سيد الأحجار السبعة
عابر الزمن الثالث
- المشاركات
- 947
- مستوى التفاعل
- 1,670
[4] تعلم التواضع Learning Humility
تعلم التواضع Learning Humility إن تنمية صفة التواضع هي خطوة نحو التنوير. فبتواضعنا نكسب الكثير ولا نخسر شيئًا. والصلاة والتأمل يعززان قوة إرادتنا في تنمية هذه الصفة الداخلية. الأنا والغرور عبث Ego and Vanity Are in Vain ذات يوم عاش معلمي في مكان مقدس في جبال الهيمالايا يسمى تونغناث...

من دون التواضع يستحيل الارتقاء نحو السماوات ، لأن التواضع هو في الحقيقة نوع من فتح المجال لله حتى يوجه الحياة ، ومن يريد السيطرة على كل شيء سيواجه خطر إيكال أمر حياته إليه ... بما في ذلك المستقبل ، وهذا يعني انغلاق الفرص التي ليست بمتناول اليد الظاهرية للكينونة، ومن عدم التواضع تولد الحياة المنغلقة ومن الحياة المنغلقة تولد المسيرة الكفاحية ومن المسيرة الكفاحية تولد المنظومة التي تسمى ب"البروليتاريا" فمعنى آخر فإن عدم التواضع هو طريق نهايته الوحيدة هي انعدام الذاتية ومشاعية الوجود.
ولكن كيف يمكن التواضع بالنسبة لشخص خائف على خسارة شيء لا يعرفه ؟
كيف يمكن التواضع دون الارتطام بالعقل الجمعي والخضوع لمقاييسه ؟
الأنا تضع حجابًا بين الطامح وعملية التعلم. عندما يصبح المرء أنانيًا فإنه يعزل نفسه وبالتالي لا يتمكن من التواصل مع معلمه وضميره ولا يتبع تعليمات المعلم. مثل هذه الأنا تحتاج إلى تقشفات وتعديلات هائلة، وبدونها تستنزف كل المعرفة.
أوضح المعلم: "الطالب عليه أن ينظف، ويخدم، ويغسل الأطباق، ويطبخ الطعام، ويجهز نفسه وينقيها، ويخدم معلمه".
ثم سأل الرجل: "وماذا يفعل المعلم؟".
قال المعلم: "المعلم يعلم فقط - و لا يقوم بأي من الأعمال الشاقة".
الرجل: "لماذا لا يمكنني أن أصبح معلمًا دون القيام بكل هذا؟ فالعمل الشاق لا علاقة له بتعلمي كيفية التدريس".
قال المعلم: "لا، ستؤذي نفسك وتؤذي الآخرين. عليك أن تفهم منذ البداية أن المسار الروحي يتسامح مع كل شيء باستثناء الأنا".
المشكلة أن هذا الكلام أسمعه منذ عشرات السنين ولكني لازلت غير قادر ولا قابل للاقتناع به، يبدو الأمر وكأن التعاليم الروحية تحاول تحطيم الأنا أكثر من محاولتها لعلاج المشكلة الأصلية ، من غير المنطقي أن تكون الأنا هي بحد ذاتها المشكلة الحقيقية ، لأن الأنا والغرور هو نوع من السلوك المعقد للكينونة ، مما يعني أنه مركب من نظام وليس كائناً بسيطاً وهذا ما يسبب صعوبة التغلب عليه.
كما أن الخوف له سبب في معقتدات اللاشعور، فالغرور والأنا لها أسباب في اللاشعور، لماذا عليها أن تكون استثناء ؟
كما أن علاج الخوف من الأمكان المظلمة لا يعتمد على "التحلي بميزة أخلاقية" بقدر ما يعتمد على "تحرير معتقدات معينة في اللاشعور"، فمهما كان الأمر خفياً، هناك تقنية ما، إذا تم تطبيقها ستزول الأنانية أو الجانب الخاطئ منها بنفس طريقة زوال الأكزيما من الجلد أو الوسواس القهري.
لا يجب الخلاص من الغرور من باب "تكسير الأنا" بل من باب يقترب إلى مبادئ العلاج النفسي.
السبب في الأنانية، مهما كان معقداً لابد أنه "قناعة العقل الباطن أن هذا السلوك ضروري لسبب ما" إما للحماية من شيء أو للحصول على شيء، وإذا تغيرت قناعة العقل الباطن تنتهي الأنانية مباشرة، أقف ضد فكرة تحميل اي كائن أي ذنب عن أي سلوك وأؤمن أن التفكير بالمشاكل كذنوب يعيق التحرر منها.
ما أعتقده أن توبيخ القرآن والكتب المقدسة للناس ، ليس نابعاً من "تخطيئهم" أو من أنهم "أوغاد وأشرار" كما هي الصورة العامة للدين، بل ، ربما كان الوعي في تلك المرحلة لا يستطيع استيعاب التفكير بطريقة بنيوية تفكيكيكة كالتي تتاح الآ، .. فملاذا نستخدم أساليب تربوية لا تتوافق مع المرحلة الراهنة ...
لا أدري ...
لكن ألا توافقني الرأي أنه لا يجب أن يكون هذا الأمر (تحرير العقل الباطن من عقدته) معتمداً على وسائل الزاهدين كالعزيمة والتواضع ؟
لماذا يجب علاج الخوف من المرتفعات أو من العناكب بطريقة علمية دقيقة، وحين يصل الموضوع للأنانية فيجب "جلد الذات وتلميع الحمامات غسل الصحون" ؟ ألا ترى أن هناك خدعة ما في الأمر ...
أحب إيجاز رؤيتي في عبارة واحدة : الغرور والتواضع وأي نوع من السلوك الأخلاقي ، سببه العميق نفسي تقني وليس أخلاقياً مهما بدا الأمر مختلفاً عن ذلك، ولا أعتقد أن شخصاً يعرف الحقيقة المطلقة والخير المطلق ثم يولى وجهه عنها ، وبحسب خبرتي في علم النفس فحتى الملكة إليزابيث والأمير وليام والاسكندر الأكبر سيوافقون على غسيل الصحون وتنظيف المراحيض لو طلبت ذلك منهم بشكل "جمالي" و"عاطفي" يمكنه البلاغ إلى أعماق وجدانهم، والتغلغل في شعورهم وكشف جمالية السلوك لهم ولكن المشكلة هي أنك تطلب منهم ذلك بطريقة غير متناغمة نفسياً وريد أن "يكسروا أنفسهم" ولذلك يبدون المقاومة وما تراه كغرور.
لا أستطيع الاقتناع إلا بوجود خدعة.