هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

طاقات العقل والروح

مقدمة

رغم كل هذا التقدم العلمي و التكنولوجي الهائل الذي بلغه الإنسان ، لازالت النفس البشرية و قواها الكامنة مجهولة تماماً ! أو يتم تجاهلها بشكل مخزي و معيب !. هذا التجاهل الذي دام فترة طويلة من الزمن ( منذ أن انتصر المذهب المادي على المذهب الحيوي في بدايات القرن الماضي ) ، إلى أن بدأت مؤخراً الدراسات تطوف من جديد على سطح المعرفة الإنسانيَّة . دراسات و أبحاث مذهلة تتناول الجانب الخفي من العقل و الوعي و الطاقة ! مما أدى إلى فتح جبهة علمية جديدة لم تكن في الحسبان !.

مجال واسع لا يمكن استيعابه بسهولة .. و هذا المجال العظيم يصعب علينا الخوض فيه ! ليس لأنه يتسم بالتعقيد ، بل لعدم وجود التسميات و المصطلحات المناسبة التي نستعين بها من أجل دراسة مفاهيمه المتنوعة و الغريبة عن ثقافتنا التقليديَّة .
تصوّر يا سيدي أن مجالاً واسعاً كهذا ، لم تعرف حدوده بعد ، و يشترك على دراسته فروع علمية متعددة ، هذا العالم الرحب لا يزال الناس يشيرون إليه بكلمة واحدة فقط !!..... " روحي "
PSYCHIC .........!.
القصد من كلمة "روحي" هو الإشارة إلى كل ما يكمن وراء المادة . و هناك معنى آخر يتم استخدامه حالياً . و هو كل ما يتعلّق بالعقل و الظواهر العقلية المختلفة ، و غالباً ما يقصد بها الظواهر العقلية الخارجة عن المنهج العلمي الرسمي .

رغم أن هذه الكلمة شائعة الاستخدام و تشير إلى معانٍ كثيرة لها علاقة بالنفس ، العقل ، الروح ، العقل الباطن ، الأنا الكامنة ، الهالة ، الأنا الداخلية .. و غيرها ، لكنها في الحقيقة لازالت كلمة زئبقية يجوبها الغموض . بالإضافة إلى ذلك كلِّه ، فإنها تعتبر كلمة غير رسمية ، حيث من النادر أن يؤتى على ذكرها في نصوص المنهج العلمي الرسمي . و هناك شريحة كبيرة من الناس ، خاصة المتعلمين منهم ، أوّل ما يسمعون هذه الكلمة يخطر في أذهانهم صور متعلقة بكل ما هو غير طبيعي ، شاذ ، معتوه ، وهم ، خداع ، خيال ، غير علمي ، غير منطقي ، غير عقلاني .. و هكذا.

و بنفس الوقت ، هناك شريحة أخرى ، أوّل ما يسمعون هذه الكلمة يخطر في أذهانهم صور متعلقة بكل ما هو ما ورائي ، تجاوزي ، غير مادي ، من أعمال الشيطان ، موهبة ربانية ، قدرات عقلية استثنائية .. و هكذا .
و لكي نحسم هذا الإرباك الذي تسببه هذه الكلمة الزئبقية ، بالإضافة إلى معانيها المختلفة و ما تمثله من مجالات و مفاهيم متنوعة ، دعونا نحدد ما المقصود منها ، علمياً على الأقل .
هناك نوعان من الطاقة : أولاً ، لدينا الطاقة المادية .. و ثانياً ، هناك الطاقة الكامنة ما وراء المادة . هذا النوع الثاني من الطاقة يشار إليه في الأديان بالطاقة الروحية ، بينما العلم الحديث يشير إليه بالفراغ الكمي
QUANTUM VACUUM .

( و أطلق عليها العشرات من التسميات سوف نذكر بعضها بعد قليل ) .. أما الطاقة المادية ، فهي تتذبذب بين مرحلتي الطاقة و المادة ، حيث يمكنها أن تتجسّد بشكل مادي و ملموس و يصبح لها أبعاد زمانية و مكانية واضحة . لكن الطاقة الكامنة وراء المادة في مرحلة الطاقة ، و لذلك ، فليس لها أبعاد مكانية و لا زمانية ملموسة . أي أنها تبقى عبارة عن طاقة نقية . و في هذا العالم الرحب من الطاقة النقية ، كل شيء متداخل ببعضه البعض ! طالما أنه لا يوجد أبعاد مكانية و زمانية تحد من تحركها .

لكن الأهم من ذلك كله ، هو أن هذا النوع من الطاقة النقية يمكن برمجته بطريقة تجعله يؤثّر في الطاقة المادية . و هذه الحالة مشابهة تماماً لجهاز الكمبيوتر و علاقته مع البرنامج الذي يزوّد به . فالبرنامج هو عبارة عن معطيات معلوماتية ليس لها أي أبعاد ملموسة ، يمكنك تخزينها في قرص مضغوط أو في جهاز الكمبيوتر ، لكنك لا تستطيع لمسها أو قياس أبعادها الزمانية و المكانية ! و الوسيلة الوحيدة التي تمكنك من معرفة مدى فعاليتها و تأثيرها هو بعد إدخالها إلى جهاز الكمبيوتر حيث تتجسّد بوضوح .
نستنتج بالتالي أن الطاقة النقية هي ليست طاقة بحد ذاتها .. بل هي الروح التي تحرّك الطاقة .. هي الفكرة التي تتجسّد في الطاقة المادية ، البرنامج الذي يوجهها .

ما هي المادة ؟

تقول لنا الفيزياء الحديثة أن الذرات مؤلفة من 99.9999 بالمئة فراغ !.. فقد اكتشف أن المسافة الفاصلة بين الإلكترونات و النواة تتخذ أبعاداً شاسعة مشابهة لأبعاد الكواكب عن الشمس !. السؤال المهم هو : ما هو المحتوى الذي يملأ هذه النسبة الكبيرة من الفراغ ؟!.
وضع العالم الكبير ألبرت آينشتاين نظريته المشهورة التي تقول : الطاقة تساوي الكتلة ضرب سرعة الضوء
E = mc2.

نستخلص من هذه المعادلة أن المادة و الضوء يتقاسمان الحركة ذاتها . و طالما الحال هي كذلك ، نستنتج أن الأشياء الصلبة التي نراها و نلمسها هي كذلك لأن جزيئاتها الذرية تدور في دوامة
VORTEX بسرعة كبيرة تساوي سرعة الضوء !.
أي أنك عندما تلمس الطاولة أو الكرسي أو الشجرة أو غيرها .. ستشعر بصلابتها لأن الذرات التي تشكلها تدور في دوامة بسرعة الضوء !.
لكي نفهم هذه الفكرة جيداً ، سوف نقوم بتشغيل مروحة كهربائيَّة و نجعل سرعتها بطيئة . و خلال دورانها بهذه السرعة البطيئة ، حاول إدخال عصا خشبية صغيرة بين شفراتها المتحركة . ستلاحظ أن العصا تستطيع اختراق مسار الشفرات .

لكن إذا قمت بتشغيل المروحة بأقصى سرعة ، ستلاحظ أن العصا تواجه مقاومة من الشفرات التي تدور بسرعة مما يمنعها من اختراقها . فتصوّر لو أن هذه الشفرات تدور حول نفسها بسرعة الضوء ! ماذا يحصل ؟!. ستبدو كأنها سطح ثابت و صلب لا يمكن ملاحظة دوران الشفرات أبداً !.
بعد استيعاب هذا المثال نقول : إنَّ المادة هي كما السطح الصلب الذي شكّلته سرعة شفرات المروحة التي تدور بسرعة الضوء . أما الطاقة الكامنة ما وراء المادة ، فتمثّل التيار الكهربائي الذي يحدد سرعة حركة الشفرات و بالتالي درجة الصلابة التي تظهرها الشفرات المتحرّكة !.

و هكذا الحال مع الأشياء الصلبة التي نراها أو نلمسها . فحالتها مشابهة تماماً لحالة المروحة و شفراتها . فعندما نلمس سطح صلب ، نشعر بصلابته ليس لأنه صلب في الأساس ، بل لان ذراته تدور بسرعة كبيرة مما تجعله يبدو كأنه صلب !.
و هذا ما نقصده بالطاقة المادية . أمَّا طاقة ما وراء المادة ، فتختلف تماماً . و ذكرنا سابقاً أنه ليس لديها أبعاداً مكانية و لا زمانية .. أي أنه ليس لديها ذرات و لا إلكترونات و لا سرعات من أي نوع . لكنها تملأ الفراغ الكامن بين النواة و الإلكترونات .. هي التي تحدد سرعتها و أبعادها .. فتحدد بالتالي الشكل الذي تتخذه المادة بالإضافة إلى درجة صلابتها .

الطاقـة الروحـيَّة
طاقة ما وراء المادة
القصة الكاملة .. لكن باختصار

لم يتوقع أحد منا أن يدرس هذا الموضوع بالطريقة العلميَّة المبيّنة في هذا الكتاب . و السبب بسيط جداً . نحن لم ننشأ على معرفة هذا المجال . لقد نشأنا على استبعاده تماماً من قاموسنا العلمي و حتى الثقافي . و بعض منَّا نشأ على عدم احترامه !.
فمناهجنا العلمية محكومة من قبل مذهب مادي لا يعترف سوى بكل ما هو مدرك و ملموس ، و بالتالي ، بقينا في جهل تام عن وجود هذا النوع من الطاقة . لكن عدم اهتمام المنهج العلمي الرسمي بهذا النوع من الطاقة لم يمنع مذاهب علمية أخرى من البحث فيها . و قد توصلت إلى نتائج مهمة و مثيرة .. أبعد من أن يطالها الخيال !.

يشيرون إلى هذا المذهب العلمي بـ "المذهب الحيوي "
VITALISM . طبعاً نحن لم نسمع عنه من قبل . لكن كان له تاريخ حافل و مجيد !. تمتع بفترة ذهبية طويلة قبل أن يظهر المذهب المادي MATERIALISM و قضى عليه قضاءً مبرماً !.. و أبعده عن الساحة العلميَّة الرسميَّة ، و بالتالي من ساحة المعرفة الإنسانية !. يمكن استخلاص هذه المجريات في قصة قصيرة جداً ، نستفيد منها ببعض العبر :
المذهب المادي
MATERIALISM و المذهب الحيوي VITALISM

قبل ظهور الفلسفة المادية على الساحة الأكاديمية في بدايات القرن التاسع عشر ، و تسلل بعدها إلى جميع المسالك العلمية و الفكرية على السواء ، كانت تسود فلسفة أخرى تختلف تماماً ، يشيرون إليها بالفلسفة الحيوية ( أو المذهب الحيوي ) .
هذا المذهب كان سائداً منذ القرن الخامس عشر ( في فترة عصر النهضة الأوروبية ) .
بعد نشوء المذهب المادي ، سارت هاتان الفلسفتان بانسجام لبعض من الوقت و اعتبرت علوم شقيقة .
***
المذهب المادي يصر على أن الكائنات الحية تعتمد في بقائها على تفاعلات خاضعة لقوانين كيميائية و فيزيائية ثابتة و ملموسة
دون تدخل أي عامل آخر ( غير ملموس ) .
***
أما المذهب الحيوي ، فيؤكد أن الكائنات الحية تعتمد في بقائها على طاقة حيوية داخلية تزودها بمقومات الحياة . و يؤمن الحيويون بأن القوانين الفيزيائية و الكيميائية لا تكفي في تفسير مجريات و آليات بقاء الكائنات .
***

لم يمضِ وقت على هذا الانسجام بين رجال المذهبين حتى نشأ صراع كبير بينهم . صراع طويل دام ثمانين عاماً !. هذا الصراع ، الذي تعرضت تفاصيله إلى النسيان ، كان مريراً و شرساً .. استخدمت خلاله أبشع وسائل الخداع و المؤامرات
( كل شيء مباح في الحروب ) .
و في نهاية المطاف .. خرج المذهب المادي منتصراً ...!
و طرد المذهب الحيوي من الساحة الأكاديمية ... و اعتبر مذهباً غير رسمياً .... يميل إلى الشعوذة و الماورائيات
أكثر منه إلى العلم المنهجي المستقيم ... مذهب ميتافيزيقي غير مجدي ...
لكن رغم ذلك الكم الهائل من التبريرات و التفسيرات و التحليلات التي وجدت الأسباب المؤدية
إلى انتصار المذهب المادي على المذهب الحيوي ،
إلا أن القصة الحقيقية تختلف تماماً و ليس لها علاقة بمصداقية هذا المذهب أو ذاك ...
نستطيع تلخيص هذه القصة في سطر واحد أو سطرين :
بعد العام 1920م ، أظهر المذهب المادي أنه ذات قيمة اقتصادية هائلة ... يمكنه تأمين الربح الوفير للمؤسسات الاقتصادية ، و الحكومية ، و حتى السياسية ( الأيديولوجيات المادية ) ..
.... أما المذهب الحيوي ، فلم يظهر أي قيمة مادية تغري أي من تلك المؤسسات ...
... و بالتالي ...
ذهب التمويل و الدعم و الرعاية إلى رجال المذهب المادي ... فانتصروا ... أما رجال المذهب الحيوي ،
فقد سحقوا سحقاً مبيناً !.

انتهت القصة


لهذا السبب لم نسمع عن مصطلحات علمية تشير لهذه الطاقة . أسماء مثل :

طاقة الأوديل للكونت فون رايشنباخ ، الهالة الحيوية لباراسالزا ، المغناطيسية الحيوانية لفرانز أنتون مسمر ، الطاقة الحيوية لبورغسون ، طاقة الاورغون لولهايم رايش ، حقل الطاقة الإنساني بمصطلح العلوم العصرية ، المجال البايوبلازمي بالمصطلح السوفييتي ، الطاقة السايكوترونية بالمصلح التشيكي ، طاقة ( شي ) بالمصطلح الصيني ، طاقة ( برانا ) بالمصطلح الهندي ، طاقة (كي) بالمصطلح الياباني ... و القائمة طويلة جداً جداً ...

يضم المذهب " الحيوي " أفرع كثيرة يعتبر بعضها مذهباً قائماً بذاته . لكن جميع فروع المذهب " الحيوي " ، رغم اختلافاتها العديدة في التوجه و طريقة البحث والتفكير ، و رغم استخدامها لمصطلحات خاصة بها ( لكل فرع تسمياته الخاصة ) مما زاد الفجوة التي عملت على ابتعاد هذه المذاهب عن بعضها لدرجة العداوة و التهجّم في بعض الأحيان ، نرى أنها تلتقي جميعاً في استنتاج مشترك يجمع بينها . تتجلى هذه الاستنتاجات بما يلي :

ـ إنَّ هذه الظواهر غير المألوفة تخضع لقوانين طبيعية خاصة بها ، مخالفة للمفاهيم العلمية السائدة . هذا جعل رجال العلم المنهجي عاجزين عن استيعابها و فهم طريقة عملها . لأنهم رجال ينتمون إلى منهج علمي يعتمد على منطق ( مادي ) مختلف تماماً عن المنطق الذي يحكم هذه الظواهر ، مما جعلهم يواجهون صعوبة في صياغة نظريات صحيحة حول طريقة عملها .

ـ يمكن لهذه الطاقة الماورائية أن تعمل خارج حدود زمنية و مكانية محددة . فهي متناقضة تماماً مع القوانين النيوتونية التي وضعت حدود ثابتة للمكان و الزمان .
ـ المظاهر التي تميّزت بها هذه الطاقة قامت بدحض جميع النظريات التي اعتمدت في تفسيرها على عناصر مثل ، موجات ، ذرات و جزيئات ، قوى ، حقول ، و غيرها من عناصر علمية تقليديَّة أخرى . ( لكن يتم استخدام هذه المصطلحات من أجل وصف مجريات عمل هذه الطاقة ، و ليس من الضرورة أخذ هذه المصطلحات بحرفية الكلمة).


ـ هذه الطاقة لا تتأثّر بالقوى الفيزيائية المعروفة : القوة النووية الشديدة ، القوّة النووية الضعيفة ، قوّة الجاذبية ، القوّة الكهرومغناطيسية ...
ـ هذه الطاقة لا تنتمي و لا تخضع لأي من القوانين الطبيعية المعروفة مثل : قانون الديناميحراري ، أو قانون الجاذبية ..
ـ هذه الطاقة لا تتطلّب عملية تذبذبات أو تبدلات من أي نوع في عملية التأثير على الأشياء . فعملية اختفاء عملة نقدية مثلاً ، تتطلّب بالمفهوم الفيزيائي التقليدي ، طاقة قنبلة نووية صغيرة تقوم بمحوها عن الوجود . أما الطاقة الروحية ، فطريقتها تختلف تماماً !.

ـ هذه الطاقة لا تتوافق مع النظريَّة النسبيَّة التي تقول بأنه لا يمكن للمادة أن تسافر بسرعة تفوق سرعة الضوء ، أي 186.000 ميل في الثانية . بل يبدو أن سرعتها لحظيَّة ! أي أسرع من الضوء بكثير !.
ـ جميع المظاهر التي تميّزت بها هذه الطاقة ، و التي تتناقض مع المفهوم العلمي المعاصر ، دفعت الباحثين إلى التوجه نحو مجالات أخرى ، خارجة عن حدود المنهج العلمي التقليدي ، في سبيل إيجاد تفسيرات مناسبة لها .

أما الآن ، فسوف نقوم بدراسة ما يعرف بعالم الماورائيات ، بما فيه من مصطلحات مثل أشباح ملائكة أرواح شريرة .. بالإضافة إلى العلوم الغيبية التي كانت تعزى لتلك الكائنات الخياليَّة . كما أنني سأذكر بعض الأفرع العلمية العصرية التي اهتمَّت بالظواهر الماورائية المختلفة .
 

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى