DARNELL
مريد جديد
- المشاركات
- 63
- مستوى التفاعل
- 156
هذا القضية حساسة جداً وهي مثار جدل إنساني طال الزمان به أو قصر ، لكن يجب عليك الآن ( ذكراً كنت أو أنثى ) استنشاق هواء عميق بعدد ثلاثة مرات هذا من أجل أن يتسع صدرك لما ستقرئه هنا ؟؟؟؟ فهو بلا شك سيهدم أكبر وهم تعيش داخله منذ طفولتك وحتى اليوم ، فالكل يفسر هذا الوهم المسمى ( الوطن ) بحسب تقارب ( مصلحته مع هذه التسمية !!! ) فربما تستخدم كلمة وطن بهدف منع النزاعات العرقية داخل الكيان أو الدولة وربما تستخدم بهدف منع الحروب الأهلية أو لأي أسباب أخرى بأهدافه ( حسنة أو مصلحيه ) والسؤال كيف نعرف أوطاننا وعبر أي مفهوم أم أنه في الأصل مجرد وهــــم ؟ولنعرف بدقة دعونا نطرح أسئلة بريئة مع أنفسنا قبل كل شي ، لكي نستطيع الفهم أكثر ، فهل الوطن هو ذو الحدود السيادية السياسية الحالية لكي نسميه وطننا ؟ أم حدوده قبل عشرات السنين ؟ أم حدوده قبل قرن ؟ أم حدوده قبل آلاف القرون ؟ ومن ثم لنغير طريقة السؤال بطريقة أخرى أشد تعقيداً ؟ هل نحدده بالحدود السياسية أم الحدود اللغوية ( أو اللهجات ) أم الحدود الدينية أم الحدود التاريخية أم يحدد الوطن بفكرة تسلسل ألآباء والأجداد في الوطن أم أم أم .. وتكمن عمق المشكلة أن كل هذه المفاهيم التي ذكرت عرضه لزوال تماماً مهما كثرت ...! ثم نقف بهدوء وصمت وتأمل ونقول هل وطنك هو من ولدت فيه أنت ؟ أم من ولد فيه أبوك ؟ أم من ولد فيه جدك ؟ كم أبوين اغتربوا وأنجبوا في بلاد يسمونها هم بلاد الغربة وما أن كبر الأبناء وشاخ الأبوين وأرادا الرجوع من بلاد الغربة كما يسمونها فإذا بالأبناء ( يسمون بلاد غربة الأبوين باسم وطنهم ) الذي أصروا بأن لا يخرجوا منه أبداً ؟ أيهم المحق ساعتها بتعريف المكان هل هو ( غربه أم وطن ! ) هل هما الأبوين أم الأبناء وأي الوصفين أصح تسمية ( بلاد الغربة أم أرض الوطن ! ) تساؤل آخر لو لا سمح الله تقسمت مصر أو العراق أو السعودية أو غيرها من بلادنا العربية أو الإسلامية لو افترضنا ذلك جدلاً لكي نلامس بعض من الحقائق قبل وقوعها كيف سيعرف المواطن المصري أو العرقي أو السعودي وطنه أقصد بعد التقسيم وهل يحق ساعتها أن يقول العراقي أنا عراقي ؟ أو يقول مثلاً أنا عراقي من دولة كذا المقسمة ؟ أم سيكون هناك مسمى جديد يحدد فيه مفاهيمه الوطنية الجديدة ومن ثم لا يتجاوز حدودها ؟ وكذلك المثل ينطبق على أي دولة تقسم في العالم أين يذهب الوطن أم يقسم هو أيضاً ؟ بعد ما كان الجميع يتغنى وينشد فيه القصائد والأبيات كوطن واحد !لنعد مثلاً إلى حال المسلمين ووطنهم الكبير الذي ذهب أدراج الرياح !!! والذي كانت حدوده ( دينيه ) فلو ذهبت اليوم بنفسي إلى دولة إيران ووقفت في أكبر ميادين طهران وقلت بأعلى صوتي أنا مسلم وهذا وطني لأنها كانت تحت ضل الإسلام لأكثر من عشرة قرون ( ماذا سيحدث لي هناك !!! اترك لكم تخيل ذلك ؟ ) أو ذهبت مثلاً للعراق وقلت هذا وطني لأني عربي وهذا وطن العرب لقرون كثيرة ( هل سوف يبتسمون بوجهي وبعد ذلك يعطونني جوازاً عراقياً على الفور ! ) ولو دخلت مكة المكرمة وقلت هذه بلد نبيي الكريم وأنا من المسلمين وأنا مُعرب الجدود معروف النسب حتى نبي الأميين محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم ( هل ستبادر السعودية لاستصدار جنسية لي أو حتى فقط إعطائي حق الإقامة النظامية ! ) أو غير ذلك من الأمثلة الكثيرة لوطننا الإسلامي قبل الفرقة والشتات إذاً الحقيقة الواقعة التي لا يجادل أحد بوجودها أن هناك العديد من الدول تقسمت والعديد من الشعوب تفرقت وهم الآن دول متجاورة لا يحق لأي مواطن أن يدخل تلك الدولة التي كانت يوم ما ( وطنه ووطن أجداده ) إلا بمستند سفر موثق ورسمي ! ( فأين هو إذاً الوهم الكبير المسمى وطن ! ) أعلم أن قلوب الكثير منكم تعتصر ألماً بين التصديق والتكذيب وهذا أمر طبيعي فالواقع مهما يؤكد لنا كل ما قلته " إلا " أن النفس البشرية ترفض أي واقع يشكك بكلمة ( وطن ) ولكن مهما حاولنا الإنكار فلا يستطيع أحد منا بشكل دقيق أن يحدد وطنه وسط التغيرات التي تمر بها البشرية أجيالاً بعد أجيال ، فالله الذي قدر لأمريكا أن تكون دولة سيادية تتكون الآن من عشرات الولايات قد يقدر لها الانقسام والتشرذم ( وما هذا على الله بعسير ) فمن يستحق ساعتها أن يصف نفسه بأنه أمريكي ؟ هل هو من يسكن في ولاية ألاسكا أم ولاية هاواي أم ولاية تكساس أم غيرها من الولايات ، بالضبط كما هو الحال مع دول ما كان يسمى قديماً بالاتحاد السوفيتي ، التي تسمى الآن بأسماء مختلفة عديدة ،،، مع أن جل وغالب الأمريكيين ليسوا أهل البلد الأصليين ؟ ولم يعرف أجدادهم أرض أمريكا ولكنهم اليوم يتغنون ويتراقصون على النغمات والموسيقى الأمريكية يظنون أنه وطنهم الكبير وما هو إلا وهم كبير ليس أكثر ألا تلاحظون أنه أمر يدعو للسخرية من فكرة اسمها ( وطن للإنسان ) تلك الفكرة الغبية التي دام التسويق لها زمناً طويل بين البشر ؟ إن الله يا أخواني وأخواتي أنزل آدم وجعله خليفة لكل الأرض ولم تقسم الكرة الأرضية بهذه الحدود وتصدر الوثائق الرسمية وتوضع العوازل إلا في القرون البشرية القريبة وإلا فكل الأرض وطن للإنسان بل حتى القران الكريم لم يذكر إلا ما يسمى بالديار أو المساكن أصعب ما يمكن تحديد حقيقته هو الوطن بغض النظر عن السيادة السياسية لكل دولة وسط العالم الذي نعيش فيه ، لأن السيادة تزول بزوال مسبباتها فربما تكبر السيادة وربما تتناقص وحينها نرجع إلى نفس الدائرة التي كنا ندور بها لتحديد هوية ( الوطن للإنسان ).
ر ج ا
ر ج ا
التعديل الأخير: