هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[4] هو عدد القراءات المتبقية

الطاقة الحرة

مقدمـة
صدرت منذ عدة سنوات وثيقة موقعة من قبل ألف و سبع مئة فيزيائي و عالم مرموق ، معظمهم حائزين على جوائز نوبل في العلوم ، تقول هذه الوثيقة أنه إذا استمرّ العالم في هذه الطريقة التي يتبعها في استهلاك الوقود سيعيش على الكرة الأرضية من جيل إلى ثلاثة أجيال فقط قبل أن تظهر كارثة بيئية شاملة و محققة يستحيل الإفلات منها !. لكن رغم ذلك كله ، فلازلنا غير مكترثين لهذه التحذيرات و نتابع عيش حياتنا اليومية كما المعتاد ، دون حتى النظر في مدى أهمية القضية المطروحة و درجة خطورتها على حياتنا و مستقبلنا و أولادنا و أحفادنا ... و يبدو أن هذا طبيعي بالنسبة للشعوب . فطالما تجاهلت الجماهير قدوم كوارث محققة رغم التحذيرات المسبقة ، فيبقون على حالهم إلى أن تأتي ساعة الصفر !.. المصير المحتّم الذي يستحيل منه الخلاص ! فتقع الصدمة !... هكذا علمنا التاريخ دوماً .
منذ أن تمت السيطرة على إحدى أشكال الطاقة المستهلكة ( البترول ) من قبل الحكومات و المؤسسات الخاصة ، و فرضت دون غيرها على الشعوب ، عجز بعدها الإنسان عن السيطرة على وتيرة استهلاكها أو كلفة استثمارها أو على مدى تأثيرها على حياته اليومية .. فأصبحت حالتنا كما حالة مدمن المخدرات الذي يحتاج لهذه المادة المدمّرة بشكل دائم لكي يستمر في الحياة . فنحن نحتاج الطاقة لنعيش و لإنتاج الحرارة و إضاءة بيوتنا و تشغيل سياراتنا .. إلى آخره ، و ندفع المال من أجل الحصول عليها ، مهما كانت التكاليف ، ليس لدينا خيار .. السؤال الذي يطرح نفسه في هذه المناسبة دائماً هو :
هل يوجد هناك بديل للطاقة التقليدية التي تسبب كل هذه المشاكل البيئية الخطيرة ؟.. هل يوجد تقنيات بديلة تمكّن الإنسان من الحصول على الطاقة ؟.. هل يوجد هناك خيارات تكنولوجية و علمية أخرى مطروحة على الساحة لكننا نجهلها ؟. الجواب هو نعم !.. نعم يا سيدي هناك مصادر طاقة هائلة لا تنضب أبداً ! و يمكن استخلاصها بسهولة كبيرة ! و بكلفة أقلّ بكثير ، إن لم نقل كلفة معدومة !. فلقد تم تطوير تقنيات مذهلة للطاقة البديلة .. تطوّرت جنباً إلى جنب مع تطورات التقنيات الأخرى .. لكن للأسف الشديد ، هذه التقنيات و الوسائل هي مقموعة تماماً ! تم إخمادها بالكامل و من ثم حجبها عن الشعوب ، حيث أنها لم تتمكن من الوصول إلى الأسواق الاستهلاكية المفتوحة .
طبعاً ، و بطبيعة الحال ، أوّل ما تُطرح أمامكم هذه الفكرة سوف تبادرون مباشرة بالقول:
" إنها عبارة عن خزعبلات !.. هذا مستحيل علمياً !... لو أنه هناك شيئاً من هذا القبيل لأعلن العلماء عنه مباشرة !.. لو أن هذه التقنيات موجودة فعلاً لكانت الحكومات هي أوّل من بادر باستخدامها لاستخلاص الطاقة . فتزيل عن كاهلها عبئاً ثقيلاً ، بالإضافة إلى الخلاص من عقدة النقص في الطاقة التي تعاني منها دائماً .."
هذا هو الجواب التلقائي على فكرة الطاقة البديلة ، و هكذا سيكون دائماً طالما بقينا جاهلين عن الحقيقة . هذا الجهل الذي يسود حتى بين المثقفين و المتعلمين !..
فهذا الجواب العفوي على فكرة الطاقة البديلة يعتبر صحيحاً فقط من الناحية النظرية ! أي طالما بقينا ننظر إلى مجريات الأحداث بنظرة سطحية خالية من العمق .. فالواقع الحقيقي هو مختلف تماماً !.. و بعد أن تتعرّف على بعض تفاصيله ، سوف تكتشف مدى سطحية تفكيرنا .. و كم نحن مغفّلين .. و كم هي الحقيقة قاسية و مريرة !.
إننا يا سيدي نعيش في واقع مزوّر .. عالم من الأحلام تصنعه لنا وسائل الإعلام و المؤسسات العلمية و الجهات السياسية النافذة !.. و جميعها في الحقيقة تخضع لسلطة واحدة .. حكومة عالمية خفية .. هذه الحكومة هي المتحكّم الأساسي و الوحيد بمجريات هذا الواقع العالمي المصطنع . و بما أننا في موضوع الطاقة ، دعونا نتعرّف على المسرحيات التمثيلية
التي تجري حولها على الساحة الدولية ، و التي تعمل على خداعنا باستمرار : إننا نشاهد و نسمع من حين لآخر كيف أن زعماء الدول المتقدمة يوعدون شعوبهم
بتكنولوجيات جديدة سيتم التوصّل إليها قريباً حيث ستقضي على مصادر الطاقة التقليدية . لكن معظم هذه الوعود تطلق في فترة الانتخابات فقط !.
أما شركات الطاقة العملاقة ( البترول ) ، فتظهر على أجهزة الإعلام بصورة الملائكة ، لتعلن عن تمويل أبحاث علمية كبيرة تهدف إلى التوصل لوقود نظيف يمكن استبداله بالوقود التقليدي و أنها قد رصدت أموال طائلة في هذا التوجّه النبيل . لكنها في الحقيقة رصدت أموالاً أكثر في الإعلان عن هذا التوجه النبيل ! فقط من أجل تلميع صورتها القبيحة !. أما وسائل الإعلام العالمية ، السلاح العصري الأكثر فتكاً في تدمير العقول ، فتبشّرنا من حين لآخر بظهور وقود جديد يتم التوصّل إليه و سيغزو الأسواق قريباً !. و توصف لنا مستقبل البشرية الجديد المتحرر من التلوّث و كل ما له صلة بدمار البيئة . تصف لنا هذا الواقع الخيالي بإخراج بارع يصعب تفادي سحره المقنع .. و رغم بداية ظهور هذه البشائر منذ السبعينات من القرن الماضي ، إلا أننا لازلنا نختنق في جحيم الوقود التقليدي حتى الآن !.
أما المؤسسات العلمية و
الأكاديمية في الدول المتقدمة ، المعيار الأساسي للمناهج التعليمية في العالم أجمع ، فلا زالت تستبعد فكرة الطاقة البديلة الممكن إنتاجها بكميات كبيرة لتكفي الأسواق . فيدّعون بأن النظريات و القوانين العلمية المتوفّرة حالياً لا تدعم هذا التوجّه !.. لكن .. لا تيأسوا ... فهناك أمل .. أمل قريب جداً !.. هكذا يختمون تصريحاتهم الكاذبة دوماً !..
جميعهم يتحدثون عن أمل في المستقبل القريب .. لكن يبدو أن هذا المستقبل القريب سوف لن يأتي أبداً !. إن ما يفعلونه هو عمليات تخدير فقط !. إنهم يمتصون نقمة الشعوب ! فقط لا غير .. إن هذه الأخبار و البشائر التي نسمعها من حين لآخر هي عبارة عن إبر "بنج" .. مورفين .. يتم حقنها للجماهير من حين لآخر .. فقط لكي يحافظوا على استمرارية هذا الاقتصاد القاتل المميت !. و إذا تعمّقنا أكثر في مجريات الأمور و تمكنّا من اختراق الواجهة الجميلة البرّاقة للمؤسسات المذكورة ، هذا الحاجز الوهمي الذي يحجبنا عن الحقيقة ، فسوف نكتشف أن الواقع هو أقبح من الشيطان !. إذا بدأنا بالمؤسسات العلمية و الأكاديمية الغربية ، المصدر الوحيد للعلوم و التقنيات المعترف عليها عالمياً ، فيكفي أن نعلم بأن الشركات الاقتصادية العملاقة هي المسؤول الرئيسي عن تمويلها ، و بالتالي فالقائمين على هذه المؤسسات يعتمدون اعتماداً كبيراً على تلك الشركات الاقتصادية في سبيل المحافظة على مناصبهم ، و بالتالي ، فإن مسألة تحديد " ما هو ممكن و ما هو مستحيل علمياً " يتماشى حصراً مع مصلحة الشركات الممولة و ليس المنطق العلمي الأصيل !.. أما بالنسبة لحكومات الدول الغربية التي تسودها الأنظمة الديمقراطية ( أنجح الأنظمة في خداع الجماهير لصالح طبقات الصفوة ) ، فمعروف عنها أن القوانين و المراسيم التنفيذية و الفتاوى السياسية تصدر من البرلمانات أو مجالس الشيوخ أو غيرها من مجالس تمثيلية منتخبة . و جميع هذه القوانين و المراسيم تصدر دائماً تحت العنوان الكبير : " من أجل المصلحة العامة " ، أو " من أجل مصلحة الشعب " !. لكننا لم نفطن أبداً إلى حقيقة أن هذه القوانين مهما كانت مصيرية ، فهي تحت تأثير مباشر من قبل المؤسسات الاقتصادية العملاقة التي لها الفضل الأوّل في حصول أعضاء هذه المجالس على مناصبهم !. و بالتالي ، فأي ترخيص أو منع لصناعة معيّنة هي تحت السيطرة المستمرّة و المباشرة لهذه المؤسسات التي وجب أن تبقى هي المتحكمة دائماً بالمجريات الاقتصادية !.
و نتيجة للوضع المذكور أعلاه ، نتوصّل إلى الحقيقة الأكثر إيلاماً التي تخص مكاتب براءات الاختراع الغربية ، المعيار الأساسي للتراخيص الصناعية و التقنية في العالم . إذا قمنا بالتدقيق أكثر على المجريات الحاصلة في هذه المكاتب ، نكتشف أنها تمثّل صمّام أمان يعمل لصالح المؤسسات الصناعية الكبرى !. فأي براءة اختراع يمكن أن يهدد مصالح تلك المؤسسات يتم قمعه في الحال !. و الطريقة سهلة جداً ، كل ما في الأمر هو أن تحكم اللجنة الفاحصة ( القسم العسكري ) على هذا الاختراع بأنه "يمسّ بالأمن القومي" ! فيوضع على الرف و يذهب إلى غياهب النسيان !. و هناك خدعة أخرى يتم تنفيذها بالتعاون مع اللجنة الفاحصة (القسم العلمي)، فيحكمون على الاختراع بأنه غير موافق للشروط و القوانين العلمية الرسمية !... هناك تبريرات كثيرة يمكن اللجوء إليها عند الحاجة .. و قد اعترف أحد الأعضاء السابقين في لجنة فحص الاختراعات في الولايات المتحدة بأنه هناك أكثر من أربعة آلاف اختراع محجوب بهذه الطريقة !. لكن إذا فرض الاختراع نفسه بقوة الحجة و البرهان العلمي الأصيل , و تسرب بالخطأ إلى مسامع الجماهير , مما يجعلهم عاجزين عن إخماده بالوسائل القانونية المبتكرة , يلجأ رجال الظلام إلى أساليب و إجراءات أخرى هي من اختصاص رجال العصابات و الإجرام المنظم !. لقد استعان بارونات المؤسسات المالية العملاقة بأسلحة و وسائل كثيرة ساعدتهم على تأجيل ظهور تكنولوجيات كثيرة تساعد على استخلاص الطاقة البديلة . أما الأساليب التي استعانوا بها من أجل ترسيخ هذا التأجيل و استمراره , فكانت تتراوح بين الإكراه بالتهديد , الاستعانة بمتخصصين و رجال أكاديميين (محترمين) من أجل إيجاد ثغرات و زيف في هذه التقنيات المقموعة و دحضها علمياً , شراء تقنيات مبتكرة و تصاميم و من ثم حفظها بعيداً عن العالم , قتل و محاولة قتل مخترعين , اغتيال شخصيات , إحراق المباني عمداً , توفير مجموعة واسعة و متنوعة من الحوافز المالية تارة , و التهديد و الإكراه تارةً أخرى , و التآمر على الأشخاص الذين يدعمون نظرية الطاقة الحرة و المؤسسات الممولة لهذا التوجه , كما أنهم صرفوا المليارات من الدولارات للترويج لنظرية علمية زائفة تقول بأن الطاقة الحرة مستحيلة من حيث قوانين الطاقة الديناموحرارية
Laws of Thermodynamics.
كل هذا و لم نذكر الحروب العديدة التي اشتعلت فقط من أجل المحافظة على استمرارية الطاقة التقليدية (البترول) , و ما زالت مستمرة حتى الآن .!.. المؤامرات الدولية !.. السياسة العالمية الحالية !.. جميعها تتمحور حول البترول .. النفط !
إن البترول بالإضافة لمساهمته في خلخلة استقرار العالم سياسياً و اقتصاديا , و اجتماعياً ، و أخلاقيا هو مصدر رئيسي للتلوث الذي سيجعل الأرض على حافة كارثة بيئية محققة !. ما الذي أدخلنا في هذا الوضع البائس ؟ من الذي جعل البترول مصدر الطاقة الوحيدة الذي التزمنا باستخدامه لسياراتنا و صناعاتنا و مطابخنا .. إلخ ... لماذا ..؟ من المسؤول ؟. و من هو المستفيد ؟ ..
ملاحظة : الترجمة الحرفية للكلمة
Free Energy هي "الطاقة المجانية " . لكنني أبقيت على اسم " الطاقة الحرة " لأنه يمثل هذا المعنى بكل جوانبه و تفاصيله . فهذه الطاقة الجديدة هي متحررة تماماً من قبضة اقتصاد الطاقة التقليدية (شركات استخراج البترول و الفحم و غيرها .. ) بالإضافة على المخططات التسويقية التي تتبعها في استعباد الشعوب . بالإضافة إلى الحرية التامة التي تمنحها للمستهلك الذي يرتع تحت نظام ضرائبي قاسي هو غير ضروري أساساً !. فهذه الطاقة البديلة تحرره من مصاريف كثيرة غير لازمة ، لكنه ملتزم بها حالياً في سبيل العيش و البقاء .
 

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى