هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

المال عصب الحياة العصرية

hassan333

مريد جديد
المشاركات
17
مستوى التفاعل
92
المــــــــــــــال

عصب الحياة العصرية

بعد التعمّق أكثر في تفاصيل هذه الشبكة العالمية المسيطرة على العالم، وأساليبها، وآلية عملها... إلى آخره.. أوّل ما ستكتشفه هو أن غايتها هي ليست كما جعلونا نعتقده. إن الحروب والمجاعات والبؤس الذي يصنعونه حول العالم هو ليس بهدف الربح والنفوذ والسلطة فقط. فمجرّد ما اكتفينا بهذه الأسباب يعني أننا لا زلنا نجهل اللعبة الحقيقية التي نشاركهم بها. المسألة هي ليست مسألة صراع قوميات، أو أديان، أو حضارات، أو أعراق، أو غيرها من أسباب.. والمسألة هي ليست مسألة مال أو أرباح أو سلطة أو نفوذ... إن كل هذه الصراعات التي تنشأ بين الأفرقاء (قومية، دينية، عرقية،... إلى آخره) هي مجرّد وساءل وأدوات لإبعادنا عن حقيقة ما يجري، فالغاية الحقيقية تتمثّل بخلق الظروف المناسبة التي تمكن الأقلية من السيطرة على الأكثرية.


بعد أن تعرّفنا على الوسائل التي يسيطرون علينا من خلالها، بهدف منعنا من التعبير عن حقيقة عظمتنا ككائنات جبارة متعددة الأبعاد، وقتل الإنسان الحقيقي في داخلنا... وقتل كل ما هو مقدّس وأصيل في جوهرنا... فقط من اجل خلق الظروف المناسبة التي تمكن الأقلية من السيطرة على الأكثرية، نكون قد تعرّفنا على الطبيعة الحقيقية للعبة العالمية التي يشركونا فيها دون علم أو إدراك منّا. هذه اللعبة التي مكّنتهم، في هذا العصر الحديث، من السيطرة علينا ومنعتنا من التعبير عن حقيقتنا، تتمثّل بعدة مجالات أهمها: الروح (طريقة التفكير)، الصحة، الغذاء، الطاقة.. هذه اللعبة، بمجالاتها الأربعة، تتمحور حول عامل واحد هو: المـــال.


وعندما نقول مــال، لا نقصد الربح الوفير الذي سيحققونه من هذه المجالات التي يكرسونها، رغم أن عملاؤهم (المسوقون، والمصنعون، والمنظرون) يجنون الكثير من المال نتيجة تكريس المنطق الداعم لهذه المجالات. فبعد أن نعلم بأن النخبة المسيطرة هي التي صنعت المال، وتستطيع طبع الكميات التي تريدها من الأوراق النقدية دون أي رقيب أو حسيب، نستنتج بأن الربح هو ليس هدفهم أو غايتهم. فمن خلال تكريس هذا النظام وهذا المنطق الداعم لهذه المجالات التي تحكمنا، أصبح المـال يمثّل عصب الحياة في العصر الحديث. وأصبحوا يسيطرون على العالم من خلال التحكّم بهذا العصب الحيوي.. المقيت. لكي تتعرّف على إحدى جوانب الغاية الحقيقية من استخدام المال كوسيلة للسيطرة، أنظر في الموضوع التالي:



أسلحة خرساء لحروب صامتة

لكن هذا السلاح لأخرس الذي سوف يستعبد الشعوب في القرن القادم لا يستطيع الاستمرار دون توفّر مجموعة عوامل أساسية، أهمها هو تكريس منطق علمي معيّن يعمل على إنتاج مجتمع استهلاكي يعبد المال. ومن أجل استيعاب هذه الفكرة جيداً، أعتقد بأن الموضوع التالي سيفي بالغرض:


الكهنة الجدد

إننا ننشئ أطفالنا على حقيقة أن المال هو الطريق الوحيد للخلاص..

فنمضي باقي حياتنا نلاحق هذا الطريق... المؤدي إلى جحيم الأسر والاستبداد


فبعد أن أصبحت مجتمعات العالم عبارة عن مجتمعات استهلاكية تماماً، تعتمد على هذا العامل الحيوي... المال... خلال صراعها اليومي للبقاء على قيد الحياة، وتنشأ على واقع يقول أن المال هو العامل الأهم في المحافظة على الكرامة والشرف والقوّة والنفوذ والأمان والملذّات والأهم من ذلك: المستلزمات الأساسية التي تمكن كل إنسان من الاستمرار في العيش بهذه الدنيا البائدة، وبالتالي أصبح يمثّل الهدف الأسمى الذي ينشده كل كائن بشري على هذه المعمورة، فكانت النتيجة أن المتحكم بهذا العصب الحيوي هو الذي يتحكّم بعملية الصراع من اجل البقاء. إن المتحكّم بهذا العامل هو الذي يحدّد من الرابح ومن الخاسر في كل معركة وكل مواجهة وكل صراع، إن كان ثقافياً، عسكرياً، سياسياً، اجتماعياً..... إلى آخره..

بعد أن نتعرّف على أن المعنى الحقيقي للمجتمعات الاستهلاكية هو أنها عبارة عن مجتمعات قابلة للبيع والشراء بأي لحظة وحسب الرغبة، حينها سنستنتج مباشرة بأن: المال هو سلاح....



ففي خضمّ هذا الوضع العالمي الأليم، هذه العقلية الاستهلاكية التي تنشد المال كهدف أسمى، كل ما على النخبة فعله من اجل تغليب فريق على آخر هو أن تدعمه بالمال، وتحرم الفريق الآخر من التمويل... حينها ستُحسم المعركة مباشرة وفي الحال! فلم يعُد النصر مبنياً على المصداقية وقوة الحجة والعدالة أو حتى القوة والبأس... العامل الوحيد الذي يحسم الصراع هو المــــال.. فقط لا غير.

ـ إذا أرادوا تغليب منطق علمي على منطق علمي آخر، كل ما عليهم فعله هو دعم وتمويل رجال المنطق العلمي الأوائل وحرمان رجال العلم الآخرين من تمويل أبحاثهم واكتشافاتهم.

ـ إذا أرادوا تغليب حركة سياسية على حركة أخرى، كل ما عليهم فعله هو تمويل السياسيين الأوائل وحرمان السياسيين الآخرين. فتُحسم المعركة السياسية فوراً.

وهكذا.............

هذه هي اللعبة التي يديرونها في هذا العصر الحديث. ونحن الجماهير المسكينة نصدّق بأن المنتصر، إن كان في مجال العلم أو السياسة أو الاقتصاد أو الصناعة أو غيرها... هو منتصر بفعل قوة الحجّة والمصداقية التي يتمتع بها، ولم نفطن أبداً إلى عامل التمويل الذي يلعب دوراً حاسماً في الأمر.


ما الذي يساعد النخبة العالمية في المحافظة على بقاء واستمرارية هذه اللعبة؟

الجواب هو: الاستمرار في تكريس ودعم المجالات التي تبقينا بحاجة دائمة وماسّة للمال، أي تكريس المنطق الذي ننظر من خلاله تجاه: الروح (طريقة التفكير)، الصحة، الغذاء، الطاقة... وإنهم مستعدون لفعل أي شيء... أي شيء.. من أجل الإبقاء على هذا المنطق الملتوي الخبيث. فمجرّد ما زال هذا المنطق..... انتهت اللعبة وتلاشت أدوات السيطرة والاستبداد


كيف يمكن كبح استمرار هذه اللعبة؟

الجواب بسيط جداً، رغم أنه صعب التحقيق (أنا لم أقول مستحيل، بل صعب). الوسيلة الوحيدة التي تمكننا من التحرر من قيود المسيطرين من خلال مشاركتهم بهذه اللعبة القاتلة هو التوقف مباشرة عن العمل (والانجراف) مع المنطق الذي يكرّسونه. والتعامل مع منطق آخر لا يتوافق مع شروط تلك اللعبة التي يلعبونها. وهذا أمراً صعباً ويمثّل طريق شائك يشوبه الكثير من العقبات. فهذا المنطق الآخر يتعرّض للاعتداء والقمع والملاحقة من قبل جهات نافذة جداً جداً جداً، بحيث جنّدوا الأكاديميات العلمية لمحاربته وإثبات عدم واقعيته، وجنّدوا عصابات الجريمة المنظّمة للتخلّص من، والقضاء على، كل مؤسسة أو شركة أو مركز بحث يعمل وينتج ويبتكر ويبحث وفق هذا المنطق، عداك عن اغتيال المبتكرين الفرديين الذين خرجوا باكتشافات ثورية تستند على هذا المنطق وتثبت مصداقيته، كما استخدموا الحروب للقضاء على كل نهضة شعبية تنشأ في إحدى الدول وتستند على هذا المنطق الآخر، وبعد أن عجز عملاؤهم من كبحه ومنع انتشاره بشكل واسع، كما فعلوا في ألمانيا في بدايات القرن الماضي، حيث كانت الأكاديميات الألمانية حبلى بمنطق علمي جديد كاد يقضي على المنطق المزوّر الذي كان يحكم العالم، لكن انقضّوا عليها قبل أن يولد هذا المنطق وتتحرّر الشعوب من قبضة المسيطرون (عن طريق تجنيد هتلر ودعمه و.... حصل الذي حصل).


إذا كنت تشكّ في هذا الكلام الذي قرأته للتو، فليس عليك سوى تصوّر حدث واحد فقط، سأذكره الآن، وحينها ربما تعيد النظر:

تصوّروا يا أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لو نجح جهازاً واحداً من أجهزة إنتاج الطاقة الكهربائية المجانية (أي جهاز يولّد الكهرباء تلقائياً ودون حاجة لوقود)، في الانتشار بشكل واسع وسريع واكتسح الأسواق بشكل مفاجئ مما يجعل المسيطرون عاجزون عن فعل شيء إزاء الأمر، فما برأيكم سيكون مصير الشركات والأكاديميات وغيرها من فروع ووكلاء وعملاء هذه الإمبراطورية المتمثلة باقتصاد الطاقة؟!


هل تعلم أن جهاز إنتاج الطاقة الحرّة (خاصة الكهرباء المجانية) يمكّن كل عائلة في العالم، أن تطبخ على نار أو مصدر حرارة مجاني، وأن تحوز على وسائل تدفئة مجانية (دون وقود أو محروقات)، وأن تشغّل محركاتها (مصانع ورشات وسائل نقل....) مجاناً، فتتحرّر من الفواتير إلى الأبد...! هل تظنّ أن توفّر الطاقة المجانية سيحدث تغيير محدود في حياتنا؟

........................
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى