هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

نهج الشفاء الحيوي - الطب الكوني ( الجزء الأول )

سيد الأحجار السبعة

عابر الزمن الثالث
المشاركات
599
مستوى التفاعل
1,077
الموقع الالكتروني
alkynilogy.blogspot.com

نهج الشفاء الحيوي

إحياء منطلقات جديدة للشفاء : افتح البوابة ... واعبر النفق


حسناً ... ها نحن من جديد ...

هذا الملف يشمل أهم ما تعلمته في العلاج البديل ورؤيتي الخاصة وتجربتي ، قررت مشارتكه معكم ...
هدية متواضعة لموقع سايكوجين ...

لا أجيد كتابة المقدمات للأسف ... لذلك سأبدأ مباشرة
_________​
رؤية الطب الموضوعي عن الصحة والمرض متلازمة ومتكافئة مع تقييم الخصائص الجسمانية المادية القابلة للرصد الظاهري ، بعبارة واضحة : هناك تماهي ما بين أسباب الأعراض الظاهرية وما بين علل الأمراض ، فيكون سبب المرض الرئيسي وسبب العرض الثانوي المتلازم معه شيئاً واحداً كتعليل فقر الدم بنقص الحديد مثلاً.

الأمر مشابه لقولك : السيارة توقفت لأنها لم تعد تسير ، الماء يروي العطِش لأنه يرطب جسده ، الصحراء حارة لأن حرارتها عالية، وهلم جراً ....

هذه الطريقة في البحث العلمي الحالي في هذا القرن معتمدة في كل شيء ، من الصحيح أن فقر الدم متلازم مع نقص الحديد وربما كان هذا النقص هو السبب المباشر لفقر الدم ولكن ما الفائدة من معرفة ذلك إذا كنت لا تعلم لماذا يحدث نقص الحديد أصلاً وما علاقته بخضاب الدم أصلاً وما علاقة خضاب الدم بأعراض نقص الدم ؟ وهل يكفي تناول الحديد لتعويض فقر الدم ؟ هل سيمتصه الجسم ؟ أليس هناك علة تسببت في نقص الحديد أم أنه حدث صدفة ؟

العقرب يتحرك فيصل إلى دقيقة جديدة ... وساعة جديدة ، ولكن لولا المحرك الخفي الذي يدوّر العقارب لما وصل ولما تحرك ، وهذا المحرك هو الذي يسبب تعاقب حركة الساعة ، لا فائدة من عبارة ( الساعة توقفت لأن العقرب لم يعد يتحرك ) أو (العقرب توقف لأنه فقد القوة على التحرك ولذلك يجب توفير قوة إضافية تحرّكه ).​
images

ذلك هو الفرق ما بين السبب المادي ، الذي ليس إلا حدثاً يسبق الحدث ، و بين العلّة الباطنية التي توفر الهيكل الزمني للأحداث ، و تجعل لذلك الحدث المادي الأول ( تحرك العقرب ) دور السبب للحدث الذي يليه ( التحرك التالي ) ، حركة العقرب لها سبب مادي وهو قوة الدفع الفيزيائي ، إلا أن هذه القوة أخذت دورها السببي على حركة العقرب بعلة التناغم الكامل في ( النظام الباطني ) للساعات.

كذلك الأمر في الصحة والمرض ، حركة العقرب المادية تشبه كمية الحديد في الدم ولكن هيكل النظام الباطني الذي يوحد الحديد مع خضاب الدم ويجعل له مفعولاً مؤثراً ، غياب أو تعطل هذا النظام إما أن يؤدي لتوقف إمداد الحديد للدم وإما أن يعطل مفعول الحديد أساساً. هذا النظام هو العلة الحقيقة للصحة وفساده هو العلة الحقيقية للمرض وأعراضه.

ومن المؤسف حقاً أن التفكير العالمي اليوم يتجه إلى الأعراض الظاهرة لأن الوقت لم يعد ينتظر أحداً حتى يتعمق جدياً في الأمور.

العلم التجريبي يكشفُ عن أعراض المرض الظاهرة ، التي يمكن التي يمكن التعبير عنها بالأرقام الرياضية عبر التحاليل والأشعة .. تقوم التحاليل بالوصول إلى الجزيئات الخلوية المتناهية الصغر، تقوم الأشعة بكشف التفاعلات التي تحدث على مستوى العظام والأعصاب.

تكشف التحاليل المخبرية عن سائر المواد التي يمتلئ بها جسمك ودماؤك ، وتكشفُ الأشعة عن ما يحدث وراء الجلد والسطح الخارجي للعظام ، يمكن الكشف أيضاً عن تفاصيل حمضك النووي. إن نظرة الطب الرسمي للمرض يمكن تلخيصها بعبارة واحدة : الجزئيات المادية الصغيرة تنتج الجسم والنفس والحياة، ولا وجود لقوة أعلى من المادة تقوم بتحريك تلك الجزيئات ، والسطح الظاهري للجسم منفصلٌ بتفاعلاته تماماً عن الباطن العميق الذي تأتي منه المادة ، وكل عضو في الجسم منفصل عن بقية الأعضاء إلا بقدر ما يبدو عليه الاتصال المباشر.

من هذا المنطلق، الذي يفصل الجسم عن بعضه من حيث القانون العام، ويرجع الأحداث العضوية إلى أحداث جزيئية، والأحداث الجزيئية إلى منطق مادي حاسوبي ، انبعث الطب الرسمي الذي يعرفه الناسُ اليوم، وكانت هذه بادئة المشاكل التي تراكمت على المنهج الطبي على مدار السنين.

عندما تذهبُ للطبيب ليقوم بتشخيص المرض أياً كان، يقوم برده إلى عوامل كيميائية، فيرد التهاب اللوزتين إلى البكتيريا والجراثيم، ويرد التهاب المفاصل إلى التلف الموضعي للمفصل، وهذا يقوض قدرة الطب على تفسير كل الأمراض، والظواهر الطبية، فهناك أمراض لم ترتبط بأي أعراض عضوية معروفة ، لا على المستوى الجزيئي ولا على المستوى المركب والنسيجي ، كالنوبات العصابية الصرعية ، لا يوجد سبب محدد بدقة لها سوى بعض الافتراضات التي تخلو من البراهين التجريبية الصارمة.

وكذلك المشاكل الجنسية المعروفة ، أغلبها منفصل عن أي تأثير جسدي معروف. يتكرر الأمر مع متلازمة التوحد، والصدفية، والبرص، والرعاش، وداء باركنسون وقائمة طويلة.. سبق ووصِفَت هذه الأمراض بأنها ذات أسباب جينية ولذلك ليس لها سبب مادي معروف على المستوى القابل للفحص ، ولكن ما كشفته البحوث الجينية بتقنيات معينة ( مثل كريسبر 9 ) أوضح أن هذه الأمراض غير جينية أيضاً ، وأنه من المستحيل وجود جين مادي معين بحد ذاته مرتبط دائماً بمرض مزمن معين بحد ذاته.

طريقة التشخيص الجزئي لها مشاكل إجرائية أخرى، فعلى سبيل المثال ينبغي الافتراض مسبقاً أن الوحدة الجسدية مفككة الأوصال ولا تتفاعل الأعضاء بشكل رئيسي إذا لم تكن متصلة مادياً على نحو مباشر ، فمشاكل جسد المريض منفصلة عن بعضها البعض، فلا يمكن للكلى أن تؤثر على الدماغ ولا يمكن للأمعاء أن تؤثر على الكبد، لذلك لا يلجأ طبيب الجهاز البولي الرسمي إلى السؤال نموذجياً عن نفسية المريض، ولا يلجأ طبيب المخ والأعصاب إلى السؤال نموذجياً عن حالة الكلى مثلاً. لأن كل جهاز عضوي معين في الجسم يُفترض بالنظرة الجزئية أنه نسيج مستقل له جزيئاته الخاصة التي لا تؤثر على بقية الجزيئات في الأنسجة الأخرى.

وأقصى ما يمكن التكهن به هو أن نقص عنصر غذائي أو جزيء عام منتشر في أنحاء الجسم ، كفيتامين معين، سيؤدي إلى السماح بحدوث الاضطراب في ذلك العضو لأسباب غالباً ما تكون غير معروفة.

هذا يعني أن التشخيص الطبي الرسمي يكشف المرض موضعياً في نفس منطقة إصابته، ويتفحص الآثار التي خلفها، ويصنفه وفق الموضع والآثار حسب النوع والشدة .. وقد يكشف بعض الأسباب الجزيئية التي أدت للمرض. أما ما لا يجيب عليه الطبيب ، هو الأسئلة النوعية التي تبحث في العلة الحقيقية للمرض والعلاج الحقيقي لهذه العلة ، مثل :
  • ما هو المرض بالضبط : ما هي العلة التي أحدثت تلك الأعراض الظاهرة بالذات؟​
  • كيف حدث الخلل على المستوى الجزيئي : لماذا يحدث نقص الزنك أو أحماض معينة أو أي مادة في الجسم ، لماذا يحدث تعطل في الخلايا ؟​
  • ما علاقة هذا المرض ( الموضعي أو الانتشاري ) ببقية أعضاء وأجهزة الجسم من حيث تأثيرها على بقاء وجوده ؟ هل يمكن أن يؤثر أو يتأثر بها بشكل جوهري ؟ هل يمكن لعُطب غير ظاهر في تلك الأجهزة أن يسبب المرض الذي تم رصده ؟​
  • كيف يمكن قياس المرض قبل ظهوره على السطح ؟ التحاليل الطبية يمكنها أن تكشف المرض قبل ظهوره كمعاناة حقيقية ، وليس قبل ظهروه الفعلي في فيزيولوجيا الجسم، على سبيل المثال أغلب مشاكل الكلى لا يمكن التنبؤ بها بالتحاليل الطبية ( وهو ما سنشرحه بالتفصيل لاحقاً ).​
  • ما هو التأثير النفسي الذي يمارسه العقل والوعي بالنسبة للمرض ؟ لماذا يفترض الطبيب مسبقاً أن الوعي لا علاقة له بالمرض وأن العقل واللاشعور غير مؤثرة على التكوين المادي ، أو كيف يأخذ الوعي والعقل الموقف السالب لتأثير الجسد بعرف الأطباء بحيث يؤثر الجسد فيهم ولا يؤثرون به مع أن كافة تجارب السايكوفيزيولوجيا تبرهن على قدرة العقل والوعي التأثيرية الهائلة في مجال عمل الفيزيولوجيا ؟ مزاعم انعزال الوعي وسلبيته أمام الجسم المادي يمكن وصفها بالعقائدية وليست بالعلم التجريبي الدقيق ، ورغم ذلك فهو يحكم كل البحوث الطبية ويقوضها.​
  • أين ينشأ المرض أولاً : في الجسد أم في العقل ؟​
  • ما هو العلاج النهائي لجذور المرض ؟ كتعريف قياسي للمارسة الطبية الحديثة ، فإنها تهدف في المنزلة الأولى إلى أكبر إزالة ممكنة للأعراض السلبية الظاهرة على المريض المعطلة لحياته العملية والإنتاجية ، والبحث عن علاج جذري هو أصلاً موضوع خارج عن مباحث الطب التجريبي الحديث ، لأن الجذور تعتبر غير خاضعة لمنهج القياس الذي توافقت عليه المنظومة البشرية العالمية للطب الحديث.​
قد تبدو هذه الأسئلة غير طبية للوهلة الأولى ، وأقرب إلى أن تنتمي لعلوم الفلسفة والميتافيزيقا، وليس من الحكمة إنكار ذلك، لأن هذا الكتاب لا يسعى أصلاً إلى التوفيق بين الرؤية الطبية المعاصرة وبين الطب الكوني. لأن هذه الأسئلة أهم لعلاج المريض من تلك التي يطرحها الأطباء عادة في المجامع والندوات والمراكز البحثية ، وعادة ما تكون أسئلتهم مقدمة بطريقة توحي بالكثير من المنهجية القابلة للتجريب ، وتمتلئ بالمصطلحات الأجنبية المختلفة ، ولكن ذلك في حقيقة الأمر ، لا يهم فليس له تأثير على مصير المريض الحقيقي ...

من المؤكد أن المريض الحقيقي الذي يعاني لا يكترث بمدى تقانة وضباطة المعلومات الطبية ولا بمدى كثافتها واحترامها المجتمعي ورونقها أمام الآخرين ، إذا لم تكن ذات جدوى لصحته الفردية في النهاية ، إنما يهتم أي شخص له وعي بجدواها النهائية في علاج مرضه وإنهاء معاناته مع الأدوية والمسكنات.

يُعزى نقص القدرة العلمية في الطب الحديث في فهم الأمراض وطرائق علاجها الفعّالة إلى عوامل تقنية ، تؤدي إلى استحالة تحقيق الكمال للمنهجية العلمية المادية ، مثل ضعف مستوى آلات البحث العلمي أو مثل عدم مرور الوقت الكافي ( نقص بيانات البحوث ) ولا يزال الوعد قائماً أنه ما إن تتطور أدوات البحث وأجهزة القياس وأساليب التدقيق التجريبي وتحقق الصورة النموذجية دون أخطاء أو بأقل قدر ممكن ، فإن الطب الحديث حينها سيتقدم بفهم عمق المرض ، وسيجد الحلول.

ولكن الخلل في منهجية البحث التجريبي في العلوم الطبية المادية والذي يؤدي إلى هذا القصور وما نراه على هيئة العجز عن تحقيق النتائج التي يرجوها المرضى منه ، هو خلل عميق ... غير محصور فقط في دقة وضباطة البحوث الطبية. وغير مقصور في ضآلة المدى الزمني للبحث الطبي التجريبي في موضوع معين.

بل أيضاً والأهم من ذلك، أنه خلل في طريقة التساؤل الطبية نفسها وطريقة نظر الطب الحديث للحياة والوجود ، هذا الخلل نتيجة تدريب ممنهج للأطباء على حصر طبيعة الأسئلة المطروحة ومواضيع البحث القائمة ، بنطاق محدد لا يسمح بالخروج عنه ، ثم ادعاءُ أن ما يخرج عن ذلك النطاق هو شيء غير علمي.

ومع ذلك لا يفتأ غالبية الأطباء من توجيه الاتهامات لأي جهة تحاول توفير أنواع بديلة أكثر كفاءة من الطب في علاج ما يعجز عنه أو حتى مساعدة له، ولا يفتؤون عن ترديد نفس الجمل المضجرة عن تقدم العلم الحديث، كذلك الشخص الذي عرض مليون دولار على من يثبت وجود ظاهرة خارقة ، أو كبعض البرامج اللبنانية والمصرية التي تسوق ممارسات بعض الدجالين والتجار وتلصقها بالعلاج الطبيعي الكوني الحقيقي. وعوضاً عن السعي إلى شفاء المريض من كلا الطرفين بما لديهم ، تحول الأمر إلى حرب نفسية وإثبات للأنا المزيفة والاستحقاق الاجتماعي ( من كلا الطرفين ) ، وكانت للأطبة حصة الأسد بالتأكيد من هذه الأنانية على حساب مصير المريض الذي سلمهم إياه.

المنطلق العلمي الذي بني عليه الطب الكوني ، بكل أنواعه وفي كل الأزمنة وكل أنحاء الأرض ، منطلق يمكن اكتشاف ضرورته جوهرياً عندما تدرك حضرة العالم أمامك إدراكاً دقيقاً : البحث عن العلل الأساسية لتفاعلات ومجريات الجسم والعقل الظاهرية ، الانطلاق في العلاج والتشخيص من تلك العلل الغير مادية والتي هي المسؤول الحقيقي عن تكوين المادة وانوجادها الزمني المتشخص.

إنها موجودة في مستوى أعمق بكثير من أن يمكن للرصد الحسي المادي أن يكشف عنه ، وهذا هو السبب الحقيقي في إهمال الأطباء القدماء لتطوير أجهزة القياس والتشخيص التي تستخدم اليوم ، لأن المسألة ببساطة غير متعلقة بالمادة فقط، بل المادة عامل ثانوي فيها ، ولا يمكن كشفها عبر وسائل تحليل وتفكيك مادية، من حيث المبدأ لا من حيث مدى قدرة هذه الوسائل على التعميق.

تنفق ميزانية خيالية على البحث العلمي في الطب الحديث ، فضلاً عن الميزانية التي تستخدم في إنتاج الأدوية والأجهزة الطبية ، ولكن النتيجة مدهشة حقاً ... انتشار الأمراض المزمنة يزداد يوماً بعد يوم ، الأنواع الخاصة بها تزداد كل سنتين أو ثلاثة ، وإذا بحثت في التاريخ فلا تجد أي وصف للكثير من الأمراض التي تعرفها اليوم ، هل هذا هو نتاج التقدم الحضاري والتقني الحالي ...

لم يكن يُنفق 1% من هذه الميزانية الهائلة قبل قرن وسابق ، وعاش الناس بصحة أفضل وبأنواع أقل من المعاناة المرضية ، وحين تمضي وقتاً بالبحث في الكتب والسجلات القديمة المتاحة على الشبكة ستجد الكثير من الشهادات الموثقة لأشخاص عالجهم الطب الكوني من أمراض يعجز الطب الحديث عن معاملتها وقد يصف علاجها بالمستحيل.

مستوى انتشار الأمراض وضعف قدرة العلاج في عصر الطب الحديث أسوء منه في العصور السابقة التي تبنت النموذج الطبي الكوني ، ولعلك تسأل إذن لماذا قطعوا صلتهم بذلك الطب وبدئوا بنوع جديد ؟ ولكن من الذي قطع ذلك بالضبط ؟ هل الأطباء هم الذين تحولوا من العلاج بالأعشاب والتشخيص بالفراسة إلى العلاج بالكيمياء والتشخيص بالأشعة ؟ من أين تبدأ نقطة التحول ومن الذي حملها ؟

تظهر في كل مستويات الكينونة بما يتناسب مع طبيعة كل مستوى منها أن الكلى يمكنها التسبب باستسقاء في الدماغ، والقلب قد يسبب مشاكل في النطق، والقولون يمكنه إحداث أضرار جسيمة على الكبد، والأمعاء المتسربة قد تؤدي لسرطان البنكرياس.. الجسم وحدة عضوية متكاملة، ليس من الممكن فهم كل قسم منه على حدى.

حقيقة فطن لها بعض الأطباء الرسميين في نهايات القرن العشرين وأسسوا منظمة الطب الوظيفي، الذي يبحثُ في الأسباب الفيزيولوجية العميقة للمرض وليس فقط كما يبدو في ظاهره العرضي والجزيئي. وقد استدعى ذلك إلحاق الطب الوظيفي بالطب الغذائي والبيولوجيا الجزيئية، فصار من المعروف علمياً وفي إطار التجريب، كيف يمكن للمرض أن تنتجه الأغذية الرديئة المؤثرة على العوامل الجزيئية، والفيزيولوجيا النسيجية المضطربة في أعضاء بعيدة عن العضو المريض.

ورغم كل ما حققه الطب الوظيفي من إنجازات جيدة على مستوى البحث العلمي وعلى مستوى العلاج، تم إهماله وشنت عليه حرب إعلامية ضخمة، لتنتزع أي مجال لصوت يقول إن هناك دواء غير ذاك الذي يباع في الصيدلية، وتلك السكاكين في المشافي ومباضع التشريح.

ليس من المفاجئ إذن تقديم أنواع طبية تبحث في موضوعات أكثر عمقاً وتجريداً من الطب الوظيفي، كالماكروبيوتك والأيورفيدا، على أنها خرافات، ومهما كان عدد الأشخاص الذين تعالجوا ويتعالجون عبرهما كل يوم، لن يكون مهماً أبداً لأن المنهج التجريبي في الطب يرفض أصلاً أي محاولة لافتراض وجود علة للمرض يمكن شفاؤها، حتى قبل إنجاز التجريب والاختبار على فرضية تدعي ذلك.

تفسير مشكلة مرض الرعاشنوع النموذج الطبي
التهاب في أغشية الأعصاب – نقص في الفيتامينات الأساسيةالطب التجريبي الوضعي
مقاومة الأنسولين أو حموضة الدم تسببت في تراكم السموم على الأعصاب والتهابها – قد يساهم الكبد والقولون والمعي الدقيق في ذلكالطب الوظيفي
ازدياد الاضطراب في الدفق الكهربائي الحيوي مع غياب التوازن في تصريفه-تراكم السموم وغياب الطاقة اليانغ الذكرية التي تسمح بحجب السموم للخارج والحفاظ على تماسك الأعصابالطب التكميلي (ماكروبيوتك\آيورفيدا)
جميع النماذج السابقة صحيحة ويمثل كل منها مستوى للحدث، ولكن العلة الأساسية هي الرغبة في الارتباط بالآخر والزمن مع غياب القدرة على التماسك أمامهما، وفقدان الإحساس التدريجي بهذا التماسك سمح للكهرباء والسموم أن تفعل فعلها..الطب الكوني


بعض المصادر للتوثيق :




 
التعديل الأخير:

كيفية التشخيص في الطب الكوني



في الأنماط الغير قياسية من الطب والعلاج التكميلي ، نشخص الحالة بطرق مختلفة عن الطرق المعاصرة ،التي تعتمد على التحاليل والأشعة ونحو ذلك ، نحن نستخدم تشخيص الوجه ، وتشخيص العينين Iridology وأحياناً تشخيص المفرزات والكفين والجلد واللسان.
1691866170118.png

نقوم بملاحظة التفاصيل الدقيقة لكل منطقة في الوجه ، إن أي علامة احمرار أو ازرقاق أو انتفاخ أو بثور ، تعني بالنسبة لنا الكثير لنحكم به على حالة المريض ، من تلك الأشياء العابرة التي لا يعتبر الطب الرسمي من أهمية لها بالنسبة للجسد ككل.
1691866198833.png

وفي العين ، نقوم بتسليط ضوء قوي نوعاً ما ليكشف الخريطة المرتسمة على العدسة وما حولها ، نلاحظ أي علامة مميزة على سطح العين ... مهما بدت تافهة بالنسبة للمريض أو العميل ، فهي تعني لنا الكثير ...

كما أننا نستخدم نوعاً معيناً من الاستبيانات نحصل فيه على كافة الأعراض المرتبطة بالعضو الذي نعتقد بأنه مصاب ، ومن خلال هذه الاستبيانات نقرر مستوى إصابة هذا العضو ونوعها ، و نطلب من العميل أن يخبرنا بأسلوبه الغذائي والمعيشي الذي اتبعه خلال السنين التي سبقت المرض وتلته ، ونطلب منه أن يخبرنا عن أدق التفاصيل حول ذلك.

وإذا أراد العميل الحصول على دقة أكبر في التقرير النهائي ( نموذج دراسة الحالة ) وكان يقبل التحدث بطريقة خاصة ، فيمكن أن يجري المعالج معه حواراً ذا طابع نفسي ، الكثير من المعالجين الأكفاء يطورون طريقتهم الخاصة في الحوار الكاشف لمكنون الأنفس ، مثل الجمع بين مبدأ الأنماط الأولية لكارل يونغ ، ومستويات التغيير العصبي الستة ، والتعرف إلى المعتقدات في العلاج المعرفي ، ومن خلالها تستطيع الوصول إلى المعتقدات الوسطية والعميقة لكل مقام من مقامات الحياة السبعة ( أعلم بأنها مصطلحات غريبة ) ، كل عضو في الجسم مرتبط بمشكلة نفسية معينة دون غيرها ، وهذه المشكلة بدورها ترتبط بمقام معين من مقامات الحياة السبعة الرئيسية. فالأمعاء بما هي مرتبطة بالتحليل ، سترتبط بعنصر النار ومقام الخيال الخلاق الذي هو الجنس ، يقع إسقاطه في عالمنا على منطقة تحيط بالعانة ، أما الدماغ المرتبط بالإدراك والتحكم بالتفكير فيتعلق بمقام الروح والذات ، ما يسمى بالعين الثالثة. إن مشكلة تتعلق بالأمعاء الدقيقة لابد أن تتعلق بملكة التحليل ، والتفاعل مع الزمن والآخرين بشكل تحليلي ، ويشمل ذلك الجنس الذي يغدو طاقة مأسورة في التأويل المتوتر المفارق للحقيقة الآنية ، وإن مشكلة تتعلق بالدماغ تنعكس عليه من مشكلات أعمق تعاني منها علاقة الذات مع الإدراك الكلي للوجود ولوجود الذات نفسها بعيداً عن وجود الآخرين.

كثيراً ما يُطلب منا أن نقوم بقراءة التحاليل الطبية وأسماء الأدوية ... لذلك وجب التنويه :

المعالج الحيوي لا يتدخل بتقنيات الطبيب ولا يهتم كثيراً لها ، ولا علاقة له بالتحاليل الطبية ولا بالأدوية المرخصة من وزارات الصحة ، ولا يطلب من المريض إجراء أي تحليل أو التوجه لأي طبيب ، إلا عندما تكون الحالة خطيرة أو معقدة مثل سرطان البنكرياس في درجته الرابعة أو انسداد المرارة المترافق مع الالتهاب ، وحينها ليس المعالج من يحدد نوعية التحاليل والإجراءات المتعلقة بها ، وليس هو من يقرأها ، الطبيب هو من يتكفل بذلك وكل ما على المعالج فعله هو أن ينصح المريض بطبيب جيد.

لماذا قد يلجأ المعالج التكميلي للطبيب ؟ يعود ذلك لسببين : كل معالج له قدرة معينة على العلاج وله طاقة لا يستطيع تجاوزها ضمن واقعته الآنية حين العلاج ، لذلك لا يمكن أن تتطلب من المعالج أموراً تعجيزية بالنسبة له ، ثم تلومه على الاستعانة بالطبيب ، لأن الطبيب نفسه سيقف عاجزاً عندها وكل ما سيفعله هو إجراء الجراحة والعلاجات المتطرفة في تأثيرها.

السبب الثاني يتعلق بأولويات وبإجراءات معينة بالنسبة للمعالج ، كما بالنسبة للطبيب.

إذاً على الطبيب الكيميائي والجراحي أن لا يتدخل بعمل الطبيب الحيوي ويفرض آراءه الشخصية على العلوم التي أنفق الطبيب الحيوي سنيناً من حياته في تعلمها ، ويشكك بأخلاقياته ونزاهته ، ويحاربه في كل موقعة فكرية. وبالطبع ليس مطلوباً من المعالج التكميلي أو الطبيب الكوني أن يفعل ذلك ويشخص الحالة بالطب الموازي لنموذجه ، تماماً كما أن لا أحد يطالب الطبيب الرسمي بأن يقوم بتشخيص العيون أو بأشكال التشخيص الأخرى كالتشخيص في الطب الصيني أو الأيورفيدا مثلاً ، فلا أحد يمكنه أن يطالب المعالج الحيوي بالتشخيص بالتحاليل والأشعة ، لأنه وبصراحة يرى جدواها قليلة وفي كثير من الأحيان لا جدوى منها.

يعاني الطب التكميلي من تضييق شديد في الوطن العربي أكثر من أي مكان آخر ، جميع دول العالم تقريباً لديها نقابات تنظم مزاولة مهنة الطب التكميلي وتعترف به حكومياً عبرها ، بما في ذلك أمريكا وبريطانيا.

وتحفظ حقوق المريض والمعالج ، لكن غياب مثل هذه القوانين في الوطن العربي ، الذي أضحى مادياً أكثر من المؤسسين للمادية أنفسهم ، يجعله عرضة للدجالين الذين يسيؤون إلينا ، وفوق ذلك لا يتمكن المريض من فهم الواجبات والحقوق القانونية للطبيب الحيوي والفرق بينها وبين واجبات وحقوق الطبيب الذي يشخص بالتحاليل والأشعة ويعالج بالجراحة والعقاقير والآلات الصناعية.​
 

البحث التجريبي في الطب الكوني

"ليس هدفُ العلم التجريبي إيجاد ظواهر جديدة، والظواهر غير المتلائمة مع "الدُرج اللغوي للعلوم الحالية" والتي لا يمكن حشرُها فيه لا تُرى على الإطلاق" توماس كون فيلسوف العلم.

وقت كتابة هذا المقال .. البارحة كانت رابع مرة ( خلال سنتين ) أصاب فيها بالحمى والتهاب الحلق ، ورابع مرة أستخدم فيها قوة العلاج الاقتراحي للشفاء في أقل من يوم. لا أعلم سبب عدم ثقة الباحثين الطبيين في هذه الأساليب ، وسبب عدم توافقها مع المنهجية العلمية برأيهم ، لكن ملايين الملاحظات المتكررة عبر عشرات من السنين ، أظنها دافعاً قوياً لمحاولة الاستفادة من تلك الأساليب في تحسين مستقبل البشرية ، لو أمكنهم ذلك.

أمر غير واضح ... ما الذي يمنعُ المناهج العلمية التي تعتمِدها مؤسسات البحث العلمي من قبول أو تفهم الحقائق الأُخرى التي تم الوصول إليها في مدارس طبية أُخرى .. سوى أن يكون إدخال عنصر جديد على المنهج البحثي أو النموذج الطبي أمراً محرماً عقائدياً ؟!

ربما تستدرك لتقول : هذا المنهج الطبي خيرٌ من الخرافات ، وخيرٌ من الدجل والشعوذة ، والأدوية على الأقل شيء ملموس وهنالك إحصائيات ودراسات تدعمها وتؤكدها.. وإنه لأمر صحيح ، كل ما في الموضوع ، أن الدراسة الإحصائية دائماً غير دقيقة، إنها تُعنى بإثبات فرضية معينة .. ليس بالضرورة أن تكون نفسها الفرضية التي يتم التسويق لها إعلامياً.

الإنسان المعاصر عموماً لا يستدرك مثل هذه التفاصيل، لأنه منشغل على الدوام بالعمل والأسرة والسياسة والمجتمع، ولا يبحث بالموضوعات الطبية إلا إن كانت ضمن مجال عمله أو عندما يمرض، لكن لتتريث قليلاً ولتنظر مرة أخرى :
  • ما هو النموذج الإحصائي وكيف تتم مراجعته :
إنه دراسة شاملة لمساحة حيوية عشوائية فيها الكثير من العينات، في العادة تستمر الدراسات الإحصائية لفترات قليلة الطول الزمني، لذلك تتعاقب عدة دراسات إحصائية على نفس الموضوع، في حالة العلاج بدواء معين، وبعد إجراء تجارب السلامة الأساسية والتراخيص اللازمة، يتم إحصاء البيانات الطبية المعتمدة من قبل أطباء مجهولي الهوية، يقدمون بياناتهم لعدد أقل بكثير من الأطباء الذين يعرفون أنفسهم على أنهم قاموا بالبحث، وهم فعلاً كذلك ولكن الأحرى قد قاموا بالبحث "الإحصائي" لبيانات أطباء آخرين أكثر بكثير. بعد التحقق من البيانات بطريقة معينة غير دقيقة كفاية، يتم تسجيل الإحصاء بنموذج بحث أنيق مليء بالجداول والرسوم البيانية الأنيقة، وكتابة الخلاصة والآراء في الأسفل ... الأغلبية الساحقة من الأطباء إما أن يطلعوا على الخلاصة وإما أن لا يطلعوا على أي شيء على الإطلاق.
  • ما هي طرق الدراسة في النموذج الإحصائي :
الإحصاء الطبي ينبني على نموذج افتراضي يشمل الأعراض العامة سلوكياً وجسدياً وجزيئياً لقُطبي السلامة والاضطراب بالنسبة لحالة مرضية ما ، فهذا النموذج لا ينفذ أصلاً لعلة المرض ، لأن العلة لا يمكن إدراكها بالاستقراء والإحصاء.

يهدف الإحصاء الطبي إلى دراسة فاعلية تأثير ما على موضوع ما من خلال تطبيق التأثير أو حامل التأثير ( كالدواء ) على أعداد كبيرة من مصاديق ذلك الموضوع (عدد كبير من مرضى السكري )، هذه الفاعلية يمكن تقييمها بشكل احتمالي وترجيحي فقط عبر نموذج الأعراض المتعلقة بالمرض، ودراسة الفاعلية بهذه الطريقة تشير إلى عدم وجود ارتباط حقيقي مثبت الوجود بين التأثير أو المؤثر وبين الأثر الذي ينتجه، لأن موضوع البحث أصلاً هو الأعراض الخارجية وليس علة حدوث المرض، فتقييم التأثير بالاستناد للأعراض الخارجية لا يؤكد أو ينفي قطعاً ، ولكنه يقوم بترجيح وجود تأثير على المرض أو عدم وجوده، وبالاستناد إلى قاعدة التأثير (الافتراضية) طبعاً.

إنك لا تحتاج لدراسة إحصائية لتثبت أن الأفيون مخدر إذا علمت التفاعلات الكيميائية التي يقوم بها، على الأقل لا تحتاج ذلك لتثبت واقعية تأثير الأفيون على العقل من منطلقات محلية ومادية بحتة. ذلك يشير إلى أن تلك التفاعلات ، في حالة إقامة الدراسات الإحصائية لأجلها ، لابد أن تكون محض تخمين لم يَثبُت تجريبياً ، بنفس الطريقة ، لا تحتاج لإحصاءات لتستنتج صحة نظريات ماكسويل وفاراداي، ولكنك ستحتاج لإحصاءات لدراسة شيءٍ لا يمكن إثباته تجريبياً بالمختبر ، مثل ارتباط الكهرباء الشديدة مع تضيق الصخور العابرة لمياه المُحيط الهادي. يعود السبب في ذلك إلى غياب عنصر التعميم على القانون الذي تم اشتقاقه، سواءً لأنه لا ينطبق إلا على حالات محددة من أفراد النوع ( هذا المحيط بالذات ) ، أو ينتمي لقانون أشمل منه يتحكم في سير الأحداث من خلاله ( تأثير العقل على الجسد مثلاً ).

المسألة الأكثر خطورة بهذا الصدد، أن من يقوم بالدراسة يفترض مسبقاً أن التأثير يجب أن يكون إما هكذا أو هكذا، فهو يربط التأثير بقضية الفصل المنطقي بشكل مسبق، فدواء رافع للمزاج، إما أنه سيجعلُ المرء يسلك هذا السلوك بالذات – التفاعل الاجتماعي والنشاط المهني – أو أنه لا يعمل ، فمجموع الدوال المنطقية الخاصة بارتفاع المزاج ، والتي تتعلق بشخص المريض وظروفه وبيئته ، كما تتعلق بالبنيان الوجودي للعالم والذي لا تشكل المادة إلا قشرة من قشوره ، يتم إهماله بالكامل وكأن الدواء هو عنصر التأثير الوحيد ، وإذا تم احتساب عناصر أخرى فسيلجؤون إلى اختبارات دوائية سابقة تنطلق من نفس منطلقات عينة الدراسة ونفس نماذج التأويل.

والحقيقة أن دراسة الآثار برؤية من السطح الخارجي كهذه ، أبداً لن تقدم دلائل حاسمة خاصة في موضوعات نفسية ، وبخصوص الموضوعات والأمراض الجسدية، تتوقف الإحصاءات على افتراض مسبق أن المسبب المباشر للمرض جسدي وجزيئي، وهو أمر لا يمكن التأكد منه لأن تلازم أعراض مضطربة في البنية الجزيئية مع حالة مرضية معينة ، لا يعني بالضرورة أن الحالة هي نتاج ذلك الاضطراب الجزيئي بالذات وحسب. بسبب هذه الطريقة الدراسية تم تشريع الكثير من المكملات الغذائية لعلاج أمراض لم تقم بإحداث أي فرقٍ يذكر بخصوصها، تعاني الدراسة الإحصائية من قصور في تحديد علة المرض، والأعراض الجسدية الكاملة المصاحبة له، والسبب الجزيئي الحقيقي الذي يتعلق به، وإهمال العوامل الداخلية والفروق الفردية، وإهمال التكامل الفيزيولوجي بين الأعضاء، وإهمال الفروق بين المجتمعات، وربط التأثير بنموذج محدد من الأعراض، وغياب إمكانية الرقابة التامة على عوامل الدراسة الإحصائية وميكانيزماتها ... وبعد كُلّ هذا لا ينبغي لك أيها القارئ أن تظن ذلك الظن الساذج ، أن النماذج الإحصائية أو حتى دراسات العينات العشوائية والتناظرية ، ستجلب لك النبأ اليقين بخصوص موضوع طبي أو بحثي معين.
  • تعميم التأثيرات التي ينتجها دواء معين ، لا يأخذ بالحسبان "التأثير العقلي الإيحائي" بالنسبة لهذا الدواء، طبعاً يتم إهمال هذا التأثير في الدراسات الإحصائية إلا إذا كانت تلك الدراسات النادرة إلى حد شبه العدم، عن أنماط علاجية بديلة نوعاً ما، حينها يجوز، ويجب ، أن يعزى نجاح العلاج لعوامل الإيحاء.​
  • كذلك وبشكل عام لا يأخذ بالحسبان عوامل البيئة التي تتم عليها الدراسة، على اعتبار أن جميع شعوب الأرض يكون مثالها الأفضل هو المجتمعات الغربية بالذات، وأن كل ما ينطبق هناك يجب أن يطبق على باقي الشعوب، الفروق بين الأفراد والفروق بين الثقافات، تفعل فعلها في مفعول الإيحاء والتكوين الجسدي والنفسي.​
المشكلة الرئيسية بالنسبة للطب الحيوي هي "تشويه سمعة" المعالجين التكميليين ونحوهم ، ولكني جئتُ لأخبرك بعض الأمور، نحن لسنا أولئك العصابات التي تسعى لتحقيق ثروات هائلة ببيع الوهم ، نعم هذا الحال البعض ( أو الكثير ) ولكنه ليس حال المعالجين الأصيلين ، لطالما سعينا لكي يتم ضم الطب التكميلي إلى حقول الطب المعترف بها ، طموحي النهائي في هذه النقطة هي أن يصبح الطب التكميلي مادة دراسية أولية في أكاديمية الطب الرسمية المعترف بها من قبل الدولة، وتخصصاً مرموقاً سواء قبل أو بعد إنهاء الكلية، وكذلك يكون له معاهده الخاصة، منعاً لدخول الدجالين وغير المؤهلين.

نحن لم تسول لنا أنفُسُنا أن ندعي أن الطب الرسمي هو "علم زائف بالكامل" أو "غير نافع بشكل مطلق" أو "مسيس من قبل شركات الأدوية بكل ما فيه" ، لأننا ندرك جيداً القيمة العلمية للبحوث الطبية في مختلف المجالات ، كل ما نرغب به هو توسيع نطاق البحث العلمي في الطب، وتأهيل متخصصين في الطب الحيوي ، كما في الطب التكميلي والبديل بأنواعه، تحت رقابة حكومية (وقد تحقق هذا في الكثير من البلدان ومنها إسرائيل) وتأهيل الأطباء أنفسهم في هذه المجالات فهم بالتأكيد أكثر قدرة على إقناع المريض والتأثير على عقليته من أغلب المشتغلين بالعلاجات التكميلية.

منذُ أيام كارناب والوضعيين الحديثين ، حدث أن ( تجمّد المنهج العلمي ) ولم يعُد يقبل بأي إدخال أو تغيير ، رغم أن الفيزياء الحديثة تميل إلى الاستغناء النهائي عن هذا المنهج ولكنها لا تستطيع. وكأن كارناب والوضعيين هم "خواتم أنبياء فلسفة العلم" وهذا الوضع لا يبشر بخير أبداً.

من ناحية المنهجية العلمية ، دراسة المجموعات المقارنة ودراسة التعمية لا أرى أنها أصبحت تجدي كثيراً ، هناك مجالات تحتاجها ولكنها لا تستطيع تغطية كل ظواهر الحياة ، لا تستطيع أن تدرس الحالات الاستبطانية من خلال السلوكيات الخارجية والمنعكسات الفيزيولوجية ، لأن الاستبطان يعتمدُ على الإدراك والتخيل والتأويل ولا يخضع لقانون علمي ولذلك ، أغلب سلوكيات البشر ( القادمة من عمق العقل ) لا يمكن دراستها بنماذج المقارنة ، لا يمكن التحديد بالدقة المناسبة طبيعة العناصر التي يفترض أن تدخل في الدراسة ، أو ماذا يدور في عوالمهم الداخلية أثناء تلك اللحظات ، أو حتى إذا ما كانوا يخضعون للموضوعية في قراراتهم ، حسب الخداع البصري ، يمكن لشخصين أن يريا نفس اللون أو الشكل كل بطريقته ، وهذه هي أسباب اختلاف النتائج التي تصل إليها نفس البحوث في نفس الموضوع ونفس المنهج ، بعبارة أخرى : من المستحيل إلغاء العوامل الذاتية في التجربة العلمية.ووجب إذن بناء التجريب من جديد ليتكيف مع هذه الحقيقة النهائية.

ومن ناحية أخرى ، هناك بعض أنماط العلاج التي يمكن أن تُدرس بهذه الطرق التجريبية التقليدية ( مثل العلاج بالألوان والتنويم المغناطيسي الموجه ، والعلاج بالأعشاب - بشكل عام - وغير ذلك ) ورغم كل شيء لا يتم الاعتراف بتلك الأمور وهذه قاعدة عامة. لأن أي محاولة لعزو حدث واقعي لعلّة غير محلية سيقابَلُ بالحرب والحظر بكل ما لديهم من قوة.

من الممكن أن نسمي المغالطة التي يرتكبها البحث الطبي والعلمي اليوم بـ"خلق الفجوات المعرفية" التي تسمح لآلهة الفراغات بالدخول رغماً عن الجميع ، دون أن تخضع لمراجعات موثوقة بطبيعة الحال.

وبالنسبة لموضوع التعليل المادي للظواهر العلاجية ضمن الطب التكميلي ، فهو غير ممكن ببساطة تماماً كعدم إمكان تعليل المنهج العلمي نفسه بطريقة مادية بحتة ، فبناء المنهج بناءٌ عقلي مجرد. ومع ذلك ، د.مانفريد بوركرت في كتابه "الطب في الفكر الصيني" يقدم مقاربة لضم العلاج الصيني إلى المنهج التجريبي ( الوضعي ) وذلك بالقول : لا داعي لرفض الطب الصيني لمجرد أنه يستخدم عللاً غير مادية ، يمكن تأويل تلك العناصر على أنها "إجراءات وظيفية" للمادة ، وكذلك العناصر الخمسة وأعضاء زانغ-فو ونقاط الوخز بالإبر ، كلها هي "دوائر وظيفية" ، دون البحث عن كُنهها ، تماماً كما يتم التعامل مع المادة نفسها وخصوصاً في نطاق التجارب الكمومية، وهذا يسمح بالبحث التجريبي في الطب الصيني ضمن نطاق العلوم الغربية الوضعي.

تحياتي …
 

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

مواضيع مشابهة

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى