"سوبرمان" و"التعقيم الجنسي" وجها لوجه في الولايات المتحدة!

المزيد من مواضيع الاكتفاء بالاطلاع

المشاركات
39
مستوى التفاعل
22
ظهرت تجليات فكرة "سوبرمان" في أكثر من بلد، في الولايات المتحدة جرت محاولات حقيقية لصنع مجتمع "سوبرمان"..
فكرة "سوبرمان" كانت تجسيدا لـ "التفوق"..
كانوا قلقين جدا من التأثير السلبي على تطور أمريكا من قبل ذوي المستويات الفكرية المنخفضة..
في هذا السياق، تم تمرير أول قانون بشأن "التعقيم الإلزامي" لذوي العقليات الضعيفة في ولاية إنديانا، وقنن بذلك تعقيم الاشخاص الذين يعدون "مجرمين وأغبياء وبلهاء ومغتصبين". هذا القانون لم يتم إلغاؤه إلا في عام 1974.
بعد ولاية إنديانا، تم اعتماد هذا القانون في 30 ولاية أمريكية، وجرى بحلول عام 1941 تعقيم عشرات الآلاف من الأشخاص في الولايات المتحدة وفقا له..
بحلول عام 1938، أجازت 33 ولاية أمريكية التعقيم القسري للنساء اللاتي يلاقين صعوبات في التعلم، كما أصدرت 29 ولاية أمريكية قوانين تعقيم إلزامية تطال الأشخاص الذين يعتقد أنهم مصابون بأمراض وراثية. عمليا سمحت هذه القوانين لحكومات الولايات الأمريكية بتحديد من يحق له ومن لا يحق له إنجاب الأطفال..
في الدفاع عن هذه القوانين، يقول أوليفر ويندل هولمز "1841 -1935"، وهو محام ومشرع أمريكي وعمل فترة طويلة في المحكمة العليا الأمريكية: " سيكون من الأفضل للعالم أجمع، بدلا من انتظار ولادة نسل جديد منحط قادر فقط على ارتكاب الجرائم أو الحمل الحر مدى الحياة بسبب الخرف، أن يمنع المجتمع إنجاب هؤلاء الأشخاص... ثلاثة أجيال من البلهاء كافية"..
يزيد على ذلك ماديسون غرانت "1865 – 1937"، وهو محام كان اشتهر بنشاطه في مجال تحسين النسل بتأكيده: " أن الطريقة العملية الواعدة أكثر بالتحسين العرقي في الظروف الحالية، هي القضاء على الممثلين الأقل رغبة للأمة من خلال حرمانهم من فرصة ترك أبناء. يدرك المربون جيدا أنه يمكن تغيير لون قطيع البقر عن طريق إعدام الأفراد ذوي اللون غير المرغوب فيه باستمرار، وهو ما تؤكده بالطبع أمثلة أخرى. لذلك لم يتبق عمليا أي خروف بلون غير مرغوب، لأن الحيوانات من هذا اللون قد دمرت بعناية من جيل إلى جيل".
الممارسة الواسعة النطاق لتعقيم الأشخاص "غير المناسبين" لإنجاب الأطفال في الولايات المتحدة استمرت حتى منتصف عام 1960 تقريبا، حين تم جمع عدد كبير من الأصوات ضد تحسين النسل. مع ذلك، في بعض الولايات استمرت هذه الممارسات وأجريت عمليات التعقيم ضد الإنجاب..
تعرض في المجموع ما لا يقل عن 60 ألف شخص في الولايات المتحدة للتدخل الجراحي المُبرر بعلم تحسين النسل في القرن العشرين..
بنهاية المطاف، أقر على المستوى العالمي بعدم أخلاقية ممارسات التعقيم القسري بذريعة حماية المجتمع من "الجينات الضارة". هذه الممارسة التي لم تكن مقتصرة على الولايات المتحدة، اعتذرت عنها للضحايا السلطات في أكثر من بلد. أما عمليات التعقيم ضد الإنجاب فلا تزال تُجرى ولكن بطلب من المريض نفسه أو بتأثير مؤشرات طبية محددة..

تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط
 
نقوم بتحسين نسل النباتات، والحيوانات أيضا!

لكن فجأة عندما نصل للإنسان نسمع أن الكل متساوي وله نفس القدرات والإمكانات ولا يمكن تحسين النسل أو جعله أسوأ؟!

لا طبعا، كباقي الكائنات الإنسان يمكن تحسين نسله أو جعله أسوأ، لكن المشكلة اننا نرتطم بـ "حقوق الإنسان" و إن إتبعنا هذه الحقوق سنصل لمجتمع فلم Idiocracy

وكباقي الكائنات الإنسان يقوم بإختيار شريك حياة له مواصفات معينة، في المملكة الحيوانية الأنثى تختار الذكر الأقوى الذي يفوز بالمعارك أو الذي يقوم بإستعراض مبهر او يقوم بإحضار الكثير من الموارد، الطيور مثلا لها رقصات خاصة للتزاوج وأفضل أداء هو من سيتزاوج بالأنثى

هذا برنامج بيولوجي موضوع لحفظ النسل، فالذكر عليه ان يكون قويا ليدافع عن الاطفال واذا كان ضعيفا لن يكون هناك اطفال او سيموتون بسهولة

وايضا الذكر يختار الانثى الاكثر خصوبة وصحة ولا ينجذب لتلك المريضة مثلا...هذا بالنسبة للملكة الحيوانية


اما بالنسبة للمملكة البشرية فليس هناك تغييرات كثيرة، لازالت هناك استعراضات ومعارك لكن بشكل أكثر "حضارة"، لازال هناك العامل الجسدي والمواردي

اذا كان الذكر لديه مال فهذا يعني موارد كافية لرعاية الأطفال، وبالمرتبة الثانية ياتي الجسد ومدى صحته، إنجذاب الانثى للفك العريض واللحية الكثيفة ليس عبثا بل لأنه دليل على صحة وذكورة الذكر وهرموناته، وإنجذاب الذكر للخصر العريض والاثداء الكبيرة ليس عبثا كذلك فهو دليل على ان هذه الانثى قادرة على الانجاب بسهولة بلا مشاكل وايضا تغذية الاطفال ورعايتهم

الذكر والانثى لا يقومون بكل هذه الحسابات فهي تتم بشكل لا واعي في عقولهم، هي برامج بيولوجية منذ القدم: هم يظنون انهم "يحبون" هذه الخصائص الجسدية لكن الحقيقة انهم ينجذبون للخصائص التي تضمن اطفال اصحاء

السلم الإجتماعي والبريستيج والسلطة وغيرها من الأشياء التي ظهرت فقط بالمملكة الإنسانية والغير موجودة لدى الحيوانات هي محبوبة ومرغوبة لانها تضمن سلامة الاطفال، طبعا هناك اسباب اخرى لكن هذا سبب رئيسي

الانثى نادرا ما ترتبط بمن هو اقل منها فهي دائما تبحث عن من هو افضل

البرنامج البيولوجي الانثوي هو إختيار أفضل شريك ممكن، والبرنامج البيولوجي الذكري هو تلقيح اكبر عدد ممكن من الإناث، وهذا جلي في الحشرات والحيوانات والإنسان أيضا ويفسر الكثير من الظواهر الإجتماعية

ما يسميه الناس "حب" هو بالأساس رغبة جنسية والجنس الهدف منه هو الإنجاب، الاستمتاع وغيره هي مجرد عوارض وفخاخ موضوعة لجذب الانسان لهذا الفعل، الطبيعة لا تهتم لما يسمى بالحب فهي فقط تنتظر المزيد من الاطفال وهذا هو هدفها الوحيد

وبما اننا تحدثنا عن الحب فارى انه من اللازم توضيح نقطة مهمة ولو اني ساخرج عن الموضوع، وهي ان الحب الحقيقي الوحيد الموجود بالمستويات الدنيا هو حب الذات

حب شريك الحياة وحب الوالدين وحب الاطفال وحب الأصدقاء وحب الجيران كل هذا ليس بحب بمعناه الاصلي اللامشروط، ما يقع فعلا هو ان الشخص يحب ما يوفره هؤلاء له

فمثلا ان كانت هناك علاقة صداقة تربط شخصين فهما لم يقوما بذلك عبثا بل لأن كل منهما يستمتع برفقة الأخر، بمعنى اخر، يحب من يقدم له وقتا ممتعا وسعيدا

ان لم يكن هذا الشخص يدخل عليه الفرح فلن يكون صديقا له! وقس على هذا كل انواع العلاقات!

كل العلاقات مبنية على أخذ وعطاء، سواء بشكل مادي او معنوي، اذا لم يكن الطرف الاخر ياخذ منك شيئا ما فهو لن يكون معك بعلاقة كيفما كان نوعها

رجل وإمرأة لم يتزوجا لانهما يدينان لبعضهما بشيء ما بل لأن كلا منهما يوفر شيئا يريده الاخر
وكما قال Slavoj Žižek إذا كنت تحتاج سببا لتحب الشخص فهذا ليس حبا

إذا تعممت هذه المفاهيم وأدركها المجتمع بوضوح ستكون هناك تغييرات إيجابية بكل شيء وبالعلاقات أيضا وستصير اكثر صحية واقل سمية.
 

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع [ 11 ]

أعلى أسفل