- المشاركات
- 2,085
- مستوى التفاعل
- 6,680
الفصل الأول
رحلت عائلة ملك أحد الأقاليم العشرة والذي يدعى ساخوس إبان سقوط أطلنتس نتيجة الإنفجار النووي الذي سبب طوفان عظيم على كوكب الأرض، و إنطلقا من مركز أنتيسا الفضائي حيث حملت المركبة الفضائية بعض الناجين من البشر للبحث عن حياة خارج الكوكب، كان من بين الناجين ثنوسيوس الإبن البكر لساخوس وجدته العالمة وردويل وأخيه الصغير تياس بالإضافة إلى سبع عائلات فقط مع طاقم المركبة المكون من إثنا عشر شخصاً. جلس ثنوسيوس ينظر للأرض المدمرة بالقنابل النووية، كان يلفه الحزن جداً على فراق من بقي من أهله الذين فضلوا البقاء لإعمار الأرض مع الحكيم تحوت Toth أحد حكماء أطلنتس وحافظ سجلاتها.
ثنوسيوس: جدتي أنا خائف مالذي سيحدث لنا إن لم نجد حياة هناك؟
الجدة: لا تقلق يا بني سيرشدنا أصدقائي من نجم سيريوس على كوكب صالح للعيش.
ثنوسيوس: جدتي لماذا دمر لوسيفر أطلنتس؟ مالذي إقترفناه بحق الكوكب.
الجدة: تباً للوسيفر الغبي، بني لوسيفر هذا لم يكن من كوكب الأرض فقد جاء مع عصبة من الأشرار من كوكب المريخ بعد أن دمروه بفعل طمعهم والتنافس على موارد الكوكب. لقد فقد التأييد سأخبرك ما أعلمه لقد فقد لوسيفر التأييد الكوني في الماضي وأستدرج بعض شعب أطلنتس لصفه وبإرادته الحرة يعتقد أنه يمكنه صنع واقع بديل رغم ذلك أفقده أهم شي وهي الروح، لقد بنينا حضارة راقية تشهد لها البشرية بالنور والحب والكمال لكنها سنة الكون يا بني، فكوكب الأرض يقع ضمن مجال متذبذب هابط وصاعد كل ثلاثة عشر الف وسيحتاج لآلاف السنين لكي يستعيد البشر مجدهم من جديد ولكن سيعانون كثيراً عبر عصور مظلمة من الجهل والعبودية بسبب تبدل أقطاب الكوكب.
ثنوسيوس: كيف؟ ماذا تقصدين يا جدتي؟
الجدة: آآه يا بني إن عمري تجاوز الإثنان والعشرون ألف سنة وقد شهدت تجارب الأرض من هبوط وصعود، تمسك بالأمل يا بني فلقد أعطاني تحوت نسخة من السجلات والألواح لإعمار حضارة بشرية على كوكب آخر.
تياس: جدتي ماذا تعني حضارة؟
الجدة: الحضارة هي مكان يقوم فيه البشر ببناء الروح قبل المادة، مكان يعيش فيه الناس بسلام وأمان وحب يتعاونون على بناء أنفسهم وتطويرها للإرتقاء نحو الأبعاد العليا للكون.
صاح كابتن السفينة: أمامنا مركبة قيادة سيريوس، إستعدوا للدخول.
نزل رواد المركبة وقابلوا رئيس سفينة نجم سيريوس ورحب بهم حيث بقوا في ضيافته يومين لتزويدهم بالوقود ومستلزمات الرحلة وبعض الخرائط الكونية ومعارف راقية من البعد الرابع العلوي.
الجدة: لقد...!!
قائد سيريوس: نعم نعلم ما حدث لحضارتكم ونحن آسفون جداً لعدم التدخل فهي إرادة سيد المجرة ولم يأذن لنا بالتدخل كي لا نعيق مسار تطور وعي البشر على الأرض بشكل سريع، على العموم هناك كوكب خارج مجموعتكم الشمسية يبعد حوالي 1000 سنة ضوئية ويدعى مينلوس يدور حول نجم أبيض يسمى هاثس Haths.
الجدة: يا إلهي هذا بعيد جداً لن نرى أهلنا وأحبابنا إلى الأبد.
بكت الجدة كثيراً ولا أعلم أنا وأخي تياس وشعرنا بخوف شديد وبدأنا بالبكاء معها.
رد عليها القائد قائلاً: يا عالمة أطلنتس وردويل سأزودكي وما تبقى من شعبك بجهاز يحتوي على أنقى أنواع الكريستال المجري كي تتواصلي مع كوكب الأرض من مسافة بعيده، هذا الجهاز هو هدية شعب سيريوس لكم مع ما ستحملونه من علوم جديدة ومؤن.
القائد: إن الكوكب الجديد مدمر حيث تحول إلى صحراء نتيجة حروب طاحنة حدثت فيه قبل سبعين ألف عام، كانت الحرب بين الزواحف الأشرار والذين هم نفسهم من تبعوا لوسيفر وقاموا بتدمير كوكبكم وبين شعب نيانن. إنهم يريدون تدمير الأرض مثلما حدث على كوكب مينلوس، لكن الأمر الأهم هو أنكم كائنات نورانية روحية في حين أن الزواحف أذكى منكم بآلاف المرات لكنهم لا يملكون الحب وهم ذوي دم بارد. لقد تحول الكوكب إلى صحراء وهو بحجم كوكبكم ثلاث مرات وما تبقى منه غابة صغيرة بالقرب من الجبال تحوي كائنات متنوعة وسامة جداً ليس لها مثيل في الأرض.
الجدة: زودنا بتفاصيل أكثر حول الكوكب الجديد أيها القائد.
القائد: كان شعب نيانن بدائي مازال حديث العهد متناغم مع الطبيعة الخضراء التي كانت تغطي الكوكب في الماضي يصل طولهم إلى مترين وتمتاز بشرتهم بلونين أسود وأصفر وعيونهم زمردية اللون حيث يشبهون البشر من الناحية الجسمانية لكن الأجهزة والوظائف الداخلية تختلف وكانوا يتواصلون فيما بينهم عن طريق التخاطر وأصواتهم تشبه أصوات الحيتان. لقد استخدم الزواحف التكنولوجيا التي اهديت لهم من قبل كونفدرالية المجرة ولم يحسنوا استخدامها بشكل سلمي وبدلاً من ذلك قاموا بإحتلال الكواكب كي ينهبوا الموارد ويدمروا كل الأشكال الحية عليها.
الجدة: جلبت معي ما تبقى من بذور وشتلات مبرعمة من غابات أطلنتس فلقد تنبأت العرافة العجوز دندريا بسقوط أطلنتس بوقت ليس ببعيد كاف ليتسنى لنا جمع ما يمكن جمعه.
القائد: إحذري! فالكوكب درجة حرارته مرتفعة تصل إلى 70 درجة مئوية في النهار و -70 درجة بالليل، إنه يحتاج لإصلاح كي يستعيد الحياة وما سيفاجئكم تلك الرمال المتحركة المخيفة والكثبان الرملية المهيبة التي يصل طول الواحد منها ألف متر. الجدة: سنستخدم ما لدينا من معارف قدر المستطاع والميركابا الحية.
القائد: أنتي عالمة وتعلمين أن الميركابا الأرضية لا تصلح للكواكب الأخرى، عليك أن تتصلي بوعي الكوكب الجديد.
الجدة:......
يتبع
التعديل الأخير: