john wick
من بين أسماء القديسين والأنبياء والأسماء الشهيرة ستجد اسمين يتكرران كثيراً في الأعمال الفنية التي توصف بأنها ذات مستوى وعي عالي، وهما اسمي "أليس" و"جون".
اسم أليس يرتبط أكثر بالأسرار الأنثوية (الباطنية) وهو يعني "الشمس" و"الحقيقة" ومن جذره ياتي اسم "إيليا" و "إلياسين" و"إيليوس"، كان اسم الشخصية المحورية في عالم ريزيدنت إيفل وفي قصة أليس في بلاد العجائب وعدة أعمال أخرى ذات طابع باطني و"ماسوني".
اسم جون يظهر في الأسرار الذكرية (القوة الفاعلة) وهو يعني "الحي" و"الحر" ومن جذره يأتي اسم يحيى وحنا وجان وكين (باليابانية) وكان اسم الشخصية المحورية في عالم SAW وفي مسلسل Hunter x Hunter وسيف النار وفي سلسلة "جون ويك".
ومن الواضح أن اسم أليس يرتبط ب"الباحثة عن الحقيقة" بينما يرتبط اسم جون ب"الممثل للحقيقة والقصاص" وهذا يعني أن كلاهما يمثل قطبين لشيء واحد، أليس هي القطب الأنثوي له وجون هو القطب الذكري.
أليس تستخدم "الإدراك العميق" في الوصول إلى غايتها، بينما يستخدم جون "الفاعلية المتعالية"، أليس تعتمد على الإدراك أما جون يعتمد على الإرادة .
يعتقد البعض أن النبي هو شخصية وديعة ومسالمة وهادئة على نحو مطلق تخلت عن قوتها ، ولا يمكن أن تؤذي نملة ، وهذا صحيح في بعض الجوانب والحالات ولكن النبي دائماً يمتلك قوى كونية، أو بالأحرى هو متحد بروح الكون ويستمد قوته من الروح التي يتحد معها، ولذلك فالنبي ليس شخصاً ضعيفاً، بل لديه القوة لتغيير العالم، والماسونية من حيث تعاليمها تعرف هذا الموضوع ولذلك تتعامل مع الأنبياء على نحو خاص ومستقل كما لو أنهم بكفة وبقية العالم كل بكفة، والسبب بالطبع ليس شخصية النبي الأرضية بل روحه الكوي الهائلة التي لا يمكنهم السيطرة عليها بنفس الطرق التي يتعاملون فيها مع عامة البشر.
روح النبي هي حقيقة كونية تتجسد فيمن يتفاعل معها ويحقق مثلها الأخلاقي القيمي ، وروح يحيى هكذا ، قوية وجبارة على عكس شخصيته البشرية المتواضعة نسبياً، وجون ويك يعبر عن احد اوجه يحيى ومشكلته الوجودية.
يحيى يفتقد "الجانب الأنثوي" في حياته بسبب ورعه، ولذلك هو مخلص لهذا الجانب في حالة غيابه الدائم، مما يجعله غير قادر على فعل اي شيء إلا ببذل "جهد عظيم" مهما كان هذا الشيء بسيطاً ، حتى ولو كان محض الكلام (الذي سوف يكون بطيئاً وثقيلاً وكأنه يجر عقله إليه).
غياب الروح الأنثوية عن روح يحيى يجعله غير قادر على الهدوء، مما يتسبب بالانفعال واليأس وكأنه يريد أن يحارب العالم بكامله لأنه يائس من العدالة في نظام هذا العالم ويعتبرها وهماص مستحيلاً، لأن الموضوعية لا تسمح بالتقاء عادل ومطلق بين الروح النورانية الأنثوية والروح النورانية الذكرية، لأن قناع الجسد والنفس يحول دون ذلك.
نظام العالم في مستواه العميق هو "الأرواح السماوية الانثي عشر" أو دائرة البروج، وهم ملائكة ، مما يجلعهم غير قابلين للفناء أو التدمير، ولأنهم ممتزجون بالبنية العميقة لكل ذرة في العالم ويشكلون الهيكل الأساسي للموجودات فلا شيء يمكنه أن يخرج عن أحكامهم ، وهم أصلاً يطلقون هذه الاحكام بطريقة آلية دون ارتجالن مما يجعل الخلاص منهم مستحيلاً دون فناء الكينونة نفسها.
جون ويك يريد تغيير نظام العالم، وهو يحارب القدر المتجسد من الملائكة الاثني عشر "ذات تيبل" ظناً منه أن ذلك سيفلح ، ولكن مهما قام بتحطيم مسارات القدر فغن مسارات جديدة وتجسدات جديدة واشخاص جديدين يظهرون ليجسدوا نفس أحكام الاثني عشر، لأنهم يحكمون من داخل الوجود وليس من مكان ما في خارجه