هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

علم القوة الحيوية والتنويم المغناطيسي Animal Magnetism - الافتتاح

سيد الأحجار السبعة

عابر الزمن الثالث
المشاركات
594
مستوى التفاعل
1,052
الموقع الالكتروني
alkynilogy.blogspot.com
هناك خمس أو ست تعريفات رئيسية مختلفة لسلوك في علم النفس ، وذلك حسب المدرسة ( التحليلية - السلوكية - المعرفية - الاختزالية - الوجودية - الجشطالتية ) ، كلها مقنعة تماماً ( جرب أن تقرأ عنها ) وكلها غير مقنعة بنفس الوقت … مقنعة عندما تراها ك"بُعد من أبعاد الحكاية" ، غير مقنعة عندما تختزل "الواقعة الإنسانية" كلها في وجهة النظر تلك.

إن أقرب تعريف كامل ودقيق للسلوك هو أنه فعل زمني ، يقوم به الكائن الحي، لكامل كينونته ، ويشترك فيه العقل والوعي والجسد. التعريف بشكل موضوعي : هو فعل زمني يؤثر على البيئة وعناصرها بشكل لا يخضع للقوى الفيزيائية وحتمياتها وإنما له معادلة تركيبية وحرّة.

ما الذي نقصده ؟ ...

الصخرة حين تقع على الأرض تحرّكها الرياح، والرياح تأثير ضاغط على استقرار الكتل تحمله الغازات، وهذا أمر يمكن فهمه مباشرة ودون تعقيد، نفس الموضوع يتكرر في جميع الظاهرات الطبيعية، دائماً تحدث الأمور بشكل يمكن رده إلى أسباب حدثت قبله زمنياً ضمن البيئة نفسها.

هذا الموضوع لا يتكرر في حالة السلوكيات الواعية، لأن السلوك ينتج عن شيء خفي، ولا ينتمي للبيئة نفسها، وهذا هو ما يميز "موضوعات علم النفس" عن العلوم الأخرى ... الجسد المادي لا يمكن لسبب طبيعي خارجي أن يجعله يتحرك من تلقاء نفسه نحو مكان معين أو يمسك القلم ويرسم شيئاً ما أو يكتب شيئاً ما، أو يركز على موضوع معين.

الطريقة الوحيدة لجعل الجسد يقوم بالحركة نحو مكان معين هي دفعه فيزيائياً بقوة مؤثرة عليه من الطبيعة أو الجمادات، ولا يمسك القلم بيده موضوعياً حتى تقوم القوى الفيزيائية بتحريكها عنوة عنها وعنه ليمسك بالقلم.

وهذا يخالف النزعة المعروفة عن كون العالم حتمياً وطبيعياً ومادياً ولا شيء فيه إلا الظاهر ... وعلى عكس طرائق المعرفة غير المادية فإن الجسد حين يقوم بكل ذلك يوفر "معطى تجريبياً وموضوعياً خالصاً" على تأثير قوى خارج الفيزياء نفسها على العالم الفيزيائي.

ذلك ما يجعل علماء النفس والطبيعة غير منسجمين فكرياً، ويجعل الإنسان الحاد في واقعيته يميل أكثر إلى تسخيف علوم النفس بمختلف مذاهبها.

هذا الدفع الذاتي يبدأ مباشرة من الجسد، متمثلاً في الفعل الجسدي الممارس على البيئة المحيطة، ومن الناحية الموضوعية البحتة لا يمكن إدراك تلك النقطة ما وراء الجسد الخارجي والتي تجعله يتحرك هكذا بالذات، ولكن يمكن التكهّن بها إلى حد معين استناداً على قراءات السلوكيات الواعية أو "القصدية".

في النظرية المادية يتم رد هذا السلوك الغير طبيعي إلى "عوامل تكوينية داخلية" في الجسد وهي العصبونات والهرمونات ونحوها، بحيث تتراكب هذه الأشياء معاً لينتج منها "سبب مادي حدث على المستوى الداخلي لمادة الجسد" ولم تحفزه قوى أعلى من المادة، ولكن وبالوقت نفسه يبقى هذا التفسير من الناحية الموضوعية، محض افتراض معقد.

موضوعياً يمكن أن تكون التفاعلات العصبية لها تأثير كامل أو ناقص أو ضئيل ، أو ليس لها أي تأثير على قرارات السلوك، لأن المقاصد المتمايزة "أي الميول" لكائنات لها نفس نوع الموضوع، لا تعتمد على تأثيره المادي على الجسد، مثلاً تفضيل اللون الأزرق على الأحمر في فستان سهرة، مسألة مستحيلة الشرح بالطرق الموضوعية، اللونين يؤثران على الأعصاب بشكل متساوي، قيمتهما الموجية الكهربائية ضعيفة في فيزياء الجسد، وحدها لا يمكن أن تحدث تحفيزاً خاصاً لمادة الجسد لتتحرك بشكل معين.

الثياب التي لها رسومات ميكي ماوس أو التي عليها رسمة نخلة، العطور التي يصممها مصمم عالمي ويقبل عليها الناس منذ ثلاثين سنة، الفناجين التي لها هندسة أنيقة مقابل التي تضج بالصخب، هي موضوعات لا يمكن للجسد وحده أن يميز بينها.

بل إن هذه الميول أيضاً تختلف باختلاف الناس، ميول الطعام والجنس والروتين والفلسفة الحياتية والعلاقات، البلدان والسفر، البيئة، ونحو ذلك هي أمور لا تتعلق بتأثير المادة على الجسد، فالجسد لن يتأثر كثيراً بثقافة اليابان ليفضلها على أمريكا.

هذا الاختلاف بين الميول بالنسبة للناس يعني أن أجسادهم الواحدة تتفاعل مع موضوعات موحدة وكل جسد منها يتعامل بشكل مختلف عن البقية.

إذن هناك سبب خفي غير البيئة وغير الجسد هو ما يؤدي إلى هذا السلوك، وبحسب المادية مرة أخرى ، زيادة التمايز الظاهري تنتج عن زيادة التعقيد السببي، فلو صممت آلة بسيطة قد تحتاج إلى قطعتين أو ثلاث قطعاً من المعدن لتؤدي وظيفة تبدو مألوفة كشيء مادي، وهي لا تشبه أبداً وظائف الحواسيب التي تتراكب من تفاصيل تفوق الملايين.

هل هذا يكفي لشرح السلوك المعقد بسببية مادية خالصة ؟ يجيب الماديون نعم ...

ويجيب غير الماديين " لا " ...

لأن الحاسوب تم تركيبه ليعطي ردود الأفعال الحتمية على سببيات البيئة الخارجية، هذا يعني أن تركيبه المعقد مقصود، يحمل قصديته في تعقيده ... فإذن فدماغ أعقد من أي حاسوب سيكون مركباً هكذا ليؤدي مقصداً معيناً.

يقول المادي هنا إن الحاسوب لا ينتج بالتعاقب لأنه غير مجهز بآلية للتطور التلقائي والتكاثر الذي يحفظ سجلات التطور، ولكن "المادة الحاملة للحياة" تم تجهيزها من الأصل بعتاد يقبل التطور من تلقاء نفسه، مختلفاً بذلك عن المعادن والجمادات ...
هنا ينتهي النقاش بينهما إلى طريق مسدود، وتتحول المسألة إلى استعراض لمقدار التعقيد الزمني المطلوب لإنشاء خلايا أولى أو تطورها وكم هي نسبة تحقق مثل هذا الاحتمال ...

بالنسبة لعالم النفس فإن قد يتوقف قبل ذلك بكثير ... لأنه لا يوافق ببساطة على الافتراض الذي ريرد السلوك الجسدي الموضوعي إلى تعقيد الخلايا، فهو يعرف من البيانات التجريبية أن هذه مجرد حكاية ناقصة ، فالتجارب توض أن الوراثة ليس لها تأثير كبير على تعلم السلوك، بل إن هذا التعلم حرٌ تماماً من القيود الوراثية بشكل غريب ... ,{غم أن عالم النفس لا يحب التصريح بقوة بذلك لكي لا يثير بلبلة حول بحوثه، لكن ذلك يتوضح في بياناته وتجاربه، ألأـ] تجرى على عملية الذاكرة والاستذكار، وترابط الأفكار والتعلم الإشراطي للسلوك والعلاج المعرفي، وجميعها تقول إن "مفهوم الذهن عن المعطيات" هو السبب المباشر في موقف الكائن المتمثل جسدياً من هذه المعطيات.

بداية من نية وإدراك الوعي القاصد للفعل ، مروراً ب"تأويل" العقل لارتباط القصد مع موضوع معين ، أو مجموعة مواضيع تربط بينها علاقة معينة ، وانتهاء بالفعل الجسدي ... هذا هو التكوين الحقيقي للسلوك.
 
يتميز التأويل بصفتين : الأولى أنه غير منسجم مع تطلعات الإنسان وقيمه ورغائبه بالضرورة، وهذا ما يسبب المعاناة ، والثانية هي أنه "خَرَج" من حيز الشعور إلى حيز اللاشعور. فعندما ترى شيئاً لأول مرة ثم تشكل حكماً منطقياً لوجوده وبعدها تكرر رؤيته وتذكر الأحكام والعلاقات التي يربط ذهنك بينه وبينها، فإنك في النهاية ستصل لمرحلة ترى فيها الموضوع وتحكم عليه بالأحكام المسبقة التي شكلتها من قبل دون حتى أن تلاحظ ذلك، فيصبح من الاعتيادي رؤية التفاحة المخططة بعد أول المرات، بحيث إنها لا تعود موضوعاً يشغل ذهن الإنسان العادي الغارق في "القتال مع الوقت".

أي أن المعرفة تموت ويستحيل الإبصار إلى مجرد استدعاء للمفاهيم المسبقة عن الموضوعات الخارجية، دون أي اختبار مباشر أو محاكمة هذه المعتقدات، وهذا ما يسمى ب"الإطار" .

عندما تكون رؤيتك لأي شيء معتمدة بالكامل على شروط مسبقة بحيث لا يتحقق التأويل العقلي لحقيقة ما تراه إلا إذا وافقها، كتكوين حكم عن شخص معين، وكتكوين رؤية لمجموعة من الناس، أو البلاد، أو الكائنات الطبيعية والزمنية أيا كانت دون أية محاولة للنفاذ إلى حقيقتها.

هذا هو السبب الحقيقي للمرض والخوف واليأس ونحو تلك المشاعر المعتمدة أصلاً على أفكار تلقائية اعتادها العقل حتى صارت مسلمات تقود إدراكه ومشاعر الروح، والمشكلة في هذا التأويل هي أنه مرتبط بقوة بدوافع سيكولوجية معينة ، حيث يتم تأويل سلوك معين كاستجابة صحيحة ومناسبة لهذه الدوافع ، وهذا يعطي نوعاً من المكافأة والتعزيز ( بمعنى من المعاني ) عندما يقوم المريض بإستحداث استجابة مرضية.

"العلاج النفسي" يعتمد على "الإدراك المباشر" لحقيقة التأويل المرضي ، لحقيقة أنه 1. تأويل وأنه 2. مرضي ( غير مرغوب فيه حقاً ) ثم يكون "القرار المباشر" بإلغاء العمل بالاستجابة المرضية ، والفكرة التي يقوم بتبنيها المريض ، للأسف الشديد ، هي المعادلة العكسية ، فهو يبدأ من محاولة "إكراه نفسه" على الانفصال عن التأويل ، ظناً منه أن ذلك كفيل بتغيير إدراكه له … هنا يكون التأويل في حالة غياب ، ولا يستطيع الإنسان أن يتصل به بشكل مُباشر.

هذين التعريفين للمرض والعلاج ، مكثفين ( مضغوطين ) ويحتاجان إلى تفكيك سيأخذ صفحات وصفحات. لكن الفكرة العامة قد وصلت وسأقوم بمزيد من التوضيح :

أرى وأُحس ( ولا أدري مصدر هذا الإحساس ) أن أغلب القارئين في علاجات علم النفس، افترضوا بقراءاتهم السابقة حول التوكيد والإيحاء ، لم يفهموا بالضبط نوع التوكيدات والتخيلات التي نقصدها ( التوكيدات الإيزوتيريكية ). في الموروث الشعبي الكلاسيكي للمنطقة العربية ، بل للعالم قريباً ، يتم الاعتماد في فهم العلاج الاقتراحي والتخيلي على مفهوم "مدارس التنويم الإيحائي" و "التنمية البشرية" وهنا يقع لبس كبير يُظهر هذا العلم على أنه شكل ساذج من أشكال النصب التجاري الوَقح !!

لأن التنمية البشرية وفق الطريقة التي يتعامل بها المدربون العرب لا تتناسب مع كلمة علم لعدة أسباب ...

وبينما هذه التوكيدات - التخيلات - الاقتراحات تعتمد على مدى رغبتك بها ، ومدى إيمانك بها ، ترغمك ممارسات التنويم الإيحائي والتنمية البشرية على التعامل معها كـ"واجب منزلي" أو كـ"التزام أخلاقي" وهذا غير صحيح ، لأن الاعتقاد بوجوب الفعل الواجب يعني غيابية إدراك قيمته، بعبارة أخرى ، لا تتوقع أن تحقق أفضل النتائج في علاج إدمان المخدرات وأنت تفصل نفسك عنوة عن موضوع الإدمان وتكبت رغبتك فيه ، لا تتوقع أن تحقق أفضل النتائج في "النوفاب" وأنت تحاول إكراه نفسك على عدم ممارسة الجنس أو مشاهدة المحتوى الإباحي ، أو نحو ذلك من الأمور. كذلك الأمر مع الوسواس القهري ، لا تتوقع أنك ستشفى منه وأنت فقط تقاومه وتجادله وتناقشه.

"هذه التقنيات لا تعمل بالشكل الصحيح"

والسبب المباشر في ذلك ، هو أن أي عملية كبت أو إكراه ممارسة من قِبَل "عقلك الموضوعي"(1) نحو "عقلك الباطن"(2) لكي يقتنع ب"وجهة نظرك الأخلاقية المحدودة بإطار مسبق" ، تحتوي في ماهيتها على علة فشلها ، لأن "العقل الباطن" لا يهتم كثيراً بالآراء الشخصية ، ولا يهتم نهائياً بالتنظير الأخلاقي العقلي ( بغض النظر عن صحته من عدمها ) ولا يفهم أغلب التوكيدات التي تكررها وأنت غير مؤمن بها وغير مستأنس بجمالها ، وعلى العكس من ذلك ، عندما تخبره بشكل سُلطوي بأن يفعل ولا يفعل ، تُسرّب له نوعاً من الإيحاء السام يثير فيه رد فعل يسمى ب"الاقتراحات التلقائية المضادة" ، وهي آليات معالجة يتعامل من خلالها العقل مع الأوامر والتوجيهات الغير متسقة مع نُظمه ، وهذه الأوامر والتوجيهات الخاطئة تشمل فكرة أنك "تُحارب لتغيير سلوكك" أي أنك غير مقتنع لاشعورياً بهذا التغيير ، ولو كنت تحس بأنك على صواب فلا داعي للحرب بمفهومها هذا، وعوضاً عن سعيك للبحث عن الاقتناع الحقيقي ، فقد تريد فرض شيءٍ على نفسك أنت كإدراك لستَ مقتنعاً به.

وفضلاً عن ذلك ففكرة التابو والواجب الأخلاقي أو حتى القانوني ستولد "مقاومة لاشعورية" بناءً على مبدأ صراع الرغبات ، والتي ستنتهي بانتصار الرغبة الأقوى شعوراً لا عقلاً وسيادتها على الرغبة الأضعف ، ولك أن تتخيل في مثل هذه المواقف ، ما هي الرغبة الأقوى !

الإنسان بطبعه متمرد ولا يحب الأغلال من أي نوع ، حتى ولو كان يحاول إقناع نفسه بغير ذلك ، فكرة الحلال والحرام بالمفهوم الديني التقليدي يمكن وصفها بأنها "الطريقة الصحيحة لدفع المرء لفعل الحرام وتجنب الحلال" ، الماركسية فشلت بعد أن أصبحت نظام سلطوي وليس بسبب اختلالات في بنيانها المنطقي الدقيق ، والغرب اتجه نحو الحرية الجنسية بسبب "الكَبت الشديد" الذي كان يعانيه منذ تسعين عاماً خلت ولعدة قرون قبلها ، هذه الحرية الجنسية عَرَضية وستزول في يوم ما قريباً ، لأنها مجرد "ردة فعل من النسيج العقلي الجمعي" على التابو. ما يظنه المتدين إيماناً والملحد إلحاداً ما هو إلا تعبير تنظيري عقلي عن رغبات داخلية متصارعة ، إما بالتمرد أو بعدم التمرد ، لأن الإنسان يرغب أن يكون سيداً ، الغرب اليوم يتجه نحو الطب البديل ( على عكس ما تتوقع ) بنسبة تتجاوز 50% ، وأنا هنا أتكلم عن أوربا بشكل خاص وشامل ، نظريات المؤامرة والخلق والأرض المسطحة تنتشر في هذه الثواني وتتزايد أكثر فأكثر ، الثورات العربية القديمة والحديثة ، بل حركة السياسة بأسرها ، ما هي إلا ترجمة صراع الرغبات إلى أعمال على مستوى المؤسسات الكبرى ، حتى العملية الجنسية بين شريكين ، يمكن ردها إلى جدلية السيادة والعبودية طالما ليست ضمن فئة "التانترا"(3) وطالما أنها تستخدم "التأويلات" و"التخيلات" و"التكنيكات".
 
ليست الطريقة الصحيحة هي أن تحدد وقتاً معيناً كل يوم ، تقدسه ولا تخترقه ، وتحاول إجبار نفسك على التأمل والإصغاء للاقتراحات التي ترددها كببغاء لا يكترث بمعنى ما يقوله. لأن عقلك سيترجم كلامك على النحو التالي [الكلام قبل السهم هو نماذج للتوكيد وبعد السهم الردود الحقيقية للعقل الباطن] :
  • "يجب" أن أترك الإدمان، أنا أترك الإدمان --> إذن أنا مدمن بقوة !
  • "قم" بترك الإدمان ، لا تدمن --> إذن ليس هناك حجة مقنعة !
  • "إعصي" إدمانك أو "تخلى عنه"، كن رجلاً --> إذن أنا مرتبط بإدماني وهذا الأمر منفصل عني ولا ينتمي لمخزون معتقداتي ومعاييري ، وفضلاً عن ذلك فهذا الأحمق يهمل رغباتي القوية لإرضاء رغباته الضعيفة !!.
  • وعندما تقفين مسمّرة أمام المرآة وتقولين : "أنا جميلة … أنا جميلة ………. أنا جميلة" فإن العقل الباطن يفهمها على النحو التالي ( حرفياً ) --> "أنا قبيحة … أنا قبيحة ……….. أنا ، قبيحة !!!".
نعم هكذا منطق العقل الباطن ، باستثناء أنه لن يحس بمعاني هذه الأمور ( بالطريقة التي تتخيلها ) بل سيتعامل معها كما يتعامل الحاسوب مع الملفات ( بغض النظر عن نوعها ).

إن العقل الباطن يتعامل مع الافكار المجردة تماماً كحاسوب، وكما أن الحاسوب لا يتلقى أوامر معاكسة لأوامره السابقة بشكل مطيع، العقل الباطن أيضاً يُظهر الرفض للأفكار الجديدة إذا تعارضت مع أفكار أخرى قديمة دون أن تستدرك قوة يمكنها إلغاء الرابط القديم.
يعتمد رسوخ الفكرة أو المعتقد في العقل الباطن على 1. "الرغبة" التي ترتبط بذلك المعتقد أو تلك الفكرة، وعلاقة هذه الرغبة بالرغبات الأخرى، وكلما زادت قوة الرغبة زاد معها رسوخ المعتقد المرتبط بها، .2. وكذلك كلما زاد
تحديد المعتقد ووضوحه، أمكن تحويله إلى استجابة قوية ومباشرة، .3. ولكي ترتبط رغبة ما بالمعتقدات ، سيحدث تكرار للتمثيل الحسي لهذا الترابط على نحو كافي لإقناع العقل الباطن بحقيقة الارتباط.

مثلاً وإذا كان ثمة ارتباط بين الصعود إلى مكان مرتفع وبين غياب التوازن عن القدمين ، سيصبح العقل في حالة اقتناع بأن المكان المرتفع = غياب التوازن وهذا هو الحال الطبيعي للعالم.
بعد مرحلة من التكرارات التي تعلم العقل أن هذا التوازن مستحيل، قد يفقد الإنسان القدرة بشكل كامل على تصديق وجود أي مجال لتحقيق مثل هذا التوازن بالنسبة له، فيكون لاعب الخفة أمامه أشبه بالساحر أو الجن، وكأنه غير بشري، أو يقتنع ببساطة أن الناس يخلقون بقدرات متفاوتة على هذه الأمور .

وعلى نحو غير متوقع، وفي حالة مفاجئة لابنته وهي تتعرض للخطر من الوقوع من حافة بناية، فإنه يتصرف تلقائياً وكأنه بهلوان متمرس .. لأن رغبة إنقاذ ابنته كانت أعلى من الخوف، خاصة إذا كان الظرف مفاجئاً بالنسبة له بحيث لا يدع للعقل مجالاً لتشكيل هالة من التأويل حول الموقف.
لقد كان يقدر طوال حياته أن يكون بهلواناً ولكن ابنته الوحيدة كانت سبباً سايكولوجياً لفك الارتباط المُتعلّم مسبقاً عن خوف المرتفعات وعدم التوازن عليها، بعبارة أخرى لتغيير إشراط معين له رغبة قوية ومعتقد واضح يرتبط به، هذا المعقتد راسخ جداً بسبب تكرار إقترانه بالرغبة أو النفور ، فإن ما يحتاجه الأمر هو فك الارتباط، إما بوجود رغبة أقوى أو بإعادة إدراك الموضوع برؤية جديدة تتعلمها وتكسر الإطار المسبق للتأويل.

هذا يعني أن التوكيدات الحقيقية يجب أن يتم الإحساس بقوة حضورها وشحن الجسد أو النفس بها، وليس الإصرار على تكرارها، من المستحيل أن تحس بقوة حضور الشيء دون أن تدرك حقيقته وحقيقة إمكانية حضوره.
بحيث أنك لا تفكر أثناء التوكيد اللفظي، لا بالتوكيد ولا بأي شيء آخر ... ,]ـ/ عوضاً عن ذلك ، تقوم بفصل إدراكك عن المؤثرات الخارجية وعن التأويل أيضاً، ثم تستدعي "إحساساً عميقاً" بالاطمئنان الداخلي ، وتدرك رغبتك أصلاً من هذا التوكيد وكم حقاً أنت ترغب بها، وتردك أنه لا شيء يمنعك من تحقيق ما تؤكد عليه، بعبارة أكثر دقة :
لحظة من الإدراك الواضح الجلي لما تريد أن يقتنع عقلك به، ستجعل العقل تلقائياً يستقبل التوكيد، وبلحظة واحدة ودون أية ألفاظ حتى ...

تعود جذور هذه الأفكار الثورية إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، تحديداً لمدرسة علاجية تسمى Suggestions-Therapeutics والتي كانت المنافس الأقوى لمدرسة أخرى وهي Mental-Therapeutics ، وقد غابا تماماً في منتصف القرن العشرين وحلت محلهما مدارس "هزَلية بنسبتهما" مثل "التنويم الإيحائي" و "البرمجة اللغوية العصبية" و "قانون الجذب" و "التنمية البشرية" ، وذلك يعود لثلاثة أسباب رئيسية :
1679093426177.png
المخطط السابق يحكي لك المسار الصحيح للتطور ( أو للانحدار في أغلب الأحيان ) في مجال علم النفس والعلاج النفسي ، إذا كان لديك اطلاع جيد على محتويات هذه المدارس فستلاحظ نوعاً من "الانتخاب الوضعي" الذي قام شيئاً فشيئاً بتصفية النظريات والقوانين الغير موافقة للنزعة المادية ، مصدر الصورة[1].
1679093922328.png


عرض توضيحي آخر يبين لك "أصل الأنواع" في بعض علم النفس والعلاج النفسي ( مع بعض التشويش في السياق )[2].

اقتباس من المصدر السابق :

Hypnotherapy: Developers include Franz Anton Mesmer (1734-1815) Animal Magnetism, James Braid (1755-1819) Hypnotism, Hippolyte Bernheim (1840-1919) Suggestive Therapeutics, Jean Martin Charcot (1825-1893), Pierre Janet (1849-1947). Other theorists include Sigmund Freud, Ivan Pavlov, Andre Weitzenhoffer, Leslie Le Cron, Milton Erickson. In traditional Hypnotherapy the therapist induces a trance state in order to communicate directly with the person’s unconscious mind.
  1. رغم أن المدارس القديمة كانت تطبق المنهج التجريبي بأعلى المعايير الممكنة ، وبل كانت تنشر دراساتها في مجلات محكّمة ، وأغلب المؤسسين والمعلمين والمشرفين على فروعها حائزين على درجة بروفيسورا ( في ذلك الزمن ) ومن أفضل الجامعات ، لكن كل ذلك لم يشفع لها أمام الامتداد الوضعي والنزعة الطبيعية الساذجة ( وهذا هو الاسم الفلسفي المتعارف عليه للمادية وليس رأياً شخصياً ) التي سادت على العلم ، لأنك يجب أن تفرق بين "تجريبي" وبين "تجريبية مادية" فالأول يدرس الظاهرة بمنهج تجريبي سليم دون أن يهتم بكون التفسير أو التعليل الممكن للظاهرة هل هو مادي أم لا ، أما المذهب الثاني ، فلا يهمه "الظاهرة" ولا "التجريبية" بقدر ما يهمه "التعليل المادي" للظاهرة ، وأي موضوع يقع خارج إمكان التعليلات المادية ، يتم إقصاؤه من الدراسة على الفور. أدى هذا إلى تحول التراث العلمي لتلك المدارس الخالدة إلى بذور نمت منها مدارس أخرى حاولت التوفيق بين النزعة المادية وبين ذلك التراث ، فظهرت نماذج مشوهة ، تُرجع آلية عمل العقل إلى مبادئ مادية ومنطق محدود.​
  2. في بداية عصر العولمة ، ومع دخول الكاسيت والإذاعة ونحو ذلك ، لم تعد تلك المدارس القديمة "تجارة مربحة" لأنها تحتاج إلى التفرغ لسنوات من التدريب الشاق ( الذي يفوق كثيراً ما يمكنك تصوره بغض النظر عن مجالك الدراسي والمهني ) والقراءات والدراسات الجادة لكي يتم التعامل معك على أنك خبير حقيقي ، تخيل الآن أن كورساً مدته 3 أشهر أو 6 أشهر ، كفيل بأن يجعلك "معالجاً بالتنويم المغناطيسي" لا بل وصاحب منصة على اليوتيوب ، تأمر وتنهى ، وتؤكد وتستنكر وتشجب وتندد وتفعل ما يحلو لك دون رقابة ! ماذا ستفضل ؟ لا تقل لي دراسة سنوات بشكل حر لا يعطيك شهادة من أي بورد متعارف عليه عالمياً لمزاولة مهنتك ^_^.​
  3. أسباب دينية وسياسية لا داعي للتطرق لها.​
 
كيف ندرس شيء ما بطريقة سليمة ؟
عندما نقول بطريقة فنحن هنا نقيد ونضع شروط لا يمكن ان نحيد عنها ..
اذا مالعمل ؟؟
ما نفعله بباسطة هو محاولة ادراك كم اكبر من البيانات ثم بذلك الكم نحاول عمل محاكاة قصد المنافع التي تعود علينا منها

لو اردنا مثلا البحث عن وسيلة تحمي شرابا من الفساد ماذا سنفعل وكيف سنبحث؟
طبعا هناك من عرف ان البرودة هي الحماية له وبدأ يحضر الثلج وبدأ يصنع ثلاجة ..هذا جميل ولا ننكره

لكن في المقابل هناك باحث اخر بصر بما لم يبصرو به فقد لاحظ ان "صدفة محار" اذا وضعت فيها شرابا حتى ولو كان فاسدا اعيدت حيويته واصبح صالحا

هنا الاثنين وصل لحل ..الاول بشروطه وطريقته والثاني بابصاره !!!!
السؤال ايهم طريق افضل؟
ايهم اداة انجع؟؟؟

السؤال الكبير: كيف نؤتى العلم؟ كيف نفهم الوجود؟؟ كيف نصل لادوات نرغب في تحصيلها؟؟
 
كيف ندرس شيء ما بطريقة سليمة ؟
عندما نقول بطريقة فنحن هنا نقيد ونضع شروط لا يمكن ان نحيد عنها ..
اذا مالعمل ؟؟
ما نفعله بباسطة هو محاولة ادراك كم اكبر من البيانات ثم بذلك الكم نحاول عمل محاكاة قصد المنافع التي تعود علينا منها

لو اردنا مثلا البحث عن وسيلة تحمي شرابا من الفساد ماذا سنفعل وكيف سنبحث؟
طبعا هناك من عرف ان البرودة هي الحماية له وبدأ يحضر الثلج وبدأ يصنع ثلاجة ..هذا جميل ولا ننكره

لكن في المقابل هناك باحث اخر بصر بما لم يبصرو به فقد لاحظ ان "صدفة محار" اذا وضعت فيها شرابا حتى ولو كان فاسدا اعيدت حيويته واصبح صالحا

هنا الاثنين وصل لحل ..الاول بشروطه وطريقته والثاني بابصاره !!!!
السؤال ايهم طريق افضل؟
ايهم اداة انجع؟؟؟

السؤال الكبير: كيف نؤتى العلم؟ كيف نفهم الوجود؟؟ كيف نصل لادوات نرغب في تحصيلها؟؟

المشكلة الحقيقة في قلب هذا السؤال "كيف ندرس شيئاً ما بطريقة سليمة"
مع ملاحظة أني لا أقصد أنه سؤال خاطئ، هو سؤال فلسفي، وهذا يجعله "غير واضح" ...

لنتحدث قليلاً عن هذا الموضوع ولو أنه سيكون من الغريب ذلك :
1. "كيف" تريد منها جواباً عقلياً ، أي قابلاً للتفكير والنمذجة التصورية، هذا ما يبعد الإنسان عن اختبار الواقع المباشر.
2. "ندرس" تعني أنك تريد للمعرفة أن تكون جماعية للمراقبين على اختلاف قدراتهم، وهذا يمكن أن يحدث لو كان الجميع متجرداً كفاية لقبول الحقيقة. المعارف الجماعية تشترط أن يكون المعروف قابلاً للرؤية من جميع المراقبين، الشاملين لنماذج التفكير كلها، ولأقصى عدد ممكن من السجون التأويلية المسبقة والتي تشكل قضباناً تمنع الذات عن إدراك الحق. نعم هذا صحيح بالنسبة لظاهرة موضوعية، لا للحقيقة المطلقة، فهي أعلى من جميع الظاهرات.
3. "بطريق سليمة" ربما تعني أيضاً أن المرء منشغل بالتفكير بأمان الطريقة وموائمتها للظروف والمنافع، وابتعادها عن المخاطر والمحاذير، هذا سيجعل الطريقة تكيفية وآمنة، ولكن لن يجعل الطريقة سليمة حقاً.
وبهذا ستنشغل النفس بالتفكير عن الإدراك الحي ... وفي النهاية لن تصل الأنفس للحقيقة أبداً ...
إنما الحقيقة تُرادُ من الذات الصادقة، المتجردة عن الآخر "ناس، تاريخ، كائنات فضائية ...." وأيضاً دون مراعة لسلامة الطريقة ^_^
الحقيقة طريقها هو الجنون في أعين الجميع، ولا طريق للحقيقة إلا بالصدق مهما كان ذلك أليماً في البداية
تحياتي ..
 
التعديل الأخير:
وفقط لكي تتوضح الصورة لك أكثر ، اسمح لي أن أسوق لك هذين المثالين لحالتين[3] ذكرهما معالج بالاقتراحات ، ومؤسس لإحدى أهم النظريات في ذلك العلم ، وكاتب للكثير من الكتب والمقالات والأوراق البحثية التي طمسها النسيان ، البروفيسور Hippolyte Bernheim :
1679158148207.png

هيبوليت برنهايم ، مؤسس العلاج الاقتراحي ومكتشف الصيغ الأساسية لقوانين الاقتراحية العقلية [4].
"أبدأ بإخبار المريض ، بأنني أؤمن أن قيمة العلاج الاقتراحي ، تكمن في أنه يستطيع معالجة أو تحسين المريض خلال التنويم ، وأنه لا وجود لشيء مؤذٍ أو غريب حول هذا العلاج. ذلك بأنه "نوم طبيعي" أو حالة من الخدران التي يمكن إنتاجها من قبل أي شخص نحو أي شخص ، وهذا الخدران يوفر هدوءً معيناً يعمل كشرط نافع لاستعادة التوازن في المنظومة العصبية. إذا اضطررت لتنويم أي شخص أمام أي مراقب آخر ، فذلك فقط لكي أظهر لهم "عدم وجود ألم أو خارقية" في الكيفية والإجراء. وهكذا أستطيع نفي تلك الأفكار الخاطئة عن "المغناطيسية الحيوية"(4) وذلك الخوف الغامض من التنويم الموجه(5) ، والأهم من ذلك عندما يرى الشخص المراقب مباشرة كيف يتعالج المريض أو يستفيد من خلال الوسيلة التي يدور حولها حديثنا الآن ، فإنه لن يلبث طويلاً حتى يترك الشك ، ويقوم بتسليم نفسه لإجرائية التنويم ….
( تنويه من المترجمة : الحالتين التاليتين لا يمكن فهمهما في ضوء فرضية "تأثير البلاسيبو" ، لأن هذه الفرضية تعمل عندما نتحدث عن تحسن بطيء ومحدود ومقتصر على النواحي النفسية الخفيفة ( كما في حال الأدوية النفسية ) ولكن لا يمكن تفسير مثل هذه الأحداث التالية بأنها "أوهام" ، هنا البلاسيبو ليس لطيفاً ، إلا إذا كنت تؤمن بقدرة الوهم العقلي على إحداث كل تلك التغييرات الجذرية حتى على المستوى الجسدي وهذا يعيدنا للسؤال : العقل والمادة : من يحكم من ؟ ).
"أحد الأمثلة هو طفل تم نقله إلي ، كان يعاني من مرض أشبه ب"الروماتيزم العضلي" ، يعود تاريخه إلى أربعة أو خمسة أيام مضت ، بمجرد الضغط على ذراعه ، يحس بآلام مبرحة ، لقد أصبح عاجزاً عن رفع ذراعيه إلى رأسه ، قلت له : "أغلق عينيك يا بني ، واخلد للنوم" … قمت بإغماض عينيه واستمررت بالتحدث إليه "أنت نائم ، وستحافظ على نومك حتى أخبرك بأن تستيقظ ، نائم بشكل جيد جداً ، كما لو أنك على سريرك … معافى تماماً ، مرتاح ، ذراعاك ، رجلاك ، وجسمك بالكامل نائم ، ولا تستطيع تحريكه" ثم أزلت أصابعي عن جفونه ، وبقيت مغلقة ، رفعت يديه للأعلى وبقيت في الأعلى كذلك. ثم لمست ذراعه المتألمة وقلت له : "الألم يذهب بعيداً ، أنت لا تصاب بالألم مرة أخرى ، تستطيع تحريك ذراعك دون ألم ، إنه لن يعود مرة أخرى أبداً" ونموذجياً ، لكي أزيد قوة الاقتراح من خلال دعمه بإحساس مادي ، اتبعت منهج ليبولت ، بأن أعطيت اقتراحاً لعقل الطفل بالإحساس بالدفئ ، تلك الحرارة أخذت محل الألم(5) ، قلت له : "أنت تحس ذراعاك دافئتان ، الدفئ يزداد والألم يذهب آنياً ، ولا يعود ثانية. أيقظت الطفل بعد دقائق قليلة ، إنه لا يتذكر أي شيء ، النوم كان عميقاً ، الألم تلاشى بشكل كامل تقريباً ، رفع الطفل يده إلى رأسه بكل سهولة ، في الأيام التالية ، رأيت أب الطفل وهو ساعي البريد الذي يحضر لي مظاريفي ، وأخبرني أن الألم زال نهائياً وليس هناك عودة له".
"مرة أخرى رجل بسن 26 ، عامل في السباكة ، ولسنة كاملة كان يختبر آلاماً انقباضية في منطقة الشرسوف(6) ، وكذلك في المنطقة المناظرة لها في ظهره ، هذه الإصابة حدثت نتيجة جهود مبذولة في تقويس قضيب حديدي ، الإحساس بالألم كان مستمراً ، ويزيد عندما يعمل لساعات معينة ، ولسة أشهر مضت ، كان ينام فقط بضغط شرسوفه بيده. ولقد نومته في الجلسة الأولى ، واستطعت إنجاز القليل من نعاس بسيط فحسب ، واستيقظ بطريقة عفوية ، واستمر الألم. في المرة التالية قمت بتنويمه ، وأخبرته أنه سينام بعمق أكبر(7) ، وحينها لم يتذكر شيئاً عندما استيقظ ، فقد أيقظته بعد دقائق معدودة ، ولم يتذكر أي شيء ، لقد تلاشى الألم تماماً ، ولم يصلني بعدها أنه ظهر لديه الألم مرة أخرى".
ولعلك تتساءل الآن عن السر في الحالتين السابقتين ، وكيف استطاع أن يُحدث هذا التنويم لديهما ، وكيف جعل اقتراحاته تسيطر على كل من العقلين ، إنهما مجرد حالتين من بين آلاف الحالات المسجلة ، بين ملايين الحالات الغير مسجلة ، والسر في تلك القدرات الغريبة لدى المعالجين النفسيين الأوائل ، هو أنها تعتمد على ثلاث عناصر أساسية :
  1. الاتصال الحدسي المباشر بين وعي المعالج وعقل المريض : لا يمكن أن ينجح العلاج النفسي بطريقة تعتمد على علل غير موضوعية ، من خلال أقراص CD و DVD والملفات الصوتية التي تدفع مقابلها عشرات ومئات الدولارات ، عقلك ليس بذلك الغباء الذي تظنه ليصدق قُرصاً مدمجاً على أنه كينونة حاضرة تخاطبه في الآن، لذلك لا تتطمح كثيراً من تلك الأساليب التجارية بغض النظر عن عدد المرات التي ستكرر بها التسجيل، على العكس من ذلك ، فإن جلسة واحدة يحدث فيها نوع من التوحد بين إدراكك وعقلك وإدراك المعالج وعقله ، كفيلة بأن تزيل المشكلة من جذورها. أرجو المعذرة من مؤيدي العولمة ، الأون لاين لا ينفع للتواصل الروحي في الأحوال العادية.​
  2. العقل الذي ينام نوماً موجهاً ، يخضع لسيطرة اقتراحات المنوِّم : وهذا له تفسيره الأصيل في هذه العلوم ، وبشكل موجز أقول : يختلف النوم الموجه من حيث معالجة العقل الباطن له ، مع النوم الطبيعي ، كلا الحالتين تتمان بإذن من العقل ، وهو الذي يتحكم بإجرائيات كل منهما ، حتى أن موجات الدماغ تختلف جذرياً بين الحالتين ، وكذلك القدرة على استرجاع الوعي. الهدف من التنويم الموجه ، ليست إدخال الإنسان في حالة نوم ، بل فتح نافذة على عقله الغيابي دون أن يحجب الوعي هذا الاتصال ، وهذا يحدث أصلاً قبل أن ينام بلحظة واحدة حينما يتخلى الوعي إرادياً عن الإشراف على العقل مقابل المنوِّم المغناطيسي ويسلمه سلطة التوجيه العقلي ، وإلا لا يستطيع المنوم إنامته ، وقد تتساءل إذن ، ما هي الجدوى من تنويم المريض ، وسأجيبك أن السبب الحقيقي الوحيد الذي لا يتم إعلانه ، هو زيادة القدرة على الاستحواذ على عقل المريض ، دون أن يقاوم نهائياً بوعيه ، بل دون أن يتذكر أي شيء حتى.​
  3. الإيحاءات ، طبقات الصوت والإيماءات وحتى طبيعة العيادة ، كل ذلك مدروس بعناية فائقة وهناك قوانين عامة توضح الأحداث التي تجري في العقل الباطن ، ومن تلك القوانين ( التي اكتُشفت تجريبياً ) تم اشتقاق منظومات علاجية متكاملة ومتشعبة ، بحيث أن مقارنة التنويم الإيحائي الحديث بها ، أشبه بمقارنة التعليم العالي بالتعليم الابتدائي ، إلا أن الفرق في الحالة الأولى كيفياً وليس كمياً.​
هذه بعض الأسرار التي ( قد ) تغير رأيك حول هذه العلوم. وكما ترى فإن المرض "خدعة" أو بالأحرى "محاكاة مصغرة" وكذلك الصحة ، أنت من يقرر ما يريد.
وإذا كنت لا تزال تسكر من عسل كتاب "طفرات علمية زائفة" و"أشهر خمسين خرافة في علم النفس" ، وتظن أن هذه العلوم غير حقيقية لأن الجامعات لا تنشر بحوثاً محكمة حولها ، فقط اسمح لي أن أخبرك ، أنك تبحث عن ضالتك في المكان الخطأ [5][6][7][8][9].
هوامش :
(1) العقل الواعي : هو ترجمة غير دقيقة لمصطلح "العقل الذي يتم وعيه" ، أو استخدام للمصطلح الدارج شعبياً Conscious Mind عوضاً عن Consciousness Mind. العقل بطبيعته لا يمكن أن يكون واعياً ، وظيفة العقل هي المعالجة والحوسبة وليس الإحساس والإدراك ، المصطلح الأكثر دقة هو العقل الموضوعي Objective Mind.
(2) العقل الباطن : ترجمة لا بأس بها لمصطلح "العقل الذي لا يتم وعيه" Unconsciousness Mind ، الترجمة الأكثر دقة : العقل اللامُدرَك ، لكنها ثقيلة على المسمع كما تسمع.
(3) التانترا : يُقصد منها بشكل أساسي : الجنس المتسم بالوعي والحضور ، البعيد عن التماهي مع التأويلات القادمة من اللاشعور.
(4) المغناطيسية الحيوية : الترجمة الصحيحة ل"Animal Magnetism" ، استناداً على جذر كلمة حيوان في اللغة الانجليزية ، حقل المغناطيسية الحيوية ليس له وجود مادي ، كما أنه لا يختص فقط بالحيوانات أو الكائنات التي تُظهر الحياة.
(5) التنويم الموجه : الترجمة الصحيحة للنوم الصناعي.
(6) الشرسوف : منطقة أعلى منتصف البطن.
(7) يعتمد العلاج بالاقتراحات اللفظية وغير اللفظية ، على تقديم اقتراحات متناسبة مع المعتقدات التي يٌفترض أنها تسبب المقاومة النفسية للاقتراحات ، المثال الذي ورد هنا ، هو نوع من "الأمر العام" الذي يتوجه به المعالج نحو المريض أو العميل لكي يٌلغي اقتراحاً تلقائياً لديه بعدم النوم ، ربما ، لا تزول العلة المعتقداتية التي أدت لمثل هذه المقاومة ، لكن الغرض العملي وهو فصل تلك العلة عن هذه المقاومة قد تحقق ، هذا هو المهم الآن.
الهوامش
[1] Psychotherapy - Transformations
[2] Psychotherapy - Transformations
[3] http://www.iapsop.com/ssoc/1880__bernheim___suggestive_therapeutics.pdf
[4] Hippolyte Bernheim - Wikipedia
[5] The CIA Recruited 'Mind Readers' to Spy on the Soviets in the 1970s
[6] https://www.cia.gov/static/56147df88955bbb306037df882f19791/Hypnosis-in-Interrogation.pdf
[7] https://www.cia.gov/static/b1786dad1dea63561260873bcfd97da7/Potential-of-Subliminal-Perception.pdf
[8] https://www.cia.gov/readingroom/docs/NSA-RDP96X00790R000100030009-6.pdf
[9] https://www.cia.gov/readingroom/docs/CIA-RDP96-00788R002000260014-8.pdf
 
اشكرك اخي ..
ما فهمته دعوتك للحرية وعدم التقيد
وهنا يجعلني هل هناك من انتج ادوات حقيقية تساعد البشر مما انتهجوا طريقا حر غير مقيد ؟؟

انا هنا سؤالي بسيط: لو اردت عمل اداة للطيران مثلا فمن اين سابدأ؟ وماهي الخطوات لعمل ذلك..طبعا اتحدث لو قمنا بابعاد المنهج الاكاديمي الحالي
 
ما فهمته دعوتك للحرية وعدم التقيد
الحرية هي القاعدة التي تُبنى المعرفة الصادقة عليها
ولكنها ليست كل شيء بالتأكيد
فهي تعمل عمل المولّد المعرفي الذي ينقل الإنسان من مرحلة إلى أخرى
لو اردت عمل اداة للطيران مثلا فمن اين سابدأ؟ وماهي الخطوات لعمل ذلك..طبعا اتحدث لو قمنا بابعاد المنهج الاكاديمي الحالي

حقيقة أنا لا أعرف بالعلاقة بين "القوة الحيوية" أو "التنويم المغناطيسي" ، وبين موضوع اختراع الطائرة ...
ولماذا تصرون دائماً في الموضوعات التي تتعلق بعلوم غير مادية وعلوم حيوية أن تستحضروا تاريخ الاختراعات والتقنيات ... وكأنه يجب أن تختار إما الطائرة وإما التنويم ...
إما علوم المادة أو علوم الروح ...
هل برأيكِ طرحتَ السؤال المناسب في الموضوع المناسب ؟

التنويم المغناطيسي ليس علماً يبحث في اختراع طائرة ، وإنما في علاج النفوس والتحكم بالملكات النفسية وقوى الذات الحقيقية، وحالة اليقظة والقدرات العقلية، وصولاً إلى التحكم بالمادة دون اتصال مادي
هو لا يقول لك أن تترك العلوم الأكاديمية [كما تفعل هي بدورها]، فقط أن موضوعه مختلف جذرياً عن موضوعات تلك العلوم.

هذا موضوع علمي عن التنويم المغناطيسي والقوة الحيوية، وهو أمر مختلف عن موضوع نظريات المعرفة وفلسفات العلوم ...

ونعم ...
التنويم المغناطيسي علم تطبيقي، ساهم بعلاج ملايين الناس حول العالم وفي الغرب بشكل خاص
وشواهده أكثر بكثير من أن يتم حصرها، صحيح أنه لا يعترف بمادية الوجود المتطرفة ولكن هذا لا علاقة له بمدى تحققه ونجاحه ... انظر إلى المراجع في المشاركة السابقة وسترى أنه موضوع يتم البحث فيه بجهاز الاستخبارات المركزي وعلى نطاق غير محدود، كل أجهزة الاستخبارات العالمية تبحث به، ماذا تصنفهم ؟
يعلمون تماماً أنها قوة غير مادية، وهو السبب الوحيد في كتمان ذلك.
 

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى