هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

نهج الشفاء الحيوي 4 || تأثير النفس والروح على الجسد - مبادئ وتقنيات العلاج الحيوي والطب الكوني

سيد الأحجار السبعة

عابر الزمن الثالث
المشاركات
597
مستوى التفاعل
1,056
الموقع الالكتروني
alkynilogy.blogspot.com

أساس العلاج النفسي الروحي للمشاكل الجسدية

ey-dk-sustainability-awards-hero.jpg
الكينونة لها جوهر واحدي وتعبيرات لا نهائية ، هذه الحقيقة ..

أما ما يبدو الأمر عليه ظاهرياً مختلف عن ذلك ، لأن الكينونة تبدو كمجموعة من الجزئيات وتتركب هويتها من العلاقات فيما بين تلك الجزئيات ، هناك نفس وعقل من جهة ، ووعي من جهة ، وجسد من جهة ، وكل منها مستقل عن الآخر أو مختزل فيه ( ليس له وجود ) والجسد مركب من عناصر لا يوجد بينها عامل جوهري يوحدها ، فكل عضو أو نسيج جسدي يبدو وكأنه شيء منفصل في ذاته ومرتبط زمنياً مع بقية الأعضاء برابطة ثانوية.

الفكرة الأساسية في الفهم البيولوجي للجسد هي أنه ( مركب ) من أشياء كثيرة ، وهذه الأشياء ترتبط معاً بسبب تجاورها لا لأن شيئاً باطنياً يوحدها معاً على هذا النحو ، وهذا يعني أن علاج كل عضو في الجسد منفصل عن علاج بقية الأعضاء فضلاً عن أن يكون علاج الجسد مقترناً مع علاج النفس.

هنا يأتي دور علم النفس التجريبي ليعطي بعض الملاحظات القوية
1. من خلال نتائج تجارب ما يسمى ( السايكوفيزياء ) يبدو أن العلاقة ما بين التحفيز البيئي والإدراك الحسية علاقة تفاعلية غير سلبية ، الإدراك ليس محض عامل سالب يتلقى التنبيه ، أول ما يتجلى فيه تفاعل الإدراك مع البيئة هو مبدأ الموضوع والخلفية ( أو الموضوع والإطار ) وهذا ما يسبب انخداع العين بحيل بسيطة نسبياً كما سبق ووضحنا ، لأن الإطار يتحكم برؤية الموضوع وتفسيره تماماً ، وهذا ما يسبب اختلاف أذواق الناس حول نفس الموضوع ، واختلاف ردود الفعل لنفس المثير ، لأن الأطر أو الخلفيات تعتمد أيضاً على الذاكرة والتصور المسبق ، وهذا ما يجعل الناس يختلفون في مواقفهم من نفس القضية.

2. ردود الفعل الفيزيولوجية على المثير تنعبث من الإطار الإدراكي للموضوع وليس من الموضوع بشكله الخالص : كما في تجربة بافلوف الشهيرة مع الكلب الذي أصبح صوت الجرس في إطار إدراكه موضوعاً مثيراً لرغبة الطعام ، لاحظ أننا نتحدث عن ردود الفعل أو المنعكسات ، التي تحدث بمجرد إدراك الموضوع وقبل اتخاذ قرار واعي، وهي أشياء لا يتحكم الفكر مباشرة بها ، وتتعلق بالجسد.

3. ردود الفعل الفيزيولوجية هذه يمكنها تغيير صحة الجسد نحو الأفضل أو الأسوء ، ففي الحالة الأولى تؤثر عوامل من البيئة إيجاباً على المزاج النفسي وهو ما يؤثر على الجسد ، أو سلباً ، ويتحقق التأثير من خلال الأعصاب ، دون أن يكون هناك اتصال مباشر بين التأثير النهائي للبيئة على الجسد وبين العوامل التي أدت بالذات لهذا التأثير.

مثال بسيط على ذلك وهو رد الفعل على هدوء الشارع وصفاء الجو من عوامل التشويش ، وكذلك مثال معاكس للحالة الثانية وهو الضوضاء الفائقة وخلو الأجواء من أي صفاء ، لأن المفروض حسب المادية البحتة أن لا يؤثر الضغط النفسي على صحة القلب أو الأوعية الدموية أو بقية الأعضاء الداخلية ، ومن المفروض كذلك حسب المادية أن لا يتمكن المؤثر البيئي من علاج المرض العضوي إذا لم يكن يؤثر مباشرة على العضو المصاب..

ولكن لأن الأعصاب تتحكم في معظم فيزياء الجسد مباشرة عبر إشاراتها الكهربائية فلن يتطلب الموضوع أكثر من إحداث بعض التشويش في هذه الإشارات لتغيير فيزيولوجيا الجسد بالكامل نحو الأسوء ... وبما أن التفكير والإحساس الفيزيائي بالعالم والمحيط هو المسؤول الأساسي عن تنظيم كهرباء الدماغ فمن الممكن لهذا التفكير أن يؤدي لنتائج إيجابية أو سلبية بحسب تداخل الإشارات العصبية الناتجة عنه مع تلك المتعلقة بالشبكات العصبية الأخرى ... الأمر أشبه بإلقاء حجر في مجرى ماءي منتظم تسبب موجات سقوطه اندفاع الماء بشكل عشوائي ، حجر واحد قد لا يحدث تأثيراً كبيراً ولكن آلاف الأحجار ( آلاف الأفكار ) ستجعل الماء في حالة من الشواش وتقطع مجرى المياه عن توزيعاته الأساسية

كذلك وابل الأفكار يشبه معركة بين حركة الحجارة أو الرياح والحركة المنظمة للماء ، كما أن الصدمة النفسية أشبه بحجر ضخم جداً أو عاصفة تغير مجرى الماء بشكل واضح.

ففي حالة الضوضاء فالحجارة قليلة ولكن هجومها طويل الأمد ، لذلك لا يظهر التأثير بسرعة ، ولكن هناك الكثير من الأشياء المشتركة بين الذين يعيشون في الضوضاء المستمرة : حالة تقلص عضلات الوجه والأطراف والتي يمكن بسهولة الكشف عنها إكلينيكياً ، تقلص الأمعاء المؤدي للإمساك أو الإسهال ، زيادة الحدية في ردود الفعل ، صعوبة أخذ النفس أثناء التركيز على شيء معين....
من الممكن للتقلصات المستمرة أن تسبب أمراض المفاصل والعظام والأوعية الدموية والأمعاء والمعدة ، وكل حدية أو انفعال سيتسبب بخلل في الهرمونات وبالتالي سيعزز التشويش على الإشارات العصبية.

فهذه الضوضاء رغم أنها لا تؤثر مباشرة على الجسد ، ولكنها تؤثر على المزاج ، وتأثيرها على الجسد واضح وإكيلينيكي ، لأن الكثير من مناطق الجسد تكون مشدودة ومتقلصة ، وكان الطبيب النفسي الأوربي في القرن المنصرم يبدأ جلسته بعلاج المريض أولاً من هذا الاشتداد من خلال إرخاءه على الأريكة وتوفير عوامل هادئة أو تقني معينة.

هذه قاعدة أساسية يجب أن تدركها ، الجسد لا يعمل بعزلة عن النفس والجهاز الإدراكي ، بل يتأثر بهما أكثر بكثير مما يؤثر فيهما فيزيولوجياً ، في الحقيقة ، الجسد لا يؤثر على النفس مباشرة إذا كنا نتحدث عن النفس بمعنى المعتقدات والطباع والهوية ، أما النفس فتتحكم بالأعصاب ، والأعصاب تتحكم بالجسد. أحياناً تتأثر الأعصاب بسبب الجسد ( بسبب نقص الإمداد أو ردة فعل مناعية ضدها مثلاً ) فتؤثر حالة الضباب في عملها على المزاج النفسي ( وليس على معتقدات النفس ) لأنها تولد الألم أو تشوش على التركيز ، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها للجس التأثير على النفس ، لأن النفس ليس لها قوام مادي ولكن الجسد له قوام نفسي ، وهذا أشبه بخلق مجال بيئة داخلية تتفاعل معها النفس مباشرة ( ضمن الجسد ).

الفكرة العامة في العلوم التجريبية تنعكس عن رصد بسيط وساذج جداً للمعطيات ، التحليل العميق لهذه المعطيات يكشف عن نتائج مختلفة ، العالم النفسي يشكل دائرة ضخمة جداً من مجالات التفاعل ، والعالم المادي الذي نعرفه حالياً هو تعبير واحد عن هذه الدائرة ، أي أنه أشبه بالنقطة في بحر لا متناهي يسمى بالعالم النفسي أو العقلي أو النجمي.
Psychophysics-Measuring-Sensation-Pdf-20.jpg

ما يجب أن تلتفت إليه هو الجواب عن سؤال بسيط : من أين تأتي الكهرباء العصبية أصلاً ؟
لماذا تتوجه الإشارة الكهربائية بطريقة معينة متناسبة مع الأمر النفسي أو المزاج النفسي أو الفكرة ؟
حين تفكر بموضوع معين تتولد إشارات كهربائية ، ولكن الفكرة نفسها ليس لها وجود موضوعي ، أنت الوحيد الذي تفهمها ، وأنت الوحيد الذي تحس مزاجك الداخلي مباشرة ، وأنت الوحيد الذي تدرك ما تراه أو تتصور أو تتذكر ، الذاكرة والتصوير والخيال والمزاج والمشاعر ، ليس لها أي وجود مادي ولا يمكن معرفتها لولا أنك تختبرها ذاتياً.

ومع ذلك تتولد الإشارات العصبية من جراءها ودون سببية مادية ...
هذا يعني أن المادة تتولد من اللامادة في كل لحظة من خلال انتقال أوامر وعيك إلى دماغك ثم إلى جسدك والمحيط ... وبما أن الفكرة شيء غير مادي الوجود فكيف يمكنها أن توجه الكهرباء المادية لتتخذ شكلاً معيناً من التفاعل ؟
عندما تأمر جسمك بالاسترخاء ، أو ببساطة حين تحرك يدك ، فما تفعله بالضبط هو أنك تطلق أمراً ليس له قوام أو حامل مادي ، ثم يتجلى هذا الأمر الغير مادي بشكل مادي : الكهرباء ، التي تتجلى بشكل أكثر مادية وهو الحركة الجسدية، والذي يتحول لشيء موضوعي يراه الجميع.​

2023-06-06 14_01_36-‫أنمي Digimon Tamers الحلقة 47 أون لاين و مترجم _ أنمي فوجي.png


إن الفكرة والشعور يتحكمان بمجريات الأحداث المادية على مستوى تكوين المادة ، إنهما يقعان بالضبط في ذلك المستوى المعبر عنه ب(المجال الكمومي) ، وهذا ما قد يفسر ظاهرة تأثير المراقب في الفيزياء الكمومية ...



من المعروف في الطب البديل عموماً أن الأمراض الجسدية لها جذور نفسية، ينشأ المرض الجلدي عن صدمة، ينشأ المرض في الأمعاء عن قلق ، العيون الحزينة واليائسة لا ترى جيداً ، الع ، الجلطات تحدث بسبب عنصر المفاجأة ، الربو يحدث بسبب انقفاص رؤية الكون ...

أمور قد يعلمها المهتم قبل بدء الدراسة حتى.

طالما أن العلاجات الدوائية لا تجدي نفعاً مع تلك الأمور ، سيكون من الأكثر فاعلية أن تعمد إلى إزالة السبب النفسي أولاً … الأمر بسيط، ليس بالتعقيد الذي تتخيله.

 
الجسد المادي هو انعكاس للتكوين النفسي العميق

ربما يفاجئ هذا كثيراً ، ولكن الفراسة أو علم كشف الباطن بتبديه الظاهري علم تجريبي بقر ما هو علم عقلي ، والأسس التي يقوم عليها هي نفسها الأسس التي يمكن من خلالها تحليل الظواهر الماية لاكتشاف القوانين المؤدية إليها.

سبق وتحدثنا عن كون الجسد ( والمادة عموماً ) نتيجة نهائية لخط تفاعل زمني ، أي أن رصد الشيء مادياً هو ما يعطيه هويته المادية ، بدون هذا الرصد سيكون الشيء غير مادي أو لا يمكنك أن تقول إنه مادي ، فالطبيعة المادية تعني وجود الشيء محلياً ( هنا بالضبط والآن بالضبط ) وكلمة بالضبط لا يمكنها أن تتحقق دون وجود راصد يعي الشيء وهو يشغر المحل المحدد ، ولأن الرصد هو محض تأثّر بقوة معينة ينتج عنه صورة معينة ، فإن الصورة المحلية للشيء المرصو تساوي ماديته ، وخارج هذه الصورة لا يكون الشيء ماياً لأنه لا يكون موجوداً في إحداثيات محلية.

وضربنا مثلاً عن شعاع الشمس الذي يصدم الحقل الكهربائي لأعصاب العين مما يؤدي إلى التقاء القوة الشمسية مع كهرباء العين وينتج صورة حسية محددة بهنا والآن وهذه الصورة هي التي تراها كشمس ، أما الشمس بحد ذاتها فتخلق طيفاً لانهائياً من الصور لمختلف الراصدين ، والتي تختلف في إحداثيات المكان والزمان حسب زاوية الرصد لكل منهم ، لأن الشمس بحد ذاتها ليست أياً من هذه الصور ، ولا حتى جميع الصور ، الشمس لا تدرك مادياً ، ولكن تأثيرها على المراقب هو الذي يتم إدراكه.

من المفترض أن يكون هذا المبدأ معروفاً في الفيزياء ، خاصة بعد أن وضحه آينشتاين ، وهو يعني نتيجتين : الأولى أن وجود الشيء مادياً هو مجرد تأثيره الفيزيائي على شيء محلي ، في نقطة التقاء تأثير الشيء وتأثر شيء آخر به ينشأ الوجود المادي المحسوس للكائن أياً كان ، وهذا يعني أن المادة هي نتيجة لتفاعل معين ، وليست شيئاً قائماً بذاته أو وجوداً حقيقياً بحد ذاته.

النتيجة الثانية أن القوى المسؤولة عن تخليق المادة في أي لحظة من لحظات الزمن قوى متحررة من الواقع المادي وليس لها شكل محلي ، وهذا يعني أنها تكوّ، المادة ولكن المادة لا تتحكم بها.

كما ترى ن يمكنك أن تعلم بهذه النتائج دون أن يكون لديك معرفة فيزيائية تخصصية ، والسبب أنك أدركت الواقع كما هو عليه ، ولم تقوم بالتنظير أو بالتصور الذهني ، لقد عالجت الوقائع التي أمامك فحسب، وهذا أقرب للتأويل الدقيق للظاهرة المادية بحسب موقعها من الوجود ، وهذا النوع من المعرفة يسمى بالمنهج الإدراكي ( الفينومينولوجيا ).

إذا كنا سنتحدث بلغة الفيزياء التخصصية ، هذه القوى النفسية التي تكوّن الواقع المادي تسمى في الفيزياء ب( الأمواج الكمومية ). وهذه الأمواج تختلف عن الأمواج الميكانيكية في كونها غير محددة بمكان وزمان محليان ( ليست موجودة هنا والآن ) ، أي أن الموجة المائية التي تعرفها في عالمك يمكن تحديد كل جزء منها والقول إنه موجود في هذه النقطة بالذات ، لأن كل جزء مرتبط بعلاقات نسبية معينة مع أشياء أخرى ... أما الموجة الكمومية فيمكنها أن توجد نظرياً على كوكبين بنفس الوقت ، وفي زمنين بنفس الوقت ، لأنها لا تدخل في المكان الذي يتم رصد تأثيرها به ، إنها تؤثر عليه فقط وتأُثيرها المرصود وحده الذي يدل على أنها نفس الموجة الموجوة في مكان وزمان آخر، أما الموجة الكمومية نفسها ، مكانها وزمانها خارج إحداثيات الكون المنظور ... إنها تسبق الحدث وتكوّن التفاعل ، إنها تقع في مستوى التأثير.

هكذا كل شيء حولك مادي له مجال كمومي ( نفسي - نجمي ) أوجده من العالم الأكبر والمتحرر من التعيّنات المحلية ، والجسد ليس استثناءً ، ولذلك يمكن للنفس أن تؤثر على الجسد ، كما يمكن للكموم أن تؤثر على الواقع المادي المنظور ، وكما أن تصور الواقع وهو يؤثر على الكموم غير صحيح في العمق ، فتصور الجسد وهو يؤثر مادياً على النفس كذلك غير صحيح في أعماقه.

الموجة الكمومية ليست شيئاً محايداً رغم ذلك ، إنها تتوجه للتأثير بطريقة معينة ، بحيث توجد شيئاً معيناً وله علاقاته الخاصة ، وكما أن المراقب يؤثر على هذا التفاعل ويسهم في توجيه الموجة الكمومية ، فكذلك القوى النفسية توجه الجسد للتكوين بنمط معين من الأشكال المادية بحسب الجهاز النفسي ووعي الإنسان.

وهذا يعني أن شكل الإنسان الخارجي مرتبط بخصائص نفسه ، وكذلك صحته البدنية مرتبطة بتكوينه النفسي وبشكله الخارجي ...

ربما تعرف الآن لماذا عندما ترى أشخاصاً لا تستريح لهم وتبدو نتائج التعامل معهم متوافقة مع رؤيتك الأولى ، لأنك أدركت شيئاً داخلياً في تكوينهم من خلال صورتهم الخارجية ( هذه ليست قاعدة لغير المتخصص ) ، وبنفس الطريقة يمكن تحديد عوامل معينة تدل على الصحة والأمراض ، فالهالات السوداء والانتفاخات تحت العين تدل على صحة غير سوية للكلى ، والتجاعيد البارزة على الجبهة تشير إلى مشاكل في الأمعاء ، والنقاط الغريبة في منطقة معينة من العين لها معنىً محدد بدقة.

والرابط بين هذه المناطق وبين تلك الأعضاء هو اتحاد نفسي ، وليس اتصالاً مادياً ، فالجبهة تتعلق بالتحليل مثل الأمعاء ، وتحت العينين يتعلق بالتصفية مثل الكلى ، والحقيقة أن الطب الصيني بنى هذه النماذج بعد آلاف أو حتى ملايين التجارب على استقراء الأمراض وعلاقاتها بالجسد ، وفي هذه الناحية لا أعتقد أن الطب الصيني يقل دقة عن مستوى 99% ، بحسب التجربة الشخصية ، وبحسب المبادئ التي يتأسس هذا النمط عليها.

إذا تغيرت النفس سيتغير الجسد تلقائياً ، وإذا عالجت التكوين النفسي للمشكلة فسيتلاشى وجودها الجسدي ...​
 
تقنيات العلاج النفسي
التوكيد


هو أمر مباشر تصدره للعقل أو للنفس، هذا كل شيء ….

التعقيد ليس في التوكيد بحد ذاته، بل في ملحقات التوكيدات :
* مدى تصديقك للتوكيد ؟
* مدى إحساسك بالتوكيد ؟
لأن العقل المجرد لا يدرك معاني الأفكار المنطقية ، ولكنه يتعامل أساساً مع الرموز والتعليمات التي تدعمها المشاعر ، لأن المشاعر تربط بين الرمز وبين الدافعية.

وينظم العقل الأفكار بحسب روابطها مع المشاعر لا بحسب المنطق المجرد المبني على المعايير المعرفية.

إذاً يحتاج الأمر لتدريب على التركيز أثناء نطق التوكيد، لحظة تنسى العالم وتركزْ فقط على الأمر الذي توجهه ، ولا تفكر هل الأمر سينجح أم لا ، لأنك منشغل بالتركيز على توجيه الأمر نفسه.
لا تفكر كيف يحدث ذلك، لأنه لا يحدث بكيفية معينة، لغة العقل مباشرة جداً وصريحة جداً وهي اتباع الفكرة على قدر ارتباطها بالمشاعر ، حتى أن الإحساس بواقعية الشيء أو مدى جدواه لا يفهمه العقل بالأدلة بل بالثقة والشعور ، ولذلك لا يعترف العقل بالمستحيل ولا بالضروري.
التوكيدات تصبح ضبابية فقط لحظة التفكير في كيفيتها أو لماذا هي حقيقية ، وكذلك يحتاج التوكيد إلى الخيال والمشاعر لإرساءه ...
تذكر أن السر في التوكيد هو التركيز المتصل × الخيال الواضح × المشاعر القوية ...
متى وفرت هذه العوامل والتي يعبر عنها عادة ب"الإرادة * الإدراك * الإيمان" فإن التوكيد يصبح قوياً جداً ويمكنك استدعاء طاقة لانهائية حرفياً.

اعمل التوكيد لعدة أسابيع بأنك تشف ، تخيل جلدك وهو يشفى ، تخيل كيف يجب أن تكون صورته، أحس بجلدك عبر توجيه قوة الإدراك نحوه دون أن تتشتت، وثق بأنه يشفى هنا والآن فسيشفى…

هذا الموضوع مجرب ملايين المرات وبعلاج أمراض أسوء مما يمكنك تخيله، إنه قوة قادرة على توجيه الجسد وإعادة بناءه.

راجع هذا البحث بعناية وتركيز :
Correct Use of Affirmations
الصلاة الحضورية

هي الصلاة التي تحس فيها بقوة الله ، التي لم تغب عنك من الأساس ، وهي حاضرة معك حالياً وتبدأ الاتصال معها ... لن تحتاج إلى أية فلسفة دقيقة لفعل ذلك ، لكنك ستحتاج إلى إدراك مباشر لحالة الحضور ... وهذا يحدث حين يتوقف التركيز على الصور الذهنية عن العالم وتركز على الحقيقة التي لا تفصل بينك وبينها أشياء ... ذاتك في المقام الأول.

من الصعب أن تدخل في هذه الحالة مباشرة ، لأن العقل سيخاف ويعمل على تشتيت انتباهك ، ولكن سيكون ذلك إزالة عوامل التشتيت البيئي من خلال إخلاء المكان من الأصوات والروائح والصور والأضواء قدر الإمكان ، وتعزيز الإحساس بجسدك لأن هذا الإحساس يجعلك تعرف أنك لست الجسد وأنك تحس به كشيء موضوعي ، وتطمئن روحك بالعودة إلى اتصالها بنفسها ، أفضل الطرق لذلك هي الوضوء بالماء البارد أو الفاتر ، نشر الروائح العطرة ، إشعال الشمعة التي توقظ الوعي وتعكس قوة الضياء في الكون في حجرتك ... هذا سيجعلك قادراً على التركيز والاطمئان وفتح بوابة الإدراك ، مما يعني أنك بدأت تصلي فعلياً بمجر ممارسة ذلك ...

أهم نقطة تميز الصلاة العلمية هي أنك لا تدعو كائناً مجهولاً ولا تصنع صوراً ذهنية لا ، أنت ترى العالم من عين حاضرة إلى الآن مستغنية عن الأحكام مؤمنة باللاحدود ...ثم تصمت وتركز على معاني الكلمات التي ستقولها أياً كانت وتدرك صلتها بالرحمن ...

بسم الله الحي القيوم، بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله وبالله بسم الله خير الأسماء بسم الله رب الأرض والسماء …
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء أذى وهو السميع العليم …
أنا نور من نور الله … أنا روح من روح الله
حياتي من حيات الله، قوتي هي قوة الله، صحتي محفوظة بقدرة الله
الله يبارك حياتي … الله يشفي جراح نفسي … الله يهبني الجمال والسكينة

الله يهبني المحبة وقوة الحقيقة …

بسيف الحقيقة أقطع الأوهام ... بميزان المحبة أتصل بالحياة والوجود

قوة الله تحل في جسدي … نور الله يطهر نفسي وجسدي
يد الله تشفيني … يد الله تشفيني … يد الله تشفيني

تضع يدك على جسدك وتقول "بقوة الله تشفى أوصال الجسد … بقوة الله تتحرر أنسجتي من الأذى والسوء … بقوة الله العظيمة تنتهي معاناتي … بأمر الله أشفي نفسي …

سلامي من سلام الله … إرادتي من إرادة الله … قوتي هي قوة الله … عقلي يعمل بضياء الله … قلبي يشرق بأنوار الله … جسدي يتحرر بإذن الله … جسدي يتحرر بإذن الله … قوة الله تحميني … قوة الله تحميني

الله أكبر … الله أكبر … الله أكبر … الله أكبر

وأعز وأجل من ما أخاف وأحذر …

هذا نموذج خاص للصلا الحضورية ... التكرار يعزز التفاعل الزمني ، ولكن الإحساس هو جوهر الصلاة ...​
 
التعديل الأخير:
الحمية الغذائية والمادية

ينقسم العلاج الكوني إلى ثلاثة أركان ، وهذا مطبق في كل حالة ...

الركن الأول هو العلاج النفسي الروحي الذي سبق الحديث عن مبادئه الأساسية.

الركن الثاني هو العلاج المادي الجسدي ، والذي ينقسم لضبط الغذاء وتطهير البيئة والعلاج الداعم ... وهو ما سنتحدث عنه الآن..

الركن الثالث هو العلاج الإيحائي الوهمي .

ولكن هذه التقسيمات اعتبارية وليست حقيقة مطلقة ، لأن كل شيء يحدث في الوجود يعتمد على قوة واحدة وهي قوة الله ، وينتظم بحكمة واحدة وهي الحكمة الإلهية ، ولكن الإنسان يعيش في عالم يبدو وكأنه مركب من عدة سويات، لأن إدراكه مقيد عن الوحدة النهائية ، وهذا ما يجعل نظرته للعالم أجزائية.
الحمية الغذائية

الجسد قوة حيوية ، ليس مادة ميتة ، هذا أهم ما يتعلمه المعالج عن الجسد ...

وأي علاج ناجح للجسد لابد أن يبدأ بإدراك المعالج لحقيقة الجسد الحيوية أولاً حتى يتمكن من تحرير طاقتها واستدعاء عللها ، أن يعرف ويختبر أن المادة هي التجلي لقوة الحياة على هيئة الجسد ، وبما أن قوة الحياة مقدسة فهذا يجعل كلا المادة والأرض مقدسات بما حوته من الحياة وتجلت عبرها الروح.

قوة الله وحكمته حلت في الجسد قبل بدء تكوينه الحالي ، وإذا لم تكن ترى ذلك بعد ، فستكون قوة الجسد مقطوعة عن أوصال الحقيقة وتجعله يجف تدريجياً.

وهذا يعني أن النفس الجسدية هي التي يمكن من خلالها علاج الجسد فعلاً ، وأن كل شيء آخر غير روحي ، كل علاج مادي صرف ( مثل المكملات أو الأدوية الميتة ) لن يكون له نفع حقيقي لأنك لازلت ترى الجسد مادة ميكانيكية بلا وعي وبلا حياة.

النفس الجسدية هي التكوين الزمني العميق للجسد ، إنها انبعاث من النفس الكلية ، يكون وينظم الجسد ويوجده في المحل الخاص به ، وهي البرنامج الداخلي الذي يوجه بناء الجسد وتفاعله مع الزمن ومع نفسه ، وحين تكون هذه النفس نابضة بالحياة تكون متصلاً بجسدك عبر وعيك ، وحين يغيب وعيك عن هذه النفس يقودها اللاشعور ، ويقود من خلالها تفاعلات وتكوين جسدك إلى الفوضى الناتجة عن الأوامر اللاشعورية الغير مناسبة.

الجسد يقدر على إعادة بناء نفسه دون تدخل قوى خارجية ، قوة الحياة والروح ستقود تفاعلاته نحو البناء ، ووظيفة المعالج بالحد الأدنى هي السماح لهذه القوة الروحية أن تنطلق عبر الجسد بعد أن يتحرر وعي المريض من أغلال اللاشعور.

ومهما كان المرض عضالاً ، يمكن شفاؤه إذا وفقط إذا ، توفرت طاقة الحياة لهذا الجسد لينتعش ويسير تنظيمه بأوامر حيوية من جديد ...

إذا أحسست بالامتنان لهذه المركبة التي تحملك طوال الوقت ، وللأغذية والمخلوقات التي ساهمت في بناءها لأجلك ، وللكون الذي صممها لك ... لله الذي تجلى لك في جسدك كما تجلى نوره في كل شيء فسيمكن لجسدك أن يحيا ... احجب عن عينيك النور وسيغادرك ... اسمح لعينيك أن ترياه وسيقشع ظلمات العالمين ...

تبدأ الحمية الجسدية من التفريق بين الطعام المحايد والطعام المؤذي ، من حيث أن الطعام أيضاً هو جوهرة نفسية وتؤثر على البناء النفسي للجسد ، فإن القسم المؤذي من الطعام يقوم بتخريب نظام عمل الجسد من مستوى الكموم ، أي وحتى إذا كان هذا الطعام جيداً من الناحية المادية ومن حيث قيمه الغذائية المعلن عنها ، ولذلك لا يمكنك تناول الكثير من اللحوم والتمتع بصحة جسدية جيدة بنفس الوقت ، غض نظرك عن حسابات البروتين ونحوها فنحن الآن نتحدث عن التكوين الداخلي ( النفسي - الكمومي ) للطعام والذي يعرف بالطاقة أو الهالة أو البرانا .

الطعام الذي يساعدك على الشفاء يكون فيه شيء لا يتعلق بالكيمياء وحدها ، وكذلك الطعام المميت قد تكون سمومه غير كيميائية التكوين ، وإنما تقع في مستوى أعمق من أن تدرسه التجارب المخبرية.

كل طعام مبني على الشهوة الصرفة سيغذي وجود الشيطان في جسدك ، أو وجود الفوضى التفاعلية فالإسم ليس مهماً كثيراً إذا كنت تتحسس من الأسماء الدينية ، الطعام الذي تطلبه بدون وعي وتتناوله بدون وعي هو مجرد غذاء للتفاعلات الفوضوية في جسدك ، وكل طعام لا تشتهيه أو تتناوله من دون أن تكون جائعاً أو تتناوله وتركيزك بالكامل منصرف لشيء آخر سيكون تناوله عبئاً ثقيلاً عليك في المستقبل .

إذن ثمة مبادئ إرشادية يمكن أن تساعدك في حميتك :
تناول طعامك بوعي
اطلب ما تشتهيه شهوة حقيقية
اجعل أنواع الطعام قيّمة

سيكون على المريض التعود على فهم رغباته وبالتحديد كل من ( الشهوة الحقيقية ) و( الشهوة المزيفة ). وهي مسألة بسيطة ولكنها تحتاج هدوء وتركيز ... ليس بالضرورة أن يلتزم المريض بحمية خاصة جداً ومنظمة جداً ، ربما يساعده ذل على الانضباط ولكن ربما يكون متكلفاً على نفس المريض قليلاً.

ومن أجل أن نكون صادقين مع أنفسنا ، ليس هناك معيار نهائي لتحديد نوع الطعام الأفضل لجميع الحالات ، أحياناً يكون الطعام الشافي لمريض معين يختص به بحد ذاته دون بقية حالات المرض الخاص به ، لأن السببية التي تقود هذا التفاعل خفية ولا يمكن دراستها إحصائياً ، وسبق وعرفت مريضاً تعالج من التهاب الأمعاء بوجبة سريعة من اللحم المشوي التي أحس بكامل جوارحه أنها ستساعده ليشفى ، رغم أن مرضه بعيد عن هذا الصنف ، وهناك شخص كان لديه حمى قوية جداً والتهاب حلق حاد ، وأحس بشهوة قوية جداً لكأس من الشاي مع الجبنة ، وبمجرد أن تناولها بدأ يتصبب العرق من جبينه وقال إن هناك نقطة ضخمة جداً من العرق خرجت من جلده وتعالج في نفس تلك اللحظة ! وهذه قصص حقيقية أعرفها من الحياة والكثير من المعالجين المخضرمين سيشاركوني نفس هذا الرأي.

القضية هي أن ما أحسو به كان في لحظتها شهوة حقيقية ... ولكن كان الشعور مختلفاً كثيراً عن شهوة الإنسان في الأحوال اليومية ، ولنكن واضحين ، أنه لا أحد يشتهي الدجاج المقلي ، لأنه وببساطة : الجميع يشتهيه ...

هذه ليست بالرغبة الأصيلة ، لأنك عندما تلاحظ بالضبط ما الذي يجذبك في نكهة البيتزا والدجاج والكباب والفلافل والبطاطا المقلية ، ستجد أنك تبحث عن ( النكهات القوية ) وليس عن الطعم الخالص للصنف الذي ترغبه ، وهذه النكهات هي محاولة مسكينة للوعي لكي يتحسس الطعام ، لأنه غير قادر على إحساس النكهات الحقيقية للأشياء .. إنه مشغول عن الإحساس بها ، لذلك يحتاج إلى تنبيه عصبي قوي ومثير لكي يتذكرها ...

وهذا ما يجعل تلك الأطعمة رائجة للغاية في العالم العصري ، وكذلك يجعل الناس لا تزهد منها ... لأنها ببساطة مسألة إثارة لكرباء الدماغ الذي يسمح للوعي الغائب بالحضور بسبب تنشيطه كهربائياً رغماً عن التشتت الذهني ، وهذا يعطي بعض الراحة من التفكير ويزيل بعض القلق من الزمن ...

معايير التمييز بين شهوة الطعام الحقيقية وبين الشهوة الوهمية :

* معيار ( الرغبة والحرمان ) : فالرغبة الحقيقية هي إدراك لقيمة الشيء الذي ترغبه ، وإحساس بأبعاده التي لا تتعلق فقط بمادته العزلاء ، وفي مجال الطعام ستكون الرغبة الحقيقية موجهة نحو الإحساس بطعمة الصنف الخالصة ، وبالقيمة التي يوفرها طعم معين أو صنف معين ، والأهم ، بالرغبة الذاتية في التفاعل حالياً مع هذا الصنف ليس من باب الجوع أو إزالة القلق ، وإنما من باب الإصغاء إلى الرغبة والإحساس بالروحية والجمال.
* ليست رغبة بإزالة التوتر الناتج عن مقاومة الشيء المثير ، أو محض محاولة فقط لاختبار شيء ما أو التفاعل الممتع مع ذلك الشيء ، فحين ترغب بالطعام ، تعي إحساسك الداخلي بنوعية رغبتك ، هل تريد فعلاً أن تتناوله ؟ أم أنك لا تعرف بالضبط ولكن تريد اتخاذ قرار سريع ؟ يجب أن يكون هذا النوع من الطعام هو ما تطلبه نفسك الحقيقية في مستوى الوعي الحيوي .
* أغلب الأطعمة التي ترغبها رغبة حقيقية ستكون عادة هي الأطعمة الأزكى ، مثل العصير الطبيعي غير المعلب ، والخضروات الطبيعية الطازجة ، والأطعمة المطهوة منزلياً ، والأطعمة الواضحة في مذاقها ( ليس عليها بحر من النكهات ولا تحتوي كثيراً من المكونات المتضاربة ) لأن الرغبة بالطعام ليست رغبة بالتفاعل أو بالإثارة ، وإنما يوجد قيمة فنية يفترض أن تحسها فيما تشتهيه ، وفي الأيورفيدا تسمى بالشايا وهي تعني الرغبة الفطرية دون تدخل. ولا حاجة للقول إن الحرمان يثير شهوة الأطعمة الدسمة والدَّهِنة والمنكهة والمبهرة ، والتي تحتوي الكثير من عناصر الطبخ في الطبق نفسه ( مما يشتت التركيز على المذاق الأصيل ).

ولأن المريض غالباً لديه ما يكفي ليمنعه من التركيز الجدي على هذا الموضوع الذي سيستهتر به بسبب فقر المعلومات عنه ، فسيكون من الأفضل وضع برنامج أولي يحدد الممنوعات ( وليس المسموحات ) والتي ستتكون بصفة أساسية من الوجبات السريعة والمعلبات وحلويات السوق والتسالي الصناعية والمياه الغازية والكحول والنودلز والأندومي والملح الصيني وكل ما هو مصنع ، حتى الملح الميود ، وستكون الأغذية الحيوانية مسموحة بشكل طفيف ... عادة يلتزم معالج الماكروبيوتك والأيورفيدا بفرض تعليمات صارمة على غذاء المريض ، وخصوصاً في حالة الأمراض المستعصية ولكني أرى أن هناك شيئاً لم يدركه أغلب المعالجين وهو الجانب التفاعلي الحيوي من الموضوع ، لأن الالتزام الصارم بالتعليمات والإحساس بالجية المفرطة سيؤدي إلى زرع بعض الخوف أيضاً في نفس المريض لكي يتم إرغامه على الامتثال للقوانين ، وهذا سيبطئ من عملية العلاج الحقيقية على المستوى الباطني وربما يشكل عقبة حقيقية أمامها ، بينما سيكفل الشعور بالطمأنينة والتوازن إصلاح نفسية المريض وتحريض البرنامج الداخلي لإعادة هيكلة وبناء الخلايا.

لا يجب أن نغفل في النهاية عن القول ، إن كل شيء من الممنوعات السابق ذكرها هو كارثة بحد ذاته عند الاستمرار في تناوله ، بغض النظر عن مستوى الصحة أثناء ذلك.

الحمية الغذائية جزء من الحمية البيئية ، التي تشمل الضوضاء ، والمؤثرات الخارجية السالبة للوعي ، ومصادر التلوث ، ومصادر القلق والإدمان مثل المواقع الإباحية أو العلاقات السامة ، وربما لا يقدر المريض على الاستغناء النهائي عن هذه الأمور فوراً ولكن يجب أن يمر على الأقل بفترات من الخلوة منها ، ويمكن للمعالج أن يساعده في ذلك بتقنيات تعزيز التركيز على البيئة المحيطة وتغيير إطار التأويل للموضوعات الإدمانية كما سنتحدث لاحقاً ، حتى يستطيع التركيز ، لأن الطب الكوني مبني بالكامل على الإحساس والتركيز والإيمان والإدراك ، ودون هذه الأمور يصعب شفاء المرض كونياً..
العلاج بالأعشاب ...

يفترض معيارياً أن يكون المعالج العشبي مجازاً من إحدى البوردات العالمية وهذا يعني أنه درس العلاج بالأعشاب لعدة سنوات في أكاديمية معروفة [1] ، وخضع لاختبارات باللغة الانجليزية أو الصينية أو الهندية.

أو يكون معروفاً في منطقته ومحل ثقة تؤهله لنيل اعتراف خاص ، أو ببساطة لديه أي برهان على قدرته في العلاج العشبي.

ومع ذلك فمستوى أمان أغلب الأعشاب الرائجة بالنسبة لأنواع العلاج الأخرى بالإضافة إلى سهولة فهم هذا العلم لأنه لا يشترط معرفة مسبقة على نحو خاص يجعل من الممكن لأي شخص أن يكون ناصحاً فيه عن تجربته ، ولكنه لن يكون معالجاً بالأعشاب لمجرد الاطلاع أو التطبيق المحدود.

الفرق بين الطبيب والمعالج العشبي : هو أن الطبيب يختص بنوع معين من الأمراض أو أجهزة الجسم، ويستخدم طرائق تشخيص آلية وأجهزة تكنولوجية تسمح له بتحديد بعض المعلومات، المعالج بالأعشاب لا يشخص الأمراض عادة، فهذه ليست وظيفته، وإنما وظيفته هي "عملية العلاج" نفسه وبالتالي يفرغ نفسه لـ"فهم جذور المرض العميقة ، الحقيقية وطرائق المداواة المناسبة لها" وهو متفرغ لهذا بشكل يسمح له أن يستطيع فهم جميع الأمراض على اختلاف أنواعها وأشكالها بل يجب ذلك عليه لأنه سيحتاج إلى ربط البيانات. ربما يتعلم التشخيص ولكنه يستخدم وسائل خاصة ومنفردة.

ولذلك … يجب على من يدعي أنه ( مختص بالأعشاب ) عبر دراسة جامعية وماجستير ونحوه أن يثبت ذلك، فلا وجود لطبيب أعشاب، لأن ( الهيرباليست ) ليس تخصصاً جامعياً وإنما تخصص تطبيقي عملي، وهو أشبه بالحرفة منه بالدراسة النظرية ، ولا يتم دراسته إلا في مراكز معدودة حول العالم، ولا يتم دراسته وفق تسلسل متناسب مع المراحل الدراسية، ومن لديه هذا اللقب في الغرب هو ( شخص فريد من نوعه وله الكثير من التقدير ) لأنه ليس الجميع يمكنهم الوصول إليه، فاحتراف العشبنة يعتمد على موهبة الشخص وإخلاصه وتفانيه وليس على تلقينه وحفظه، ومن ليس له قدرة على التواصل الروحي والنفسي مع الأعشاب لن يستطيع إكمال سنوات الدراسة وحتى إذا أكملها لن يكون قادراً على المعالجة الفعّالة.

أكتب هذا حتى تتوقف الحملات التي تروج في الوطن العربي باسم ( دكتور أعشاب - خبير عالمي ... ) لأنه كذب رخيص ، ومع احترامي لأي شخص لديه خبرة ومهما بلغت في هذا المجال ، إلا أن الكذب الرخيص بربط كلمة ( دكتور ) مع أعشاب لا تعزز الموقع بل على عكس ، تدل على عدم الثقة وعدم احترام هذا العلم المهيب ... كما أنها تسمح بممارسات فيضانية من الكذب باسم علم العلاج بالأعشاب ...
سوف نستخدم في هذا الكتاب وصفات عشبية كثيرة وسأدلكم على مصادرها الرسمية إن شاء الله ...​
 
الشفاء الحيوي ليس بالضبط مدرسة علاجية جديدة كل الجدة ، ولكنه محاولة لإيجاد الجذور العميقة للصحة والمرض من منظور إدراكي خالص ( تعليم إيبوخي - فينومينولوجي ).

إنه إدراك للوجود وتفاعلات الوجود الخالصة التي تنشئ الصحة والمرض دون التزام بمدرسة معينة أو شروط معرفية مسبقة ، وعوضاً عن ذلك فهو مشروع فينومينولوجي في مجال العلاج والصحة.

المنهج الفينومينولوجي في المعرفة يتميز بخلوه من المبادئ والقواعد ، لأنك حين تضع مبادئ على عملية المعرفة والإدراك فهذا يدل على أنك وضعت قيداً مسبقاً تفترض أن وجوده سيوفر معرفة أفضل ، وهذا الافتراض لا دليل عليه لأن القيد الذي وضعته لم تكتشفه إدراكياً بل قمت بسد فجوة معرفية من خلاله ، سواء كان هذا القيد هو التمسك بالنقل الديني أو النقل العلمي الأكاديمي ، أو المذهب التجريبي أو المذهب العقلي ... وحين نطبق ذلك على الطب ، سنعيد تقييم كافة النتائج من مختلف المدارس العلاجية لتأخذ مواقعها الصحيحة في منظومة العلم.

نحن لا نتقيد بأي قاعدة ، ولكن نبني علومنا على الإدراك الحي والتقييم النابع من مطلق الوجود ، لا من الإنسان ونماذج الإنسان ...

هذا يعني أن الطب الحيوي ككل العلوم الحيوية هو علم شمولي ( كما يحب البعض تسميته ) وإطاره كلاني ، هذه الأوصاف مزعجة جداً بالنسبة للحداثة التي تصر على قولبة الناس في ثقافات محددة وتخصصات محددة.

هذا يعني أنه وفقاً لمعايير المعرفة الكلانية ، فالاختلاف الحقيقي بين الطب الكوني وبين بقية أنماط الطب الأخرى هو اختلاف في المبدأ التأويلي أو الرؤية الكونية ، بحيث يمكن في هذا النمط العلمي أن نعتبر كل المدارس العلاجية صحيحة معاً بنفس الوقت، ولكنها تتفوق على بعضها بحسب مستوى التعمق والتحرر في إدراك الواقع نفسه ، فكل مستوى من مستويات الواقع يشتمل على نمط معين من العلاج.

التقنيات المستخدمة في الطب الكوني هي نفس التقنيات العلاجية المستخدمة في كل المدارس الطبية ، الفرق الوحيد أن التقنيات الخاصة بكل مدرسة على حدى توفر صورة جزئية عن الحقيقة واستفادة محدودة وتعسفية من الأدوات.

بعد إعادة تصنيف التقنيات العلاجية وفقاً لنوعية التفاعل ومستوى الوجود الخاص به ( كما سبق ووضحنا ) سيصبح لدى المعالج إمكانات كثيرة يستخدمها بثقة أعلى ، لأن كل المدارس الطبية لها جذر نهائي أو مستوى المنطلقات ، إنه التفاعل الحيوي ، لأن الواقع نفس يبدأ من ذلك المستوى ...

التقنيات التي ينفرد بها الطب الكوني تنبع من ذلك المستوى بالضبط وتماثل إلى حد بعيد تقنيات المغناطيسية الحيوية Animal Magnetism ، وهذا يعني أن ما يتميز به الشفاء الحيوي ( الناحية العلمية والقيمية ) هو الرؤية الكونية الكلانية للصحة والمرض ، كتفاعلات وجودية غير منمذجة بنماذج وضعية ، وما يتميز به الطب الكوني ( الناحية الإجرائية للشفاء الحيوي ) هو استخدام جميع التقنيات العلاجية الأساسية عبر كل ما أنجزه الإنسان واستيعابها وتأويلها، وكذلك تقنية منفردة وهي الشفاء الحيوي بقوى النفس الحضورية.​
 
الموضوع الذي طرحته اكثر من رائع ولا توجد كلمات يوصف بها لانه متشعب في جميع الاختصاصات لست الطبية فقط وكنت اتمنى على جنابك لو انك كتبته في كتاب او ارشدتني اليه جزاك الله خير الجزاء وبارك الله في علمك وزادكم من فضله
 
الموضوع الذي طرحته اكثر من رائع ولا توجد كلمات يوصف بها لانه متشعب في جميع الاختصاصات لست الطبية فقط وكنت اتمنى على جنابك لو انك كتبته في كتاب او ارشدتني اليه جزاك الله خير الجزاء وبارك الله في علمك وزادكم من فضله
شكراً لحضرتك ...
جزاك الله خيراً ...
هو كتاب فعلاً ... وهنا تجد بقيته :
 

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

مواضيع مشابهة

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى