هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[4] هو عدد القراءات المتبقية
الكهنة الأكاديميون

"إذا لم تتلاءم الحقائق مع المسلمات فيجب نبذها في الحال"
هذا هو واقع الأمور دائماً ... حتى في عالم الأكاديميا

"عندما يظهر عبقري حقيقي في هذا العالم ، يمكنك أن تعرفه من خلال الحالة التالية :
يتحالف ضدّه حمقى العلم المنهجي و بلهائه "
جوناثان سويفت .

إن العلم أو التكنولوجيا هما موضوع مستمر و دائم التطور حيث أن مكوناته هي دائمة التوسع و تزداد سرعتها كل يوم .
لكن إذا اعتقدت بأنك تدرك كل شيء عن موضوع معيّن لمجرد أنك قرأت عنه كتاباً ما ، تكون مخطئاً تماماً ، فهذا يعتبر تفكير طفولي و غير مسؤول .
هناك الكثير من المفاهيم و النظريات المحجوبة عنك بحيث أنك لم تفكر بوجودها أساساً . أما السبب الرئيسي فهو أنها تعرضت للنبذ و الاستبعاد من قبل السلطة العلمية القائمة ، رجال المنهج العلمي الرسمي الذي يدعي بأنه لا يخطئ ابداً .

الجميع يظن أن "العلم المنهجي" و"الابتكار" هما مجالان متوافقان يسيران على وتيرة واحدة . لكن هذه ليست الحقيقة . والسبب هو أن المبتكرين التقنيين و العلماء الأكاديميين ليسوا متشابهين في طريقة التفكير.
فالعلماء هم نظريون على الأغلب ، أما المبدعون التقنيون فهم مهندسون ميدانيون ، أي أنهم عمليون أكثر . العلماء يضعون النظريات بالاعتماد على المنهج العلمي الرسمي ويحاولون تطبيقها بالاعتماد على المسلمات العلمية المنهجية . أما المبدعون التقنيون فهم يبنون الأشياء ويراقبون ما يمكن أن تفعله هذه الأشياء . و قليلاً ما يلتزمون بالقواعد و النظريات المسبقة الصنع !. فيمكن للمبدعين أن يتقدموا على العلماء بأجيال عديدة من الناحية التكنولوجية .

فالتقدّم التكنولوجي الذي نتمتع به اليوم تم إحرازه بفضل المبدعين التقنيين الذين لا يلتزمون بالمسلمات العلمية التقليدية . وهناك أمثلة كثيرة على وجود تقنيين و مخترعين مميزين لم يتقدموا كثيراَ في الدراسة الأكاديمية لكنهم غيروا مجرى التاريخ العلمي بفضل إنجازاتهم الثورية التي قلبت الكثير من العلوم التقليدية رأساَ على عقب ... أمثلة كثيرة لا يمكن حصرها في سطور معدودة ، لكن إليكم بعض العينات :



ـ في القرن الخامس عشر ، رسم ليونارديو دافينشي تصميماُ يمثّل آلة طائرة ، فسخر منه العلماء و قالوا له ضاحكين : إنسَ الأمر ! إذا كان الطيران ممكناً لكنّا أوّل من عرف بذلك !

ـ المجتمع العلمي (الذي كان مخموراً بأفكار العهد القديم ) ، هو أوّل من تصدى لأفكار الفلكي البولندي "كوبرنيكوس" عندما أعلن عن مشاهداته التي تدلّ على أن الأرض ليست مركز الكون ،في عام 1540م.

ـ في العام 1608م ظهر ألماني يدعى "ليبرشيه" بجهاز مقرّب (منظار) مؤلف من عدستين ، فأخذه منه الإيطالي "غاليليو" و طوّره حتى صنع ما نعرفه اليوم بالتلسكوب ، و وجد من خلاله أن القمر هو كروي الشكل و ليس طبق فضّي ، لكن البروفيسور المسؤول عن جامعة "بادوا" رفض حتى النظر في ذلك الجهاز ! و ادعى بأنه يمثّل هرطقة علمية !‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍....أما قصة "غاليليو" مع الكنيسة ، فلا تخفى عن أحد .

ـ "فرانز أنتون ميزمر" الوالد المؤسّس للتنويم المغناطيسي الحديث ، طرده المجتمع العلمي من فرنسا بتهمة الشعوذة .

ـ سخر رجال الأكاديمية البريطانية للعلوم من بنجامين فرانكلين عندما قدم تقرير عن القضيب المعدني و تفاعله مع البرق ! و رفضت الأكاديمية نشر هذا التقرير !.

ـ أحد العلماء الفرنسيين البارزين من الأكاديمية الفرنسية للعلوم ، صرح بأن التنويم المغناطيسي هو عبارة عن خداع !. و بعد حضور إحدى جلسات التنويم ، و شاهد كيف تم غرس إبرة طولها 10 سم في يد النائم مغناطيسياً دون أن يشعر بالألم أو حتى خروج نقطة دم واحدة ! لكن البروفيسور المحترم الذي يرفض تصديق هذه الظاهرة علّق قائلاً : " إن هذا النائم المحتال قد استلم من المنوّم المخادع مبلغ من المال مقابل سكوته على ألمه الذي نتج من غرس الإبرة " !!.
( تصوّر يا سيدي ... مسمار طوله 10سم ... يدخل في يدك من الجنب إلى الجنب ! .. هل تستطيع أن تمنع نفسك من الصراخ ؟!.. حتى لو قبضت الملايين ؟!.. ) .

ـ المجتمع العلمي هو أول من تصدى لأفكار "شارلز داروين" التي تحدثت عن عملية تطوّر الكائنات ، و وصفوه بالمجنون .
ـ السيّد " وليام بيرس " ، رئيس المهندسين في مكتب البريد البريطاني ، نسب إليه أكثر التعليقات غباءً في التاريخ حول اختراعات توماس أديسون ! فقال في إحدى المناسبات أن مصباح أديسون الكهربائي هو عبارة عن فكرة حمقاء تماماً !..

ـ العديد من البروفسورات المرموقين الذين عرفوا أديسون ، بما فيهم البروفيسور البارز "هنري مورتون " ، علّقوا على فكرة المصباح الكهربائي ، قبل استعراضه أمام الناس بقليل ، قائلين : " باسم العلم .. نصرّح بان تجارب أديسون ... هي عملية احتيال تهدف لخداع الجماهير " !.

ـ علّق علماء من الأكاديمية الفرنسية للعلوم ، على آلة أديسون الصوتية ( الغرامافون ) بعد سماعها تطلق الأصوات ،
قائلين :
" إنها عملية خداع واضحة ! فلا يمكن للآلة أن تتكلّم ! لا بد من أن الأصوات تخرج من فمه ( أي أديسون ) بطريقة بارعة لا يمكن ملاحظتها " !.


ـ سخر المهندسون الألمان في العام 1902م من الكونت فرديناند فون زيبلين عندما أعلن عن اختراع وسيلة نقل جويّة (منطاد قابل للتوجيه) . لكن بعدها بسنوات قليلة ، راحت مناطيد زيبلين تجوب السماء و تجتاز المحيط الأطلسي ناقلة الركاب من قارة لأخرى !.

ـ في العام 1903م ، تجاهلت الصحف الرئيسية ذلك الحدث التاريخي الذي يتمثّل بتحليق أوّل طائرة صنعها الأخوين رايت ! و علّقت إحدى المجلات العلمية المحترمة ( ساينتيفك أمريكان ) على هذا الإنجاز بأنه خدعة وهمية ! و هذا كان موقف الصحف الأخرى مثل النييورك تايمز و النيويورك هيرالد و غيرها ! بالإضافة إلى قيادة الجيش الأمريكي ، و الأكاديميات و الجامعات المختلفة ، و رجال العلم البارزين ، بما فيهم البروفيسور في علم الرياضيات و الفضاء ، السيد " سيمون نيوكمب " و غيره من العلماء !. جميعهم سخروا من الأخوين رايت و قللوا من شأن هذا الحدث العظيم !. جميعهم علّقوا بصوت واحد : " إنه من المستحيل علمياً للمحركات الثقيلة أن تطير " !.. و لمدّة خمس سنوات كاملة ، رفض المسئوولون في البيت الأبيض تصديق أن آلة ميكانيكية أثقل من الهواء استطاعت الطيران !.

ـ "جون لوغي بارد " ، مخترع التلفزيون ، تعرّض لهجوم شرس من قبل رجال العلم المتشككين ذات العقول المتحجّرة ! و علّقوا على هذه الفكرة قائلين : " إن فكرة نقل الصورة عبر الأثير هي عبارة عن ترهات و سخافات معيبة " !.

ـ في الخمسينات من القرن الماضي ، صرّح أحد الفيزيائيين المرموقين في جامعة كامبريدج البريطانية بأن الكلام عن السفر إلى الفضاء هو كلام فارغ ! ليس له صلة بالواقع الحقيقي ! بعد هذا التصريح بثمانية عشر شهراً حلّق القمر الروسي سبوتنك في الفضاء الخارجي !.
و أحدث ضجّة كبيرة أدت إلى إحراج الكثير من رجال العلم ! و اضطرّت المؤسسات العلمية الغربية ، المصدومة بشدّة ، إلى تغيير مناهجها التعليمية القديمة في المدارس و أسست منهج علمي يتعامل مع الواقع العلمي الجديد ! و قد فقد الكثير من الأكاديميين المرموقين وظائفهم و مناصبهم خلال هذه النقلة العلمية النوعية !.



ـ أرهينيوس و " الكيمياء الآيونية "
اعتبرت فكرته القائلة أن الإلكتروليت مليء بالذّرات المشوحنة ، بأنها فكرة مجنونة . كانت النظريّة الذريّة جديدة في ذلك الوقت ، و الجميع كان مقتنع أنّ الذرّات غير قابلة للإنقسام ( وبذلك لا يمكنها أن تفقد أو تكتسب أي شحنة كهربائيّة ) . و بسبب نظريتة المهرطقة هذه ، حصل على شهادته الجامعيّة بشقِّ الأنفس و بعلامات متدنّية .
ـ هانس ألفن و " ديناميكيّات البلازما على مستوى المجرات "
يعتقد العلماء أنَّ الجاذبيّة وحدها هي الأمر الأهم في النظام الشمسي ، و على مستوى المجرّات و هكذا ..... وفكرة ألفن أنّ فيزياء البلازما مساوية أو أكبر في الأهميّة من الجاذبيّة كانت موضع سخرية لعقود طويلة من الزمن .

ـ سخر من روبرت باكر و فكرة " الديناصورات السريعة ذوات الدم الحار "
كان الجميع يعتقد أنَّ الديناصورات مثل وحوش الهيلية ( عُضاية ضخمة ) أو سلحفاة كبيرة ضخمة، هي بطيئة ولا تحتمل البرد ، وجميعها ذات لون زيتي باهت .

ـ سوبرامانيان شاندرا سيكار و فكرة "الثقوب السوداء" في عام 1930 ، و التي سحقها أدنغتون :
ابتكر شاندرا نظريّة الثقوب السوداء ونشرها في عدّة صحف . لكنه تعرض لهجوم شرس من قبل زميله المقرّب السير آرثر أدينغتون ، و لم تقبل نظريته من قبل مجتمع البحث العلمي . لقد كانوا على خطأ ، و قام أدينغتون برد فعل عنيف معتمداً على نظريته المتبنّاة غير الصحيحة . لم يستطع شاندرا أن يمارس مهنته في إنجلترا ونقل أبحاثه إلى جامعة شيكاغو في عام 1937، وظلّ يعمل في الظلمة لعقود بعيداً عن الأضواء . أعاد آخرون اكتشاف نظرية الثقوب السوداء بعد 30 عام . وقد ربح جائزة نوبل في علوم الفيزياء لعام 1983، وجاء الاعتراف بعد 50 عام فقط .
لا تستخفّ بالحقيقة التي فحواها أن المجتمع العلمي يبحث عن السلطة و ليس الحقيقة ، أو من قوّة تأثير سخرية الناس عندما يستخدمونها للتقليل من شأن أحدهم ، مثلما فعل أدينغتون .

ـ شلادني و فكرة " النيازك " في عام 1800
نظرت رابطة البحث العلمي إلى النيازك بنفس الطريقة التي ينظر بها العلماء المعاصرون إلى ظاهرة المخلوقات الفضائية أو الأشباح أو غيرها من ظواهر خارقة للطبيعة لا يصدّقها إلاّ الفلاحون .. وجميع إفادات الشهود العيان لم تصدق من قبل المجتمع العلمي .
أصبحت السخرية شديدة في فترة ما حيث قرّر العديد من متاحف النيازك في مجموعاتها الجيولوجية أن تهمل هذه العيّنات الثمينة . (غالباً ما يتحكّم الشك العدائيّ بالواقع المألوف ، و قدر لأقوى الدلائل أن تخضع لحالة "عدم التصديق الجماعي") أخيراً في أوائل القرن الثامن عشر فحص أرنست شلادني الدلائل بشكل احترافي ، و وجد أنّ النيازك المزعومة لم تكن مشابهة تماماً لصخور الأرض . لقد غيّرت أبحاثه بعض الآراء . و في الوقت نفسه شهد العلماء سقوط بعض النيازك الضخمة على الأرض . مما جعل غالبيّة من أصرّ على أنّ الفلاحين الجاهلين هم فقط من رأى هذه النيازك ، يخجلون من أنفسهم .
تبدّل تيّار عدم التصديق ، إلاّ أنّ هذا الحدث الهام لا يدرّس لطلاب العلوم الذين لازالوا جاهلون لهذا التاريخ يعيدون نفس الإخفاق مرّة بعد مرّة كما في الإنكار العدائيّ تجاه الظواهر الأخرى .

ـ س. ج. دوبلر و نظرية "مفعول دوبل "
تم اقتراح نظريّة مفعول دوبلر البصري في عام 1842، ولكنّها عورضت بشكل عنيف لمدّة عقدين لأنّها لم تتفق مع الفيزياء المسلّم بها في ذلك الوقت حول " نظرية الأثير المضيء "
Luminiferous Aether theory .
لكنها أثبتت أخيراً في عام 1868، عندما راقب و. هجينز
W. Huggins التحوّلات الحمراء والزرقاء في الطيف النجمي . و لسوء الحظ ، حدث ذلك بعد 15عام من وفاة دوبلر .

ـ جالفاني ( الكهرباء الحيويّة )
"إنّهم يسخرون مني و يسمونني معلّم الرقص للضفادع".

ـ و يليام هارفي و مبدأ سريان الدم :
أدى اكتشافه الجديد إلى نبذه من قبل رابطة البحوث العمليّة القائمة في ذلك الوقت .

ـ كربس
Krebs مكتشف طاقة ATPو "دورة كربس". لاقت هذه الفكرة العداء منذ ظهورها .

ـ كارل. ف. الغاوس
Karl F. Gauss مكتشف " الهندسة غير الإقليديسيّة " non-Euclidean geometery .
أبقى اكتشافه للهندسة غير الإقليديسيّة سراً مدّة ثلاثين عام بسبب خوفه من السخرية، نشر لوباشفسكي لاحقاً عملاً مشابهاً وقد لقي نصيبه من الاستهزاء أيضاً. بعد وفاة غاوس، نُشر عمله أخيراً ولكنّه مع ذلك استغرق عقوداً طويلة لتحويل رياضيات الإغريق ونظرتهم الخاصة للهندسة، ولنيل الرضى بين الاختصاصين.

ـ بينينج – روهر – جيم زويزكي و ابتكار "منظار المسح الضوئي الأنبوبي"
scanning-tunneling microscope
تم اخترعه في عام 1982، رفض العلماء الآخرون التصديق بأنّ تحليل الوزن الذريّ كان ممكناً، و قد قوبل استعراض هذا الجهاز الـ STM (منظار المسح الضوئي الأنبوبي) في العام 1985 بالعدائيّة و السخرية من قبل المختصين في مجال استعمال المجهر. و نال مخترعوه جائزة نوبل في العام 1986 حيث نجحوا نجاحاً عظيماً في فرض التغيير السريع في عالم المجهريات و كذلك في موقف زملائهم .

ـ ر. جودارد
R. Goddard و فكرة "المركبات الفضائية المفوعة بالصواريخ"
بقي جودارد في حالة تعتيم كامل تقريباً حتى نهايات العام 1944، عندما بدأت هذه الاختراعات التي اعتبرت خيالية بالهطول على لندن خلال فترة الحرب العالميّة الثانية .

ـ جوليوس ر. ماير
Julius R. Mayer " قانون مصونية الطاقة " The Law of Conservation of Energy
رفضت دراسة ماير الأوليّة بازدراء من قبل الصحف الفيزيائيّة في ذلك الوقت .

ـ ب. مارشال
B. Marshall و اكتشافه بأن القرحة تسبّبها البكتيريا . كان جميع الأطباء لا زالوا يعتقدون أنّ القرحة تحدث بسبب الحمض . احتج الدكتور مارشال عدّة سنوات حتى يقنع المؤسسة الطبيّة بأنّ يغيّروا اعتقادهم ويتقبلوا حقيقة أن اعتقادهم كان خاطئ ، وأنّ القرحة هي في الحقيقة مرض بكتيري .

ـ ب. ماك كلنتلوك و فكرة "العناصر الجينيّة المتحرّكة" . ربح جائزة نوبل في العام 1984 بعد معاناة استمرت 32 سنة من السخرية والرفض.

ـ جورج أس. أوم و " قانون أوم " ( كهرباء)
قوبل إصدار أوم الأساسي بالتهكّم والرفض ، وكانت ورقته العلمية تُسمى بـ"ورقة الخيال المحض" ومضت عشر سنوات تقريباً قبل أن يبدأ العلماء بإدراك أهميّتها الكبيرة .

ـ "فيرناندو نوت بوم" و نظريته القائلة بأن دماغ الثديّيات يمكنها خلق خلايا عصبيّة جديدة بعد الولادة .
يقول الاعتقاد العلمي السائد أننا نستطيع قتلها إنّما لا يمكننا إيجاد خلايا جديدة ؟ بعد عشرين عام من السخرية ، أُخذ عمل نوت بوم على أدمغة طيور بعين الاعتبار ، و تبيّن أخيراً أن الاعتقاد القديم كان خاطئاً ، حيث أنّ الأدمغة تجدد الخلايا العصبيّة، ولم تبلغ بعد هذه المعلومات مجتمع البيولوجيين ولا حتى عامة الناس .

ـ حورب ل. باستور في البداية عندما اكتشف النظرية الجرثوميّة للأمراض .

ـ ستانفورد ر. أوفتسينسكي و اكتشاف أجهزة نصف ناقلة غير متبلورة
amorphous semiconductor devices
عرف الفيزيائيون أنّ الرقائق والترانزستورات لا يمكن أن تصنع سوى من الشرائح الثمينة فقط مثل الكريستال الأحادي الصافي نصف الناقل .
هوجم اختراع أوفشينسكي الثوري (لنصف الناقلات شبه الزجاجيّة) من قبل الفيزيائيين وأهمل لأكثر من عقد من الزمان.
كان أوفشينسكي مفلساً ومعوزاً عندما اهتمّ اليابانيّون بعمله و قاموا بتمويله . و كانت النتيجة :
ظهور علم جديد اسمه "فيزياء أنصاف النواقل غير المتبلورة " ، بالإضافة إلى تقنية الأغشية الرقيقة نصف الناقلة الرخيصة جداً ( و على وجه الخصوص الخلايا الشمسيّة نصف الناقلة ، مقوّمات الطابعات ، السواقات الناسخة التي تباع من قبل شركة شارب ). فقد صنع الملايين لليابان بدلاً من أمريكا .

ـ إجناز سميلويس
Ignaz Semmelweis و فكرة "نظافة الجرّاحين وحمى النفاس"
قدّم سميلويس للجمعيّة الطبيّة فكرة أنّ الأطباء كانوا يتسببون بموت عدد كبير من الأمهات من خلال إجراء عمليّات لجروح متقيّحة، وبعدها مباشرة يستخرجون المواليد بدون غسلهم أيديهم. مثل هذه الحقيقة كانت عاراً كبيراً لجماعة الإختصاصيين لأن يقبلوها، فأهملوها. انتهى الأمر بسميلويس إلى مستشفى للأمراض العقليّة، وأُحرقت أفكاره بعد موته.

ـ حورب نيكولا تيسلا بسبب تبنّي فكرة "الرنين أو التردّد الكهربائي الأرضي"
تم تبنيها في النهاية و قد أصبحت تسمى اليوم "تردّدات شومان" .

ـ نيكولا تيسلا و "محركات كهربائية الخالية من الفحمات"
brushless AC motor
كان من المعتقد أنّ هذه المحركات هي مثال على الآلات الدائمة الحركة التي كانت موضع سخرية و استبعاد من قبل المجتمع العلمي .

ـ حورب ألفرد ويغنر
Alfred Wegener في البداية بسبب تبنيه لنظرية "انجراف القارّات" continental drift

ـ سخر من ريتون روز بسبب طرح فكرة أن "الفيروسات تسبب السرطان"

ـ وارن س. وارن
Warren S. Warren و اكتشافه لبعض الثغرات في نظرية الرنين المغناطيسي
درس وارن وفريقه في جامعة برينستون شذوذ ما في مجال الرنين المغناطيسي ووجدوا شكلاً جديداً لنظرية الرنين المغناطيسي (
MRI). تشمل التفاعلات الدورانيّة بين الجزيئات المتباعدة و تأثيرات ناتجة من عملية الاضطرابات الحتمية.
كان زملاؤه يؤكدون بأنّه كان على خطأ وحذّروه من أنّ نتائجه المجنونة ستعرّض مهنته للخطر . احتفظت برينستون بنقدها اللاذع ، و نشرت تحقيق علمي يهدف للسخرية من عمله . حرم وارن بعدها من التمويل .
وبعد حوالي سبعة أعوام انقلبت موجة السخرية على أصحابها ، و أصبح موقف وارن قوياً جداً بسبب ظهور تقنية جديدة تعتمد على اكتشافاته الثورية .

ـ جورج زويج
George Zweig و نظرية "الجزيئات الدقيقة" quark theory
نشر زويج نظرية الجزيئات الدقيقة لدى المجلس الأوربي للبحث العلمي النووي في العام 1964. و كان الجميع يعتقد أنّه لا يوجد جُسيم لديه 3/1 الشحنة الكهربائيّة . وبدلاً من تلقي الإقرار بنظريته ، واجه عراقيل كثيرة ، كما أُتّهم بكونه دجالاً..

نلاحظ خلال دراستنا لتاريخ المسيرة العلمية الطويلة ، أنَّ هناك صراع دائم بين المبدعين و بين الأكاديميين الذين يمثلون بيروقراطية متشدّدة تتصف دائماً بتعاملها ألعدائي تجاه الأفكار الجديدة . و كلّ فكرة أو نظرية جديدة ، مهما كانت درجة مصداقيتها ، لا بدّ أن تمرّ دائماً بنفس المراحل التالية :

1ـ أول ما تُطرَح فكرة أو نظرية جديدة ، يصرّح العلماء المتشكّكون (المدعومون من قبل المنهج العلمي السائد) بكل ثقة أن الفكرة الجديدة هي مستحيلة و تنتهك القوانين العلمية ، فتنحى هذه الفكرة جانباً و يتم تجاهلها. يمكن لهذه المرحلة أن تدوم لسنوات أو حتى قرون من الزمن ، يعتمد ذلك على درجة تأثير الفكرة الجديدة على الحكمة التقليدية السائدة .

2ـ في المرحلة الثانية ، تبدأ تلك الفكرة بفرض نفسها تدريجياً ، بفضل واقعيتها و صدقيتها ، فيبدأ المتشكّكون بالاعتراف ـ مرغمين ـ بأن تلك الفكرة الجديدة قد تكون معقولة ، و غير مستحيلة ، لكنها غير مثيرة و تأثيرها ضعيف جداً ، أي أنها غير عملية ، و لا يمكن الاستفادة منها.


3ـ في المرحلة الثالثة ، يكتشف المنهج العلمي بكامل فصائله ، أن الفكرة الجديدة ليست فقط مهمّة و عملية ، بل أنها تمثّل عنصر ضروري له استخدامات كثيرة ، و توفّر إجابات كثيرة لظواهر كانت غامضة بالنسبة للمنهج العلمي السائد .

4ـ في المرحلة الرابعة ، و بعد أن تثبت الفكرة الجديدة نفسها بجدارة ، و أخذت مكانتها المستحقّة بين الأفكار و النظريات الأخرى ، يبدأ المتشكّكون ، الذين تنكّروا للفكرة الجديدة في السابق ، بالادعاء أنهم أول من فكروا بها في البداية ، و ينسى الجميع أن تلك الفكرة كانت تعتبر في يوم من الأيام "هرطقة علمية خطيرة"، فيتملّص الجميع من مسؤولية المحاولة للقضاء عليها ـ سحقاً تحت الأقدام ـ و حرمان الشعوب من الحقيقة .

هذا هو السيناريو الذي نشاهده دائماً عند ظهور فكرة أو نظرية جديدة . لكن بعد فترة من الزمن ، و بعد أن يصبح لهذه الفكرة الجديدة أتباعها الذين يؤمنون بها ، تصبح بالتالي طريقة تفكير ( مذهب فكري ) ! أي يصعب تغييرها أو تطويرها أو حتى تعديل بند واحد من بنودها !. و نرى أن رجالها يدافعون عنها بنفس شراسة النمر الذي يدافع عن صغاره !.

لكن لماذا ؟
ـ إن الأكاديميين يمثلون دائماً بيروقراطية بحد ذاتها ! هم غير مبدعين ! إنهم يعملون وفق المعلومات التي درسوها فقط ! موالون تماماً للسلطات التي قامت بوضعهم في مناصبهم ! و لهذا السبب ، هم يكرهون حصول تغيير في المعلومات التي اعتادوا على التعامل معها . فيرفضون حتى النظر بالفكرة الجديدة أو مناقشتها !. و لا يأبهون بالحقيقة !.

ـ إن الفكرة الجديدة تمثل دائماً حقيقة واقعية ، لكنَّها بنفس الوقت ، هي تمثّل بالنسبة للمنهج العلمي السائد ، نظرة شاذّة ، ثورية ، قد تقلب المنطق المعروف رأساً على عقب . و هذا يزعج الرجال القائمين على هذا المنهج السائد ، فينظرون إليها على أنها تهديد لوظائفهم . فهم لا يحبون أن يظهروا كالأغبياء ، و أن هذه الفكرة الجديدة قد فاتتهم و خطرت في بال غيرهم . فيواجهون الفكرة الجديدة بسخرية و استهزاء و أحياناً كثيرة بالمؤامرات الخسيسة !.


ـ نلاحظ أحياناً وجود أكاديميين متعصبين ! يتمسكون بعقليتهم العلمية و يدافعون عنها بشراسة تجعلنا نتساءل بدهشة إن كان هذا النوع من الأكاديميين يهتمون بالحقيقة فعلاً ، أم هو عبارة عن رد فعل غريزي مشابه لسلوك المتعصبين الدينيين أو بعض المتوحّشين من مشجّعي رياضة كرة القدم ! و لا يأبهون بالحقيقة أبداً ! و كل ما يهمهم هو الدفاع عن ما يعتقدون به و ينتصرون على الخصم المقابل !. هناك الآلاف من الأمثلة التي تظهر طريقة أصحاب العقول المتحجّرة ، المتشككين الذين رفضوا التصديق بأي شيء غير متوافق مع معتقداتهم و مسلماتهم المطبقة على رؤوسهم كما الخوذة الحديدية المقفلة بإحكام !.


إن التعصب العلمي هو كما التعصب الديني . فالعلماء المتعصبون ليس لهم علاقة بالعلم إطلاقاً !. إن هؤلاء الأنواع من البشر هم عبارة عن مرضى نفسيين ! يعانون من آفة نفسية تسمى التعصّب و التحجّر ! و الذين يعانون من هذه الحالة ، لديهم قابلية للوقوع فريسة سهلة لعملية غسيل الدماغ ( بمسلمات و معتقدات معيّنة ) منذ الطفولة . و هم ضعفاء جداً مما يجعلهم ينغلقون على تلك المعلومات المحددة و يرفضون تقبل معلومات جديدة ، مهما كانت واقعية و أظهرت نسبة كبيرة من المصداقية !.

هذه الظاهرة السائدة بين المناهج العلمية المختلفة التي سادت على مرّ العصور ، تفصح لنا عن حقيقة واضحة وضوح الشمس .. هذه الحقيقة المؤلمة تقول :

إن الأمر بالنسبة للأكاديميين هو عبارة عن صراع رجال مؤسسات علمية و ليس صراع حقائق ! و المؤسسة العلمية السائدة هي التي تفرض منطقها على الجميع ، بغض النظر عن مدى مصداقيتها !.. أما الحقيقة المجرّدة ، فلتذهب إلى الجحيم !.

في حين أنّ 99% من التصريحات و الإعلانات الصادرة من الأوساط العلميّة الغير تقليدية ( غير رسمية ) تبدو زائفة للوهلة الأولى ، فإنّنا لا نستطيع أن ننبذ أي منها بدون تحريّات ، وإذا فعلنا ذلك فإنّنا بالتأكيد نأخذ مكاننا لنا بين الساخرين الذين أبعدوا أو حتى اعترضوا على عدد كبير من الاكتشافات العمليّة الرائدة عبر التاريخ . حذار ! فالعديد من التقنيات العصرية التي نألفها اليوم مثل الطيران و فكرة القارّات الأرضية المنجرفة ، تبدو عادية ومقبولة بالنسبة لنا ، لكنها بدت خاطئة بشكل جازم خلال فترة اكتشافها لأوّل مرّة .
ففي هذا المجال العلمي الكبير ، قد يكون البحث عن ابتكارات تقنية ثوريّة هو مثل البحث عن الماس المدفون بين الأقذار .
وإنّه سيكون عاراً على العلم المنهجي إذا كان مجال العلوم المنبوذة يحتوي على الماس الثمين . فهذا يجعل الحكم على نظرية مجنونة غير تقليدية أمراً أكثر صعوبة . إذا كانت الابتكارات المجنونة زائفة دائماً فإنّ لدينا سبب جيّد لرفضها . لكن ، طالما أنه يمكننا إيجاد الماس بين الأفكار المجنونة ، لا نستطيع نبذ الأفكار الغريبة بشكل تلقائي مهما بدت للوهلة الأولى كأنها عبارة عن أقذار . قد يتحوّل الجنون أحياناً إلى اكتشاف حقيقي فريد من نوعه و قد يقلب العالم رأساً على عقب.



View: https://www.youtube.com/watch?v=1TerTgDEgUE



 

_______

[ تفاعل مع المشاركة لتحميل المرفقات ]

  • The science delusion.pdf
    The science delusion.pdf
    7.4 MB · المشاهدات: 44
  • لايك
التفاعلات: Lumin

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى