تاريخ الأوروموس

المزيد من مواضيع Miss Dracula

Miss Dracula

DaRk LaDy
طاقم الإدارة
الأسطـورة
المشاركات
308
مستوى التفاعل
1,190
تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط


لورنس جاردنر هو أحد أهم الكتاب الذين تحولت نظرياتهم إلى مسلمات بالنسبة لكثير من الجماعات الروحية في الغرب، وقد أصدر العديد من الكتب التي لاقت رواجا كبيرا غير أنه لا يكاد يكون معروفا وها هنا أقدم ترجمتي لبعض مقالاته التي تحتوي على نظريات مثيرة للجدل وهدفي ليس الترويج لتلك الأفكار ولكن فقط لإطلاع القارئ عليها.
12161laurencegardner.jpg

النار النجمية : ذهب الآلهة:
لورنس جاردنر في حوالي سنوات الثمانينات من القرن التاسع عشر كانت المؤسسات الحاكمة للديانة المسيحية ترتعد فزعا من عبارة " عالم آثار". لذلك تم وضع الحفريات الآثارية تحت سيطرة صارمة، وكان تمويلها وإجرائها يتطلب موافقة سلطات جرى تعيينها حديثا حينها. أحدها كان صندوق استكشاف مصر الذي تأسس في بريطانيا سنة 1891 ومباشرة في الصفحة الأولى من عقد تأسِيسه ونظامه الأساسي مذكور أن هدف الصندوق هو دفع أعمال الحفريات الآثارية " لغرض توضيح أو تبيين نصوص التوراة".

باختصار فإن ذلك يعني أنه إذا تم العثور على شيء يمكن استخدامه في دعم تعاليم الكتاب المقدس فإننا نحن الجمهور سيتم إخطارنا به. وأي شيء لا يدعم تفسير الكنيسة للكتاب المقدس لم يكن مقررا له أن يرى النور في المجال الجماهيري. الآن سنلقي نظرة على أحد الاكتشافات الضخمة في تلك الفترة ـ اكتشاف لا يعرف عنه السواد الأعظم من الناس شيئا سوى القليل. في الواقع ربما كان ذلك الاكتشاف هو أهم الاكتشافات على الإطلاق فيما يتعلق بالكتاب المقدس وله مترتبات صاعقة ذات مدى يتجاوز الاكتشاف نفسه بكثير، لأنه القصة الكاملة لطائر الفينق وحجر النار. في سفر الخروج (أحد أسفار التوراة) هناك جبل توراتي متميز مذكور. أنه يقبع في السلسلة الممتدة في شبه جزيرة سيناء ـ تلك الكتلة الأرضية التي تشبه مثلثا قاعدته للأعلى والتي تقع فوق البحر الأحمر بين خليج السويس وخليج العقبة.
في التوراة سمي هذا الجبل أولا بجبل حوريب ثم سمي بجبل سيناء ثم سمي مرة أخرى حوريب في بقية مراحل القصة. القصة هي بالطبع خروج موسى وبني إسرائيل من مصر. ذلك هو الجبل الذي رأى موسى فوقه حسبما يروي سفر الخروج الشجيرة المشتعلة نارا، إنه الجبل الذي تكلم فيه مع يهوه وهو المكان الذي تلقى فيه موسى الوصايا العشر وألواح الشهادة. ما يجب أن ندركه عند هذه المرحلة هو أنه في زمن موسى (حوالي 1350 ق م) لم يكن هناك جبل اسمه جبل سيناء. لم يكن هناك جبل بذلك الاسم حتى في أيام يسوع ولا بعدها بثلاثمائة سنة. يجب أن يقال أن التوراة المألوفة لدينا اليوم هي ترجمة من نصوص عبرية تم تجميعها قبل حوالي ألف سنه لذلك فهي أصغر سنا بقرون قليلة من الإنجيل المعترف به.

الجبل الذي يعرف الآن بجبل سيناء يقبع في جنوب شبه الجزيرة قرب نقطة قاع المثلث الذي قاعدته للأعلى. لقد أعطي ذلك الاسم من جانب جماعة إرسالية من الرهبان المسيحيين الإغريق بعد حوالي 1700 سنة من عهد موسى. إنه يعرف الآن في بعض الأحيان باسم جبل موسى ولا يزال يوجد به مكان اختلاء مسيحي صغير هو دير سانت كاتربن. لكن هل كان ذلك الجبل هو جبل سيناء الذي تسميه التوراة بجبل حوريب؟ حسنا، ما يتضح هو أنه ليس كذلك. يوضح سفر الخروج بعض التفاصيل ليشرح خط سير موسى وبني إسرائيل من أرض غوشن بدلتا النيل للأسفل عبر سيناء وعبر برية شور وباران حتى أرض مدين (التي هي إلى الشمال من الأردن الحالي).
من هذا المسار يصبح من السهل جدا تحديد موقع جبل حوريب. إنه يقع على مسافة ليست قصيرة شمال جبل موسى. إن كلمة حوريب ببساطة تعني الصحراء وجبل الصحراء العظيم الذي يرتفع لما يزيد عن 2600 قدم داخل هضبة حجرية عالية فوق سهل باران يعرف اليوم باسم "صرابيط" ـ أو إن شئنا الدقة ـ صرابيط الخادم (بروز الخادم) Serabit el-Khadim . وفي أواخر التسعينات من القرن التاسع عشر تقدم عالم المصريات البريطاني سير ويليام فليندرس بيتري الذي كان أستاذا بالكلية الجامعية بلندن بطلب لصندوق استكشاف مصر للقيام برحلة استكشافية لسيناء. وفي حوالي يناير 1904 كان هو وفريقه في سيناء، وفي مارس من ذلك العام وصلوا في رحلتهم لأعالي جبل صرابيط. في السنة اللاحقة نشر بيتري النتائج المفصلة لما وجده، لكنه أضاف لتقريره حقيقة أن هذه المعلومات سوف لن يتم جعلها متاحة رسميا للمشتركين في صندوق استكشاف مصر، حيث سيتلقون خرائط و بيانا عموميا فقط. إضافة لذلك أوضح بيتري أنه رغم كونه قد قاد فرقا ممولة لداخل مصر فإنه ومنذ رحلته تلك إلى سيناء تم إنهاء دعمه من جانب الصندوق. لماذا؟

هل أن ذلك بسبب كونه قد خرق أحكام عقد تأسيس الصندوق عن طريق كشفه عن شيء مخالف لتعاليم الكتاب المقدس؟ بالتأكيد هو قد فعل ذلك. في الواقع لقد اكتشف بيتري سر جبل موسى المقدس الأكبر ـ سر لا يفسر ما يصفه سفر الخروج فحسب بل أنه وبذلك التفسير قد نسف أساس تفسيرهم الشائع للكتاب المقدس. ما لا يوضحه الكتاب المقدس هو أن سيناء لم تكن أرضا أجنبية بالنسبة للمصريين. كانت في الواقع تعتبر جزءا من مصر وقد خضعت للسيطرة الفرعونية. لذلك فإن موسى وبني إسرائيل لم يكونوا قد خرجوا من مصر حالما أصبحوا شرق دلتا النيل، لقد كانوا لا يزالون في مصر وعليهم عبور كل شبه جزيرة سيناء قبل أن يدخلوا أرض كنعان الفلسطينية. في زمن موسى كانت سيناء تخضع لسيطرة إثنان من المسؤولين المصريين: أمين السر الملكي و الرسول الملكي.

كان ذلك عهد الأسرة الثامنة عشر المصرية ـ أسرة الفرعونين تحتمس و أمنحوتب إضافة لإخناتون وتوت عنخ آمون. كان الرسول الملكي في تلك الأيام هو نيبي، وهو مسؤول كان أيضا عمدة وقائد حامية زارو في منطقة غوشين بدلتا النيل التي عاش فيها بني إسرائيل قبل الخروج. وظيفة أمين السر الملكي كانت وراثية في عائلة باـ نيهاس الهيكسوسية، وكان باناهيسي التابع لهذه العائلة هو الحاكم الرسمي لسيناء. ونحن نعرفه بصورة أفضل من الكتاب المقدس الذي يسميه فينيهاس. لقد أصبح واحدا من الكهنة الأوائل في التركيب الهيكلي الموسوي الجديد لكنه قبل ذلك كان الكاهن الرئيس في معبد الفرعون إخناتون بالعمارنة. قبل أن نعود لسير ويليام فليندرس بيتري ولكي نفهم الدلالة الجذرية لاكتشافه من الواجب التمييز بين بني إسرائيل وبين العبرانيين في عهد موسى.

في ذلك الزمان لم يكونوا شيئا واحدا وهو ما يبدو أن تعاليم الكتاب المقدس تبينه.العبرانيون هم عائلة إبراهيم و من يرجع نسبهم إليه وكان مسكنهم عموما هو أرض كنعان أو فلسطين. بني إسرائيل من ناحية أخرى كانوا عائلة أحد أحفاد إبراهيم وهو يعقوب الذي تغير اسمه ليصبح إسرائيل ومن ينتسبون إليه. كانت عائلة يعقوب وحدها هي التي رحلت إلى مصر وكان أحفادهم هم من رجعوا في النهاية مع موسى ليتحدوا بعد أجيال لا حصر لها مع أهلهم العبرانيين. الفرق بين المجموعتين هو أن بني إسرائيل ظلوا لوقت طويل خاضعين لقوانين وديانة مصر وما كانوا يعرفون سوى القليل عن عادات بني عمومتهم في أرض كنعان. عبر أكثر من 400 سنة كانوا في بيئة لها مجموعة من الآلهة. ورغم أنهم قد طوروا مفهوم إله واحد داخل جماعتهم فإن ذلك الإله لم يكن يهوه العبرانيين الكنعانين. كان إله بني إسرائيل كائنا لا وجه له كانوا يسمونه ببساطة "الرب".

كان يسمى بلغة بني إسرائيل "أدون". هذا هو أحد أسباب أن "الرب" و " يهوه" كان دائما يتم تعريفهما منفصلين في النصوص المبكرة رغم أنهما قد وضعا تحت لفافة الإله الواحد في أزمان لاحقة ليناسب ذلك العقائد اليهودية والمسيحية الناشئة. بالنسبة للمصريين كان اسم ذلك الرب (أدون) شبيها جدا بذلك: كانوا يسمونه آتين.

ومنه يشتق اسم الفرعون اخناتين الذي يعني خادم آتين. لذلك فموسى وبني إسرائيل عندما خرجوا إلى سيناء فقد وصلوها ليس كعابدين ليهوه بل كعابدين لآتين ولهذا السبب بالذات تم اعطائهم مجموعة كاملة جديدة من القوانين والمراسيم لتجعلهم في خط واحد مع الثقافة العبرية لوطنهم المتوقع الجديد. عندما غادر موسى وبني إسرائيل دلتا النيل فقد كان خط سيرهم البديهي إلى أرض كنعان (التي كانت مقصدهم النهائي) كان يجب أن يكون مباشرا عبرا برية شمال سيناء. إذن لماذا انحرفوا جنوبا عبر الجزء الأعلى الصعب ليقضوا بعض الوقت بجبل حوريب صرابيط؟ كان ذلك هو السؤال الذي حير بيتري وفريقه. إذن ما الذي وجدوه بالضبط على جبل التوراة المقدس؟
حسنا في البدء فهم لم يجدوا الكثير.لكن على سهل عريض قرب القمة كانت هناك علامات واضحة لسكن قديم وكان يمكن رؤية بعض الأعمدة والأحجار المنتصبة بارزة فوق سطح الأرض المغطى بالركام. ذلك الركام كان قد تراكم شيئا فشيئا بواسطة الريح والانزلاقات الأرضية عبر أكثر من ثلاثة آلاف سنة. لكن عندما تمت ازاحته بعيدا في النهاية فقد ظهرت حقيقة القصة التوراتية. كتب بيتري: "ليس هناك معلم أثري آخر كهذا لا يجعلنا نتحسر على أنه ليس في حالة حفظ أحسن حالا.

كان بأكمله مدفونا ولم يكن لأحد علم به إلى أن قمنا بإزالة الركام عن الموقع". ما وجدوه كان مبنى مركب لمعبد ضخم. داخل سور محيط كان هناك معبد خارجي مبني فوق امتداد يبلغ حوالي 70 مترا.

ذلك يمتد خارجا من معبد داخلي محفور في كهف ضخم في جانب الجبل. ومن الخرطوشات (العلامة الخاصة بكل فرعون) والمنحوتات والنقوش اتضح أن المعبد كان مستعملا منذ زمن بعيد يرجع لعهد الفرعون سنفرو الذي حكم في حوالي 2600 ق م والذي يعتبر خلفاءه المباشرين بناة أهرام الجيزة. كان الجزء الذي يعلو سطح الأرض من المعبد مبنيا من الحجر الرملي المستخرج من الجبل ويشتمل على سلسلة من القاعات المتجاورة و الهياكل و الساحات والمقصورات و الغرف. من ضمن هذه فإن فقد كانت الملامح الرئيسية التي أزيح عنها التراب هي الحرم الرئيسي وهيكل الملوك وبهو الأعمدة وقاعة الإلهة حتحور Hathor (التي كان المبنى بكامله بكامله مكرسا لها). وفي كل مكان حول ذلك كانت هناك أعمدة ومسلات للملوك المصريين عبر العصور وبعض الفراعنة مثل تحتمس الثالث (مؤسس حركة الصليب الوردي في مصر) كانوا مصورين عدة مرات على أحجار منتصبة وبنقوش جدارية بارزة. كان كهف حتحور الملاصق منحوتا في صخر طبيعي بجدران داخلية مسطحة تم تنعيمها بدقة.

في الوسط (منذ حوالي سنة 1880 ق م ) يقف العمود المنتصب الخاص بالفرعون أمينمحيت الثالث زوج ابنة عيصو. أيضا صور معه وزيره الرئيسي وحامل أختامه. وعميقا داخل الكهف وجد بيتري مسلة حجر جيري للفرعون رعمسيس الأول (الذي يعتبره علماء المصريات تقليديا الفرعون الذي عارض عقيدة آتين) يصف فيها نفسه للعجب على أنه " حاكم كل ما يحتضنه آتين".

كما وجد تمثال رأس من العمارنة لأم اخناتين الملكة تيي ملكة مصر بعلامتها الملكية على التاج. في الساحات والقاعات في المعبد الخارجي كان هناك العديد من الخزانات المستطيلة المنحوتة في الحجر والأحواض الدائرية اضافة لمناضد عمل غريبة الشكل بواجهات منثنية للداخل وأسطح مقسمة المستويات. كانت هناك أيضا مناضد دائرية وصحون وأطباق مع مزهريات وأوعية رخامية العديد منها مصنوع على شكل زهرة اللوتس.

إضافة لذلك حوت الغرف مجموعة جيدة من اللوحات المزججة والعلامات الملكية والجعارين والزينات المقدسة المصممة بحلزونات ومربعات وترية وسلال. كانت هناك عصي سحرية مصنوعة من مادة صلبة غير معروفة وفي بهو الأعمدة كان هناك حجران مخروطيان بارتفاع ستة وتسعة بوصات على التوالي. تحير المستكشفين بسبب هذه الإكتشافات، لكنهم ازدادوا حيرة عندما اكتشفوا بوتقة صهر معادن. منذ ذلك الحين وعلماء المصريات يتجادلون حول سبب وجود بوتقات صهر في معبد وفي نفس الوقت يتجادلون بسبب مادة غامضة تسمى مفكزت بدا أنها مرتبطة بالبوتقة والأحجار المخروطية والتي هي مذكورة عشرات المرات في نقوش الجدران والمسلات. اقترح البعض أن مفكزت هي النحاس وفضل العديدون التيركويز وافترض البعض أنها المالاكايت.
لكن كل تلك تخمينات لا سند لها ولم يكن هناك من أثر لأي من هذه المواد بالموقع. تشتهر سيناء بمناجم التيركويز لكن إذا كان استخراج التيركويز هو الوظيفة الأساسية لسادة المعبد طيلة كل تلك القرون فإن المرأ سيتوقع أن يتم العثور على أحجار التيركويز بكثرة في مقابر مصر القديمة. لكن ذلك لم يحدث. لم يتم العثور على شيء يذكر منها. سبب آخر للتعجب كان الإشارات العديدة المنقوشة لـ "الخبز"، مصحوبا بالرمز الهيروغليفي البارز الخاص بالضوء والتي وجدت منقوشة في هيكل الملوك. إلا أن الإكتشاف الذي سبب الحيرة الكبرى كان ازالة التراب من شيء معرف على أنه مفكزت الغامض الذي بدا أن رمزية الخبز مرتبطة به.

في إحدى حجرات التخزين كانت هناك كمية كبيرة من طبقة سمكها عدة بوصات من مسحوق أبيض ناصع خالي من الشوائب. في ذلك الزمان اقترح البعض بأن المسحوق يمكن أن يكون من بقايا عملية استخراج النحاس لكن سرعان ما عرف بأن استخراج النحاس لا ينتج عنه أي مسحوق أبيض بل يتخلف عنه خبث أسود كثيف. إضافة لذلك لم يكن هناك مصدر نحاس لعدة أميال في المنطقة المجاورة للمعبد وعلى كل حال فإن عمليات استخراج النحاس القديمة كانت ظاهرة في الأودية البعيدة.

وخمن البعض بأن المسحوق هو رماد ناتج من احراق النباتات للحصول على مادة قلوية لكن لم يتم العثور على أي آثار بقايا نباتات. بسبب عدم وجود أي تفسير آخر فقد تم الاستنتاج بأن المسحوق الأبيض والأحجار المخروطية ربما كانت مرتبطة بنوع من طقوس التضحية لكن مرة أخرى تم بيان أن ذلك هو معبد مصري وأن تقديم القرابين الحيوانية لم يكن من ضمن الشعائر المصرية. إضافة لذلك لم تكن هناك أي عظام أو أي مادة مختلفة داخل الـ "مفكتز" والتي ظهرت لكل العالم على أنها كمية من مسحوق التالك TALCUM المقدس.

وتم أخذ كمية من المادة الغامضة إلى بريطانيا للفحص ولكن لم يتم نشر أي نتائج. البقية (التي تركت مكشوفة لعوامل الطبيعة بعد 3000 سنة) فقد تركت لتكون ضحية لرياح الصحراء. لكن على كل حال فما أصبح واضحا هو أن ذلك المسحوق يشبه ظاهريا ما كان يعرفه أهل بلاد ما بين النهرين القدماء على أنه حجر النار أو شيم آن نا ـ المادة التي كانت تصنع في شكل كعك خبز وتستعمل في تغذية الأجسام النورانية الخاصة بالملوك البابليين وفراعنة مصر. ذلك بالطبع يفسر نقوش المعبد التي تشير لأهمية الخبز والنور، وذلك المسحوق الأبيض ( شيم آن نا) يتطابق مع المن الذي وضعه هارون في تابوت العهد. في مصر كان الكعك المصنوع من هذا المسحوق يسمى بطعام الـ شيفا SCHEFFA في حين سماه بني إسرائيل بالخبز المقدس shewbread.
osiris4.jpg

ويخبرنا سفر الخروج بأن كبير الصناع الذي صنع خبز الـمقدس لموسى في سيناء كان هو بيزاليل ابن أوري بن هور.
لكن بيزاليل لم يكن خبازا بل كان صائغا معروفا فهو الرجل نفسه الذي صنع الزينات الذهبية للمعبد المتنقل وتابوت العهد. ذلك يتفق تماما مع وظيفة كبار الصناع الكهنوتيين في بلاد ما بين النهرين.

كانوا كبار الحدادين و علماء المعادن الخاصين بتوبال كاين الذين كانوا يصنعون الشيم آن نا من الذهب الخالص. بالنسبة للبوتقة والأحجار المخروطية والمجموعة الكبيرة من الخزانات والمناضد والمعدات التي جعلت معبد سيناء يبدو كمعمل ضخم أكثر من كونه مكان تعبد، فما يتضح هو أنها بالفعل بوتقة صهر معادن ولاشيء غير ذلك. ما وجده بيتري فعليا كان ورشة الخيمياء السحرية الخاصة باخناتين والثمانية عشر أسرة فرعونية التي سبقته في حكم مصر ـ معبد ومعمل كان فرن التعدين يزأر فيه وينفث الدخان لانتاج حجر النار المقدس الشيم آن نا سريع الدوران. فجأة يصبح لكلمات سفر الخروج معنى ونحن نعيد قراءتها بفهم جديد تماما:ـ "جبل سيناء كان مغطى بالدخان لأن الرب نزل علية في نار تصاعد دخانها كدخان فرن واهتز الجبل بأكمله بشدة".

نقرأ في سفر الخروج أن موسى أخذ العجل الذهبي الذي صنعه بني إسرائيل وأحرقه بالنار وسحقه ليصبح مسحوقا أبيض اللون. تلك هي بالضبط العملية التي تحدث في فرن الشيم آن نا، ومن الواضح أن كهنة حتحور المصريين ظلوا مشعلين لنار انتاجه لأجيال عديدة قبل أن يدخل كهنة آتين في الأمر في زمن موسى. في الواقع كان الفرعون تحتمس الثالث هو الذي أعاد تنظيم مدارس الأسرار القديمة الخاصة بتحوت وأنشأ المدرسة الملكية لكبار الصناع بالكرنك. كانوا يعرفون باسم " جماعة الأخوة البيضاء العظمى" بسبب انشغالهم بالمسحوق الأبيض الغامض. وأصبح أحد فروع هذه الجماعة متخصصا في الطب والشفاء وأصبحوا يعرفون في أزمان بعيدة لاحقة بالمعالجين المصريين وقد مدوا نشاطهم حتى فلسطين خاصة في مستوطنة قمران في يهوذا حيث ازدهروا وأصبحوا طائفة الأساسيين Essenes. لكن ما الذي كان يميز الإلهة حتحور؟ لماذا كانت هي إلهة كهنة سيناء؟

حتحور كانت كبرى إلاهات التمريض وكإبنة لرع قيل أنها أنجبت الشمس. كانت في الأصل تعرف بأنها "ملكة الغرب" وسيدة العالم السفلي الذي قيل أنها تأخذ إليه أولئك الذين يعرفون التعاويذ الصحيحة. كانت حامية الأنوثة المبجلة، سيدة شجرة التين وإلهة الحب والأضرحة والأغاني. وكان يقال أن الفراعنة يستمدون قدسيتهم من شرب لبن حتحور ليصبحوا هم أنفسهم آلهة.

في أحد الألواح الصخرية قرب مدخل كهف جبل صرابيط نقش يمثل تحتمس الرابع في حضرة حتحور. وأمامه قائمان لتقديم القرابين مكللان بزهور اللوتس وخلفه رجل يحمل كعكة مخروطية من الخبز الأبيض. ونقش آخر يمثل البناء أنخيب مقدما كعكتين من خبز شيم آن نا للملك، وهناك رسومات مشابهة في أماكن أخرى في مجمع المعبد. ربما كان أشدها دلالة يمثل حتحور وأمنحوتب الثالث. الإلهة تحمل عقدا في إحدى يديها في حين تمد للفرعون الرمز الخاص بالحياة والملك بيدها الأخرى.

خلفها الخازن سوبيخوتيب ممسكا باستعداد كعكة خبز أبيض مخروطية. وسوبيخوتيب موصوف بأنه " المشرف على أسرار بيت الذهب الذي أحضر الحجر النبيل الثمين لصاحب الجلالة". لقد ذكرت سابقا أنه عند خروجهم من مصر إلى سيناء في طريقهم لأرض كنعان فقد كان متوقعا أن يتم تعريف بني إسرائيل بقوانين ومراسيم وطنهم الجديد. إلا أنه رغم أن ذلك كان جزءا من الحالة فإن الموقف كان معكوسا 0جة كبيرة فيما يخص الناحية الدينية حيث كانت العادات المصرية يتم تعريف العبرانيين بها. كان يهوه قد أعلن عن حضوره لأول مرة على جبل سيناء.
ولكونه كان من مؤيدي آتين فقد سأل موسى هذا الرب والسيد الجديد من هو وكانت الإجابه " أنا أكون أنا" والتي أصبحت في اللغة العبرية المنطوقة يهوه. لكن ولزمن طويل بعد ذلك كان بني إسرائيل ممنوعين من نطق إسم يهوه باستثناء الكاهن الأعلى الذي كان مسموحا له الهمس بالإسم مرة واحدة في السنة وهو في خلوة. كانت المشكلة أن الصلوات يفترض أنها يجب أن تقال لهذا الإله الرئيس الجديد لكن كيف يعلم هو أن الصلوات موجهة له إن كان اسمه لايذكر؟ كان بني إسرائيل يعرفون أن يهوه لم يكن مماثلا لآتين (أدونهم التقليدي أو الرب) لذلك فقد افترضوا أنه مكافئ لإله الدولة العظيم في مصر حتى لو لم يكن هو نفسه. لذلك فقد لإضافة اسم إله الدولة لجميع الصلوات بعد ذلك، وإسم ذلك الإله كان آمين. حتى يومنا هذا لا زال اسم آمين يتلى في نهاية الصلوات.

حتى صلاة الرب المسيحية المشهورة (حسبما تظهر في إنجيل ماثيو) منقولة من أصل مصري يبدأ بآمين، أمين الذي في السماوات..." أما فيما يخص الوصايا العشر (التي قيل أنها أعطيت لموسى من قبل الله على الجبل) فهي أيضا من أصل مصري وهي مشتقة مباشرة من التعويذة رقم 125 من كتاب الموتى المصري.

لم تكن شرائع سلوكية جديدة ابتدعها بني اسرائيل بل كان ببساطة تعبيرات جديدة عن الاعترافات الشعائرية للفراعنة. مثلا الاعتراف " أنا لم أقتل" تم ترجمته ليكون الوصية " يجب ألا تقتل"، " أنا لم أسرق" أصبحت" يجب ألا تسرق"، " أنا لم أكذب" أصبحت " لا تشهد شهادة الزور" وهكذا دواليك. لم تكن الوصايا العشر فحسب مستمدة من الطقوس المصرية بل حتى المزامير تم إعادة صياغتها من الأناشيد الدينية المصرية (رغم أنها منسوبة إلى الملك داؤود).

حتى سفر الأمثال بالعهد القديم المعروف على أنه "كلمات سليمان الحكيمة" مترجم حرفيا تقريبا للعبرية من كتابات حكيم مصري اسمه امينيموبي.

هذه موجودة حاليا بالمتحف البريطاني ويمكن إرجاع سفر الأمثال آية آية لهذا الأصل المصري. حاليا اكتشف أنه حتى كتابات أمينيموبي مستخلصة من عمل أقدم يعرف بحكمة بتاح حوتب يرجع لأكثر من 2000 قبل عصر سليمان. إضافة لكتاب الموتى وحكمة بتاح حوتب العتيقة استخدمت نصوص مصرية أخرى متنوعة في تأليف التوراة. هذه تتضمن نصوص الهرم ونصوص الكفن التي تم فيها ببساطة تحويل الإشارات للآلهة المصرين إلى إشارات للإله العبري يهوه. في كتابي سلالة الكأس المقدسة Bloodline of The Holy Grail أوضحت مسألة أن طراز المسيحية الحديث الذي تطور من الكنيسة الرومانية في القرن الرابع الميلادي كان في الواقع هجينا مختلقا ـ دين مبني على أفكار مأخوذة من ديانات أخرى عديدة بما فيها بالطبع اليهودية. الآن يتضح أن اليهودية نفسها لم تقل تهجينا في أيمها الأولى حيث أصبحت مركبة من التراث المصري والكنعاني وتراث بلاد ما بين النهرين، بقصص وأغني دينية وصلوات وطقوس آلهة متنوعة مختلفة تم جمعها معا وربطها بمفهوم الإله الواحد المبتدع حديثا.

ما يثير الاهتمام على وجه الخصوص أنه من الناحية التاريخية فإن تلك العملية لم يتم تخليقها تماما في عهد إبراهيم ولا حتى في عهد موسى المتأخر عنه. إنها لم تكتمل حتى القرن السادس قبل الميلاد حين تم أسر عشرات الآلاف من بني إسرائيل من جانب الملك نبوخذ نصر ملك بابل. حتى ذلك الحين كانت السجلات العبرانية وسجلات بني إسرائيل تشير لأي عدد من الآلهة أو الإلهات بأسمائهم الفردية، وتحت تصنيف جماعي الـ "ايلوهيم" (وتعني الآلهة بالعبرية ـ المترجم). عبر 500 سنة بعد الأسر فقد كان الكتاب المقدس يوجد فقط على هيئة سلسة من الكتابات المنفصلة تماما ولم يتم تجميعها في مجلد واحد إلا بعد عهد يسوع. يسوع نفسه لم يسمع أبدا مصطلح العهد القديم أو الكتاب المقدس لكن الكتابات المقدسة التي كانت متاحة له تضمنت العديد من الأسفار التي لم يتم اختيارها لتصبح جزءا من التجميع المعروف لدينا اليوم.الغريب أن بعض هذه الأسفار لا زالت مذكورة في نص الكتاب المقدس الحديث على أساس أنها كانت مهمة بالنسبة للثقافة الأولى. هذه الأسفار تتضمن سفر الرب وسفر حروب يهوه وسفر جاشر. لم لم يتم ضمها؟

السبب هو ببساطة أن محتواها لم يناسب دين يهوه الجديد الذي كان يتم تخليقه. على سبيل المثال فإن جاشر هو الإبن المولود في مصر لكالب صهر أول قضاة إسرائيل أوثنيل و حامل العصا الملكي المعين الخاص بموسى. يعتقد عموما أن موقع سفر جاشر في التوارة هو بين سفر التثنية وسفر يشوع لكنه استبعد من جانب محرري التوراة لأنه يلقي ضوءا مختلفا تماما على سلسلة الأحداث التي جرت في جبل حوريب بسيناء.

رواية سفر الخروج الشائعة تشرح أن يهوه أصدر تعليماته لموسى بخصوص السادة والخدم وحب الاستحواز و سلوك الجيرة والجريمة والزواج والأخلاق وأمور أخرى بما فيها قاعدة الالتزام بعدم العمل يوم السبت، إضافة للوصايا العشر. لكن في سفر جاشر (الذي هو سابق لكتابات سفر الخروج) فإن هذه القوانين والأحكام لم تلق إلى موسى من جانب يهوه. في الواقع فإن يهوه غير مذكور فيه إطلاقا. يقول سفر جاشر بأن القوانين الجديدة لقنها لموسى وبني إسرائيل شعيب كبير كهنة مدين وسيد الجبل. بمعنى أن شعيب كان الحاكم العام لمعبد سيناء. باللغة العبرية فإن اللقب سيد (أو السامي) الجبل ترجم على أساس أنه "إيل شداي" وهذا أمر ذو دلالة لأن ذلك بالضبط هو الإسم الذي قيل لموسى عندما سأل الرب أن يكشف عن هويته. قال الرب " أنا أكون أنا" أنا هو ذلك الذي كان إبراهيم يسميه " إيل شداي". " أنا أكون أنا" تبدلت في النهاية لتصبح الإسم يهوه، ولكن حسبما ورد في سفر جاشر(ويؤكده سفر الخروج إذا تمت قراءته بصورة صحيحة) فإن ذلك الرب لم يكن إلها معبودا وإنما كان شعيب ـ إيل شداي، الحداد العظيم وكبير الصناع بمعبد حتحور. وبوضع ما تم تلقيننا له عن خصائص بعض نصوص الكتاب المقدس جانبا أعتقد أنه من العدل أن أقول أنه ليس هناك الكثير منا ممن يدرس الأسفار بنفسه. نتيجة لهذا فإن الصور التي نتخيلها هي ما تلقناه من الكتب المصورة والأفلام.

هوليوود على سبيل المثال أثارت فخرنا بتصويرها لموسى على الجبل والرب يفجر نحتا كلمات الوصايا العشر على شريحتين ضخمتين لا يكاد يمكن حملهما من حجر الجرانيت. لكن في سفر الخروج لا يوجد مثل هذا التصوير حيث يقول بأن الوصايا تمت كتابتها من جانب موسى نفسه (بإملاء من الرب) بعد أن كسر الألواح الأولى التي سبق أن اعطيها. أما القسم الآخر من رزمة سيناء وهو ألواح الشهادة فإن تعاليم القبالة والمدراش تقول بأنها كانت محفوظة داخل حجر كريم مقدس وضعه موسى" في كفه".ذلك هو نفس الحجر المقدس الذي قيل أن الملك سليمان ورثه. في نصوص مصر المبكرة كان يسمى بلوح هرمس، والذي حوى حكمة تحوت. وفقا لسجلات بلاط التنين الملكي القديم (الذي أسسته الملكة سوبيكنيفرو سنة 1785 ق م) فإن أحد حراس اللوح الأوائل كان كيم كبير كهنة منديس. كلمة كيم (أو خيم) تعني السواد ومن هذا الجذر اشتقت كلمة الكيمياء ـ علم اشتقاق النور من الظلام. بالنسبة لنا فإن خيم معروف بصورة أفضل على أنه حام المذكور في التوراة، جد نمرود والذي لعن العبرانيون عائلته لأن تراثه التاريخي كان يتضارب مع الثقافة المبنية على يهوه.

قراء الروايات الغوطية وكتب السحر سيتعرفون بالطيع على اسم خيم منديس. كثيرا ما يرمز له بتيس وهو بالضيط شعار حام في مصر القديمة. الفرق الوحيد هو أنه في التعاليم المسيحية اللاحقة أصبح التيس رمزا للشيطان. ما نكتشفه الآن هو أنه بتتبع حكاية خيم منديس فإنها تقودنا مباشرة لمعبد سيناء ومسحوق الذهب الأبيض. منديس كانت مدينة رئيسية في دلتا النيل وكان خيم هو رئيس المعبد المحدد الخاص بعصر برج الجدي العاشر. بسبب برج الجدي هذا أصبح شعاره هو التيس الذي يرمز له عموما بنجمة خماسية مقلوبة لها نقطتا قمة هما قرنا تيس منديس. جانبا النجمة المنحدران يمثلان الأذنين ونقطة القاعدة المفردة تمثل اللحية.

عندما يتم النظر للنجمة الخماسية وهي مقلوبة بهذه الكيفية فإنها تعتبر رمزا ذكريا في حين أن النجمة الخماسية غير المقلوبة هي أداة أنثوية ( رمز خاص بكوكب الزهرة) وفي تلك الحالة فلها نقطة قمة واحدة. في وضعية النجمة الخماسية الذكرية فإن خيم يعرف شخصيا بواسطة طقم من الزمرد موضوع مركزيا في نقطة التقاء القرنين. عند قلب الوضع تصبح النجمة الخماسية أنثوية حيث تصبح نقطة القمة الفردية هي رأس الإلهة. في هذا الوضع تكون النقاط الجانبية هي الأذرع في حين تصبح النقطتان التوأمان سيقان الإلهة في حين تصبح جوهرة كوكب الزهرة الزمردية في وضع مهبل. في بعض الأحيان تصور نجمة خيم الخماسية المقلوبة بلهيب متصاعد من الجوهرة المقدسة بين القرنين. هذا اللهيب يوصف تقليديا بأنه ضوء نجمي، لكن عند قلب النجمة لتصبح في وضعية كوكب الزهرة فإن لهب الرحم يعرف على أنه لهب النجمة، الخلاصة القمرية للإلهة. منذ أقدم العصور وسواء كانت تمثل الضوء النجمي أو نار النجمة كانت النجمة الخماسية تدل على التنوير الفكري. وقد ربطت بتقاليد يوم السبت السابقة للديانة اليهوديةـ فترة شعائرية للتأمل والحصول على خبرة خارج تعب العمل العمومي. لهذا السبب كان خيم منديس يسمى " تيس السبت" والذي اشتق منه استعمال كلمة "سبتي Sabbatical" في الدوائر الأكاديمية.
f03caeed56cc95fcaebf961b013369.jpg

بالنظر لهذا التراث القديم قدم التاريخ لا يثير الدهشة كون النجمة الخماسية والتيس السبتي أصبحا مرتبطين بالمسيحيين الذين لا يتبعون المسيحية التقليدية (مثل جماعة الكاثارس في لانجويدوك) منذ العصور الوسطى. في المقابل فإن الكنيسة المسيحية التقليدية سعت لقمع حكمة مدارس الأسرار القديمة عن طريق خلق دين مهجن مبني على الخلاص من شيء غير معروف ـ خلاص يمكن تحقيقه فقط عن طريق خضوع الناس لسلطة الأساقفة. كنتيجة لذلك فإن فإن تعاليم حركة الغنوصيين المبنية على الروحانية (التي سعت لإكتشاف المجهول) اعتبرت كفرا من جانب محاكم التفتيش واعتبرت النجمة الخماسية والتيس رمزا للسحر الأسود و الشعوذة. منذ ذلك الحين (وحتى الآن في بعض الدوائر) فإن الإنجاز الفردي والتعلم الذي لا يتفق مع آراء الأساقفة اعتبر هرطقة.

وأصبحت الحكمة التي يتوصل إليها الإنسان بنفسه شيئا مخيفا بحيث تم وصم التيس بأنه رمز الشيطان نفسه. يبدو ذلك جليا في أكداس الروايات الدعائية التافهة (التي كتبها دنيس ويلتي وآخرون) حيث تكثر الصلبان crucifixes والماء المقدس على أساس أنها أسلحة تستخدم ضد وكيل الشيطان المزعوم. حام (أو خيم) مذكور في التوراة أنه ابن نوح ولكنه في السجلات الأقدم معرف (وكذلك يافث) على أنه ابن حداد وصائغ عظيم هو توبال كاين الذي يعرفه المؤرخين جيدا على أنه الملك ميسكالام ـ دوغ بطل الأرض الطيبة. في تراث فلسطين القديم فإن خيم كان مرتبطا بعزازيل برج الجدي الذي (وفقا لسفر إدريس) عرف الناس بـ" جميع المعادن وفن تشكيلها واستخدام الأنتيمون". الأنتيمون هو العنصر الأسود الذي يعرف أيضا باسم ستيبيوم. وهو مكون أساسي في العملية الخيميائية التحضيرية لانتاج حجر الفلاسفة.

في العالم العربي القديم كان الأنتيمون يعرف بالكحل ـ الزئبق الفلسفي عالي النقاء المحضر من روح النبيذ المعدلة بالأنتيمون. عزازيل برج الجدي في الواقع مذكور في التوراة لكن ليس في ترجمتها الإنجليزية المعترف بها. في سفر اللاويين اللاتيني Vulgate هناك إشارة مبكرة لعادة التكفير عن الذنوب حيث يقول السفر بأن هارون سيقترع تيسين " أحدهما للرب والآخر لعزازيل". التيس الذي تجعله القرعة في جانب الرب يتم ذبحه كقربان تكفير عن الخطايا أما الآخر فيطلق في البرية ككفارة. الترجمة الإنجليزية المألوفة 0جة أكبر تثير الحيرة بعض الشئ لأن كلمة عزازيل تم ابدالها بكلمة "تيس الهروب" scapegoat. سبب التبديل هو ببساطة أن النص الأصلي صرح بوضوح أن قرابين العبرانيين كانت تقدم لكلا من يهوه وخيم ـ عزازيل ، في حين أن سفر إدريس (الذي لم يتم ضمه للتوراة المعترف بها) يلفت انتباه القارئ للصلة المباشرة بين عزازيل والخيمياء الهرمسية.

في تراث مدارس أسرار جماعة الصليب الوردي فإن كتابات خيم (باللاتينية تابولا سامارقدينا هرمتيس) مسجلة على أنها "هي أقدم دلائل الكلدانيين فيما يخص حجر الفلاسفة). حيث أنها كانت مربوطة بحكمة تحوت (أو هرمس) فإنها كانت تعرف كتعاليم هرمسية، وكانت تربط مباشرة بخيمياء النار الخاصة ببناء الأهرام.

إسم هرمس نفسه مشتق من كلمة هرما التي تعني كوم أحجار والهرم الأكبر كان يسمى "حرم تحوت". كلمة بير Pyr التي اشتق منها كلمة بيرو pyro و pyre و هرم pyramid في الواقع تعني نار ـ وقد سميت الأهرامات بذلك لأنها "ولدتها النار". يقود هذا إلى أحد الأسئلة الكبرى التي لا إجابة لها: كيف تم بناء الأهرام؟ هل تم رفع الآلاف من الكتل الضخمة من قبل مئات ألوف العبيد الذين لم يستعملوا شيئا سوى الحبال والمنحدرات طيلة مدة غير معروفة من الزمن مثلما يقول به التخمين الشائع؟ بالتأكيد كلا.

لبناء مستوى منحدر يصل لقمة الهرم الأكبر بميل يبلغ 1: 10 كان سيتطلب منحدرا طوله 4800 قدم (حوالي 1463 متر) وحجمه يساوي ثلاثة أضعاف حجم الهرم نفسه. كما سبق وأن رأينا فإن مسحوق حجر النار السامي هو موصل كهرباء فائق أحادي الذرات. إنها مادة غريبة قوة جاذبيتها أقل من صفر. التجارب الحديثة على مسحوق الذهب الأبيض المدهش هذا أثبتت أنه تحت ظروف معينة فإن وزنها يقل ليصبح أقل من لاشيء ويمكن جعلها تختفي في بعد مجهول.أما أشد خصائصها إثارة للاهتمام أنها تركب فوق مجال الأرض المغناطيسي بحيث أنها عندما تكون في حالة جذب قدره صفر فإنها قادرة على نقل خاصية إنعدام الوزن للجسم الذي يحملها وبذلك يسهل رفعه. هذا الجسم يمكن أن يكون صحن في المختبر أو وعاء أو منضدة ـ أو بنفس السهولة يمكن أن يكون كتلة حجرية ضخمة ! يحكي التراث القديم أنه في المستودع السري بغرفة الملك داخل مبنى الهرم الأكبر تم وضع "أدوات حديدية وأذرع لا تصدأ وزجاج يمكن حنيه و لا ينكسر وتعاويذ غريبة". لكن ماذا وجد المستكشفين الأوائل عندما شقوا نفقا لداخل الغرفة محكمة الإغلاق؟

كان كل الأثاث الذي وجدوه بها صندوق حجري مجوف بلا غطاء ولا يحتوي على جثة بل مادة مسحوق أبيض غامضة. وقد أدعي إدعاء أجوف بأن تلك المادة هي حبيبات الفلسبار والمايكا وكلاخهما من معادن مجموعة الألومنيوم والسليكا. خلال أبحاث مسحوق الذهب الأبيض مؤخرا فقد وجد أن الألومنيوم والسيليكا هما من المعادن التي تظهر دائما عند التحليل الكيميائي بالطرق التقليدية لعينة حبيبية معروف أنها تتكون من مائة في المائة من مركب خاص بمجموعة البلاتين. يتم الكشف العياري المختبري عن طريق إشعال قوس تيار كهربائي مباشر لمدة 15 ثانية عند درجة حرارة سطح الشمس البالغة 5500 درجة مئوية. لكن بالنسبة لمسحوق الذهب الأبيض فإن إطالة زمن القوس لمدة أطول من مدة طريقة الاختبار العادية أظهر معادن مجموعة البلاتين النبيلة التي تتكون منها المادة حقا. بسبب القصور الموجود في طرق الاختبار التقليدية فإن 5 في المائة من وزن دماغنا الجاف يقال أنه كربون في حين ان الاختبار الأكثر دقة يكشف أنها معادن مجموعة البلاتين الايريديوم والروديوم في حالة دوران مغزلي إلكتروني عالي. حجرة الملك في الحقيقة صممت لتكون ذات توصيلية كهربائية فائقة قادرة على نقل الفرعون إلى بعد آخر في الفضاء الزماني المكاني. وهنا كان يتم إقامة شعيرة عبور الفرعون حسب كتاب الموتى المصري.

مفتاح شعيرة العبور هذا معرف بنقش مخروطي واحد قرب مدخل الحجرة. هذا الرمز الهيروغليفي ـ النقش الهيروغليفي الوحيد القابل للتحقق منه في كل هضبة الجيزة وهو نفسه الذي ظهر عدة مرات في معبد جبل سيناء وهو يقرأ ببساطة شديدة : "خبز". في محتوى هذا الحديث فقد عبرنا خارج حدود التوراة لنشهد العملية الخيميائية العلمية التي سهلت تكوين ملوك الكأس المقدسة. هذه السلالة الوارثة للملك بصورة متعاقبة من قابيل عبر مصر حتى الملك داؤود ومنه إلى يسوع تم استيلادها عمدا ليكونوا مزودي الأرض بالنور. كانوا أبناء الآلهة حقا الذين تم تغذيتهم في البدء مباشرة بالنار النجمية الأنوناكية قبل حوالي 3800 ق م وبعد ذلك ببدائل معدنية ذات دوران الكتروني مغزلي عالي high spin منذ حوالي سنة 2000 ق م.

باختصار فانهم استولدوا ليكونوا قادة للجنس البشري وكان يتم الحفاظ عليهم في حالة عقلية وجسدية سامية: البعد النهائي للـ 44% المفقودة ـ بعد مدار النور ـ مستوى شارون. لم يتم الكشف عن مخازن السجلات المصرية وسجلات بلاد ما بين النهرين وسوريا وأرض كنعان من تحت رمال الصحراء إلا خلال الـ 150 عاما الأخيرة وبصورة أكثر تحديدا خلال الـ 80 عاما الأخيرة. الدليل الوثائقي المباشر السابق لعهد التوراة ظهر الآن على الأحجار والفخار والجلود والبردي، وهذه المستندات التي تبلغ عشرات الآلاف شاهدة على قصة أشد إثارة بكثير مما حكي لنا.لو كانت هذه السجلات متاحة عبر الأجيال فإن مفهوم كون تمتع جنس معين من البشر بوحي إلهي مفرد ما كان سينشأ، واقتصار يهوه ـ الذي أعمانا لأطول وقت، وجعلنا في وضع شبه حربي ضد أتباع الديانات الأخرى الذين يتبعون تراثهم الخاص بهم ـ ما كان سيرسخ بهذه الطريقة المتكبرة. شيئا فشيئا بينما تتم اكتشافات جديدة فإنه يتضح أننا الآن نخرج من ظلام مفاهيمنا المسبقة التي لا أساس لها. رغم ذلك فإن التلقين من جانب الكنيسة عبر القرون يجعل من الصعب التخلي عن التعاليم الحصرية للتراث المتولد المحرف وذلك لصالح تنوير أعظم من جانب من كانوا حاضرين حقا في ذلك الزمان.

إن ما يبعث الأمل هو أن منحنى التعلم لم ينته بعد. مثلما أن الحقل الجليدي glacier هو استمرار لنشاط بعمر التاريخ فكذلك هي الحكمة القديمة التي تصل إلينا الآن شيئا فشيئا، بحيث يكون كل وجه من أوجه التعلم جاهزا ليتم وضعه فوق المعرفة السابقة. من حسن الحظ فإن فجر الوعي قد انبلج ومضى زمن على انبلاجه ،وفي حين أنه لا يزال البعض يختار النظر للوراء لما هو خلف حجابه، فإن العديدين سيخطون بقوة إلى الألفية الجديدة ليشهدوا شروقا ساطعا جديدا ـ كشف عن احتمالية غير محدودة واسترجاع لموروثنا العالمي الحقيقي.

انتهى ما اقتطفته من هذه الدراسة ، وقد وردت فيه إشارة لمادة مسحوق الذهب الأبيض. هذه المادة العجيبة اكتشفت في أواخر التسعينات من القرن الماضي وسبب اكتشافها يعود لمزارع أمريكي يدعى ديفيد هيدسون أراد أن يزيد من دخله عن طريق وضع وحدة لاستخلاص الذهب من التراب في حقله الذي كان قد لاحظ وجود تبر الذهب في تربته. لكن آلة استخراج الذهب كانت تخرج الذهب ممزوجا بمسحوق أبيض وفكر هيدسون أنه إذا استطاع التخلص من هذا المسحوق فسيزيد انتاجه من الذهب وهكذا قرر أن يقوم بتحليل كيميائي لمعرفة ما هي تلك المادة فبعث بعينات منها لعدة مختبرات وكانت دهشته الشديدة أن نتيجة التحليل أتت مختلفة وحين طلب من المختبرات إعادة التحليل فوجئ بأن مختبر كيمياء تحليلية مرموق يؤكد له بأنهم غير قادرين على تحديد ما هي تلك المادة! اضطر هيدسون لاستئجار بروفيسور في علم الكيمياء وتفريغه ليحدد ما هي تلك المادة وقضى البروفيسور عدة أشهر وهو عاجز عن التحليل إلى أن ظهرت تقنية جديدة للتحليل باستخدام القوس الكهربائي اكتشفها الروس وتسربت بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق وعند تحليل المادة بها اتضح أنها ذهب!!
Hudson.jpg

في النهاية اتضح وجود حالة أخرى للمادة لم تكن معروفة سابقاتكون فيها الكترونات الذرات في وضعية مختلفة عما هو مألوف وبالنسبة للذهب فهي تؤدي لظهور ذهب أحادي الذرة mono-atomic .

وهو يكون في هيئة مسحوق أبيض يمكن صهره ليتحول لزجاج شفاف. ولاحقا تم اكتشاف كيفية تحويل الذهب العادي لمسحوق أبيض كما تم اكتشاف كيفية إرجاع المسحوق الأبيض ليكون ذهبا. كما وجد أن فلزات مجموعة الذهب وهي البلاتين والروديوم الخ.. أيضا تخضع لنفس العملية وتتحول لمسحوق أبيض. وقد ذكر لورنس غاردنر بعض الخواص الغريبة لهذه المادة والحديث عن كل ما يتعلق بها لا تتسع له هذه العجالة لكن ديفيد هيدسون سرعان ما انتبه إلى أن هذه المادة لها نفس أوصاف حجر الفلاسفة الذي تكلم عنه الخيميائيون القدماء وأنها غالبا نفس المادة المستعملة في شعيرة عبور الفرعون وعندما قام شخص بتجربة استعمالها مع الصيام حسب الشعيرة المصرية اكتسب قدرات خارقة مثل القدرة على قراءة الأفكار وإرسالها ورؤية الكائنات الأثيرية. وقد قيل أنها بسبب خواصها التوصيلية الكهربائية الفائقة تزيد من كفاءة الدماغ البشري بعشرة آلاف مرة. غير أنه لا سبيل للتحقق من كل هذه الادعاءات غير أن المادة وجدت لها سوقابين الباحثين عن الوصول لحالات الكشف الروحاني والباحثين عن الشباب الدائم!!!!

المصادر:
تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط
 
من الواضح أن الحقب التاريخية في صراع لإخفاء حقيقة هذه المادة عن عامة الناس، وتخصيصها لفئة معينة من البشر وذلك هو السبب الذي جعلهم يعتقدون بأنهم أنصاف آلهة بمساعدة الكهنة في إخفاء العلوم. اليوم التاريخ يعيد نفسه حتى في أفلام هوليود يرسخون لمثل هذه الأفكار، أنصاف الآلهة وأبناء الأبطال والبشر المهجنين من حيوانات. أمثال زيوس وبوسايدن وأفروديت وبقية الآلهة المزعومة لم يكونوا إلا بشرا إمتلكوا هذه القدرة والقوة عبر مادة رفعت من ذبذبة الموجات العقلية وحصولهم على سرعة فائقة وقوة جسدية. لذلك قبل الطوفان كانوا أشد الحضارت قوة وبعد الطوفان سلك البشر منحى آخر في مسيرة التطور حتى باتت العلوم مخفية ومقتصرة على المعابد السرية بين الكهنة والملوك. القمع الحاصل عبر التاريخ للعلماء ما هو إلا لمنع الشعوب من معرفة الحقيقة والحصول على القوة التي ستحررهم وتشفيهم.
 
التعديل الأخير:

أداب الحوار

المرجو التحلي بأداب الحوار وعدم الإنجرار خلف المشاحنات، بحال مضايقة إستخدم زر الإبلاغ وسنتخذ الإجراء المناسب، يمكنك الإطلاع على [ قوانين وسياسة الموقع ] و [ ماهو سايكوجين ]
أعلى أسفل