أكد فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي جمهورية مصر، أن حديث أم عطية الخاص بختان الإناث ضعيف، ولم يرد به سند صحيح في السنة النبويحتى لو كان صحيحا، فيحمل على حالات مرضية معينة يحددها الأطباء، وهي حالات قليلة جدا، فمن الأدلة على أن ختان الإناث ليس من الشرع، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يختن بناته رضي الله عنهن، ولم يثبت أنه أمر به، فترك النبي لختان للإناث يدل على عدم المشروعية..
وأشار ان ختان الإناث يجب ان يقتصر على حالات الضرورة العلاجية التي يحددها الأطباء، فالنص الشرعي يتفق مع مقاصد الشرع ومصالح الخلق، حيث اكدت الأبحاث الطبية على الضرر البالغ لهذه العملية..
وأكد المفتي ان ختان الاناث تحدث في مناطق معينة ومحدودة، ما يبرهن على أنها ثقافة وعادات، وليس من الشرع لأن الشرع الشريف لا يوافق على العادات التي تتصادم مع العلم والطب الحديث..
وأشار المفتي إلى أن دار الإفتاء المصرية تفاعلت إيجابيًّا ومبكرًا مع البحوث العلمية الطبية الصادرة عن الجهات الطبية المستقلة والمحايدة، التي أثبتت الأضرار البالغة والنتائج السلبية لختان الإناث..
أكد الداعية الإسلامي اليمني جبري إبراهيم حسن في حديث للجزيرة نت أن ختان المرأة ليس له أصل في الدين، وقال إنه لم يرد نص في القرآن الكريم يدل عليه لا من قريب ولا من بعيد، كما لم يثبت أن النبي محمد ختن إحدى بناته أو أمر إحدى بنات بناته بالختان أو حتى غيرهن.
وأشار إلى وجود ثلاثة أحاديث، وقال إنه تتبع جميع طرق هذه الأحاديث..
واعتبر أن هذا الحديث لا يأمر بالختان، وإنما يدل على وجوب الغسل، كما أن قوله التقى الختانان لا يعني أن المرأة مختونة، وإنما هذا يؤخذ في اللغة العربية على التغليب، فيقال عن الشمس والقمر النيران، والنيّر هو الشمس وليس القمر.
فمثلا :( اذا التقى الفاسقان فوجب الغسل) فليس معناه ان الفسوق حلال مباح..
وفيما يتعلق بالحديث "أشمي ولا تنهكي"، وكذلك الحديث "الختان سنة للرجال مكرمة للنساء" فقال إنهما ضعيفان لا يقوى سندهما أبدا..
فيما النبي أمر بأن يؤخذ فيه تدرج حتى يترك، فقال لأم عطية.. وهو حديث ضعيف، والمقصود من الحديث أي شمي الحديدة المكان ولا تقطعيه.
وأوضح أنه إذا كان الختان يؤدي بالفتاة للأمراض ويعرض حياتها للخطر، فحفظ حياتها واجب شرعي ولا يجوز الاعتداء على جسدها..
وأضاف أنه لا يجوز إلحاق الضرر بالفتاة، لأن الضرر مرفوض في الشريعة، ومرفوع حتى في العبادة المحضة والواجبة فقال النبي "لا ضرر ولا ضرار".
واعتبر أن من تجري الختان وليس لها علم بما ينتج عنه والنزيف الحاصل منه فإنها آثمة وتلزمها الدية، فقد قال عليه الصلاة والسلام "من طب ولم يعلم منه طب فهو طامن".