هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

زينوغلوسيا - Xenoglossy

تعدد الشخصيات

و التحدث بلغات غريبة

( الزينوغلوسيا )



hand-drawn-doodle-pattern-abstract-signs-elements-ancient-writing-monochrome-vector-background...jpg


تعتبر إحدى الظواهر العقلية الأكثر إثارة و طالما تجاهلتها المؤسسات الدينيّة و العلميّة و جهات أخرى ( بطريقة مقصودة أحياناً ) . تتمثل هذه الظاهرة بالقدرة على الكلام أو كتابة لغات غريبة لم يتعلّمها الشخص في حياته أو يألفها أو يعلم بوجودها أساساً . رغم حملات التكذيب التي تعرّضت لها ، و التفسيرات المختلفة التي اعتمدت على عناصر مثل : الاحتيال ، الذاكرة الموروثة جينياً ، التخاطر ، الكريبتومنيزيا ( إعادة تذكّر لغة معيّنة كان الشخص يألفها في طفولته ثم انقطع عنها لفترة طويلة ) . إلا أنَّ هذه العناصر عجزت عن تفسير ظاهرة الكسينوغلوسيا بشكل مقنع و سليم ، و لازالت تفرض نفسها على ساحة علم النفس بقوّة .

سجلت حالات كثيرة عن أشخاص ( صغار و كبار ) راحوا يتحدثون فجأة بلغة غريبة لم يألفوها من قبل !. أحياناً تحصل بشكل عفوي ، و أحياناً كثيرة تتجسّد أثناء التنويم المغناطيسي أو في إحدى حالات الوعي البديلة ( الغيبوبة أو النوم أو البحران ) . و أحياناً تتجسّد في بضعة كلمات يتحدّث بها الشّخص ثم تختفي من ذاكرته ، و في حالات أخرى يصبح الشّخص طليق اللّسان بهذه اللغة ! حتى أنه يتمكن من التحدث بها مع أشخاص يألفونها من قبل !. لكن الغريب في الأمر هو وجود أشخاص تجسّدت في ذاكرتهم لغات قديمة انقرضت منذ ألاف السنين و لم يعد احد يألفها سوى بعض من علماء الآثار المتخصصين أو علماء الأنثروبلوجيا و الخبراء في الحضارات القديمة !.


ـ ذكر الدكتور " موريس نثرتون " إحدى الحالات الغريبة التي تمثلت بقدرة فتى أوروبي أشقر ذات العينين الزرقاوين ، على التّحدث بلغة صينية قديمة جداً ، أثناء خضوعه للتنويم المغناطيسي !. و سجّل الطبيب صوت الفتى في شريط كاسيت و أخذه إلى بروفيسور في قسم الدّراسات الاستشراقيّة في جامعة كاليفورنيا ، لمعرفة نوع هذه اللّغة . و تبيّن أنّها لغة صينية منقرضة منذ أكثر من ألف عام !.

ـ الوسيط الروحيّ الأمريكي " جورج فالنتاين " تحدّث خلال جلساته الأرواحيّة باللّغة الروسية و الألمانيّة و الاسبانيّة و الويلزيّة ( نسبة لويلز في بريطانيا ) . ـ الوسيط البرازيلي " كارلوس ميرابيلي " تحدّث و كتب أكثر من ثلاثين لغة مختلفة ! بما فيها اللغة السوريّة ( لهجة دمشقيّة ) و اليابانيّة ! كل ذلك بحضور مجموعة من العلماء و الباحثين و جمهور غفير مؤلف من 5000 شخص !.

ـ في العام 1977م ، اكتشف الأطباء في السّجن الإصلاحي في أوهايو ، الولايات المتّحدة ، أنّ أحد السّجناء المتهمين بجرم الاغتصاب ، يدعى "بيلي موليغان " ، هو مسكون بشخصيتين مختلفتين عن شخصيته الأسّاسية !. و كل من الشخصيتين الغريبتين لها لغة خاصّة بها ! فعندما يستلم أحد الشخصيتين زمام الأمور يصبح اسم السجين " عبد الله " و يبدأ بالتكلّم باللغة العربية و يكتبها بإتقان ! و عندما تستلم الشخصيّة الأخرى زمام الأمور ، يصبح اسم السجين " روغين " و يبدأ بالتكلّم باللغة الكرواتية و الصربية !.

ـ وضع المتشكّكون تفسيرات كثيرة لهذه الظّاهرة أهمّها هي تلك التي تقول أنّ الشخص الذي تجسدت عنده قد تعلّم هذه اللغة الغريبة في إحدى مراحل حياته و قد أخفى هذه الحقيقة عن الباحثين . و لهذا السب ، التزم الباحثون بالدقّة و الانتباه الشديد في دراساتهم المختلفة كي يتفادوا كلّ العوامل التي تدعم تفسير المتشكّكين .

ـ الدّكتور " إيان ستيفنسون " ، أحد الأكاديميين الأكثر احتراماً في الولايات المتّحدة ، قام بتخصيص دراسة بحثيّة تتناول هذه الظّاهرة ، تعتبر إحدى أهمّ الدراسات التي تناولت هذا الموضوع . ألّف كتاب بعنوان : كسينولوجيا 1974م ، ذكر فيه حالات كثيرة موثقة ، و كان أغربها هي تلك التي أظهرتها سيدة أمريكية في السّابعة و الثلاثين من عمرها . فأثناء تنويمها مغناطيسياً ، قامت بتغيير نبرات صوتها تماماً و تحوّل صوتها على صوت رجل !.

و تكلّمت باللغة السويديّة بطلاقة ! و بعد أن تستيقض من النّوم المغناطيسيّ تكون قد نسيت كل شيء ! و عجزت عن لفظ أي حرف من اللّغة السويديّة !.

و انشغل الدكتور ستيفنسون بهذه الحالة تحديداً لمدّة ثماني سنوات ! و راح يدرس في علم اللغات و التكلّم بنبرات مختلفة ، و استعان بالعديد من الخبراء و المتخصّصين لمساعدته على التّوصل إلى تفسير علميّ يقدّم الجواب المناسب على سؤال كبير : كيف يمكن لنبرة أنثى أن تتحوّلَ إلى نبرة رجل ؟!.

ـ انشغل الدكتور ستيفنسون في حالة أخرى لا تقلُّ غرابة عن السابقة . ( ذكرت في مجلة " المجتمع الأمريكي للأبحاث الوسيطية " ، إصدار شهر تموز ، عام 1980م ) .

تمحورت حول سيّدة هندية تدعى " أوتار هودار " ، كانت في سنّ الثّاني و الثّلاثين عندما تحولت شخصيتها إلى شخصيّة ربَّة منزل متزوِّجة من البنغال الغربيّة ، عاشت هناك في القرن الثّامن عشر ! وراحت تتحدّث بالّلغة البنغاليّة بدلاً من لغتها الأصليّة الحالية (اللغة الماراثية ) !. و كانت تصيبها هذه الحالة لفترات تتجاوز أسابيع عديدة أحياناً ! و قد يضطرّون في بعض الأوقات إلى تكليف أشخاص بنغاليين كي يساعدوا هذه المرأة على التواصل مع عائلتها !.

ـ يصف الباحث " ليال واتسون " إحدى الحالات الغريبة التي ظهرت عند فتى في العاشرة من عمره ، من هنود الإيغاروت الساكنين في وادي كاغايون النائي في الفيليبين . هذا الفتى لم يسمع أو يألف أي لغة سوى لغته ، لكنه خلال نوبات معيّنة يدخل في شبه غيبوبة ، و يبدأ بالتكلّم بلغة الزولو ( لغة جنوب أفريقية ) بطلاقة !. من المستحيل أن يكون قد تعلّم الفتى هذه اللغة في حياته . و قد تعرّف واتسون عليها لأنه قضى فترة من حياته في جنوب أفريقيا !.

ـ قام الطبيب النفسي الأسترالي " بيتر رامستر " بتوثيق العديد من الحالات المدروسة بعناية في كتابه الذي بعنوان : البحث عن أجيال سابقة ، 1990م . و وردت فيه حالة سيّدة أسترالية تدعى " سينثيا هاندرسون " التي لم تتعلّم اللغة الفرنسيّة سوى لمدة شهور قليلة في الصّف السّابع . لكن خلال نومها المغناطيسي ، استطاعت أن تتحدّث باللّغة الفرنسيّة بطلاقة مع أحد الفرنسيين الأصليين !. و قد علّق هذا الفرنسي على طريقة كلامها بأنّه صافي و لا يتخللّه أي لغة إنكليزيّة ! و أنّها استخدمت ألفاظ و مصطلحات فرنسيّة كانت سائدة فقط في القرن الثامن عشر !.

ـ الفتاة الأمريكية " لورانسي فيوم " كانت في الرّابعة عشر من عمرها عندما تحوّلت شخصيتها إلى شخصيّة " ماري رولف " ابنة الجيران التي توفّت عندما كانت في السن التاسع عشر !. و كان عمر " لورانسي " حين وفاتها خمسة شهور فقط !. عاشت عائلتا الفتاتين بعيداً عن بعضهما إلاّ في فترة قصيرة سكنا فيها بِحَارة واحدة !. لكن " لورانسي " بشخصيتها الجديدة ، ادْعَتْ بأنَّ عائلة " رولف " هم والديها ! و قد تعرّفَت على جميع أصدقاء عائلة رولف و أقاربهم ، و قامت بتسميتهم فرداً فرداً بشكل صحيح دون أي خطأ ! و عرفت عنهم تفاصيل دقيقة لا يمكن معرفتها بوسائل طبيعيّة ! و ذكرت أحداث دقيقة حصلت في حياة " ماري رولف " ! و دامت هذه الحالة لمدّة أربعة شهور تقمَّصت لورانسي خلالها بشخصيّة ماري رولف تماماً !.


ـ عرفت حالات كثيرة مشابهة لما سبق في الوسط الطبي ، خاصة الطبِّ النفسي ، و سمىَّ الأطباء هذه الظّاهرة بانفصام الشّخصيّة ( الحادّة ) ، لكن يبدو أنّها غير ذلك . ظهرت دراسات كثيرة تبحث في هذا الموضوع ، مثل دراسة البروفيسور " ب.جانيت " الذي بحث في قضيّة فتاة تدعى " ليوني " . و الدّكتور " مورتون برينس " الذي بحث في حالة رجل يدعى " لويس فايف " و سيّدة تدعى " سالي بيشامب " التي تبين أنَّ لديها ثلاثة شخصيات أخرى غير شخصيتها !. و حالة الفتاة " دوريس فتشر " التي درسها الدكتور المعروف " والتر برينس " الذي كتب مجلدين كاملين حول هذه القضيّة !.

ـ يقوم بعض الأشخاص أحياناً ، في حالة النّوم المغناطيسي أو غيرها من حالات وعي بديلة ، بالتكلّم بلغات قديمة جداً لم تعد مستخدمة في هذا العصر ! و أصبحت مقتصرة على خبراء الأثار و علماء الانثروبولوجيا . ذكر الدكتور " جويل ويتون " حالة السيّد " هارولد جورسكي " الذي خلال نومه المغناطيسي كتب 22 كلمة و مقطع تعود إلى زمن الفايكنغ ! و تعرّف الخبراء على عشرة من هذه الكلمات و استنتجوا بأنّها لغة قديمة كانت تستخدم في الدّول الاسكندنافية . أما الكلمات الباقية ، فكانت من روسيا و صربيا و اللّغة السّلافية ! و جميع هذه اللغات تحدّثت عن البحر و السّفن و الرَّحلات البحريّة !.

ـ ذكر في إحدى دراسات " مجتمع البحوث الوسيطية " عن حالة حصلت في العام 1931م مع فتاة بريطانيّة ( من بلاكبول ) تدعى "روزماري " . راحت تتكلّم باللّغة المصرية القديمة ! و اتخذت شخصيّة فتاة مصريّة تدعى " تيليكا فينتيو " ، عاشت في مصر بتاريخ 1400 قبل الميلاد ! و تمكنت من كتابة 66 فقرة باللّغة الهيلوغريفية ! ذلك أمام المتخصّص في الآثار المصريّة البروفيسور " هاورد هيوم " !. استطاعت هذه الفتاة التكلّم بطلاقة ، بلغة لم تُستخَدم منذ آلاف السنين ! و لم تكن مألوفة سوى بين مجموعة قليلة من الأكاديميين المختصين في الحضارات القديمة !.

ـ وسيطة روحيّة تدعى " بيرل كورغن " من سينت لويس ، كانت هذه الإمرأة شبه جاهلة و غير مثقّفة ، لكنها استطاعت كتابة القصّص و الرّوايات بلغة إنكليزية فصحى ! و كتبت 60 رواية و مسرحيّة و قصيدة ! بالإضافة إلى ملحمة شعريّة مؤلفة من 60.000 كلمة !.

ـ بالإضافة إلى التّفسيرات التي تبناها المتشككون ، مثل الاحتيال و الكريبتومنيزيا ، تبنوا أيضاً عنصر التخاطر و الوراثة الجينية . فحتى هذه اللَّحظة ، لم يظهر في أي مكان بالعالم دراسة موثَّقة تذكر أشخاص استطاعوا تعلّم لغة غريبّة عنهم بواسطة التخاطر .

و من ناحية الوراثة الجينية ، فلا يمكن لأحد أن يربط بين لغة صينية منقرضة منذ آلاف السنين ، بفتى أوروبي أشقر ذا العينين الزرقاوين مما يجعله يتكلّمها بطلاقة ، اعتماداً على الوراثة الجينية !.

هناك الآلاف من حالات الكسينوغلوسيا المعروفة ، و المئات منها قد وثّقت في دراسات علميّة مختلفة . و ذكرت فيها لغات منقرضة منذ آلاف السّنين ، و لغات أخرى من جميع أنحاء العالم ! لكن بالرغم من هذه الدّراسات المكثّفة ، لم يتم التوصّل إلى تفسير نهائي بالاعتماد على المنطق العلمي التقليدي !... فما هي الحقيقة ؟...
 

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى