هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

الحرب الباراسيكولوجية

الحرب الباراسيكولوجية
جميع المخطوطات و المراجع الأثريّة التي مثّلت العالم القديم بحضاراته المختلفة و شعوبه و قبائله التي عاشت على هذه الأرض تناول قسم كبير منها شعائر و وسائل و طقوس سحريّة مختلفة كان يستعين بها الإنسان في سبيل تحقيق أهدافه و غاياته الغير محدودة ، شرّيرة أو خيّرة . كلّ شيء جاء من العهود القديمة كان يشير إلى أنّ السحر كان يلعب دوراً بارزاً في العالم القديم .
روايات كثيرة تحدّثت عن الملوك و السّلاطين ، من كل أنحاء العالم القديم ، كانوا يستعينون بالسّحرة و الكهنة و حتى جيوش من الموهوبين بقدرات سحريّة هائلة في سبيل الوصول إلى مآربهم المختلفة !. حضارات بأكملها كانت تعتمد على السّحر في استراتيجياتها المدنيّة و الحربيّة على السّواء ! و لكلِّ حضارة طقوسها و معتقداتها و كهنتها و أهدافها المختلفة !. لكنّ كلّ هذه التّفاصيل لم تؤخذ باهتمام يذكر من قبل المؤرخين و علماء الأنثروبولوجيا الذين اعتبروا هذه التقّاليد السحريّة أنّها عبارة عن طقوس عشوائيّة تعتمد على خرافات كانوا يسيطرون بواسطتها على الرعيّة ، و يوهمونهم بأنّ لها تأثير كبير في تحقيق مآربهم و غاياتهم المختلفة . و يفسّر المؤرخين هذه الظّاهرة الشّائعة بين القدماء على أنّها إحدى مظاهر التَّخلّف الذي طالما عانت منه شعوب تلك العصور . أليس هذا ما نعتقده أيضاً ؟.
لكنّ العلماء و الباحثين الذين وصفوا تلك الحضارات القديمة بهذه الطريقة ، و جعلونا نعتقد بذلك ، ربما تناسوا أو تجاهلوا أنّها هي الحضارات ذاتها التي بنت الأهرامات في مصر و تيوتيهوكان في المكسيك و معبد بعلبك و تيواناكو في بوليفيا و غيرها من معجزات عمرانيّة عجزت الحضارة الحاليّة بكلِّ إمكانياتها المتقدِّمة من إنجازها !. ربما هناك أسباب خفيّة ، لا زلنا نجهلها ، دفعتْ الباحثين في الحضارات الإنسانيّة القديمة إلى عدم البحث في هذه المسائل بشكل موضوعي مجرّد !.
روايات كثيرة تحدّثنا كيف كان الملوك يستخدمون قدرة " الاستبصار " ( الرؤية من مسافات بعيدة دون استخدام أيّ من الحواس التقليديّة ) في سبيل الكشف عن أسرار العدوّ و مكان تواجد جيوشه ، و نوايا و مخططات قاداته و غيرها من معلومات غيبيّة أخرى لا يمكن الحصول عليها بالوسائل التقليديّة . كانت وسيلة الاستبصار شائعة بين جميع الحضارات القديمة . و كان الملوك يستعينون بالسّحرة و الكهنة و غيرهم من أشخاص متخصصين في هذا المجال ، فيقيمون الطقوس المختلفة ، و صلوات تختلف كل حسب معتقداته و شعائره الخاصّة ، فيرسلون اللعنات المدمّرة نحو العدو ! داعين إلى تخريب مخططاته و تعديل نواياه أو تغيرها تماماً و غيرها من دعوات و تسخيرات . و كانت هذه الدعوات تسبب الأمراض و العلل الجسديّة المختلفة و أحياناً الموت !. محاصيل زراعيّة كانت تتعرّض للدّمار أو الإتلاف دون سبب منطقي ! دواجن و أبقار و خيول و غيرها كانت تمرض و تموت !.
كان السَّحرة في الهند القديمة و بلاد فارس و أفريقيا و مصر الفرعونية بالإضافة إلى حضارات أمريكا الجنوبيّة ، يستخدمون الدمى في إرسال اللعنات إلى العدوِّ !.
كانوا يستخدمون دمية خشبيّة أو من القماش الملفوف أو غيرها من مواد ، و يجعلون هذه الدمية تمثّل الشّخص المستهدف ( تشابهه بالشكل أو كتابة اسمه عليها ) ، فيضعونها أمامهم و يبدؤون بالتحشير و إتلاء الأقسام و الصَّلوات المختلفة ، كلّ حسب شعائره ، ثم يقومون بعدها بالتَّمثيل بالدمية . يغرسون فيها الإبر و السكاكين ! أو يحرقونها بالنّار ! أو يأمرونها بأن تصاب بمرض معيّن ! أو أن تتصرّف وفق سلوك معيّن ! و كل ما يحصل بالدمية سوف يصيب الشّخص المستهدف !. إذا حرقوا الدمية بالنّار مثلاًَ كان الشّخص المستهدف الذي يبعد آلاف الكيلومترات عن الدمية يصرخ من الألم الشّديد كأنّه يحترق فعلاً !. و إذا غرسوا في الدّمية الإبر ، يشعر المستهدف بألم شديد في أنحاء جسمه و كأنّه طعن بسكين !. هذه العلوم السحريّة المرعبة كانت سائدة في ذلك الزّمن السّحيق . هذا ما ترويه لنا المراجع و المخطوطات القادمة إلينا من تلك الفترات !.
و لهذا السّبب كانت تلك الفترة تزخر بأنواع مختلفة من الحجب و التعويذات المختلفة التي يستخدمها النّاس و يحملونها معهم أينما ذهبوا لحمايتهم من شر السّحر و الأعداء المجهولين !. هذه العادة لازالت مستمرّة حتى يومنا هذا !. إنّ الرّعب الذي عاشه أسلافنا في تلك الفترات لازال كامناً في لا وعينا ، في عقولنا الباطنية ، إنّ الخوف من هذه الأمور لازال يجري في عروقنا إلى الآن !. لقد كشفت لنا المراجع التاريخيّة عن الكثير مما يؤكّد هذا الواقع المخيف الذي ساد على مرّ العصور و بين جميع شعوب الأرض و حضاراتها !.
لكنَّنا الآن أصبحنا شعوب متحضّرة ، لا نقبل بهذه الخرافات . إنّ الروايات التي جاءتنا من تلك الفترات هي عبارة عن حكايات خياليّة هدفها هو التسلية و التّشويق !.أليس كذلك ؟.. هل هذه هي الحقيقة ؟... أم أنّه هناك ما نجهله ؟.
عاد هذا الرّعب الإنساني الكامن إلى الظّهور مجدّداً إلى السّطح في الستينات من القرن الماضي ! و حدثت بلبلة كبيرة بين شعوب الدّول الغربيّة ! أمّا الحكومات ، فقد أصيبت بصدمة كبيرة ! و كان السّبب هو التسريبات التي جاءت من خلف السّتار الحديدي !. تقارير سريّة و دراسات تابعة لعلماء سوفييت لامعين تبحث في علوم مشابهة لمفهوم الباراسيكولوحيا في الدّول الغربيّة !. ( أشهر تلك الكتب كانت للعالم الروسي ليونيد فاسيلييف ، نشر في الغرب عام 1962م ، و شمل نتائج أبحاث تعود إلى العشرينات من ذلك القرن ! و كشف عن تقدم السوفييت في تكنولوجيا التأثير عن بعد ! انتقال الأفكار و المعلومات بواسطة التخاطر ! و الاستبصار ! ) . و في منتصف الستينات ، نشر الصحفيان " ستيلا أوستراندر " و " لين شرودر " كتاب بعنوان : " اكتشافات وسيطيّة خلف السّتار الحديدي " ، ورد فيه إثباتات تشير إلى اهتمام السوفييت بالأبحاث الوسيطيّة ! و أنَّ الولايات المتَّحدة تتأخَّر عن السّوفييت بهذا المجال بخمسين عام ! و قال الكاتبان بأنّهم جمعوا 300 رطل من الأوراق المسربة من روسيا بشكل سرّي تشير إلى أنَّ الإتحاد السوفييتي اتخذ هذا التوجّه الغير مألوف منذ زمن بعيد !. ( و استمرّت التسريبات لعقود من الزَّمن ، حتى انهيار الإتحاد السوفييتي في بداية التسعينات ، و قد نالت إحدى هذه التسريبات شهرة واسعة في أواخر السبعينات ، كانت قضية المراسل الصحفي من لوس أنجلس تايمز يدعى روبرت توث ، الذي أوقف في موسكو عام 1977م ، و كانت بحيازته أوراق مسلمة إليه من قبل عالم روسي يدعى فاريلي بيتوخوف ، و اتهم المراسل بحيازة أوراق تخص الأمن القومي الروسي ، تحتوي على معلومات حول العلوم الوسيطيّة الروسيّة ! ) .
لم تتنبّه الولايات المتحدة ، و الدّول الغربيّة الأخرى ، إلى إمكانيّة اتخاذ الاتّحاد السوفييتي التي يتّصف قادتها بالعقليّة الشيوعيّة المتشدّدة ، توجّهات علميّة خارجة عن هذا المذهب المادّي !. و لم تكن حكومة الولايات المتّحدة تنظر إلى هذا المجال ( الوسيطي ) باهتمام كبير ، و كانت تسخر من الأبحاث الباراسيكولوجية التي وجدها جوزف راين في منتصف الأربعينات من ذلك القرن و غيرها من دراسات متفرقة هنا و هناك لم تكن بذلك المستوى الذي يخطف اهتمام المسئولين !.
رغم توصلها إلى مراحل متقدِّمة جداً في مجال الفيزياء الكميّة ( كما ذكرنا سابقاً ) ، لكن هذه التكنولوجيا الجديدة تختلف تماماً عن تلك التي في حوزتهم منذ عقود !. راحت أجهزة الاستخبارات الأمريكيّة توجّه اهتمامها نحو هذا المجال تحديداً ، و بعد فترة من جمع المعلومات و تقييمها ، حصلت الصّدمة ، و أطلقت صفّارة الإنذار !.
و قد ورد في التقرير الذي وضع أمام أعضاء الكونغرس ( نشر للعلن في العام 1972م ) ما يثير الرعب في النّفوس !. بعض ما ورد في التَّقرير كان ما يلي :
ـ حصلت حكومة الاتحاد السوفييتي على تكنولوجيا وسيطيّة تعتمد على تسخير أشخاص موهوبين يملكون قدرات عقليّة هائلة ( يسمونهم وسطاء ) .
ـ هؤلاء الوسطاء لديهم القدرة على معرفة محتويات الملفّات الحكوميّة السّريّة جداً ! و معرفة مكان انتشار القوات العسكريّة الأمريكيّة بجميع قطاعاتها و معداتها الثقيلة و الحسّاسة و الاستراتيجيّة ..! و يستطيعون أيضاً : التحكّم بأفكار أصحاب المناصب الحسّاسة في الولايات المتّحدة ( مدنيّة أو عسكريّة ) !! يمكنّهم التّسبب بمرض أو حتى قتل أيّ من المسئولين الأمريكيين !! يمكَّنهم تعطيل أو عطب أيَّ آلة عسكريّة أو مدنيّة في أيّ موقع من العالم ! حتى الطّائرات النّفاثة !!.
ـ هذا التوجّه السوفييتي بدأ منذ العشرينات من القرن الماضي ! ( منذ أن ألقى العالم الجورجي " برنارد برناردوفتش كازينسكي " محاضرة أمام أعضاء المجلس الأعلى للقيادة السوفيتيّة كانت بعنوان : الكهرباء الفكريّة الإنسانيّة ) !.
ـ أوراق كثيرة تخصّ الموافقة على البحث في هذا المجال السرّي موقعة بخط " لينين " !.
ـ أوراق من عهد ستالين تشير إلى وجود جهاز استخباراتي خاص ، مهمته هي البحث عن الأشخاص الموهوبين بالقدرات العقليّة من جميع أطراف الاتحاد السوفييتي ! و كان الوسطاء بجميع أشكالهم و مذاهبهم و قدراتهم المختلفة ( شامانيين من سيبيريا ، متصوّفين من منغوليا ، كهنة من التبت ، محضِّرِي أرواح من أوروبا و روسيا ، منوِّمِين مغناطِيسيين ، عرَّافِين ، ... ) ، يجلبون إلى مراكز البحث المخصَّصة لهذا المجال !.
ـ أشهر مراكز الأبحاث :
العشرات من الأقسام التّابعة للجّامعات و الكليّات العلميّة في جميع أنحاء الإتحّاد السوفييتي . بالإضافة إلى مختبرات سِّريّة في مناطق مجهولة . نذكر بعض المراكز المهتّة بهذا المجال بشكل مباشر :
Baumann Institute of Advanced Technology, Moscow; Laboratory of Dr. Wagner
.
Institute of Energetics, Moscow; Laboratory of Dr. Sokolov
.
Moscow State University; Laboratory of Prof. Kholodov
.
State Instrument of Engineering College, Department of Physics, Moscow
.
Moscow Institute of Aviation
.
I. V. Pavlov Institute, Moscow
.
Institute of Reflexology, Moscow
.
Moscow University, Department of Theoretical Physics
.
Department of Geology, Moscow State University
.
Interdepartmental Commission for Coordination of Study on the Biophysical Effect, Moscow (dowsing research)
.

Adjunct Laboratory of Medical and Biological Problems, Moscow
.
University of Leningrad, Laboratory on the Physiology of Labor; Department of Physiology, Laboratory of Biological Cybernetics
.
A. A. Uktomskii Physiological Institute, Leningrad
.
Leningrad Polytechnic Institute, Department of Cybernetics
.
University of Leningrad, Bekhterev Brain Institute
.
Research Institute of Psychology, Ukrainian SSR Academy of Sciences
.
Institute of Problems of Information Transmission of the USSR Academy of Science, Moscow
.
Pulkovo Observatory, Leningrad
.
Filatov Institute, Laboratory of the Physiology of Vision, Odessa

Scientific-Industrial Unit "Quantum," Krasnodar

State University of Georgia, Tbiblisi (Tiflis
)

Kazakhstan State University, Alma Ata, Kazakhstan

Institute of Cybernetics of the Ukrainian SSR, Kiev

Institute of Clinical Physiology, KievScientific Research Institute of Biophysics, Department of Cybernetics, Puschino

.
Institute of Psychiatry and Neurology, Kharkov

Institute of Automation and Electricity, Special Department No. 8, Siberian Academy of Science (1965-1969), Novosibirsk

Institute of Clinical and Experimental Medicine, Novosibirsk

ـ مواضيع الأبحاث و توجهاتها :
التخاطر و انتقال الأفكار و تأثيرها المباشر على العقول !
وسائل تنشيط الدماغ الإنساني و تعزيز قدراته !
آلات و أجهزة تعمل على تنشيط القدرات العقلية المختلفة !
ـ أجهزة مبتكرة تخصّ هذا المجال :
أجهزة إلكترونية ( سايكوترونية ) تعمل على استنهاض القدرات العقليّة إلى درجة نشيطة جداً !
عبوات خاصّة يمكنها حفظ و تخزين حقل الطّاقة الإنساني ( بطّاريّات طاقة حيوية ) يمكنها إمداد الشخص بطاقة حيويّة هائلة !.
ـ الميزانية المخصّصة لهذه الأبحاث : 20 مليون دولار في السّتينات ! 60 مليون في أواخر السّتينات !. ( و عرف فيما بعد عن ارتفاع هذه الميزانية إلى 300 مليون في منتصف السبعينات ! ) .

بعد سماع هذا التّقرير ، راح المسئوولون الأمريكيون يولولون !..
يا حبيبي .. يا عين يا ليل .. هذا الذي ينقصنا !!.. لم يستفِق الغرب من صدمة تكنولوجيا السّفر في الفضاء التي فاجأتهم بها روسيا في أوائل الخمسينات . و الآن ماذا ؟.. قدرات وسيطيّة ... سحريّة .. ؟؟!. كاد بعض المسئوولين أن يصابوا بخلل عقلي حقيقي !.
في العام 1969م ، كانت الإثباتات المتزايدة باطّراد عن انخراط الرّوس في تكنولوجيا تبحث في تنشيط القدرات العقليّة قد أدَّت إلى وقوع الأمريكيين في حيرة كبيرة من أمرهم ! ذلك بسبب جهلهم التّام عن كيفيَّة التّجاوب مع هذا الموقف الخطير !.
فالمجتمع العلمي الأمريكي لم يكن مؤهّل للانخراط بهذه التكنولوجيات الغريبة و الخارجة عن المنهج العلمي التقليدي !. بالإضافة إلى خوف المسئوولين من السّخرية التي سيواجهونها إذا أبدوا اهتمامهم بهذا المجال ألذي لازال الغرب يعتبره ، رسمياً على الأقل ، خرافات و خزعبلات !.
بعد تخبّط كبير ، و اجتماعات و مناقشات كثيرة ، تجاوبت وكالة الاستخبارات المركزيّة للنداءات المتعدِّدة القادمة من مستويات رفيعة في الحكومة ، و بدأت في العام 1972م بتمويل مشروع استكشاف يبحث في هذا المجال . فتمَّ ذلك في مركز ستانفورد للأبحاث ، برئاسة الفيزيائي "هـ .أ. بيتهوف " .
كلّ هذه الأحداث بقيت محاطة بسريّة تامّة و بعيدة عن الرأي العام . و عملت وكالة الاستخبارات على إنكار أيّ علاقة لها بمشاريع من هذا النَّوع . لكنّ التّقارير التي ظهرت للعلن لأوّل مرة في العام 1981م كشفت عكس ما كانت تدَّعيه . و الذي أكّد تورطها في هذه المجالات هو التّقرير الذي نشره رئيس المشروع " بيتهوف " في العام 1996م ، و كان بعنوان : " برنامج وكالة الاستخبارات المركزية للإستبصار و الرؤية عن بعد في مركز ستانفورد " !.
يقوم البينتاغون ، منذ عشرين عاماً تقريباً ، بتخصيص ميزانيّة سنويّة قدرها 70 مليون دولار في سبيل البحث في مجال " العلوم الوسيطيّة " ! مع اهتمام خاص بمجال الرؤية عن بعد !. قد يبدو هذا مستغرباً ، يدعو للذّهول ، بالنسبة لمن لم يألف هذا المجال من قبل . لكن وجب علينا أن نسلّم بأنَّ هذه الأمور ، بالإضافة إلى الكثير غيرها ، هي حقيقة واقعيّة لم يعد هناك مجال للجدل حول مدى صدقيتها !. هذه التكنولوجيات الغريبة عن المفهوم الإنساني التقليدي أصبحت متداولة في جميع الدول المتقّدمة بما فيها الصّين و اليابان !.
وفقاً لكتاب " الوسطاء الصينيين الخارقين " للمؤلف "بول دونغ " و " توماس رافيل " ، نكتشف بأنّ كل من الصّين و اليابان قد توصلتا إلى مراحل متقدِّمة في التكنولوجيا الوسيطيّة ! و هناك في الصّين وحدها أكثر من مئة مركز أبحاث يتناول هذا المجال !.
و جميع هذه المراكز تتَّخذ أسماء أكاديميّة تقليديّة ! نذكر منها :
ـ مؤسّسة بيجينغ للطاقة الفيزيائّية العالية .
ـ مؤسّسة الهندسة الطبيّة و الطيران الجوِّي و الفضائي ، بيجينغ .
ـ مخبر الدِّفاع الوطني .
و غيرها من مراكز موزعة في جميع أنحاء البلاد .
و الذي يساعد الصّين في هذا المجال هو اعتمادهم على رجال التشيكونغ الذين ينتمون إلى مذهب روحي تقليدي قديم ، و عددهم كبير جداً !.
أشهر الوسطاء الصّينيين هو " زانغ بوشينغ " الذي يتمتع بقدرات هائلة جداً مما جعل إحدى الحكومات الغربيّة ترسل له عرضاً بقيمة 20 مليون دولار مقابل فترة زمنيّة معيّنة لإجراء بعض الأبحاث الوسيطية ، لكنّه رفض هذا العرض و فضّل البقاء في بلاده !.
أما اليابان ، فهي منغمسة بهذا المجال بشكل كبير ، و أشهر الأبحاث التي تناولته هي تلك التي كانت برعاية شركة سوني للإلكترونيات ! و قد استفادت من انهيار الاتحاد السوفييتي حيث قامت بشراء الكثير من المعدّات المتطوّرة التي تخصّ هذا المجال .
ذكرت إحدى مقالات مجلة إلكترونيّة هنديّة تسمى " نيو إند برس " الصّادرة في تاريخ شباط 2003م ، عن عالمين هنديّين بارزين هما الفيزيائي النووي " م . سرينيفاسان " و العالم الباراسيكولوجي و مدير سابق لمركز أبحاث قدرات الإنسان الكامنة الواقع في الولايات المتَّحدة ، البروفيسور " ك. راماكريشنا راو " . قام هذان العالمان بتقديم اقتراح رسمي للحكومة الهندية يطالبانها بتبنّي تكنولوجيا الاستبصار ( الرؤية عن بعد ) في عمليات التجسّس !. و قد تحدثا بإسهاب عن تفاصيل سريّة حصلوا عليها من جهاز الاستخبارات المركزيّة ، تثبت حقيقة وجودها على الأرض الواقع ! و أنَّ الولايات المتحدة و الإتحاد السوفييتي السابق كانتا تستخدمانها خلال الحرب الباردة بشكل مكثّف !. و تكلَّما عن تاريخ الهند المرتبط ارتباطا وثيقاً مع هذه التقنيّة القديمة ، و استشهدوا بمراجع تاريخيّة تذكر كيف كان الملوك و المهاراجات الهنود يتجسَّسون على الأعداء مستخدمين وسيلة الإستبصار !.
التكنولوجيا الوسيطيّة هي حقيقة لا يمكن نكرانها !.. لها نتائج عمليّة يمكن الاستفادة منها بشكل كبير .. خضعت لاختبارات كثيرة دامت حوالي القرن !... و هي مستخدمة من قبل أجهزة استخبارات مختلفة منذ عقود !... و قد اعترفت بهذا الواقع المخيف عدَّة حكومات !.. اعترافات رسميّة حاسمة لا يمكن دحضها .. لقد ظهر مفهوم جديد على ساحة المعرفة الإنسانيّة .. يقول بأنّّه يمكن للإنسان أن يتجاوز ، بعقله ، حاجزي المكان و الزّمان ! لرؤية أشخاص بعيدِين جداً ! بلاد و مواقع بعيدة جداً ! أحداث و أشياء أخرى بعيدة جداً ! فيجمع عنها المعلومات و يعود بها إلى حاضره المكاني و الزّماني !.
فأرجو من أصحاب العقول المقفلة و المتشككين الذين يقاومون هذه الحقيقة بكل ما عندهم من قوّة و شراسة ، لأسباب متعدّدة ، أن يتنبهوا لهذا الموقف السّلبي الغير مبرّر ، و الذي له عواقب خطيرة سوف تدفع ثمنه الشّعوب غالياً ! خاصة إذا بقوا في جهل تام عن هذه العلوم المرعبة التي فرضت على الإنسانيّة من جديد !.
آن الأوان لأن نقبل بهذا الواقع الجّديد ... هذه الحقيقة المسلّم بها .. و نتعامل معها بالطّرق المناسبة قبل فوات الأوان !.. هل هذا مطلب كبير بالنّسبة لشعب أصبح يشكّل الهدف الأساسي بالنّسبة لقوى الشّر العالميّة ، المتربّصة به من كل جهة و صوب ؟!.
يجب علينا الخروج من هذا الفخّ المعرفيّ الخطير ! إنَّنا نتخبّط في متاهات علميّة و معرفيّة و منهجيّة ، قامت جهات عالمية خفية بتصميمها لنا بعناية ! يعطونا ما يريدونه من معلومات علميّة ، و يحتفظون بأخرى لأنفسهم !. يرسمون لنا الخطَّ العلميَّ و الأكاديمي و المعرفي الذي وجب علينا السير وفقه ، و ليس علينا سوى المسير ! فندخل في نفق هذا المنهج العلميّ المرسوم ، و نتسلّق مراحله العلميّة درجة درجة ، و نتخرَّج من الكليّات و الجّامعات ، فنصبح أخيراً أشخاص متعلّمين ! مثقفين ! نعرف كل شيء !. نظن أنَّ أسرار الكون هي في حوزتنا !. عرفنا كلََّ شيء في الوجود !... إلا شيء واحد لازلنا نجهله ، هو أنّنا أغبياء مساكين !... أما رجال الظّلام ، الذين يعملون في الخفاء ، فينظرون إلينا بسخرية .. و يضحكون !... لقد نجحوا فعلاً في طمس الحقائق الأصيلة إلى درجة جعلوا الشّعوب يعلمون بها لكنّهم لا يصدّقون !.
بعد عدَّة عقود من الأبحاث المطوَّلة حول هذا الموضوع ، بالإضافة إلى التقدِّم العلمي المثير ( خاصة الفيزياء الكمية ) و تطور التقنيات و التكنولوجية المذهلة التي كشفت لنا ظواهر طبيعية لم يكن بمقدورنا ملاحظتها في السابق ، بدأت الحقيقة تتوضح بجلاء . و زخرت المعرفة الإنسانية من جديد بالكثير من المفاهيم الجديدة ، حقائق مذهلة تفتن القلوب . لكنها بنفس الوقت تثير الرعب في النفوس !.
في أوج الحرب الباردة , حدث تطور هام في مجال التسلح و طريقة خوض الحروب . نظَّم الإتحاد السوفييتي أبحاثاً منهجية جديدة لإيجاد طرق و أساليب تمكنها من استثمار العالم الماورائي من أجل الاستعانة به من أجل مآرب عسكرية مختلفة.
ما كان يعتبر في الماضي على أنَّه سحر و شعوذة و لعنات و تنبؤ و حاسة سادسة و غيرها من مصطلحات أخرى غير محترمة ، أصبحت تنال اهتمام الأوساط العلميَّة في العالم السوفييتي بالإضافة إلى احترامهم !. بعد الاعتراف بالقدرة على الاستبصار و تقبل القدرات الروحية المختلفة ، بدأت الأبحاث في ما يسمى التخاطر منذ العشرينات و الثلاثينات من القرن الماضي .. و عندما استلم ستالين زمام الحكم , ذهبت هذه الأبحاث إلى عالم تحت الأرضي .. العالم السري جداً جداً .. بالإضافة إلى أنها أصبحت تعتبر أسراراً إستراتيجية لها أهمية كبيرة . إلا أنها تعتبر أيضاً مناقضة للمفهوم الماركسي و الأيديولوجية المادية التي تحكم البلاد ..
انهمك الروس في برنامج أبحاث واسع و مفصل . المليارات من الروبلات ( العملة الروسية ) تدفَّقت إلى هذا المجال المهم حيث بحث و تطوير ما أصبح يسمى بالطاقة الروحية و التكنولوجيا الإلكترونية التي تهدف للتحكم بالعقول !. أما مهمة إقناع العقول العسكرية المتحجّرة بأن هذا المجال يمكنه المساعدة على فوز الحروب , فكانت مهمة صعبة و مضنية . لكن الذي حصل هو أن بعض الضباط العسكريين قد نجحوا في إقناع الرؤوس العسكرية الكبيرة !. فوافقوا على تخصيص ميزانية هائلة من أجل هذا الغرض .
أما التطورات التي حصلت في مجال الأبحاث , فلا يمكن لأي كاتب في مجال الخيال العلمي الوصول بخياله إلى ذلك المستوى .. إنها نقلة نوعية حقيقية شهدها العلم !. أهم الأهداف المنشورة هو إنشاء نظام خاص يخرِّج عملاء يتمتعون بقدرة على الاستبصار ( الرؤية عن بعد ) فيستعينون بهم من أجل التجسس على مواقع العدو السريَّة جداً ! قد تبعد هذه المواقع آلاف الأميال ! بالإضافة إلى قراءة خواطر المسؤولين في بلاد العدو . التحكم بالعقول و بالتالي التحكم بالقرارات السياسية المتخذة على المستوى الرفيع .. بالإضافة إلى القدرة على القتل من خلال التلاعب بالحالة الصحية لأي شخص كان . أما الخطوة الأولى التي نالت اهتمام الباحثين فهي تطوير القدرة على الإدراك عن بعد . ( الرؤية من مسافة بعيدة ) تم جمع الكثير من القديرين روحياً من جميع أنحاء البلاد و تم جلبهم إلى مراكز البحث و من ثم تدريبهم بسريَّة تامَّة , و تجنيدهم ليصبحوا عملاء تجسس من المستوى الرفيع !. كان يُطلب منهم أن يركّزوا على هدف معين هو عبارة عن موقع سري تابع للعدو , قد يبعد آلاف الكيلومترات . فيشكلون صورة كاملة عنه . و بكل تفاصيلها ( مكان وجوده , الأفراد العاملين فيه , الهدف من وجوده , و غيرها من تفاصيل ) ، فينقلون هذه المعلومات المفصلة لأسيادهم العسكريين !. فالرؤية عن بعد ( الإدراك من مسافة بعيدة ) أصبح سلاحاً خطيراً في عالم التجسس .
لاحظ الأمريكان بأن هناك شيئاً غير طبيعي يحصل في روسيا . و بين عامي 1969 و 1971 راحت تتوافد التقارير الاستخباراتيَّة التي تؤكد انهماك السوفييت في الأبحاث الوسيطيَّة ( الروحيَّة ) . و في العام 1970م , أكتشف أنهم يصرفون 60 مليون روبل في السنة على هذه الأبحاث ! ( و 300 مليون روبل في العام 1975م ) .
و تبعاً للوسيط الشهير ( إينغو سوان ) , الأب الروحي للتجسس الوسيطي الأمريكي ، فقد وكَّل بمهمة إنشاء مركز تدريب على التجسس الوسيطي لصالح القوات المسلَّحة الأمريكيَّة . و قد تم ذلك بالفعل في " فورت ميد " بماريلاند . و بدأت بعدها الولايات المتحدة في العام 1972م بتمويل مشروع استكشاف واسع المدى يبحث في هذا المجال. فتمَّ ذلك في مركز ستانفورد للأبحاث ، برئاسة الفيزيائي "هـ .أ. بيتهوف " .
أدركت جهات كثيرة في الولايات المتحدة مدى خطورة الاحتمالات و الأخطار التي يكشف عنها الموقف المذكور . في عام 1980م , كتب الكولونيل جون ألكسندر مقالة في مجلَّة عسكرية بعنوان : " ساحة المعركة العقلية الجديدة " . وصفت هذه المقالة القدرة على الرؤية من مسافات بعيدة , بالإضافة إلى التأثير عن بُعد و كذلك الأجهزة المبتكرة التي يمكن لها التحكم بالعقول ! و أكد أن جميعها تشكل واقعاً حقيقياً و خطيراً . تقارير عسكرية كثيرة تحدثت عن التكنلوجيات العقلية الفتّاكة و تكنولوجيات أخرى مستثمرة في مجالات مثل التأثير و التواصل عن بُعد , التفكير , التعلم , إزالة الأرق ... جميعها تمثل عالماً واسعاً مجهولاً . لكن تبين أنه يمكن استخدامها في المجال العسكري !. منذ ذلك الوقت تم إحراز تقدم سريع في بناء و تطوير تقنيات و تكنولوجيات معقدة ! لكنها لا زالت سرية جداً !.
و قد ظهرت أسلحة جديدة تتخذ أسماء و مصطلحات غريبة عن المنهج العلمي الرسمي ، كالأدوات السايكوترونية و الطاقة التورسونية و غيرها من استخدامات حربية موجودة في الإتحاد السوفييتي و الولايات المتحدة . و حصلت عليها فيما بعد الصين , اليابان , بريطانيا , و شيكوسلوفاكيا .
إنه من الصعب أن يصدق أحد مدى الاهتمام الذي كرسته الولايات المتحدة و الإتحاد السوفييتي في مجال الماورائيات بحثاً عن أسلحة جديدة .. كل ذلك خلال عدة عقود فقط ! لكن تحت غطاء سري جداً يستحيل اختراقه . أما الهدف الأول و الرئيسي الذي توجهت نحوه البحوث , فهو إيجاد و سائل متطورة للتحكم بالعقول !.
في العام 1975م , عندما حث ليونيد برجنيف الولايات المتحدة الموافقة على منع البحث في تطوير أنواع جديدة من الأسلحة " أكثر رعباً " من أي سلاح عرفه العالم ( كما ورد في مجلة النيويورك تايمز , حزيران 1977م ) كان في حينها يحذر الولايات المتحدة من أن الإتحاد السوفييتي يحوز على تكنولوجيا تمكنه من إنهاء الحرب الباردة بطرق و وسائل وسيطية ( ما ورائية ) ...
أشهر المنشورات التي تحدثت عن هذا الواقع بالتفصيل ظهرت في عام 1970م , و كان عبارة عن كتاب بعنوان : " إكتشافات وسيطية خلف الستار الحديدي " لكاتبان : " شيلا أوستراندر " و " لين شرودر ".
أما الكتاب الذي بعنوان " الحرب الوسيطية .. تهديد أم وهم ؟ " , 1983م للخبير مارتن إيبون , فقد ذهب في تقييِّم الأسلحة الوسيطية إلى مستوى عالي جداً .
أما كتاب " المحارب الوسيطي " , للضابط ديفيد مورهاوس , العميل الوسيطي السابق الذي اشترك في مشروع " ستار غيت " برعاية المخابرات الأمريكية , عام 1996م , فقد كشف عن الكثير مما دار في كواليس هذا المشروع السري . و قيادة الجيش الأمريكي لم تكن مسرورة كثيراً لما كشف عنه مورهاوس من أسرار في كتابه .
بالإضافة إلى الكتب و المقالات , فقد تسرب الكثير من القصص إلى العلن . فمثلاً , نشرت مجلة "أسوسيتيد واير برس " في تشرين ثاني 1995م مقالة تحت عنوان : " الولايات المتحدة تستخدم جواسيس وسيطين " و تحدثت عن مهمات مختلفة قام بها هؤلاء في كل من ليبيا و كوريا الشمالية .
أما جريدة " لندن ديلي إكسبرس " فقد نشرت مقالة في 25 أيلول 1997م , بعنوان : " الحمر يخططون لحرب وسيطية " ، تحدثت عن أيام الإتحاد السوفييتي السابق حيث أقامت المخابرات السوفييتية و الجيش الأحمر أبحاثاً وسيطية للتحكم بعقول المسؤولين الغربيين !. و كشفت أيضاً عن قمر صناعي يطلق إشارات إلكترونية للتحكم بمجموعات بشرية كاملة !. و يمكنها تغطية مساحة بحجم بريطانيا !.
تم إجراء هذا النوع من الأبحاث في أكثر من عشرين مؤسسة و مختبر , و كانت بإدارة المجتمع العلمي السيبيري في نوفوسيبرسك . لكن هذه الأبحاث توقفت في العام 1991م , و كان السبب هو الخوف من وقوع هذه العلوم الخطيرة في أيدي المافيا الروسية القوية جداً . و تم الكشف عن هذه الأبحاث السريَّة في مجلَّة "إزفيستيا" الروسية ، حيث ذكرت كيف كانت الاختبارات تجرى على الجنود و السجناء و حتى المواطنين العاديين !.
أما الوثائق السرية التي سرِّبت للعلن من كواليس صناعة القرار في الولايات المتحدة , فتحدثت عن الإجراءات الاحترازية التي قامت بها حكومة الولايات المتحدة بعد أن تأكدت من المستوى الخطير الذي توصلت إليه روسيا في المجال الوسيطي .
لو أن هذه المواضيع نشرت قبل عدة عقود , حيث الجهل التام عن هذا المجال , يمكن أن نستبعدها تماماً و نعتبرها روايات خيالية هدفها هو التسلية و التشويق . لكن بعد ظهور مفهوم جديد على الساحة العلميَّة . هذا المفهوم الذي يتحدث عن " حقل الطاقة الإنساني " و " المجال البايوفيزيائي " وجب إعادة النظر بما ينشر من هذه المواضيع المصيريَّة .
لقد دخل السوفييت فعلاً في مجال علمي جديد تماماً . مجال واسع ورحب لا يمكن استيعابه بسهولة . لكنهم أصبحوا في مرحلة متقدمة جداً ! لقد فاجئوا الغرب بها كما فاجئوهم من قبل في مجال السفر في الفضاء !.
بعد الحرب النووية , تعتبر الحرب البايوفيزيائية ( الوسيطية ) الحدَّ الفاصل الثاني في تحديد مصير الحضارات الإنسانية !. فقد تم دمج مجال التكنولوجيا الفضائية مع التكنولوجيا البايوفيزيائية و أصبح لديهم سلاح فتاك واسع المدى و التأثير . فأصبح بإمكان الأقمار الصناعية المجهَّزة بأجهزة إلكترونية مخصصة , أن تقتل جماهير بكاملها ! أو تحولهم إلى مجانين !. و هذه التكنولوجيا لم تكن معروفة في الغرب إلا في السبعينات من القرن الماضي !.
حتى لو لم تصدِّق بهذا الواقع المخيف ، وجب أن تعلم أن قيادات الجيوش في الدول الغربية تأثرت من وجوده و أعترفت به و أصبحت تقيم البحوث المكثفة في سبيل اللحاق بالتكنولوجيا الروسية .
في الوقت الذي كانت فيه المؤسسات العلميَّة و الأكاديمية الغربية تسخر من أبحاث جوزيف راين في مجال الباراسايكولوجيا , كان العلماء السوفييت يتناولونها باهتمام و يستخدمونها في دفع أبحاثهم الوسيطية خطوات كبيرة إلى الأمام !. فلم يكونوا مهتمين بكيفية إثبات صدقية هذه العلوم . بل الهدف كان كيف يستثمرونها لغايات عملية تخدمهم ، أهمها في المجال العسكري !. فكانوا يبحثون منذ الثلاثينات في إيجاد وسائل مجدية تمكنهم من استثمار قدرة التخاطر و الاستبصار لغايات التجسس على العدو من خلال قراءة أفكاره , أو الحصول على معلومات مفصلة عن قواعده السرية .
بناءً على ما نشر حول هذا المشروع الذي تبنته المخابرات السوفييتية منذ الثلاثينات من القرن الماضي . تحدثت التقارير عن جهاز أمني خاص مهمته هي جمع الأشخاص الموهوبين بقدرات روحية استثنائية من جميع أنحاء الإمبراطورية السوفييتية و جلبهم إلى مراكز البحث المخصصة لذلك . و جنَّدوهم قسراً للخضوع للاختبارات الباراسايكولوجية و الوسيطية المختلفة التي تبناها هذا المشروع السريِّ الكبير . حتى أن الأطفال الذين ظهرت عندهم قدرات روحية من أي نوع كانوا يجلبون فوراً و يخضعون لبرنامج الأبحاث !. أقيمت هذه الأبحاث في العشرات من المراكز المخصصة المنتشرة في أنحاء الإتحاد السوفييتي . أهمها كان القسم التابع للأكاديمية السوفييتية للعلوم , برئاسة الدكتور " ليف لوبيشيف " ( القسم الخاص رقم 8 ) . و كان موقعه هو في المدينة العلميَّة في نوفوسيبيرسك . و كان هذا القسم مخصص للأبحاث الوسيطية العسكرية . و كان محروساً حراسة مشددة مما يجعله من المستحيل اختراق أروقته الكامنة تحت الأرض . و كذلك الحال مع مركز بافلوف للنشاطات العصبية غير المألوفة . فهو أيضاً كان مخصصاً للأبحاث الوسيطية العسكرية في موسكو .
أما جامعة أوديسا الرسمية . فهي مع حدائقها الجميلة تطوف على عدة طبقات تحت الأرض مخصصة
للأبحاث الوسيطية ! و لا أحد يعرف مدخل هذا المكان سوى القليل من القيادات الاستخباراتية الرفيعة !.
الدكتور أ.ف.كاليناتس بريو فانوف , الذي يرأس موقع جامعة أوديسا للأبحاث الوسيطية , كان أحد العاملين في مشروع استخباراتي يبحث في وسائل تساعد على تنشيط و استنهاض حاسة الإستبصار (الرؤية عن بعد). اكتشف خلال الاختبارات أن المستبصرين الطبيعيين ( بالفطرة ) يعملون خلال استبصارهم على تبديل المجال البايومغناطيسي المحيط بأجسادهم بالإضافة إلى حصول تغيرات بايومغناطيسية في المكان المحيط بهم أيضاً . فتمكن العلماء من إعادة توليد هذا النوع من المجال المغناطيسي صناعياً ( بواسطة وسائل إلكترونية مخصصة ) . و بالتالي استطاعوا استنهاض حاسة الاستبصار في أي إنسان عادي . و هناك اختبارات أخرى أجريت على الحيوانات ، حيث سلَّطوا على أدمغتها ترددات كهرومغناطيسية معينة , مما جعلت هذه الحيوانات ترى ماذا يوجد خلف الجدران التي أمامها ! لكنهم واجهوا مشكلة كبيرة في المحافظة على حياة الحيوانات بعد تعريضهم لهذا النوع من الترددات !.
و تبين فيما بعد أن هذه المشكلة مثَّلت بالنسبة لهم اكتشاف سلاح جديد !. فجاؤا بسجناء محكومين بالإعدام و سلَّطوا عليهم هذه الترددات . فكانت النتيجة واحدة !. تم إتلاف أدمغتهم بالكامل . ( منهم من أصبحوا مجانين و الآخرون ماتوا في الحال ) يبدو أن المستبصرين الفطريين تمتعوا بقوة طبيعية تحميهم من الانعكاسات السلبية لهذه الحالة الخاصة للمجال البايومغناطيسي !. و بعد اختبارات مطولة دامت عقوداً من الزمن , توصلوا إلى وسائل مناسبة يمكنها التحكمُّ بالترددات الدماغية لأي شخص فيصبح بعدها مستبصراً قديراً !.
و قد بحث مركز أوديسا في مجالات أخرى مثل تلك التي ترأسها الدكتور أ.ن.ليونتييف في الخمسينات من القرن الماضي . أقام أبحاثاً على الأشخاص العميان ( الفاقدي البصر ) و تبين أن العين هي ليست عضواً أساسياً في عملية الرؤية !. فبعد تدريب العميان على الدخول في حالة وعي بديلة ( بمساعدة أجهزة إلكترونية مخصصة ) و من ثم التركيز على هدف معين , استطاعوا بعدها إدراك الهدف و وصفه بكل تفاصيله !.
و هذا ما أدى إلى إكتشاف نوع جديد من الإدراك ! سماه العلماء بالرؤية غير البصرية .
Bio-introscopy .
لكن قبل أن يتوصل الأعمى إلى هذه المرحلة المتقدِّمة من الإدراك ، وجب إخضاعه لتدريبات شاقة و مضنية تبدأ بتجارب بسيطة مثل وضع أوراق ملونة أمامه فيضع إصبعه عليها ليحدد ما هو لونها .
و المدهش في الأمر هو أن الأعمى استطاع تحديد اللون من خلال أثر الورقة و ليس الورقة بذاتها !. أي يضعون الورقة الملونة أمامه ثم يأخذونها مباشرةً . فيضع إصبعه على المكان الذي وضعت فيه الورقة فيحدد لونها !.
تطورت هذه التجارب إلى مرحلة متقدمة حيث قراءة الصور الفوتوغرافية !. ثم تقدمت التجارب أكثر حيث يطلبون من الأعمى أن يسافر بعقله إلى الغرفة المجاورة و وصفها بالتفصيل !.
ثم الذهاب بعيداً إلى بلاد لم يألفها من قبل !. و هكذا ...!
كشف الدكتو إيفانوف عن هذه الاختبارات
و نتائجها المذهلة في عام 1964م , حيث وردت مقالة في المجلَّة العالميَّة للباراسايكولوجيا بعنوان " الرؤية غير البصرية " . و قد أدت هذه الأبحاث إلى توصل العلماء الروس لحقائق جديدة حول المجال البايوبلازمي ( حقل الطاقة الإنساني ) و قدرته على ترك أثر له على الأشياء حيث يمكن استخلاص المعلومات منها !. و توصلوا أيضاً إلى ما يعرف بالسمّ البايوفيزيائي . أي يمكن شحن الأشياء بطاقة بلازمية مضرّة بصحة الإنسان فتحدث خللاً في مجال الطاقة عنده مما يؤدي إلى اختلال صحته فيموت !.
أحد الباحثين يفحص التغيرات الحاصلة في جسم اليوغي خلال دخوله في حالة وعي بديلة ، حيث يحقق بعدها إنجازات عقلية خارقة .
و بعد أن توصلوا إلى حقيقة أن المجال البايوبلازمي يمكنه أن يحمل معلومات , و يمكن لأي إنسان إدراك هذه المعلومات و التجاوب لها لكن على المستوى اللاواعي ( الإدراك الخفي ) تمكنوا من التوصل إلى شحن الأشياء بطاقة بايوفيزيائية محملة بمعلومات محددة , هي في الحقيقة أوامر خفية ! و أي شخص يحمل ذلك الشيء معه ( مثل القلم مثلاً ) سوف ينفذ تلك الأوامر الخفية بالتفصيل !.
 

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى