ابن بني هاشم المجيد

مكرم

مريد جديد
المشاركات
40
مستوى التفاعل
93
قدر له ان يولد في صحراء بين وادين، واد ينبع من عين ماء ازلية و اخر يحتدم نارا من حمم بركانية.. قالت له امه :في هذه الصحراء يعيش اخوتك ،هم ليسوا مثلك و انت لست منهم و قد تصبح منهم، انت الوحيد القادر ان تخلدني و بامكانك ان تقتلني ، بين يديك الماء و النار ..ان احسنت ان تنصهر في لهيب النار و تنبعث من ماء الخلود نجوت و لا يصير الصليب قدرك و ان فزعت منهما صلبت مثل اخوتك و اتحلل انا بين كثبان الرمال حتى يقدر لي الانبعاث من جديد لتحقيق العهد... كان اخوته ضباعا متوحشة تركن الى وادي الماء لكنها ما تلبث ان تتجه مغمضة الاعين الى حميم النار ، فتعوي عواء يصم الاذان و تنبش الارض لتقتات من لحم الجيف النتنة و تمتص دماء بعضها البعض و حين تهدا تعود الى الماء منهكة مسالمة لترتاح قليلا ... ان خرجت اليهم قتلت و نهش لحمي او اقتلهم و اصير مثلهم ، امامي حلان لا ثالث لهما اما الخلود و اما الصلب على ايدي اخوتي، و ما قيمة الحياة خائفا كالجرذان او مفترسا كالضباع، لا بد ان اكون طائر الفينيق الذي ينبعث من لهيب النار ، لابد ان انقذ اخوتي فلا قيمة لحياتي دونهم و يستحيل من غيرهم ان احقق رسالتي... توجه الى وادي النار و اطلق يديه الى السماء و صاح ، انتبهت اليه الضباع و اسرعت نحوه سكارى و ما هم سكارى ، ظلت تطوف حوله تشتم رائحته ، كانت زكية غير مالوفة، بقي ينظر اليهم بحنو و يراقبهم، كان مستسلما لوادي الماء تملأه الطمأنينة و السلام... انقض عليه احدهم و افترسه و لحقه الاخرون ، كلما نهشوا منه طرفا الا وانفتحت اعينهم و قل جنونهم ..حتى زالت الغشاوة عنهم ، و سقطوا على الارض كانه اصابهم مس من القدر... كانوا سبعة اخوة و ثامنهم هابيل ، انفجرت من عمق الصحراء عاصفة عظيمة طوت الارض و التحم الماء بالنار ، و اخذوا يتحولون و يتلاحمون، كل فرد منهم اضحى طرفا لانبعاث خلق مجيد و من دماء هابيل تشكل القلب و فاضت روح الام على هذا المجيد.. و انطلق صقر قريش الى عنان السماء... ملاحظة عزيزي القارئ: النص مراة لك و لي...
 

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]

الأعضاء الذين قرؤوا هذا الموضوع [ 3 ]

أعلى