ع
عضو محذوف 759
زائر - عضو سابق
سلام الله عليكم جميعا
◀ هذا الجزء الاول من ترجمتي لكتاب سر الحياة، الذي يتحدث عن الغريزة لدى الحيوانات وتفسيرها علميا وبدقة من طرف العالم الروسي لاخوفسكي.
المشكلة التي تطرحها طبيعة الغريزة المعروفة عند الحيوانات، هي بلا شك؛ واحدة من تلك الأكثر إثارة للاهتمام، والمثيرة للدهشة والتساؤل التي يمكن أن تخالج تفكير الفيزيولوجيين المعاصرين.
ان هذه الغريزة، تعكس لوحدها الجانب الاكثر غموضا والموضوع الاقل بحثا في الاوساط العلمية، وتشكل واحدة من اسرار الحياة.
لقد أقيمت عدة ملاحظات ووجهات نظر منذ القدم، في هذا الموضوع ولكن على حساب اعتماد مراقبة سلوك هذه الحيوانات، والتي من شانها التقليل من جودة أعمال الباحثين في هذا السياق.
وبعدها جاءت الطريقة التجريبية التي تعتمد على المراقبة المباشرة لسلوك الحيوانات ولا تحتاج لتجارب مخبرية. (ما أسميه التدبر في ملكوت الله سبحانه وتعالى)
بعدها عدة فرضيات اقيمت بعد ذلك لشرح المعطيات المستسقاة من المراقبة المباشرة، لكن وقبل كتابتي لهذه السطور لم توجد ولا نظرية عامة منطقية، اعتمد عليها في التفسير الدقيق لظاهرة الغريزة او الحدس عند الحيوان.
وبتزامن التطورات العلمية المستمرة، ألهمتني في هذا الصدد الى تطبيق افكار جديد وواعدة ومكنتني من تجسيد نظريتي عن أصل الحياة وكذا اشعاعها في علاقتها مع جميع الكائنات الحية، وهو الغرض من تأليفي لهذا الكتاب الذي قمت ببداية نشره سنة 1923 في بعض الصحف والمحلات العلمية.
لقد قمت في بداية الامر بالبحث عن الأسباب التي تجعل من بعض الحيوانات قادرة على التعرف على مساراتها للهجرة والتي تبعد بألاف الكيلومترات في بعض الاحيان وبسهولة تامة، مثل الحمام الزاجل الذي يهاجر ويرجع الى موطنه بكل سهولة. وكذلك الطيور المهاجرة التي تتبع مسارا مستقيما ليلا ونهارا، ولا تحيد عنه ابدا، وتعبر بحارا ومحيطات للوصول الى هدفها بالرغم من أن بعضها لا ترى بسبب ضعف نضرها أو بسبب تضاريس الأرض.باحثة عن الحشرات التي تتغذى عليها لانعدامها بموطنها في الشتاء.
☀ قد يسميها البعض الغريزة، والبعض الاخر الحاسة الخاصة لهذه الحيوانات، لكن لا هذا ولا ذاك يفسر منطقيا لغز هذه الظاهرة.
☀ وأظن أنه في مجال العلم، لا يجب ان يكون أي غموض، وان كل من غريزة، حاسة خاصة او حدس هي مجرد أسماء نعطيعها كحجج لجهلنا بحقيقة الامور، لان لكل شيء له تفسير دقيق في هذا الكون.
يظهر شيئا فشيئا أن خاصية معرفة المسار عند أغلب الحيوانات، مستمد من ظاهرة الاشعاع الخاصة التي تملكها والتي ترسلها على طول موجي قصير.
لا شك أنكم تعرفون جيدا الحمام الزاجل، وخاصية معرفته لمساره خلال هجرته وبدقة متناهية، مثله مثل بعض الطيور التي تهاجر لمسافات طويلة كالخطاف، البط البري والطيور المائية.وقد مكننتي احدى مراقباتي لسلوك الطيور المهاجرة، تلك التي خلدتها بتاريخ 2 جويلية 1924، بمحطة الراديو تلغراف "ببترنا" بالقرب من فالونس الاسبانية، حيث كان هناك سرب من الحمام بالقرب من هذه المحطة في وقت برمجتها لحصة على الهواء، ما لاحظته أن هذا السرب بقي يطير في شكل دائرة لا يعرف وجهته، تزامنا مع بداية هذه الحصة وبقي يدور في دوامة كأنه ظل طريقه.
أعيدت بعد ذلك هذه التجربة لعدة مرات وأعطت نفس النتائج:
سرب الحمام لا يتعرف على وجهته ويبقى يدور في ارتباك مع بداية برمجة الحصة بالتدقيق، ويرجع ويتعرف عليه بعد نهايتها مباشرة. واعيدت بعد ذلك تحت اشراف الجيش الاسباني ثم بألمانيا.
أكدت لي هذ التجربة نظريتي فيما يخص تأثير الذبذبات الهرتزية" على غريزة الحيوانات لإرشادها الى مسار هجرتها الطبيعي، وتوالت تجارب عدة من هذا القبيل في اسبانيا في تلك الفترة، لكن هذه المرة بتغيير طول موجة الحصة لكن النتائج كانت مماثلة لسابقاتها.
ان من الفضول القول أنه ولا واحد من المراقبين لهذه التجارب من الاسبانيين والفرنسيين والالمان، أعطى تفسيرا منطقي لهذه الظاهرة والمتمثل بكل بساطة في الحث المغناطيسي للأعضاء التوجيهية للحمام. فقد ترددوا في فهم معنى هذه التجارب، وفسروها على أنها ظاهرة استثنائية وشاذة ليس لها تفسير.
ننتقل الأن الى الطيور الليلية مثل الخفافيش، والتي أقيمت عليها نفس تجارب المراقبة.
أنه لمن البديهي القول أن سلوك الطيور النهارية اتجاه الذبذبات المغناطيسية يختلف عنه عند الطيور الليلية، وهذا بسب التكيف الخاص لكل منها سواء مع الضوء او الظلام. لكن وبالرغم من ذلك فيوجد تشابه كبير بين هذين النوعين من الطيور والمتمثل في أنهم يتغذون على نفس النوع من الحشرات.
ومن المثير معرفة أن ما يدفع هذه الطيور لمعرفة مسار هجرتها بدقة بحثا عن غذائها، هو: " تتبعها لإشعاعات مغناطيسية منبعثة من هذه الحشرات لها نفس طول موجة أعظاء الاستقبال عند هذه الطيور المهاجرة".
وللإشارة ليس هناك ما يدعو للشك أن أشعة ضوء النهار لها تأثير في انتشار هذه الذبذبات على طول مسار الهجرة.
️ كيف يكون اذن سلوك الطيور الليلية كالخفافيش، البومة، طائر الدوق الأكبر...للبحث عن غذائها في الليل والظلام دون وجود أشعة الشمس والضوء؟؟؟...
يتبع ......
ملاحظة:
** الصورة الاولى تمثل غلاف الكتاب أما الصورة الثانية تمثل مسار الطيور المهاجرة ذهابا وايابا في مختلف المناطق من العالم
** الذي يجيد اللغة الفرنسية ويريد الكتاب يمكنني ارفاقه هنا بحول الله.
شكرا مسبقا لكم على قرائتي
◀ هذا الجزء الاول من ترجمتي لكتاب سر الحياة، الذي يتحدث عن الغريزة لدى الحيوانات وتفسيرها علميا وبدقة من طرف العالم الروسي لاخوفسكي.
المشكلة التي تطرحها طبيعة الغريزة المعروفة عند الحيوانات، هي بلا شك؛ واحدة من تلك الأكثر إثارة للاهتمام، والمثيرة للدهشة والتساؤل التي يمكن أن تخالج تفكير الفيزيولوجيين المعاصرين.ان هذه الغريزة، تعكس لوحدها الجانب الاكثر غموضا والموضوع الاقل بحثا في الاوساط العلمية، وتشكل واحدة من اسرار الحياة.
لقد أقيمت عدة ملاحظات ووجهات نظر منذ القدم، في هذا الموضوع ولكن على حساب اعتماد مراقبة سلوك هذه الحيوانات، والتي من شانها التقليل من جودة أعمال الباحثين في هذا السياق. وبعدها جاءت الطريقة التجريبية التي تعتمد على المراقبة المباشرة لسلوك الحيوانات ولا تحتاج لتجارب مخبرية. (ما أسميه التدبر في ملكوت الله سبحانه وتعالى) بعدها عدة فرضيات اقيمت بعد ذلك لشرح المعطيات المستسقاة من المراقبة المباشرة، لكن وقبل كتابتي لهذه السطور لم توجد ولا نظرية عامة منطقية، اعتمد عليها في التفسير الدقيق لظاهرة الغريزة او الحدس عند الحيوان. وبتزامن التطورات العلمية المستمرة، ألهمتني في هذا الصدد الى تطبيق افكار جديد وواعدة ومكنتني من تجسيد نظريتي عن أصل الحياة وكذا اشعاعها في علاقتها مع جميع الكائنات الحية، وهو الغرض من تأليفي لهذا الكتاب الذي قمت ببداية نشره سنة 1923 في بعض الصحف والمحلات العلمية. لقد قمت في بداية الامر بالبحث عن الأسباب التي تجعل من بعض الحيوانات قادرة على التعرف على مساراتها للهجرة والتي تبعد بألاف الكيلومترات في بعض الاحيان وبسهولة تامة، مثل الحمام الزاجل الذي يهاجر ويرجع الى موطنه بكل سهولة. وكذلك الطيور المهاجرة التي تتبع مسارا مستقيما ليلا ونهارا، ولا تحيد عنه ابدا، وتعبر بحارا ومحيطات للوصول الى هدفها بالرغم من أن بعضها لا ترى بسبب ضعف نضرها أو بسبب تضاريس الأرض.باحثة عن الحشرات التي تتغذى عليها لانعدامها بموطنها في الشتاء.☀ قد يسميها البعض الغريزة، والبعض الاخر الحاسة الخاصة لهذه الحيوانات، لكن لا هذا ولا ذاك يفسر منطقيا لغز هذه الظاهرة.
☀ وأظن أنه في مجال العلم، لا يجب ان يكون أي غموض، وان كل من غريزة، حاسة خاصة او حدس هي مجرد أسماء نعطيعها كحجج لجهلنا بحقيقة الامور، لان لكل شيء له تفسير دقيق في هذا الكون.
يظهر شيئا فشيئا أن خاصية معرفة المسار عند أغلب الحيوانات، مستمد من ظاهرة الاشعاع الخاصة التي تملكها والتي ترسلها على طول موجي قصير. لا شك أنكم تعرفون جيدا الحمام الزاجل، وخاصية معرفته لمساره خلال هجرته وبدقة متناهية، مثله مثل بعض الطيور التي تهاجر لمسافات طويلة كالخطاف، البط البري والطيور المائية.وقد مكننتي احدى مراقباتي لسلوك الطيور المهاجرة، تلك التي خلدتها بتاريخ 2 جويلية 1924، بمحطة الراديو تلغراف "ببترنا" بالقرب من فالونس الاسبانية، حيث كان هناك سرب من الحمام بالقرب من هذه المحطة في وقت برمجتها لحصة على الهواء، ما لاحظته أن هذا السرب بقي يطير في شكل دائرة لا يعرف وجهته، تزامنا مع بداية هذه الحصة وبقي يدور في دوامة كأنه ظل طريقه. أعيدت بعد ذلك هذه التجربة لعدة مرات وأعطت نفس النتائج: سرب الحمام لا يتعرف على وجهته ويبقى يدور في ارتباك مع بداية برمجة الحصة بالتدقيق، ويرجع ويتعرف عليه بعد نهايتها مباشرة. واعيدت بعد ذلك تحت اشراف الجيش الاسباني ثم بألمانيا. أكدت لي هذ التجربة نظريتي فيما يخص تأثير الذبذبات الهرتزية" على غريزة الحيوانات لإرشادها الى مسار هجرتها الطبيعي، وتوالت تجارب عدة من هذا القبيل في اسبانيا في تلك الفترة، لكن هذه المرة بتغيير طول موجة الحصة لكن النتائج كانت مماثلة لسابقاتها. ان من الفضول القول أنه ولا واحد من المراقبين لهذه التجارب من الاسبانيين والفرنسيين والالمان، أعطى تفسيرا منطقي لهذه الظاهرة والمتمثل بكل بساطة في الحث المغناطيسي للأعضاء التوجيهية للحمام. فقد ترددوا في فهم معنى هذه التجارب، وفسروها على أنها ظاهرة استثنائية وشاذة ليس لها تفسير. ننتقل الأن الى الطيور الليلية مثل الخفافيش، والتي أقيمت عليها نفس تجارب المراقبة. أنه لمن البديهي القول أن سلوك الطيور النهارية اتجاه الذبذبات المغناطيسية يختلف عنه عند الطيور الليلية، وهذا بسب التكيف الخاص لكل منها سواء مع الضوء او الظلام. لكن وبالرغم من ذلك فيوجد تشابه كبير بين هذين النوعين من الطيور والمتمثل في أنهم يتغذون على نفس النوع من الحشرات. ومن المثير معرفة أن ما يدفع هذه الطيور لمعرفة مسار هجرتها بدقة بحثا عن غذائها، هو: " تتبعها لإشعاعات مغناطيسية منبعثة من هذه الحشرات لها نفس طول موجة أعظاء الاستقبال عند هذه الطيور المهاجرة". وللإشارة ليس هناك ما يدعو للشك أن أشعة ضوء النهار لها تأثير في انتشار هذه الذبذبات على طول مسار الهجرة. ️ كيف يكون اذن سلوك الطيور الليلية كالخفافيش، البومة، طائر الدوق الأكبر...للبحث عن غذائها في الليل والظلام دون وجود أشعة الشمس والضوء؟؟؟...
يتبع ......
ملاحظة:
** الصورة الاولى تمثل غلاف الكتاب أما الصورة الثانية تمثل مسار الطيور المهاجرة ذهابا وايابا في مختلف المناطق من العالم
** الذي يجيد اللغة الفرنسية ويريد الكتاب يمكنني ارفاقه هنا بحول الله.
شكرا مسبقا لكم على قرائتي
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
