اوربا ترسل مبيدات محظورة للمناطق العربية ..!؟
تصدر دول أوروبية مبيدات محظورة إلى المغرب وتباع أخرى منتهية الصلاحية، رغم مخاطرها العالية على صحة الفلاحين والمستهلكين والبيئة، لكن محاصيل التصدير للاتحاد على عكس تلك المخصصة للسوق المحلي..
والأخطر كما يرى الخبير الزراعي، مدير مؤسسةً نالسيا للتنمية والبيئة والعمل الاجتماعي (غير حكومية) أن تلك المحاصيل الزراعية توجّه إلى الأسواق المحلية، دون احترام المواعيد النهائية لانتهاء مفعول المبيدات السامة، إذ يمكن أن يتم رش المبيد في يوم والجني في اليوم التالي، رغم أن متبقيات المبيدات تحتاج وقتا محددا للتخلص منها، وهو ما يسمى بفترات الأمان الفاصلة بين رش المبيدات وقطاف المحصول، والتي تتفاوت من مبيد إلى آخر تبعاً لتركيبته الكيميائية وتتراوح تلك الفترة من يوم إلى 35 يوماً، كما تختلف فترات الأمان لنفس المبيد من الخضار إلى الفواكه..
ويؤكد أن المنتوجات الموجهة إلى السوق الأوروبية، تخضع لمراقبة في محطات التعبئة، ويعتني أصحابها بعدم مخالفة المعايير الدولية والشروط المطلوبة، من خلال احترام فترات الأمان ونوع المبيدات المستعملة والكميات المسموح بها وإلا لن تدخل لبلدان الاتحاد..
غير أن المشكلة الكبرى تتمثل في موافقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على تصدير اطنان من المبيدات الحشرية التي تحتوي على مواد محظورة أوروبيا وهو ما جرى في عام 2018، رغم المخاطر غير المقبولة التي تشكلها على صحة الإنسان والبيئة. وعلى رأس الدول المصدرة المملكة المتحدة ...، وفق ما وثقته منصة Public Eye السويسرية (تعنى بالشفافية) في 2020 بعنوان: "كيف يصدر الاتحاد الأوروبي مبيدات حشرية شديدة الخطورة محظور استخدامها في أوروبا".
وتعد المغرب والبرازيل وأوكرانيا والمكسيك وجنوب أفريقيا من بين أكبر عشرة مستوردين لمبيدات الآفات المحظورة أوروبيا..
استقبل المغرب وجنوب إفريقيا أكبر كميات تليها مصر والسودان والسنغال، وفق المصدر ذاته..
ومن بين أعلى الأنواع المصدرة أوروبيا إلى المغرب، مبيد الحشرات "ثنائي كلورو البروبين"، وتعد المملكة ثاني الوجهات الرئيسية لهذا المبيد، رغم حظره من قبل الاتحاد الأوروبي في عام 2007 بسبب المخاطر المرتبطة به على المستهلك، وتلوث المياه الجوفية، والأضرار المحتملة للطيور، والثدييات، والكائنات المائية، وغالبا ما يتم خلط ذلك المبيد مع نوع آخر هو Chloropicrin والذي تم تصنيعه كسلاح كيميائي خلال الحرب العالمية الأولى، وفق Public Eye.
أوروبا تواصل تصدير مادة « الكلوربيريفوس » للمبيدات الحشرية المحظورة على اراضيها نحو تونس وبلدان أخرى..
قامت الشركات الأوروبية، خلال سنة 2022، بتصدير أطنان من المبيدات الحشرية المصنوعة بمادة « الكلوربيريفوس »، المحظور استعمالها في أوروبا، نحو عدد من البلدان من ضمنها تونس والجزائر وكازاخستان وبنغلاديش وباكستان وكوستاريكا، حسب ما كشفه التحقيق الذي أجرته كل من المنظمة السويسرية غير الحكومية « بابليك آي » ومشروع Unearthed للصحافة الاستقصائية (التابع للمنظمة البيئية العالمية السلام الأخضر).
وتعتزم هذه الشركات الأوروبية تصدير كميات مشابهة من المبيدات الحشرية خلال سنة 2023، وفق المنظمين اللتين اشارتا الى حصولها على كافة الوثائق التي تثبت هذه الحقائق وفقا للقوانين المتعلقة بحرية المعلومات.
وكشف التحقيق، لاول مرة، استمرار البلدان الأوروبية في تصدير مادة « الكلوربيريفوس » منذ حظر استخدامها على أراضيها في سنة 2020 نتيجة تتالي حملات المدافعين عن الصحة والبيئة.
وأوضح مشروع Unearthed للصحافة الاستقصائية أن تونس تعتبر في سنة 2022 ثاني سوق، من حيث الحجم، ضخ فيها كميات « الكلوربيريفوس » المصدرة من اوروبا. وأضاف انه « كان من المبرمج أن تستوعب السوق التونسية من بلجيكا ».
وتخطط الشركة البلجيكية « أريستا لايف ساينس بنيلوكس » (فرع للشركة الكبرى « يو بي آل » للمبيدات) الى تصدير نفس الكميات إلى تونس سنة 2023.
وبيّن التحقيق أن حظر استعمال « الكلوربيريفوس » في الاتحاد الأوروبي جاء نتيجة ثبوت تسببه في تأثيرات وخيمة على نمو الجهاز العصبي للأطفال..
أوروبا ترفض البرتقال التونسي المعالج بالمبيدات الحشرية المحظورة التي صدرتها الى تونس
نشرت الحكومة الفرنسية 2023، على موقعها الرسمي، تنبيها بسحب كمية محددة من البرتقال التونسي المالطي من السوق الفرنسية لاحتوائها على مستويات عالية من الحد الأقصى لرواسب المبيدات.
ووعدت المفوضية الأوروبية سنة 2020 بتقديم مقترحات تشريعية تهدف الى ضمان منع انتاج المواد الكيميائية المحظورة في أوروبا أو تصديرها.
وشدد المفوض الأوروبي للبيئة، في مراسلة وجهها للمجتمع المدني، مؤخرا، وتحصلت (وات) على نسخة منها، على التزام المفوضية بذلك وعزمها « عرض مقترحات على البرلمان الأوروبي والمجلس في هذا الشأن خلال سنة 2023″.
ويتصدى لوبي المواد الكيميائية بشراسة الى هذا التوجه الذي اعتمدته المفوضية الأوروبية. ويخشى النشطاء، في المقابل، فوات الأوان وعدم التوصل الى سن أي قانون في الوقت المناسب قبل الانتخابات البرلمانية الأوروبية المقبلة سنة 2024 ...
قامت الشركات الأوروبية، خلال النصف الثاني من سنة 2022، بتصدير أكثر من 380 طنا من المبيدات الحشرية المصنوعة بمادة « الكلوربيريفوس »، المحظور استعمالها في أوروبا، نحو عدد من البلدان من ضمنها …
www.radiotunisienne.tn