حسناء
مريد جديد
- المشاركات
- 47
- مستوى التفاعل
- 148
الكارما ليست فلسفة و لا مفهوما دينيا صرفا ... و الكارما ليست أيضا معادلة سهلة الايضاح لانها تشمل حركة الفرد الارضية و خضوع هدة الحركة لقوانين كونية...و كل تجربة فردية لها خصوصيتها في هذا الفضاء الكوني من حيث الانتماء القاري و الوطني و الاجتماعي والثقافي و الديني والاسري و حتى الجيني . الكون تضبطه قوى و قوانين دقيقة نافذة تتأسس على التوازن و التناغم و التوافق و هدا ما يضمن استمرار الحياة...لذلك فكل ما يهدد هدا التوازن يتم تصحيحه اوازلته بموجب قانون السبب و النتيجة و قانون الارتداد و قانون التوازن و قوانين أخرى والوعي الانساني ليس الا جزءا مصغرا من هذا الوعي الكوني الشامل, لذلك فانت تؤثر في الكون و الكون يؤثر فيك...لذلك تخيل معي أي فرق تحدثه نواياك و أفكارك و أفعالك من تأثيرات على العالم الخارجي. تخيل ما يمكن أن تحدثه من فرق ليس فقط على مستوى الناس من حولك بل على المستوى الكوني اذا علمت أنك على المستوى الذري لست سوى مجموعة ذرات واعية من ذرات هدا الكون العظيم و اذا أيقنت أنك لست سوى جزءا ميكروسكوبيا من حقل طاقي لا نهاية له و مذا ما أثبتته فيزياء الكم...فقد ذهب ‘فاديم زيلاندVadim zeland' الى اعتبار العالم مرآة مزدوجة في جانب واحد منا الكون المادي و من ناحية أخرى فضاء الاحتمالات. ”فضاء الاحتمالات يملك كل خطوط الحياة الموجودة في العالم“. اختياراتك من فضاء الاحتمالات أي نوايانة افكارك افعالك تنطبع في الجانب المادي من مراة الكون و اي اختيار يخرج على قانون التناغم الكوني فهو يرتد عليك في حياتك و حتى بعد مماتك...اذا فالله لا يقوم بدور القاضي بل هو أجل و أعظم من ذلك...أنما كل ما نفكر فيه و نقوم به يرتد علينا خيرا كان أو شرا فمراة الكون لا تخطىء ...بشكل أعمق يمكن أن نقول أنك أنت المسؤول عن تجربتك في الحياة و اذا كنت غير قادر على تحمل هذه المسؤولية فانت غير مدرك لمعنى الحياة و جوهرها و حيث يغيب الادراك و الوعي تحدث الفوضى و تكثر الاخطاء فيعيش الانسان في توتر دائم غير قادر غلى ضبط فضاءاته الفيزيولوجية والنفسية و العاطفية و الروحية...فيظلم أو يظلم...يذل أو يذل...يضل أو يضل...يجهل أو يجهل عليه حسب التعبير المحمدي (صلى الله عليه و سلم) الشخص الغير الواعي يشغل عجلة الارتداد الكونية باستمرارفيسري عليه قانون التوازن ...يبقى السؤال الذي يقض مضجع كل انسان في هذا الوجود: كيف أوقف عجلة الارتداذ الكونية فلربما الالم الدي اعيشه كيفما كانت اسبابه نتاج لاختيارات غير واعية قمت بها أو قام بها أبائي أو حتى أجدادي 'اليس العرق دساسا' ؟؟؟؟يجيب أحد مستنيري هدا العصر' سادكوروSadGuru' فيقول أن الكون الخارجي معقد بقواه العتيدة و قوانينه الدقيقة و النافدة و لا يمكنك الاحاطة به و لا تطويعه و لكن ما يحدث في عالمك الداخلي فهو مسؤوليتك 100% و أنت الوحيد القادر على كسر حلقة الكارما الشخصية و التي ربما تجتر معها حتى كارما اجدادك...يتطلب منك الامر تفكيكا للشخصية بمعنى خلق مسافة بينك و بين هذه الذاكرة التي حصرتك في فردانية معينة تختلف عن الاخرين ...للتبسيط نقول قد تتصور أن الذاكرة الفردية مجالها فقط مخك ..أنت مخطيء ...كينونتك كلها عبارة عن ذاكرة تحمل معلومات تجعلك تخوض تجربة مختلفة عن الاخرين, شخصيتك مختلفة فقط لان لديك ذاكرة جسدية مختلفة و ذاكرة جينية مختلفة بل و حتى ذاكرة حركية مختلفة...في الحقيقة ما يجعل الطعام يتحول الى جسد ذكر أو أنثى هو ببساطة داكرة ذلك الجسد ...جسدك يتذكر أجدادك و بسبب ذاكرتك الجينية فربما أنت تحمل تقاسيم جد من أجدادك...أنت عبارة عن ذاكرة و هذا يجعلك غير قادر على الخروج من سجن هذه الشرنقة لتتصل بحقيقتك المطلقة ...هذه الشرنقة تمنحك أمانا زائفا و هوية زائفة تحبسك في الماضي فهي تستنسخه لك لتضل معزولا عن الحقيقة الكونية ..حقيقة الحب و التناغم الكوني ...حتى عينيك الماديتنن تخدعانك فهي تحمل من الذكريات ما يجعلك ترى عالما منظورا خاصا بك ...
اذا كيف أفكك هذه الشخصية و اتحرر من سجن الذاكرة؟
حسب المستنير و الفيلسوف 'كورجيفGeorge Gurjieff' أول خطوة هي أن تعرف جوهر ذاتك’Essence ‘ بمعزل عن مايمثل شخصيتك’ personality’' و ذلك عن طريق الملاحظة المجردة من الاحكام لذاتك و للاخرين و لاحداث الحياة البسيطة و المعقدة و يتفق جميع المستنيرين من صوفية و غيرهم أن التامل و التفكربصمت و بذكرو بشكل متنظم كفيل بان يكسر عجلة الكارما الفردية و يرفع وعي الانسان ا ليفعل عين البصيرة الصافية و لازال للحديث عن الكارما بقية...
من انجاز: حسناء
التعديل الأخير: