METAXIOM
.
- المشاركات
- 333
- مستوى التفاعل
- 1,015
إمارة القلال: الجبل الغامض
خلال القرن التاسع ميلادي قامت "إمارة" غامضة بمعنى الكلمة، في مكان ما بمحيط إمارة موناكو حاليا، على البحر المتوسط
الغموض التاريخي يكتنف هذه "الامارة" من جميع النواحي ، فرغم انها امتدت زمنيا زهاء القرن ، و بلغ نفوذها مراكز متقدمة في جنوب اروبا بين فرنسا و ايطاليا وصولا إلى سويسرا و بحيرة كونستانز جنوبي ألمانيا، إلا أن المصادر التاريخية شحيحة بصددها و خاصة العربية منها .
لا يعرف تحديدا كيف قامت هذه الإمارة أو لماذا، و لا أين كان ذلك بالظبط، ما أسماء قادتها، لمن كانت تابعة سياسيا ، كما لا يعرف اين آل مصير سكانها بعد ان سقطت و لا حتى معنى اسمها، لماذا لم تذكرها المصادر العربية على غرار الاقاليم الاخرى التي وصلها نفوذهم في المتوسط ؟إلى ما ذلك من الالغاز التي مازالت تثير فضول عديد من المؤرخين
لن تكون في الفقرات الآتية أجوبة قاطعة عن هذه الالغاز، بل سنكتفي بطرح عدد تساؤلات بقليل من التوضيح مع ارفاق بعض المصادر او الشذرات التي وجدت، بعيدا عن القراءات البروباجندية سواء كانت تمجيدية أو تحقيرية لنهتم باللغز التاريخي فقط.
الغز الاول : المكان و البداية
أين يقع "جبل القلال" ؟
هناك نوع من الاتفاق التاريخي ان هذه" الامارة" إن صحت التسمية قامت في المنطقة التي تسمى اليوم جنوب فرنسا ب
Massif des maures
و معناها بالعربية : جبل المورسكيين
المصادر العربية التي اوردتها مقتضبة و شديدة الندرة بل لا تكاد تتعدى عدد اصابع اليد ، الرحالة ابن حوقل الذي كان أكثر من ذكر بعض التفاصيل حولها لم يتعد هذه الفقرة حيث يقول:
ولجبل القلال الذي بنواحي إفرنجة بأيدي المجاهدين عمارة وحرث ومياه وأراض تقوت من لجأ إليهم ، فلما وقع عليه المسلمون عمروه ، وصاروا في وجوه الأفرنجة والوصول إليهم ممتنع لأنهم يسكنون في وجه الجبل، فلا طريق إليهم ولا متسلق عليهم إلا من جهة هم منها آمنون، ومقداره في الطول نحو يومين.
وصف ابن حوقل يتطابق فعلا مع منطقة " ماسيف دي مور" المذكورة ، الا ان هناك لغزا مازال باقيا :
الخريطة التي أوردها ابن حوقل- و كذلك الخريطة التي اوردها رحالة معروف اخر و هو الاصطخري- لا تبرز منطقة قارية بل : جزيرة !
لغز الدولة او التنظيم
كانت هناك سفارات متبادلة بين الإمبراطور الألماني أوتو الكبير والخليفةِ الأموي بالأندلس عبد الرحمن الناصر لوضع حَدٍّ لسطوة هؤلاء "السرازنس" كما يسميهم الاروبيين ، الا ان تلك السفارات لم تعد بأي نتيجة بعدما صَرَّح الخليفة لسُفَراء أوتو من كون المذكورين لا علاقة لهم بالخِلافة الأموية في الأندلس، وغير داخلين تحت سلطانها، ولا يتحركون بإذنٍ منها أو تنسيقٍ معها!
فمن هم اذا و من يتبعون ؟ ولماذا تجاهلت المصادر العربية ذكر تاريخهم كما هو لشأن في صقلية او جزر البليار ؟ هل هي فرقة مستقلة التنظيم عن النظم و المذاهب الرسمية المعروفة على شكل " الحشاشين" في المشرق ؟ ام هم خليط من المغامرين من الاندلس و الاغالبة و المغاربة يتبعون هذا أوذاك ؟
لغز مصير " القلاليين"
لا زال يجهل سبب هذه التسمية " جبل القلال" بقدر ما يجهل ما آل إليه هؤلاء القلاليون
المصادر الاروبية و المسيحية تذكر أن "وليام كونت بروفانس"، قاد تحالفا ضدهم وانتصر عليهم بعد معركة برية عنيفة في نواحي "تور تور" في عام 365هـ / 975م
الا ان هذا التحالف ضم ايضا جناحا عسكريا من الاسطول اليوناني قام بضرب موانئ " السرزنس" لقطع الطريق عليهم نحو انسحاب بحري.
المصادر تصمت بعد ذلك بغرابة كبيرة، اروبية مسيحية و اسلامية، و لا يعرف ما حصل لهؤلاء الا بعض القصص و الروايات المتوارثة لدى السكان المحليين، حيث تزعم بعضها انهم انسحبوا الى مناطق جبلية في الالب و لا تزال بعض القرى هناك تحتوي على احفادهم ...
السراسنس ترك اثرا لا يمحي في مخيلة أجيال القرون الوسيطة . فهو تجسد الشيطان، ذلك المقاتل المرعب ذو البشرة الداكنة، الذي لا يرهب من شيء ، الذي يمكنه ان يضرب بسرعة البرق الخاطف اينما شاء، وقت ما شاء.
خلال القرن التاسع ميلادي قامت "إمارة" غامضة بمعنى الكلمة، في مكان ما بمحيط إمارة موناكو حاليا، على البحر المتوسط
الغموض التاريخي يكتنف هذه "الامارة" من جميع النواحي ، فرغم انها امتدت زمنيا زهاء القرن ، و بلغ نفوذها مراكز متقدمة في جنوب اروبا بين فرنسا و ايطاليا وصولا إلى سويسرا و بحيرة كونستانز جنوبي ألمانيا، إلا أن المصادر التاريخية شحيحة بصددها و خاصة العربية منها .
لا يعرف تحديدا كيف قامت هذه الإمارة أو لماذا، و لا أين كان ذلك بالظبط، ما أسماء قادتها، لمن كانت تابعة سياسيا ، كما لا يعرف اين آل مصير سكانها بعد ان سقطت و لا حتى معنى اسمها، لماذا لم تذكرها المصادر العربية على غرار الاقاليم الاخرى التي وصلها نفوذهم في المتوسط ؟إلى ما ذلك من الالغاز التي مازالت تثير فضول عديد من المؤرخين
لن تكون في الفقرات الآتية أجوبة قاطعة عن هذه الالغاز، بل سنكتفي بطرح عدد تساؤلات بقليل من التوضيح مع ارفاق بعض المصادر او الشذرات التي وجدت، بعيدا عن القراءات البروباجندية سواء كانت تمجيدية أو تحقيرية لنهتم باللغز التاريخي فقط.
الغز الاول : المكان و البداية
أين يقع "جبل القلال" ؟
هناك نوع من الاتفاق التاريخي ان هذه" الامارة" إن صحت التسمية قامت في المنطقة التي تسمى اليوم جنوب فرنسا ب
Massif des maures
و معناها بالعربية : جبل المورسكيين
المصادر العربية التي اوردتها مقتضبة و شديدة الندرة بل لا تكاد تتعدى عدد اصابع اليد ، الرحالة ابن حوقل الذي كان أكثر من ذكر بعض التفاصيل حولها لم يتعد هذه الفقرة حيث يقول:
ولجبل القلال الذي بنواحي إفرنجة بأيدي المجاهدين عمارة وحرث ومياه وأراض تقوت من لجأ إليهم ، فلما وقع عليه المسلمون عمروه ، وصاروا في وجوه الأفرنجة والوصول إليهم ممتنع لأنهم يسكنون في وجه الجبل، فلا طريق إليهم ولا متسلق عليهم إلا من جهة هم منها آمنون، ومقداره في الطول نحو يومين.
وصف ابن حوقل يتطابق فعلا مع منطقة " ماسيف دي مور" المذكورة ، الا ان هناك لغزا مازال باقيا :
الخريطة التي أوردها ابن حوقل- و كذلك الخريطة التي اوردها رحالة معروف اخر و هو الاصطخري- لا تبرز منطقة قارية بل : جزيرة !
لغز الدولة او التنظيم
كانت هناك سفارات متبادلة بين الإمبراطور الألماني أوتو الكبير والخليفةِ الأموي بالأندلس عبد الرحمن الناصر لوضع حَدٍّ لسطوة هؤلاء "السرازنس" كما يسميهم الاروبيين ، الا ان تلك السفارات لم تعد بأي نتيجة بعدما صَرَّح الخليفة لسُفَراء أوتو من كون المذكورين لا علاقة لهم بالخِلافة الأموية في الأندلس، وغير داخلين تحت سلطانها، ولا يتحركون بإذنٍ منها أو تنسيقٍ معها!
فمن هم اذا و من يتبعون ؟ ولماذا تجاهلت المصادر العربية ذكر تاريخهم كما هو لشأن في صقلية او جزر البليار ؟ هل هي فرقة مستقلة التنظيم عن النظم و المذاهب الرسمية المعروفة على شكل " الحشاشين" في المشرق ؟ ام هم خليط من المغامرين من الاندلس و الاغالبة و المغاربة يتبعون هذا أوذاك ؟
لغز مصير " القلاليين"
لا زال يجهل سبب هذه التسمية " جبل القلال" بقدر ما يجهل ما آل إليه هؤلاء القلاليون
المصادر الاروبية و المسيحية تذكر أن "وليام كونت بروفانس"، قاد تحالفا ضدهم وانتصر عليهم بعد معركة برية عنيفة في نواحي "تور تور" في عام 365هـ / 975م
الا ان هذا التحالف ضم ايضا جناحا عسكريا من الاسطول اليوناني قام بضرب موانئ " السرزنس" لقطع الطريق عليهم نحو انسحاب بحري.
المصادر تصمت بعد ذلك بغرابة كبيرة، اروبية مسيحية و اسلامية، و لا يعرف ما حصل لهؤلاء الا بعض القصص و الروايات المتوارثة لدى السكان المحليين، حيث تزعم بعضها انهم انسحبوا الى مناطق جبلية في الالب و لا تزال بعض القرى هناك تحتوي على احفادهم ...
السراسنس ترك اثرا لا يمحي في مخيلة أجيال القرون الوسيطة . فهو تجسد الشيطان، ذلك المقاتل المرعب ذو البشرة الداكنة، الذي لا يرهب من شيء ، الذي يمكنه ان يضرب بسرعة البرق الخاطف اينما شاء، وقت ما شاء.
التعديل الأخير:
