هناك عدد محدود للقراءات المسموح بها للزوار

[2] هو عدد القراءات المتبقية

العلاج النفسي هو الطريق إلى الحرية ... وخطورة الأدوية النفسية

سيد الأحجار السبعة

عابر الزمن الثالث
المشاركات
588
مستوى التفاعل
1,052
الموقع الالكتروني
alkynilogy.blogspot.com
sky-asking-god-prayer-open-arms-preview.jpg

إن التجربة وفق ما يحددها المنهج التجريبي الذي جاءنا به مجموعة من الباحثين في الوضعية المنطقية في القرن العشرين ، قاصر جداً عن الوصول إلى نتائج حقيقية ، وهذا معروف جداً للجميع ، لكن أكثر من ذلك بكثير ، إنه قاصر جداً عن الوصول إلى نتائج عملية أيضاً ، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية.

عول الوضعيون منذ القرن التاسع عشر على منهج معرفي جديد لا يهدف للوصول إلى الحقيقة وباقي القيم الفلسفية ، ويستهدف بدل ذلك الوصول إلى أشياء مفيدة عملياً ، ليقصي البحث الروحي والفلسفي والقيمي ، ويضع مكانه مجموعة من قيم الحداثة الغربية التي قادها الوضعيون أنفسهم ، وتحت شعار العولمة ، أحد هذه القيم الوضعية ( التي تم الاتفاق عليها لا لغاية لها أسس فلسفية بل لغايات تدعم مذهب المنفعة ) قامت الجهات الرأسمالية الممتلكة للسلطة والإعلام في الغرب ، والمنطلقة من مذهب المنفعة ، بفرض ما تراه مناسباً للإنسانية ( أو ما تعلن انها تراه مناسباً ) مقصية كل الآراء الأخرى التي تؤيد الفلسفة في الشرق والغرب ، ومعلنة عن مولد الرب الجديد للبشرية ، الإعلام العلمي.

ورغم أنهم انطلقوا من مبدأ حرية الرأي ، إلا انهم كمموها فيما بعد بحجة أنها تخالف أحكام هذا الرب الجديد ، فصار من غير المصرح اليوم أن تقول كلمة تخالف القيم الحداثوية الغربية ، فإذا دعا شخص لتغيير المنهج العلمي ، يوصف بالدجل والخرافة ، وتمنع كتبه ، وتتم مقاضاته ، وإذا دعا إلى تغيير القيم الاجتماعية الغربية الحديثة لمن يريد ذلك ، يوصف بالتخلف ومحاربة الحريات ويتم الحظر عليه.

"الديمقراطية التي تقتل ذاتها" نتيجة تنبأ بها أفلاطون من آلاف السنين ، وبحجج منطقية رصينة ، ومن حقنا التساؤل الجدي عما إذا كانت الدنيا أجمل الآن أم في العصور الوسطى رغم قمع الحريات ، وكانت الأمراض متى أقل ؟ وكانت الحروب متى أقل ؟ وكانت السعادة متى أكثر ؟ ... هذه كانت مقدمة لابد منها لإبراز أسباب الترويج الإعلامي الدائم للعقاقير الطبية كعلاج أساسي للأمراض النفسية ، وذلك من خلال تأويل تجارب معينة بطرق معينة واستخدام هذه التأويلات كحقائق نهائية.

"من لسانك أدينك" ، إن التجارب نفسها التي تم الاستشهاد بها على فعالية عقاقير الاكتئاب والقلق وغيره من الأمراض النفسية ، يتم تأويلها اليوم بطريقة أكثر دقة ، دون أن ينتشر هذا التأويل إلا في أوساط أصحاب الوعي الروحي والعلمي ، حيث أن دراسة حديثة شملت عدة مقارنات ضخمة ، جادة وطويلة الأمد بين العلاج بالعقاقير الكيميائية والعلاج الوهمي ، أظهر تطابقاً في الفعالية [1] ، بل حتى أنه في كثير من الحالات ، قد تفوق العلاج الوهمي ، وذلك نظراً للأخطاء الكيميائية في النقل العصبي التي يؤدي إليها العلاج بالعقاقير الكيميائية.

وبينما يكون العلاج الكيميائي أخلاقياً لأنه يتم بعلم المريض ، فإن العلاج الوهمي يعتبر غير أخلاقي لأن المريض لا يعلم أنه يأخذ علاجاً وهمياً ، رغم كل الأضرار التي تشملها الأدوية النفسية على المدى الطويل [2] :

- تشمل آثار مضادات الذهان خلل الحركة المتأخر TD الذي يؤدي لحركات لاإرادية في الوجه واللسان والفم والجذع والأطراف.

- تشمل آثار مثبطات امتصاص السيروتونين مشاكل مثل الأرق والإرهاق والعجز الجنسي ، مع إمكانية حدوث أضرار أخرى مثل زيادة الوزن ، ولكن أشد الأضرار فتكاً هي "متلازمة السيروتونين"[3][4] وهي ناتجة عن صدمة دوائية ممكن أن تحدث في حال استخدام جرعات زائدة ومن الممكن أن تشكل خطراً حقيقياً على الحياة ، بسبب أنها تتسم بأعراض مثل الارتعاش ، عدم الاتساق في الحركات ، تغيرات في الحالة العقلية تؤدي إلى عدم القدرة على ضبط النفس ، ومن الممكن أن تحدث بشكل طفيف على هيئة نوبات من الغضب والانفعال.

- ومن الممكن أن تؤدي مضادات اكتئاب من أنواع معينة مثل مثبطات الكولين ، إلى الخرف [5].

هذه أضرار بعض الأدوية النفسية الكيميائية ، والآن ، لنرى مقارنات بين العلاج بهذه الأدوية ، وبين العلاج النفسي والبديل :

- في دراسة مقارنة [6] استمرت لخمس وعشرين سنة ، للمقارنة بين العلاج الدوائي والعلاج المعرفي السلوكي ، لاضطراب الرهاب الاجتماعي ، شملت أكثر من 13000 مريض ، تبين الحسم النهائي لصالح العلاج المعرفي السلوكي ، مع أعراض جانبية أقل بكثير أو شبه معدومة ، واستمرار دائم حتى بعد انتهاء فترة العلاج القصيرة ، ولذلك قال مايو-ويلسون في بيان 'الآن بعد أن عرفنا ما هو الأفضل ، نحتاج إلى تحسين الوصول إلى العلاج النفسي لأولئك الذين يعانون'. 'إن زيادة الاستثمار في العلاجات النفسية من شأنه تحسين نوعية الحياة وزيادة الإنتاجية في مكان العمل وتقليل تكاليف الرعاية الصحية.'

- تشير الكثير من الدراسات ، إلى أن فعالية العلاج الدوائي العصبي ، مساوية تقريباً العلاج النفسي ( خاصة السلوكي والمعرفي ) ، ومع ذلك ، فإن هذه الدراسات أهملت سببين أساسيين لاختيار العلاج النفسي على الدوائي ، الأول هو أن العلاج النفسي وفق جميع الدراسات له مفعول دائم ، والثانية أن العلاج الدوائي ، حتى مع الاستمرارية به ، يفقد فعاليته عبر الزمن [7] وذلك يشمل مختلف أنواع أدوية الاكتئاب أيضاً [8] والسبب الحقيقي غير المعروف من الجهات العلمية وراء ذلك ، أن جذر المشكلة ليس هو كيمياء الدماغ ، التي ما هي إلا عرض من أعراض التعلم الإشراطي غير الصحيح ، والإدراكات السابقة الشاذة التي ولدت معتقدات مريضة ، والعقدة الخفية في اللاشعور ، وعندما يتم علاج هذه الأشياء ، عبر العلاج المعرفي أو السلوكي أو علاج الصدمات ( التروما ) والتحليل النفسي ، دائماً ما يكون التحسن مستمراً بعد انقطاع العلاج ، في حين أن فعالية الأدوية القادمة من الإيحاء الوهمي تتلاشى مع مرور الزمن حتى مع استمرار العلاج بها ، لأن الحقيقة هي أن كيمياء الدماغ تتغير باستمرار ، وأي مثير مرتبط بالعقد ، بإمكانه أن يستحث الاستجابة السلبية وما يتبعها من اختلال في كيمياء الدماغ مرة أخرى ، وما مفعول الادوية إلا إيحاء يرفع المعنويات ومعها يرتفع السيروتونين ونحوه ، فبالتأكيد لن أنكر حقيقة تعلق المرض بكيمياء الدماغ ، لكنها مجرد عرض للمشكلة الأساسية القابعة في اللاشعور ، واللاشعور هو ذاكرة النظام بالنسبة للعقل ، وليس من الممكن بتاتاً أن يتم تخزينه في الخلايا العصبية ، بسبب طبيعته اللامادية ، وهو ما تشير إليه نظرية الدماغ الهولوغرافي [9] التي تم تدعيمها بأدلة أكثر من أي نظرية أخرى.

إن معظم الأبحاث التي استشهدت بها في هذا البحث ، هي أبحاث قامت بها المؤسسات الرسمية المتعصبة للمنهج التجريبي ، وأكثر من ذلك أنها ممولة من جهات معينة ، وكما نعلم ، فإن التجربة الإحصائية تفتقد إلى كثير من التفاصيل ، كتاريخ حياة المريض ، وطبيعة شخصيته ، وظروفه الحالية ، وطبيعة معتقداته ، والكثير من التفاصيل الفيصلية في تحديد النتيجة النهائية ، لكنني رغم ذلك استشهدت بها ، رغم أن التجربة المبنية على البرهان الهندسي أقوى بكثير [10] لكن أريد أن أثبت عدم موثوقية هذه الأدوية ومعظم ما قدمته المذاهب المادية في مختلف العلوم ، من خلال ما ينطق به لسانها نفسه ، وبذلك أكون قد وضحت حقيقة قوة العلاج النفسي في مقابل العلاج الدوائي ، وآمل أن تثمر هذه الأفكار التي قدمتها في المستقبل ، لتوعية الناس حول حقيقة الصراع بين المادية والروحية ، ووصول هذا الصراع إلى اكثر مفاصل الحياة حساسية ، مما يوجب بشكل أو بآخر أن تتم دراسة المسألة بشكل مفصل في جذور المذهبين المادي والروحي ، وذلك بالاعتماد على اكتشاف الحياة لا على حفظ التاريخ لهذه المذاهب.



______________________________________________________

المراجع والملاحظات :
[1] Are Treatments More Effective than Placebos? A Systematic Review and Meta-Analysis
[2] Common Side Effects of Psychiatric Medications
[3] SSRI Antidepressant Medications: Adverse Effects and Tolerability
[4] Serotonin Syndrome With Paroxetine Overdose: A Case Report
[5] Certain Antidepressants Linked to Increased Dementia Risk — Even Years Later
[6] CBT Better Than Medication For Treating Social Anxiety Disorder
[7] Do antipsychotic drugs lose their efficacy for relapse prevention over time?
[8] Step-wise loss of antidepressant effectiveness with repeated antidepressant trials in bipolar II depression
[9] Brain as Hologram
[10] التجربة الهندسية : انت لا تحتاج إلى اختبار أكثر من مثلث واحد لتبرهن على صحة نظرية فيثاغورس ، وبالمثل ، فإن دراسة حالة واحدة بشكل شامل ومفصل ، والاعتماد على التفسير المنطقي الممنهج لها ، يمكن أن يعرفك بالحقيقة كاملة ، حتى لو كانت هذه الحالة هي نفسك ، وهذا السر في أخطر خطأ في المنهج التجريبي ، وهو انه يهمل التفاصيل الأكثر أهمية ثم يقوم بإحصائيات شاملة ، ظناً منه أن التكرار المستمر لنفس النتائج بشكل تقريبي ، يكفي لإثبات المسألة برغماتياً ، بينما في البرهان الهندسي ، نستخدم حالة واحدة ، وتجربة واحدة ، لكنها تخضع لقوانين معينة بحيث لا تدع مجالاً للشك في صدق نتائجها على جميع الحالات المشابهة.
 
التعديل الأخير:
شكرا لهذه الحروف،، عزفت على الاوتار الصحيحة..
هذه عين الحقيقة فيما يخص الطب النفسي المعاصر.
اشكرك جدا
لاحظت وجود مشكلة في عرض المقالة
لقد قمت بنقلها من مدونتي
ساحاول اصلاحها قريبا
 
السعادة والمتعة ... هرمونات دماغية !!

من الجيد أن ندرك أن الهرمونات ليست مشاعر ، إنها مجرد مواد شبيهة بالمعجون ومصغرة إلى حدود مجهرية ، وكل ما تفعله هو التأثير على ناقلية الكهرباء العصبية ، أي أنك لا تحس بشيء اسمه ( الدوبامين ) أو ( السيروتونين ) ولا يوجد طبيب أو بيولوجي واحد صرح من قبل بأن العلم يعرف كيف تحدث المشاعر أو قد يعرف على الإطلاق ، إنما هذه الهرمونات ( تؤثر ) على المشاعر ولكنها لا (تصنع) أو (تكوّن) المادة الشعورية.

المشاعر أصلاً ليست مواد موضوعية يمكن البحث التجريبي فيها ، التيار الشعوري ينتمي للبحوث الفينومينولوجية ...

نعرف في الطب أن تحفيز الدوبامين يؤدي إلى تنشيط أو استحثاث شعور المتعة ، وتحفيز السيروتونين يزيل الحزن ويستحث البهجة ، أي أنها عوامل تتلازم مع تلك المشاعر ، إنما كيف ؟ … هذا راجع إلى حقيقة أن الدماغ الذي يقولب التيار الشعوري لا يتعامل إلا بلغة واحدة وهي ( لغة الكهرباء العصبية ) …

الكهرباء تشكل صلة الوصل بين الوعي الذاتي وبين العالم المادي ، دون الكهرباء ، لن يتم اتصال الوعي ضمن نطاق مادي محدود ، ولن يتم التعرف من قبلك على أي عوامل بيئية أو التأثر بها ، أي أن وجود الوعي في زمكان محدد يعني أيضاً اتصاله بتيار كهربائي له نفس إحداثيات هذا الزمكان .
هذا التيار المتصل بالوعي ، على المستوى الكمومي لا يمكن تعريفه بالكامل بلغة مادية ، وهو ما يسمح للوعي الغير مادي أن يتصل بالعالم المادي الذي أمامك ، أي أن الكهرباء في عالم الكم والتجريد شيء شبه مُطلق ، لذلك يمكن للروح وهي مطلق أن تتصل بالعالم المادي المحدود عبرها ...

إذا اختل توازن الكهرباء سيؤدي ذلك إلى مشاكل في رؤية العالم الموضوعي ، ومن الأمثلة الواضحة على ذلك هو مرض الصرع ، ومرض الزهايمر ، والهيستيريا العصبية ..... يحدث في مثل هذا الوضع تعطيل للتفاعلات الحركية الكهربائية في الدماغ ، يؤثر على الإحساس الجسدي بالبيئة ، أحياناً تتأثر الاتصالات مع البيئة بشكل مختلف ، فعوض قطعها كما في الغيبوبة والزهايمر يمكن أن ( تتوهّن ) وتصبح ضعيفة ، وهذا يحدث ببساطة عندما تتركز طاقة الكهرباء الدماغية على موضوع آخر وتسحب الحصة المخصصة للبيئة الخارجية ، هذا بالضبط ما يحدث في حالة الوسواس القهري والاكتئاب، يقوم المريض بالتركيز الكثيف على الأفكار والتصورات الذهنية إلى الحد الذي لا يعود فيه قادراً على الإحساس بجسده ، ويرى الصور ويسمع الأصوات وكأنها أحلام يقظة.

وحينها يبدأ الاكتئاب بالتغذي على نواتج الانفصال نفسها ، لأن الانفصال سيؤدي لنتائج سلبية مما يجعل المكتئب يركز أكثر عليها ، ومع مرور الزمن يسحب الاكتئاب كامل مشاعر وتركيز المكتئب ويصبح النقل الكهروعصبي شديد الضعف بالنسبة لمراكز تحسس البيئة المحيطة ، لأن الكهرباء تنفق بالكامل على التفكير ...

تأثرك بتسرع نبض القلب أو بالروائح الزيتية ، أو بحمام الماء البارد أو حتى بالجنس هي أشياء واضحة في تأثير التفاعلات الكهروحيوية ضمن اتصالك بالبيئة على نفسيتك ، لأن المشاعر هي الإحساس بالقيم من الأشياء ، وطالما الحياة ليس فيها عوامل تؤدي للإحساس بقيمة السعادة أو بقيمة الجمال فلن يحس الشخص بالسعادة أو الجمال ، كذلك الأمر حين توفر المؤديات إلى القيم مع غفلة المراقب عنها لأنه يفكر طول الوقت ... أي مواقف تتخذها الروح ، بالنسبة للحياة ، ستؤدي إلى تحقيق اتصال مباشر مع مشاعر.

وبطريقة عكسية ، عندما تجبر التفكير عن التوقف عن طريق ضبط الاتصال الكهروحيوي مع البيئة لينشط من جديد ، فإن الروح تبدأ بملاحظة أسباب تجلي القيم وتبدأ مرة أخرى باستعادة الوعي بالوجود ... أي أن تنشيط الكهروحيوية من شأنه أن يوفر ظروفاً مواتية للإحساس بالسعادة ، مع أنه ليس هو السعادة بحد ذاتها.

عندما تستدعي كميات أكبر من السيروتونين يقوم الدماغ بتحفيز الاتصال الكهروحيوي مع البيئة المحيطة وهذا يبعث على هدوء النفس والسكينة ويجبر العقل على التخلي عن الأفكار القهرية ، لأنه يصبح مشغولاً بالبيئة الموضوعية ، وليس لأن هناك سعادة تتواجد من العدم بسبب هرمون مادي التكوين ...

وكذلك الدوبامين ، ولكن الفرق بينهما أن السيروتونين يعزز التركيز الكهروعصبي على الأفق البيئي الكامل ، أما الدوبامين فيعزز التركيز الكهربائي على موضوع بيئي محدد بحيث يشكل مصدر انشغال وحماس، وليس على البيئة بأسرها أو الموضوع ضمن وجوده كما في حالة السيروتونين.

يجلب التركيز على موضوع واحد والتفاعل معه شعور المتعة، والذي يتكوّن من خلال إشباع رغبة التحليل والتفكيك العقلي عبر توفير موضوع مادي للتحليل والتفكيك.

يمكن أن تعزز هذه الرغبة بمجرد التركيز على موضوع واحد لفترة من الوقت ، وبغض النظر عن طبيعة هذا الموضوع.

ما يقوم به الدوبامين هو عملية "نكز غشاء العصب[1]" بحيث يزداد التركيز نتيجة تكرار النبضة الكهربائية المفاجئة الخاصة بموضوع محدد ، هذا التركيز اللاإرادي المعزز كهروعصبياً سيجبر الدماغ على الرضوخ للموضوع ، وذلك رغم رفض الإنسان للاستجابة ، وإلا سيتكرر النكز ، مثلاً :

الإدمان بكل أنواعه في وقت المحنة يكون الموضوع الخاص بالإدمان مركز الاهتمام الكامل للوعي ، بحيث أن الوعي لا يستطيع أن يرى الأشياء الأخرى وإذا رآها يسحبه شعور النقص والفاقة إلى ذلك الموضوع مرة أخرى ، لأن الوعي مقيد ضمن حدود الجسد ، والدماغ مقيد ضمن تفاعلات الكهرباء العصبية ، وهذه الكهرباء ارتبطت مع موضوع مادي معين ، بحيث أن مجرد وجوده يؤدي لاستحثاثها ، ويؤي لحالة من النكز المستمر للأعصاب حتى يستجيب الوعي ويلتفت للموضوع.

ازدياد صراع الإنسان يؤدي لازدياد نكزات العصب عليه، مقاومة الموضوع تؤدي لإصرار الدوبامين أكثر ، لأن العقدة النفسية التي تربط الموضوع بالإثارة الافتراضية هي التي تدفع الدماغ لإفراز الدوبامين ، وإذا كانت العقدة النفسية التي تقرن الموضوع المادي ( مثل المخدرات أو الجنس ) بالمتعة أو تجنب الألم عميقة جداً ( مثل أن تصبح المخدرات ضرورة وجودية لتجنب خطر محدق ) فإن المقاومة التي تترتب عليها كبيرة جداً على أن تكسرها إرادة عادية ، لأن هناك أوامر توجه للدماغ لإفراز الدوبامين بكثافة ضمناً لحياة هذا الشخص أو أثمن أشياءه، هذه الفكرة التي تشكل العقدة تقع في مستوى اللاشعوري للنفس ومن الطبيعي أن يكون صعباً أن يدركها المريض المُدمن بالأحوال العادية.

تنتج الراحة الوقتية التي تسمى في السوشال ميديا بـ(المتعة والسعادة) عن الاستجابة للتنبيه العصبي المزعج المستمر بحيث يتوقف أخيراً ، تكرار سلوك الاستجابة هذا غالباً ما يؤدي إلى الإدمان … وأي موضوع خارجي ( ومهما بدا محايداً ) قد يكون سبباً للإدمان بهذا الشكل إذا ارتبط لاشعورياً مع الدوافع النفسية.

بمجرد أن يرتبط موضوع ما بتفريغ التوتر في ذاكرة الإنسان، هذا الارتباط يجعل اللاشعور تلقائياً يوجه الدوبامين نحو النكز كلما رأى الإنسان الموضوع الخاص بالاسثارة البيئية.

يوجد الذين أدمنوا على نتف الشعر وقضم الأظافر وهز المفاتيح وسرعة الكلام وكثرته ، وحتى أن شخصاً أدمن على شرب الشاي وكان يحمل إبريقه معه عندما يذهب لأي مكان ، هذه كلها موضوعات كانت محايدة في البداية ، ولكن تأويل اللاشعور لها يجعلها مصدر توتر ويجعل الاستجابة لها مصدر إزالة للتوتر، كذلك هو الإدمان على الإباحية والجنس ، ولكن بسبب كونه ممارسة فريدة وتفاعلية للغاية فإنه يصبح أقوى بكثير، حتى كمشاهدة.

لاحظ أن الأفلام الإباحية المنتشرة تحاول التركيز على عامل الاستثارة بشكل مشوه ، لا يوجد أي شيء من الرومانسية أو التفاعل الحسي في الأفلام الإباحية ، كل ما تجده هو الممارسة البحتة والحركات السريعة والتي تهدف إلى شيء واحد : الإفراغ ، هذا نوع من برمجة اللاشعور لدى الجيل الجديد لكي يمحون منه أي اتصال شعوري حتى بخصوص الجنس ، قديماً كانوا يتغزلون بجسد النساء وحتى النساء كن يتغزلن بأجساد الرجال في فترة معينة ، سواء بالأشعار أو باللوحات الفنية ، لأن التركيز لم يكن على الممارسة.

رغبتك بالأجساد الممتلئة تعكس عدم قدرة العقل على الهدوء مما يجعل الاتصال العميق غير ممكن ، فتركز على شيء مثير أكثر ما يكون ، حتى ولو أصبح الموضوع مقززاً باستمرار الاستثارة … كذلك صراخ النساء وتقبيحهن بالألفاظ السوقية وإهانتهن ، هذه كلها معززات لنكزات الدوبامين بحيث يحاولون أن يجعلونك تدمن بأقصى ما يكون من أقل مشهد إباحي تراه …

والإنسان بطبية الحال سيشعر بالرغبة في البقاء هادئاً لفترة أطول لأن التوتر شيء متعب ، هذا كل ما يفعله الدوبامين ، إنه مفيد ربما لشخص كسول ولا يملك حافزاً، ولكن فرزه لا يشير إلى التوازن وبالتالي لا يأتي من حالة حقيقية.

السيروتونين يعمل بنفس الطريقة ولكن عوض نكز الأعصاب بشكل مزع يقوم بإرخاءها من النكز ( يثبط التوتر الكهروعصبي[2]) مما يعزز التفاعل الكهربائي العصبي مع مؤثرات البيئة الخارجية ويمنع الأفكار من التدخل في عمل الدماغ مما يتيح له التنفس الصعداء …


السيروتونين هرمون أنوثوي ، يحفز التركيز الهادئ والرزين ، الدوبامين هرمون ذكوروي يحفز التركيز الموضوعي والانفعالي ، تحفيز التركيز من خلال التلاعب بعمل الأعصاب وكهربتها يؤدي إلى شعورك بمشاعر خاصة بالتركيز تسميها سعادة ، هذا المفعول يمكن أن يقوم به أي شيء في البيئة خارجياً ، بل إن هرموناتك تتغير طول الوقت وأنت تشاهد وتسمع ، في اليوغا يوجد علم اسمه ( علم التنفس ) الذي يعلّمك كيف تعزز التركيز السيمبثاوي ( الذي يحفز الدوبامين ) والباراسيمبثاوي (الخاص بالسيروتونين ) من خلال تقنيات سهلة جداً، أؤكد لك أنك إن تلتزم بهذا العلم لن تحتاج إلى أي ممارسات أخرى للتحكم بردود فعلك الكهربائية العصبية ، إنك تصبح قادراً على توجيه أعصابك ونظامها الكهربائي من جديد …​
 
  • أحببت
التفاعلات: Dana
وحينها يبدأ الاكتئاب بالتغذي على نواتج الانفصال نفسها ، لأن الانفصال سيؤدي لنتائج سلبية مما يجعل المكتئب يركز أكثر عليها ، ومع مرور الزمن يسحب الاكتئاب كامل مشاعر وتركيز المكتئب ويصبح النقل الكهروعصبي شديد الضعف بالنسبة لمراكز تحسس البيئة المحيطة ، لأن الكهرباء تنفق بالكامل على التفكير ...

الأمر أشبه بالآلة التي يكون الهدف من تصميمها هو إنتاج مزيد من الوقود لتشغيلها لتعيد إنتاج المزيد وهكذا ... كذلك الاكتئاب والوسواس القهري وسائر الأمراض النفسية ، آلات ذهنية تتغذى على إنتاجها، استمرار اكتراث الوعي بها ينتج المشاعر الوهمية ويجعلها تستمر ، والطريقة الوحيدة لإيقاف تشغيلها هي إزالة إشعاع الوعي عنها إلى موضوع حقيقي ، أو إلى حقيقتها ، أي الاتصال مع الزمن الحاضر والحقيقي أو ما يسمى بـ(قوة الآن) ...
 
  • لايك
التفاعلات: Ile
الأمر أشبه بالآلة التي يكون الهدف من تصميمها هو إنتاج مزيد من الوقود لتشغيلها لتعيد إنتاج المزيد وهكذا ... كذلك الاكتئاب والوسواس القهري وسائر الأمراض النفسية ، آلات ذهنية تتغذى على إنتاجها، استمرار اكتراث الوعي بها ينتج المشاعر الوهمية ويجعلها تستمر ، والطريقة الوحيدة لإيقاف تشغيلها هي إزالة إشعاع الوعي عنها إلى موضوع حقيقي ، أو إلى حقيقتها ، أي الاتصال مع الزمن الحاضر والحقيقي أو ما يسمى بـ(قوة الآن) ...

اتفق معك، الهرمونات لا علاقة لها بالمشاعر، والدماغ هو جهاز ارسال واستقبال من محطة الوعي او الشخص مما يتيح له التواجد داخل العالم الفيزيائي الكثيف واختباره عن طريق هذا الدماغ.

المشاعر والهرمونات يوجد ارتباط بينهم، فعندما تظهر نسبة معينة من خليط هرمونات يكون هناك شعور معين، وقد درسنا فهمنا هذا جيدا لدرجة يمكن فيها معرفة مشاعر وحالة شخص فقط من خلال قياس نسبة المواد في الدم، وهذا ادى الى الاعتقاد انها هي المسؤولة عن المشاعر والسبب فيها.

لكن شرحك غامض ولا يرينا لماذا هذه الهرمونات موجودة اصلا ولماذا تتغير كميتها طبقا للمشاعر التي يختبرها الوعي.

فحبذا توضح النقطة هذه.
 
لماذا هذه الهرمونات موجودة اصلا ولماذا تتغير كميتها طبقا للمشاعر التي يختبرها الوعي.

الهرمونات تنظم عمل التيار الكهربائي بحيث يمر بالجسد المادي الذي يسمح بنوع معين من التفاعلات مع العالم المادي ، المشاعر قوى روحية تتحكم بالنفس والجسد.

الهرمونات تشكل جزءً من نظام الكيمياء العصبية التي تسمح بتفاعلات الجسد المادي..

الأصل أن الروح ( الوعي ) هو الذي يوجه الجسد والنفس، فهما تجلي لقوة الحياة الروحية الخالصة ضمن مستويات معينة من التفاعل الحيوي القيمي.

يبدأ التفاعل بالسبب الجوهري وهو قوة الحضور للذات وتفاعلها مع عالم المُطلق ، وينتهي بالنتيجة وهي الواقع الذي أحدثته هذه التفاعلات ... أحد هذه النتائج هي العالم المادي والمخلوق الذي يسمى بالإنسان ، وبسبب طور اللاشعور عند الإنسان يقوم العقل الغيابي بأخذ مكان الوعي في التحكم بالنفس والجسد ، وهذا يجعل الجسد والنفس قادرتين على التأثير على المشاعر ، رغم أن المشاعر تتعلق بالروح والروح أسبق منهما ولكن في حالة الإنسان فقد سمح للاشعور أن يقوده بدرجة معينة ، وبما أن عقله اللاشعوري اقتنع مسبقاً أن الروح يمكن أن تخضع للعالم المادي ، فأسباب هذا العالم تؤثر على العقل اللاشعوري ، الذي يؤثر على كينونة الإنسان فتتأثر الروح بها ، وإلا فإن المادة لا تقوى على تغيير شيء روحي خالص ...
 
الهرمونات تنظم عمل التيار الكهربائي بحيث يمر بالجسد المادي الذي يسمح بنوع معين من التفاعلات مع العالم المادي ، المشاعر قوى روحية تتحكم بالنفس والجسد.

الهرمونات تشكل جزءً من نظام الكيمياء العصبية التي تسمح بتفاعلات الجسد المادي..

الأصل أن الروح ( الوعي ) هو الذي يوجه الجسد والنفس، فهما تجلي لقوة الحياة الروحية الخالصة ضمن مستويات معينة من التفاعل الحيوي القيمي.

يبدأ التفاعل بالسبب الجوهري وهو قوة الحضور للذات وتفاعلها مع عالم المُطلق ، وينتهي بالنتيجة وهي الواقع الذي أحدثته هذه التفاعلات ... أحد هذه النتائج هي العالم المادي والمخلوق الذي يسمى بالإنسان ، وبسبب طور اللاشعور عند الإنسان يقوم العقل الغيابي بأخذ مكان الوعي في التحكم بالنفس والجسد ، وهذا يجعل الجسد والنفس قادرتين على التأثير على المشاعر ، رغم أن المشاعر تتعلق بالروح والروح أسبق منهما ولكن في حالة الإنسان فقد سمح للاشعور أن يقوده بدرجة معينة ، وبما أن عقله اللاشعوري اقتنع مسبقاً أن الروح يمكن أن تخضع للعالم المادي ، فأسباب هذا العالم تؤثر على العقل اللاشعوري ، الذي يؤثر على كينونة الإنسان فتتأثر الروح بها ، وإلا فإن المادة لا تقوى على تغيير شيء روحي خالص ...

الحيوانات لا وعي متطور لديها واذا حقنتها بمادة معينة يمكنك ان تسبب لها الحزن او الفرح.
نفس الشيء مع البشر، يمكن تسبيب الحزن او السعادة بحقن مواد معينة.
ساقول ان العلاقة متبادلة ثنائية وليس قادمة حصرا من الوعي، فالجسد يؤثر على المشاعر والوعي يؤثر على المشاعر ايضا.
 
الحيوانات لا وعي متطور لديها واذا حقنتها بمادة معينة يمكنك ان تسبب لها الحزن او الفرح.
نفس الشيء مع البشر، يمكن تسبيب الحزن او السعادة بحقن مواد معينة.
ساقول ان العلاقة متبادلة ثنائية وليس قادمة حصرا من الوعي، فالجسد يؤثر على المشاعر والوعي يؤثر على المشاعر ايضا.
لا يوجد وعي متطور ووعي غير متطور ، الوعي مطلق ، مظاهر حضوره هي التي تكون متقدمة أو متطورة ، كلما كان الوعي أسيراً كان الكائن أقل ذكاء، لأن الذكاء هو تجلي الوعي وليس هو الوعي نفسه
 
الحيوانات لا وعي متطور لديها

الوعي لا يحتاج إلى أن يتطور ... لأنه ليس ناقصاً أصلاً وليس مركباً من أشياء أخرى حتى يتطور عبرها
يوجد خلل في فهم الإنسان المعاصر لكلمة الوعي ، إنه يماهي بينها وبين الذكاء الموضوعي ، حقاً أستغرب من كون الحكماء منذ أفلاطون إلى هيجل قبل التكنولوجيا وقبل كل هذا العصر المتقدم، لم يعانوا مثل هذا القصور لدى الإنسان الحديث في فهم "المعنى" "الحقيقي" والعميق لكينونة الوعي ... كانوا يختبرونه مباشرة ولم يكونوا يتعرفون إليه عبر المواضيع والتجارب
 
السيروتونين والدوبامين ... رؤيتان كونيتان مختلفتان :

هذا الموضوع حساس … وهو مهم للغاية أن تعرفه …

هناك حالتان وجدانيتان أوليتان يمر بهما الإنسان ومنهما تنبع كل الحالات الوجدانية والعلمية والسلوكية المتنوعة …

الحالة الأولى هي "الاتصال بالزمن الحقيقي" الحاضر إليك مباشرة ، وعلامتها الإحساس ب"البهجة الوجودية" ، التي ليس لها مصدر موضوعي محدد، والرضى ، والتواضع ، والجماليات ، وأن لديك قوة ليس لها سبب مادي مفهوم، ولديك الشجاعة التي لا حدود لها وأنت في حالة غنى عن العالم الخارجي والآخرين …

هذه الحالات تقترن مع الاسترخاء العميق والهدوء والتأمل والأخلاقية والحساسية العالية ، ويكون فيها التركيز منصباً على "القيم" وليس على الأشكال والصور والأشخاص التي تحمل القيم، وكل الاتصالات الحسية والفكرية لفرد ما موجهة نحو الوجود بحد حقيقته، ووعيك يطل على نافذة "الآن"، وفي الآن لن تجد إلا حقيقة الزمن وحضور الوجود…

هذه الحالة هي "طور السيروتونين" وهي التي تمهد للدخول في مستويات إدراكية أعمق … مثل النيرفانا أو البحران الصوفي .. وهرمون السيروتونين هو التمثيل الجسدي لحالة الإدراك الصافي ، التي تدرك فيها "الأفق" و"الإطار" ويصبح تركيزك أفقياً وتتوقف عن الانشغال ب"الموضوع الظاهري" والتفكير بالجزئيات والأشخاص والأحداث المؤقتة والمشاغل الصغيرة.

الحالة الثانية هي "الزمن الذهني" الذي يحوّل عبره العقل إدراك الوجود الصافي إلى "تأويل الوجود" ذهنياً ، المعتمد على الافتراضات والذاكرة ، والمعارف المسبقة والتخمينات والتوقعات، وأساسه الحقيقي أن الإنسان يرغب بالمتاع القليل والتعامل مع الأشياء الجزئية والموضوعات المؤقتة والظاهرية التي تحجب عنه الرؤية الكلية والاتصال بالحقيقة وراء الانشغال الذهني ، والسبب في حالة الإدراك الواطئة ، هو ارتباطات معينة في الذهن تحكم التفاعل والعلم وتنسي الناس رؤية الصور الكاملة للمعطيات وردها إلى موقعها في الوجود الحقيقي الأكبر ، وتشغلهم بأهداف محددة وأشخاص محددين وتاريخ موقوت.

وهذه الحالة تتسم بالخضوع إلى مبدأ (المثير - الاستجابة) ، وتتحكم بالإنسان فيها العلاقات الذهنية مع الموضوعات التي تشغل دائرة الحياة … هذه الحالة تريك العالم كله كتلةً مظلمةً من العناصر المادية الجزئية اللانهائية ومن التجارب الحسية اللانهائية وتعطيك الحق فقط بالمتعة اللحظية المرتبطة بالاستجابة للموضوع المحدد والمراد.

تكون فيها عبداً للشخص المحدد ، وللانفعال المحدد ، وبمجرد انتهاء الاستجابة تنتهي حالة المتعة ، وتنتهي الإثارة ، وعندما لا تستجيب ، تستمر في التوتر والضيق ، ولا ينفك ذلك حتى تستجيب ، لأن البصيرة معطلة وموجهة فقط لخدمة الموضوع الجزئي، وذلك يجعل حالة تعزيز الدوبامين تحبس حياة الناس في دائرة معينة من تكرار الأحداث المستمر وتسجن الإدراك في توجهات معينة … تمنعه من الاتصال بالمعاني ، فالموضوع الإدراكي لطور الدوبامين هو "الرموز- والكلمات - والتجارب - والجزئيات".

ولا يمكن للإنسان الحياة في طور الدوبامين دون تلك الكائنات …

هل علمت الآن معنى قول الله عز وجل {( ناراً وقودها الناس والحجارة )} وما معنى النار… ولماذا تحجب الكافر عن الله ؟

لأنه منشغل طوال الوقت بالعلاقات التي تخضع وعيه إلى المثير والاستجابة ، والتي تغيب عنه الوعي بالدوافع لتلك المثيرات والتحكم ، وبالوجود والزمن الحقيقي ، لذلك يذهب المحكوم عليهم بالنار إلى شجرة الزقوم ( الزمن المحدد بالأرقام) ، ويملأ بطنه منها ( من الحسابات الموضوعية الفككة ) ويشرب عليها شرب الهيم ثم مرجعه إلى الجحيم ، لأنه محكوم بالعلاقة ولا يمكن لإدراكه الخروج عنها.

لا يمكن للكافر الوعي بذاته الحقيقية ولا بالوجود الحقيقي …

واضح أن مهندسي نظام العالم البشري الجديد عرفوا هذه الأمور جيداً ، ولذلك يحاولون استبدال مفهوم "السعادة" المرتبط بالسيروتونين ، بمفهوم "المتعة" المرتبط بالدوبامين … ويقولون :

"إن الدوبامين هو هرمون السعادة" مع أنه مخصص للمتعة الوقتية، وليس بالبهجة ، لأنهم يريدون تجويف كلمة "السعادة" من مضمونها الحقيقي من خلال إنساء الناس إياها واستبدالها بمفهوم "الاستمتاع" المرتبط بالأسباب الخارجية مثل المال والبنين والنساء والمشاغل … وجعل الناس ينسون حقيقة الوجود الإلهية الحضورية الباعثة على السعادة والبهجة الروحية، ويؤسرون في الجحيم إلى الأبج لأن أنفسهم أصبحت مهيئأة لاستقبال الإقامة في الجحيم ، لتسهل سياقتهم وإدخالهم في محاكاة الزمن الأخيرة وفي بطاريات زمنية ، والتي ستشكل صلة الوصل بين جهنم والأرض……….

بعض المعالم التي تميز السيروتونين عن الدوبامين :


View: https://youtu.be/nVJX64Zcv3s


الفن الخاص بالسيروتونين يعتمد على المعاني الوجودية القيّمة وعلى الاتصال بجماليات العالم والزمن … مثل الفن الكلاسيكي ( أم كلثوم - تشايكوفسكي - ليو تولوستوي - دستوفيسكي ... ).

تنزيل.jpg

الفن الخاص بالدوبامين يعتمد بالكامل على "التفاصيل التقنية" وعلى التشريح والتفكيك وتقديم الموضوعات الفنية كنوع من "الطعام للدماغ"… لهذا السبب : وجود الآخر أو "الموضوعي" هو الغاية النهائية للفنان ( محمد رمضان - سعد لمجرد - ليدي غاغا...... ).



الطعام الخاص بالسيروتونين هو "الطعام الصامت" والكلاسيكي مثل المطبخ الشرقي ، والحواضر ( النواشف ) والخضار والحبوب والفواكه.
1710871901427.png

الطعام الخاص بالدوبامين هو "الطعام المتحرك" والحداثي مثل الهمبرغر والهوت دوغ والكينتاكي والأندومي والشبيس ، والطعام اللحمي والدهنيولذلك يركز النظام العالمي الجديد على نشر ثقافة "الكيتونات".
1710870146055.png


القضايا التي تهم من منظور السيروتونين هي العدالة ، والقيم ، والأخلاق ، والخلود ، وما وراء الوجود المنظور.

القضايا التي تهم من منظور الدوبامين هي "القومية" و"الوطنية" والقبلية والعشائرية والعوائلية والأواسرية ، والتي يكون فيها الموضوع هو "الرابط مع الآخر" وليس "القيمة" الخاصة بالوجود.

إنسان الدوبامين بشكل عام هو إنسان غريزي - عجول - عملاني - واقعي - ميّت - قاسي نتيجة نسيانه للحقيقة العظمى وغياب اتصال الزمن الحقيقي عن رؤيته الإدراكية الواعية ، ومن الواضح على عكس ما كنت أتصور طوال حياتي ، أن النظام العالمي الجديد يؤسس بقوة لفهموم "الرجل الذكر" الذي يدافع عن وطنه بكل شجاعة ويظهر معالم القوة والبطش والتخويف وتثير شخصيته الطاغية الإناث ، فكل ما توقعته يوماً وراء يوم أن النظام العالمي الجديد يريد "تخينث الرجال" وليس زيادة فحولتهم وقواهم الذكرية ، ولكن اتضح أن العكس هو الصحيح ، النظام العالمي الجديد لا يهمه قضية الرجال والنساء ، بقدر ما يهمه تغييب الوعي عن حقيقته الوجودية ، وعندما يحاول الوعي تحقيق وجوده موضوعياً من خلال النماذج المعززة فحينها يتحقق خضوعه للنظام ...

على سبيل المثال ، الرجل المنشغل بإظهار فحولته وقواه البدنية وفاعليته الاجتماعية ، ليس لديه فرصة حقيقية لصفاء الإدراك ، لأنه غير قادر على تحقيق حالة التواضع ، وبالتالي لا يمكنه الوصول إلى الاسترخاء العميق والسيروتونين منقوض عن حياته ...

وكذلك الأنثى نفسها حين تحاول الإحاطة بهذا المفهوم الذكوري ، وتحقيق ذاتيتها من خلال نموذج الأنوثة الطاغية التي تستقطب القوى الذكررية التنافسية فكل ما تفعله هو أن تغيب عن ذاتها وتخدم النماذج الزمنية الغيابية ...

هذه النماذج "بعل وعشتار" هما المعابيد الحقيقية للنظام العالمي الظلامي الجديد ...

هذه النماضج تريدك أن "تنسى الحقيقة" وتنشغل بالمتعة ، وتنسى المطلق وتنشغل بالطبيعة ، وتعدك بأن تعيش حياة ملؤها اللذة وقوامها التجارب الحيوية المفعمة موضوعياً فقط ... في مقابل أن تستغني عن نفسك ... وعن الحقيقة ما بعد الحياة ...
 
  • رائـع
التفاعلات: Ile

أداب الحوار

المرجو إتباع أداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، في حال كانت هناك مضايقة من شخص ما إستخدم زر الإبلاغ تحت المشاركة وسنحقق بالأمر ونتخذ الإجراء المناسب، يتم حظر كل من يقوم بما من شأنه تعكير الجو الهادئ والأخوي لسايكوجين، يمكنك الإطلاع على قوانين الموقع من خلال موضوع [ قوانين وسياسة الموقع ] وأيضا يمكنك ان تجد تعريف عن الموقع من خلال موضوع [ ماهو سايكوجين ]

الذين يشاهدون هذا الموضوع الان (الأعضاء: 0 | الزوار: 1)

أعلى