هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

البحث عن طريقة معرفية توصل إلى اليقين ... التحقيق في مسألة الحس والتجربة

سيد الأحجار السبعة

عابر الزمن الثالث
المشاركات
597
مستوى التفاعل
1,056
الموقع الالكتروني
alkynilogy.blogspot.com
2264

يوجد ثلاثة أنواع للمفاهيم الكلية :

1. المفاهيم الماهوية ( المعقولات الأولى ) : ينتزعها الإنسان من التجربة الحسية دون استدلال أو قياس عقلي وذلك عند التجريد التحليلي ( نزع الصفات الشخصية عن الشيء المحسوس مثل تجريد القلم الأخضر عن مقدار طوله وعرضه وموقعه والمواد المصنوع منها للوصول إلى مفهوم القلم الأحمر الذي ينطبق على كل الأقلام ) أو التجريد التركيبي ( انتزاع الصفات المشتركة بين عدة محسوسات وتحويلها إلى ماهية مثل انتزاع مفهوم الحديد من الصفات المشتركة لعدة قطع حديدية ) ، مثل مفهوم الإنسان ومفهوم الحيوان ومفهوم الوجود ومفهوم القيمة.
وهذه المفاهيم إما أن تصور المادة المخصوصة ( الطبيعيات مثل الإنسان والحيوان والنبات والمعدن ) أو المادة المعقولة ( الرياضيات مثل الكمية المتصلة أو الهندسة ، والكمية المنفصلة أو العدد ) أو أن تصور المجردات ( الإلهيات أو الميتافيزيقا مثل الوجود والجوهر والإله ).

2. المفاهيم الفلسفية ( المعقولات الثانية الفلسفية ) : هي مفاهيم تحتاج إلى إعمال العقل بالمفاهيم الحسية من خلال التجربة أو الاستدلال العقلي ، للوصول إلى مفاهيم مثل العلة والمعلول ( السببية ) أو مثل الوجود بالقوة والوجود بالفعل ، ومن هذه المفاهيم يتم اشتقاق المناهج العلمية وفلسفات العلوم.

3. المفاهيم المنطقية ( المعقولات الثانية المنطقية ) : هي مفاهيم عقلية مستمدة من القياس على المعلومات الموجودة في العقل من مفاهيم ماهوية وفلسفية ، من أجل الوصول إلى مفاهيم مثل التناقض والنقيضين والكلي والجزئي والكل والجزء.

التحقق في دعوى أصالة المعرفية الحسية

المفاهيم الحسية الماهوية الحسية ( المادة المخصوصة ) هي المفاهيم الوحيدة التي تعترف بها العلوم الطبيعية الغربية في الوقت الراهن نتيجة حملات مكثفة من الحروب الدعائية التي تحارب الفلسفة ( علم الوجود ) والمذهب المعرفية غير المادية ... موضوعنا في المشاركات القادمة سيكون المفاهيم الحسية الاولى اي المادة المخصوصة ...

يقول الطبيعيون بان جميع المفاهيم الغير مستمدة من الحس الجسدي هي مفاهيم وهمية تم اختراعها بسبب التشابه بين الافراد وليس هناك كليات لا في العقل ولا في الواقع بل مجرد اوهام بما فها الطبيعيات نفسها ، لأنها مجردة وليست حسية ، لكنها تقبل لاعتبارات عملية كالمحافظة على تقدم العلوم ,,,

وهذا معناه أن قيمة المعرفة غير الحسية معدومة ، فلنرى الآن القول المنطقي السليم في قيمة المعرفة الحسية ...
أولاً وقبل كل شيء لن يقوم علم لا يعترف بمفهوم الوجود والحقيقة والسببية والماهية وغيرها من المفاهيم الماهوية والفلسفية ، وهذه الأشياء يتم تضمينها في منظومة مسلمات العلم التي تحتوي المبادئ التصورية ( المفاهيم الأساسية من مفردات وعلاقات ) والمبادئ التصديقية ( المسلمات الأساسية للعلم مثل وجود الموضوع الخاص بهذا العلم ) وهذه المنظومة يتم الوصول إليها وإثباتها عن طريق علم المعرفة وعلم الفلسفة ( علم الوجود ).

لنرى ما هي المشكلة الأساسية التي تفصل معرفتنا عن اليقين والحقيقة ...

1. التجربة الحسية تاتي فقط بالتصور ، اما التصديق فيكون من خلال العقل :
التجربة الحسية الموضوعية ، محصورة بالحواس الجسدية وقد تم إلغاء الإحساسات الباطنية والوجدانية والحدسية تعسفاً في مذهب الماديين ، لكن هذه التجربة الحسية الجسدية تعطي مجرد تصورات بديهية عن الخارج ، أما الحكم بصدق هذه التصورات ، أو الربط بينها لإنشاء جملة مفيدة ، فيحتاج إلى برهان عقلي ...
لو قمت بتجربة على الفئران ، بحيث تم تعريضهم لاستنشاق دواء ما ، فضوابط هذه التجربة مثل المسافة بين الفأر وبين الدواء ، ومثل كمية الدواء ، وطول مدة التجربة ، وعدد الفئران الداخل بالتجربة ، والمجموعة الضابطة وبقية هذه الأمور ، يتم الحصول عليها من خلال التفكير العقلي المعتمد على المفاهيم الماهوية والفلسفية ، كما أن إثبات صدق نتائج هذه التجربة ، يحتاج إلى إقرار العقل بها بناءً على المنهج المعرفي الذي يقر به ، فلو كان العقل لا يقبل بأن تكون تجربة كهذه صادقة فلن تستطيع التجربة وحدها أو الرصد المادي وحده أن يقنع المجرب بصدق التجربة.
من أجل التصديق بأي تجربة ، نحتاج إلى قوانين عقلية معينة يتم استمدادها من المعقولات الثانية مثل قانون السببية وقانون امتناع اجتماع النقيضين وقانون الهوية ...

2. مشكلات المعرفة التي يولدها الاستدلال تنطبق بعينها على التجربة الحسية :
تنتج مشكلة عدم يقينية المعرفة من عدم تواجد شرطين أساسيين ، وهما مطابقة المعرفة للواقع ومطابقة الواقع للمطلق ، فالمعرفة اليقينية أو العلم اليقيني ، هو الذي ثبت أنه مطابق للواقع المطلق ...
الإدراك الحسي يرسل صوراً إلى الذهن ، مثل صورة الكتابة امامك ، وشكلها ولونها وحجمها وبعدها ، صورة المكتب أو الطاولة ، صورة الغرفة ، صورة السماء .... لكنك لا تملك دليلاً على أن هذه الصور تطابق الواقع الخارجي الذي تحكي عنه ، أو حتى تثبت وجوده ، إن هذه الصور موجودة في ذكرتك وذهنك حال التقاها ، وبعد التقاطها ، لكن ما الذي يضمن لك أن لا تكون من صنيعة عقلك ، أو مجرد أحلام ؟
هناك انفصال بين الصور الذهنية وبين الواقع ، إنها موجودة في الذهن فقط ، أما الواقع موجود خارج الذهن ، ومن هنا تكمن المشكلة الأولى ، وكما هو معروف فيزيائياً فإن الحواس المادية والأجهزة الراصدة لها "حدود ضباطة" ، فالمسطرة مثلاً إذا كان طولها 5 سم فإن طولها الحقيقي ليس نفسه ، لأننا عندما قدرنا طول السنتيمتر قدرناه نسبة إلى جهاز قياس آخر هو أيضاً تم ضبطه بجهاز آخر إلى أن نصل غلى مرحلة الضبط اليدوي التي ترجع إليها كل أجهزة القياس والرصد ، ومهما زادت دقة الضباطة ف الجهاز فإن حدوده تبقى موجودة ، وهي غير مؤثرة في الأحوال العادية ، لكن عندما يتحول الأمر إلى القياسات الإشعاعية والكيميائية المتقدمة تزداد حدود الضباطة بشكل هائل ، فالعمر الإشعاعي للأرض يصبح غير موثوق ، لأن طول عمر الإشعاع لا يمكن قياسه إن كان فوق 50000 سنة ، وكذلك جميع القياسات الفيزيائية الأخرى للمستحاثات والنجوم وغيرها ، والسبب في حدود الضباطة طبعاً هو اعتمادها على الصور الذهنية للواقع الخارجي وليس على الواقع الخارجي نفسه ، فمثلاً لا يمكن للعين أن ترصد الأشعة فوق البنفسجية أو تحت الحمراء بل رصدها محدود بهما ، وكذلك الأذن تسمع بين 20 و20000 هرتز ،وهناك مليارات الدرجات تحت هذا الحد وفوقه.

والمشكلة الثانية تكمن في الواقع نفسه فلا شيء يمنع الإنسان من افتراض أنه حتى لو كانت الصور الذهنية ( السمعية والبصرية و... ) مطابقة للواقع الخارجي ، فلا شيء يؤكد أن الواقع الخارجي مطابق للحقيقة المطلقة ، ربما يكون الواقع الخارجي مجرد أشياء لا وجود لها إلا أثناء الرصد ، وربما لا وجود لها أصلاً ، وربما تكون مظاهر لشيء آخر أكثر عمقاً من المادة ، أو حتى قد تكون افكاراً في عقل خارق ... فهناك من يقول لا وجود للمادة حتى لو تم التيقن من ان رصدنا للمادة مطابق للمادة الخارجية ، لأن المادة مجرد سراب ، منطقياً لا شيء يمنع هذا الافتراض ، إذن يجب بالإضافة إلى كون الواقع الخارجي مطابقاً للصور الذهنية ، يجب ان يكون الواقع الخارجي مطابقاً للمطلق ومغايراً للنسبية ، ومن هنا نستخدم كلمة "مطلق" للدلالة على واقع غير احتمالي الواقعية.

وكما نرى فكل هذه المشاكل في التجربة الحسية تحتاج إلى التعرف على طريقة جديدة في المعرفة تحل هذه المشاكل ، وتقدم المقدمات اللازمة لتقوم عليها التجربة الحسية الصحيحة والمطابقة للواقع المطلق ، أي : لا يمكن الاكتفاء بالتجربة الحسية ...
 
التعديل الأخير:

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى