سيد الأحجار السبعة
عابر الزمن الثالث
- المشاركات
- 947
- مستوى التفاعل
- 1,670
نهج الشفاء الحيوي
إحياء منطلقات جديدة للشفاء : افتح البوابة ... واعبر النفق
حسناً ... ها نحن من جديد ...
هذا الملف يشمل أهم ما تعلمته في العلاج البديل ورؤيتي الخاصة وتجربتي ، قررت مشارتكه معكم ...
هدية متواضعة لموقع سايكوجين ...
لا أجيد كتابة المقدمات للأسف ... لذلك سأبدأ مباشرة
_________
رؤية الطب الموضوعي عن الصحة والمرض متلازمة ومتكافئة مع تقييم الخصائص الجسمانية المادية القابلة للرصد الظاهري ، بعبارة واضحة : هناك تماهي ما بين أسباب الأعراض الظاهرية وما بين علل الأمراض ، فيكون سبب المرض الرئيسي وسبب العرض الثانوي المتلازم معه شيئاً واحداً كتعليل فقر الدم بنقص الحديد مثلاً.
الأمر مشابه لقولك : السيارة توقفت لأنها لم تعد تسير ، الماء يروي العطِش لأنه يرطب جسده ، الصحراء حارة لأن حرارتها عالية، وهلم جراً ....
هذه الطريقة في البحث العلمي الحالي في هذا القرن معتمدة في كل شيء ، من الصحيح أن فقر الدم متلازم مع نقص الحديد وربما كان هذا النقص هو السبب المباشر لفقر الدم ولكن ما الفائدة من معرفة ذلك إذا كنت لا تعلم لماذا يحدث نقص الحديد أصلاً وما علاقته بخضاب الدم أصلاً وما علاقة خضاب الدم بأعراض نقص الدم ؟ وهل يكفي تناول الحديد لتعويض فقر الدم ؟ هل سيمتصه الجسم ؟ أليس هناك علة تسببت في نقص الحديد أم أنه حدث صدفة ؟
العقرب يتحرك فيصل إلى دقيقة جديدة ... وساعة جديدة ، ولكن لولا المحرك الخفي الذي يدوّر العقارب لما وصل ولما تحرك ، وهذا المحرك هو الذي يسبب تعاقب حركة الساعة ، لا فائدة من عبارة ( الساعة توقفت لأن العقرب لم يعد يتحرك ) أو (العقرب توقف لأنه فقد القوة على التحرك ولذلك يجب توفير قوة إضافية تحرّكه ).
الأمر مشابه لقولك : السيارة توقفت لأنها لم تعد تسير ، الماء يروي العطِش لأنه يرطب جسده ، الصحراء حارة لأن حرارتها عالية، وهلم جراً ....
هذه الطريقة في البحث العلمي الحالي في هذا القرن معتمدة في كل شيء ، من الصحيح أن فقر الدم متلازم مع نقص الحديد وربما كان هذا النقص هو السبب المباشر لفقر الدم ولكن ما الفائدة من معرفة ذلك إذا كنت لا تعلم لماذا يحدث نقص الحديد أصلاً وما علاقته بخضاب الدم أصلاً وما علاقة خضاب الدم بأعراض نقص الدم ؟ وهل يكفي تناول الحديد لتعويض فقر الدم ؟ هل سيمتصه الجسم ؟ أليس هناك علة تسببت في نقص الحديد أم أنه حدث صدفة ؟
العقرب يتحرك فيصل إلى دقيقة جديدة ... وساعة جديدة ، ولكن لولا المحرك الخفي الذي يدوّر العقارب لما وصل ولما تحرك ، وهذا المحرك هو الذي يسبب تعاقب حركة الساعة ، لا فائدة من عبارة ( الساعة توقفت لأن العقرب لم يعد يتحرك ) أو (العقرب توقف لأنه فقد القوة على التحرك ولذلك يجب توفير قوة إضافية تحرّكه ).
ذلك هو الفرق ما بين السبب المادي ، الذي ليس إلا حدثاً يسبق الحدث ، و بين العلّة الباطنية التي توفر الهيكل الزمني للأحداث ، و تجعل لذلك الحدث المادي الأول ( تحرك العقرب ) دور السبب للحدث الذي يليه ( التحرك التالي ) ، حركة العقرب لها سبب مادي وهو قوة الدفع الفيزيائي ، إلا أن هذه القوة أخذت دورها السببي على حركة العقرب بعلة التناغم الكامل في ( النظام الباطني ) للساعات.
كذلك الأمر في الصحة والمرض ، حركة العقرب المادية تشبه كمية الحديد في الدم ولكن هيكل النظام الباطني الذي يوحد الحديد مع خضاب الدم ويجعل له مفعولاً مؤثراً ، غياب أو تعطل هذا النظام إما أن يؤدي لتوقف إمداد الحديد للدم وإما أن يعطل مفعول الحديد أساساً. هذا النظام هو العلة الحقيقة للصحة وفساده هو العلة الحقيقية للمرض وأعراضه.
ومن المؤسف حقاً أن التفكير العالمي اليوم يتجه إلى الأعراض الظاهرة لأن الوقت لم يعد ينتظر أحداً حتى يتعمق جدياً في الأمور.
العلم التجريبي يكشفُ عن أعراض المرض الظاهرة ، التي يمكن التي يمكن التعبير عنها بالأرقام الرياضية عبر التحاليل والأشعة .. تقوم التحاليل بالوصول إلى الجزيئات الخلوية المتناهية الصغر، تقوم الأشعة بكشف التفاعلات التي تحدث على مستوى العظام والأعصاب.
تكشف التحاليل المخبرية عن سائر المواد التي يمتلئ بها جسمك ودماؤك ، وتكشفُ الأشعة عن ما يحدث وراء الجلد والسطح الخارجي للعظام ، يمكن الكشف أيضاً عن تفاصيل حمضك النووي. إن نظرة الطب الرسمي للمرض يمكن تلخيصها بعبارة واحدة : الجزئيات المادية الصغيرة تنتج الجسم والنفس والحياة، ولا وجود لقوة أعلى من المادة تقوم بتحريك تلك الجزيئات ، والسطح الظاهري للجسم منفصلٌ بتفاعلاته تماماً عن الباطن العميق الذي تأتي منه المادة ، وكل عضو في الجسم منفصل عن بقية الأعضاء إلا بقدر ما يبدو عليه الاتصال المباشر.
من هذا المنطلق، الذي يفصل الجسم عن بعضه من حيث القانون العام، ويرجع الأحداث العضوية إلى أحداث جزيئية، والأحداث الجزيئية إلى منطق مادي حاسوبي ، انبعث الطب الرسمي الذي يعرفه الناسُ اليوم، وكانت هذه بادئة المشاكل التي تراكمت على المنهج الطبي على مدار السنين.
عندما تذهبُ للطبيب ليقوم بتشخيص المرض أياً كان، يقوم برده إلى عوامل كيميائية، فيرد التهاب اللوزتين إلى البكتيريا والجراثيم، ويرد التهاب المفاصل إلى التلف الموضعي للمفصل، وهذا يقوض قدرة الطب على تفسير كل الأمراض، والظواهر الطبية، فهناك أمراض لم ترتبط بأي أعراض عضوية معروفة ، لا على المستوى الجزيئي ولا على المستوى المركب والنسيجي ، كالنوبات العصابية الصرعية ، لا يوجد سبب محدد بدقة لها سوى بعض الافتراضات التي تخلو من البراهين التجريبية الصارمة.
وكذلك المشاكل الجنسية المعروفة ، أغلبها منفصل عن أي تأثير جسدي معروف. يتكرر الأمر مع متلازمة التوحد، والصدفية، والبرص، والرعاش، وداء باركنسون وقائمة طويلة.. سبق ووصِفَت هذه الأمراض بأنها ذات أسباب جينية ولذلك ليس لها سبب مادي معروف على المستوى القابل للفحص ، ولكن ما كشفته البحوث الجينية بتقنيات معينة ( مثل كريسبر 9 ) أوضح أن هذه الأمراض غير جينية أيضاً ، وأنه من المستحيل وجود جين مادي معين بحد ذاته مرتبط دائماً بمرض مزمن معين بحد ذاته.
طريقة التشخيص الجزئي لها مشاكل إجرائية أخرى، فعلى سبيل المثال ينبغي الافتراض مسبقاً أن الوحدة الجسدية مفككة الأوصال ولا تتفاعل الأعضاء بشكل رئيسي إذا لم تكن متصلة مادياً على نحو مباشر ، فمشاكل جسد المريض منفصلة عن بعضها البعض، فلا يمكن للكلى أن تؤثر على الدماغ ولا يمكن للأمعاء أن تؤثر على الكبد، لذلك لا يلجأ طبيب الجهاز البولي الرسمي إلى السؤال نموذجياً عن نفسية المريض، ولا يلجأ طبيب المخ والأعصاب إلى السؤال نموذجياً عن حالة الكلى مثلاً. لأن كل جهاز عضوي معين في الجسم يُفترض بالنظرة الجزئية أنه نسيج مستقل له جزيئاته الخاصة التي لا تؤثر على بقية الجزيئات في الأنسجة الأخرى.
وأقصى ما يمكن التكهن به هو أن نقص عنصر غذائي أو جزيء عام منتشر في أنحاء الجسم ، كفيتامين معين، سيؤدي إلى السماح بحدوث الاضطراب في ذلك العضو لأسباب غالباً ما تكون غير معروفة.
هذا يعني أن التشخيص الطبي الرسمي يكشف المرض موضعياً في نفس منطقة إصابته، ويتفحص الآثار التي خلفها، ويصنفه وفق الموضع والآثار حسب النوع والشدة .. وقد يكشف بعض الأسباب الجزيئية التي أدت للمرض. أما ما لا يجيب عليه الطبيب ، هو الأسئلة النوعية التي تبحث في العلة الحقيقية للمرض والعلاج الحقيقي لهذه العلة ، مثل :
- ما هو المرض بالضبط : ما هي العلة التي أحدثت تلك الأعراض الظاهرة بالذات؟
- كيف حدث الخلل على المستوى الجزيئي : لماذا يحدث نقص الزنك أو أحماض معينة أو أي مادة في الجسم ، لماذا يحدث تعطل في الخلايا ؟
- ما علاقة هذا المرض ( الموضعي أو الانتشاري ) ببقية أعضاء وأجهزة الجسم من حيث تأثيرها على بقاء وجوده ؟ هل يمكن أن يؤثر أو يتأثر بها بشكل جوهري ؟ هل يمكن لعُطب غير ظاهر في تلك الأجهزة أن يسبب المرض الذي تم رصده ؟
- كيف يمكن قياس المرض قبل ظهوره على السطح ؟ التحاليل الطبية يمكنها أن تكشف المرض قبل ظهوره كمعاناة حقيقية ، وليس قبل ظهروه الفعلي في فيزيولوجيا الجسم، على سبيل المثال أغلب مشاكل الكلى لا يمكن التنبؤ بها بالتحاليل الطبية ( وهو ما سنشرحه بالتفصيل لاحقاً ).
- ما هو التأثير النفسي الذي يمارسه العقل والوعي بالنسبة للمرض ؟ لماذا يفترض الطبيب مسبقاً أن الوعي لا علاقة له بالمرض وأن العقل واللاشعور غير مؤثرة على التكوين المادي ، أو كيف يأخذ الوعي والعقل الموقف السالب لتأثير الجسد بعرف الأطباء بحيث يؤثر الجسد فيهم ولا يؤثرون به مع أن كافة تجارب السايكوفيزيولوجيا تبرهن على قدرة العقل والوعي التأثيرية الهائلة في مجال عمل الفيزيولوجيا ؟ مزاعم انعزال الوعي وسلبيته أمام الجسم المادي يمكن وصفها بالعقائدية وليست بالعلم التجريبي الدقيق ، ورغم ذلك فهو يحكم كل البحوث الطبية ويقوضها.
- أين ينشأ المرض أولاً : في الجسد أم في العقل ؟
- ما هو العلاج النهائي لجذور المرض ؟ كتعريف قياسي للمارسة الطبية الحديثة ، فإنها تهدف في المنزلة الأولى إلى أكبر إزالة ممكنة للأعراض السلبية الظاهرة على المريض المعطلة لحياته العملية والإنتاجية ، والبحث عن علاج جذري هو أصلاً موضوع خارج عن مباحث الطب التجريبي الحديث ، لأن الجذور تعتبر غير خاضعة لمنهج القياس الذي توافقت عليه المنظومة البشرية العالمية للطب الحديث.
قد تبدو هذه الأسئلة غير طبية للوهلة الأولى ، وأقرب إلى أن تنتمي لعلوم الفلسفة والميتافيزيقا، وليس من الحكمة إنكار ذلك، لأن هذا الكتاب لا يسعى أصلاً إلى التوفيق بين الرؤية الطبية المعاصرة وبين الطب الكوني. لأن هذه الأسئلة أهم لعلاج المريض من تلك التي يطرحها الأطباء عادة في المجامع والندوات والمراكز البحثية ، وعادة ما تكون أسئلتهم مقدمة بطريقة توحي بالكثير من المنهجية القابلة للتجريب ، وتمتلئ بالمصطلحات الأجنبية المختلفة ، ولكن ذلك في حقيقة الأمر ، لا يهم فليس له تأثير على مصير المريض الحقيقي ...
من المؤكد أن المريض الحقيقي الذي يعاني لا يكترث بمدى تقانة وضباطة المعلومات الطبية ولا بمدى كثافتها واحترامها المجتمعي ورونقها أمام الآخرين ، إذا لم تكن ذات جدوى لصحته الفردية في النهاية ، إنما يهتم أي شخص له وعي بجدواها النهائية في علاج مرضه وإنهاء معاناته مع الأدوية والمسكنات.
يُعزى نقص القدرة العلمية في الطب الحديث في فهم الأمراض وطرائق علاجها الفعّالة إلى عوامل تقنية ، تؤدي إلى استحالة تحقيق الكمال للمنهجية العلمية المادية ، مثل ضعف مستوى آلات البحث العلمي أو مثل عدم مرور الوقت الكافي ( نقص بيانات البحوث ) ولا يزال الوعد قائماً أنه ما إن تتطور أدوات البحث وأجهزة القياس وأساليب التدقيق التجريبي وتحقق الصورة النموذجية دون أخطاء أو بأقل قدر ممكن ، فإن الطب الحديث حينها سيتقدم بفهم عمق المرض ، وسيجد الحلول.
ولكن الخلل في منهجية البحث التجريبي في العلوم الطبية المادية والذي يؤدي إلى هذا القصور وما نراه على هيئة العجز عن تحقيق النتائج التي يرجوها المرضى منه ، هو خلل عميق ... غير محصور فقط في دقة وضباطة البحوث الطبية. وغير مقصور في ضآلة المدى الزمني للبحث الطبي التجريبي في موضوع معين.
بل أيضاً والأهم من ذلك، أنه خلل في طريقة التساؤل الطبية نفسها وطريقة نظر الطب الحديث للحياة والوجود ، هذا الخلل نتيجة تدريب ممنهج للأطباء على حصر طبيعة الأسئلة المطروحة ومواضيع البحث القائمة ، بنطاق محدد لا يسمح بالخروج عنه ، ثم ادعاءُ أن ما يخرج عن ذلك النطاق هو شيء غير علمي.
ومع ذلك لا يفتأ غالبية الأطباء من توجيه الاتهامات لأي جهة تحاول توفير أنواع بديلة أكثر كفاءة من الطب في علاج ما يعجز عنه أو حتى مساعدة له، ولا يفتؤون عن ترديد نفس الجمل المضجرة عن تقدم العلم الحديث، كذلك الشخص الذي عرض مليون دولار على من يثبت وجود ظاهرة خارقة ، أو كبعض البرامج اللبنانية والمصرية التي تسوق ممارسات بعض الدجالين والتجار وتلصقها بالعلاج الطبيعي الكوني الحقيقي. وعوضاً عن السعي إلى شفاء المريض من كلا الطرفين بما لديهم ، تحول الأمر إلى حرب نفسية وإثبات للأنا المزيفة والاستحقاق الاجتماعي ( من كلا الطرفين ) ، وكانت للأطبة حصة الأسد بالتأكيد من هذه الأنانية على حساب مصير المريض الذي سلمهم إياه.
المنطلق العلمي الذي بني عليه الطب الكوني ، بكل أنواعه وفي كل الأزمنة وكل أنحاء الأرض ، منطلق يمكن اكتشاف ضرورته جوهرياً عندما تدرك حضرة العالم أمامك إدراكاً دقيقاً : البحث عن العلل الأساسية لتفاعلات ومجريات الجسم والعقل الظاهرية ، الانطلاق في العلاج والتشخيص من تلك العلل الغير مادية والتي هي المسؤول الحقيقي عن تكوين المادة وانوجادها الزمني المتشخص.
إنها موجودة في مستوى أعمق بكثير من أن يمكن للرصد الحسي المادي أن يكشف عنه ، وهذا هو السبب الحقيقي في إهمال الأطباء القدماء لتطوير أجهزة القياس والتشخيص التي تستخدم اليوم ، لأن المسألة ببساطة غير متعلقة بالمادة فقط، بل المادة عامل ثانوي فيها ، ولا يمكن كشفها عبر وسائل تحليل وتفكيك مادية، من حيث المبدأ لا من حيث مدى قدرة هذه الوسائل على التعميق.
تنفق ميزانية خيالية على البحث العلمي في الطب الحديث ، فضلاً عن الميزانية التي تستخدم في إنتاج الأدوية والأجهزة الطبية ، ولكن النتيجة مدهشة حقاً ... انتشار الأمراض المزمنة يزداد يوماً بعد يوم ، الأنواع الخاصة بها تزداد كل سنتين أو ثلاثة ، وإذا بحثت في التاريخ فلا تجد أي وصف للكثير من الأمراض التي تعرفها اليوم ، هل هذا هو نتاج التقدم الحضاري والتقني الحالي ...
لم يكن يُنفق 1% من هذه الميزانية الهائلة قبل قرن وسابق ، وعاش الناس بصحة أفضل وبأنواع أقل من المعاناة المرضية ، وحين تمضي وقتاً بالبحث في الكتب والسجلات القديمة المتاحة على الشبكة ستجد الكثير من الشهادات الموثقة لأشخاص عالجهم الطب الكوني من أمراض يعجز الطب الحديث عن معاملتها وقد يصف علاجها بالمستحيل.
مستوى انتشار الأمراض وضعف قدرة العلاج في عصر الطب الحديث أسوء منه في العصور السابقة التي تبنت النموذج الطبي الكوني ، ولعلك تسأل إذن لماذا قطعوا صلتهم بذلك الطب وبدئوا بنوع جديد ؟ ولكن من الذي قطع ذلك بالضبط ؟ هل الأطباء هم الذين تحولوا من العلاج بالأعشاب والتشخيص بالفراسة إلى العلاج بالكيمياء والتشخيص بالأشعة ؟ من أين تبدأ نقطة التحول ومن الذي حملها ؟
تظهر في كل مستويات الكينونة بما يتناسب مع طبيعة كل مستوى منها أن الكلى يمكنها التسبب باستسقاء في الدماغ، والقلب قد يسبب مشاكل في النطق، والقولون يمكنه إحداث أضرار جسيمة على الكبد، والأمعاء المتسربة قد تؤدي لسرطان البنكرياس.. الجسم وحدة عضوية متكاملة، ليس من الممكن فهم كل قسم منه على حدى.
حقيقة فطن لها بعض الأطباء الرسميين في نهايات القرن العشرين وأسسوا منظمة الطب الوظيفي، الذي يبحثُ في الأسباب الفيزيولوجية العميقة للمرض وليس فقط كما يبدو في ظاهره العرضي والجزيئي. وقد استدعى ذلك إلحاق الطب الوظيفي بالطب الغذائي والبيولوجيا الجزيئية، فصار من المعروف علمياً وفي إطار التجريب، كيف يمكن للمرض أن تنتجه الأغذية الرديئة المؤثرة على العوامل الجزيئية، والفيزيولوجيا النسيجية المضطربة في أعضاء بعيدة عن العضو المريض.
ورغم كل ما حققه الطب الوظيفي من إنجازات جيدة على مستوى البحث العلمي وعلى مستوى العلاج، تم إهماله وشنت عليه حرب إعلامية ضخمة، لتنتزع أي مجال لصوت يقول إن هناك دواء غير ذاك الذي يباع في الصيدلية، وتلك السكاكين في المشافي ومباضع التشريح.
ليس من المفاجئ إذن تقديم أنواع طبية تبحث في موضوعات أكثر عمقاً وتجريداً من الطب الوظيفي، كالماكروبيوتك والأيورفيدا، على أنها خرافات، ومهما كان عدد الأشخاص الذين تعالجوا ويتعالجون عبرهما كل يوم، لن يكون مهماً أبداً لأن المنهج التجريبي في الطب يرفض أصلاً أي محاولة لافتراض وجود علة للمرض يمكن شفاؤها، حتى قبل إنجاز التجريب والاختبار على فرضية تدعي ذلك.
من المؤكد أن المريض الحقيقي الذي يعاني لا يكترث بمدى تقانة وضباطة المعلومات الطبية ولا بمدى كثافتها واحترامها المجتمعي ورونقها أمام الآخرين ، إذا لم تكن ذات جدوى لصحته الفردية في النهاية ، إنما يهتم أي شخص له وعي بجدواها النهائية في علاج مرضه وإنهاء معاناته مع الأدوية والمسكنات.
يُعزى نقص القدرة العلمية في الطب الحديث في فهم الأمراض وطرائق علاجها الفعّالة إلى عوامل تقنية ، تؤدي إلى استحالة تحقيق الكمال للمنهجية العلمية المادية ، مثل ضعف مستوى آلات البحث العلمي أو مثل عدم مرور الوقت الكافي ( نقص بيانات البحوث ) ولا يزال الوعد قائماً أنه ما إن تتطور أدوات البحث وأجهزة القياس وأساليب التدقيق التجريبي وتحقق الصورة النموذجية دون أخطاء أو بأقل قدر ممكن ، فإن الطب الحديث حينها سيتقدم بفهم عمق المرض ، وسيجد الحلول.
ولكن الخلل في منهجية البحث التجريبي في العلوم الطبية المادية والذي يؤدي إلى هذا القصور وما نراه على هيئة العجز عن تحقيق النتائج التي يرجوها المرضى منه ، هو خلل عميق ... غير محصور فقط في دقة وضباطة البحوث الطبية. وغير مقصور في ضآلة المدى الزمني للبحث الطبي التجريبي في موضوع معين.
بل أيضاً والأهم من ذلك، أنه خلل في طريقة التساؤل الطبية نفسها وطريقة نظر الطب الحديث للحياة والوجود ، هذا الخلل نتيجة تدريب ممنهج للأطباء على حصر طبيعة الأسئلة المطروحة ومواضيع البحث القائمة ، بنطاق محدد لا يسمح بالخروج عنه ، ثم ادعاءُ أن ما يخرج عن ذلك النطاق هو شيء غير علمي.
ومع ذلك لا يفتأ غالبية الأطباء من توجيه الاتهامات لأي جهة تحاول توفير أنواع بديلة أكثر كفاءة من الطب في علاج ما يعجز عنه أو حتى مساعدة له، ولا يفتؤون عن ترديد نفس الجمل المضجرة عن تقدم العلم الحديث، كذلك الشخص الذي عرض مليون دولار على من يثبت وجود ظاهرة خارقة ، أو كبعض البرامج اللبنانية والمصرية التي تسوق ممارسات بعض الدجالين والتجار وتلصقها بالعلاج الطبيعي الكوني الحقيقي. وعوضاً عن السعي إلى شفاء المريض من كلا الطرفين بما لديهم ، تحول الأمر إلى حرب نفسية وإثبات للأنا المزيفة والاستحقاق الاجتماعي ( من كلا الطرفين ) ، وكانت للأطبة حصة الأسد بالتأكيد من هذه الأنانية على حساب مصير المريض الذي سلمهم إياه.
المنطلق العلمي الذي بني عليه الطب الكوني ، بكل أنواعه وفي كل الأزمنة وكل أنحاء الأرض ، منطلق يمكن اكتشاف ضرورته جوهرياً عندما تدرك حضرة العالم أمامك إدراكاً دقيقاً : البحث عن العلل الأساسية لتفاعلات ومجريات الجسم والعقل الظاهرية ، الانطلاق في العلاج والتشخيص من تلك العلل الغير مادية والتي هي المسؤول الحقيقي عن تكوين المادة وانوجادها الزمني المتشخص.
إنها موجودة في مستوى أعمق بكثير من أن يمكن للرصد الحسي المادي أن يكشف عنه ، وهذا هو السبب الحقيقي في إهمال الأطباء القدماء لتطوير أجهزة القياس والتشخيص التي تستخدم اليوم ، لأن المسألة ببساطة غير متعلقة بالمادة فقط، بل المادة عامل ثانوي فيها ، ولا يمكن كشفها عبر وسائل تحليل وتفكيك مادية، من حيث المبدأ لا من حيث مدى قدرة هذه الوسائل على التعميق.
تنفق ميزانية خيالية على البحث العلمي في الطب الحديث ، فضلاً عن الميزانية التي تستخدم في إنتاج الأدوية والأجهزة الطبية ، ولكن النتيجة مدهشة حقاً ... انتشار الأمراض المزمنة يزداد يوماً بعد يوم ، الأنواع الخاصة بها تزداد كل سنتين أو ثلاثة ، وإذا بحثت في التاريخ فلا تجد أي وصف للكثير من الأمراض التي تعرفها اليوم ، هل هذا هو نتاج التقدم الحضاري والتقني الحالي ...
لم يكن يُنفق 1% من هذه الميزانية الهائلة قبل قرن وسابق ، وعاش الناس بصحة أفضل وبأنواع أقل من المعاناة المرضية ، وحين تمضي وقتاً بالبحث في الكتب والسجلات القديمة المتاحة على الشبكة ستجد الكثير من الشهادات الموثقة لأشخاص عالجهم الطب الكوني من أمراض يعجز الطب الحديث عن معاملتها وقد يصف علاجها بالمستحيل.
مستوى انتشار الأمراض وضعف قدرة العلاج في عصر الطب الحديث أسوء منه في العصور السابقة التي تبنت النموذج الطبي الكوني ، ولعلك تسأل إذن لماذا قطعوا صلتهم بذلك الطب وبدئوا بنوع جديد ؟ ولكن من الذي قطع ذلك بالضبط ؟ هل الأطباء هم الذين تحولوا من العلاج بالأعشاب والتشخيص بالفراسة إلى العلاج بالكيمياء والتشخيص بالأشعة ؟ من أين تبدأ نقطة التحول ومن الذي حملها ؟
تظهر في كل مستويات الكينونة بما يتناسب مع طبيعة كل مستوى منها أن الكلى يمكنها التسبب باستسقاء في الدماغ، والقلب قد يسبب مشاكل في النطق، والقولون يمكنه إحداث أضرار جسيمة على الكبد، والأمعاء المتسربة قد تؤدي لسرطان البنكرياس.. الجسم وحدة عضوية متكاملة، ليس من الممكن فهم كل قسم منه على حدى.
حقيقة فطن لها بعض الأطباء الرسميين في نهايات القرن العشرين وأسسوا منظمة الطب الوظيفي، الذي يبحثُ في الأسباب الفيزيولوجية العميقة للمرض وليس فقط كما يبدو في ظاهره العرضي والجزيئي. وقد استدعى ذلك إلحاق الطب الوظيفي بالطب الغذائي والبيولوجيا الجزيئية، فصار من المعروف علمياً وفي إطار التجريب، كيف يمكن للمرض أن تنتجه الأغذية الرديئة المؤثرة على العوامل الجزيئية، والفيزيولوجيا النسيجية المضطربة في أعضاء بعيدة عن العضو المريض.
ورغم كل ما حققه الطب الوظيفي من إنجازات جيدة على مستوى البحث العلمي وعلى مستوى العلاج، تم إهماله وشنت عليه حرب إعلامية ضخمة، لتنتزع أي مجال لصوت يقول إن هناك دواء غير ذاك الذي يباع في الصيدلية، وتلك السكاكين في المشافي ومباضع التشريح.
ليس من المفاجئ إذن تقديم أنواع طبية تبحث في موضوعات أكثر عمقاً وتجريداً من الطب الوظيفي، كالماكروبيوتك والأيورفيدا، على أنها خرافات، ومهما كان عدد الأشخاص الذين تعالجوا ويتعالجون عبرهما كل يوم، لن يكون مهماً أبداً لأن المنهج التجريبي في الطب يرفض أصلاً أي محاولة لافتراض وجود علة للمرض يمكن شفاؤها، حتى قبل إنجاز التجريب والاختبار على فرضية تدعي ذلك.
تفسير مشكلة مرض الرعاش | نوع النموذج الطبي |
التهاب في أغشية الأعصاب – نقص في الفيتامينات الأساسية | الطب التجريبي الوضعي |
مقاومة الأنسولين أو حموضة الدم تسببت في تراكم السموم على الأعصاب والتهابها – قد يساهم الكبد والقولون والمعي الدقيق في ذلك | الطب الوظيفي |
ازدياد الاضطراب في الدفق الكهربائي الحيوي مع غياب التوازن في تصريفه-تراكم السموم وغياب الطاقة اليانغ الذكرية التي تسمح بحجب السموم للخارج والحفاظ على تماسك الأعصاب | الطب التكميلي (ماكروبيوتك\آيورفيدا) |
جميع النماذج السابقة صحيحة ويمثل كل منها مستوى للحدث، ولكن العلة الأساسية هي الرغبة في الارتباط بالآخر والزمن مع غياب القدرة على التماسك أمامهما، وفقدان الإحساس التدريجي بهذا التماسك سمح للكهرباء والسموم أن تفعل فعلها.. | الطب الكوني |
بعض المصادر للتوثيق :
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لمشاهدة الروابط
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لمشاهدة الروابط
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لمشاهدة الروابط
تسجيل الدخول
أو
تسجيل
لمشاهدة الروابط
التعديل الأخير: