كنت صغيرا اتساءل عن العدالة الالهية حين ارى مقعدا او كفيفا او مخنثا، اتساءل بمرارة عن معنى وجودهم و هم يتالمون في صمت، هل الله يتلذذ بتعذيب خلقه؟ و هو الذي يقول في كتابه لست بظلام للعبيد. لكنه يقول ايضا من يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره، و يقول ايضا في وصف اهل جهنم:كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب. اذن بهذه المعطيات الدينية على الاقل، (دون الخوض في الميثولوجيا القديمة كي لا نتهم بالكفر) فان رب الكون لا يظلم احدا لكنه وضع شرطا صارما هو الصراط المستقيم الذي يجب على بني ادم ان يسلكوه و من خرج عنه يسقط في عذاباته ، هذه العذابات لا تقتصر على بعض المشاكل التي نواجهها في حياتنا سواء كانت اجتماعية او نفسية او صحية او مادية،بل هي تحدد مصيرنا شكلا و مضمونا في حياة لاحقة فقد يؤدي بنا الجبن المبالغ في رسم ميزة جديدة على الحامض النووي فيولد صاحبه لاحقا مخنثا، و ربما حسد البعض و اهتمامه بشؤون الغير و تلذذه بالنميمة و الاساءة للغير تجعله في حياة لاحقة كفيفا، و قد يتطرف البعض في ظلم المستضعفين و قهرهم فيولد صاحبه لقيطا في بعض الاماكن المهجورة و يستغله متشرد لص و يستعبده او يبيعه لتجار الاعضاء البشرية و قد يكون ذلك اللص ليس الا ضحية من ضحاياه في حياة سابقة... اذن كونوا حذرين اخواني في التعامل مع انفسكم و مع الاخرين، و افضل طريقة للتخلص من العذاب هو التسليم بالقضاء و القدر و محبة انفسنا كيفما كانت كي يحبنا خالق الكون و يطهرنا....