لا أحد ينتظر هطول المطر بلهفة وبشدة أكثر من المزارعين ؟؟ لأنهم عند هطول المطر يرون أن زروعهم تزداد في الخضرة و النماء .
وإن تمارين اليوغا ، والصلوات التي تحقق إتصال الذات الفردية مع المقدس "الله" ، والمحبة ...... كلها روحانيات على درب التنوير وهي كالمطر وعندما أرى يا دركولا أنكي تقولين بأن التمرين قد أثر بك فإنني أعلم أن النبات قد بدأ ينمو والشاهد بدأ يكون أعمق في الحياة .
يقولون بأن المسجد بيت الله ولكن هل الله بداخل المسجد ؟؟؟ بالتأكيد لا .... فإذاً لماذا قالوا أنه بيته ؟؟؟ إن الإجابة هي أن نفهم بعمق معنى الكلمة فهي نابعة من الفهم بأن الله هو المقدس ولأنه كذلك فإن المكان الذي خصص للتواصل معه لا بد أن يحتوي على القداسة ولهذا فإنهم قالوا أن المسجد بيت المقدس "الله" .... فالصلاة في جوهرها هي التواصل بين المقدس المنشئ والمبدأ المقدس الناشئ في الإنسان "الروح" وكلمة صلاة تدل على الإتصال ولكن هل من يصلون هذه الأيام يدركون تلك المعاني ؟؟؟ ..... لقد وضحت ما سبق لكي أصل في النهاية لذكر أن الروح التي هي نفخة من المقدس "الله" في الإنسان هي تعيش في الجسد كما تعيش القداسة بين جدران المسجد وللأسف الشديد فالناس اليوم تهتم بالمنظر المادي لتلك المساجد أكثر من إهتمامهم بتحقيق القداسة في تلك الأماكن لتكون بيوت لله بالتواصل معه .... ولهذا فالروح في الجسد هي المبدأ المقدس ويجب الإهتمام بها كما يتم الإهتمام بالجسد بدون تمييز وأشجعك وأشجع الجميع على الإستمرار بالسير على درب التنوير وصولاً للتحرر والإنعتاق الأبدي .