[2] تعاليم المعلم The Master Teaches

[Lost|pages]

تعاليم المعلم
The Master Teaches​

ترجمة: Lost|pages

فترة سن الشباب هي مهد زهرة الحياة. يحتاج فيها الشخص إلى الحماية حتى لا تؤدي آراء الآخرين المتنوعة إلى حدوث ارتباك في عقله. و يمكن أن ينحني العقل الرقيق بسهولة. ومن المهم التوجيه بحب مع التواصل الصحيح . ويمكن للآباء الذين يولون اهتمامًا مناسبًا لأبنائهم مساعدتهم على تجاوز فترة المراهقة. إن هذه الفترة هي التي يتم فيها تشكيل عادات العقل.


تعلم العطاء
Learning to Give

جميع الأطفال تقريبًا أنانيون بطبيعتهم. إنهم لا يريدون إعطاء أي شيء للآخرين. لقد تدربت على عكس هذا السلوك. في الجبال كنت أتناول وجبة واحدة فقط في اليوم. كنت سأتناول خبز الشباتي Chapati، مع بعض الخضار، وكوبًا من الحليب. و في أحد الأيام، عندما كانت الساعة تشير للواحدة تقريبًا، غسلت يدي، وجلست لتناول الطعام المقدم لي. بدأت في الشكر وكنت على وشك البدء في الأكل عندما دخل معلمي وقال: "انتظر!" فقلت: ما الأمر؟ أجاب: "لقد جاء سوامي العجوز. إنه جائع ويجب أن تعطيه طعامك."

خبز الشباتي Chapati
(خبر منتشر في دول الهند باكستان والهيمالايا ودول الخليج، يصنع من دون زيت أحياناً) المترجم

​

أجبته بـ"لا،" ، "لن أفعل، حتى لو كان سوامي. أنا أيضًا جائع ولن أحصل على المزيد من الطعام حتى الغد”. فقال: "لن تموت. أعطه. ولكن لا تعطيه فقط لأنني آمرك.
قدمها عربوناً للمحبة." فقلت: "أنا جائع. كيف أشعر بالحب تجاه شخص يأكل طعامي؟" عندما لم يتمكن من إقناعي بتقديم طعامي للسوامي قال أخيراً، "آمرك أن تقدم طعامك!"

دخل السوامي. كان رجلاً عجوزاً وله لحية بيضاء. مع بطانية حوله فقط، وعصا يمشي بها، وينتعل صندل خشبي، سافر بمفرده في الجبال. فقال له معلمي: "أنا سعيد جدًا بقدومك. هل تبارك لي هذا الطفل؟"

لكنني قلت: "لست بحاجة إلى بركتك. احتاج طعاماً. أنا جائع."

قال معلمي: "إذا فقدت السيطرة في هذه اللحظة الضعيفة، فسوف تخسر معركة الحياة. أرجو أن تقدم طعامك إلى سوامي، اسقه ماءً أولاً واغسل رجليه."

فعلت ما قيل لي، لكن لم يعجبني ولم أفهم معناه. ساعدته على غسل قدميه ثم طلبت منه الجلوس وأعطيته طعامي. وعلمت لاحقًا أنه لم يتناول أي طعام منذ أربعة أيام.

فتناول الطعام وقال: "بارك الله فيك! لن تشعر بالجوع أبدًا إلا إذا جاء الطعام أمامك. هذه بركتي لك."

ولا يزال صدى صوته يتردد في أذني. ومنذ ذلك اليوم بالذات، تحررت من تلك الرغبة التي كانت تقودني في كثير من الأحيان نحو الرغبة الطفولية. هناك حاجز ضيق بين الأنانية Selfishness ونكران الذات Selflessness، بين الحب والكراهية. وبعد تجاوز هذا الحاجز، يستمتع الإنسان بفعل الخير للآخرين، دون السعي لأي مقابل. هذه هي أعلى درجات السعادة، وخطوة أساسية في طريق التنوير. لا يمكن للإنسان الأناني أن يتخيل هذه الحالة من الإدراك، فهو يبقى ضمن الحدود المحدودة التي بناها عن طريق الأنا Ego.

والإنسان ناكر الذات( اللاأناني) يدرب غروره ويستخدمها لأغراض أعلى. إن نكران الذات هى إحدى السمات المشتركة التي نجدها بين جميع الرجال والنساء العظماء في العالم. لا يمكن تحقيق أي شيء دون الخدمة المتفانية. جميع الطقوس ومعارف الكتب المقدسة تذهب سدى إذا تم القيام بالأفعال دون نكران الذات.

يتبع

 

[Lost|pages]

كيف يختبر المعلم طلابه
How a Master Tests His Students


غالبًا ما يختبر المعلمون طلابهم. لقد طلب مني التأمل في الموعد المحدد في وقت معين. وفي أحد الأيام خلال هذا الوقت جاء معلمي ووقف أمامي وأنا جالس مغمض العينين. لم أكن أتأمل بنجاح كبير وإلا لم أكن أعي أنه كان هناك.

فقال: قم! لم أرد عليه. ثم سألني: هل تسمعني وتعلم أني هنا؟
قلت: نعم.
فسألني: هل تتأمل؟
قلت: "لا"
فسألني: "إذاً لماذا لم تستيقظ؟".

كنت فقط أتظاهر بالتأمل، في الواقع، كنت واعيًا تمامًا بحضوره. وغالبًا ما يفعل المعلم مثل هذه الأشياء ليختبر مواقفنا Attitudes، وصدقنا Honesty، وانضباطنا Discipline. سوف يخبرك المعلم بسر واحد ثم يهمس بآخر لطالب آخر قائلاً لكليهما: "لا تخبر هذا لأي شخص". ومن ثم، بدلًا من الاحتفاظ بالأسرار، تقومون بتبادلها مع بعضكم البعض. وبهذه الطريقة يكتشف بأنك لست مستعدًا للحفاظ على سر كبير. فيقول: قلت لك لا تخبر أي شخص، لماذا فعلت؟".
يفرض المعلمون أيضًا اختبارات أكثر شدة. في بعض الأحيان سيقولون لك: "قف هنا!" ولن يعودوا لمدة ثلاثة أيام. قد يكون الجو باردًا وممطرًا، ولكن بعد أيام فقط يعودون ويأخذونك. لديهم العديد من هذه الاختبارات.

يجب اختبار قوة الشخص كثيرًا حتى يتعلم الاعتماد على نفسه. يقوم المعلمون، من خلال اختبار طلابهم، بتعليم الانضباط الذاتي وتعزيز الاعتماد على الذات. من أجل قياس تقدم الطالب، يعد الاختبار أمرًا مهمًا. و يساعد الاختبار أيضًا الطلاب على تقييم التقدم الذي يحرزونه، والكشف عن الأخطاء التي ربما لم يكونوا على علم بها.

رحلة طوال الليل عبر الغابة
An All-Night Journey Through the Forest

في الطريق إلى نيبال Nepal من تاناكبور Tanakpur بقينا في الغابة. فقال معلمي: "دعونا نأكل شيئًا". كانت الساعة تشير إلى الثانية صباحًا. قال: "اذهب إلى المتجر في تاناكبور. إنه على بعد اثني عشر ميلاً على طول مسار الغابة".

كان هناك سوامي Swami آخر معنا. وكان له أيضًا تلميذ. فقام بسؤال معلمي: لماذا ترسله في الليل؟ فأنا لا أرسل ابني الذي معي.
فقال معلمي: اصمت. بذلك أنت تجعله جباناً Sissy وليس سوامي Swami. أنا هنا أقوم بتدريب هذا الصبي و يجب عليه أن يذهب."

ثم قال لي: تعال هنا يا بني، أمسك بهذا الفانوس؛ فيه ما يكفي من الزيت، واحتفظ بأعواد الثقاب في جيبك، وخذ عصا في يدك وقم بإرتداء حذائك. اذهب إلى متجر الحبوب الغذائية وخذ ما يكفي من الإمدادات من البقالة ما يكفينا لمدة ثلاثة أو أربعة أيام. قلت: "حسنًا" وغادرت.

عشب الفيل
Elephant Grass

وفي مرات عديدة خلال تلك الليلة الطويلة كانت النمور والثعابين تعبر الطريق أمامي. وكان العشب على كلا الجانبين طويلاً، يدعى عشب الفيل Elephant Grass، أطول بكثير مني. سمعت أصواتًا كثيرة في العشب، لكنني لم أستطع أن أتعرف على السبب . أكملت المشي بفانوسي الصغير مسافة اثني عشر ميلًا إلى المتجر ثم عدت بالإمدادات في الساعة السابعة صباحًا.

سألني معلمي: كيف حالك؟ وبدأت أخبره بكل ما حدث لي في الطريق. وأخيراً قال: "هذا يكفي. دعونا نجهز الطعام". إن الجرأة Fearlessness هي أيضًا شرط أساسي لتحقيق التنوير Enlightenment. ما أعظم أولئك الذين لا يعرفون الخوف دائمًا. إن التحرر التام من كل المخاوف هو خطوة واحدة على طريق التنوير.

حكيم الهيمالايا
A Himalayan sage

​

يتبع

 

[Lost|pages]

عبور فيضان النهر
Crossing a Flooded River


الطلاب كثيرون، والتلاميذ قليلون. جاء العديد من الطلاب إلى معلمي وطلبوا منه أن يقبلني كتلميذ له. أظهروا جميعًا إخلاصهم له من خلال خدمته، والهتاف، والتعلم، وممارسة الانضباطات. لكنه لم يستجب لهم. وفي أحد الأيام دعا الجميع إليه. كان هناك عشرون طالبًا. قال لهم، "دعونا نذهب". تبعه الجميع إلى ضفة نهر تونغبادرا Tungbhadra River في جنوب الهند South India. كان النهر في فيضان كامل، وواسعًا وخطيرًا للغاية. قال، "من يستطيع عبور هذا النهر هو تلميذي". قال أحد الطلاب، "معلمي، أنت تعلم أنني أستطيع القيام بذلك، لكن يجب أن أعود لإنهاء عملي". قال طالب آخر، "معلمي، لا أعرف السباحة".
أما عن نفسي فلم أقل شيئًا. بمجرد أن قال ذلك، قفزت في النهر. وجلس معلمي بهدوء بينما عبرت النهر. وكان واسعًا جدًا. كان هناك العديد من التماسيح، وجذوع الأشجار الضخمة تتدحرج مع تيارات المياه، لكنني لم أكن قلقًا. كان ذهني منصبًا على إكمال التحدي الذي أُعطي لي. كنت أحب أن أواجه التحديات، وكنت أقبلها دائمًا بفرح. شكل ذلك مصدر إلهام لي لفحص قوتي. كلما شعرت بالتعب كنت أطفو، وبهذه الطريقة نجحت في عبور النهر.

نهر تونغبادرا Tungbhadra River

​

قال معلمي للطلاب الآخرين، "لم يقل إنه تلميذي، لكنه قفز". كنت قريبًا منه بما يكفي لأدرك قوته. اعتقد "أنه يريد من تلاميذه عبور النهر. إذا ها أنا ذا. أستطيع أن أفعل ذلك. إنه لا شيء، لأنه هنا. لماذا لا أستطيع أن أفعل ذلك؟" كان إيماني وعزيمتي ثابتين للغاية.

الإيمان والعزيمة Faith and Determination,، هذان هما الدرجتان الأساسيتان على سلم التنوير. بدونهما يمكن كتابة كلمة "التنوير Enlightenment" والتحدث بها، ولكن لا يمكن تحقيقها أبدًا. بدون الإيمان يمكننا تحقيق درجة معينة من المعرفة الفكرية، ولكن فقط بالإيمان يمكننا أن نرى داخل أكثر غرف كياننا دقة. إن العزيمة هي القوة التي تساعدنا على تجاوز كل الإحباطات والعقبات. وهي تساعد في بناء قوة الإرادة، وهي الأساس الحقيقي للنجاح الداخلي والخارجي. ويقال في الكتب المقدسة أنه بمساعدة قوة العزيمة لا يوجد شيء مستحيل. فخلف كل الأعمال العظيمة التي قام بها القادة العظماء في العالم تقف هذه القوة. وبهذه القوة وراءه، يقول مثل هذا القائد: "سأفعل ذلك؛ علي أن أفعل ذلك؛ لدي الوسائل للقيام بذلك". وعندما لا تنقطع قوة العزيمة هذه، فإن المرء يحقق الهدف المنشود حتمًا.

قرباني لمعلمي
My Offering to My Master


ماذا قدمت لمعلمي ؟ سأخبرك. عندما تلقيت الخطوة الثانية من المبادرة، في سن الخامسة عشرة، لم يكن معي أي شيء. فكرت، "كل هؤلاء الأثرياء يأتون بسلال من الفاكهة والزهور والمال ليقدموها لمعلميهم، لكن ليس لدي ما أقدمه".
سألت معلمي، "معلمي، ما هو أفضل شيء يمكنني تقديمه؟" قال لي: "أحضر لي حزمة من العصي الجافة".

فكرت، "من المؤكد أنه إذا أحضر شخص مثل هذه العصي إلى معلمه، فسوف يركله معلمه". لكنني فعلت كما أرشدني. أحضرت له حزمة من العصي الجافة، وقال، "قدمها لي بكل قلبك وعقلك وروحك".

نظرت إليه وفكرت، "إنه حكيم ومتعلم للغاية. ماذا حدث له اليوم؟" قال، "هذه أعظم هدية يمكنك أن تقدمها لي على الإطلاق. يريد الناس أن يعطوني ذهبًا وفضة وأرضًا ومنزلًا. هذه الأشياء الثمينة لا تعني شيئًا بالنسبة لي". و أوضح معلمي أنه عندما تقدم حزمة من العصي الجافة إلى معلم روحي، فإنه يفهم أنك مستعد للسير على طريق التنوير. وهذا يعني "من فضلك حررني من ماضي، واحرق كل تفكيري السلبي في نار المعرفة".

قال، "سأحرق هذه العصي الجافة حتى لا تؤثر كرماتك الماضية على مستقبلك. الآن أعطيك حياة جديدة. لا تعيش في الماضي. "عِش هنا والآن وابدأ في السير على طريق النور". إن أغلب الناس يفكرون في الماضي ولا يعرفون كيف يعيشون هنا والآن. وهذا هو سبب معاناتهم".

يتبع

 

[Lost|pages]

الوحدة
Loneliness
​

"أنا لا أشعر بالوحدة أبدًا. الشخص الوحيد هو الشخص الذي لا يدرك الامتلاء الكامل في داخله. عندما تصبح معتمدًا على شيء خارجي دون أن يكون لديك وعي بالواقع في داخلك، فستكون وحيدًا حقًا. إن البحث عن التنوير بالكامل هو البحث في الداخل، لكي تدرك أنك كامل في نفسك. أنت كامل. لست بحاجة إلى أي أشياء خارجية. بغض النظر عما يحدث في أي موقف، فلا داعي أبدًا أن تشعر بالوحدة.

في يوم من الأيام عندما كنت في السادسة عشرة من عمري، كنت أقف خارج كهفنا في جبال الهيمالايا ورأيت العديد من الأشخاص يقتربون. عندما اقتربوا، تعرفت عليهم على أنهم أمير حاكم في الهند مع سكرتيره وحراسه. جاء إلي وقال بغطرسة، "براهماشاريBrahmachari [سوامي الشاب]، لقد أتيت لرؤية معلمك!".

وبنفس النبرة قلت، "لا يمكنك رؤيته!".

سأل سكرتيره، "ألا تعرف من هو؟".

أجبت، "لا يهمني، أنا حامي هذا الكهف! ابتعد!". "فغادروا. عادوا عدة مرات، ولكن دون جدوى، لأنني نادرًا ما أسمح لأحد برؤية معلمي. أردت حمايته من الإزعاج، ولم يكن لدينا ميل لرؤية الناس المتغطرسين. أحيانًا كنت أقول لمعلمي، "هؤلاء الأغنياء يأتون من بعيد وقريب وتقول إنك لا تريد رؤيتهم. هل هذا جيد؟" كان يبتسم ويجيب، "أنا سعيد بصديقي في داخلي. لماذا أحتاج إلى رؤية هؤلاء الناس؟ إنهم ليسوا باحثين حقيقيين؛ إنهم يريدون شيئًا دنيويًا. أحدهم يريد أن يكون له طفل، وآخر يريد أن يحظى بمكانة عالية. إنهم لا يريدون طعامًا روحيًا. لماذا تطلب مني رؤيتهم؟"

أخيرًا أدرك الأمير الحاكم أنني لا أهتم بمكانته، لذلك غير موقفه. عندما عاد مرة أخرى سأل بأدب، "معلمي، من فضلك هل يمكنني رؤية معلمك؟" أخذته داخل الكهف، حيث كان معلمي جالسًا بهدوء.

أراد ذلك الأمير أن يكون مهذبًا وأن يُظهر أخلاقه وتربيته الغربية. قال، "معلمي، يبدو أنك وحيد." قال معلمي: "نعم، لأنك أتيت. قبل مجيئك كنت أستمتع بصحبة صديقي في داخلي. والآن بعد أن أتيت أشعر بالوحدة".

ملجأ مغطى بالضباب في أعالي الجبال
A fog-enveloped hermitage high in the mountains

​

صحيح أن أعلى أنواع الرفقة هي صحبة الذات الحقيقية. أولئك الذين يتعلمون الاستمتاع بالذات الحقيقية في الداخل لا يشعرون بالوحدة أبدًا. من الذي يجعلنا وحيدين؟ أولئك الذين يدعون أنهم يعرفوننا ويحبوننا، أو أولئك الذين نحبهم، يخلقون الوحدة ويجعلوننا معتمدين و ننسى الصديق الأبدي في الداخل. عندما نتعلم معرفة ذاتنا الحقيقية، فإننا لا نعتمد على الخارج. الاعتماد على العلاقات الخارجية هو جهل يجب تبديده. العلاقات والحياة مترادفان ولا ينفصلان. أولئك الذين يعرفون الصديق في الداخل يحبون الجميع ولا يعتمدون على أحد. إنهم لا يشعرون بالوحدة أبدًا.

الوحدة مرض. أن تكون وحيدًا بسعادة يعني الاستمتاع بالرفقة الدائمة - الوعي المستمر - للواقع. وبعد أن تعلم الحاكم هذا الدرس، عاد إلى قصره وتأمل في التعاليم. ثم بدأ يمارس التأمل. وسرعان ما أدرك أنه من الممكن أن يتحرر كل إنسان من بؤس الوحدة الذي خلقه لنفسه وأن يستمتع بالحياة.

يتبع

 

[Lost|pages]

مايا(الوهم)، الحجاب الكوني
Maya, the Cosmic Veil​

في أحد الأيام قلت لمعلمي: "معلمي، لقد علموني أن الجهل والمايا هما نفس الشيء. لكنني لا أفهم حقًا ما هي المايا". كان يعلمني غالبًا بالبرهنة، لذلك قال: "غدًا في الصباح سأريك ما هي المايا". لم أستطع النوم تلك الليلة. فكرت، "غدًا في الصباح سألتقي بمايا". في اليوم التالي ذهبنا كالمعتاد للإغتسال في الصباح. ثم التقينا مرة أخرى بعد ذلك. و استحممنا في نهر الغانج Ganges. بعد ذلك لم أشعر أنني أستطيع الجلوس للتأمل لأنني كنت متحمسًا جدًا لإكتشاف سر المايا. و في طريق العودة إلى الكهف صادفنا جذع شجرة كبير وجاف. هرع معلمي إلى الشجرة ولف نفسه حولها. لم أره يركض بهذه السرعة من قبل.

صاح، "هل أنت تلميذي؟ ساعدني إذن!" قلت، "هاه؟ لقد ساعدت أنت الكثير من الناس، واليوم تحتاج إلى مساعدتي؟ ماذا حدث لك؟ كنت خائفًا من تلك الشجرة. لم أكن لأقترب منها لأنني كنت خائفًا من أن تحاصرني أيضًا. فكرت، "إذا حاصرتني الشجرة أيضًا، فمن سيساعدنا معًا؟".

صرخ، "ساعدني! أمسك بقدمي وحاول قدر استطاعتك سحبي بعيدًا". حاولت بكل قوتي، لكنني لم أستطع فصله عن الشجرة.
ثم قال، "لقد وقع جسدي في جذع هذه الشجرة". لقد أرهقت نفسي في محاولة سحبه من الشجرة. أخيرًا توقفت لأفكر وقلت له، "كيف يكون هذا ممكنًا؟ جذع الشجرة ليس لديه القدرة على احتجازك. ماذا تفعل؟".

ضحك وقال، "هذه مايا".

شرح لي معلمي الوهم الكوني Anadi vidya Cosmic illusion - تمامًا كما وصفه شانكارا Shankara. قال إن الوهم الكوني Avidya تعني الجهل الفردي Individual ignorance، بينما المايا Maya هو وهم فردي وكوني Individual and Cosmic illusion.

كلمة Maya مكونة من شقين "ما Ma تعني "لا" و يا ya تعني "ذلك": ما ليس موجودًا بذاته، ومع ذلك يبدو كأنه موجود، مثل السراب، يُسمى مايا Maya.

ثم شرح لي مدرسة فلسفية أخرى، والتي تؤكد أن مايا هي وهم عالمي Universal illusion وأيضًا أم الكون Mother of the Universe. أخبرني أنه في فلسفة التانترا Tantra، تعتبر مايا بمثابة شاكتي كونية Cosmic Shakti وقوة بدائية Primal Force، أو كونداليني Kundalini - تلك القوة الكامنة في جميع البشر. من خلال تركيز وعي المرء على المطلق Absolute، يتم إيقاظ هذه القوة النائمة في الداخل وتوجيهها نحو مركز الوعي. عندما يتواصل المرء مع هذه القوة، يمكنه بسهولة الوصول إلى أعلى مستوى من الوعي. أولئك الذين لا يوقظون قوة الشاكتي هذه يظلون إلى الأبد وحشيين وجهلة.

بعد وصف فلسفات مايا، قال، "عندما نكرس عقولنا وطاقتنا ومواردنا للإيمان بما هو غير موجود، فإنه يصبح موجودًا، وهذه هي المايا".

لا تفكر في الشر أو الشياطين أو الخطايا أو العبيد أو المايا وبالتالي ستضع نفسك في حالة من التوتر والقلق. حتى الأشخاص الروحانيين ينشغلون بإلقاء اللوم على العالم بسبب افتقارهم إلى التقدم. هذا الضعف مهم في خلق العقبات. بسبب الافتقار إلى الإخلاص والصدق والأمانة والحق، لا ندرك ما نحن عليه. نحن نسقط نقاط ضعفنا ونعتقد أن الأشياء في العالم هي مصدر عقباتنا."

أخبرني أن أمارس عدم التعلق والوعي المستمر. قال، "أقوى القيود هي التي يخلقها التعلق، مما يجعل المرء ضعيفًا وجاهلًا وغير مدرك للواقع المطلق. المايا، أو الوهم، متجذر بعمق في التعلق. عندما نتعلق بشيء أو نرغب فيه، يصبح مصدرًا للوهم بالنسبة لنا. أولئك الذين تحرروا من التعلق ووجهوا رغباتهم نحو النمو الروحي هم أحرار من عبودية المايا - الوهم. كلما قل التعلق، زادت القوة الداخلية؛ وكلما زادت القوة الداخلية، اقتربنا من الهدف" .

إن فايراجيا وأبهياسا Vairagya and Abhyasa ـ عدم التعلق والوعي الدائم بالواقع المطلق ـ يشبهان جناحي طائر يستطيعان الطيران من مستوى الفناء إلى قمة الخلود. إن أولئك الذين لا يسمحون لوهم المايا بقص أجنحتهم يمكنهم بلوغ الكمال.

"يخلط كثير من الناس بين التعلق والحب. ولكن في التعلق تصبح أنانيًا، مهتمًا بمتعتك الخاصة، وتسيء استخدام الحب. تصبح متملكًا وتحاول الحصول على أهداف رغباتك. يخلق التعلق العبودية، في حين يمنح الحب الحرية. عندما يتحدث اليوغيون عن عدم التعلق فإنهم لا يعلمون اللامبالاة، بل يعلمون كيف نحب الآخرين بصدق وبغير أنانية. إن عدم التعلق، إذا فهمناه بشكل صحيح، يعني الحب. يمكن ممارسة عدم التعلق أو الحب من قبل أولئك الذين يعيشون في العالم وكذلك أولئك الذين ينكرون ذلك."

لقد ساعدتني الرسالة التي تلقيتها على رمال نهر الغانج Ganges في جبال الهيمالايا Himalayas على فهم أن الوهم ناتج عن الذات. ومن خلال نقل هذه المعرفة، جعلني معلمي الحبيب أدرك طبيعة الوهم الكوني والحواجز الفردية التي ننشئها.

يتبع

 

[Lost|pages]

الحقيقة المرة ذات الآثار المباركة
Bitter Truth with Blessed Effects
​

أتذكر مناسبة كنت فيها مسافراً مع معلمي. فجاءني رئيس المحطة في إحدى المدن التي مررنا بها وقال لي: "سيدي، أعطني شيئاً لأمارسه، وأعدك بأن أتبعه بإخلاص".

فقال لي معلمي: "أعطه شيئاً محدداً ليمارسه".

فقلت له: "لماذا يضل أحمق؟ سيكون من الأفضل أن تعلمه".

فقال معلمي: "من اليوم فصاعداً، لا تكذب. و مارس هذه القاعدة بإخلاص لمدة ثلاثة أشهر قادمة".

كان معظم موظفي السكك الحديدية في تلك المنطقة غير أمناء ويأخذون الرشاوى. لكن هذا الرجل قرر أنه لن يأخذ الرشاوى أو يكذب بعد الآن. في نفس الأسبوع جاء مشرف من المكتب الرئيسي للتحقيق معه ومع مساعديه. فأجاب رئيس المحطة على أسئلة المشرف الاستقصائية بصدق. وقد جلب هذا التحقيق مشاكل خطيرة لموظفيه. وتمت محاكمة جميع الموظفين الذين كانوا يأخذون الرشاوى، بما في ذلك رئيس المحطة نفسه. فكَّر " لقد مرت ثلاثة عشر يومًا فقط، وانظر إلى الصعوبة التي أواجهها. ماذا سيحدث لي بعد ثلاثة أشهر؟". وسرعان ما تركته زوجته وأطفاله. وفي غضون شهر انهارت حياته مثل بيت من ورق بلمسة واحدة.

في ذلك اليوم كان رئيس المحطة في عذاب عظيم، وكنا على بعد ثلاثمائة ميل على ضفة نهر نارمادا Narmada River. و كان معلمي مستلقيًا تحت شجرة عندما بدأ فجأة في الضحك. قال: "هل تعلم ما حدث؟ ذلك الرجل الذي أمرته بعدم الكذب موجود في السجن اليوم". سألته: "إذن لماذا تضحك؟" فأجاب، "أنا لا أضحك عليه، أنا أضحك على العالم الأحمق!". اجتمع اثنا عشر شخصًا في مكتب ذلك الرجل وقالوا إنه كاذب، على الرغم من أنه كان يقول الحقيقة. اتهموه بأنه الوحيد المذنب بتلقي الرشوة. تم وضعه في السجن وتم إطلاق سراح جميع الآخرين."

نهر نارمادا Narmada River

​

عندما ذهب رئيس المحطة إلى المحكمة نظر إليه القاضي من على مقعده وسأله: "أين محاميك؟".
قال: "لا أحتاج إلى واحد".
قال القاضي: "لكنني أريد شخصًا يساعدك".
قال: "لا".
قال رئيس المحطة: "لا أحتاج إلى محامٍ؛ أريد أن أقول الحقيقة. بغض النظر عن عدد السنوات التي تضعني فيها خلف القضبان، فلن أكذب. اعتدت أن أشارك في الرشوة. ثم قابلت حكيمًا أخبرني ألا أكذب أبدًا، مهما حدث. لقد تركتني زوجتي وأولادي، وفقدت وظيفتي، وليس لدي مال أو أصدقاء، وأنا في السجن. كل هذه الأشياء حدثت في شهر واحد. يجب أن أفحص الحقيقة لمدة شهرين آخرين بغض النظر عما يحدث. سيدي، ضعني خلف القضبان؛ لا يهمني".

أمر القاضي باستراحة ودعا الرجل بهدوء إلى غرفته. سأله: "من هو الحكيم الذي أخبرك بهذا؟" وصفه الرجل. لحسن الحظ كان القاضي تلميذًا لمعلمي. برأ ناظر المحطة وقال له: "أنت على الطريق الصحيح. تمسك به. أتمنى لو كان بوسعي أن أفعل الشيء نفسه".

بعد ثلاثة أشهر لم يكن لدى ذلك الرجل أي شيء. وفي اليوم الذي انقضت فيه الأشهر الثلاثة كان جالسًا بهدوء تحت شجرة عندما تلقى برقية تقول: "كان لدى والدك قطعة أرض ضخمة استولت عليها الحكومة منذ فترة طويلة. والحكومة تريد الآن أن تعطيك تعويضًا". أعطوه مليون روبية [حوالي 100 ألف دولار]. لم يكن يعرف شيئًا عن الأرض، التي كانت في مقاطعة مختلفة.

فكر وقال: "اليوم، أكملت ثلاثة أشهر من عدم الكذب وقد كافأت كثيرًا". أعطى التعويض لزوجته وأطفاله، فقالوا بسعادة: "نريد أن نعود إليك".

قال: " لا، حتى الآن لم أر سوى ما يحدث بعدم الكذب لمدة ثلاثة أشهر. الآن أريد أن أعرف ماذا سيحدث إذا لم أكذب لبقية حياتي".

الحقيقة هي الهدف النهائي للحياة البشرية، وإذا مارسناها بالعقل والكلام والعمل، فيمكن الوصول إلى الهدف. ويمكن الوصول إلى الحقيقة من خلال ممارسة عدم الكذب والامتناع عن القيام بالأفعال التي تتعارض مع ضمير الإنسان. والضمير هو أفضل مرشد.
يتبع

 

[Lost|pages]

أنت تعلِّم الآخرين لكنك تحرمني
You Teach Others but Deprive Me​

ذات يوم قلت لمعلمي: "لقد خدعتني". عندما نكون غير أكفاء وغرورنا Ego قوي، نميل إلى إلقاء اللوم على الآخرين.
سألني: "ما الأمر؟".
قلت له: "تعتقد أنني ما زلت طفلاً، وتمنعني عن أشياء".

قال لي: "أخبرني، ما الذي منعته عنك؟".

قلت: "أنت لا تُريني الله. ربما لا تستطيع، لكن يمكنك فقط أن تُعلِّمني عن الله. إذا كانت هذه حدود قواك، فيجب أن تكون صادقًا معي".
أجاب: "سأُريك الله غدًا في الصباح".
سألته: "حقًا؟".
أجاب: "بالتأكيد ... هل أنت مستعد؟".

كنت أمارس التأمل بانتظام قبل الذهاب إلى الفراش، ولكن في تلك الليلة لم أستطع. كنت متأكدًا من أنني سأرى الله في الصباح، فما الهدف من التأمل؟ كنت مضطربًا ومتحمسًا لدرجة أنني لم أنم طوال الليل. و في الصباح الباكر ذهبت إلى معلمي."لم أستحم حتى". فكرت، "عندما يُظهر لي معلمي الله، لماذا أستغرق كل الوقت للإستحمام؟" فقط قمت بصفع وجهي، ومسحت شعري، وقدمت نفسي له.

قال، "اجلس". فكرت، "الآن سيُظهر لي الله". نادرًا ما كنت متواضعًا، لكنني أصبحت متواضعًا بشكل غير عادي في ذلك الصباح. انحنيت أمامه عدة مرات. نظر إلي وقال: "ماذا حدث لك؟ ما هذا الأمر الغريب؟ لماذا أنت عاطفي بشكل غير طبيعي؟".

قلت، "هل نسيت؟ لقد وعدت بأنك ستُظهر لي الله".

قال: "حسنًا، دعني أعرف أي نوع من الله أنت مستعد لرؤيته". قلت، "معلمي، هل هناك أنواع عديدة؟".

سأل: "ما هو مفهومك وتعريفك لله؟ سأريك الله وفقًا لقناعتك وتعريفك بالضبط. الجميع يريدون رؤية الله دون أن يكون لديهم أي قناعة راسخة بالله في عقولهم وقلوبهم. إذا كنت تبحث ولم تكن ثابتاً ومتأكداً من هدف بحثك، فماذا ستجد؟ إذا أخبرتك أن كل ما تراه هو الله، فلن ترضى. وإذا قلت إن الله موجود في داخلك، فلن ترضى أيضًا. لنفترض أنني أريك الله وقلت، "لا، هذا ليس الله". ماذا سأفعل إذن؟ إذن أخبرني بالطريقة التي تفكر بها في الله وسأخرج لك هذا الإله."

قلت له: "انتظر لحظة. دعني أفكر".

قال: "الله ليس ضمن نطاق تفكيرك. عد إلى مقعد التأمل وعندما تكون مستعدًا، أخبرني. تعال لرؤيتي في أي وقت تريد بعد أن تقرر نوع الإله الذي تريد رؤيته. أنا لا أكذب - سأريك الله. هذا واجبي، أن أريك الله".

حاولت قصارى جهدي أن أتخيل كيف سيكون الله، لكن خيالي لم يستطع أن يتجاوز الشكل البشري. "لقد جالت أفكاري في مملكة النبات، ثم مملكة الحيوان، ثم مملكة الإنسان. فتخيلت رجلاً حكيماً ووسيماً، قوياً وذو تأثير كبير للغاية". وفكرت، "لا بد أن الله يبدو بهذا الشكل". ثم أدركت أنني كنت أطالب بشيء أحمق. فماذا يمكنني أن أختبر عندما لا أتمتع بالصفاء الذهني؟

وأخيراً ذهبت إلى معلمي وقلت له: "معلمي، أرني ذلك الإله الذي يستطيع أن يحررنا من البؤس، والذي يستطيع أن يمنحنا السعادة".
فقال: "إن هذه حالة من التوازن والهدوء يجب أن تزرعها في نفسك".

وبدون الصفاء الذهني، فإن مجرد الرغبة في رؤية الله تشبه تماماً التلمس في الظلام. لقد اكتشفت أن العقل البشري له حدوده ولا يستطيع أن يتصور إلا وفقاً لموارده المحدودة. لا يمكن لأي إنسان أن يفسر ماهية الله، أو يتصور الله عقلياً. يمكننا أن نقول إن الله هو الحقيقة، أو ينبوع الحب، أو الحقيقة المطلقة، أو الواحد الذي أظهر هذا الكون. ولكن هذه كلها أفكار مجردة لا ترضي الرغبة في رؤية الله. "فماذا إذن يمكن أن نراه؟" إن أولئك الذين يعتقدون أن الله كائن يمكنهم أن يتخيلوا ويروا رؤية، ولكن في الواقع لا يمكن رؤية الله من خلال عيون البشر. لا يمكن إدراك الله إلا من خلال إدراك الذات الحقيقية ثم ذات الجميع.

لذا عندما يكون لدى الطالب موقف "أريد أن أرى الله؛ معلمي لا يُريني الله؛ معلمي لا يمنحني ما أريده"، يجب أن يدرك أخيرًا أن الأمر ليس من واجب المعلم. تحقق مما إذا كنت تضع مطالب غير مناسبة، وبدلاً من المطالبة من المعلم، قم بتحويل نفسك للداخل. الله بداخلك، وما هو بداخلك قابل للإدراك الذاتي. لا يمكن لأحد أن يُظهر الله لأي شخص آخر. يجب على المرء أن يدرك ذاته الحقيقية بشكل مستقل؛ وبالتالي يدرك ذات الجميع، والتي تسمى الله. في حالة الجهل، يعتقد الطالب أن الله كائن معين، ويريد أن يرى هذا الكائن تمامًا كما يرى شيئًا في العالم الخارجي. هذا لا يحدث أبدًا. ولكن عندما يدرك أن الله هو الحقيقة ويمارس الحقيقة في القول و العمل، فإن جهله حول طبيعة الله يختفي ويشرق إدراك الذات.

يتبع

 

[Lost|pages]

الانضباط أمر لا بد منه
Discipline Is a Must

غابة رامجاراه Ramgarah Forest
​

كنت أذهب غالبًا إلى غابة رامجاراه Ramgarah Forest، حيث يعيش صديقي نانتين بابا Nantin Baba [نانتين تعني "طفل"]. كان يمارس التقشف والانضباط الروحي منذ سن السادسة. كنا كلانا شقيين للغاية و غالبًا ما نتسلل إلى قرية وندخل مطبخ أحدهم، ونأكل أي شيء نجده، ثم نعود إلى الغابة. وقد خلق هذا لغزًا بين القرويين؛ حيث اعتقد البعض أننا تجسيدات إلهية، بينما اعتقد آخرون أننا شياطين.

كانت هناك العديد من بساتين التفاح في تلك المنطقة التي يمتلكها أغنياء نانيتال Nanital؛ ذات يوم غادرنا مكاننا للعيش بالقرب من جدول صغير يتدفق عبر بستان. وفي المساء جمعنا الحطب لإشعال النار. كان ضباط الحفاظ على الغابات Forest-Preserve Officers قلقين بشأن الحرائق، لذلك أشعلنا النار في البستان. رآنا المالك واعتقد أننا نسرق التفاح الذهبي وأصنافًا نادرة أخرى. كان بخيلاً جداً ولم يسمح لأحد قط بجمع التفاح من الأرض كما فعل أصحاب البساتين الآخرون. أمر حراسه بالمجيء بعصي الخيزران. ركض خمسة رجال نحونا لضربنا. عندما اقتربوا، رأوا أننا لسنا لصوصًا ولكن مجرد شابين يوغيين يعيشان في الغابة.

قرية تولي في جبال الهيمالايا ( مسقط راس سوامي راما)
The village of Toli in the Himalayas

​

عندما عدت إلى معلمي بعد ثلاثة أشهر، قال لي: "أنت تخلق مشاكل لي بفعل أشياء سخيفة".
أجبته: "لم أفعل شيئًا".
لكنه تابع: "يجب أن أحميك كما تحمي الأم طفلها. متى ستكبر؟ لماذا تعديت على ممتلكات شخص ما؟"
أجبته: "كل الأشياء تنتمي إلى الله. يمكن استخدامها من قبل أولئك الذين هم في خدمة الله".

أجاب معلمي على هذا: "هذا النوع من التفكير هو بسبب سوء استخدامك للتعاليم الكتابية كي تلائم رغباتك الخاصة. يجب تصحيح تفكيرك". ثم أعطاني هذه التعليمات:

1. انظر إلى الحقيقة المطلقة على أنها منتشرة في كل أنحاء الكون.
2. لا تتعلق بالملذات التي تحصل عليها من أشياء العالم. تعامل معها كوسيلة للتقدم الروحي.
3. لا تطمع في ممتلكات أي شخص أو امرأة أو ثروة.

قال: "ألا تتذكر هذه الأقوال من الأوبانيشاد Upanishads؟ في المستقبل إذا ارتكبت أي جريمة اجتماعية وأزعجت أصحاب المنازل فلن أتحدث إليك بعد الآن".

كان يعاقبني في بعض الأحيان برفضه التحدث معي. كان الفرق بين صمت التوبيخ والصمت الإيجابي المليء بالحب والفهم واضحًا جدًا بالنسبة لي. كنت في السادسة عشرة من عمري آنذاك، وكان لدي طاقة هائلة. كنت نشطًا جدًا وكنت أزعجه باستمرار. لكنه كان يقول غالبًا: "هذه كرمتي وليست خطأك يا بني. أنا أحصد ثمار أفعالي الخاصة". كنت أشعر بالحزن وأعد بعدم تكرار ما كان ضد تعاليمه، لكنني سرعان ما كنت أسيء التصرف مرة أخرى. في بعض الأحيان كنت أتصرف بغير مسؤولية عن قصد وفي أحيان أخرى كنت أتصرف بشكل خاطئ دون وعي من خلال عدم الانتباه. لكن هذا الرجل العظيم أحبني دائمًا في جميع الظروف، على الرغم من سوء سلوكي.

عندما ينضج المرء يبدأ في معرفة الفلسفة الحقيقية للحياة. ثم يبدأ في إدراك أفكاره وكلامه وأفعاله. تتطلب الممارسة الروحية يقظة دائمة. لا ينبغي فرض الانضباط بشكل صارم، ولكن يجب على الطلاب أن يتعلموا الالتزام وقبول الانضباط باعتباره ضروريًا للنمو الذاتي. لا يبدو أن فرض الصرامة واتباعها مفيد: من خلال هذا النهج قد يعرف المرء ما يجب فعله وما لا يجب فعله، لكنه لا يستطيع أبدًا معرفة كيف يكون.

يتبع

 

[Lost|pages]

البركات في اللعنة
Blessings in a Curse​

كلما أصبحت أنانيًا، سقطت. هذه هي تجربتي.
قال معلمي: "حاول أن تبذل قصارى جهدك، ولكن كلما أطعمت أنانيتك Ego، وكلما حاولت القيام بأي شيء أناني، فلن تنجح. هذه هي لعنتي عليك".

نظرت إليه بدهشة. ماذا كان يقول؟.

ثم تابع، "هذه هي بركاتي لك، كلما أردت أن تصبح غير أناني، محبًا، وخاليًا من الأنا، ستجد قوة عظيمة خلفك، ولن تفشل أبدًا في تحقيق بعض الخير".

الرجل الأناني A selfish man يفكر دائمًا ويتحدث عن نفسه. تجعله أنانيته أنانيًا وبائسًا. أقصر طريق إلى التنوير الذاتي هو اختراق الأنا و الاستسلام أمام الأسمى Highest. تساعد ساتسانجا Satsanga - رفقة الحكماء Sages - والوعي المستمر بالمركز الداخلي المرء على تجاوز مستنقع الوهم. كما يتم تطهير الأنا من خلال تنمية عدم الأنانية. إن الأنا غير النقية شر يعيق تقدم الإنسان. ولكن الأنا النقية هي وسيلة للتمييز بين الذات الحقيقية وغير الحقيقية ـ الذات الحقيقية والذات المجردة. ولا يستطيع أحد أن يوسع وعيه إذا ظل أنانياً.

إن أولئك الذين يبنون حدوداً حول أنفسهم بسبب مشاكلهم مع الذات يخلقون لأنفسهم معاناة لا محالة، ولكن أولئك الذين يحاولون أن يكونوا على دراية دائمة بوحدتهم مع الآخرين يمكنهم أن يظلوا سعداء وشجعان، ويستمتعون بكل لحظة من الحياة. إن أولئك الذين لا أنانية لهم، ومتواضعون، ومحبون هم المحسنون الحقيقيون للبشرية.

نهاية الفصل الثاني​