سيد الأحجار السبعة
عابر الزمن الثالث
- المشاركات
- 947
- مستوى التفاعل
- 1,670
الاتصال بالطاقة الحيوية :
رغبة الوصول إلى جواب "ما هي القوّة الحقيقية للروح ؟" أمضيت قسماً كبيراً من عمري لأدرك هذه الحقيقة...
لم أعتقد في أي وقت مضى أن الروح لها حدود في قوتّها وطاقاتها، وإن كانت ترى أن هناك حدوداً لقوتها فإنه ناتج عن "التوهم والاعتقاد المسبق" الذي تمت زراعته في العقل ليصور للروح أنها كائن محدود.
بالتأكيد هناك حدود للكائن، ولكنها ليست حدوداً جوهرية، هناك أسباب معينة أدت إلى وجودها وحين تزول هذه الأسباب لا يبقى الكائن محدوداً.
كنت ولم أزل أريد أن أصل إلى قوّة لا حدود لها، لكن ما أقصده بالقوة التي ليس لها حدود، قوّة قادرة على "تغيير" العالم والآخرين والمصير تغييراً جوهرياً، يمكنها "التأثير" على الكائنات وعلى مجالات الوجود في العُمق، وفي حقيقتها، لا محض انبعاث لقوة أخرى أكثر جوهرية منها.
زيادة القوة ليس هو "القوّة الجوهرية"، ولكن "إزالة الحدود" المفروضة على عقل الكائن والتي تعيق تدفق طاقته المطلقة هو الطريق الحقيقي للوصول إلى القوة المطلقة.
إذا كان الكائن يعتقد أن قوّته محددة كيفياً، بأن تكون قوة للجسد أو للعقل الشخصي، فعندئذ لن يستطيع تجاوز هذه الحدود، وما يمكنه فعله هو زيادة نموها ضمن حدود مجالها الوجودي، أي : زيادة قوة العقل، أو قوة الجسد، من خلال تعزيز الحامل لهذه القوة، لكن لا يمكن زيادة القوة بحد ذاتها.
ستلاحظ مع مرور الوقت في التأمل أن هناك فرقاً مهماً بين معنيين متقاربين : القوة والطاقة.
الطاقة هي "الجوهر الحقيقي للقوة" والمصدر الوجودي لها، والقوة هي تجلي هذا المصدر أو هي "الطاقة في حالة الفاعلية".
القوة ذات وجهة، والطاقة داخلية.
القوة ظاهرة والطاقة كامنة.
القوة هي التجلي الموضوعي للطاقة.
يجب الأخذ بهذه الملاحظات بعين الاعتبار.
فقد تكون طاقتك لانهائية ولكن حين تريد جعلها "إنجازية" تنصدم بعدم القدرة على توظيفها، والسبب في ذلك ليس قلة الطاقة، بل "الحاجز النفسي" الذي يعيق تقدمك.
على سبيل المثال ، إذا كان لديك طاقة لانهائية يمكنها تفجير الكوكب، ولكن لديك خوف عميق، فسيمنعك من توظيف طاقتك فعلياً.
والمشكلة أن حاجز الخوف قد لا يظهر لك ك"خوف" والفكرة التي تخاف منها قد لا تظهر لك على شكلها الحقيقي، فقد يتحوّل الخوف إلى "خدران" أو "ضعف ثقة" بحيث أنك كلما حاولت أن تستدعي طاقتك ، إما تحس بالنعاس، أو بالاختناق، أو بالتوتر، أو اي شيء يشتت ذهنك عن الحاجز الحقيقي الذي يمنع طاقتك من التجلي.
والمشكلة أن بعض هذه الحواجز مفتعلة، أي أنك شخصياً لست المسؤول المباشر عن وجودها، هناك شخص ما ( أو جهة ما ) زرعوا فكرة معينة في عقلك، أو ربطوك بكينونة فكرية "شيطان" مبرمجة لكي تضللك طوال الوقت.
والمشكلة أن بعض هذه الكينونات يكون الخلاص منها مسألة شبه مستحيلة، لأنها ذكية جداً فهي تدرس شخصيتك وردود أفعالك وتحللها وترسم بالضبط كيف ستتصرّف، ثم توجه فكرك بناء على ذلك، وهي خطيرة إلى درجة أنها قد تلاحق الروح حتى بعد الموت، وقد توصل المرء إلى افنصال مطلق عن واقعه الحقيقي، وبشكل عام ، الإنسان مرتبط بهكذا كينونات منذ ولادته، ولذلك هناك حقيقة جوهرية غائبة عن كل إنسان.
سمعت من بعض أصدقائي ( وهذا شيء لا أعرف حقيقته ) أن بعض هذه الكينونات يمكن زراعتها جينياً أو بفايروسات ، وأن هناك طرقاً لزراعتها ب"النقل الكمومي". بآلات معينة.
إذن كيف ستحرر طاقتك الحقيقية في ظل وجود هكذا كينونة ؟
لابد أن تتجاوز تقييد الكينونة أولاً.
من أجل ذلك ينبغي التفريق جيداً بين مفهومي "الطاقة" و"القوة" كمرحلة اساسية لكل طلاب هذه العلوم ....
حين نقول "برانا" "كي" أو "نور" فنحن نقصد "الطاقة الداخلية"
وحين نقول "براناياما" "كي كونغ" أو "قوّة" فنحن نقصد "الطاقة في حالة الفعل".
ولا يمكن الوصول إلى التحقيق الفعلي لطاقة لم يتم الاتصال بها على نحو صحيح، أو لم يتم توجيهها نحو العالم الخارجي على نحو صحيح.
ولذلك أغلب طاقات الجنس البشري هي طاقات "غير قابلة للتنفيذ".
لأن الأنا المقترن بالطاقة الداخلية عند أغلب الناس لا يمكنه أن يفهمها ويتواصل معها بشكل مريح، بل يستنزفها في أمور أخرى قليلة القيمة.
التعديل الأخير: