هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

إحصائيات مرعبة ( إلى أين تتجه الحضارة حقاً ؟ )

سيد الأحجار السبعة

عابر الزمن الثالث
المشاركات
599
مستوى التفاعل
1,056
الموقع الالكتروني
alkynilogy.blogspot.com

لتعلم أيها القارئ الكريم ، أنك تعيش في غابة هائلة مليئة بالوحوش تسمى بالنظام العالمي ، وهناك مملكة تنظم عمل كل جماعة من الوحوش ، وقد اتفقت جميع الممالك على إقناع عالم الفرائس بأن هذه الغابة تتحسن بفعل التطور الذي يحصل لممالكهم الوحشية وترسانة الحرب الخاصة بها.

فأغرب ما يمكنك أن تلاقيه هو التصريح الإعلامي العلمي أن الجرائم انخفضت منذ القرن الرابع عشر إلى القرن العشرين بين 78% و98% ( أي صارت أقل بخمسة أو خمسين مرة من ذي قبل ) وهو التصريح الرقمي المباشر المنكه بنكهة الإعلام الرزين الصارم. وبالطبع فإنسان عادي يفتح موقعاً عالمياً مثل Our World In data :

عالمنا في بيانات = الجنايات عبر التاريخ

سيحس بنوع من السلطة تمارس على اللاشعور ، تلك السلطة التي تخبره بأنه لا يملك مؤهلات الرفض أو الرد والتحقيق. وسيذعن بسرعة لمثل هذا العرض البهلواني للمعطيات ، ولكن لندقق الننظر أكثر :

أولاً : الجرائم الجنائية :

1) 419000 شخصاً قتلوا بجرائم جنائية في 2019 وهذا يزيد عن الإرهاب والسطو المسلح مجتمعين.

2) في تسعين منشوراً لعلماء الجريمة خلصوا إلى انخفاض نسبة القتل من القرن 13 إلى القرن 19 بين 78 و98% ... بنيت هذه الإحصائيات على دراسة شهيرة تسمى دراسة غورس[1][2]. حينما تراجع هذه الدراسة تبدأ بتعقب الأخطاء المنهجية فيها :

  1. لم تشمل إلا المقاطعات الأوربية ، وتم إخراج العالم بأسره منها وكأنه لا وجود له.
  2. تم التوضيح بأن هذه أغلب الجرائم تتعلق بالدرجة الأولى بالعبيد والسود الذين ليس لديهم الحق حين تلك العصور في طلب القصاص والمحاكمات وحفظ الحقوق ، نعم أيها القارئ ، تخيل أنك لمجرد كونك أسود البشرة ، ليس لك الحق القانوني في الرد على سيدك الأبيض إذا قطع رجلك أو فقأ عينك أو حتى قام بقتلك ... هذه حقيقة عانت منها أوربا خلال قرون طويلة وتسبب بموت الملايين تحت مسمى جرائم القتل الجنائي ( فيما بعد ).
3) وفقاً لإحصائيات الجهاز الفيدرالي وبنك العالم ، ارتفعت نسبة القتل في أمريكا 30% فقط من سنة 2019 إلى 2020 لتصبح جرائم القتل حوالي 21000 جريمة سنوياً ، الغريب أن هذا يعني وجود 7 جرائم يتم الإبلاغ عنها في كل 100000 وهي أعلى بكثير من النسبة الشائع ذكرها في الإحصائيات ( أقل من 1 \100000 )[3].

الأمر الأغرب هو أن الصين بطولها وعرضها عانت من 8000 جريمة قتل في نفس ذلك العام على امتداد أراضيها وشعبها الذي يبلغ 5 أضعاف الشعب الأمريكي ، أي أن جرائم القتل في الصين أقل بما يقارب أربعة عشر مرة منها في أمريكا (مقابل كل جريمة قتل في الصين هناك 14 جريمة في أمريكا.

بعدها يصرح الإعلام بكل وقاحة عن أن الحضارة الغربية قد حسنت العالم وجعلته جنة وأماناً بعد أن كان غابة !!

لقد حرر السود أنفسهم بأنفسهم وقدموا تضحيات هائلة وملأت دماؤهم شوارع الغرب حتى وصلوا لحقهم القانوني الذي يحفظهم اليوم ( رغم أنه لا يحفظهم في نفوس العنصريين حتى اليوم ). ليس للغرب الذي خلق العنصرية حق التبجح بنهايتها ! لقد كانت العنصرية موجودة في عز الدولة الليبرالية والعلمانية الغربية ، ولكن إرادة السود ، هي التي كسرت القيد.

ثانياً إحصائيات الحروب :

وبالنسبة لإحصائيات الحروب ، يجب أن تدرس أيضاً من خلال أسبابها وبيئة الشروط والمقتضيات المحيطة بها ، لقد كانت الحروب في القرون السابقة بين دول أوربا بعضها البعض ، بهدف السيطرة على الموارد كما يشاع ، وحين وجهت أوربا ناظريها نحو العالم الخارجي بعد سقوط الجدار العثماني أمامها وبعد تطور النقل البحري ثم الجوي ، لم تعد بحاجة للحروب فيما بينها.

تخيل فقط أن هناك مجموعة من اللصوص وعديمي الضمير في غرفة مغلقة ، وكانوا يقتلون بعضهم من أجل ما لديهم من الطعام ، وفجأت فتح الباب أمامهم وذهبوا لسرقة الطعام من الآخرين وقتلهم ... بكل تأكيد ... ستنعدم إحصائيات المعارك في غرفتهم الرئيسية ولكنها ستعوض بإحصائيات أخرى في العالم الخارجي ، وهو ما لا يُتلفت إليه ، وكأن بقية العالم ( درجة ثانية وثالثة ).

أقصد باللصوص والمجرمين ، أولائك الحكام والمسيطرين وأصحاب القرار في الغرب ، الذين يوجهون الشعوب والجيوش إلى مقاصد معينة ، وليس الشعوب والجيوش بحد ذاتها.

وخلال القرن المنصرم ، تم تحقيق الهيمنة الاقتصادية والسياسية على الكثير من دول العالم ، لم تعد الحضارة الغربية التي أسسها المسيطرون بحاجة لاستخدام قوة السلاح والحرب كثيراً ، ومن الطبيعي حينها أن يقل بالتدريج عدد الحروب …

ولقد وصل عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية ( التي تعتبر جزءً من التاريخ المعاصر ) إلى 70-80 مليوناً[4]، لا أذكر أن هنالك حرباً استطاعت قتل هذه الأمم خلال مدة قصيرة كهذه عبر التاريخ كله ، حتى حروب التتار التي تقاربها بعدد الضحايا كانت ممتدة على عشرات ومئات السنين لتصل لمثل هذا الإنجاز المهول ، فلقد شكلت هذه الحرب ما نسبته 10–20% من إجمالي الوفيات في كل حروب التاريخ[5].

إن البيئة القانونية للحروب انتظمت بعد تواجد القنابل الذرية وأسلحة الدمار الشامل ، وجعلت كل دولة تخاف من إقامة حرب كبرى لكي لا يتحطم اقتصادها وبنيانها الأساسي بضربة نووية طائشة ، هذا لا يعود للحضارة ولا يعود لليبرالية ، إنه أشبه بكبح جماح وحش كاسر من خلال حقنه بالمخدر ثم تقييده بالسلاسل ، أو بتهديده بطريقة ما بقتله بقوة أعلى من تحمله وهو يدرك ذلك جيداً.

ثالثاً إحصائيات الأمراض :

هل تعلم هذا : بين عام 1990 و2020 فقط ، ارتفع عدد المصابين بالسرطان 4 ملايين مصاب ( من 6 ملايين إلى 10 ملايين ) وعدد الذين يصابون بالأمراض القلبية والوعائية ارتفع من 12 إلى 18 مليون.

إن جميع الإحصائيات العالمية الشمولية للصحة والمرض ، تبدأ بسرد الإنجازات العظيمة والمهولة للطب والتكنولوجيا في حفظ الإنسان وزيادة معدل عمره ، إستناداً إلى ( بيانات الأوبئة ) !! وكأن المعاناة الصحية الوحيدة للبشرية هي محصورة في الأمراض الجرثومية والفيروسية والمعدية ، رغم أنها في واقع الأمر ، تشكل أقل سبب على الإطلاق للمعاناة الصحية والوفاة المرضية التي عانى منها البشر وفق التاريخ.

فقد بدأت موجة الأوبئة الشديدة فقط من سنة 1817 حينما بدأت الجوائح الكبرى كالكوليرا بالانتشار ، وقبل ذلك ماذا ؟ كانت الأمراض الفيروسية نادرة الوجود زمنياً ومكانياً ، رغم بعض الاستثناءات القليلة كل بضعة قرون.

كذلك وبعد بدء تاريخ الكوليرا : تبقى الجائحة لمدة سنة إلى أربع سنوات ثم تذهب لتترك الإنسان لعشرات السنين دون تعريض حياته للخطر ، صحيح أن الملايين يذهبون ضحايا للجائحة ، ولكن ذلك محصور في نطاق زمني محدود ، على عكس الأمراض المزمنة غير المعدية ، كالسرطان مثلاً ، كالأمراض القلبية …..

يموت كل سنة حوالي 40 مليوناً من البشر بسبب الأمراض غير السارية ( القلب - السكري - السرطان - السكتة الدماغية - التهابات وأمراض الرئة ... ) ، بينما يموت عدد أقل بكثير بسبب الأمراض المعدية ، وأغلبهم بسبب الإسهال والزكام !![6]

على سبيل المثال : ارتفعت معدلات الإصابة بالسرطان ( الذي ليس له علاج بعد ) بطريقة دراماتيكية في السويد منذ العشرينات إلى السبعينات خلال القرن الماضي [7]:

AVvXsEjes1TO4cBm6Ug2vI6__EZE3zrmdyGNqmmvVKhrRcAqtQS4hh7wy36SQSF2iSGfVhW8Vgt6zpYzCpnNTcQO3E1FrRG-leTblAuJaCSabJGLLggnpJNNv5zcOoe-CxqqVJ-LXEp8-KWdpL14M1sv1kExHQRVNyKt5zAvVqS9hhZseeeiCrLKfdUZYkTh

AVvXsEjJoB0LroksbqUPU3-kCdqaDuhPCHMsT3DdS689jOdvR6d6nAMqioEP5-sXq3ryBw8OBXa2kwXohty-hIwtXcjlfbjqXXEzJIoKPvr8GInoej4TGe29bU_016iuUhRsmi2j8AOFy0uNyeY6to5aEC6pPrdh5vQIpwp-ulRRLmuLUcv6Ccv-zWZQKLL2


وهذا معدل نمو الوفيات بسبب بعض أنواع السرطان خلال القرن الماضي ( حتى السرطان صار أكثر شراسة في القتل ) :

AVvXsEjCcQB52yk7ZhiBj_wsY8EHylk213m50_pAPXUfKPy55UXNY5D6z2tO2f6MM2zyptzDC7GzMCB46oXREahLo8Y4eA6zTE7RdtwdZgbclny1DNnQfUyRMEC2KA4noFT5aUVexqm_NBrnOy09A0JnBbes4Glg-oSeEjl1Q1qOnlQbm0cwWnAj7rm_0XLo



AVvXsEhjxS2YiIpce-1wusauxpd-IOLPiCvRVw0XDaKpj04CQ1PVyUGJO2Rxlv2zUFdGrAEPSXhufs_1ajabPWOxGM2tHmlco1QlQCpW6RgUZhw6x0F-rzyyrp7SB9Mbb6JJcML1FCKgGz6ua83JcveF5h-FklM2h4ay_S_8_yxZ7A5H2xWw69L6AcqTfLBG


أتسأل ما هو التحيز المعرفي بالضبط ؟ وأين يطبق بالضبط ؟ لماذا كل ما يعارض دولة النظام العالمي الجديد يسمى تحيزاً معرفياً ، وكل ما يخرج عن نطاقها يسمى بالعلوم المزيفة … وكل ما تقوله يصبح حقيقة مطلقة وعقيدة راسخة لا مجال للشك فيها ؟

لقد أصبح الأمر زائداً عن حده ، يريدون أن يكذبوا أمام أعيننا ونصفق لهم ، ونقودهم إلى اعتلاء السيادة على مستقبل البشرية ، ومستقبل دولتك ، وشعبك ، وحكوماتك ، ومدنك ، وعائلتك ، وشخصك !!

وإذا استمر الوضع لهذا الحد ، حتى الانترنت المحايد الذي تقرأ عليه الآن ما وضع فيه من مثل هذه المقالات، سيصل لمرحلة يمنع فيها مقالة كهذا التقرير ، ويمنع فيها أي رأي يعارض سياسة المسيطرين واللاعبين الكبار ، باسم العلم ، وباسم الإنسانية … يلصقون بالعلوم والإنسانية ما لا علاقة له بهما ، ويظهرونه وكأنه جوهرهما.

فبينما حقق الطب خلال المئة سنة بعض السيطرة على الأوبئة ، فقد أسهم بوفاة أكثر من مليون شخص في كل سنة ( ذلك الطب الرسمي الذي يعالج بالعقاقير والأشعة والآلات، وليس الأمراض التي يعالجها[7] ) وهو ما يتفوق على كل ضحايا الأوبئة الذين لم يستطع علاجهم خلال المئة سنة الماضية.

توقفوا عن نشر الأكاذيب ، بلغة علمية منمقة وتبدو وكأنها حقائق لاهوتية لا جدال فيها …

توقفوا عن الترويج لحضارة لا حياة فيها ولا مستقبل لها …

توقفوا عن مخادعة الناس ببعض الشهادات التي لن تنفع حين الجد شيئاً …

أوقفوا نشر المرض ، أوقفوا نشر الأكاذيب …


أوقفوا نشر الموت …!!!



المصادر :

Long-Term Historical Trends in Violent Crime

VIOLENT TENDENCIES

Homicides rose by 30% in 2020 - the largest increase ever recorded

الحرب العالمية الثانية

قائمة الحروب حسب إحصائيات عدد الضحايا - ويكيبيديا

الأسباب العشرة الأكبر للوفاة

الوفيات بسبب الطب الرسمي
 

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى