هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

التطور الحيوي: حقائق عن نظرية التطور وقوة الحياة والعقل المكونة للزمن والجسد والجينات | [ تأثير الشبح الجيني Phantom DNA ]

سيد الأحجار السبعة

عابر الزمن الثالث
المشاركات
599
مستوى التفاعل
1,058
الموقع الالكتروني
alkynilogy.blogspot.com

أهلاً بالقارئ المحترم ... قبل بدء البحث أرغب بتوضيح حقائق ... التطور حقيقة موجودة في عمق تكوين الكائن الحي ، تلك القوة اللامادية التي تسمى ب"العقل الزمني" ، إنها المسؤولة عن اتخاذ جسدك لهيئة معينة دون غيرها ، وإنها المسؤولة عن انتماءك لنوع دون غيره ، وهي التي تتحكم بالجسد وتراتب الجينات والبروتينات وليس العكس ، وهي التي تنشئ المادة التي يحتويها جسدك من خلال توجيه الطاقة الحيوية الخاصة بك نحو قالب مادي عقلي معين ، كان قديماً يسمى هذا القالب ب"الماهية الطبيعية" ، أما حديثاً فقد أصبح اسمه "الحقل المورفوجيني" وكانت الطاقة الحيوية ( وهي نفس طاقة الفيزياء لكن دون تقييد بعوامل فيزيائية وإنما في صورتها الخالصة ) كانت تسمى بـ"الفاعلية" وحديثاً صارت تسمى ب"العلة الطاقية".

فمسألة وجود المجال لحدوث التطور قد خرجت عن نطاق دراسة العوامل الجينية وحدها وأصبحت تتعلق 0اسة الفيزياء العميقة والتشابك الكمومي والزمني ، وبتكوين العالَم نفسه وبتكوين العقل وقدرته على التأثير في العالم المحيط به. وقضية إمكان حدوث التطور ضمن النوع نفسه أو من نوع إلى نوع آخر لم تعد مجرد قضية ملاحظات ضمن دراسة العينات والبيئة المحيطة ، ولكن اليوم صارت مسألة تجريبية خالصة مبنية على مبدأ سببي واضح ولو أن علله مختلفة عن منطق الفيزياء المادي الكلاسيكي ، وتنتمي لمنطق الكموم والفيزياء التجريدية التي تعيدنا بالذاكرة لعلوم حكمة القِدم.

فتكوين الجينات نفسه ، وتكوين الطبيعة نفسها وعلاقاتها التفاعلية مع الطاقة الحيوية ، قوة الحياة في الذات وتفاعلاتها مع البيئة المحيطة هي ما يسمح ضمن قوانين واضحة ومحددة وقابلة للاختبار وللنمذجة الإحصائية بحدوث عملية التطور ، سواءً باكتساب صفات جديدة ضمن النوع نفسه أو بالارتقاء إلى نوع جديد.

لقد تم تحطيم تلك النظرة المادية المغلقة التي تنظر للتطور على أنه حدث جيني خالص يحدث بطريقة عشوائية تتراكب فيها المعلومات الجينية بشكل فوضوي لتنشئ آلاف الأجيال غير الصالحة للحياة ، مع جيل ناجي وحيد يصلح للتكيف مع البيئة ، وغدت الداروينية الحديثة نظرية قديمة اليوم ، ولقد تم إثبات قدرة المرء على التحكم بالواقع الفيزيائي من خلال تأثيره عله ضمن التشابكات الكمومية ، تأثيراً يتجاوز الزمان والمكان المحلي وقوى الفيزياء المعروفة ، وأصبحت علوم الباراسيكولوجي تحظى بقاعدة علمية منطقية وتجريبية قابلة للاختبار مراراً وتكراراً وهو ما يحدث فعلياً في المراكز العسكرية الكبرى.

مقدمة : الوحدات المورفيوجينية والتنظيم التركيبي :



جميع الوحدات المورفوجينية تأخذ دالة وخصائص شكلها وهندسة علاقاتها من مستوىً فائق للفيزياء المحلية، وحدوث التنظيم للكائنات والأحداث الواقعة ضمن العالم المحلي لا ينتج تنظيماً للنماذج التي تقولب الواقع وترسم العلاقات ، حتى أن هذه العلاقات هي العلة الحقيقية لذلك التنظيم.

إن العلوم المادية ليست كافية لوصف ما يحدث حقاً على أرض الواقع.


يناقش الدكتور روبيرت شيلدريك حقيقتين أساسيتين في علم الجينات كمقدمة لبحوثه :

1) إن شريط DNA يقوم بتحديد تسلسل الأحماض الأمينية التي تحيط به ، وهذا التسلسل هو ما يسمح برسم أشكال مفيدة منها تسمى بالبروتينات ، فكل بروتين يتكون من تسلسل معين لمجموعة من الأحماض الأمينية ، هناك عشرون حمضاً أمينياً يمكن بتكوين التسلسلات منها توفير أكثر من مئة ألف نوع من البروتينات.

ولكن هذه البروتينات لا تشكل إلا أحجار البناء فقط ، فهي غير مزودة بنظام يسمح بتراكبها وفق دالة معينة ، بالأحرى ليس هناك سبب أو نظام يوجهها لتركيب أنسجة وعضيات الخلية وجدارها وشكلها النهائي، تماماً كما لو كانت بحراً وكانت البروتينات هي مجموعة من مليارات الأحجار المنتجة في كل ثانية والتي تعوم في أمواج هذا البحر ، من الطبيعي أن التداخل العشوائي للبروتينات لن ينتج نظاماً ، على الأقل لن ينتجه بنسبة خطأ صفرية في كل لحظة تمر على الخلية ، خاصة وأن إنتاج تراكيب بروتينية مفيدة أكثر تعقيداً بمراحل نوعية من إنتاج البروتين نفسه ( والذي يقوم به الدي إن إيه ).

أمر غريب حقاً ، بينما يركز الجميع على كيفية هندسة لبنات البناء ( التي يوجد مئة ألف طريقة لهندستها تقريباً ) فلا أحد من المؤسسات المعنية بالبحوث الجينية قد لفت انتباهه كيفية تركيب لبنات البناء للأبنية نفسها ، والتي عددها بالملايين ... ما هي القوة المسؤولة عن تجميع البروتينات ؟ لا يوجد تفاعل كيميائي يقوم بتنظيم هذه التجمعات ، يمكن للبروتينات أن تتفاعل معاً كيميئاً ولكن ذلك يخضع لمبادئ الاحتمال والإحصاء والتي ستولد الكثير من الفوضى ، درجة الفوضى في تجمع البروتينات هي صفر درجة.

لابد أيضاً من أن تدرك – أيها القارئ – أن تركيب لبنات البناء الذي يقوم به الدي إن إيه لا يحدد على الإطلاق شكل الخلية النهائي ، ولا وظيفتها ولا شكل الأنسجة الضامة للخلايا ولا شكل الجسم وصفاته الوراثية ، كما أخبرك ، إنها مجرد لبنات بناء موزعة عشوائياً وبكميات هائلة في كل لحظة تمر ، وما يحدد حقاً الأشكال الحيوية هو القوى المسؤولة عن توجيه هذه اللبنات لتكوين تلك النماذج الشكلية بالذات ، ومن بين نماذج لا تنتهي.

تلك القوى الخفية هي المسؤول الحقيقي عن تكوين الخلايا ، والأنسجة ، وترابط الأنسجة بمخططات معينة لتكوين الأعضاء ، وترابط الأعضاء لتكوين جسم له نموذج خاص به. إذا كانت الجينات هي المسؤول الحقيقي عن تكوين لبنات البناء ، فإنها ليست المسؤولة عن تكوين الأبنية ، والشوارع ، والمدن ، والبلاد ، إنه تزود فقط بالمادة البروتينية الخام لذلك، قبل تنظيمها وتصريفها.


2) سر تمايز الخلايا الجنينة والجذعية :

عندما تنقسم الخلايا الجنينية الأولى التي تكونت من النطفة والبويضة مباشرة ، والتي عددها في الإنسان مثلاً حوالي 200 خلية ، ينشأ عنها خلايا جذعية تسمى الخلايا الابتدائية.

الفرق بين الاثنين هو أن الخلايا الجننية لا تعبر عن نفسها بطريقة محددة ، فهي ليست عضلية ولا عصبية ولا عظمية ولا غير ذلك ، ولكنها قادرة على التعبير عن نفسها بأي نوع من تلك الأنواع ، فالخلية الجنينية والتي يمكن أن تأخذها إلى المختبر وتعرضها لعوامل بيئية معينة ، تتغير صفاتها وفق عوامل البيئة ، يمكن أن تتحول إلى عضلات أو أعصاب أو غير ذلك ، حسب ما تعرضه لها من محفزات وتغذية.

ولكنها في مرحلة ما تبدأ بالتمايز وتتحول إلى خلايا جذعية ، وهذه الخلايا تمتلك أنماطاً أقل محدودية من الجنينية لتقوم بالتعبير عن نفسها من خلالها ، الجذعيات الأولى يتم فرزها إلى عائلات الخلايا الأم ، يوجد منها الخلايا الأم العظمية والعصبية والدهنية والخلايا الجذعية الدموية ونحو ذلك، ثم تبدأ الجذعيات الأكثر تخصصاً والتي تنتظم في أعضاء وأنسجة دون غيرها ، مثل الخلايا الدماغية والخلايا العظمية.

في كل مستوىً من النمو ، تتخصص الخلايا أكثر في تعبيرها عن نفسها حتى تصل في النهاية إلى الخلايا التي لا تعبر عن نفسها إلا بشكل وحيد مثل خلية بحد ذاتها لها موقع معين ضمن الإصبع أو الجلد ، وهذا يعني أن هناك سبباً ما يجعل الخلايا تمر بهرم من المستويات التخصصية ، يبدأ من مرحلة التحرر المطلق في التعبير وينتهي بمرحلة التخصص المطلق في التعبير. جميع هذه الخلايا تحتوي نفس الجينات ، ونفس التسلسل الجيني ، ونفس البرنامج الوراثي ، أي أنها خلية واحدة في نواتها ، ومع ذلك ، هناك قوة ما في هذه الخلية تجعلها تتكاثر وتنظم أنفسها بأشكال تخصصية معينة وتوحد جهودها معاً لإنتاج الشكل النهائي. حتى البيئة التي تحتوي الخلايا الجنينية والجذعيات الأولى هي بيئة واحدة من المستوى الكيميائي ولذلك فإن هذه الخلايا هي بشكل ما "ذاتية التنظيم" أي أنها لا تعتمد على علاقاتها الخارجية في تكوينها ، مثل المؤثرات الفيزيائية والكيميائية، وبالتالية لا تعتمد على التغييرات الفيزيائية والكيميائية في البيئة ، وكذلك لا تعتمد على التغييرات الفيزيائية والكيميائية في تكوينها الخاص ، لأن هذه التغييرات لا تحدث بمعزل عن البيئة وهي مرتبطة بعلاقاتها البيئية ( النظام المغلق لا يتطور ). وإنما تحدث على المستوى الذاتي الخالص من أي علاقات خارجية.

الأسباب السابقة ، هي التي تجعل الفأر يشترك مع الإنسان ب98% من الجينيوم ، والشمبانزي ب89% ، وذباب الفاكهة ب70% ، ولكن ذباب الفاكهة لا يأخذ 70% من التوصيف البيولوجي والفيزيولوجي والتشريحي للإنسان ، فجسم الإنسان وكل تفاعلاته الغذائية والإطراحية والبناءة والهدامة والتوجيهية الكهربائية ، لا يتشابه مع ذباب الفاكهة بنسبة 70% ، ولا حتى بنسبة 1% ، التشابه يقع فقط في مراحل أولية من التكوين وهي الخلايا ذات النوع الحيواني ، أما ما بعد هذا من تخصصات وتعقيدات فليس ثمة مجال للمقارنات ، وكذلك الحال مع الشمبانزي ، ربما يشبه الإنسان ببعض الخصائص التشريحية التي تظهر من بعيد ودون توغل في التشريح ، ولكن الحقيقة غير ذلك ، إن الشبه التشريحي والفيزيولوجي بين الإنسان والشمبانزي أقل بكثير من أن يذكر ، الروابط الوحيدة هي الاقتراب من الانتصاب على قدمين ، والهيئة العامة للرأس والكفين. وبقية الخصائص موجودة لدى الإنسان والشمبانزي وكثير من الأنواع الأخرى التي قد تكون بعيدة جداً. إن وجه الشمبانزي على سبيل المثال ، من الهيئة العامة قد يتشابه قليلاً مع وجه الإنسان إذا ما قارناه بوجه قطة ، ولكن عندما تتغول في التفاصيل بعمق ، تجد التوزيع الهندسي لمعالم الوجه مختلفاً اختلافاً فائقاً لا يتشابه أبداً بينهما.

التطور هو مشروع أنثروبولوجي متعدد الأبعاد ... وليس مجرد نظرية بيولوجية

يشيع عند ناقدي التطور ذلك الفهم السيء له ، على أنه نظرية تحكي عن أسباب تشابه الكائنات الحية وكيف وصلت إلى هذا الانتواع ، وذلك أمر غير صحيح ... إن التطور هو مبدأ "أنطولوجي" وليس مجرد قضية محصورة في علم الوراثة ... إنه ينبني على الرؤية الكونية التي ترى الكون يسير نحو التكامل الذاتي والارتقاء النوعي ، عبر التفاعل والصراع الجدلي بين الحياة والموت ، وبين الذات والوجود الموضوعي ، بين حقيقة الكون الذاتية وقيوده الظلية الموضوعية ، وتعود جذور التطور الكبرى في العصر الحديث بأصلها إلى رؤية المثالية الألمانية للكون ، التي ترى بأنه ( أي الكون وكل كائن فيه ) هو الروح المقيد بالطبيعة ، الذي فيه نفحة الروح المطلق ، فهو يسعى إلى الوصول إلى ذلك المطلق ، ولكن دون أن يخسر واقعته الموضوعية الطبيعية ، وإنما يقوم بإعادة تمثيلها وتكوينها إذا لزم الأمر لتتحول إلى حقيقة ذاتية متحدة تذهب معه إلى عوالم المطلق ، ذلك غاية الكون وهذه غاية الحياة ... وغاية كل إنسان يريد الآخرة ويسعى لها في الدنيا أن يأخذ معه بعده الدنيوي ويحرره من دنيويته نحو المُطلق ... ومن هنا تنشأ الحضارات كمراحل ل"صراع الرغبات العليا" وكذلك الطبيعة نفسها بوصفها الآخر الموضوعي الذي يسعى للمحافظة على بقاءه ، من خلال امتصاص الوعي لأنه لا يستطيع الوعي ذاتياً ، فتحاول الإبقاء على قوة الروح المقدسة في عوالمها.

وكانت نظرية التطور لدارون تشرح بكل عبقرية منقطعة النظير - شهادة حق - كيف أن العالم يسير نحو التكامل ، وكيف أن مصفوفة العالم العميقة تقوم بتصفية الاحتمالات الغير متناغمة مع غاية الوجود ورغبة العالم ، فتعمل على انتخاب الأصلح والإبقاء عليه وإزالة الأفسد وتعطيل دوره. ومن جملة الانتخاب الطبيعي كمبدأ حيوي للوجود ، هناك انتخاب يحدث في عالم البايولوجيا والبيئة بالتفاعل بين الجسم البايولوجي كانعكاس لماهية الذات وهويتها الفاعلة ، وبين البيئة الموضوعية كانعكاس لتفاعل الوجود الزمني مع هذه الذات وتحقيقه لهويتها المطلقة ، بما يتناسب معها.

مبدأ التطور كعامل زمني للذات ، ومبدأ الانتخاب الطبيعي كعامل وجودي موضوعي ، نشأت عنه عدة نظريات كبرى في جال العلوم ،( نعم إن نظرية التطور تعبير مجازي عن عدة نظريات كبرى في مختلف المجالات ) ففي علم التاريخ البايولوجي تحكي نظرية التطور عن شجرة أصل الأنواع ، وتنبني على التحقيق في التشابه العام والتشابه المميز ... في العقود الأخيرة كان للتشابه الجيني اعتبار خاص كدليل أقصى لعائلات الأنواع ولكن الحقيقة أنه لم يكن الدليل الوحيد ، بل على العكس ، لقد كان أضعف الأدلة كما سبق ذكره ، وبناء على البحوث الجديدة فإن رؤية دارون الأصلية للتشابه المورفولوجي التشريحي بين الكائنات هي العامل الأقدر على تحقيق النظرة الصحيحة ، لأن هذه التركيبة الجسدية تأتي من عُ/ق اللاشعور وتوقيعات هوية الذات العقلية ، كافة اعتقاداتها وسلوكياتها وخرائطها المعرفية ، وكل مشاعرها ووجدانها كان هو العامل الأساسي في التطور وكان الجسد هو انعكاس لهذا العامل.

وفي علم النفس كان التطور يأخذ منحنيين ، المنحى الأول يبحث في أصول النزعات الغريزية النفسية كمكتسبات تعلمية إشراطية تم اختزانها في ذاكرة النوع لتحقيق غايات معينة تتعلق ببقاء النوع نفسه ، وهو ما يسمى بعلم النفس التطوري ، وهناك منحى آخر قلما يتم الحديث عنه ، وهو سعي الكائن الحي نحو تحقيق الرغبات العليا لوجوده والتي يدركها أو يدرك دافعيتها إدراكاً مباشراً ، ومن أجل هذه الرغبات يقوم بالتطور ، ومن بين هذه الرغبات رغبة التأثير ضمن الزمن وحفظ ذلك التأثير كنوع من الدلالة على وجود الذات الموضوعي ، وهذه الرغبة هي ما يدفعه نحو الحفاظ على النوع ، وحتى على القضايا التي يؤمن بها وفدائها بوجوده الخاص في زمنه. وتعود بنا هذه الفكرة إلى تقسيم الرغبات في علوم اليوغا القديمة وعند الصوفيين وفكرة السعي البشري لكل إنسان نحو نموذج يسمى "الإنسان الكامل - خليفة الله على الأرض " والذي يحتاج إلى التخلي عن رغباته الزمنية التي تشكل هويته التاريخية في الصوفية أو "صمت الرغبات" في البوذية ، وثم "التحلي" بالسعي نحو الرغبة الحقة في الحياة ، وهو التحلي بصفات الصلاح التي تجعله قادراً على التكيف مع حقيقة الحقائق في الوجود وصرف النظر عما دونها ، وأخيراً "التجلي" ومقابله "النيرفانا والاتحاد الكوني الأسمى" في اليوغا والبوذية ... حين تصبح الذات أو الروح المُطلق متجلية في الموضوع.
وذلك لا يقتصر على الذات الفردية وحدها بل هو كذلك في العالم بأسره ... وهو غاية الحياة والخلق.

بالطبع ، هناك نظريات تطورية كثيرة تفسر كيفية الانتواع الأنثروبولجي للحضارات ، وللثقافات ، وكيفية تطورها وما الذي سيحدث فيما بعد ، ومن ضمن هذه النظريات شملت نظرية تطور الأنثروبولوجيا الآلاتية وظهور عصر التحكم الآلي في البشر ، وكذلك تطور الحاضرات الكونية نحو اتحاد فضائي شامل بين عدة حضارات ، وتطور الكوارث الكبرى وسيناريوهات نهاية الزمن وغير ها ، والهدف من كل هذه النماذج لنظرية التطور الأنثروبولوجي هو تغطية كافة الاحتمالات التطورية التي يقبل بها الوجود إمكاناً وجميعا يسعى لتحقيق ذاته والبقاء بينها للأصلح الذي يحقق غاية الوجود ويقرره الوجود نفسه عبر الانتخاب الكوني الأكبر لمصير الكون. فهي ليست مجرد نماذج للخيال العلمي ، ولكنها تحقيقات نظرية لواقعات ممكنة ... كلها عبارة عن فهم شامل لمصفوفة الكون وقواعد التطور ومجالات التفاعل الحيوي الزمني ، وكلها تنتمي لعلم واحد ولنظرية واحدة يمكن التعبير عنها ب"نظرية المصير الكوني أو مبدأ المعاد".

كان هذا كله فقط توضيحاً لجماليات هذه النظرية وجلال التجلي الإلهي في الكون كما نفهمه منها ... ليعلم الناس كم هي من نظرية مهمة واساسية في إدراك المرء للوجود ، إنها قائمة على ثلاثة مبادئ ضرورية لا يمكن التشكيك فيها :1) الذات والوجود والتفاعل الديالكتيكي بينهما (2) التطور الذاتي نحو الوجود (3) الانتخاب الطبيعي للوجود نحو الذات. فهي مبادئ أعم حتى من أن تكون تجارب موضوعية في علم البايولوجيا ، إنها بالأحرى تنتمي ل"التجربة الذاتية بين الوعي والحياة وبين الذات والوجود" فتنتمي بذلك إلى أعلى درجات البديهيات الناتجة عن الإدراك الفينومينولوجي المباشر ، الأعلى من النقد الكلاسيكي والتشكيك.

وحديثنا اليوم عن ظاهرة تجريبية أخرى تؤكد قوة الحياة المطلقة للجينات وقدرتها على التأثير في الواقع المادي بقوانين أعلى واشمل من القوانين الفيزيائية الكلاسيكية ، كقانون حفظ الطاقة والتروموديناميك ، ومن هذا المنطلق يمكنك أن ترصد معي نتائج البحث التالي ( سأرفق تجارب استثنائية إن شاء الله في المواضيع المستقبلية قامت بها روسيا في الآونة الأخيرة حيث تم تحويل كائنات فعلياً من نوع إلى آخر من خلال التأثير بالرينين الصوتي أو الوئي وحده وهو ينقل المعلومات من أحد الأنواع إلى بيضة أخرى أثناء التكوين الجنين ) :

.................

تأثير الشبح الجيني



لوحظت هذه الظاهرة الجديدة - التأثير الوهمي للحمض النووي DNA Phatom Effect - لأول مرة في موسكو في الأكاديمية الروسية للعلوم كتأثير مفاجئ أثناء التجارب التي تقيس الأنماط الذبذبية للحمض النووي في المحلول باستخدام مطياف اللايزر الضوئي الترابطي LPCS MALVERN المتطور والمكلف. تم تحليل هذه التأثيرات وتفسيرها من قبل كل من Gariaev و Poponin.

الميزة الجديدة التي تجعل هذا الاكتشاف مختلفًا بشكل واضح عن العديد من المحاولات الأخرى التي تم إجراؤها سابقًا لقياس وتحديد مجالات الطاقة الدقيقة للشريط الجيني ، هي أن مجال شبح الحمض النووي لديه القدرة على الاقتران بالمجالات الكهرومغناطيسية التقليدية لإشعاع الليزر. ونتيجة لذلك يمكن اكتشافه بشكل موثوق به وتحديده بشكل إيجابي باستخدام التقنيات البصرية القياسية.

علاوة على ذلك ، يبدو من المعقول جدًا أن التأثير الشبحي للحمض النووي هو مثال على مظاهر الطاقة الخفية التي لا يشارك فيها المراقِب بشكل مباشر. إن هذه البيانات التجريبية لا توفر لنا بيانات كمية دقيقة لمقدار الاقتران الفيزيائي بين المجال الوهمي للحمض النووي والمجال الكهرومغناطيسي لضوء الليزر فحسب ، بل توفر أيضًا معلومات نوعية وكمية حول الفعاليات المؤثرة غير الخطية لحقول الحمض النووي الوهمية.

لاحظ أن كلا النوعين من البيانات حول تأثير شبح الدي إن إيه مهمان لتطوير نظرية مجال كمومي موحد جديد غير خطي والتي يجب أن تتضمن الفهم الفيزيائي النظري لتأثير الوعي ضمن معادلات واضحة، ويجب أن تستند إلى خلفية كمية دقيقة.


1658930505918.png



هذا مخطط توضيحي لآلية عمل الجهاز وطبيعة التجربة، يتم إرسال اللايزر إلى العينة الموضوعة في مكان معزول عن التأثيرات الغير مرغوب فيها، مما يسبب موجة تداخلية بسبب دخول تأثير الضوء على الذبذبة الصادرة من الحقل الكهرومغناطيسي للخلية أو للجينيوم.

ثم تتفاعل الموجة مع المرايا المقابلة للعينة وتنعكس منها نحو محلل الطيف الضوئي، الذي يقوم بتحويلها إلى قيم رقمية ترمز لخصائص الحقل الموجي الذي حلله ، وترسل بيانات هذه القيم إلى حاسوب يقوم بتحويلها إلى صيغة أكبر وقابلة للعرض على شاشته وللرصد الحسي، ويقوم أيضاً باحتساب قيمة تأثير الموجة الخاصة بالجينيوم وفقاً للمعادلة التي تزيل تأثير الضوء من مجموع تأثير الحقل الحامل لتداخل الضوء والكهربة الجينية.

يتم إجراء هذه القياسات قبل وضع الحمض النووي في غرفة التشتت لمعرفة التأثير الأصلي للضوء العابر للغرفة من أجل إخراج قيمته من المعادلة فيما بعد. عندما تكون غرفة التشتت في LPCS خالية من الحمض النووي المادي ، ولا توجد أي حقول DNA وهمية ، فإن وظيفة الارتباط التلقائي للضوء المتناثر تبدو مثل تلك الموضحة في هذا المخطط :


genetica04_03.gif


تمثل خريطة التحكم النموذجية هذه فقط تأثير الضوضاء العشوائية في الخلفية للعامل الضوئي وحده. لاحظ أن شدة مقدار ضوضاء الخلفية صغيرة جدًا وأن توزيع عدد التأثيرات المرصودة عبر الفضاء قريب من العشوائية.

يوضح الشكل التالي دالة الترابط التأثيري النموذجية للوقت عندما يتم وضع عينة من الحمض النووي المادي في غرفة التشتت الخاصة بالقياس ، وعادة ما يكون لها شكل دالة متذبذبة بانتظام وتسير نحو التحلل ببطء تدريجيًا بشكل متزايد :


genetica04_04.gif

عندما تتم إزالة الحمض النووي من غرفة التشتت ، يتوقع المرء أن تكون وظيفة الارتباط الذاتي هي نفسها التي كانت عليها قبل وضع الحمض النووي في غرفة التشتت.


ولكن وبشكل مفاجئ وغير اعتيادي ، اتضح أن دالة الارتباط التأثيري المقاسة في الغرفة بعد إخلائها من عينة الحمض النووي تبدو مختلفة تمامًا عن تلك التي تم الحصول عليها في نفس تلك الغرفة وهي خالية ولكن قبل وضع الحمض النووي فيها :

genetica04_05.gif
1658930420805.png


بعد تكرار هذا عدة مرات والتحقق من المعدات بكل طريقة يمكن تصورها ، اضطر الباحثون لقبول الافتراض القائل بأن بعض الهياكل الطاقية ذات التأثير الموضعي التي اكتشفت من جديد إنما يتم تحفيزها من الفراغ المادي الخالي من أي حقول، ما يسمى بنقطة "الصفر الفيزيائي".

أطلقوا على هذا الحقل اللافيزيائي اسم "شبح الحمض النووي" للتأكيد على أن أصل تأثيره مرتبط بالحمض النووي المادي. لم يلاحظوا بعد هذا التأثير مع المواد الأخرى التي يتم تجريبها في الغرفة.

وبعد اكتشاف هذا التأثير ، بدأت دراسة أكثر صرامة واستمرارية لهذه الظاهرة. لقد كشف عن أنه طالما لا يتم إزعاج المساحة الموجودة في حجرة التشتت ، فالباحثون قادرون على قياس هذا التأثير لفترات طويلة من الزمن. في العديد من الحالات ، لاحظوا أن ذلك التأثير يبقى لمدة تصل إلى شهر. من المهم التأكيد على أن شرطين ضروريان لمراقبة أشباح الحمض النووي. الأول هو وجود جزيء الحمض النووي في وقت ما في الغرفة والثاني هو تعرض ذلك الحمض النووي لأشعة الليزر الضعيفة المتماسكة. ثبت أن هذه الحالة الأخيرة تعمل بترددين مختلفين من إشعاع الليزر.

ربما يكون أهم اكتشاف لهذه التجارب هو أنها توفر فرصة لدراسة البنية التحتية للعدم الفيزيائي على أسس علمية وكمية بحتة. وإن هذا البحث العلمي التجريبي ممكن رغم أن شبح الجينات ليس كائناً مادياً محلياً، وذلك بسبب القدرة الجوهرية للمجال الشبحي على الاقتران بالمجالات الكهرومغناطيسية التقليدية، مما يسمح بفهم تأثيره عليها وفق منهج علمي تجريبي وموضوعي. يمكن تقدير قيمة ثابت الاقتران بين المجال الوهمي للحمض النووي والمجال الكهرومغناطيسي لإشعاع الليزر من حساب شدة الضوء المبعثر.

سمحت لنا المجموعة الأولية من التجارب التي أجريت في موسكو وستانفورد باكتشاف التأثير الوهمي بشكل موثوق.

ومع ذلك ، فإنه من الضروري أن تجرى المزيد من قياسات تشتت الضوء من الحقول الوهمية للحمض النووي لتحديد أكثر دقة لقيمة ثابت اقتران المجال الوهمي EMF-DNA.


المصدر :

https://www.fceia.unr.edu.ar/geii/maestria/Intercatedra/SENSUM/The DNA Phantom Effect.htm
_________________

نتائج البحث :

1. يوجد طاقة غير فيزيائية ولا سبب محلي لها ، تدخل على بعض الأنظمة الفيزيائية فتزيد من مقدارها الطاقي وتفاعلاتها مع الأنظمة الأخرى.

2. تولد هذه الطاقة في العالم المحلي الفيزيائي من قيمة معدومة فيزيائياً لها ، ويمكنها التواجد في نظام مغلق لم تتصل به فيزيائياً ، ولذلك لديها القدرة على التواجد حتى ضمن الفراغ. ولديها القدرة على العمل بمنطق يتجاوز الزمن المحلي.

3. ترتبط هذه الطاقة بالأنظمة الحيوية بالذات ، أي أن هناك دالة ترشدها للوصول إلى هذه الأنظمة بالذات ، وترتبط بالجينات أكثر من غيرها ، مما يعني أن عملية تكوين الجنات والخلايا تتأثر بها تأثّراً مباشراً ، استكمالاً لبقية البحوث التي قدمناها حول الطاقة المجردة والعلة الغائية ، يمكن أن نصرح بأن هذه الطاقة موجهة بقوة الوعي الحيوي وبدوال العقل المجرد نحو بناء الأنسجة الزمكانية والبيولوجية.

4. تبقى بعض تأثيرات وحقول هذه الطاقة متواجدة في مكان ما لقترة طويلة نسبياً، حتى بعد زوال النظام الحيوي الذي يرتبط بها ، من ذلك المكان الذي بقيت فيه، لأن دالتها الإرشادية تأمرها لسبب ما بالبقاء في ذات النظام المكاني، وبقاءؤها هذا هو ما يسمح بقياس تأثيرها قياساً رياضياً وتجريبياً دقيقاً.

5. ليس هنالك من أدل من مثل هذه التجارب على وجود الآفاق الخافية التي تسهم الإسهام الفعلي بتكوين الواقع الذي يحيا به البشر والكائنات البيولوجية والفيزيائية، إن نقوص المنهج العلمي الذي كان سائداً من قبل وقصوره عن تفسير مثل هذه "الوقائع التجريبية" لا ينبغي التعامي عنه وإهمال هذه الوقائع ، ولا ينبغي تحويل الإجابة الساذجة "سيفسرها العلم الوضعي فيما بعد" إلى آلهة فراغات جديدة تأخذ المعرفة نحو منعطفات أخطر بكثير مما فعلت الكنسية من قبل، هذه الوقائع لا يمكن تفسيرها على أي نحو من خلال العلم الوضعي وحده ، كما بينا سابقاً فإنه يبحث بالإجراء وبالمحليات ولا يبحث بأمور تقع في علة الإجراء والسلوك الوظيفي ، أو تقع خارج نطاق المحليات ، وهذا هو السبب الحقيقي في ضبابيات العلوم الوضعية المادية حينما يتم الحديث عن ميكانيك الكم والنسبية، تماماً كما هو الحال مع مثل هذه الظاهرة الموضوعية.


 

_______

[ تفاعل مع المشاركة لتحميل المرفقات ]

  • genetica04_06.gif
    genetica04_06.gif
    10.6 KB · المشاهدات: 50
التعديل الأخير:
رائع رائع هذا هو المحتوى الذي يمكن ان يطور فهمنا عن الكون وعن انفسنا ايضا ... شكرا لك

يبدو ان الوعي ظاهرة كوانتية وليس نتيجة تفاعلات في الدماغ

السؤال هنا, هل كل وعي يجعل الجسد المرتبط به يظهر بشكل معين ؟

اذا ماذا عن المستنسخين ؟ حاليا لا يوجد مستنسخين بشر بشكل علني لكن الحيوانات تظهر بنفس الشكل تماما.

اما مسالة تغيير نظام بيولوجي لآخر فهذه مسالة فائقة التقدم واطلعت على بعض الابحاث الصينية بخصوصها وتفتح آفاق هائلة

مبدئيا يمكنك جعل نوع بيولوجي ما يكتسب صفات غير موجودة به, مثلا جعل قطة ينمو لها ريش. وبدون تدخل مادي. فقط عبر موجات معينة.

ايضا احب ان ارفق هذا الفيديو, في التجربة تم تطبيق حقل كهرباء ستاتيكي بقوة معينة مما جعل السمك يفقد صفاته الحديثة و "تطور" لنوع السمك القديم والمتوحش الذي كان عليه بالماضي.


 
شكراً لحضرتكم ... في عالم الكوانتم هناك بوابات تصل بين الفيزيقي والميتافيزيقي ، وبين الذاتي والموضوعي ...
ولذلك هناك أمل لنا في أن نصل لفهم أعمق للحقيقة من خلال فهم الكوانتم هذا العالم الغريب الخلاب ...

وفي الحقيقة استرجعت أحداث فيلم Resident Evil وأرى بأنها تحكي عن الحقيقة في كثير من جوانبها ...

المشكلة التي يعاني منها الوعي هو "النموذج اللاشعوري" الذي يتخذه كشخصية تنعكس في هذا العالم ، إن اللاشعور يأسر قدرة المرء على استخدام حيويته ويجعل طاقته بأسرها رهينة النموذج وخادمة له ...
الاستنساخ هو أسر الوعي في نموذج يعتقد من خلاله وضمن اللاشعور أنه لا يمكنه تجاوزه ... وهم الواقعية المُطلقة
وهذا ما يفعله الساحر أيضاً ومنذ قديم الزمن ... يأسر عقل المسحور في نموذج معين من العقد والأوهام ، فيجعل الطاقة الحيوية الخاصة به تعكس هذا النموذج عوضاً عن أن تعكس إرادة الذات الحقيقية.
وإلا فليس هنالك خوارق من أي نوع لا في السحر ولا في غيره ...
اليوم يوجد تجارب في الخفاء تقوم بتحويل بعض الأشخاص إلى آلات حية ، من خلال إقناعهم لاشعورياً بهذا النموذج عبر سلسلة طويلة من الممارسات تبدأ من العمليات الجراحية المتكررة واستعراض الآلات وكسر الإرادة والإيمان وصولاً إلى العملية النهائية ... حين يتحول إلى سايبورغ حي..
400px-104394_Full.jpg
 
كنت اتمشى قبل قليل في الهواء الطلق وأفكر في هذا الموضوع وظهرت لي بعض النقاط المهمة التي اخطأ المقال فيها...

تاثير الحمض النووي الشبحي موجود ولا غبار عليه

لكن القول ان الخلايا تشتغل بسبب قوة خفية فهذا ادعاء كبير و ليس لدينا اي شيء يدعم هذا الادعاء

والقول اننا نتشابه مع الموز بنسبة 70% او ايا كان هي معلومة طريفة يقولها الكثيرون لكن من اين جائت وكيف تم الخلوص إليها ؟



هذا المقال يشرح كيف...وفي الحقيقة لا نشترك مع الموز او الشامبانزي باي شيء


المشكلة تقع عند قياس كمية تشابه التسلسل في الجينوم

فقد تجد مثلا جين في الإنسان يحتوي على هذا التسلسل

TAC GGT CAC TGA AGT CCC TGC TTA CTG AAT

ثم تجد نفس التسلسل في الشامبانزي

TAC GGT CAC TGA AGT CCC TGC TTA CTG AAT

هل سنقول اننا نشبه الشامبانزي بنسبة مئوية معينة؟

لا طبعا هذا سخيف, فهذا جزء بسيط جدا من الجينوم, فرغم ان هناك تشابه بين القطعتين إﻻ انهما تنتميان لقطع كبرى مختلفة تماما وتنتج بروتينات مختلفة تماما

ايضا في المقال تمت الاشارة الى ان المؤسسات التي تبحث في الجنيوم وما شاكل لم تهتم بطرح سؤال كيف تعرف الخلايا كيف تكون الاعضاء, وهذا خطأ, البحث جاري بهذا الخصوص ايضا


وكمثال يوجد هذا البحث لكيفية قياس الخلايا المسافات والتنسيق بين بعضها



 
شكراً على ملاحظاتكم القيمة والدقيقة ...
وسأخبرك بما التبس بالضبط ...

1) القوة التي تعمل من خلالها الخلايا ليست خفية على الإطلاق ، إنها لا فيزيائية ولا محلية ، تماماً كالقوة المسؤولة عن التشابك الكمومي والتشابك الزمني ، يمكن للفيزياء أن تصف هذه الظواهر بحسابات دقيقة ولكنها لا تستطيع أن تعطي السبب المباشر للتشابك ، لأنه أصلاً يقف ضد الاتصال الزمني المحلي الذي هو موضوع علم الفيزياء والعلوم الطبيعية.
فقوة التخليق الزمني المجردة ( وليس الخفية ) أصبحت واضحة ومبرهنة حتى على نطاق التجارب نفسها ، ومبدأ الارتياب قام لأجل التحايل على هذا الموضوع بالذات بالادعاء أن الطيعة الجذرية للكون عدمية وارتيابية لا قانون يحكمها ، وتتشكل القوانين ضمن نطاقات معينة تأتي بعد انخلاق الزمن والجسيمات الكمومية وليس قبلها ( فقبلها عدم محض ) وكل ذلك لأنه لا سبيل لتعليل انوجاد الجسيم أو وجود حدثية ما كالتشابك من اللاشيء الفيزيائي إلا بتأكيد وجود علة غير فيزيائية وهو ما ذهب إليه ديفد بوهم وآينشتاين وروزن ، أو بتأكيد أن العلة نفسها غير ضرورية.

فالقوة العالية عن نطاق الفيزياء ضرورة وجودية لا سبيل للبحث في إمكانها أصلاً ( يعني إما أن تكون العلل العالية للوجود واجبة عليه أو أن لا تكون ويكون الوجود محض العدم وانخلاق المادة منه على نحو الصدفة والعشواء ).

2) بخصوص التشابه الجيني ، ففي الواقع أني أعرف ما قلته جيداً ولكن لم أرد إدراجه في نفس دائرة النقاش هنا

بالنسبة للتشابه فهذا البحث الصغير يشرح كل شيء بالتفصيل :
قياسات الجينات اعتمدت قديماً على تسلسل الجين المكود للبروتينات وهذا قياس متحيز لأبعد الحدود ، لأن الجين المكود لا يشكل أكثر من 1-3% من شريط الجينيوم الكلي ، ونعم في قياسات هذا الشريط يظهر تشابه الإنسان مع الموز وذباب الفاكهة والبطاطا والاسفنج ، وفي الحقيقة يعود التشابه لكون البنى الأمينية المستخدمة في خلايا الكائنات متشابهة ، فيلزم تشابه منتجاتها ، وكذلك الحال مع الشمبانزي الإنسان يتوافق معه ب90% من الوحدات الأمينية وتوزيع إنتاجها وكمياتها ولذلك يتشابه في جيناته معه ب90% ، ولكن هذه الوحدات التي ينتجها الجينيوم لا تؤدي إلى تكوين أشكال بروتينية أو حتى بروتينات ، وليس هناك أي قوة فيزيائية يمكنها ربط الوحدات الأمينية في نسيج ضام من البروتينات ، وتركيب الأنسجة من تلك الأمور ...

لأن الأمينز تكون فعلياً عائمة كأمواج البحر في جوف الخلايا ثم تنتظم بنسق معين ، لو كان هذا النسق متعلقاً بقوة فيزيائية أو كيميائية لاحتوت تراتباً معلوماتياً مشفراً تماماً كالجينات ، لكي ينبعث النسق من استنساخه من نسق آخر. وليس هنالك شيء كهذا في الخلايا المرئية.

3) لم أقل إن البحث لا يجري بهذا الخصوص ولكن ليس هناك اهتمام حقيقي وصادق ، مثلاً في البحث الذي أرفقتموه ، يتم البحث فقط عن طرق ترابط الخلايا عبر المساحات بوساطة جزيئات كيماوية تربطها ببعض وليس هذا ما عنيته ( ولا ما يعنيه روبرت شيلدريك )
ولأوضح الأمور جيداً

الجينات > الأحماض الأمينية > البروتينات > الخلايا > النسج > الأعضاء > الجسم
تسلسل > وحدات بناء > أشكال أولية مركبة > أشكال ثانية شديدة التركيب > ترابطات بين التراكيب > أشكال ثالثة مركبة > أشكال رابعة مركبة

الجينات مسؤولة فقط عن وحدات البناء ، بالنسبة لل"أشكال" فلا يوجد بحث حقيقي -على حد علمي- وحسب قول شيلدريك ومن معه ، يحاول تفحص كيف تنشأ توزيعات الأشكال ، أما بالنسبة للبحث الذي أرفقته فهو يعالج "الترابطات" بين الخلايا ، مثلاً لماذا يتخذ الدماغ هذا الشكل التجويفي والمعقد ؟ لماذا يتخذ الجوز ذلك الشكل ؟ هناك فرق بين السبب في ترابط خلايا الجوز كيميائياً ، وبين التوزيع المورفولوجي لهذه الخلايا على هذا النحو ... نفس الأمر ينطبق على المعدة ، الأمعاء ، العين ، الأنف ، العظم .... وصولاً إلى الشكل التركيبي الأشمل للجسد بأسره.

تحياتي ...
 
شكراً على ملاحظاتكم القيمة والدقيقة ...
وسأخبرك بما التبس بالضبط ...

1) القوة التي تعمل من خلالها الخلايا ليست خفية على الإطلاق ، إنها لا فيزيائية ولا محلية ، تماماً كالقوة المسؤولة عن التشابك الكمومي والتشابك الزمني ، يمكن للفيزياء أن تصف هذه الظواهر بحسابات دقيقة ولكنها لا تستطيع أن تعطي السبب المباشر للتشابك ، لأنه أصلاً يقف ضد الاتصال الزمني المحلي الذي هو موضوع علم الفيزياء والعلوم الطبيعية.
فقوة التخليق الزمني المجردة ( وليس الخفية ) أصبحت واضحة ومبرهنة حتى على نطاق التجارب نفسها ، ومبدأ الارتياب قام لأجل التحايل على هذا الموضوع بالذات بالادعاء أن الطيعة الجذرية للكون عدمية وارتيابية لا قانون يحكمها ، وتتشكل القوانين ضمن نطاقات معينة تأتي بعد انخلاق الزمن والجسيمات الكمومية وليس قبلها ( فقبلها عدم محض ) وكل ذلك لأنه لا سبيل لتعليل انوجاد الجسيم أو وجود حدثية ما كالتشابك من اللاشيء الفيزيائي إلا بتأكيد وجود علة غير فيزيائية وهو ما ذهب إليه ديفد بوهم وآينشتاين وروزن ، أو بتأكيد أن العلة نفسها غير ضرورية.

فالقوة العالية عن نطاق الفيزياء ضرورة وجودية لا سبيل للبحث في إمكانها أصلاً ( يعني إما أن تكون العلل العالية للوجود واجبة عليه أو أن لا تكون ويكون الوجود محض العدم وانخلاق المادة منه على نحو الصدفة والعشواء ).

2) بخصوص التشابه الجيني ، ففي الواقع أني أعرف ما قلته جيداً ولكن لم أرد إدراجه في نفس دائرة النقاش هنا

بالنسبة للتشابه فهذا البحث الصغير يشرح كل شيء بالتفصيل :
قياسات الجينات اعتمدت قديماً على تسلسل الجين المكود للبروتينات وهذا قياس متحيز لأبعد الحدود ، لأن الجين المكود لا يشكل أكثر من 1-3% من شريط الجينيوم الكلي ، ونعم في قياسات هذا الشريط يظهر تشابه الإنسان مع الموز وذباب الفاكهة والبطاطا والاسفنج ، وفي الحقيقة يعود التشابه لكون البنى الأمينية المستخدمة في خلايا الكائنات متشابهة ، فيلزم تشابه منتجاتها ، وكذلك الحال مع الشمبانزي الإنسان يتوافق معه ب90% من الوحدات الأمينية وتوزيع إنتاجها وكمياتها ولذلك يتشابه في جيناته معه ب90% ، ولكن هذه الوحدات التي ينتجها الجينيوم لا تؤدي إلى تكوين أشكال بروتينية أو حتى بروتينات ، وليس هناك أي قوة فيزيائية يمكنها ربط الوحدات الأمينية في نسيج ضام من البروتينات ، وتركيب الأنسجة من تلك الأمور ...

لأن الأمينز تكون فعلياً عائمة كأمواج البحر في جوف الخلايا ثم تنتظم بنسق معين ، لو كان هذا النسق متعلقاً بقوة فيزيائية أو كيميائية لاحتوت تراتباً معلوماتياً مشفراً تماماً كالجينات ، لكي ينبعث النسق من استنساخه من نسق آخر. وليس هنالك شيء كهذا في الخلايا المرئية.

3) لم أقل إن البحث لا يجري بهذا الخصوص ولكن ليس هناك اهتمام حقيقي وصادق ، مثلاً في البحث الذي أرفقتموه ، يتم البحث فقط عن طرق ترابط الخلايا عبر المساحات بوساطة جزيئات كيماوية تربطها ببعض وليس هذا ما عنيته ( ولا ما يعنيه روبرت شيلدريك )
ولأوضح الأمور جيداً

الجينات > الأحماض الأمينية > البروتينات > الخلايا > النسج > الأعضاء > الجسم
تسلسل > وحدات بناء > أشكال أولية مركبة > أشكال ثانية شديدة التركيب > ترابطات بين التراكيب > أشكال ثالثة مركبة > أشكال رابعة مركبة

الجينات مسؤولة فقط عن وحدات البناء ، بالنسبة لل"أشكال" فلا يوجد بحث حقيقي -على حد علمي- وحسب قول شيلدريك ومن معه ، يحاول تفحص كيف تنشأ توزيعات الأشكال ، أما بالنسبة للبحث الذي أرفقته فهو يعالج "الترابطات" بين الخلايا ، مثلاً لماذا يتخذ الدماغ هذا الشكل التجويفي والمعقد ؟ لماذا يتخذ الجوز ذلك الشكل ؟ هناك فرق بين السبب في ترابط خلايا الجوز كيميائياً ، وبين التوزيع المورفولوجي لهذه الخلايا على هذا النحو ... نفس الأمر ينطبق على المعدة ، الأمعاء ، العين ، الأنف ، العظم .... وصولاً إلى الشكل التركيبي الأشمل للجسد بأسره.

تحياتي ...
شكرا لك


اظن الاندفاع نحو تفسير لماذا تعطي البروتينات ما تعطيه بقوى واعية هو امر متسرع ...على الاقل حاليا

هناك قوى كثيرة العلم الأكاديمي غير واعي بها بعد

وحتى التي نعرفها لا نفهمها بشكل كامل

وقد تكون بعض الخصائص الغير معروفة هي السبب في انتساق البروتينات باشكال معينة ثم بنائها باقي الجسم



nTLCkm.jpg


هذه كريستالات بيريت...لماذا تنمو على شكل مكعب مثالي؟
 
اظن الاندفاع نحو تفسير لماذا تعطي البروتينات ما تعطيه بقوى واعية هو امر متسرع ...على الاقل حاليا
معك حق ... أنا لا أؤمن بالتفسيرات التي تحاول تغطية الفراغات ضمن النسق بأمور خارجه
ولكني بنفس الوقت لا أؤمن بوجوب البحث عن تفسير النسق ضمن النسق نفسه ، أو ما يسمى بمفارقة المجموعات ، ومفارقة البناء النظري الذي يفسر نفسه بنفسه بشكل كامل
ولذلك فوجود قوة واعية تتحكم بالنظام الكوني بأسره هو أمر لا مفر منه في النهاية ، لأن هذا النظام لا يستطيع تفسير نفسه بنفسه ، لأنه نظام عرضي مفارق للأصول الوجودية التي تجعل منه شيئاً موجوداً وتعطيه معناه وخصائصه ...
الأمر اشبه بالنظر في عمق جحر الأرنب والبحث عن العالم بأسره في هذا الجحر ، والاكتفاء بذلك.
السؤال ليس هل نسق التوصيف العلمي للكون سيجيب عن كل الاسئلة أم لا ، لأن هذا أمر مستحيل فهو يبحث ضمن الجحر نفسه ، ولكن السؤال هو من أين يبدأ الجحر وينتهي ؟

ففي مثال التشابك الكمومي ، فإن هناك قوة أعلى من الفزياء هي المسؤولة عن ذلك لا محال ، لأن الأوليات الفيزيائية تتشكل نتيجة ظواهر الكم ، فلا تحدثها بل تحدث عنها. أما في مجال البايولوجيا فالأمر يختلف ، لأن الكيانات البيولوجية معقدة ومتراكبة من عوامل كثيرة وليست أولية في البناء لا قبل فيزيائي لها ( كما في عالم الكموم ) ولذلك كان تأثير الشبح ، ذلك البحث يثبت صلة التأثير بقوى على المستوى الكمي وليس على المستويات المتراكبة عن الكم ، لأنه وبعد أن تم عزل سائر المؤثرات عن وسط التجربة والإبقاء فقط على الفراغ فإنه قد عكس تأثيراً محسوباً على رصد الأجهزة ، رغم خلو الوسط من المجالات الفيزيائية المعروفة ، بل الأكثر من ذلك أنه استمر بنفس العكس لمدة شهر كامل ، كل هذا بسبب وضع الحمض النووي في الفراغ لفترة وجيزة ، أي أن هذا الفراغ يقوم بتوجيه الطاقة بدلالة معلوماتية تتعلق بالحمض النووي ، بينما يخلق الطاقة من العدم الفيزيائي التام.
لا أظن أن هناك تفسيراً يراعي النموذج المعياري للعلوم الطبيعية يمكنه تجاوز هذا الموضوع ، لا الآن ولا في المستقبل لأنه ظاهرة تتعلق بمستوى أعمق من الفيزياء.

بالطبع ، ليس كل عالمٍ فيلسوفاً ، وليس مطلوباً من العلماء الطبيعيين أن يقدموا نموذجاً تأويلياً لكل أرصاد الواقع الموضوعي ، بما فيه وجود هذا الواقع نفسه ولكنهم يصرون باستمرار على ذلك ، أما حقيقة الواقع الموضوعي فهي كونه ظاهراً له علة وله جوهر حقيقي ، فهو دائماً في نطاق الأثر ، الذي ينبع من الطاقة الفاعلة المجردة من جهة ، ومن النموذج الذي تشغره الطاقة وهو هندسة مجردة من جهة أخرى ، وباتحاد العلتين تنشأ المادة القابلة للرصد محلياً ، هذه الأمور غير قابلة للإثبات في التجريب الفيزيائي لأنه يقع على الأثر بعد وقوعه وصدوره من العلل ، وبالتالي يسمح التجريب بتجاوز موضوع العلل.

أما هل العلل تأتي من الوعي الحي أم لا ، فذلك يستدركه البحث في العلل نفسها لا في الآثار الناتجة عنها ، وعلة التكوين البيولوجي تتعلق بعلة تكوين المادة الكونية بأسرها ، فكما تنشأ المادة من التجريد الموجه تنشأ الأجساد كذلك ...
وهذه الأجساد تنشأ من التجريد الخاص بصاحبها ، طاقته التي حلت في نموذجه قبل أن يوجد موضوعياً ، وهو كذلك في كل ثانية تمر ، يتشكل جسده من هذه التفاعلات الزمنية الباطنة ... ومن الذي يتحكم بها ؟ إنه العقل واللاشعور ، تماماً ككل فيزيولوجيا الجسم ... وذلك مدعم بكل تجربة تم اختبارها في مجال الباراسيكولوجي والتنويم المغناطيسي ، وفي كل رصد يمر به الإنسان لتقلبات فيزيولويجته بسبب حالته النفسية ، ولجمع براهين تأثير العقل على المادة منطقياً وتجريبياً أرفقت هذا البحث المطول :
كان ذلك السبب أني بدأت بعلوم الكينياء قبل الدخول في تفاصيل علوم الطبيعة ، لأن المسألة تتعلق بزاوية الإدراك وفلسفة البحث والتفسير والاكتراث أكثر من تعلقها بالمعطيات نفسها.
لأن من يريد إدراك كامل الصورة لن يقف عند استقراء الأثار والأعراض وربطها ببعض ، وإنما يتوجب عليه ردها إلى حقيقتها الوجودية.
والتجربة لا يمكنها النفاذ لتلك الحقيقة موضوعياً ولكن يمكنها إثبات انتهاء الترابط بين الأعراض ضمن حدث معين ليرتفع تفسيره إلى العلل الشاملة ، كما في تجربة تأثير هيل وتجربة تأثير الشبح وكثير من التجارب الأخر.
 
معك حق ... أنا لا أؤمن بالتفسيرات التي تحاول تغطية الفراغات ضمن النسق بأمور خارجه
ولكني بنفس الوقت لا أؤمن بوجوب البحث عن تفسير النسق ضمن النسق نفسه ، أو ما يسمى بمفارقة المجموعات ، ومفارقة البناء النظري الذي يفسر نفسه بنفسه بشكل كامل
ولذلك فوجود قوة واعية تتحكم بالنظام الكوني بأسره هو أمر لا مفر منه في النهاية ، لأن هذا النظام لا يستطيع تفسير نفسه بنفسه ، لأنه نظام عرضي مفارق للأصول الوجودية التي تجعل منه شيئاً موجوداً وتعطيه معناه وخصائصه ...
الأمر اشبه بالنظر في عمق جحر الأرنب والبحث عن العالم بأسره في هذا الجحر ، والاكتفاء بذلك.
السؤال ليس هل نسق التوصيف العلمي للكون سيجيب عن كل الاسئلة أم لا ، لأن هذا أمر مستحيل فهو يبحث ضمن الجحر نفسه ، ولكن السؤال هو من أين يبدأ الجحر وينتهي ؟

ففي مثال التشابك الكمومي ، فإن هناك قوة أعلى من الفزياء هي المسؤولة عن ذلك لا محال ، لأن الأوليات الفيزيائية تتشكل نتيجة ظواهر الكم ، فلا تحدثها بل تحدث عنها. أما في مجال البايولوجيا فالأمر يختلف ، لأن الكيانات البيولوجية معقدة ومتراكبة من عوامل كثيرة وليست أولية في البناء لا قبل فيزيائي لها ( كما في عالم الكموم ) ولذلك كان تأثير الشبح ، ذلك البحث يثبت صلة التأثير بقوى على المستوى الكمي وليس على المستويات المتراكبة عن الكم ، لأنه وبعد أن تم عزل سائر المؤثرات عن وسط التجربة والإبقاء فقط على الفراغ فإنه قد عكس تأثيراً محسوباً على رصد الأجهزة ، رغم خلو الوسط من المجالات الفيزيائية المعروفة ، بل الأكثر من ذلك أنه استمر بنفس العكس لمدة شهر كامل ، كل هذا بسبب وضع الحمض النووي في الفراغ لفترة وجيزة ، أي أن هذا الفراغ يقوم بتوجيه الطاقة بدلالة معلوماتية تتعلق بالحمض النووي ، بينما يخلق الطاقة من العدم الفيزيائي التام.
لا أظن أن هناك تفسيراً يراعي النموذج المعياري للعلوم الطبيعية يمكنه تجاوز هذا الموضوع ، لا الآن ولا في المستقبل لأنه ظاهرة تتعلق بمستوى أعمق من الفيزياء.

بالطبع ، ليس كل عالمٍ فيلسوفاً ، وليس مطلوباً من العلماء الطبيعيين أن يقدموا نموذجاً تأويلياً لكل أرصاد الواقع الموضوعي ، بما فيه وجود هذا الواقع نفسه ولكنهم يصرون باستمرار على ذلك ، أما حقيقة الواقع الموضوعي فهي كونه ظاهراً له علة وله جوهر حقيقي ، فهو دائماً في نطاق الأثر ، الذي ينبع من الطاقة الفاعلة المجردة من جهة ، ومن النموذج الذي تشغره الطاقة وهو هندسة مجردة من جهة أخرى ، وباتحاد العلتين تنشأ المادة القابلة للرصد محلياً ، هذه الأمور غير قابلة للإثبات في التجريب الفيزيائي لأنه يقع على الأثر بعد وقوعه وصدوره من العلل ، وبالتالي يسمح التجريب بتجاوز موضوع العلل.

أما هل العلل تأتي من الوعي الحي أم لا ، فذلك يستدركه البحث في العلل نفسها لا في الآثار الناتجة عنها ، وعلة التكوين البيولوجي تتعلق بعلة تكوين المادة الكونية بأسرها ، فكما تنشأ المادة من التجريد الموجه تنشأ الأجساد كذلك ...
وهذه الأجساد تنشأ من التجريد الخاص بصاحبها ، طاقته التي حلت في نموذجه قبل أن يوجد موضوعياً ، وهو كذلك في كل ثانية تمر ، يتشكل جسده من هذه التفاعلات الزمنية الباطنة ... ومن الذي يتحكم بها ؟ إنه العقل واللاشعور ، تماماً ككل فيزيولوجيا الجسم ... وذلك مدعم بكل تجربة تم اختبارها في مجال الباراسيكولوجي والتنويم المغناطيسي ، وفي كل رصد يمر به الإنسان لتقلبات فيزيولويجته بسبب حالته النفسية ، ولجمع براهين تأثير العقل على المادة منطقياً وتجريبياً أرفقت هذا البحث المطول :
كان ذلك السبب أني بدأت بعلوم الكينياء قبل الدخول في تفاصيل علوم الطبيعة ، لأن المسألة تتعلق بزاوية الإدراك وفلسفة البحث والتفسير والاكتراث أكثر من تعلقها بالمعطيات نفسها.
لأن من يريد إدراك كامل الصورة لن يقف عند استقراء الأثار والأعراض وربطها ببعض ، وإنما يتوجب عليه ردها إلى حقيقتها الوجودية.
والتجربة لا يمكنها النفاذ لتلك الحقيقة موضوعياً ولكن يمكنها إثبات انتهاء الترابط بين الأعراض ضمن حدث معين ليرتفع تفسيره إلى العلل الشاملة ، كما في تجربة تأثير هيل وتجربة تأثير الشبح وكثير من التجارب الأخر.

مشكلة هذه الطريقة هي انها لا تنتهي

فكل شيء سنعثر عليه سيستدعي سببا

وعندما نصل للخالق سأسئلك من أين جاء الخالق او ايا كان وهنا ستضطر للتعديل على الفكرة وجعل الخالق هو العلة الاولى...إذا نحن نتفق ان شيئا ما يمكن ان يوجد بدون علة.

ببساطة الوجود..واعني هنا كل شيء..الاكوان وما خارجها وما يحتوي الكل..هو فقط موجود لا بداية ولا نهاية..وهذا هو اعظم شيء يدركه المستنير عن طريق التجربة وليس كما نقوم نحن عن طريق التفكير فيه.
 
مشكلة هذه الطريقة هي انها لا تنتهي

فكل شيء سنعثر عليه سيستدعي سببا

وعندما نصل للخالق سأسئلك من أين جاء الخالق او ايا كان وهنا ستضطر للتعديل على الفكرة وجعل الخالق هو العلة الاولى...إذا نحن نتفق ان شيئا ما يمكن ان يوجد بدون علة.

ببساطة الوجود..واعني هنا كل شيء..الاكوان وما خارجها وما يحتوي الكل..هو فقط موجود لا بداية ولا نهاية..وهذا هو اعظم شيء يدركه المستنير عن طريق التجربة وليس كما نقوم نحن عن طريق التفكير فيه.
ليس الأمر كذلك.

فأنا لا أتحدث عن السببية والعلية ، ولا ألجأ للطريقة العقلية الاستدلالية من أجل ما أقوله ، وإنما للبحث الفينومينولوجي الإدراكي الذي يكشف حقيقة الأمر خارج مغالطات التوصيف ، لأن التوصيف أعجز من أن ينمذج الواقع بأسره ولذلك لا ينتهي أبداً بأي تفسير كان - سواء الخالق أو غيره - لأنه مجرد توصيف ... شأنه شأن التوصيف العلمي ونسق الموضوعية المُطلقة ، يعاني من نفس مشكلة المجموعات.

العلية التي أتحدث عنها ليست سبباً للحدث وإنما "حقيقة الحدث نفسه" كما يتبدى للإدراك الحر من ارتهان التأويل ... أياً كان هذا التأويل. فليس هناك شيء يستدعي سبباً أصلاً وأنا لا أؤمن بالسببية ، ونقد هيوم لها أكثر من كافٍ لإزالة أي زعم حول مسألة ما انطلاقاً من السببية.

الحدث لا يستدعي سبباً إلا ضمن النسق ، خارج النسق ليس هناك استدعاء ، هناك حقائق ... هي تخبرك بكل شيء

دون فرض مسبق نسقي ستدرك أن الواقع الذي أمامك هو مركب من الآثار المحلية المقترنة ببعضها ، وعند تحليل حقيقة الأثر إدراكياً يتبدى منه التفاعل ، وهذا التفاعل هو سر الحركة والزمن ، وهذا التفاعل هو نماذج طاقية في حالة الفعل ، مجردة عن قيود الزمن المحلي ولكنها أيضاً مفارقة لذات الإدراك ... وعند إدراك التفاعل المجرد بين الطاقات المجردة يتم الكشف عن هويتها الجوهرية وبعدها القيمي الفعّال ... هناك في زمن القيم تتحد الذات والموضوع ، وتختلف عناصر المنطق اختلافاً تاماً إذ ليس هنالك توصيفات تنطبق عليه من عالمنا لأن هذا العالم قائم على الافتراق بين الذات والموضوع ، وهذا الافتراق هو أصل جميع المفارقات والمستحيلات ، لأن الزمن الغائب عن الإدراك وحده يحتمل الظن والوهم والتأويل ، ويمكن أن يقوده النسق ...
بينما الزمن الحاضر للإدراك الحي المباشر لا يحتمل النسق لأنه ليس غائباً ، إذ ليس له أحكام منطقية يمكن أن تصفه لأن الحكم المنطقي أصلاً ما جاء إلا لرد الغياب نحو الحضور.. وهذا هو السر ...

هذه مقالة كتبتها على كورا تشرح الأمر بإسهاب أكثر :



الله عز وجل هو الغني عن توصيفات المنطق وأحكامه لأنها مجرد محاولة للتفريق بين الحقيقة والحضور وبين الوهم والغياب بالنسبة لإدراك المشتبه وعلى المنطق الصوري هذا قامت جميع العلوم.


ببساطة الوجود..واعني هنا كل شيء..الاكوان وما خارجها وما يحتوي الكل..هو فقط موجود لا بداية ولا نهاية..وهذا هو اعظم شيء يدركه المستنير عن طريق التجربة وليس كما نقوم نحن عن طريق التفكير فيه.

هذا بالضبط ما أقصده ولكن يختلف التعبير اللغوي فحسب ... الإدراك المباشر يتحرر من نسق اللغويات والمنطق لأنه يصف الحقيقة المُطلقة أو يلامسها... فقط مع التعديل أن الحق أعمق أعماق الكون وجوهره النهائي ، وكل الكون عوارض للحق عز وجل ، والعوارض ذاتية عنده ولا تخضع للمنطق ، لأن المنطق قاصر عن التوصيف وأي توصيف للحق يحيله إلى غياب ... ولكن هذه العوارض تتحول إلى غياب حين عزلها عن أصلها وإدراكها كموضوعات مغلقة على نفسها أو تنتمي لمستوى مغلق من العالمين ... وحين عزل العوارض والمظاهر والتجليات عن الجوهر إدراكياً ، تتحول تلك الاشياء إلى اعتبارات وأفكار ، وهذه الأفكار تصبح موجودة موضوعياً وغيابياً مشتتة بين بعضها البعض ومنفصلة إلى لانهائيات من العناصر ، ثم يسعى الإدراك إلى فهمها بناءً على حقيقتها الغائبة ولذلك يستخدم التركيب والاستقراء الناقص عوضاً عن الفهم والاختبار الروحي ... وكلها موجودة على شرط وجود الغياب نفسه وبالتالي ترتد مرة أخرى إلى مطلق الوجود.
 
التعديل الأخير:

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى