هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

حقيقة الشر في حكمة الوجود ... مثنوية النور والظلام في العالَم والزمن

سيد الأحجار السبعة

عابر الزمن الثالث
المشاركات
599
مستوى التفاعل
1,059
الموقع الالكتروني
alkynilogy.blogspot.com
[1] مستويات الوجود المادي الثلاث :

2-lakeside-serenity-pixabay (1).jpg

ثلاثة مستويات للوجود الذي أمامك الآن ...

1. أولها هو المستوى المادي الدنيوي للوجود : وهو الظاهر المرئي مادياً من هذا العالم بكل ما يحتويه ... تلاحظ في هذا المستوى أن زمن الأحداث المادية الظاهرة للعيان محلي ومحدد تماماً ، وقائم على الاحتمالات، فترى كل حدث منفرد الوجود بنفسه دون بقية الأحداث، ولا مجال لرصد كافة الأحداث في سلسلة زمنية معينة بنفس التوقيت، فحين ترصد عبور الشمس من المشرق إلى المغرب ستراه يمر بمراحل وكل مرحلة تستلزم زوال ما قبلها لتحل محلها، ومن هنا ينشأ الإحساس بالسببية المادية.

لا وجود لحدث مُطلق في العالم المادي، ذلك الحدث الذي يخرج عن إطار إحداثيات الزمكان المحلي "هنا والآن" على أرض تنتمي إلى بيئة مادية .

الزمن هنا في هذا الوجود مقسم لمسارات للأحداث الزمنية، وكل مسار زمني مستقل عن بقية المسارات من حيث مروره وتكوين أحداثه، وكل مسار زمني يحقق احتمالات خاصة تتغير مع تغير هذا المسار، فما سيحققه سفر إنسان إلى بلد ما سيكون مختلفاً عن ما سيحققه بقاؤه ، وما سيحققه تعلم صنعة أو حرفة لن يحققه تعلم حرفة أخرى ، وانتصار النازيين في الماضي له أن يغير ظاهر الزمن الحالي بالنسبة لك.

2. المستوى العقلي السماوي للوجود : الذي يحتوي تصاميم الزمن الهندسية، فكما ترى ... الزمن يحقق غاية معينة وأحداثاً مختلفة في كل مسار بحيث تنتج ظاهرة مختلفة فيزيائياً بعلاقاتها وتكوينها في كل مسار ، ولكل زمن قيم فيزيائية مختلفة عن بقية المسارات ولكل حدث كذلك قيمه وعلاقاته، بحيث أن المسارات محددة تحديداً مسبقاً من حيث النتائج الممكنة.

رغم أن الأحداث والاحتمالات لانهائية في كامل الزمن ، إلا أن لكل حدث أو مسار خريطة زمنية خاصة لا يمكن تغييرها ، وهذه الخريطة الزمنية تعطي للمسار علاقات زمنية واحتمالات تحقق واقعية معينة لا تعطيها بقية الأزمنة.

ربما كلمة المسار جديدة عليك، الحقيقة أنه ما من داع لتتعامل مع الزمن على أنه وحدة متواقتة الحدوث، فما يحدث على الأرض له خط معين، لكنه لا يؤثر على ما يحدث في مجرة أخرى أو كوكب مختلف، وحياتك الشخصية لها زمن لا يشكل وحدة مع بقية الحيوات على الكوكب، ولكنه عوض ذلك يتفاعل معها ونتيجة هذا التفاعل تبدو أحياناً متواقتة، وهذا معنى أساسي في النسبية في الفيزياء.

لذلك حين أقول لك مسار، ذلك يعني أنني أتحدث عن خط زمني للأحداث بما هو كذلك، مستقل عن باقي الخطوط الزمنية لكائنات وأحداث مختلفة، كما هو الحال في حركة الأرض، التي لها علاقاتها الفلكية والفيزيائية المستقلة عن مسار حركة السيارة من مدينة لأخرى.

وبما أن الزمن مقسم لمسارات وكل مسار له تكوينه الخاص الذي لا يخرج عنه ، فهذا يشير إلى "الهُوية" الخاصة بالأحداث، أي أن الأحداث تحمل معنىً معيناً مختلفاً عن أحداث أخرى والمسار يحمل مجموعة تعريف خاصة لها معاني مستقلة عن أي مسار من نوع مختلف، فمسار حركة الأرض حول الشمس له قيم فيزيائية تسمح للأرض بتعاقبات الليل والنهار، وهذا مختلف عن مسار حركة القمر حول الأرض، القيم الفيزيائية في الحالة الأولى تسمح للأرض باحتواء كل الحيوانات والنباتات والبيئات التي عليها ولولا ذلك لما أمكن للأرض البقاء، ولتحولت إلى شيء آخر، وكذلك كل مسار زمني له هُوية متفردة.

هذه الهويات أو "الماهيات" الزمنية مصممة مسبقاً قبل أن تتحقق فعلياً ، ولذلك يمكنك أن تتنبأ باحتمالات معينة لمسارات معينة عندما تستقرئ أحداث أفراد النوع لذلك المسار، فيمكنك فهم قانون الحركة الفلكية للكواكب باستقراء مسارات دورانها، وهكذا تتنبأ بحركة أي جسم فلكي في الفضاء، لأن له هُوية معينة مختلفة عن هُوية أي شيء آخر، وهي ذات معنى محدد بدقة فيزيائياً.

كما حركات الشطرنج الممكنة، نظرياً يمكن للاعب أن يتحرك بمسارات لا تنتهي ولكن كل مسار جديد سيقلص عدد الاحتمالات لمستقبل اللعبه [ ضمن الرقعة نفسها ] فلن تتخيل أنه سيقوم بنقل البيدق ثلاث حركات معاً أو سيتعامل مع الحصان على أنه قلعة، أو أنه سيقتل بحركة واحدة كل أحجار الخصم، لأن هذه الحركات العشوائية مخالفة لقاعدة الرقعة، وحين تحدث فلابد أن اللاعب يقوم بشيء آخر غير التفاعل عبر اللعبة نفسها.

بنفس الطريقة يكون لكل مسار زمني مادي احتمالات مختلفة حين تحققه عن بقية المسارات، هذا التمايز في العلاقات الممكنة بين الأسباب والنتائج، وبين النتائج وتبعاتها يخضع للقيم الفيزيائية لكائنات المسار ، والتي تعطي للمسار تعريفاً قائماً على علاقات معينة لكل حركة زمنية، أي وبمعنى حرفي : "هناك هُوية لمسار الزمن" والهوية محددة مسبقاً قبل تحققه.

هذا المستوى يسمى بالوجود بالقوة، أو الوجود الكامن أو الباطني أو العقلي، يسمى أيضاً بالوجود الكمومي، لأنك في عالم الكموم تنتقل من مستوى التقييد لحركتك عبر الزمن إلى مستوى تصميم الزمن نفسه ولذلك تكون الكموم غير سببية ولا محلية ، ولكنها لا تظهر أبداً بشكلها المطلق في الزمن المرئي للبشر.

إذا تعمقت في فهم هذا المستوى من الوجود، سترى بأنه مصمم لخدمة القيم ولتتجلى الحياة والحقيقة والجمال عبره، وهو الشيء الذي يمكنك إدراكه وتذوقه ولا يمكن للتفكير وحده أن يعلمه لك، والعقل الكوني يوجه العالم ليبدو بطريقة محددة ويحقق في النهاية نتيجة مقررة مسبقاً، وهذه النتيجة المبنية على القيم تجعلها تتجلى في هيئة أرقام ومواد وعلاقات، ليس ذلك وحسب، بل أن هذا التصميم الذي يحاكي الحكمة المطلقة، يستدعي لبنائه قوة تفوق حتى الكموم والعقل، إذ أن العقل الكوني يسعى إلى تحقيق تجلي تلك القيم الإلهية، بهذه القوة الإلهية المتعالية على العالم، ويستعينها لتصميم النماذج الكونية للأحداث وإعطائه صفة الوجود العقلي، بناء على مقاديرها، هذه القوة تعطي للعقل الوجود وتعطي للزمن الحركة.

المستويات الثلاثة يعبر عنها بأسماء كثيرة أذكر لك منها : الوجود المادي أو الكون ( أو الأكوان ) أو (الأرض)، والوجود العقلي أو ما وراء الكون أو الميتافيزيقا (السماوات) والجوهر الحيوي الذي ينبعث منه كل ذلك الوجود وهو عالم اللاهوت.

وفي عالمنا الجزئي ثمة ما يشبه ذلك، اللعبة الالكترونية تحاكي نموذج الوجود بقدرات بسيطة، فهي تتكون من البيئة المادية والتي يمكنها أن تكون ثلاثية الأبعاد ولها زمن، ومن التصميم الخاص بمسارات الزمن والأحداث الممكنة للعبة، فكل مسار له نتيجة محددة مسبقاً، فإذا نجح اللاعب في مرحلة ما سيأتي لما بعدها وإلا سيعود للبداية، وإذا نجح بكل المراحل تنتهي اللعبة، وفي بعض الألعاب الأكثر تعمّقاً يمكن للنهاية الناجحة أن تختلف بحسب شخصية اللاعب التي تم اختيارها من عدة شخصيات وبحسب تصرفه في مواقع معينة أو كشفه لأسرار معينة.

تصميم اللعبة موجود في البرمجة قبل بدء اللعبة نفسها وقبل حتى بناءها في الحاسوب، وهذا التصميم أشبه ب"الوعاء" لكافة المسارات الزمنية الممكنة، فهو يربط كل مسار بمجموعته بحيث لا يمكنه أن يتجاوزها ومع ذلك فإن هذا المسار الزمني عندما يتحقق فإنه يتحقق محلياً وتحس أنت بتعاقب الأحداث الجزئية مع أن المصمم يراها كلها انتهت وقت انتهاء بناء اللعبة في الحاسوب. والحقيقة أن عنصر الإثارة والمتعة والتشويق في اللعبة معتمد على جهلك بأنها مجرد لعبة وعلى اهتمامك المتزايد بمجريات الأحداث ... التي تشغلك عن الحكمة منها.
 
التعديل الأخير:
[2] مستويات الشرور الثلاث :

من حيث النظر العقلي قد يحسب المرء أن كل شيء في المحاكاة له ثلاث مستويات، فكما أن للكوكب مستوى مادي هو ظاهره ومستوى عقلي هو تصميمه ومستوى جوهري هو هويته والحكمة والحقيقة التي قصدت تصميمه لأجلها، فينبغي أن يكون كذلك الأمر للإنسان، ولأفعال الإنسان ومن ضمن ذلك الشر الذي يراه، والشر الذي يفعله.

هذا الفصل بين المستويات يحقق لك فهماً صحيحاً لما يحدث فيما وراء الكواليس، مثلاً حين يقوم السائق بدهس عابر سبيل في الصباح، فهذا حدث فيه شر على المستوى المادي، الشر هنا موجود في البقعة الظاهرة، ولكن ربما لم يكن للسائق ذنب ولا حتى لعابر السبيل، ربما كان عابر السبيل يحاول الوصول بسرعة لأمر مهم، والسائق نفس الشيء، ولم يكن عابر السبيل مستهتراً ولا السائق كان سكراناً أو عدوانياً، فضلاً عن أن ذلك ربما يكون فيه خيراً على مسارات الزمن المتعلقة بذلك الحدث.

يمكن القول إن الشر على المستوى المادي إما أن يكون شراً في أحداث الطبيعة [ الكوارث ] أو في أعمال البشر [ الأخلاقيات ] ومن الواضح أن شرور البشر لها بُعد قصدي واضح، مثل شخص يستدعي المتعة لمجرد تعريض شخص آخر للعذاب، هذا النوع من الشرور مقصود، بحيث أن موت الشخص بعد سقوطه من الشرفة أو موته بسبب دفعه من الشرفة نوعان مختلفان من "تحقق قيمة الشر" ومع أن الألم نفسه مادياً لكن قصدية الشر ستزيد المعاناة.

ولكن ثمة شيء يجدر بنا أن نعلمه، فوجود الشر على المستوى المادي لا يعني بالضرورة أن الوجود يَقصد حدوث الشر ... أو أن يبقى في حالة المثنوية إلى اللانهاية

لأن الشر في حقيقته المجردة، هو مخالفة زمن المادة لتصميم الزمن السماوي ، بمعنى آخر فالزمن على الأرض لا يستدعي بالضرورة حدوث حرب عالمية ثانية ولكن مسار الأحداث الذي اختاره قادة الحرب حينها كان مخالفاً في معاييره لما يتوجب أن يفعلوه حقاً بحسب نموذج الزمن الكوني، وإذا كان هناك شخص يسير في عربة بسرعة تتجاوز قدرتها على التحمل، فهذا لا يعني أن من صمم العربة أو من صمم مقياس السرعة الزمنية يريد لك أن تصدم صخرة وتقع في الوادي، تحديد السرعة مسؤوليتك أنت، وليست مسؤولية المصمم، وهو إما لا يهتم أصلاً وإما يريد أن تنتفع بها لغاية أو لأخرى لكنه فعلياً يستحيل أن يكون سادياً.

ربما ستقول ولماذا أصلاً يجدر بي أن أراعي السرعة [ القوانين الخاصة بالتصميم ] أليس أفضل لو كان يمكن لهذا التصميم أن يتلافى إمكانية وجود الخلل في قدرتي على زيادة السرعة أو يتلافى وجود مجال للسرعة الزائدة في كوكب الأرض

ولكن هذا يبدو لك وكأنه خلل من قصد المصمم، هو شيء من طبيعة الزمن نفسه، لأن طريقة تحقق الوجود الكامل مادياً والمتطابق مع التصميم العقلي والجوهر القيّم منه هي طريقة زمنية، تستدعي المرور بدورات زمنية، لأن القوام المادي محدد جداً وموضوعي جداً، والتصميم العقلي مطلق جداً ولا يوجد تعاقبات لمسارات زمنية فيه، ونقل المادة من حالة ممحية الهوية ومشوشة إلى حالة الهيكل النهائي يعادل تركيبها التدريجي بحكمة لأن المواد كائنات محددة وصغيرة ومنفصلة عن بعضها البعض، فمن زاوية راصد يستخدم عيناً مادية فذلك يحدث بشكل تتابعي زمنياً ومن زاوية راصد يرى الأمور بعين مجردة فإن كافة المسار الأعظم للزمن تحقق وانتهى الأمر.

أي أنك أنت الذي تعلق في زمنك المادي المحدد لأنك لا تستخدم عيناً مجردة، ولكن الزمن نفسه تحقق ... ربما وعيك لم يدرك ذلك بعد، أو هي جزئية من وعيك قابعة في هذا العالم وهذا النطاق، وهذا المسار، لكن الزمن عند الله مختلف على نحو نوعي وليس كمياً.

إذن بالنسبة لله الذي يخلق الكون ويعيده بعد أن يتم نوره فيه فإن الظلام غير موجود أصلاً، ربما هو موجود كعنصر من التصميم يبدو لك ظلاماً ويبدو لله نوراً.

أما بالنسبة للراصد في هذا الكون وبما هو محدود فإن الزمن يسمح نفسه بوجود النور والظلام، لأن المادة لا تزال غير متطابقة مع النموذج الإلهي لها، ولذلك تسمح بحالات من الفجوات أو "الفوضى" ... وانطباق التصميم مع الهيكل المادي دفعة واحدة يعني أنه لم يتحقق زمنياً، ولم تعبر مسار الأحداث بنفسك كراصد، ولم ترها وترى التصميم ولكن أين ستكون حينها تلك الاحتمالات الناقصة التي لم يغطيها هذا البنيان المادي الذي وُجد مكتملاً دفعة واحدة، والتي ما كانت ستحدث لو أن التصميم لم يعبر الزمن ؟

هذه الاحتمالات موجودة على أي حال، بالنسبة لله ولكونه فإنها موجودة كجزء من النور، بالنسبة لك كراصد فهي حجاب عن النور وغياب لحضوره في حياتك، ولكي تتخلص منها فيجب أن تغيّر إدراكك وتستخدم عيناً مختلفة عن التي تستخدمها في الحياة عادة ... العين تعني إطار التأويل كما تعني مجموعة الدلالات والذكريات وطرق التحليل والتحقيق الممكنة للأحداث، عين المتذمر يصعب أن ترى شيئاً له حقيقة ونور، لأن إطاره أصلاً يمنع رؤية الجانب المشرق من أي شيء مهما يكن، حتى ولو امتلك للحظة مفاتيح الزمن والوجود، سيحس بأنه أمام الاستفزاز من ذلك.

﴿ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ۖ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ۚ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴾​

 
التعديل الأخير:
  • لايك
التفاعلات: Lumin
[3] ما هي الفوضى ؟

الفوضى في الفيزياء تشير إلى تكوين زمني من العلاقات غير المتجانسة مع بعضها البعض، مما يجعل النظام الفيزيائي الذي يحتوي الفوضى غير محقق للقصدية [ ليس له نفع واضح ومباشر ].

ولكي أشرح الموضوع بصيغة واضحة، تخيل معي وجود حِبر أسود في كأس ماء بلاستيكي، لذلك النظام ماهيات حقيقية وهي الماء والحبر والكأس، لكن ما الذي يجعله فوضوياً ؟ يبدو واضحاً أن فوضويته ناتجة أصلاً عن غياب أية منفعة منه، أي أنه لا يوجد قصد من تكوينه ولا قيمة يحققها.

أين تقع الفوضى بالضبط في هذا النظام ؟

الهويات نفسها لكل منها وظيفة ليقوم بها، لكن اجتماعها في بيئة واحدة وبترتيب لا يتناسب مع وظائف كل منها وهُويته وعلاقاته هي التي جعلت النظام المكوّن من تراكبها فوضوياً.

لو أن ذلك الحبر استُخدم في رسم شعار أو لوحة بسيطة على سطح الكأس لانسجمت معالم الصورة واختفى التشويش.

إذن ما حدث لا يعني أن نظام الكون مشوّش، ولكنّ تحققه الزمني يمكن أن يكون غير مكافئ لهندسته الأساسية وبالتالي يدخل عليه الشواش ... هذا هو ما يجعل الفوضى موجودة في التحقق الزمني لتركيب العلاقات بين الكائنات وليس في هوية الكائنات نفسها.

ولكن لماذا يمكن من الأصل أن تكون هذه العلاقات غير مرتبة بالطريقة الصحيحة ؟ الجواب يكمن في عُمق الزمن ... لأن تحقق الشيء زمنياً على صورة سابقة لتحققه يعني أنه سيمر بفترة حتى يكتمل، وقبل ذلك الاكتمال سيتعرض للتشويش ... لأن عدم اكتماله يسمح بتركيبه بكثير من الطرق.

المسألة تشابه إلى حد ما اللعبة، لأنك حتى تحل لغز اللعبة فلابد أن تجرب مراراً ومراراً إلى أن تصل لتفكيك الأحجية وفهم الحكمة منها وعلاقات كل كائن فيها ثم تعيد تركيبها بناء على ذلك النظام الذي أدركته بعد تجارب كثيرة.

إذن ما هو دور الشر في العالم ؟ دوره هو التربية والتعليم من جهة، وهو أيضاً المساهمة في تحقيق الإكمال الزمني من جهة أخرى.

هذا لا يجعله شراً بالمعنى المُطلق للكلمة، بالأحرى هو مُحاولات فاشلة من اللاعبين، وإذا ركزت التأمل في الموضوع قليلاً فستجد أن كل كائن مهما يكن من الشر في أعماله فلابد ويحمل في داخله نوراً وخيراً ، وقصدية الشر لم تكن أصيلة في جوهره، ولكنها كانت فهمه الخاطئ لما يريد حقاً.
 
  • لايك
التفاعلات: Lumin

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى