هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

ماهو الإدراك

اكتشافات علمية جديدة تشير إلى وجود قدرات إدراكية فوق طبيعية

... سبع عشرة حاسة إضافية !





image-asset.jpeg




كم منكم اليوم يعلم بأنه يملك على الأقل سبع عشرة حاسة إضافية بدلا من خمسة فقط ؟؟ هل ستتفاجأوا بعد معرفة هذه الحقيقة ؟.. الم تشعروا من قبل بأنكم تملكون أكثر من تلك الحواس التقليدية من خلال خوضكم بالصدفة في تجربة شخصية معينه ؟.. فعلمتم بأمور أو أحداث لا يمكن أن تدركوها من خلال أي من حواسكم التقليدية ؟.. هل نحن فعلا سجناء حواسنا الخمس فقط ؟! أم إن هناك ما لا نعرفه بهذا الخصوص ؟.

في عالم المعرفة الإنسانية المعاصر ، هناك وضع خاص بخصوص الإدراك الخارق أو الإدراك الميتافيزيقي أو غيرها من تسميات تشير إلى الإدراك الخارج عن الحواس التقليدية . يمكن وصف هذا الوضع من خلال تقسيمه إلى ثلاثة مظاهر رئيسية :
أولاً : خلال الماضي القريب , تم رفض واستبعاد ما يسمى بالإدراك الخارق من منظومة العلم المنهجي , وبالأخص علم النفس الرسمي .
و يعتمد هذا الاستبعاد على عوامل عديدة اعتبرت منطقية ومعقولة بالنسبة للمسار العلمي المحترم . وقد قبل بهذا الرفض جميع العلماء والاكادميين والإعلاميين الذين برزوا في القرن العشرين .

ثانياً : أما العوامل التي اعتبرها هؤلاء الرجال العلمانيون بأنها معقولة ومنطقية واعتمدوا عليها في رفض واستبعاد ظاهرة الإدراك . فتم تجاوزها ودحضها في العقود الأخيرة من القرن العشرين من خلال الاكتشافات العلمية المميزة بفضل التطور التقني الذي ساعد على هذه الاكتشافات . حيث اثبت وجود الإدراك الخارج عن الحواس التقليدية . و بعض هذه الاكتشافات أصبح عمرها خمسين عام ، وهذا يتطلب نقلة نوعية وجذرية وسريعة ! وإعادة تقييم في الكثير من الحقائق العلمية السائدة التي أصبحت بالية و غير واقعية !.

ثالثاَ : بالرغم من تلك الاكتشافات العلمية الهائلة التي تثبت وجود هذه القدرات الإدراكية الكامنة ، إلاّ أن الأوساط العلمية و الأكاديمية و الإعلامية لازالت ملتزمة بالمفاهيم العلمية القديمة ( المكذبة لوجود هذه القدرات الكامنة ) وتعمل على ترسيخ هذه المفاهيم البالية بقوة دون أي محاولة في تبديلها أو إعادة تقييمها بالاعتماد على الاكتشافات العلمية الجديدة .
...........

يمكن أن نخرج من هذا الموضوع الموصوف سابقاَ باستنتاج واضح فحواه : أن الأسباب المنطقية التي سمحت باستبعاد ما يسمى بالإدراك الخارق في الماضي ، إذا بقيت السلطات النافذة الثلاثة ( العلمية ـ الأكاديمية ـ الإعلامية ) في عملها على ترسيخها في أذهان الشعوب ، سوف يتم بالتالي تجاهل جميع الاكتشافات العلمية الجديدة ودفعها بعيداَ عن ساحة المعرفة !. وبالتالي , لا يمكن إدخالها إلى الفكر العلمي أو التعليم الأكاديمي أو التقديم الإعلامي العادل .

فالاكتشافات العلمية الجديدة ( مهما كان موضوعها ) ، وجدت من أجل أن تساهم في تنوير الشعوب و تقدمها إلى الأمام حيث الرقي و الرخاء . لكن إذا بقيت محجوبة ومخفية عن الشعوب فلا يمكن أن تساهم بشيء أطلاقاً !.

ومن أجل هذا الوضع المذكور أعلاه ، نرى أن الجماهير غير مطّلعة بالكامل على التقدم العلمي الهائل الذي يدعم حقيقة وجود ما يسمى ( بالإدراك الحسي الخارق ) . و رغم نشر أوراق وتقارير علمية كثيرة تناولت هذه الاكتشافات المميزة ، لكن الوضع المذكور أعلاه هو السبب في عدم انتشارها الواسع ومن ثم ذكرها في الأعمال الأدبية أو العلمية المنهجية أو حتى في الأوساط الإعلامية .

و لكي ندخل إلى جوهر الموضوع ، يجب التوصل أولاَ إلى السبب الذي جعل ( ظاهرة الإدراك الخارق ) مرفوضاَ من العلم المنهجي منذ البداية .

بعد نظرة سريعة على تاريخ الرفض العلمي ( للإدراك الخارق ) نكتشف وجود العديد من الأسباب . بعض هذه الأسباب يعود تاريخها إلى 300 عام حيث بداية رسوخ العلمانية الحديثة و ولادة المنهج العلمي الحالي .

قد يكون لهذه الأسباب علاقة بأمور بسيطة مثل السماح بوجودها أو عدم السماح ( التحريم ) إن كان ذلك
على المستوى الفردي أو الاجتماعي ، ذلك بسبب التأثير الديني الذي لا يزال تأثيره سائداَ حتى اليوم .

لكن هناك أسباب لها علاقة بالقوانين التي وضعتها السلطات السياسية والاجتماعية ، وكذلك الحدود التي رسمتها السلطات العلمية ( الأكاديمية ) بين السلوك العقلي الطبيعي والسلوك العقلي غير الطبيعي . وقد رسخت هذه الحدود المصطنعة بقوة في العقود الستّة الأولى من القرن العشرين . و إذا أردنا رواية القصة بالكامل وبالتفصيل ، فسوف يطول الأمر وليس هناك مساحة لذكرها. لكني سأضع بعض النقاط الهامة باختصار .

ـ إذا نظرنا إلى ظاهرة الإدراك الخارق بعين العلم المنهجي الحديث ، نلاحظ أن القوة الدافعة وراء رفضه واستبعاده عن الساحة العلمية قد عززت وثبتت منذ البداية في المفاهيم الفلسفية للمذهب المادي
Materialism . هذا المذهب الذي سيطر بالكامل على التوجهات العلمية الحديثة .

ـ وبما أنه وجب الالتزام بهذه الفلسفة الماديّة ، رأت العلوم الحديثة بأنه وجب على كل حقيقة أو ظاهرة علمية أن تستند إلى أساس فيزيائي ملموس . ( أي أنها متجسّدة في المادة الملموسة والتي يمكن إدراكها ).
وهذا التوجه يؤدي بالتالي إلى عدم اعتبار ظاهرة الإدراك الخارق كحقيقة علمية ملموسة ، لأنها بكل بساطة ليس لها أساس فيزيائي ملموس !. فحاسة النظر موجودة بسبب وجود العين مثلاَ وكذلك السمع واللمس والشّم والتذوق . جميع هذه الحواس لها أسس فيزيائية ملموسة .. لها أعضاء مسؤولة عنها مباشرة .

ـ هذا يعني بكل بساطة ما يلي : " أن الإنسان لا يستقبل المعلومات الحسّية سوى من مستقبلات حسّية ملموسة حيث تتمثل بأعضاء مألوفة في الجسم ( كالعين والأذن واللسان والأنف والجلد ) . لكن إدراك المعلومات الغيبية ( أو الإدراك الخارق ) لا يمكن إنسابه إلى أي من هذه الأعضاء ولم يتم اكتشاف أي عضو جسدي جديد له علاقة بهذا النوع من الإدراك .

ـ فبالتالي ، كانت النتيجة أن فكرة وجود حواس أخرى ( غير الحواس الخمس التقليدية ) تم استبعادها بالكامل ! إن كان ذلك علمياً أو فلسفياً !. وهذا الاستبعاد المطلق الذي مارسته ، هو الذي أدى إلى رسوخ نظرية وجود الحواس الخمس فقط !. و التي انتشرت وأدخلت إلى الحياة اليومية للمجتمعات العصرية .

ـ هذا المبدأ العلمي الثابت كان الأساس الذي استند إليه المنطق المألوف ، الذي يرفض وجود أيّ حاسة غير الحواس الخمس التقليديّة . و تم تثبيت هذا المنطق وتبريره بعد أن فقد العلماء الأمل في إيجاد أي حاسة جديدة تستند إلى عضو جسدي ملموس .

ـ وجب ذكر حقيقة واضحة هنا ، ربما لم تخطر في بال المفكرين المعاصرين . هذه الحقيقة التي يؤكّدها علماء الأنثروبولوجيا فحواها أن المجتمعات القديمة لم تكن تستخدم معاني تشير إلى وجود الحواس ، كما نفهمها اليوم . فقد استخدموا معاني ومصطلحات تدلّ على الحصول على معلومات . فكانوا (يدركون) الشيء بدلاَ من (رؤيته ، أو سماعه أو لمسه ......). كان مفهوم الإدراك لديهم يعتبر شيئاً عاماً وليس محصوراً ضمن حواس خمس فقط . يبدو أن هذا التحوّل الكبير في المفاهيم ، من مفهوم "إدراك المعلومات" إلى مفهوم "الحواس الخمس" ، قد حصل في بداية عصر النهضة .

إذاً ، فالمفهوم الذي يقول إننا نعتمد على حواسنا الخمس فقط هو مفهوم جديد ( ظهر في أواخر القرن الثامن عشر ) ، بينما المفهوم الذي يقول أننا "نعلم" أو "ندرك" هو مفهوم يتجاوز عمره ستة آلاف سنة !.

ـ لكن في جميع الأحوال ، وجب التسليم بحقيقة أن الفرضية العلمية التي تقول إن الإدراك الإنساني محدود ضمن حواس خمس فقط ، كانت ولا زالت فرضية قوية و راسخة في مجال الفلسفة والعلم المعاصر. كان قوياَ لدرجة أن العلماء المعاصرين لم يتوقعوا أن يكتشفوا في يوم من الأيام وجود أعضاء حسية جديدة إلى جانب الأعضاء الحسية التقليدية .

ـ كان يعتقد بأنه من المستحيل أن تستخلص المعلومات بغير الحواس الخمس التقليدية ، نظرياَ على الأقل . وعلى أساس هذه النظرية تم رفض ما يعرف بالمعلومات الغيبية ، علمياَ وفلسفياَ .

ـ وطالما صرح الرجال البارزون في العلم المنهجي الحديث في الفترة الممتدة بين 1845م و 1960م ، أنه هناك شرط علمي ثابت ( ظنوا أن هذا الشرط يستحيل تلبيته ) هذا الشرط فحواه : أنه وجب اكتشاف مستقبلات بايوفيزيائية جديدة لكي تثبت حقيقة وجود ما يسمى بالإدراك الخارق ( أو العلم الغيبي ) .

ـ وتوحّد هؤلاء الرجال الأكاديميون حول هذه العقيدة المصطنعة ، مرتاحين البال ! ظناً منهم أن مفهوم الإدراك الغيبي ( الإدراك الخارق ) قد أخمد تماماً ! و قلع من جذوره في الأوساط العلمية و ذهب دون رجعة !.

ـ وراحوا يرسخون الفكرة التي تقول إنه إذا لم يتم اكتشاف أي مستقبلات حسّية فيزيائية جديدة وجب بالتالي اعتبار المعلومات التي يتم إدراكها خارج الحواس الخمس بأنها عبارة عن وهم مخادع أو مرض نفسي أو هلوسة أو غيرها من حالات نفسية غير طبيعية وجب معالجتها في الحال......

ـ أما رجال الأبحاث الروحية والباراسايكولوجيون الأوائل ، فطالما عارضوا هذا الشرط العلمي التعجيزي الذي استند إليه رجال المنهج العلمي الرسمي في رفضهم لظاهرة الإدراك الخارق ..... فرجال الأبحاث الروحية والباراسايكولوجيون مقتنعون تماماَ بوجود هذه الظاهرة ، خاصة بعد هذا الكم الهائل من الحالات والمشاهدات ونتائج الأبحاث المخبرية التي تثبتها تماماَ . فراحوا يسندون هذه الظواهر إلى عوامل أخرى روحية أو أثيرية ( ليس لها أساس مادي ). أي أنها ظواهر نفسية ( روحية ) لا يمكن أن يكون لها أساس عضوي أو بايوفيزيائي .

ـ لكن رجال المنهج العلمي الرسمي أصروا على موقفهم الثابت الذي يقول إنه إذا لم يتم اكتشاف مستقبلات حسية بايوفيزيائية ( ملموسة ) وجب رفض هذه الظاهرة بالمطلق !... لكن ... إذا تم اكتشاف شيءٍ من هذا القبيل سوف يلتزم العلم المنهجي بالاعتراف بها وبكل سرور وامتنان . هذا ما قالوه و اكدوا عليه .


ما قدمته في ما سبق هو مجرّد تبسيط لصراع مرير دام طويلاَ بين المنهج العلمي الرسمي و رجال مذهب الباراسيكولوجيا . هذا الصراع المرير أدى في النهاية إلى تحريف بعض المفاهيم التي حضنها علم الباراسيكولوجيا . فقد تم استبعاد حقيقة وجود مستقبلات حسّية بايوفيزيائية لها صلة مباشرة بالإدراك الخارق و أصبح يعتبر هذا النوع من الإدراك الغيبي في مجال الباراسيكولوجيا بأنه عملية إدراكية نفسية أو روحية أي ليس لها أي صلة أو علاقة بحاسة بايوفيزيائية ، وهذا ما جعلهم يطلقون اسم ( الإدراك الخارج عن الحواس ) على ظاهرة الإدراك الغيبي .


إذاً ، تذكروا هذه الحقيقية :

حتى أن الباراسيكولوجيا ورجال الأبحاث الروحية لم يتوقعوا وجود مستقبلات حسية بايوفيزيائية لها علاقة مباشرة بالظواهر الإدراكية الخارقة التي درسوها !!. و من هذا المنطلق بالذات تم تعريف كل ما هو روحي
Psychic على أنه الشيء الذي ليس له علاقة بالجسد أو المادة أو الفيزياء أو الكيمياء .

ـ بعد العودة إلى الصراع الذي كان دائراَ بين رجال العلم المنهجي من جهة ورجال الأبحاث الروحية والباراسيكولوجيين من جهة أخرى . نرى أنه هناك مظهر مثير وجب الإشارة إليه بسبب أهميته الكبرى ستتجلى بوضوح في التطورات المذكورة لاحقاَ .

ـ إذا قمنا بالتدقيق جيداً في تفاصيل هذا الصراع سوف نكتشف أن كل من طرفي المواجهة ( أي العلماء المنهجيين و الباراسيكولوجيين ورجال الأبحاث الروحية ) لم يتوقعوا يوماَ اكتشاف أي أساس بايوفيزيائي يدعم الإدراك الغيبي .

ـ فرجال الأبحاث الروحية كانوا يبحثون عن تفسيرات ماورائية ليس لها علاقة بالمادة الملموسة . أما الباراسيكولوجيون ، فكانوا يبحثون عن تفسيرات كامنة في النفس البشرية ولم يبحثوا في الجسد البشري ، وليس هناك أي بحث أو دراسة صادرة من الباراسيكولوجيين تحتوي على ما يشير إلى أنهم حاولوا التفكير في البحث عن عوامل بايوفيزيائية يمكن الاستناد عليها في تفسير ظاهرة الإدراك الخارج عن الحواس ( الإدراك العيني ) .

ـ من أجل تبسيط ما سبق ، نقول : إن فكرة وجود تفسيرات تعتمد على مستقبلات بايوفيزيائية . هي فكرة مستبعدة على كل من العلماء المنهجيين والباحثين الروحيين والباراسيكولوجيين معاً ! جميعهم استبعدوا هذه الفكرة تماماً .....

ـ بقي الحال كذلك إلى أن تم بناء أوّل مجهر إلكتروني في ألمانيا عام 1932م ، وتم تطويره لاحقاَ في الولايات المتحدة وكندا . و في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية ، احتلت البايولوجيا الخليوية (علم الخلايا ) الاهتمام البارز في الأوساط العلمية .... ذلك بفضل المجهر الإلكتروني بالإضافة إلى تقنيات أخرى تم تطويرها بهذا الخصوص . و منذ ذلك الحين ، بدأت عملية الاستيعاب التدريجي لحقيقية جديدة تتمثل بأن الخلايا هي ليست أصغر الكائنات في الوجود كما كان يعتقد سابقاَ . بل كانت مؤلفة من عوامل دقيقة جداَ جداَ لها وظيفتها الخاصة وآلية عملها البالغة التعقيد .

ـ في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي أيضاَ ، حدث تطور آخر نال فيما بعد أهمية كبرى بالإضافة إلى التأثير الملموس على طريقة التفكير العلمي . هذا التأثير الذي لا زال يتجسد بقوة في يومنا الحالي . فمنذ 300 سنة تقريباَ تم اكتشاف وجود مجال كهرومغناطيسي محيط بالكائنات الحية , لكن هذا الحقل الحيوي الخفي اعتبر في حينها عديم الأهمية بسبب ضعف تأثيره أو حتى عدم وجود تأثير أساساَ . خاصة إذا قارناه بالتأثير الكيميائي المكتشف حديثاَ والذي اعتبر قوياَ وملموساَ . لكن في الثلاثينيات في القرن الماضي ، بدأ الباحثون حول العالم ، ( خصوصاَ في الإتحاد السوفيتي السابق ) يلاحظون أنه رغم ضعف هذا الحقل الكهرومغناضيسي ، إلا أنه يلعب دوراَ أساسياَ في العملية البايوكيميائية الشاملة في الكائن الحي !.

ـ تأجّل هذا التقدم في مجال الكهرومغناطيسية ، وأنتظر فترة طويلة من الزمن حتى تم ابتكار تكنولوجيا متقدمة تستطيع التعامل مع هذه الكتل الخفية من الطاقة الحيوية . و بدأت هذه التكنولوجيا المتقدمة تتوافر في الستينات من القرن الماضي . أما عقد السبعينات فبدأ يشهد اهتماماً غير طبيعي في ما يسمى بالتأثير الكهرومغناطيسي الحيوي .

ـ قبل السير قدماَ في هذا الموضوع ، هناك نقطة مهمة وجب ذكرها ... حيث إن معظم الناس لا يفطنون لها أساساَ . الجميع يظن أن "العلم" و" التكنولوجيا " هما مجالان متوافقان يسيران على وتيرة واحدة . لكن هذه ليست الحقيقة . والسبب هو أن التكنولوجيين " التقنيين " و " العلماء " ليسوا متشابهين في طريقة التفكير.

فالعلماء هم نظريون على الأغلب ، أما التقنيون فهم مهندسون ميدانيون ، أي أنهم عمليون أكثر . العلماء يضعون النظريات بالاعتماد على المنهج العلمي الرسمي ويحاولون تطبيقها بالاعتماد على الأسس العلمية المنهجية . أما التقنيون فهم يبنون الأشياء ويراقبون ما يمكن أن تفعله هذه الأشياء . و قليلاً ما يلتزمون بالقواعد و النظريات المسبقة الصنع !. فيمكن للتقنيين أن يتقدموا على العلماء بأجيال عديدة من الناحية التكنولوجية ، هذه الحالة تجسدت بوضوح في صناعة الكمبيوتر ، فهذه الصناعة تقدمت بسرعة هائلة بفضل التقنيين وليس بفضل العلماء !.

ـ فالتقدّم التكنولوجي تم إحرازه بفضل التقنيين الذين لا يلتزمون بالمسلمات العلمية التقليدية . وهناك أمثلة كثيرة على وجود تقنيين و مخترعين مميزين لم يتقدموا كثيراَ في الدراسة الأكاديمية لكنهم غيروا مجرى التاريخ العلمي بفضل إنجازاتهم الثورية التي قلبت الكثير من العلوم التقليدية رأساَ على عقب ... وتوماس أديسون هو أكبر مثال .......

ـ خلال الأربعين سنة الماضية ، ظهرت سلسلة طويلة من الأفرع البحثية الجديدة . ويبدو أن آلية عملها في البحث كان مختلفاَ عن الآليات التقليدية السابقة . فهذه الأفرع البحثية الجديدة تشتمل على خليط من العلماء والتقنيين والمجهريين وكيميائيين وخبراء في الكهرومغناطيسية و الكهرومغناطيسية الحيوية .

ـ فتشكلت بالتالي مذاهب علمية جديدة تمثل خليطاً من التخصصات المذكورة أعلاه . لكن الأمر المهم هنا هو أن هذا النوع من المذاهب العلمية الجديدة يعود لها الفضل في اكتشاف الأسس البايوفيزيائية التي تعتمد عليها القدرات الإدراكية الحسية التي تمثل " الإدراك الغيبي" ! أي الإثباتات التي اشطرط المنهج العلمي وجودها قبل الاعتراف بالإدراك الخارج عن الحواس التقليدية !.

ـ لكن رغم الاكتشافات العلمية المثيرة التي توصلت إليها هذه الفروع العلمية الجديدة ، إلا أنها واجهت عوائق كبيرة منعتها من الاندماج أو التوافق مع الباراسايكولوجيا والأبحاث الروحية !. والسبب هو المصطلحات الجديدة التي أوجدتها تلك الفروع الجديدة .

ـ فهذه المصطلحات الجديدة كانت غريبة على الباراسيكولوجيا والأبحاث الروحية في الوقت الذي كانت غريبة أيضاَ على العلم المنهجي . فواجهت المذاهب العلمية التقليدية الثلاث مشكلة كبيرة في إدخال هذه المصطلحات الجديدة إلى مفاهيمها وسياقها التعليمي أيضاً .

ـ مع أن الاكتشافات التي أنجزتها الأفرع العلمية الجديدة وهبت فرعي الباراسايكولوجيا والأبحاث الروحية خدمة كبيرة في إثبات وجود أسس ثابتة للإدراك الغيبي الذي طالما بحثت عنها . لكن هذين الفرعين لم يتحمسا لهذه الاكتشافات بسبب عدم توافق المفاهيم و المصطلحات .

ـ وبما أن هذا الفرع الجديدة من العلوم أصبح يتيماَ ، حيث إن العلوم التقليدية رفضت الاعتراف به ، وجب إذاً الإشارة إليه باسم خاص . " البارابايولوجيا " أو " الباراسيكوبايولوجيا ".

ـ أما الاكتشافات الجديدة التي أثبتت وجود أسس بايولوجية للإدراك الغيبي ، والتي أحرزها هذا الفرع العلمي الجديد ، فيمكن تقسيمها إلى خمسة فئات مختلفة ، هي :

1- مستقبلات حسية كيميائية دقيقة .

2- مستقبلات حسية كهروكيميائية دقيقة .

3- تبادل معلوماتي طرحي من خلال الشبكة العصبية .

4- مستقبلات حسية معلوماتية بايوكهرومغناطيسية .

5- شبكات انتقال بايومعلوماتية على المستوى الذري ، الجزيئي ، و ما تحت عصبي .

ـ إذا بدت لك هذه التسميات الجيدة معقدة أو مربكة بعض الشيء، فلا تقلق إنها عبارة عن مصطلحات تشير إلى أننا تتجاوز حدود حواسنا الخمس التقليدية بكثير!.


ـ إنها تعني أن أجسامنا لديها العديد من الحواس الاستثنائية التي تعتمد على أنظمة استقبالية وحسية دقيقة ومعقدة تعمل على المستوى الخليوي ، والعصبي ، وكذلك المستوى البايوكهرومغناطيسي .


ـ ولكي نستوعب هذه الفكرة جيداً ، وجب تفهّم حقيقة أن كل خلية ، كل ذرة في أجسامنا البايوفيزيائية تمثل مستقبلاً حسياً من نوع خاص !..

ـ بعبارة أخرى ، إننا نمشي ونتكلم ونأكل وبنفس الوقت ، ينبثق في أجسامنا موجات من المستقبلات الحسية الدقيقة والبالغة التعقيد !. وهذه المستقبلات الحسية الدقيقة هي مشغولة دائماَ في استقبال المعلومات من البيئة المحيطة بنا . لكن غالباً ما تحجب هذه المعلومات وتمنع من الوصول إلى أذهاننا , لأننا نفتقر إلى النماذج الفكرية التي تستطيع تمييز أو التعرف على هذه المعلومات مما يصعب ترجمتها وفهمها ، فتذهب سدىً دون الاستفادة منها ، ( بسبب جهلنا التام عنها ) .

ـ لكن إذا تم دمج هذه المستقبلات الحسية الدقيقة مع المستقبلات الحسية التقليدية ( الحواس الخمس ) ، وتعرّف الإنسان عليها وتعلم على التكيّف معها ، سوف تتوافق تلقائياَ مع قدرات الإنسان الذهنية التحليلية ، فيستطيع حينها ترجمة المعلومات القادمة من المستقبلات الحسية الجديدة وبالتالي يستفيد منها . فيتحرر بعدها هذا الإنسان من دائرة ( الحواس الخمس ) الضيّقة ، ويتوسع مجاله الحسّي و الإدراكي ، و يصبح قادراً على إنجاز ما يعرف بالإدراك الغيبي .

ـ أما هذا الفرع العلمي الجديد الذي أسميناه ( بارابايولوجيا ) ، فهو مؤلف من اختصاصات علمية حديثة ظهرت في العقود القليلة الماضية ، سوف أذكر البعض منها في ما يلي :


1 – الفيزيولوجيا الكهروكيميائية .

2 – النيروبايولوجيا ( علم الأعصاب العضوية ) .

3 – النيروسيكولوجيا ( علم الأعصاب النفسية ) .

4 – البحوث البايوإشعاعية .

5 – بحوث في الهورمونات و انتقالها .

6 – البحث في الإشارات الكيميائية .

7 – البحوث البايوكهربائية .

8 – بحوث الترددات الدماغية .

9 – بحوث البايوحساسية ( الحساسية العضوية ) .

10 – بحوث في انتقال المعلومات البايوكهربائية .

11 – أبحاث التشفير الحسي ( الرموز الحسية ) .

12 – أبحاث التوجه والإبحار البايومغناطيسي .

13 – أبحاث الأنظمة البايوإلكترونية .

14 – أبحاث في القدرة على كشف المجالات البايوكهربائية .

15 – الدراسات الكهروفيزيولوجية .

16 – أبحاث الفيرمونات ( فعاعة جنسية ) وانتقالها .

17 – أبحاث الإدراك المتعدد

18 – أبحاث الإدراك الخفي

19 – أبحاث حول التجاوب النيرومغناطيسي .

20 – أبحاث حول الإدراك ( البايو تحت حمراء ) و ( البايو فوق بنفسجي ) .

بالإضافة إلى ذلك ، هناك الآلاف من المقالات والتقارير العلمية التي تذكر الاكتشافات الجديدة المذكورة سابقاَ. وقد نشرت في مجلات علمية كثيرة أهمها ( Nature ) ( Discover
) ( Scientific America ) وغيرها من المجلات العلمية الرسمية .


ـ لكن مؤلفي هذه الأوراق العلمية لم يستخدموا مصطلحات محرمة مثل: روحي، إدراك خارق، بارا سيكولوجيا، تخاطر.....إلى آخرة . لأنهم يعرفون جيداَ أن مجرد ذكر إحدى هذه المصطلحات سوف ترفض تقاريرهم ومقالاتهم ونمنع بالتالي من النشر !.


ـ لكن الناشرين ورؤساء تحرير هذه المجلات العلمية المحترمة لا يفطنون أبداَ إلى حقيقة أن المصطلحات العلمية الحديثة ، رغم اختلافها بالتسمية مع المصطلحات المحرّمة ، إلاّ أنها تعبر عن نفس الظواهر!.

فمثلاً : المصطلح الحديث الذي يشيرون إليه بـ" الانتقال البايومعلوماتي من مسافة بعيدة " هو يعبر تماماَ عن مصطلح " التخاطر " الذي هو محرّم في الأوساط العلمية !.

ـ جميع الكتب العلمية التي تصدر بخصوص هذا الموضوع يتبع مؤلفيها السياسة ذاتها . أي التلاعب بالمصطلحات من أجل الموافقة على النشر ومن ثم القبول في الأوساط العلمية المنهجية .

ـ و بالحديث عن الكتب وجب أن أذكر في هذا السياق ، كتاب مثير صدر في عام 1984م ، المؤلفان : روبرت ريفلان و كارين غرافيل . عنوانه : " حل شيفرة الحواس ، العالم الإدراك الإنساني الواسع " ، هذا الكتاب غني جداً بالحقائق والاكتشافات العلمية العصرية بالإضافة للمراجع العلمية العديدة التي استند إليها .

يبدو أن عنوان هذا الكتاب لا يمثل محتوياته بشكل صحيح ، ربما تم وضعه بهذا الشكل من أجل أن يلاقي القبول عند القراء الأكاديميين . فعالم الإدراك الإنساني هو ثابت لا يمكن أن يتوسع ، إن الجهل بهذا العالم هو الذي يتقلص ... أليس كذلك ؟!

ـ فبالاعتماد على محتويات هذا الكتاب العظيم ، وجب أن يكون العنوان على الشكل التالي :

" اكتشاف أسـس بايولوجية ملموسة لظاهرة الإدراك الغيبي" . لكن هذا العنوان إذا وضع بهذا الشكل قد لا يلاقي القبول في الأوساط العلمية المحترمة .

ـ أما الاكتشافات التي جمعت وقدمت في هذا الكتاب ، و بالرغم من الأسلوب العلمي التقليدي ( من أجل أن يلاقي القبول ) ، فهي اكتشافات علمية أصيلة تعتمد على أسس منهجية مختلفة تماما َعن تلك التي تعتمد عليها الباراسيكولوجيا . لكنها في النهاية تثبت وجود ظاهرة الإدراك الغيبي .

ـ يثبت هذا الكتاب وجود سبع عشرة حاسة أخرى إلى جانب الحواس الخمس التقليدية . تعتمد هذه الحواس المكتشفة حديثاً ، على مستقبلات حسية فيزيائية – كيميائية – بايوكهرومغناطيسية في أجسامنا . هذه المستقبلات تتفاعل مع شبكات خاصة تعمل على ترجمة المعلومات القادمة إليها إلى معلومات ذهنية يمكن استيعابها عقلانياً .

ـ إنه من السهل التأكيد على حقيقة أن الحواس الخمس التقليدية هي ليست كافية لتفسير الظواهر الإدراكية غير المألوفة التي تميز بها بعض الأشخاص . هذا اللغز الذي حيّر الباحثين طويلاً .

ـ وهذه الأنظمة الحسية السبعة عشرة هي متداخلة مع بعضها البعض لتشكل قائمة طويلة من آليات إدراكية غير مألوفة ( خاصة تلك التي كانت تعتبر روحية في الماضي ) .

ـ فأصبح معروفاً الآن بأن الجسم لديه أنظمة حسية تحتوي على مستقبلات يمكنها تحسس التغيرات الحاصلة في الإشارات الكيميائية التي تقول لنا بأن الشخص الذي يقف أمامنا يشعر بالخوف أو الغضب أو غيرها من ميول مزاجية مختلفة. فيلتقطها اللاوعي ومن ثم نتصرف على أساس هذه المعلومات الحسية ، هذه الحاسة الجديدة تمثل المرادف الذي يشير إليه الروحيون ( بالحدس التخاطري ) ....

ـ بعد ابتكار جهاز جديد يشار إليه بـ "سكويد"
Squid ، أستطاع العلماء قياس وتصنيف النشاطات الكهربائية الدماغية ، وذلك من خارج الجمجمة ، أي دون أن يلمس الرأس . وقد توصلوا إلى حقيقة مثيرة فحواها أن هذه النشاطات الدماغية يمتد مجالها إلى مسافة بعيدة نسبياَ من الرأس . وهذا أدى إلى اكتشاف مستشعرات بايوكهربائية موجودة خارج الجسم ! فتستقبل المعلومات المختلفة ومن ثم تنقلها إلى داخل الجسم ، ثم إلى الدماغ . وهناك أشارات خاصة تنتقل من الجسم إلى المجال البايومغناطيسي المحيط بالجسم فتختزن فيها معلومات مختلفة ...


ـ هذه الحقول البايوكهرومغناطيسية التي تمتد إلى خارج الجسم هي ذاتها التي ترادفها (الهالة) المذكورة في الكتابات الروحية المختلفة ، والتي يمكن لبعض الأشخاص أن يروها بأعينهم المجردة.



البرمجة الكميّة

Quantum Computing



ـ إذاً ، توصلنا إلى حقيقة أن الدماغ ( كما باقي الجسم ) هو محاط بحقل كهرومغناطيسي ينبثق من الجسم لمسافة عشرات السنتيمترات . ( تم مؤخراً اكتشاف إشعاعات تحت حمراء تنبثق من الجسم إلى مسافات بعيدة تتخطى المدى البصري ) .

ـ تبين أن هذا الحقل الكهرومغناطيسي يؤثر مباشرة في الطرح الكلسي ( أي خروج الأيونات الكلسية من الخلايا ).. ويبدو أن لهذه العملية ( أي الطرح الكلسي ) تأثير معّين على الخلايا العصبية التي توصل الخلايا الدماغية ببعضها .

ـ نستنتج بالتالي أن الحقل الكهرومغناطيسي لا يتأثر فقط بالإجراءات العصبية الدماغية ، بل هو أيضاَ يؤثر في كلّ من الخلايا العصبية ، وبالتالي في كل خلية دماغية . فنتوصل إلى استنتاج فحواه أنه هناك تعاون صميمي بين الحقل الكهرومغناطيسي المحيط بالجسم وكل شبكة عصبية موجودة في الدماغ .

ـ إذا كان هذا الارتباط ( بين الدماغ و الحقل الكهرومغناطيسي ) وثيق لهذه الدرجة ، هل لنا أن نفترض أن هذا المجال المحيط بالدماغ يستطيع التعامل مع الإجراءات الفكرية التي نظن أنها موجودة في الدماغ حصراً؟ هل يمكن أن يكون هذا الحقل هو مكان وجود الذاكرة ؟ الذاكرة التي عجز العلم عن تحديد موقعها أو معرفة آلية عملها .

الحقل الكهرومغناطيسي و تخزين المعلومات

Morphogenic Fields


ـ الكثير من البايولوجيين المتخصصين في تطور الخلايا يعتقدون أن الجينوم الوراثي البشري لا يحتوي على معلومات كافية تساعد على تحويل البويضات المخصبة إلى جنين . فتبين أنه وجب وجود عامل آخر يساعد على هذا التحوّل . هذا العامل تم اكتشافه مؤخراً ! إنه المجال المورفوجيني !. توصل الباحثون إلى ضرورة وجود هذا الحقل المعلوماتي البايومغناطيسي الذي يعمل على تحريض مجموعات جينية معينة و من ثم إخماد مجموعات جينية أخرى . يعتمد ذلك على موقع الجينات في خلايا البيضة . فإذا كانت تقع في الأعلى ستتحول إلى خلايا تدخل في تركيبة الرأس و إذا كانت تقع في الأسفل سوف تتحول إلى خلايا تدخل في تركيبة الأرجل , و إذا كانت في الوسط فسوف تتحول إلى خلايا تدخل في تركيبة المعدة مثلاً ... و إذا كانت تقع في منطقة على سطح البيضة سوف تتحول إلى خلايا تدخل في تركيبة الجلد ... و هكذا .

ـ فالحقل المورفوجيني إذاً هو حقل حيوي معلوماتي يحمل في طياته أوامر محددة تتوجه إلى كل خلية على حدى فتتحول إلى الشكل المنشود حسب موقعها.

ـ إن هذا الأمر هو مثير حقاً ! قد يتعجب الشخص لكمية المعلومات التي يفتقد لها الجينيوم الوراثي بينما يحملها هذا الحقل الكهرومغناطيسي الحيوي ، هو الذي يخزنها . ويستطيع هذا الحقل أن يتحكم بالنماذج الجينية المختلفة .



ـ وقد بدا واضحاً بعد دراسات عديدة , أن الأطفال يولدون و معهم قدرة جاهزة على التحدث باللغة السائدة في محيطهم . فالطفل لا يعتمد على تعلم اللغة بل تولد معه المؤهلات المناسبة التي تمكنه من التحدث بتلك اللغة. (هذا ما كشفت عنه و أثبتته التجارب مؤخراً ) . كيف يمكن للغة معينة أن تدخل في تركيبة دماغ الجنين الذي لم يولد بعد ؟!. و إن لم تكن كذلك ، فما هو هذا النظام الحيوي المخزن للمعلومات الذي يسبب في تسريع التعلم على اللغة عند الأطفال ؟ .

لقد رأينا في السابق كيف تأكد البايولوجيون من وجود حقل بايومغناطيسي حيوي يحرض على تشكيل الخلايا في البيضة لكي تبني الجنين . ربما هذا هو الحقل ذاته الذي يخزن المؤهلات المناسبة للتحدث باللغة .

ـ هل يمكن للحقول البايومغناطيسية أن تعمل كمخازن لهذه المعلومات ؟!.. إذا كان عمل الحقل البايومغناطيسي هو تخزين المعلومات ( كما الحقل المورفوجيني ) ، نستنتج بعدها أنه أي تفاعل يحصل في الدماغ يمكن أن يخزن في الحقل البايومغناطيسي . هذا يعني أن الحقل البايومغناطيسي يعتبر امتداداً للدماغ و كل الإجراءات التي تتم فيه .

ـ إذا كان هذا الارتباط ( بين الدماغ و الحقل الكهرومغناطيسي ) وثيق لهذه الدرجة , هل يمكن الافتراض أن هذا المجال المحيط بالدماغ يستطيع التعامل مع الإجراءات ( الفكرية ) بعد أن أثبت تعامله مع الإجراءات ( الكيميائية ) ؟.. هل يمكن أن يكون هذا الحقل البايومغناطيسي هو مكان وجود الذاكرة ؟! .. الذاكرة التي عجز العلم عن تحديد موقعها أو آلية عملها حتى الآن ؟....

ظهور تصوير كيرليان و اكتشاف مظاهر مثيرة حول حقل الطاقة
ـ بعد اكتشاف طريقة تصوير كيرليان التي مكنت الباحثين من رؤية المجال البايومغناطيسي بوضوح ، ظهرت حقائق كثيرة أذهلت الباحثين و لكنها بنفس الوقت ساعدت على تفسير الكثير من الظواهر التي كانت تعتبر لغزاً في السابق ، و التي أحتار الباحثون في تفسيرها . ( كالإستبصار , الإدراك الغيبي , و التخاطر و غيرها من قدرات إدراكية لا تعرف قدرتها أي مسافة أو حاجز ) .

ـ لقد تبين أن الشخص إذا دخل في حالة وعي بديلة ينشط المجال الحيوي بشكل كبير. هذا يفسر القدرات الإدراكية الهائلة عند النائمين مغناطيسياً أو الوسطاء أو غيرهم من الذين يدخلون في غييبوبة أو شبه غيبوبة أثناء طقوسهم الخاصة .

ـ تبين أيضاً أن الإنسان إذا فكر بشيء ما ، سوف يتشكل حول هذا الشيء غيمة بلازمية ( مجال بايومغناطيسي ) !. و كلما زاد التركيز على صورة هذا الشيء في ذهنه تنشط الغيمة البلازمية . و بنفس الوقت تنخفض شدة المجال البايومغناطيسي المحيطة بهذا الإنسان .

ـ بعد ظهور الفيزياء الكمية في بداية القرن الماضي , أصبح من الطبيعي أن نصدق بحقيقة أن أي شيء يستطيع أن يكون في حالات مكانية و زمانية متعددة بنفس الوقت .. و إذا فصلت شيء عن بعضه و أبعدت الأجزاء سوف تبقى على تواصل مع بعضها !. ربما هذا يفسر تشكل مجالاً بلازمياً حول الشيء المستهدف فكرياً ( و مهما بعدت المسافة ) دون أن يعلم الشخص أين يوجد ذلك الشيء !.

ـ لكن الذي يهمنا هنا هو أن هذا المجال البلازمي الذي يتشكل حول الشيء المستهدف , هل يبقى على تواصل مع المجال البلازمي المحيط بالإنسان الذي يستهدف ذلك الشيء فكرياً ؟!. الفيزياء الكمية تثبت أن هذا ممكن !.

ـ و بما أننا توصلنا إلى حقيقة أن هذا المجال البايوبلازمي ( الحقل البايومغناطيسي ) المحيط بالإنسان يعمل كمخزن للمعلومات , هل يمكن للمجال البايوبلازمي الذي يتشكل حول الشيء المستهدف فكرياً أن يعمل كجامع للمعلومات ( يدرك ) و من ثم ينقلها إلى المجال البلازمي الذي يحيط بالإنسان؟!.



ـ إذا ثبت وجود علاقة معينة بين المجال البلازمي المحيط بالإنسان و المجال البلازمي المحيط بالشيء المستهدف فكرياً ، فلا بد من أن المعلومات يمكنها أن تنتقل بين هذين المجالين و من ثم يتأثر بها الدماغ فيحولها إلى معلومات إدراكية !... هل هذا هو تفسير قدرة بعض الأشخاص على إدراك أحداث بعيدة جداً عنهم ؟ ...

انفصال المجال البايومغناطيسي عن الدماغ فيستطيع العمل باستقلالية
ـ إذا كان المجال الحيوي يستطيع تخزين المعلومات و نقلها إلى الدماغ ( مهما كانت المسافة بينهما ) ، و رأينا كيف ينشط المجال البلازمي بعد أن يدخل الإنسان في حالة وعي بديلة ( غيبوبة ، نوم ... ) و كلما زادت حالة الوعي البديلة أشتدّ المجال البلازمي حول الجسم ، فيمكن بالتالي أن نستخلص السؤال التالي :

إذا كانت العلاقة بين المجال البلازمي و حالة الوعي الإنساني وثيقة لهذه الدرجة ، هل يمكن أن نفترض بأن ما نعرفه بالوعي هو موجود في هذا المجال البلازمي ؟!. هل هذا يفسر ظاهرة النباتات و الخلايا العاقلة و الماء واعية ؟!

ـ يعتقد الكثير من الباحثين انه يمكن للحقل البايوبلازمي أن يعمل باستقلالية تامّة عن الجسد. و يتم ذلك بعد التدريب على فعل ذلك , كما كان يفعل الشامانيون و الذين يشار إليهم بالسحرة و العرافين . فرغم الطقوس المختلفة التي كانوا يقيمونها بالإضافة إلى الطرق المختلفة في التدريب , إلا أن الهدف واحد ( العمل على تنشيط و زيادة شدّة الحقل البلازمي و قوته ) فيستطيع حينها أن يعمل باستقلالية تامة عن الجسد .


ـ الدكتور "جيرالد أدلمان" ، أبرز الباحثين في علم الأعضاء العصبية , صاغ نظرية سماها ( الداروينية العصبية ) . تقول هذه النظرية إن الخلايا العصبية التي توصل بين خلايا الدماغ تتنافس مع بعضها البعض وفق قانون الانتقاء الطبيعي . فبدا واضحاً أن هذه الخلايا تتقاتل فيما بينها من أجل البقاء ! و في النهاية يكون البقاء هو للأنسب . و في خصوص الخلايا الدماغية , فالخلايا التي يتم استخدامها باستمرار هي التي تعتبر الأنسب ! فتنشط و تتكاثر !

ـ إذاً فالتدريب على القيام بمهمة دماغية معينة يكثر من عدد الخلايا الدماغية المؤهلة لهذه الوظيفة ( بفعل البقاء للأنسب ) . فنستنتج بالتالي أن القدرات الإدراكية الغيبية التي تظهر عند بعض الأشخاص بشكل تلقائي ( كالوسطاء ) يمكن لأي شخص أن يتدرب لاستنهاضها ! و ذلك بالاعتماد على مبدأ ( الداروينية العصبية ) المذكورة أعلاه .

ـ لكن الاكتشاف المثير الذي توصل إليه العلماء السوفييت هو أن هذه العملية يمكن أن تؤدي إلى استنهاض حالة وعي مستقلة في المجال البايوبلازمي !. أي يستطيع هذا المجال البايوبلازمي المحيط بالإنسان أن يفكر و يتخذ القرارات باستقلالية تامة عن الشخص الذي يعود إليه هذا المجال (هذا يفسر قدرة بعض الوسطاء على استنهاض شخصية روح أو جن أو غيرها من كائنات خفيّة تستطيع تحريك الأشياء أو غيرها من أمور يعتقد أنها ما ورائية ). ( أو ظاهرة الخروج عن الجسد حيث ينفصل الوعي عن الجسد و يعمل باستقلالية تامة عنه ) .



ـ يبدو أن النظرية ( الداروينية العصبية ) تحمل تفسير عدم قدرتنا على الاستفادة من الحواس المكتشفة حديثاً حيث إننا نجهل وجودها أساساً و لم نتدرب على استخدامها ، فتتناقص الخلايا الدماغية المسؤولة عن التعامل مع هذا النوع من الحواس !.

...........

و الآن ، بعد أن تعرّفت على الحقائق المذكورة أعلاه ( لكن باختصار شديد ) ، وجب أن تبدأ بالنظر إلى نفسك نظرة جديدة . ليس ككيان مؤلف من اللحم و العظم فيه عيون و قلب و كبد و معدة و... الخ ، وجب عليك أن تنظر إلى ذاتك كجهاز بايوإلكتروني . و إذا بدأت النظر بهذه الطريقة سوف تلاحظ حصول أشياء جديدة في حياتك الشخصيّة .

إننا لازلنا سجناء ( الواقع المألوف ) ! لا زلنا سجناء المفاهيم العلمية البالية التي توصفنا بطريقة لا زالت بدائية و ساذجة أحياناً .. رغم الحقائق العلمية التي نشرت و ما زالت تنشر منذ أكثر من خمسة عقود .

نحن لسنا محضرين ثقافياً لقراءة هذه الحقائق العلمية العصرية .. لأنها تبدو معقدة جداً لمستوانا العلمي و الثقافي على السواء .

نحن لم نفكر في قراءة كتاب الدكتور روبرت بيكر مثلاً . الباحث في الكهرومغناطيسية و البايوكهرومغناطيسية . هذا الكتاب الذي يحمل العنوان ( الكهرباء الجسدية – الكهرومغناطيسية و أساس الحياة. 1985 م ) يوصف النفس البايوكهربائية التي تكمن في داخلنا .

و لا الكتاب الذي يحمل عنوان : ( المخطط التفصيلي للأبدية – نماذج الحياة الكهربائية 1973 م ) للمؤلف هارولد ساكستون . هذا الباحث المميز الذي واجه صعوبة كبيرة في نشر مؤلفاته لأسباب كثيرة !. أهمها دور النشر و السلطات العلمية المنهجية !.

نشر الدكتور بيكر الكثير من المقالات التي تناولت علاقة ظاهرة الإدراك الغيبي بظاهرة البايوكهرومغناطيسية ، كالمقال الذي نشر في العام 1977 م بعنوان : "علاقة التيارات البايوكهربائية التابعة للأنظمة العصبية مع الظواهر الروحية "... كتب يقول :

" إن مفهوم الأنظمة البايوإلكترونية الكامنة في الكائنات الحية يمكن له أن يمثل أداة مفيدة في فهم الظواهر الطبيعية و الماورائية التي تفتقر للتفسيرات المنطقية العلمية . لقد تبين بالفعل و بشكل واضح و ملموس , أن الإنسان مرتبط مع الكون بشبكة من الطاقة الكهرومغناطيسية ".

بعد هذه النظرة السريعة على الاكتشافات العلمية الحديثة حول الحواس و علاقتها بالإدراك , دعونا نعود إلى الوضع العام الذي وصفته في بداية هذه الدراسة . و سوف أعيد صياغته من جديد بالاعتماد على ما سبق . هذا الموقف السلبي من ظاهرة الإدراك الغيبي هو مبني على وضع عام يمكن وصفه بالنقاط التالية :

1- وضع العلم المنهجي شرطاً أساسياً فحواه أنه وجب إثبات وجود ظاهرة الإدراك الغيبي بالاعتماد على وجود أعضاء جسدية ملموسة لها علاقة مباشرة بهذا النوع من الإدراك .

2- تم الكشف عن هذه الأعضاء الجسدية المطلوبة علمياً و أثبتت علاقتها الصميمية بالإدراك الغيبي .

3- لا زال الجميع يتجاهل هذه الاكتشافات الجديدة و بقي على موقفه في استبعاد وجود الإدراك الغيبي و تصنيف أي مظهر من مظاهره على أنه حالة نفسية ( هلوسة أو وهم ) أو مرض نفسي يجب معالجته في الحال .

هذا هو الوضع العام الذي يسود الوسط العلمي و الثقافي الرسمي و الذي يمثل العائق الرئيسي في تنوير الشعوب و تقدمها في مسيرة الحياة . يجب أن لا ننسى العقبة التي لا تقل أهمية , ألا و هي حرب المصطلحات ( التسميات ) الدائرة بين الكيانات العلمية المختلفة .

و قد ذكرت في السابق أن فرع الباراسيكولوجيا و الأبحاث الروحية ترفضان إدخال المصطلحات الجديدة إلى مفاهيمها التقليدية بالرغم من أن هذه الاكتشافات جاءت لصالح كل منهما ، حيث تم تفسير الكثير من الظواهر التي عجزت هي عن تفسيرها .

تبين إذاً أن الحقيقة تُحجَب عن الشعوب لسبب يبدو أنه هام جداً . ألا و هو فخ المصطلحات و المفاهيم التي تشير إلى ذات الظاهرة لكن كل كيان علمي يريد الإشارة إليها بطريقته الخاصة ! فتضيع الحقيقة في خضمّ هذا النوع من الصراع الذي يدور بين الباحثين و المفكرين الذين ينتمون إلى أفرع علمية مختلفة .

في النهاية

بعد ابتكار المجهر الإلكتروني في الثلاثينات من القرن الماضي , و دخول الإنسان إلى رحاب عالم المجهريات و الخليويات الواسع ، تم جمع الكثير من المعلومات و البيانات و الحقائق الجديدة . و في الخمسينات من القرن الماضي , بدأت الفكرة السائدة عن الحواس الخمس التقليدية تزول و تتلاشى . و راح يتكوّن مفهوم جديد يتكلم عن امتلاك الإنسان للكثير الكثير من الحواس الأخرى !. و منذ ذلك الحين ، لم يعد يوجد أيّ عذر أو مبرر للاستمرار في تعليم و ترسيخ فكرة الحواس الخمس .

و بالتالي , لم يعد هناك عذر أو مبرر في تكذيب و رفض حقيقة الإدراك الغيبي في الأوساط العلمية الرسمية ، لأنه تمّ اكتشاف و تحديد الكثير من المستقبلات الحسية البايوفيزيائية التي تثبت وجود هذا النوع من الإدراك .

وشهدت الستينات و السبعينات من القرن الماضي نهاية كاملة لمفهوم الحواس الخمس ، بعد أن تم اكتشاف ظواهر كثيرة مذهلة تخص الإدراك الإنساني . و تم التصديق عليها علمياً . لكنها بقيت تدور في الوسط العلمي و لم تخرج إلى العامة . و السبب هو المصطلحات العلمية المعقدة التي لا يمكن للإنسان العادي فهمها و استيعابها .

و بنفس الوقت ، ترفض السلطات العلمية تبسيط هذه المصطلحات ! لأنه إذا تم ذلك سوف يعني الاعتراف بالمصطلحات الماورائية المرفوضة علمياً ( كالتخاطر و الاستبصار أو غيرها ) ، أي سيعود المذهب الحيوي ليظهر من جديد ! و هذا ما لا يسمح به المذهب المادي أبداً !.

أما اليوم ، فيجب عدم وجود أي مبرر إطلاقاً في الاستمرار بترسيخ الاعتقاد المضاد للقدرات الإدراكية الغيبية ( القدرات الروحية ) . ليس هناك أي مبرر للاستمرار بتعليمنا بأننا لا نملك سوى خمسة حواس فقط. و بنفس الوقت ، هناك الكثير من المبررات التي تجعلنا نعتقد بأن لدينا الكثير الكثير من الحواس الأخرى .

ليس هناك أي مبرر في متابعة الافتراض بأن هناك فرقاً بين الإدراك و الإدراك الغيبي أو بين المعلومات و المعلومات الغيبية . لأن الاكتشافات العلمية الحديثة قضت بالكامل على الحدود الوهمية التي وضعت في الماضي البعيد من اجل الفصل بينها .

و في المقابل , وجب أن نعتمد على مصطلحات و تسميات أخرى بدلاً من الإدراك و الحواس و غيرها من تسميات أخرى تعمل على تجزئة هذا التواصل الذي يربطنا بالعالم و الكون و الوجود .

و جب علينا أن نستخدم مصطلحات جديدة تخصّ مفهوم ( المعلومات ) .. فالمعلومات هي الأهم بغض النظر عن كيفية الحصول عليها و بغض النظر عن الحواس التي استخدمت من أجل إدراكها !.

و إذا استمرينا في استخدام مصطلحات مثل " الحواس " أو " الأنظمة الحسية " ، فسوف نعمل بطريقة ما على التمييز و الفصل بينها و بيننا .

صحيح أن لدينا حواساً و أنظمة حسيّة ، لكن هناك حقيقة مهمة يجب معرفتها و استيعابها جيداً .

" إننـا نمثـل أنظمتنـا الحسـية "

عندما يقول أحدنا : ( أنا ) أو ( نحن ) ، يكون حينها قد اعتمد على المعلومات التي جمعتها له حواسه عن نفسه . و كلما تعرفنا على مدى استطاعة أنظمتنا الحسية و قدرتها ، كلما حصلنا على معلومات جديدة عن أنفسنا و قدراتنا الإدراكية .
 

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى