غرائب وعجائب هرمس الأشموني(تحوت)

[amr Pegasus]

وهو هرمس الأول وهو الذي بنى بيت التماثيل / التي يعرف بها مقادير النيل عند جبل القمر وعمل هيكل الشمس ، وكان يختفي من الناس فلا يرونه وهو بينهم ، وهو الذي بنى الأشمونين لأشمون ، وبنى مدينة في شرق مصر وسماها هرمس بولس وطولها اثنا عشر ميلا ، وجعل عليها حصنا. وبنى مدينة ايصنا (١) واتخذ فيها الملاعب والأعلام.

وعمل في سفح الجبل الشرقي مدينة يقال لها : أو طيراطيس ، وفيها عجائب كثيرة ، وجعل لها أربعة أبواب لكل جهة باب ، وجعل على الباب الشرقي صورة غراب ، وعلى الباب الغربي صورة ثور ، وعلى الباب القبلي صورة أسد ، وعلى الباب البحري صورة كلب (٢) ، وجعل فيها روحانيات تنطق إذا قصدها القاصد ولا يستطيع أحد أن يدخلها حتى يستأذن الموكلين بها ، وغرس فيها شجرة تحمل من جميع الفواكه وعمل منارا طوله ثمانون ذراعا وعلى رأسه مرآة تتلون كل يوم بلون ، فإذا كان آخر الأسبوع عادت إلى لونها الأول هكذا على مدى الأيام.
وكانت تلك المدينة تكسى من نورها وضوئها بياضا وخضرا ، وصفرا ، وزرقا وحمرا. وجعل حول المنارة ماءا كثيرا وولد فيه السمك وجعل الطلسمات حول المدينة من كل صنف تمنع المضار عنها ، وتسمى مدينة البؤس ـ يريد الشجر ـ وكانت فيه الشجر منصوبة على جبل بجانبها.


كما كان رب الموازين الذي يقدم التقرير عندما تزن كفة الميزان قلوب الموتى مقابل ريشة "ماعت" إلهة الحق والعدل والنظام في الكون ممثلاً ذلك مبدأ ماعت فى الحق والعدل والنظام
كان تحوت عادة ما يرمز له برأس طائر ابومنجل مشتقاً من اسمه والمنحنى لمنقار طائر ابومنجل الذي يرمز بدوره الى الهلال كما أتخذ شكل قرد البابون يحمل هلالاً او كرجل برأس قرد بابون او رجل برأس طائر ابومنجل ان كل تلك الاشكال هي رموز ومجاز لصفات تحوت كاهن الارباب الذي احتفظ بمكتبة عظيمة من المخطوطات بالمشاركة مع احدى زوجاته سيشات "ربة الكتابة". مما جعله المسئول عن الأدب و الفن و التعلّم، كما كان مقياساً و مسجلاً للزمن، ومعلّم الكتابة للبشرية ومخترعها بابجدياتها "الهيروغليفية".
لقد كان تحوت كوني و كاهن العالم السفلي يُقدّس من قبل كهنة مصر القدامى فهو أى (تحوت الكاهن)من كتب قصة واقعنا ثم وضعها في قفص مخلّفها لنا لنجرب ونتعلّم علم الكيمياء والزمن والادراك فهو مؤلف اعمال العلوم كلها (الدين، الفلسفة، السحر) كما اعلن عنه الأغريقيون انه مَن اخترع علم النجوم و علم التبصير و علم الارقام (الرياضيات، الهندسة، علم المساحات) و الطب وعلم النبات و علم الاديان والحكومة المدنية والأبجدية و القراءة و الكتابة والخطابة. ومؤلف لكل عمل من كل فرع من المعرفة، والانسانية والقدسية.
كما ان تلك الاسطورة كرّمته بإنشاء روزنامة 365 يوم. حيث ان نسبة للاسطورة كانت السنة 360 يوم وقد كان نوت (السماء) عاقر خلال تلك الايام غير قابلة للانجاب. فقامر تحوت مع خونسو القمر لكسب 1/72 من ضوئه "360/72=5"، اي خمسة ايام والمعروفة بأيام النسي كما كان العديد من الكهنة يحتفظون برسوم او صور لتحوت في مكاتبهم و قاعاتهم كما كان رمز الكهنة هو طائر ابومنجل .
وفي الحقبة المتأخرة من تاريخ مصر حظئ محفله و مركزه الرئيسي "هيرموبوليس مغنا" بأهمية كبيرة واظهروه بدور اكبر في الاسطورة المصرية كما تم تحنيط ملايين من طيور ابومنجل الميتة حيث دفنت تكريماً له
ان خصائص تحوت قادت الى تعريفه من قبل الأغريقيين بأقرب شخصية له وهو هيرميس، وهو الذي تمت مقارنته بتحوت، وكـ هيرميس الثالوث العظيم، أدى ايضاً الى تسمية مركز تحوت من قبل الإغريقيين (بهيرموبوليس) يعني ذلك مدينة هيرميس. وحسب أقدم التقاليد قيل عن كتاب المواتى انه من صنع تحوت نفسه.
ان تحوت كـ هيرميس في بلاد الإغريق القديمة ابتكر نصوص في علوم السحر الأبيض وقد نُسبت اليه به اسم "كور كوزمو" وما علمَه قام بتسجيله على الصخور ثم قام باخفاء معظم المعلومات. وان الرموز المقدسة لعناصر الكون قام بتخبئتها مستخدماً اسرار أوزيريس
لقد قيل عن تحوت انه نجح في تفهم اسرار السماء وقد قام بالكشف عنها وتدوينها بكتب مقدسة التي قام حينها باخفائها هنا على الارض، بقصد البحث عنها من قبل الاجيال المستقبلية لكي توجد بواسطة من ينتسب له بقرب الدم. ان بعض تلك الكتب المقدسة 42 كتاب للتعليمات او 42 كتاب لتحوت التي تشرح الارشادات لمنال الخلود بالاضافة الى كتابين آخرين تم الاحتفاظ بهما على حدة وان تأريخ تلك الكتب يعود الى القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الاول الميلادي. وكان تأثيرها هائلاً في تنمية علم السحر والشعوذة الغربي. والوثنية الجديدة للسحرة و تتضمن العديد من الرموز الطقوسية المبنية على كتابات الهيرميتيكية اي السحر.
لكن الاكثر ترجيحاً ان الكتب قد كتبت من قبل عدد من الأشخاص لاحقين. نقلا عنه نسبة الى الاسطورة وكان قد تم كتابتها على ورق البردى.
صرح الحاكم بأمره للإسكندرية ان تلك الكتب والسجلات كان عددها : 36 من الكتب الهيرمزية تضمنت الفلسفة المصرية بكاملها، و4 تضمنت علم الفلك، و10 سمّيت المواريث في العلوم، و10 من الكتب على الطقوس المقدسة والتقيدات بها، 2 من الكتب للموسيقى، وما تبقى يتعلق بالكتابة الكوزموغرافية، الجغرافيا، الرياضيات، علم القياس وتدريب الكهنة. وال6 المتبقين من الكتب كانت تتعلق بالطب والجسد وتناقش قضية الامراض، المعدات، الاعين، والنساء .... وغيرها ... ومن الجدير بالذكر ان معظم الكتب الهيرمزية الى جانب عدد غير قليل من المؤلفات القديمة قد ضاعت خلال حرق المكاتب الملكية في الاسكندرية والاكثر اهمية منها كلها هو ثلاث اعمال.
- بيناندر المقدس. ويتألف من 17 جزء كلها في عمل واحد. في طيات تلك الاجزاء العديد من المفاهيم الهيرمزية، من ضمنها الحكمة السماوية واسرار الكون التي تم كشفها لهيرميس والمنهاج الذي وضعه هيرميس لطريقته لنشر حكمته عبر العالم.
- بوي ماندرس اي الرؤيا وهو الكتاب الثاني من البيناندر المقدس وقد يكون الاشهر. وهو ينسب رؤيا هيرميس الغامضة، والكوزموغوني، والعلوم السرية المصرية المتعلقة بالحضارات والتنمية الروحية للروح.
- العمل الثالث ويدعى هيرميس الثالوث العظيم وهو حكمة الهيرمزية (لوح الزمرد لتحوت وهو كله يتعلق بعلم الكيمياء والزمن والادراك)
ان لوح الزمرد او ما اعتاد ان يسمى بلائحة الزمرد هو جزء من الهيرمزية وهو احد اهم وثائق السحر تقديراً في الباطنية الغربية لـ هيرميس تريسماجيستس كما اطلق عليه الاغريق .فقد قامت باستعراضه في مجالات الفنون ممسكاً بزمردة نقش عليها كل الفلسفة المصرية. تكلم تحوت عن انشاء مفهوم واقع (كما فوق كما تحت) بناءاً على نمط الهندسة القدسية. كالكاهن ذو رأس طير ابومنجل الذي ترك لنا خلفه رسائل عبر الزمن البعيد لينشئ قصة واقعيتنا و ان رسائله يمكن ان تتصل بالقلب و الروح معاً
وككل الامور الغامضة، تختلف تفاسيرها حسب القاريء. شيء واحد يبقى دائماً واضح مع تحوت هو ازدواجية الروح المنقسمة الى جزئين نصف يبقى في الاعلى والنصف الاخر في الاسفل/ الين – اليان، الذكر والانثى، الخ. ومراراً ما نختبر نصفنا الاخر كشعلتنا التوأم او روحنا التوأم. اتحاد مع نصفنا الاخر فهو مسعانا المطلق لانجاز ما يمكننا حتي نصبح متكاملين ويشعرنا بالكمال الكلي. كذلك كُتبت "كا فوق كما في الاسفل". انتهى الموضوع