سيد الأحجار السبعة
عابر الزمن الثالث
- المشاركات
- 947
- مستوى التفاعل
- 1,670
سأحاول في هذا العرض المختصر شرح ركائز علم البرمجة اللغوية العصبية بأسلوب علمي دقيق، حتى يزول الضباب عنها ويتمكن القارئ من إدراك حقيقتها والحكم الواضح عليها، ولتعرف كيف يمكن أن يساعدك استخدامها ...
ما هي البرمجة اللغوية العصبية :
يقصد بالبرمجة : "تنظيم التفاعلات وفق مصفوفة تبدأ من تعليمات (مقدمات) وتنتهي بنتائج ضرورية عنها"
كما هو حال الحاسب، وأصل الكلمة عربي وهو (الإبرام) والأمر المبرم هو الذي يتوضح تماماً قبل انعقاده ، والجيم تعني التعامل مع البُعد الجواني ( الداخلي ) للأمور المبرمة ، فالبرمجة تسير من الداخل إلى الخارج وتكون واضحة.
يقصد من اللغوية : "استخدام لغة من الرموز لتوجيه التفاعل، بحيث ينوب الرمز عن معنى الأمر المباشر".
حين تكتب كوداً على الحاسوب ، يسمى ذلك بالأمر البرمجي ، ولكن حركة يدك حين تأمر بتحركها ليست متشابهة مع الأوامر البرمجية ، أنت لا تفكر بحركة اليد ، بل تحس بمعناها ولا تستخدم وسيطاً لغوياً بينك وبينها ، ولكن الحاسوب يحتاج إلى وسيط لأنه كائن مفارق لذاتك ، وهذا الوسيط هو الأوامر البرمجية.
عصبية : "تستخدم الأعصاب كوسيلة للتعبير الموضوعي عن الوجود"
هل البرمجة اللغوية علم حقيقي ؟
إذا كنت تعرف ما معنى العلم بطريقة احترافية ، ولا تعتمد على آراء المتخصصين لأنك لست في حاجة لها لأنك تعرف الصواب مسبقاً فستدرك أن البرمجة اللغوية العصبية تحقق كافة (العلم الحقيقي)، فأولاً العلوم الحقيقية تصنف إلى الروحية والعقلية والتجريبية المادية ، بناء على أنواع المعطيات للخبرة الإنسانية أو ل(تجربة الوعي الحيوي) في اتصاله مع العالم.
هذا التصنيف يعتمد على معيار الإدراك الذاتي للأمور ، أي أنه مختلف عن معيار الاجماع البشري ، لأن الرؤية الذاتية يمكنها أن تجعلك تدرك الأمور التي لا يمكن أن يدركها المجموع معاً ولكن يمكن لكل واحد منهم على حدى أن يدركها ، مثلاً كلمة الوعي تعني لك قيمة قابلة للتحسس ، ولكنك لا تستطيع شرح هذه القيمة للآخرين ، وإذا كان لكل فرد في العالم وعي فلابد أن يكون كل منهم قادراً على الإحساس بهذه التجربة الفريدة دون قدرته على التعبير عنها للمجموع، ببساطة لأن ما يمكن أن (يشترك ) المجموع في معرفته هو الذي يمكن أن يعرف كل واحد منهم أن الآخر قد عرفه وعاينه ، وبما أن الأجساد تفصل بين الأرواح ولا يمكن لروح أن ترى ما تراه روح أخرى وبينهما حاجز الجسد، فمن الطبيعي حينها أن يكون المجموع معاً عاجزاً عن إدراك المعطيات الغير مادية المصدر ( إلا الأيام النهائية التي تتجلى بقدومها آيات الله ، أو إذا يشاء الله ).
لذلك عندما نتحدث عن العلوم الحقيقية فهي بالطبع، دائرة أوسع من العلوم المادية ، لأن الشرط هنا هو (قابلية الإدراك وتحقق الوجود للوعي) وليس موضوعية الوجود لجميع المراقبين الماديين.
ولكي تثبت علوماً حقيقية للآخرين فيكفي أن تعطيهم المنهج القادر على إثباتها والذي استخدمتَه في التعرف عليها، ولا يمكنك أن تطمح أنك ستطمئن يوماً أن يعرف الآخرون الحقيقة الذاتية بنفس الوضوح الذي تعرفه أنت بها.
البرمجة اللغوية العصبية تطمح إلى الاعتراف بها كنموذج علمي تجريبي مادي، أي أنها لا تتحدث عن أمور يمكن اختبارها ذاتياً فقط، بل تدعو نفسها كموضوع قابل للرؤية من جميع المراقبين ولتحققهم من نتائجه، ينبغي الالتفات لموضوع مهم ، وهو أن موضوع البرمجة اللغوية العصبية تطبيقي ، وليس بنيوي ...
العلوم البنيوية هي التي تبحث في (كينونات وهياكل وماهيات) مثل علم النفس الذي يبحث في النفس وعلم الفيزياء الذي يبحث في المادة وعلم الجيولوجيا في طبقات الأرض وعلم الأعصاب ونحو ذلك ...
العلوم التطبيقية لا تبحث في تشريح كيان موضوعي أو تحليله أو فهم حقيقته ، ولكن تبحث في ( التطبيق العملي المنهجي ) الذي له نوع معين من الأسباب والنتائج المعلقة بوجود معين ، مثلاً علم ( المنطق ) لا يبحث في شيء له وجود ذاتي مستقل ، وإنما في حيثيات تتعلق بالعقل والوجود ، وهذا المنطق يصنف كآلة لأن هذه الحيثيات تُدرس كناحية إجرائية لسير الأحداث وقوانين العالم والتفكير المنعكس عنها. كذلك هو علم ( الهندسة ) أو علم ( العلاج النفسي ) أو علم ( الاقتصاد ) أو (البرمجة) أو الحاسوبية.
لذلك فهمك للبرمجة كعلوم الطبيعة يجعلك في تشويش، لتدرك مقاصد هذا العلم يجب أولاً أن تدرك حقيقته كعلم إجرائي وظيفي، والنتائج المحققة هي ما يقع عليه التجريب.
هذا هو ما يجعل الباراسيكولوجيا علماً معترفاً به من قبل جهات رسمية رغم أنه يبحث في الماورائيات ، لأن الباراسيكولوجيا يبحث في ( الوقائع الموضوعية ) التي تسببها الماورائيات ، وليس في (التعليل الوجودي) لتلك الوقائع ، مثلاً ظاهرة الديجافو ثابتة تجريبياً كوقائع ، مسألة تعليلها وهل تتعلق بالوجود الميتافيزيقي أو الذبذبة المادية هي مسألة وجودية وبنائية وليست من مباحث الباراسيكولوجي.
على هذا المحور ، نقول إن البرمجة اللغوية العصبية هي :
علم تجريبي إجرائي ، مهمته تعيين التفاعلات الزمنية بين العقل واللغة والجهاز العصبي ، ودراسة هيكل السلوك الحيوي الموضوعي للكائن ( البشري ) والاستفادة من نتائج هذه الدراسة في توفير تطبيقات عملية تستند إلى ذلك الهيكل ، ولها مردود واضح موضوعياً.
التعديل الأخير: