسم هرمس لاتينو Hermes Latinus، سعيا لسد هذه الثغرة التي نشرت في سلسلة كوربوس كريستيانوريم Corpus Christianorum. مع المساعدة من هذه الأصدارات والدراسات من المتون الهرمسية اللاتينية الأوروبية European Latin Hermetica من العصور الوسطى الجديدة، يمكن للمرء أن يبدأ في التوصل إلى فكرة عما كان متاحا بالفعل في أوروبا اللاتينية قبل أن تصدر كوربوس هيرماتيكوم اليونانية Greek Corpus Hermeticum باللاتينية في أواخر القرن الخامس عشر.

ويهدف هذا الكتاب(الذي يترجم) في هذا الجزء إلى فهم التقاليد الهرمسية Hermetic tradition. ربما يكون هناك المزيد من الأعمال المنسوبة إلى هرمس Hermes باقية على قيد الحياة في اللغة العربية من أي لغة أخرى، والغالبية منها لا تزال غير معروفة وغير منشورة. بعض منها تستمد بالتأكيد من المصادر اليونانية القديمة من خلال الترجمة. آخرون، مثل كثير من متون هرمس اللاتينية Latin Hermetica، تم العمل على تأليفها إلى العربية. ولكن حتى النصوص بحد ذاتها ليست قديمة الأصل. المشكلة هي وضع الوسائل لأستمرارية التقاليد من متون هرمس القديمة ancient Hermetica، وما كان يعتقده الناس حول هرمس Hermes، إلى وقت برهنته وظهوره في اللغة العربية.

يتبع...
 
عندما تكلم هرمس

عن ا_الخيميا__________كانت الخيميا داخل الجسد البشرى _وارتباطها با الكون

والعلو _ماعدا ذلك _هو اضافه ل اغراض الترويج _الشرير
 
إن المبدأ الأول للباحثين حول الدراسات اليونانية- العربية، كما عرفها ديميتري غوتاس Dimitri Gutas، هي أن المسألة منطقية: لم يترجم شي من اليونانية إلى العربية مالم تكن هناك مخطوطات متاحة بين أيدي المترجمين. ولكن العربية إستلمت الأعمال اليونانية من أجل ترجمتها، وكذلك من لغات أخرى، وكل هذه الأعمال منذ تلك الفترة وحتى الأن هي نتاج أواخر العصور القديمة.

ولذلك من الأساس يجب تتبع تاريخ المتون الهرمسية Hermetica وسلسلة الأعمال وتميزها حتى توصلنا إلى زمن المترجمين العرب في القرن الثامن ، التاسع وحتى العاشر. هناك طريقة واحدة بالإمكان رسمها لمعرفة تاريخ تلك النصوص من خلال ملاحظة من الذي يشار إليهم والغرض من ذلك. ومن الممكن الوصول للفكرة العامة حول إهتمام القراء للمتون الهرمسية Hermetica وصولا لذلك الوقت.
 
التعديل الأخير:
1.2 إستلام المتون الهرمسية اليونانية في العصور القديمة
لاتزال هناك حاجة في الحصول على تاريخ كامل للمتون الهرمسية Hermetica، ولكن الأن ملخص حول تسلسل القراء الأوائل لتلك النصوص في العصور القديمة يعتبر كافيا وسيفي بالغرض. إستنادا على مجموعة كبيرة من الشهادات التي جمعها سكوت Scott، وأكملها فيرغسون Ferguson، قد يجد القارىء النص الكامل هناك. طبيعة هذه الشهادات إلى حد كبير هي doxographic (تشير الكلمة إلى وصف آراء الفلاسفة والعلماء اليونانيين القدماء)، ويقولون لنا أنه تم إستلام معظم المتون الهرمسية الفلسفية من قبل علماء الدين، والذين بقوا على قيد الحياة لكثرة عددهم، في حين لانعرف سوى القليل عن تاريخ وإستخدام تقنية تلك المتون technical Hermetica. يمكن للمرء أن يفترض بأن أعمال هرمس منتشرة بين العرافين وتعميم الخصائص الغامضة للمواد بين العلماء والمنجمين كافة.

نحن لا نعرف إلا القليل عن المجتمع الأصلي أو المجتمعات التي أنتجت المتون الهرمسية اليونانية Greek Hermetica، إلا أن الوثنيين في مصر الرومانية الذين رأو تلك التعاليم رأوها تعاليم مصرية واضحة. يبدو من المرجح لي أنها شملت على أعضاء من الكهنة المصريين. ما إن كان أحد يتصورهم على أنهم طائفة فلسفية دينية إعتمادا على كيفية تعريف تلك الفترة. إن أقرب المراجع لهرمس ثلاثي الحكمة (Hermes Trismegistus) موثوقة هي بالنظر من خلال الكتابات المسيحية المبكرة للقرن الثاني والثالث الميلادي.
Screenshotfrom2017-10-3010-02-01.jpg

أثيناغوارس Athenagoras(أواخر القرن الثاني الميلادي)، أستشهد بمرور إحدى أعمال المتون الغير معروفة والتي كانت تدعم البراهين المشهورة التي تقف ضد الوثنية حول تلك الكائنات التي إتخذها المشركون كآلهة لعبادتها حيث كانوا رجال زمن ضائع.

Screenshotfrom2017-10-3010-19-34.jpg

أشار ترتليان Tertullian، إلى أن المعرفة البشرية محدودة حتى عند قوله بأن هرمس أيضا "سيد فلاسفة الطبيعة" لا يمكنه أن يفسر أصل المادة. يمكن للمرء أن يرى مثل هذه الملاحظات حتى من بدايات الأدلة لتلك المتون الهرمسية، والمؤلفين الذين عرفوا بذلك يعتقدون بأنها قديمة جدا.

Screenshotfrom2017-10-3010-45-41.jpg

القديس جاستن Justin الذي كتب كوهورتاتيو أدوثيونس Cohortatio adgentiles( القرن الثالث الميلادي) قام بتوفير أقرب إقتباس لـ هرمس ثلاثي الحكمة(Hermes Trismegistus) الكلمات الشعبية للاهوتيين Theologians:" من الصعب فهم الله، ولكن بالنسبة لمن فعل، فإن من المستحيل أن يصفه".
حتى من قرأ المتون الهرمسية Hermetica من غير المسيحيين أيضا.

في مصر عام 300 ميلادي، أظهر الخيميائي الأول زوسيموس من بانوبوليس (خيميائي صوفي يوناني) معرفته "للكتب المقدسة sacred books" لمتون هرمس Hermetica و نقل تلك المتون في أعماله، التي مازالت حية في اليونانية الأصلية وفي الترجمة السيريانية Syriac. ووفقا لبعض الأدلة، فإن أعمال هيرمس ترجمت إلى الفارسية الوسطى Middle Persian في القرن الثالث الميلادي في بلاد الإمبراطور الفارسي سابور الأول، جنبا إلى جنب مع أعمال بطليموس Ptolemy، دوروثيوس Dorotheus، و غيرهم من المنجمين.

Screenshotfrom2017-10-3011-09-11.jpg


يتبع
 
التعديل الأخير:
يبدو ان لله عز وجل وضع حكمته في يد ناس لا يهمهم في الدين إلا الحجاب والرجم ويكرهون كل علم جديد باعتباره كفر بدل ان يقومو هم بتطوير العلوم بما لديهم هل تعلم ان المصباح ذكر في أية النور قبل اختراعه ب1300 سنة ؟ولكن المسلمين اعجبهم حفظ الآية بدل فهمها
 
السلام
بصراحة ما يسمى الاغريق اكبر كذبة ابتدعها الاروبيين و ب الضبط الكنيسة لكي يبينو لنهم استقو علومهم من كتب الاغريق و الاصح انهم استقوها من عند المسلمين الاعاجم و ليس العرب اقول و اعيد الاعاجم عبر امتداد السلطان الاسلامي من بلاد التتر الاتحاد السوفياتي سابقا و بلاد الترك و بلد الامازيغ ومسلمي الهند و الصين لكن حقد الكنيسة على الاسلام العالمي و ارادتهم تقزيمه ب الاسلام العروبي االجلف الجنسي اجبرهم على تزييف الحقائق و استحداث ما يسمى الاغريق الوثنيين و بهذا ضرب الاسلام العالمي و نسبة العلوم المقدسة لوثنيين لم يكن عندهم اي اطار علمي الدليل من بين الاف الدلائل قسم ابوقراط الطبي الذي في الاصل هو قسسم ابن سينا المسلم الفارسي و نسخته موجودة في واشنطن النسخة الاصلية
الاسلام العالمي الذي لا يعرف التفرقة و الاجناس الاسلام الحقيقي قزم و احتلت دياره و قتل صفوته و بقي ال اسمه لهذا العربان العرب العاربة الجلاف الحفاة العراةة لا يهمهم الاسلام فاقد الششيء لا يعطيه هذا بعض و غيض من فيض للتزوير و التعتيم و الكذب و التحيم التاريخي لا لشيء الا لتوالد مسوخ بشرية تقتل تغتصب تسرق منحطة سفلة تسمو ب انبل و اشرف كلمة الاسلام
للحديث بقية لمن اراد الكلام بدون نوازع عروبية دنيئة
ليست لديك المعارف التاريخية واللغوية لإثبات كلامك ثم إن المسلمين أنفسهم يعترفون بفضل الإغريق عليهم ولو أنك تعلمت اليونانية وقرأت كتب عظام اليونان لعرفت قيمتهم وفضلهم على البشرية
اما قسم أبقراط فتوجد منه عدة نسخ باللغة اليونانية وقد ترجمه ابن أبي اصبعة في كتابه طبقات الأطباء ولم ينسبه لنفسه ولكنه طبعا استبدل آلهة اليونان بإله الإسلام فيقول : قال ابقراط أقسم بالله بدل قال ابقراط أقسم بأبولون
 
أعجبني كثير هذا الكتاب أشكرك عن مجهودك في الترجمة
 

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى