الدرب الروحي والتواضع

مواضيع سيد الأحجار السبعة

سيد الأحجار السبعة

عابر الزمن الثالث
المشاركات
947
مستوى التفاعل
1,670

من دون التواضع يستحيل الارتقاء نحو السماوات ، لأن التواضع هو في الحقيقة نوع من فتح المجال لله حتى يوجه الحياة ، ومن يريد السيطرة على كل شيء سيواجه خطر إيكال أمر حياته إليه ... بما في ذلك المستقبل ، وهذا يعني انغلاق الفرص التي ليست بمتناول اليد الظاهرية للكينونة، ومن عدم التواضع تولد الحياة المنغلقة ومن الحياة المنغلقة تولد المسيرة الكفاحية ومن المسيرة الكفاحية تولد المنظومة التي تسمى ب"البروليتاريا" فمعنى آخر فإن عدم التواضع هو طريق نهايته الوحيدة هي انعدام الذاتية ومشاعية الوجود.

ولكن كيف يمكن التواضع بالنسبة لشخص خائف على خسارة شيء لا يعرفه ؟

كيف يمكن التواضع دون الارتطام بالعقل الجمعي والخضوع لمقاييسه ؟

الأنا تضع حجابًا بين الطامح وعملية التعلم. عندما يصبح المرء أنانيًا فإنه يعزل نفسه وبالتالي لا يتمكن من التواصل مع معلمه وضميره ولا يتبع تعليمات المعلم. مثل هذه الأنا تحتاج إلى تقشفات وتعديلات هائلة، وبدونها تستنزف كل المعرفة.

أوضح المعلم: "الطالب عليه أن ينظف، ويخدم، ويغسل الأطباق، ويطبخ الطعام، ويجهز نفسه وينقيها، ويخدم معلمه".

ثم سأل الرجل: "وماذا يفعل المعلم؟".

قال المعلم: "المعلم يعلم فقط - و لا يقوم بأي من الأعمال الشاقة".

الرجل: "لماذا لا يمكنني أن أصبح معلمًا دون القيام بكل هذا؟ فالعمل الشاق لا علاقة له بتعلمي كيفية التدريس".

قال المعلم: "لا، ستؤذي نفسك وتؤذي الآخرين. عليك أن تفهم منذ البداية أن المسار الروحي يتسامح مع كل شيء باستثناء الأنا".



المشكلة أن هذا الكلام أسمعه منذ عشرات السنين ولكني لازلت غير قادر ولا قابل للاقتناع به، يبدو الأمر وكأن التعاليم الروحية تحاول تحطيم الأنا أكثر من محاولتها لعلاج المشكلة الأصلية ، من غير المنطقي أن تكون الأنا هي بحد ذاتها المشكلة الحقيقية ، لأن الأنا والغرور هو نوع من السلوك المعقد للكينونة ، مما يعني أنه مركب من نظام وليس كائناً بسيطاً وهذا ما يسبب صعوبة التغلب عليه.

كما أن الخوف له سبب في معقتدات اللاشعور، فالغرور والأنا لها أسباب في اللاشعور، لماذا عليها أن تكون استثناء ؟

كما أن علاج الخوف من الأمكان المظلمة لا يعتمد على "التحلي بميزة أخلاقية" بقدر ما يعتمد على "تحرير معتقدات معينة في اللاشعور"، فمهما كان الأمر خفياً، هناك تقنية ما، إذا تم تطبيقها ستزول الأنانية أو الجانب الخاطئ منها بنفس طريقة زوال الأكزيما من الجلد أو الوسواس القهري.

لا يجب الخلاص من الغرور من باب "تكسير الأنا" بل من باب يقترب إلى مبادئ العلاج النفسي.

السبب في الأنانية، مهما كان معقداً لابد أنه "قناعة العقل الباطن أن هذا السلوك ضروري لسبب ما" إما للحماية من شيء أو للحصول على شيء، وإذا تغيرت قناعة العقل الباطن تنتهي الأنانية مباشرة، أقف ضد فكرة تحميل اي كائن أي ذنب عن أي سلوك وأؤمن أن التفكير بالمشاكل كذنوب يعيق التحرر منها.

ما أعتقده أن توبيخ القرآن والكتب المقدسة للناس ، ليس نابعاً من "تخطيئهم" أو من أنهم "أوغاد وأشرار" كما هي الصورة العامة للدين، بل ، ربما كان الوعي في تلك المرحلة لا يستطيع استيعاب التفكير بطريقة بنيوية تفكيكيكة كالتي تتاح الآ، .. فملاذا نستخدم أساليب تربوية لا تتوافق مع المرحلة الراهنة ...

لا أدري ...

لكن ألا توافقني الرأي أنه لا يجب أن يكون هذا الأمر (تحرير العقل الباطن من عقدته) معتمداً على وسائل الزاهدين كالعزيمة والتواضع ؟

لماذا يجب علاج الخوف من المرتفعات أو من العناكب بطريقة علمية دقيقة، وحين يصل الموضوع للأنانية فيجب "جلد الذات وتلميع الحمامات غسل الصحون" ؟ ألا ترى أن هناك خدعة ما في الأمر ...

أحب إيجاز رؤيتي في عبارة واحدة : الغرور والتواضع وأي نوع من السلوك الأخلاقي ، سببه العميق نفسي تقني وليس أخلاقياً مهما بدا الأمر مختلفاً عن ذلك، ولا أعتقد أن شخصاً يعرف الحقيقة المطلقة والخير المطلق ثم يولى وجهه عنها ، وبحسب خبرتي في علم النفس فحتى الملكة إليزابيث والأمير وليام والاسكندر الأكبر سيوافقون على غسيل الصحون وتنظيف المراحيض لو طلبت ذلك منهم بشكل "جمالي" و"عاطفي" يمكنه البلاغ إلى أعماق وجدانهم، والتغلغل في شعورهم وكشف جمالية السلوك لهم ولكن المشكلة هي أنك تطلب منهم ذلك بطريقة غير متناغمة نفسياً وريد أن "يكسروا أنفسهم" ولذلك يبدون المقاومة وما تراه كغرور.

لا أستطيع الاقتناع إلا بوجود خدعة.
 
من دون التواضع يستحيل الارتقاء نحو السماوات ، لأن التواضع هو في الحقيقة نوع من فتح المجال لله حتى يوجه الحياة ، ومن يريد السيطرة على كل شيء سيواجه خطر إيكال أمر حياته إليه ... بما في ذلك المستقبل ، وهذا يعني انغلاق الفرص التي ليست بمتناول اليد الظاهرية للكينونة، ومن عدم التواضع تولد الحياة المنغلقة ومن الحياة المنغلقة تولد المسيرة الكفاحية ومن المسيرة الكفاحية تولد المنظومة التي تسمى ب"البروليتاريا" فمعنى آخر فإن عدم التواضع هو طريق نهايته الوحيدة هي انعدام الذاتية ومشاعية الوجود.

ولكن كيف يمكن التواضع بالنسبة لشخص خائف على خسارة شيء لا يعرفه ؟

كيف يمكن التواضع دون الارتطام بالعقل الجمعي والخضوع لمقاييسه ؟







المشكلة أن هذا الكلام أسمعه منذ عشرات السنين ولكني لازلت غير قادر ولا قابل للاقتناع به، يبدو الأمر وكأن التعاليم الروحية تحاول تحطيم الأنا أكثر من محاولتها لعلاج المشكلة الأصلية ، من غير المنطقي أن تكون الأنا هي بحد ذاتها المشكلة الحقيقية ، لأن الأنا والغرور هو نوع من السلوك المعقد للكينونة ، مما يعني أنه مركب من نظام وليس كائناً بسيطاً وهذا ما يسبب صعوبة التغلب عليه.

كما أن الخوف له سبب في معقتدات اللاشعور، فالغرور والأنا لها أسباب في اللاشعور، لماذا عليها أن تكون استثناء ؟

كما أن علاج الخوف من الأمكان المظلمة لا يعتمد على "التحلي بميزة أخلاقية" بقدر ما يعتمد على "تحرير معتقدات معينة في اللاشعور"، فمهما كان الأمر خفياً، هناك تقنية ما، إذا تم تطبيقها ستزول الأنانية أو الجانب الخاطئ منها بنفس طريقة زوال الأكزيما من الجلد أو الوسواس القهري.

لا يجب الخلاص من الغرور من باب "تكسير الأنا" بل من باب يقترب إلى مبادئ العلاج النفسي.

السبب في الأنانية، مهما كان معقداً لابد أنه "قناعة العقل الباطن أن هذا السلوك ضروري لسبب ما" إما للحماية من شيء أو للحصول على شيء، وإذا تغيرت قناعة العقل الباطن تنتهي الأنانية مباشرة، أقف ضد فكرة تحميل اي كائن أي ذنب عن أي سلوك وأؤمن أن التفكير بالمشاكل كذنوب يعيق التحرر منها.

ما أعتقده أن توبيخ القرآن والكتب المقدسة للناس ، ليس نابعاً من "تخطيئهم" أو من أنهم "أوغاد وأشرار" كما هي الصورة العامة للدين، بل ، ربما كان الوعي في تلك المرحلة لا يستطيع استيعاب التفكير بطريقة بنيوية تفكيكيكة كالتي تتاح الآ، .. فملاذا نستخدم أساليب تربوية لا تتوافق مع المرحلة الراهنة ...

لا أدري ...

لكن ألا توافقني الرأي أنه لا يجب أن يكون هذا الأمر (تحرير العقل الباطن من عقدته) معتمداً على وسائل الزاهدين كالعزيمة والتواضع ؟

لماذا يجب علاج الخوف من المرتفعات أو من العناكب بطريقة علمية دقيقة، وحين يصل الموضوع للأنانية فيجب "جلد الذات وتلميع الحمامات غسل الصحون" ؟ ألا ترى أن هناك خدعة ما في الأمر ...

أحب إيجاز رؤيتي في عبارة واحدة : الغرور والتواضع وأي نوع من السلوك الأخلاقي ، سببه العميق نفسي تقني وليس أخلاقياً مهما بدا الأمر مختلفاً عن ذلك، ولا أعتقد أن شخصاً يعرف الحقيقة المطلقة والخير المطلق ثم يولى وجهه عنها ، وبحسب خبرتي في علم النفس فحتى الملكة إليزابيث والأمير وليام والاسكندر الأكبر سيوافقون على غسيل الصحون وتنظيف المراحيض لو طلبت ذلك منهم بشكل "جمالي" و"عاطفي" يمكنه البلاغ إلى أعماق وجدانهم، والتغلغل في شعورهم وكشف جمالية السلوك لهم ولكن المشكلة هي أنك تطلب منهم ذلك بطريقة غير متناغمة نفسياً وريد أن "يكسروا أنفسهم" ولذلك يبدون المقاومة وما تراه كغرور.

لا أستطيع الاقتناع إلا بوجود خدعة.

ملاحظة جيدة، الطرق التي يتم تعليمها في الدرب الروحي ليست دقيقة تماما فهناك طرق علمية يمكنها ان تصيب الهدف بدقة تامة وبوقت وجيز ونتخلص من تنين الأنا

الامر شبيه بالخزنة المعدنية


safe-min.jpg

أمامنا طريقتان لفتحها للوصول الى المحتوى، الأول هو استخدام المفتاح او الرمز السري

والثانية..في حالة كنا نجهل طريقة الفتح الاولى هي استعمال القوة المدمرة، تفجيرها مثلا أو قطعها بادوات مناسبة

الغرض من قمع الانا او تدميرها أو إذلالها هو الوصول للذات الحقيقية، المراقب، هذا المراقب هو الجوهر وهو انا وانت وهو وهي الحقيقيين، هذا هو المستنير والإنسان الكامل الخارق، بدون تحييد الانا ستظل تغلف الهوية الحقيقية، كماسة محاطة بالطين.

وعندما نتحدث عن الانا فالامر ليس متعلقا بالأنانية بل أكبر من ذلك بكثير، الانا لديها مشاعرها الخاصة بها، وافكارها، واهدافها، وكل ذلك يضمحل امام نور الذات الحقيقية عندما يسطع، الانا هي النفس في الدرب الإسلامي. النفس شيء والذات الحقيقية شيء اخر

والتواضع كلمة يجب إعادة تعريفها فغالبا ما يتم تداولها وفهمها بشكل خاطئ، التواضع ليس تمريغ الوجه بالتراب او التذلل او الانحناء او الضعف، يمكن ان يكون الشخص بكامل ابهته وضيائه ومتواضعا بنفس الوقت، التواضع هو الانفتاح على المجالات اللامحدودة الممكنة للوعي والوجود، التواضع هو الحب اللامشروط تجاه كل شيء من اصغر ذرة الى اكبر الاكوان ومن اصغر المخلوقات الى اكبرها وقبول اننا دائما في رحلة تعلم.

ومع ان بعض الطرق الروحية ليست مثالية كما ذكرت لكني مع هذا احترم الدرب الروحي وكل المعلمين وساخبرك بالسبب، عند سقوط البشرية قبل حوالي 12000 سنة لم يبقى بهذه الارض حرفيا اي شيء، عاد الانسان بعدها لعيشة الحيوانات والكهوف، والناجون اضطرو لحفر الصخور والنقش عليها لحفظ ما يمكن حفظه، فقط الذين كانو مستعدين للكارثة اخذو ما اخذو معهم وقامو بتوريثه لخلفائهم وغالبا بشكل سري تماما

لم تبق هناك معرفة بالمطلق، اختفى كل شيء، الان نحن بالكاد بدأنا بالتعافى مما حصل وبالصعود نحو المجد مرة اخرى

تلك المعرفة ولو انها تفتقر احيانا للتفاصيل العلمية الدقيقة الا انها كانت افضل ما لدينا لنيل الخلاص، وفي الحقيقة لاتزال افضل ما لدينا، إلى حين أن نكتشف ماهو ادق واحسن..وهذا سيكون قريبا..أقرب مما يتوقع الكثيرون.
 
أمامنا طريقتان لفتحها للوصول الى المحتوى، الأول هو استخدام المفتاح او الرمز السري

والثانية..في حالة كنا نجهل طريقة الفتح الاولى هي استعمال القوة المدمرة، تفجيرها مثلا أو قطعها بادوات مناسبة

الغرض من قمع الانا او تدميرها أو إذلالها هو الوصول للذات الحقيقية​

المشكلة أن تدمير السور للخروج منه سيكون صائباً لو كان حفظ الجوهر أمراً مفروغاً منه وهذا سيتوقف على مدى انفصال الجوهر عن طبيعة الصندوق.

يمتلك اللص المحترف أكثر من سبب لاستخدام أسلوب "فك الشفرة" في فتح الخزنة، فالأساليب التدميرية قد تؤذي المحتوى الذي يحاول وضع اليد عليه، وقد تؤذي اللص نفسه وتمنعه من تحقيق القيمة التي يشكل المحتوى أحد عناصرها (وليس مكنونها الكلي) وقد يتسبب استخدام القوة بالضجيج ، والضجيج قد يتسبب بالتشتت ، والتشتت قد يخرب المهمة بالكامل.

لكن إذا كان المحتوى المكنون غير قابل للإيذاء أو التدمير على أي نحو وكانت الإشكالية هي الوصول للمحتوى وفقط، فحينها قد يمكن استخدام أسلوب تدمير الأنا من أجل كشف الذات الحقيقية.

حسب ما أعتقد .. أن التفكير بالجوهر (الوجود الخاص بالذات الحقيقية) كما لو كان غير قابل للتأثر بأية أسباب موضوعية تتأثر الأنا بها، يتضمن فكرة خطيرة رغم كونها قد لا تظهر بوضوح للإدراك من الوهلة الأولى؛ وهي ضرورة نوع من "القطعية المطلقة" بين وجود كينونة الأنا ووجود الذات الحقيقية.

وحدها هذه القطيعة هي ما يسمح بحفظ الذات الحقيقية عن كل التغيّرات والأحداث التي تتعرض لها الأنا، كما لو كان التخلص من الأنا هو الشيء الوحيد الذي يجب القيام به، مشكلة هذه الفكرة هي أنها تهمل فهم السبب الأساسي الذي ربط بين الأنا والذات، و"ترسخ الاعتراف بالأنا" كوجود مستقل، قائم بذاته، له قوانينه، وعلى قطيعة مع "الحقيقة".

حسناً ، قد لا تكون الأنا متطابقة مع الجوهر (الذات الحقيقية)

ولكنها شيء يتعلق بالذات الحقيقية . .

والعلاقة بين الذات الحقيقية وبين الأنا ، علاقة حقيقية، لها نوع من التأثير على طريقة وجود الذات الحقيقية

أسلوب تدمير "ماهية الأنا" سيؤثر سلباً على "طريقة وجود الذات الحقيقية" ...

فمن الواضح أن الذات الحقيقية لا تمتلك "خياراً" في وجود الأنا أو عدمه لسبب أو لآخر، وأن حذف الأنا من الوجود سيؤدي إلى حذف الذات الحقيقية أو جزء منها بطريقة ما، ولولا ذلك لأمكن للذات أن تحرر بأي وقت تريد.

وهذا يعني أن هناك جزءً من "الذات الحقيقية" في حالة "تعضي مع الأنا" وهو ما يتسبب بحياتها الواقعية المنظورة.

وتدمير الأنا (نكران الكارما) دون تحرير الذات من التعضي معها سيكون في الأغلب سبباً بحدوث كارثة ما : مثل فقدان ذلك الجزء، أو فقدان الإحساس به (وعيه) في حالة كان مطلقاً وغير قابل للفقدان.

بحيث يخضع ذلك الجزء في النهاية لنظام لاشعوري، كما لو تتملكه كينونة أخرى

هذه النقطة بالذات، هي التي تجعلني أعتقد بوجود نوع من "التآمر فوق البشري" من أجل ذلك، تقريباً، شخص أو شيء ما ارتكب جرماً أو حماقة ولا يريد أن يدفع ثمنها للوجود، ولذلك يريد أن "يلغي ملكية شخص آخر لكينونته" حتى يجعل هذه الكينونة تدفع الثمن عوضاً عنه، قد تبدو هذه النتيجة غريبة للوهلة الأولى، ولكني متأكد أن قليلاً من التركيز عليها سيجعلها تظهر كحقيقة لابد من وقوعها من أجل تفسير بعض من عدم الاتساق في نظام الوجود.

ساحاول التقريب بطريقة معينة :


تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط



"إخراج نور الكينونة من خزانة الأنا ... من خلال ذلك قد يمكن إبقاء "الشكل" الخارجي للكائن بينما قيمة وجوده الحقيقية ذهبت لخدمة جهة أخرى"

ما أحسه أن هذا العالم يتصرف بطريقة مشابهة ... إنه "يجوّف" كينونات القاطنين فيه بحيث أنهم يفقدون القدرة على السيطرة على وعيهم نتيجة عدم اقتناعهم باستحقاقهم لذلك، نتيجة إحساسهم بالذنب، نتيجة عبثهم وإشرافهم في الحياة، وفي النهاية تصبح أرواحهم في خدمة شيء مجهول لا يعرفون اسمه حتى.

من جهة أخرى ... إذا كانت الأنا هي مجال وجود الروح في العالم، ولم تكن هذه الأنا قيمة وحقيقية فإن الحياة التي تنبثق عبر شعاع عيون الأنا هي حياة فاقدة للقيمة والحقيقة.

إذا لم يكن لديك شيء تخسره على الإطلاق فلماذا تهتم بأي شيء على الإطلاق ؟ افعل كل ما يحلو لك وكل ما ترغب بفعله واختباره، بتعبير أحدهم "أنت إله تتمتع بتجربة بشرية" مثل تمتع الطفل بلعبة إلكترونية.

ولكن هذا نفي لجوهر الألوهية أيضاً ...

ما أقصده هو :

إذا كان هناك تفارق مطلق بين وجود كل من الأنا والذات الحقيقية فهناك (بالتتابع) تفارق مطلق بين حياة الأنا وعالمها وبين ما هو قيّم وجوهري"

وهذا يعني أن الحياة الخاصة بالأنا، بكلمة واحدة، غير حقيقة ..

إذا كان الأمر كذلك ، فوجود الأنا ليس نوعاً من "الانبعاث" أو "التجلي"، أو حتى "الهبوط" من المستوى الإلهي أو الجوهري أو أياً يكن كما تقول التعاليم الروحية، بل هو وجود واقعي، مستقل، مطلق، ولكن الفرق أنه لا يعتمد على الحقيقة ولا يأخذ تكوينه منها، وبالتالي سيكون رفضه وقبوله سواء.. وسيكون القضاء عليه هو محرار الروح الوحيد

ولكن من أين جاء هذا الوجود ؟

من الذي وضع تصميماً يسمح بوجود الأنا بهذه الطريقة اللامحتملة بالنسبة للروح ؟ ومن الذي أرغب الروح على الدخول إليه ...

ما علاقة الذات الحقيقية به ؟

ربما الأنا الخاصة بي لا وجود لها ، ولكن "فعلي" و"إدراكي" و"انتباهي" و"طاقة وجودي" بتجرد عن المفاهيم المستمدة من الخارج هي حقيقة مطلقة بالنسبة لي كما هو الحال بالنسبة لكل وعي في مجال وجوده الفردي، إذاً ذاتي حقيقة لا يعتمد وجودها على العلاقات الخارجية، وبالتالي على الأنا... إذن ما الذي يربطها بالأنا بحق السماء ؟

ما الذي يربط بين وجودي الحقيقي وبين المكان والزمان والكائنات، والتأثر والتأثير والعلاقات، والماضي والمستقبل والآن، والغياب والحضور والحقيقة ... فهذه النواحي هي ما يصنع الأنا خاصتي، ورفض الأنا المجمل هو رفض لكل نواحي وجودي وحياتي وتفاعلاتي وعلاقاتي وهو بالتالي، عزل للذات عن الوجود...

من أجل ذلك تخليت عن مناهج الزاهدين ...

أعني أنه إذا كان موضوع الحياة والوجود، وما خلق السماوات والارض، يريد الوصول إلى نتيجة من هذا النوع، فإذن أنا لست في المكان الصحيح...

دائماً تظنون أني مسرف في البحث عن الحقيقة وإهمال الحياة الواقعية، ولكن الحقيقة التي لا تريدون البحث عنها هي أن الوجود المادي يسير باتجاه واحد وليس له طريق مختلف، وهو عزل الوعي الذاتي عن الوجود، ولكن ليس فقط عن الوجود المادي..

قيمة البحث عن الحقيقة تفوق المتصور بشكل لا يكا يصدق، أنا شخصياً لا آخذه كنوع من الواجب الأخلاقي بل كنوع من المركزية المطلقة، التي إذا فقدت لن يتبقى شيء للبحث عنه أو الاكتراث به ... أو فعله.

________

العيش في النمط العبثي من الحياة، يبدو أنه يحمل حرية من القيود المنطقية، ولكن المشكلة في هذه الحرية هي أنها غير مؤسسة على "الإدراك" أو "الحقيقة الواقعية"، بمعنى أن العبثي معه كامل الحق في أن التصرف بحرية لا يمكن أن يكون سيئاً ، وقد يكون من الصادم ما أقترحه بهذا الخصوص ، وهو أن التصرف بحرية مطلقة حتى ولو كان سيؤذي الآخرين ظاهرياً فهو لا يحمل نوعاً من الخطأ الجوهري، لأن إيذاء الآخرين لا يؤثر على ذاتهم الحقيقية وهو نمط من أنماط تعبير الوجود عن نفسه.

ولكن الخطر الحقيقي، الذي لا يريد الناس أن ينتبهوا إليه هنا، ليس هو "عبثية التحرر" بقدر ما هو أن التحرر نفسه من دون ولادته من إدراك عميق سيمثل "حالة حرية زائفة".

حسناً، هناك حرية في القيام بأي شيء لأن الأفعال لا تؤذي الجواهر، ولكن ألا يعني ذلك أن الحياة أصبحت منفصلة عن الأمور الجوهرية ؟

تفعل ما تريد دون تدخل أحد، ولكن ذلك يحدث بنطاق معزول، شبيه بأن يكون "مجالاً خالصاً للوجود الذهني"

يبدو أنك تعيش مع الآخرين، ظاهرياً، ولكن جواهرهم منفصلة عنك وعن تفاعلاتك وجوهرك أيضاً منفصل عنهم وعن تفاعلاتهم، مشاعرهم ومشاعرك ، معزولة عن بعضها...

وبمعنى آخر فالعبثية تؤدي إلى تقبل العقل الباطن لغياب المعنى والواقعية عن الحياة. وهذا التصفيد بالمصفوفة بسبب "التركيز على الفعل" وإهمال "الدافع إليه" هو أشد أنواع الأسر سوءً لأن الشكل الظاهري هو الحرية مما يجعل فهم حقيقة وجود الاسر أمراً مستحيلاً.

_________

سأسأل بطريقة مختلفة، هناك أكثر من وسيلة لتدمير الأنا غير التواضع، أحد هذه الوسائل هي "الغرور المفرط" الذي تنعدم فيه المقاييس ، أو "التصرف بجنون" مثل رمي الشخص نفسه من فوق مبنى شاهق بحجة أن العالم وهمي كما فعل نيو في الماتريكس.

أنا شخصياً مع فكرة أن العالم وهمي وليس هناك سبب حقيقي للتأذي من مجرد القفزمن مبنى شاهق، ولكن المشكلة - كما يوضحها مورفيوس - ليس المهم ما الذي "تفعله" بل المهم ما الذي "يقنع به عقلك الباطن" فالتصرف على نحو منفصل عن قناعات العقل الباطن، بحجة أن العالم وهمي أو أن الذات الحقيقية لا تتأثر به سوف يؤدي في النهاية إلى التعرض للنتائج التي يقتنع العقل الباطن بها، النتائج الحقيقية تخلقها التفاعلات، وهذا ما يعنيه القول ان نظام العالم وهمي وقوانينه غير محددة، ولكن التفاعلات لها أسباب محددة ونتائج محددة، وأحد هذه الأسباب هي قناعات العقل الباطن.

التواضع يعمل بطريقة مشابهة ولكن في اتجاه معاكس، بمعنى آخر، التواضع هو كسر النفس ضد الانسجام مع قناعات العقل الباطن، والنتيجة هي ما يماثل "تحطم الجسد بسبب السقوط من ناطحة سحاب" ولكنها تحطم لشيء آخر، بسبب السقوط من المركزية الذاتية.

ربما هناك سوء فهم للعلاقة بين الأنا والذات الحقيقية، فإذا كانت الذات الحقيقية لا تتأثر على الإطلاق بما يحدث للأنا فإنها لا تمتلك سبباً للبقاء فيها.

الأمر أشبه بكون الأنا نتاج هلوسة الذات، وإذا كان الأمر كذلك، فاستيقاظ الذات بطريقة "هدم الأنا" لن يكون استيقاظاً كاملاً... سيبقى جزء من الذات الحقيقية عالقاً بسبب عدم تحريره.

ومع ان بعض الطرق الروحية ليست مثالية كما ذكرت لكني مع هذا احترم الدرب الروحي وكل المعلمين وساخبرك بالسبب، عند سقوط البشرية قبل حوالي 12000 سنة لم يبقى بهذه الارض حرفيا اي شيء، عاد الانسان بعدها لعيشة الحيوانات والكهوف، والناجون اضطرو لحفر الصخور والنقش عليها لحفظ ما يمكن حفظه، فقط الذين كانو مستعدين للكارثة اخذو ما اخذو معهم وقامو بتوريثه لخلفائهم وغالبا بشكل سري تماما​

رغم أن الموضوع في سياق مختلف ولكني أود أن أعلم ما سر يقينك بسقوط البشرية قبل حوالي 12000 سنة ؟ أعني لماذا تبدو الوقائع التاريخية بالنسبة لك يقينيات ، شخصياً لا أمتلك سبباً للاعتقاد بأن البشرية سقطت حقاً منذ 12000 سنة من مكان آخر ولا أمتلك سبباً للاعتقاد بأن هناك 12000 سنة مرت قبل هذه اللحظة.

كلامك يوحي بعدم اكتراث الوجود للإنسان وأن على هذا الإنسان أن يشق طريقه بنفسه.

ولكن ما النتيجة النهائية لأي نوع من الطرق الروحية المبني على اعتبار الوجود لا يكترث بمنتجاته وخلائقه ؟

قد يقوم الأب بتربية أبنائه حتى يصلوا إلى مرحلة معينة من النضوج ثم يحررهم ليتخذوا مساراتهم الخاصة، ثم لا يكترث بهم أو على الأقل ، يعاملهم بطريقة محددة واكتراث مقنن.

ولكن السبب في ذلك هو أن وجود الأب مختلف ومستقل عن وجود الأبناء ...

إذا كان الوجود لا يكترث بخلائقه ، بنفس المعنى الذي يحمله عدم اكتراث الأب بأبنائه الذين نضجوا ودفعهم للاعتماد على أنفسهم، فهذا يعني أن "جوهر الوجود" شيء آخر مستقل عن "جوهر المخلوقات" ومنفصل عنه، وبالتالي ليس هناك شيء جوهري حقاً في هذه الحياة.

إذا كان "الجانب الفاعل من الوجود" مستقلاً عن "الجانب الجوهري منه" بمعنى أن من له القرار النهائي ليس هو "الجوهر" الذي ينبعث منه الوجود بل شيء آخر يمتلك سلطة معينة، فسيتصرف بطريقة الأب التي تنطوي بلا شك على أنانية أصيلة.

إذا كان الله هو "الأب" فالوجود لن يسير بطريقة صحيحة متناغمة مع القيم الجوهرية للأشياء.

ذلك أننا حين الحديث عن "جوهر الوجود" على اعتبار أنه الله، فنحن نتحدث عن "الحق والقيم" بقدر ما نتحدث عن الكيان الفاعل ولا انفصال بينهما، فيكون الفعل ناتجاً عن الحقيقة المطلقة والقيم مباشرة ودون نوع من الاعتباط الإنساني مثل "الاختيار والتفضيل بالمعنى الشخصي".

وإذا كانت هذه الحقيقة تحاول فصل الأشياء عنها فهي تطلب من الأشياء أن لا يكونوا حقيقيين وقيميين. كما أنها تناقض نفسها ، كما لو أنها تريد تدمير نفسها ذاتياً.

هل هذه فعلاً غاية الله من خلقه ؟

لو كان يريد تنوعاً لا نهائياً للحياة من حيث "المظاهر" التي تبدو منفصلة ذاتياً ويريد أن يهم كل كائن بزمنه لوحده ومن دون "نظام مرجعي مطلق"، فالله بطريقة أخرى، يريد أن يدمر الوجود ذاتياً..

أي أن الهدف الحقيقي من الخلق هو إعدام الوجود ... أو بالأحرى والأدق "إزالة الجوهرية منه".

ذلك هو التحليل الناتج عن اعتبار "الجوهر" في حالة مفارقة ذاتية مع "الفاعلية"، وهو الاعتبار الوحيد الذي يسمح بوجود تعدد لانهائي غير قابل للعودة إلى الأصل.​
 
التعديل الأخير:
المشكلة أن تدمير السور للخروج منه سيكون صائباً لو كان حفظ الجوهر أمراً مفروغاً منه وهذا سيتوقف على مدى انفصال الجوهر عن طبيعة الصندوق.

يمتلك اللص المحترف أكثر من سبب لاستخدام أسلوب "فك الشفرة" في فتح الخزنة، فالأساليب التدميرية قد تؤذي المحتوى الذي يحاول وضع اليد عليه، وقد تؤذي اللص نفسه وتمنعه من تحقيق القيمة التي يشكل المحتوى أحد عناصرها (وليس مكنونها الكلي) وقد يتسبب استخدام القوة بالضجيج ، والضجيج قد يتسبب بالتشتت ، والتشتت قد يخرب المهمة بالكامل.

حسناً أعتقد أني أناقض ذاتي ^_^
 
@سيد الأحجار السبعة

جميل! أسئلة جيدة

نعم التدمير ليس فكرة مستحسنة خصوصا بالنسبة للشخص الجديد بالدرب الروحي، لهذا هناك تمرينات للإرادة والوعي والتحكم إلخ..

الأنا وعكس قد ما يتبادر للذهن ليست شيء غير مرغوب به، بل هي ضرورية لوجودنا الحالي، لكن وقتما اراد الإنسان..وقال انه اكتفى من المستوى الحالي وانه يريد ين يخرج من مرحلة اليرقة الى الفراشة فهناك قد حان وقت التخلص من الأنا

الأنا ليست شرا، الانا اداة ضرورية للحياة اليومية والمجتمعات الإنسانية، في الحقيقة بدون أنا قد يموت الشخص جوعا بهذا العالم! الحب اللامشروط بدون عقل مدمر وجنون تام

الانا هي الإنسان النفس-بايولوجي Psycho-biological self وهي حقيقية..في حدودها
هذه النفس او الانا او الهوية، فلنقم بتسميتها النفس رقم 1 لدها دورها المحوري الذي لا مناط منه لكن عندما يحين الوقت لتنبت الأجنحة، وهذا يختلف من شخص لأخر ويعتمد على الكثير من المتغيرات، ربما قد ياخذ بضع سنوات للبعض او عشرات ألاف الحيوات للأخر!

ما الذي يبقى فعلا بعد الموت؟ هوية الإنسان بصيغتها النفس-بايولوجية تموت وتضمحل وتندثر، بكل أفكارها ورغباتها إلخ.. المشاعر مثلا قادمة من الانا وليست من الذات الحقيقية، الدليل؟ هناك واحد بسيط! الحيوانات تغضب وبشكل مباشر، رد فعل ألي، الحيوانات لا ذات حقيقية لها، بل مازالت في طور النشوء

الذات الحقيقية لا تنتج أي من المشاعر التي تختبرها وتخلقها الأنا، سواء كانت إيجابية او سلبية، فهي اعلى من ذاك المجال

ما الذي يبقى بعد الموت إذا؟ تبقى النواة، الذات الحقيقية، لكن بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين لم يصلو لمرحلة إيقاظ الذات الحقيقية فهم يمضون فترة البرزخ او الموت بين الولادة والولادة بشكل غير واعي

لهذا لا احد يتذكر ماذا جرى قبل ولادته! وجود الشخص لم يبدأ بعد ولادته هذا صحيح ومفروغ منه بالنسبة لنا على الاقل لكنه لا يتذكر اي شيء على الإطلاق فكيف ستحل هذه المعضلة؟ هي انعدام الوعي والدخول بسبات عميق قبل الولادة..

حدة وعي الشخص لم تصل لدرجة تأهلها للقفز للنفس رقم 2 او الذات الحقيقية، حدة وعي الشخص لازالت مشغولة ومتماهية بالبيولوجيا والنفس..او الانا


وبما ان العديد من القراء يتبعو الدرب الإسلامي سأقتبس من كلام الإمام علي:



روي ان أعرابيا سأل امير المؤمنين عليه السلام عن النفس فقال له عن اي نفس تسأل فقال: يا مولاي هل النفس أنفس عديدة؟

فقال عليه السلام: نعم نفس نامية نباتية، ونفس حسية حيوانية، ونفس ناطقة قدسية، ونفس إلهية ملكوتية كلية.

قال: يا مولاي ما النامية النباتية؟

قال: قوة أصلها الطبايع الاربع بدو إيجادها مسقط النطفة، مقرها الكبد، مادتها من لطايف الأغذية، فعلها النمو والزيادة، وسبب فراقها اختلاف المتولدات فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة.

فقال: يا مولاي وما النفس الحسية الحيوانية؟

قال: قوة فلكية وحرارة غريزية أصلها الافلاك بدو ايجادها عند الولادة الجسمانية فعلها الحياة والحركة والظلم والغشم والغلبة واكتساب الاموال والشهوات الدنيوية مقرها القلب سبب فراقها اختلاف المتولدات، فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة فتعدم صورتها ويبطل فعلها ووجودها ويضمحل تركيبها.

فقال: يا مولاي وما النفس الناطقة القدسية؟

قال: قوة لاهوتية بدو ايجادها عند الولادة الدنيوية، مقرها العلوم الحقيقية الدينية، موادها التأييدات العقلية، فعلها المعارف الربانية، سبب فراقها تحلل الألات الجسمانية، فاذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود مجاورة لا عود ممازجة.

فقال: يا مولاي وما النفس اللاهوتية الملكوتية الكلية؟

فقال: قوة لاهوتية جوهرة بسيطة حية بالذات أصلها العقل منه بدت وعنه دعت وإليه دلت وأشارت وعودتها إليه إذا كملت وشابهته، ومنها بدأت الموجودات وإليها تعود بالكمال فهو ذات الله العليا وشجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة المأوى، من عرفها لم يشق، ومن جهلها ضل سعيه وغوى.

فقال السائل: يا مولاي وما العقل؟

قال:العقل جوهر دَرّاك محيط بالاشياء من جميع جهاتها، عارف بالشيء قبل كونه، فهو علة الموجودات ونهاية المطالب.
انتهى.

اظن ان الامر واضح الأن؟

ولكن من أين جاء هذا الوجود ؟

من الذي وضع تصميماً يسمح بوجود الأنا بهذه الطريقة اللامحتملة بالنسبة للروح ؟ ومن الذي أرغب الروح على الدخول إليه ...

ما علاقة الذات الحقيقية به ؟

أسئلة ممتازة، ولسخرية الأمر، هذا بالضبط ما ستعرف جوابه عندما تنتقل للنفس 2 ولن يتم الامر عبر التفكير والتحليل والتركيب فهذا عقل الانا بل سيتم بإدراك أرقى

رغم أن الموضوع في سياق مختلف ولكني أود أن أعلم ما سر يقينك بسقوط البشرية قبل حوالي 12000 سنة ؟ أعني لماذا تبدو الوقائع التاريخية بالنسبة لك يقينيات ، شخصياً لا أمتلك سبباً للاعتقاد بأن البشرية سقطت حقاً منذ 12000 سنة من مكان آخر ولا أمتلك سبباً للاعتقاد بأن هناك 12000 سنة مرت قبل هذه اللحظة.

بعد قيامي ببحوث تاريخية وأركيولوجية لم يعد هناك مجال للشك، أقترح ان تطلع على هذا الموضوع فهو مدخل ممتاز


جثث الحيوانات التي ماتت فجأة بسبب التجمد اللحظي، الماموث الشهير الذي تم إكتشافه لم يكن الوحيد، وهذا الماموث لم يعاني من مرض او إصابة ووجد وبقايا الطعام مازالت بفمه وأمعائه، الطقس تغير بشكل فجائي ودرامي كبير في لحظات..

فرضية "تصادم درياس الأصغر" هي أكثر من مجرد فرضية بل واقع

تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

وهي حدثت فعلا قبل حوالي 12000 سنة، هناك دلائل كثيرة، والأمر يزداد إثارة عندما نعلم أن أفلاطون في كتابه الشهير الجمهورية تحدث عن مدينة فاضلة ووصفها بشكل دقيق بل واعطى ايضا تاريخا لغرقها وهو 9560 سنة من تاريخ كتابته

ومتى وجد افلاطون؟ سنة 428 قبل الميلاد مجددا هذا يعطينا حوالي 12000 سنة

مبدئيا الان لدينا دليل علمي على صحة كلام افلاطون، كيف لافلاطون ان يعلم بامر "تصادم درياس الأصغر" ويحدد تاريخه بدقة؟ وبصراحة لا احد يحتاج هذا الدليل العلمي، فكلام افلاطون واضح لا غبار عليه لكل شخص ذو إدراك سليم وهو ليس تخيلات او فرضيات كما حاول بعض دارسي التاريخ جعل كلام افلاطون

هذه الكوارث دورية بالمناسبة، ونحن مقبلين على كارثة اخرى قريبة خلال ثلاث عقود كحد اقصى، لكن لن تدمر الحضارة الإنسانية وتعيدنا للوراء من الناحية المعرفة والتكنولجية كما حدث قبلا، لكن الدمار سيكون كبيرا للغاية.



كلامك يوحي بعدم اكتراث الوجود للإنسان وأن على هذا الإنسان أن يشق طريقه بنفسه.

لماذا عندما نتحدث عن الكوارث الكبيرة نفكر بالعناية الإلهية او الخالق؟ لا داعي للنظر إلى 12000 سنة للوراء

الواقع امامك خال من أي عناية، الحروب، المأسي، الكوارث التي كلها من افتعال البشر تجاه بشر اخرين ولا احد تدخل

بالنسبة للقائمين على هذا النظام، وانا لا اتحدث عن السياسيين ومن ورائهم او مجموعة من العائلات الثرية او حتى عن البشر، هؤلاء لا ينظرون للواقع بالشكل الذي نقوم به، دورهم حفظ النظام بشكله العام، مثلا منع الدمار الشامل كحالة الحرب النووية مثلا، اما باقي الاشياء فهي جزء من التجربة البشرية ومن نيعة البشر انفسهم

"الله" لا يتدخل إلا إن كان هناك شيء يستحيل على البشر القيام به..وإحزر ماذا؟ البشر يستطيعون القيام بالكثير فعلا، لدرجة قد تبدو افعالهم كالمعجزات

وان كان "الله" سيتدخل فما الحكمة من خلق حرية الارادة اصلا؟ كان عليه ان يكتفي بروبوتات لا "تعصي"..

بالنسبة للبشري فحياته هذه هي كل ما يمتلكه وحدوث اي مأساة هو شيء مؤلم للغاية، بالنسبة للحقيقة فهو يرتدي قميصا يمكن استبداله بأخر في حالة عطله وبإمكانه تكرار الفصول الدراسية قدر ما يجب حتى يتخرج. لا شيء يضيع حقا، لكن الإنسان بفقاعته الصغيرة وبسبب جهله يعاني كثيرا.

وإن أردت رايي، البشرية هي مجموعة اطفال انفصلو عن أبائهم منذ ألاف السنوات وعاشو الفترة الاخيرة بدون إرشاد او نصح او مساعدة ومن تلقاء انفسهم وهذا هو سبب الفوضى والجنون المطبق الحاصل الان في انحاء العالم..

الأباء انفسهم ليسو ألهة فهم أيضا في طور التعلم، وما يحصل يقوم بتعليم الجميع باخر المطاف.

floor.jpg


وقد اكون مخطئا فيما يخص الأباء ونيتهم الحقيقية فقد يكونون فعلا مجموعة مخادعين، لكن الشيء الأكيد هو اننا لسنا وحدنا هنا ولسنا على قمة "السلسلة الغذائية" وهذا يحتاج بحثا منفصلا.
 
الأنا ليست شرا، الانا اداة ضرورية للحياة اليومية والمجتمعات الإنسانية، في الحقيقة بدون أنا قد يموت الشخص جوعا بهذا العالم! الحب اللامشروط بدون عقل مدمر وجنون تام

الانا هي الإنسان النفس-بايولوجي Psycho-biological self وهي حقيقية..في حدودها
هذه النفس او الانا او الهوية، فلنقم بتسميتها النفس رقم 1 لدها دورها المحوري الذي لا مناط منه لكن عندما يحين الوقت لتنبت الأجنحة

ما أراه أن الموضوع لا يحتمل هذا القدر من التبسيط الذي قمتي به حضرتك،

تقنياً ، كلمة "الأنا" ماذا تعني أصلاً ؟

ربما لا نختلف في أنها تعني ، على الأقل ، "تفضيل الوجود الشخصي على الوجود بمعناه المطلق" وربما نقول ، الوجود الشخصي هو "تجربة تختبرها ذات حقيقية بمعزل عن الحقيقة ما وراءها" وهذه الحقيقة قد لا تكون ذواتاً أخرى، قد تكون شيئاً آخر، الله ، العوالم ، الجمال ، الفن ، أي شيء قد يكون له قيمة تتجاوز حدود ظهوره كموضوع قابل للاختبار من قبل وعي ذاتي محدود النطاق.

بمعنى آخر، القيمة هي ما يتعدى مستوى الظهور الموضوعي في اختبار أو تجربة شخصية ...

والأنانية هي قرار بالانفصال عن تلك القيمة لسبب أو لآخر ...

والعقل الباطن خائف طوال الوقت من الخلاص من "تجربته الأنانية" وبالتالي، خائف من كشف القيم الجوهرية للاشياء ...

وهذا هو السبب أن الأنانية سيئة ...


"رفع الرغبة بالوجود الشخصي" على الرغبة ب"الحقيقة والقيم".

إذا سألتك الآن : لماذا تريدين الحياة ؟

هل هناك شيء اسمه "القيمة" يدفعك للحياة ؟

هل يمكنك أن تصفي لي خصائص هذا الشيء وكيفية وجوده ؟

هل يمكن على الأقل أن تشرحي لي نوعية ذلك "الدافع الأسمى" الذي يجعلك تستمرين بالتفاعل مع الوجود الموضوعي ؟

بطريقة أخرى : هل يمكن أن تتقبلي الوصول إلى "التضحية بوجودك" تضحية نهائية من أجل "شيء آخر مختلف عن وجودك" ؟

هذه النقطة هي سبب "الأنا" ...

إذا لم يتمكن الوعي من إيجاد "المعنى" فلن يتمكن من الخلاص من الأنا...

المشكلة أن السائرين على طريق الروح، في الأغلب ، ليس لديهم دافع نحو "المعنى" من هذا الطريق، فهم يريدون أشياء تخصهم وحدهم وأولها نموهم الروحي ككائنات فردية والأحلام الواعدة بأن يتحولوا إلى آلهة...

لا يوجد شيء "يخترق حجاب الذات" يتوجه الساعي في طريق الروح نحوه

إنه لا يزال يريد أن يكون ... وهذه الإرادة تولد التركيز على الوجود من وجهة نظر "الشخص الأول" فالسبب الوحيد أن شخصية اللعبة لا تعرف الحقيقة ، ليس هو تكوينها الإلكتروني، بل هو انحباس إدراكها في زاوية الشخص الأول، وغفلتها عن كل شيء آخر.

إذن هل تحرر الروح هو نتيجة ل"التطور" أم نتيجة ل"التخلي عن الأنا" ؟

تدمير الأنا يسير في اتجاه مختلف عن اتجاه التخلي ...

تدمير الأنا (والزهد) يتضمن أنانية خفية ... والذهن في هذه الحالة لا يريد التوقف عن الوجود

من المفترض أن يكون التحرر أنطولوجياً وليس فقط نوعاً من "البهجة الداخلية" لن أصدق شخصاً يقول أنه حقق التحرر ما لم يتمكن من فعل المعجزات ...

وأولها عبور الزمن

وهذا النوع من القوة لا يمكن توليده من دون رغبة جامحة ...

وهذا يعني أن الرغبة هي التي تقود نحو التحرر ...

وهذا يعني أن التحرر هو نوع من "توجيه الرغبة بشكل معاكس او مختلف" ... وليس القضاء على الرغبة ...

المشاعر مثلا قادمة من الانا وليست من الذات الحقيقية، الدليل؟ هناك واحد بسيط! الحيوانات تغضب وبشكل مباشر، رد فعل ألي، الحيوانات لا ذات حقيقية لها، بل مازالت في طور النشوء

إذا كانت المشاعر قادمة من الأنا على نحو مطلق فما هو الدافع للقيام بأي فعل من الأفعال مهما يكون ؟

لاحظي أن المشاعر هي نوع من"الإحساس بالرغبة" ومن دون رغبة لا يوجد قيمة يتم السعي إليها ...

ومن جهة أخرى إذا كان التحرر "أنطولوجياً" وليس نوعاً من "البهجة الداخلية الأنانية" فسيكون برنامجه قائماً في التكوين الوجودي للنفس والجسد والروح ... وسيكون الطريق الصحيح للتحرر هو الكشف ن هذا البرنامج

ومن الواضح أن الانانية نفسها ليست هي التي تمنع التحرر للكينونة ، بل هي التي تمنع الكشف عن البرنامج الذي يحررها ...

تماماً كما في ألغاز Jigsaw المميتة ...

الهدف الأخلاقي ليس هو بالضبط ما يؤدي إلى النجاة ، ولكن اللاأخلاق تمنع الرؤية الحقيقية والتفاعل المناسب من أجل النجاة


وأخشى أن أكون واضحاً وواقعياً عندما أقول : أن الكائن لا يملك دافعاً للتحرر ... لأن التحرر يؤدي إلى نوع من الوجود ، ليس فيه الأاهداف التي تشغل بال الكائن

أسئلة ممتازة ومشروعة، ولسخرية الأمر، هذا بالضبط ما ستعرف جوابه عندما تنتقل للنفس 2

لماذا لا تتفضلين علينا بكتابته ؟

هل أن النفس 2 لا تملك جواباً يمكن صياغته بطريقة لُغوية أو منطقية ...

أو أن المعاني التي تدركها غير قابلة للكشف من منظور النفس 1 ؟

المشكلة أن كينونة النفس رقم 2 تفتقد شيئاً جوهرياً جداً وهو "انعدام الرغبة بالتفاعل من منظور الشخص الأول"

ولا تمثل أكثر من امتداد للأنا (النفس رقم 1) والمشكلة هي أن ذلك يعني الابتعاد أكثر عن الحقيقة المطلقة والتمركز أكثر على الذات ...

جثث الحيوانات التي ماتت فجأة بسبب التجمد اللحظي، الماموث الشهير الذي تم إكتشافه لم يكن الوحيد، وهذا الماموث لم يعاني من مرض او إصابة ووجد وبقايا الطعام مازالت بفمه وأمعائه، الطقس تغير بشكل فجائي ودرامي كبير في لحظات..

حسناً، أظن أن أي لعبة إلكترونية سيهتم المطورون فيها بصناعة سيناريوهات مقنعة للغاية ، ولكن الإحساس بالاقتناع مختلف عن التيقن
 
@سيد الأحجار السبعة

إذا سألتك الآن : لماذا تريدين الحياة ؟

ومن قال اني بدأت بهكذا مقدمة، لقد مررت من مرحلة كنت اتسائل فيها عن كل شيء حتى المسلمات ومن بين الأسئلة هي لماذا علي ان ابقى حيا؟ لماذا لا أعدم ذاتي هنا والأن وننتهي؟ ما الغرض من الحياة وعيشها واختبارها؟ ما الفرق الذي ستصنعه تجربة الحياة هذه؟ ما القيمة المضافة؟ ما الفائدة؟

اكتشفت انه اذا اعدمت ذاتي فلن اختفي بالضرورة، ساوجد بطريقة اخرى.. وبشكل اخر

لقد كنت في سلام مع فكرة الفناء المطلق، وان لا يكون لي وجود بعد الأن، لن يكون هناك شخص ليحس أو يفكر بأي شيء، تجربة مخيفة للأنا لكن بنفس الوقت "راحة" أبدية

لكن الحقيقة ان الفناء المطلق غير ممكن، الارواح لا تفنى! الكل موجود رغما عن أنفه!

حتى الموت ماهو إلا "فاصل ونواصل" ولو بهوية وشخصية..أنا جديدة لكن الجوهر هو ذاته

إذا تبقى أمامي خيار وحيد، هو الحياة، هذا النهر لا يقود سوى للأمام، لا شيء يعود للوراء، أبدا

وبما أن الحياة إلزامية، وبما أنني موجود على أية حال، وحتى لو كان هناك فناء مطلق لنفترض..دعنا نكتشف سر هذه الحياة ومن نحن حقا؟ نكتشف الحقيقة الأصيلة الجوهرية، تجربة ان تكون مجرد حفنة تراب هذا مفهوم للجميع، ليس هناك شيء مثير للإهتمام باللاوعي والفناء، الكل اختبره، عندما ينام الشخص يدخل اللاوعي، أو يغمي عليه او تم تخديره إلخ.. لكن دعنا نكتشف ما يعنيه أن تكون إلها بوعي فائق، ربما هناك سنجد الجواب الذي نبحث عنه؟ وهذا هو الدافع والمحرك الجوهري...


المشكلة أن السائرين على طريق الروح، في الأغلب ، ليس لديهم دافع نحو "المعنى" من هذا الطريق، فهم يريدون أشياء تخصهم وحدهم وأولها نموهم الروحي ككائنات فردية والأحلام الواعدة بأن يتحولوا إلى آلهة...

هذا ضروري، كل شيء يبدأ بشكل أناني والأنانية جيدة، لا يمكن الصعود للنفس 2 بدون البدء بما هو ادنى منها

شجرة الوعي باسقة متعالية بالجنة وجذورها ممتدة بأعماق الجحيم!

لا يمكنك أن تطالب شخصا لم يختبر وعيا أعلى من وعي الأنا بالقيم التي تنتمي لما يكمن خارج مجال الأنا ووعيها!

مطالبة الأسد باتباع حمية نباتية هو جنون
كل ما يمكن ان تقوم به هو حظه على التشبه بالذات الحقيقية، الأمر يكاد يكون تمثيلا
الانا تقول اكترث لنفسك فقط، انا ومن بعدي الطوفان، لكن مع ذلك يقوم الشخص بعدم اتباعها واتباع التعاليم الروحية/الدينية ومغالبة نفسه

حتى ياتي ذلك اليوم الذي تشرق فيه الذات الحقيقية ولن يعود الامر مجرد تمثيل، بل فعلا سيكون الحب اللامشروط والإخاء والصدق إلخ هو الطبيعة و"الغريزة"

هذا ربما كان السبب في الحديث عن "التضحية" لدى بعض المدارس، لكن الحقيقة انه لا توجد تضحية، بل تخلي الشخص لما هو ادنى في سبيل ماهو ارقى وافضل، الحقيقة انه استبدل الحديد بالذهب

لكنها ستبدو تضحية فعلا مادام الشخص يشتغل من داخل إطار الانا



لن أصدق شخصاً يقول أنه حقق التحرر ما لم يتمكن من فعل المعجزات ...

وأولها عبور الزمن

الاستنارة تاتي معها الخوارق، وان لم يقم الشخص بالقيام بمعجزة فهو كاذب وغير مستنير


الهدف الأخلاقي ليس هو بالضبط ما يؤدي إلى النجاة ، ولكن اللاأخلاق تمنع الرؤية الحقيقية والتفاعل المناسب من أجل النجاة

بالضبط، والاخلاق لا افكر بها بهذه الطريقة، هذا الوجود هو مجموعة تفاعلات فيزيائية او سمها ما شئت، ماهو مع الطبيعة فهو اخلاقي، ماهو ضد الطبيعة فهو لا اخلاقي، كل ما يسبب ذبذبات منخفضة او مشاعر هابطة او دمار باي شكل كان سواء للفرد او المجموعة هو لا أخلاقي

لماذا لا تتفضلين علينا بكتابته ؟

لا لست نفس 2 ..بعد

هل أن النفس 2 لا تملك جواباً يمكن صياغته بطريقة لُغوية أو منطقية ...


اللغة قاصرة جدا، كلما وسعت الرؤيا ضاقت العبارة، هل يمكنك ان تصف شجرة لأعمى..هذه شجرة فقط، فما بالك باشياء اكثر عمقا.


المشكلة أن كينونة النفس رقم 2 تفتقد شيئاً جوهرياً جداً وهو "انعدام الرغبة بالتفاعل من منظور الشخص الأول"

هذا هو سبب صمت الكثير من الحكماء المتقدمين للغاية فقد صارت الهوة بينهم وبين الإنسان عميقة وكبيرة للغاية لدرجة يستحيل فيها التواصل بين الإثنين من دون التخلي عن طبيعتهم وهويتهم الحالية

يجب ان تكون هناك ربطة وصل بين الإثنين، رسول يحمل شيئا من العالمين بآن.



حسناً، أظن أن أي لعبة إلكترونية سيهتم المطورون فيها بصناعة سيناريوهات مقنعة للغاية ، ولكن الإحساس بالاقتناع مختلف عن التيقن

فرضية ممكنة، وكل الفرضيات ممكنة، لكن كيف ستبثتها، ولماذا رفضت التفسير الاقرب والاسهل، وهو ان الأمر حدث فعلا بالماضي..

الامر شبيه ببعض المتدينين الذين يرفضون عظام الديناصورات لانها تطرح أسئلة محرجة للسرد الديني فقالو ان الشيطان وضعها هناك بعناية كي يغوي الناس ويسهم بخروجهم عن الدين
 
سأحاول أن أجيب على الأسئلة التي وجهتها إليك بناء على المعطيات التي قدمتيها إلي :

(1) إذا سألتك الآن : لماذا تريدين الحياة ؟

[1] لا أريد الحياة، ولكني لا أمتلك طريقة لإنهاء الحياة، فوجودي سيستمر حتى بعد الموت، رغماً عن إرادتي، سواء تقبلت ذلك أو لم أتقبله، ولا توجد طريقة لإنهائه.

الموت الجسدي هو انتقال من نقطة إلى أخرى في نفس المجال ، وقد تكون النقطة الجديدة أسوء من القديمة.

وما أتحكم به هو فقط الجانب الجسدي من كينونتي ، ولذلك لا يمكنني إنهاء حياتي إذا رغبت بذلك ذات يوم إلا من خلال "الانتحار"، وهذا يعني أنني لا أستطيع إنهاء حياتي بالمعنى الدقيق للكلمة.

وبما أن وجودي سيستمر فمن الأفضل أن أستثمره في اكتشاف سر الحياة (الموقف الموجب) على أن أبقى بلا حراك في انتظار الموت دون أن أحقق شيئاً (الموقف السالب).

لذلك، أياً كان الذي سأحققه من خلال التفاعل (الموقف الموجب) فسيكون أفضل من الانفصال عن الجانب النشط من الحياة بينما لا تزال كينونتي عالقة فيها.

(2) هل هناك شيء اسمه "القيمة" يدفعك للحياة ؟

لا ، لم أجد مثل هذه القيمة المطلقة في سرديات الحياة

(3) إذاً ما الذي يدفعك للحياة ؟

الاستمرار في الحياة ليس اختياراً بالنسبة لي من الأساس ... وبقائي فيها لا يعتمد على "دافع شعوري" بقدر ما هو "واقع" لا يمكنني تجنبه.

حسناً يا سيدة أنجيل، ولكن ما أقصده هو "ما الذي يدفعك لاتخاذ (موقف موجب) من الحياة .. ففي النهاية أنت "تفعلين شيئاً ما" و"ترفضين الفناء بمعناه الواسع" ولعل ذلك هو السبب في أنك لا تمتلكين القدرة على الخروج من الحياة إلى حالة من "العدم المطلق"

ربما روحك ليست تحت السيطرة حتى تختاري الفناء المطلق ، ولكن في النهاية أنت اخترتي أن تكوني "شيئاً فاعلاً ومتفاعلاً" مع الوجود وهذا يعني أنك تكترثين بخصوص الوجود، هناك شيء في العالم أو في ما وراء العالم يدفعك للاكتراث.. وسؤالي عن ما هو هذا الشيء

وفي الحقيقة لا أرغب أن تجيبي على ذلك لأنه سر خاص بك ، ما أقصده هو لفت الانتباه على أن هناك "قيمة" وراء الأشياء هي التي تدفعك للحياة حقاً، فالمسألة منذ البداية كانت أكبر من حسمها بالفناء الجسدي.

ليس بالضرورة أن يكون الفناء الاختياري مساوقاً لـ(الموقف السالب)، بل بالعكس، غالباً سيكون الذي يختار الفناء شخصاً يكترث ... ولذلك كائنيته ليست في حالة "استسلام مطلق" كما أنه لا يوافق على المصلحة الأنانية، وفي الحقيقة، هذا الاكتراث هو ما يمكن أن يدفع الكائن للانتحار.

أعتقد أن الدافع الذي يجعلك تتمسكين بالتفاعل مع الحياة ، عوض عدم اتخاذ موقف على الإطلاق، دافع يتجاوز اللذة والألم، وسؤالي يحاول فهم هذا الدافع.

هل يمكن على الأقل أن تشرحي لي نوعية ذلك "الدافع الأسمى" الذي يجعلك تستمرين بالتفاعل مع الوجود الموضوعي ؟

بطريقة أخرى : هل يمكن أن تتقبلي الوصول إلى "التضحية بوجودك" تضحية نهائية من أجل "شيء آخر مختلف عن وجودك" ؟


هذه فرضية ممكنة، وكل الفرضيات ممكنة، لكن كيف ستبثتها، ولماذا رفضت التفسير الاقرب والاسهل، وهو ان الأمر حدث فعلا بالماضي..

في هذه الحالة ، أحب أن أتخذ موقف "اللاأدرية" وحين يصبح البت في الموضوع جزءً من منظومة الأهداف التي تهمني فسأجري له تحقيقاً منفرداً.. ولكني لن أستخدم أدلة تاريخية
 
وبما أن وجودي سيستمر فمن الأفضل أن أستثمره في اكتشاف سر الحياة (الموقف الموجب) على أن أبقى بلا حراك في انتظار الموت دون أن أحقق شيئاً (الموقف السالب).

هناك ماهو اهم من سر الحياة وهو سري أنا، من انا حقا؟ هذا اعظم سؤال قد يطرحه أي شخص أو بلغة أدق أي وعي، وإجابته أصعب من معرفة أصل الكون أو الوجود، الوعي الذاتي هو سر الأسرار.
الهدف هو معرفة الذات، لا الإستمرار بحلقة اللذة والالم التي تسجن غالبية البشر

كلاهما وجهان لعملة واحدة، وانت هنا تعزف على الوتر الصحيح عندما قلت


وأنا أعتقد أن الدافع الذي يجعلك تتمسكين بالتفاعل مع الحياة ، عوض عدم اتخاذ موقف على الإطلاق، دافع يتجاوز اللذة والألم، وسؤالي يحاول فهم هذا الدافع.

هل نتفق على ان اللذة والألم هي برامج بدائية بل تنتمي للرتبة الحيوانية وأي شخص يتأمل قليلا يمكنه إدراك ذلك؟ وهي حقيقة مرعبة..

هل تلاحظ ان الحياة البشرية بكاملها قائمة على اللذة والألم؟ من الصعب التفكير بنشاط يقوم به الكائن البشري يوجد خارج حلقة اللذة والألم، هذا هو مربط الفرس وهذا هو الخيط الذي يقود للتحرر من هذه الدائرة الملعونة وهذا بالضبط ما تدعو اليه التعاليم الروحية خصوصا البوذية واليوغية كونها لم تتشوه كثيرا كالباقي وحافظت على صورتها الأصلية

كل هذا ينتمي للنفس البدائية - الحيوانية - الانا

واظن اننا مكثنا بما فيه الكفاية بهذا المستوى..وللأسف لن ينتج عنه اي قيمة مضافة، مجرد حلقة لا متناهية من الأوامر البرمجية التي يمكن تلخيصها في


كود:
تجنب الألم();
ابحث عن المتعة();
END

حسناً يا سيدة أنجيل، ولكن ما أقصده هو "ما الذي يدفعك لاتخاذ (موقف موجب) من الحياة .. ففي النهاية أنت "تفعلين شيئاً ما" و"ترفضين الفناء بمعناه الواسع" ولعل ذلك هو السبب في أنك لا تمتلكين القدرة على الخروج من الحياة إلى حالة من "العدم المطلق"

لنفرض ان الفناء المطلق ممكن..اذا كان الامر كذلك فسيمكنك ان تفني ذاتك متى اردت، وبما ان هذا الخيار متوفر لدينا بجميع الاوقات، دعنا نكشف حقيقية ذواتنا قبل التفكير في الخيار السلبي، ربما نكتشف ماهو اهم ويعطي المعنى للحياة وبذلك لن نفكر بعد ذلك بالفناء، وبهذا تكون كل الخيارات بحوزتنا.

وسؤالي يحاول فهم هذا الدافع

لقد اختبرت قبسات مما يوجد خلف او بعد جدار الانا، لا اتحدث عن افكار او مشاعر هنا، هناك ما يتجاوز كلاهما، وانا اعلم وبشكل يقيني مطلق لا يقبل الجدل ان هناك شيئا اكبر منها واعمق واقوى وافضل

لكن بالنسبة للشخص الذي لم يفعل، امامه خيارين، إما الرفض أو التفكير بشكل عقلاني علمي، فيقول، ربما هؤلاء الاشخاص مجانين ويتحدثون عن اوهام أو ربما هم يتحدثون عن اشياء حقيقية فعلا، الشخص العقلاني لا ينكر ولا يقبل بل يجرب ويختبر، يبدا بالممارسات والتدريبات والدرب الروحي ويختبر صحة الكلام
 
@سيد الأحجار السبعة

هناك شيء يجب التنويه له..

التحدث عن معنى الحياة والغرض منها هو سؤال لا يطرحه أي كان..طارح هذا السؤال إما بدأ يتجاوز حلقة الالم واللذة ويرى "تفاهتها" أو انه شخص يعيش اوضاع سلبية جدا لدرجة دفعته للتفكير بماهية الحياة، وكلاهما جيد! ماداما يتيحان خروج الشخص من هذا المستنقع

الحيوانات لا تفكر بمعنى الحياة ولا هي قادرة على ذلك من الاصل، كل السعادة بالنسبة لها تتمثل بطعام لذيذ بعد الجوع وتحقيق باقي غرائزه..
نفس الشيء بالنسبة للإنسان، المعنى بحد ذاته بالنسبة له هو المتعة وتحقيق طيف واسع من الغرائز النفسية والجسدية، الإلتهاء وارتباط الوعي بالحواس والعالم، لا يوجد معنى اخر

المعنى نسبي ويتغير بتغير مستوى الوعي

بالمستويات العليا توجد غبطة وسعادة لكنها ليس بالشكل المتعارف عليه بالمستويات الدنيا الحيوانية ابدا
 
هل نتفق على ان اللذة والألم هي برامج بدائية بل تنتمي للرتبة الحيوانية وأي شخص يتأمل قليلا يمكنه إدراك ذلك؟ وهي حقيقة مرعبة..

هل تلاحظ ان الحياة البشرية بكاملها قائمة على اللذة والألم؟ من الصعب التفكير بنشاط يقوم به الكائن البشري يوجد خارج حلقة اللذة والألم..وهنا ارفع لك قبعتي، هذا هو مربط الفرس وهذا هو الخيط الذي يقود للتحرر من هذه الدائرة الملعونة وهذا بالضبط ما تدعو اليه التعاليم الروحية خصوصا البوذية واليوغية كونها لم تتشوه كثيرا كالباقي وحافظت على صورتها الأصلية

هناك ظاهرة تثير الاهتمام في آلية عمل "اللغة البشرية" وهي أشبه بنوع من "انجراف الدلالة" التي يحملها الرمز (الكلمة)، بالتدريج من مجال معنوي إلى مجال معنوي آخر بحيث يبدو وكأن الكلمة لا تحمل معنىً مماثلاً لدلالتها الحقيقية (الأصلية).

سأضرب مثلاً واحداً وهو كلمة "العلم" : كانت تعني قديماً "إدراك الحقيقة" وأصبحت تعني اليوم "نسق النماذج المترابطة التي يقرها العاملون في البحوث التجريبية في المؤسسات الرسمية من أجل وصف الظواهر الموضوعية".

المشكلة التي يطرحها هذا الموقف علينا بقوة هي أن المعنيين متناقضين :

في الجانب الأول :
  • الإحساس بالوجود الذاتي والموضوعي هو "إدراك للحقيقة" فهو علم بالدلالة القدمية للكلمة ، ولكنه لا يحقق شروط "العلم" بالتعريف الجديد.
  • مشاهدة الغروب هي نوع من "العلم" بالخصائص الحدسية والجمالية للمشهد، وهذا أبعد ما يكون عن "العلم" الرسمي.
  • الحدس والاستبصار هو "علم روحي" مزيف.
  • إذا كان يمكنك "إدراك معنى الدائرة" أو "الواحد" أو "الحكم" وهي كائنات مجردة فهذا هو أسمى درجات العلم الموضوعي، وهو ما يحذرك العلم الرسمي منه تحت طائلة "العلوم اللاموضوعية".
  • وفي المقابل، "الكواركات" لا تمثل "حقائق قابلة للكشف موضوعياً أمام الإدراك الإنساني" بل تفسيرات ذهنية إجرائية تفرضها ضرورة الترابط بين معطيات تجريبية معينة وبين نموذج تصوري معين، فالكواركات ليست "علماً" بشيء بقدر ما هي "حجب لوجود الشيء" عن الظهور بحقيقته من خلال الاستغراق في تصورها.

ذلك يتكرر مع الإلكترونات والبروتونات والبوزيترونات، وكل الجسيمات الذرية، وكل شيء يمكن حالياً أن يسمى علماً.

تم تجويف كلمة "العلم" من مضمونها الأساسي بالكامل ووضع مضمون جديد، بحيث أننا إذا أردنا أن نشير اليوم، إلى المضمون الحقيقي لكلمة "العلم" فسنستخدم كلمات توحي بانعدام العلمية.

إذن ليست كلمة العلم فقط هي التي تغير معناها ... "تقييم العلم" تغير أيضاً.

كيف حدث ذلك ؟

الآلية بسيطة من حيث المبدأ : إبعاد دلالة الرمز عن معناه الحقيقي" وربطه بدلالة معنى آخر، ثم التركيز على دلالة المعنى الجديدة والتقليل من استخدام المعنى القديم.

هذا ما يتسبب بثلاثة أشياء :

1. فقدان القدرة على الانتباه إلى المعنى القديم.
2. فقدان المعنى القديم.
3. نسيان المفقود : فقدان القدرة على الانتباه إلى (فقدان العنى القديم) وهو ما يمكن أن يسمى بالفقدان المركب.

رغم أن مفاهيم اللذة والألم دنيوية ومثيرة للسخرية والاشمئزاز ولكن السبب الحقيقي في وجودها هو أن دافع الحياة نفسه يمثل معنى حقيقياً، خارج دائرة المعاني المتوفرة في التجربة البشرية البسيطة، وهذا يشير إلى أن الدافع موجود، ولكن المعنى تم فقدانه، وهذا يسبب حالة "قلق" ... كشخص يعرف أن عليه القيام بشيء ما ، ولكن لا يعرف ما هو هذا الشيء بالضبط ؟!

وفي هذه النقطة ، سيحاول هذا الشخص أن "يهرب من قلقه" فيرتبط دافع وجوده بالهروب من القلق ... هو أصلاً لا يهتم بقلقه لأن القلق لم يكن موجوداً، لكنه أصبح كذلك بعد أن فقد المعنى والاتجاه المناسب والحقيقي... بعد أن أصبح العالم يبدو نوعاً من السراب والضباب، هنا سيحتاج إلى تهدئة نفسه... ولكن ما نسيه أن تهدئة نفسه لم تكن هي رغبته الحقيقية، فأصبح مركز الحياة هو "نفسه" بعد أن كان "شيئاً حقيقياً في الواقع الخارجي" وفي هذه الانعطافة تنشأ "الأنانية" من النسيان.

كل حواري يا سيدة أنجيل موجه نحو نقطة مركزية وهي أن الأنانية (نتجت عن) نوع من الضياع الفكري والوجداني الذي طرأ على الكينونة في لحظة ما ، وهذه الكينونة لم تكن أنانية بطبيعتها، بل هي أصبحت كذلك بعد أن نسيت الحقيقة ولم تعد تستطيع أن تنتبه لها، ولم تعتد تستطيع أن تنتبه حتى إلى أنها نسيت ...

منشأ المشكة أصلاً مهما بدا الأمر غير ذلك، هو "فقدان الاتصال بالروح" وهذا تعبير آخر عن خلل في برنامج ما في العقل الباطن ...

وأي تطور روحي لا يأخذ مسألة تحرير العقل الباطن والاتصال الإدراكي المحايث للزمن الحضوري بعين الاعتبار ، لن يؤدي إلى التحرر الحقيقي الذي سيرتحل بوجود الكائن إلى أرض الحقيقة أو "الزمن الأعظم" حيث لا توجد سردية صغرى معاشة من وجهة نظر الشخص الأول وحدودها.. وبالتالي لا توجد جسمانية
 
@سيد الأحجار السبعة

ليس مفهوم العلم فقط ما فقد معناه، بل "الله" يقع على رأس المصطلحات التي فقدت معناها وكل شخص يفهمها من منظوره الشخصي الضيق

مصطلح "الطبيعة" ايضا

Nature مقتبسة من الجذر اللاتيني Natura ولا يقصدون بها الأشجار والأعشاب! بل الوجود بحد ذاته كل ماهو كائن هو طبيعة، الصحراء طبيعة، اعماق الارض طبيعة، الفراغ طبيعة، الإنسان طبيعة وهكذا

اللغة المعاصرة فقيرة ومجرد ظل لما كان يقصد به حقا قديما

اذا كان الشخص سيدرس شيئا فعليه البدء بالمؤلفات اليونانية القديمة لأفلاطون وأرطسو وفيثاغورس وغيرهم وهي عميقة للغاية وتضرب الهدف بدقة ولحد الان لا يوجد ما يفوقها، هي ببساطة الإرث الذي نجى وقبس من تلك الشعلة القديمة التي اختفت، وستعود يوما ما.
 
Nature مقتبسة من الجذر اللاتيني Natura ولا يقصدون بها الأشجار والأعشاب! بل الوجود بحد ذاته كل ماهو كائن هو طبيعة

ربما كلمة Nature جاءت من "النتور" وهي "خاصية التنبيه" ، وهذا المعنى حاضر في Nettle (القراص) الذي يعطي تنبيهاً عصبي لمجرد ملامسته مباشرة.

تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط

في الذاكرة الإنسانية ، تفقد الرموز معانيها على نحو تلقائي ومستمر ...

واللغة هي انعكاس للذاكرة الإنسانية ... وتعمل بنفس الطريقة ...

الإشكالية في النسيان هي وجود مساحة تفصل بين المعنى والرمز وتسمى بالدلالة ، وهذا يعني أن التركيز على الرموز سيتسبب بالابتعاد عن المعاني ، وحين يكون هذا الابتعاد مستمراً ومزمناً سيغيب المعنى بشكل يفقد فيه "الدلالة"

لاحظت أن ذكر الأسماء مع التركيز على ألفاظها يجوفها من المعنى ، مثلاً ، تكرار كلمة "العميل" أدى إلى حملها نوعاً من الابتذال، رغم أن العميل نفسه شيء واقعي ، والتركيز على كلمة "الله" في ذكر اللسان بطريقة مجهدة وسريعة تفصل بين المعنى والإدراك ، وبالتالي تتسبب في نسيان الله

ويبدو أن "المجالات المعنوية" للكلمات والرموز "تتضيق" مع مرور الزمن ... بنفس الطريقة التي "تتضيق" فيها مساحة الشعور عند الإنسان، والمجال القابل للكشف عنه من الوجود ...

وبسبب انكماش المساحة يلجأ الإنسان إلى الوسائل التقنية الحديثة حتى يحقق التعويض الذي يسمح له بالبقاء ، ذلك البقاء الذي لم يعد يدرك لماذا يريده أصلاً ...

في مسلسل "باكي" هناك تلميح قوي إلى ذلك ، يوجد شخص ينتمي إلى فئة "الإنسان القديم" تم الحصول عليه من "جبل جليدي" وهو في حالة جيدة، وكانت قدراته الحدسية والجسدية تفوق الإنسان العادي بآلاف المرات ...

1742076124716.png


ذلك الإنسان لم يكن يحتاج إلى استخدام "وسائل الإنسان الحديث" وهذا هو السبب في أنه لم يتطور تكنولوجياً.

في فيلم - مورتال كومبات 11- هناك تلميح أقوى من المعتاد وهو أن نهاية العالم تسير نحو "انقسام المسارات الزمنية" والأرواح التي تقودها بحيث ينشأ عن كل مسار زمني وروح تقوده عالم مفارق للبقية ... وهذا يعني -فيما يعني- أنك مثلاً ستتحولين إلى "عالم كامل" يدور كله حولك، ولكن ضريبة ذلك أن هذا العالم منبثق من شخصيتك، وإدراكك، وتجربتك التي تساوي في الحقيقة تجربة كائن واحد، انشطرت إلى آلاف أو ملايين الكائنات ...

التعقيد الموضوعي المتصاعد يتناسب طرداً مع تصاعد "النسيان الذاتي" ...

بعض اليهود الدارسين للكابالا يعلم ذلك وهو -على ما يبدو- "سعيد" بهذه النتيجة ومتصالح روحياً معها ...


تسجيل الدخول أو تسجيل لمشاهدة الروابط



لا يوجد كائنات في المستويات العليا لأنه لا يوجد مستويات عليا من الأساس ، إن الأمر يبدو كذلك فعلاً لأنه مصمم حتى يبدو كذلك ، الحقيقة ، التي أعتقد جازماً أنك لن توافقي عليها ، هي أن هناك كائناً واحداً فقط منشطر إلى عدد لانهائي من الكائنات بسبب تداخل وجوده مع "فايروس زمني" وهذا الكائن ممنوع ، من قبل سلطة عليا غير قابلة للفهم ، من أن يستعيد وحدته الذاتية ، وهذا جزء من الحقيقة

والجزء الآخر هو أن هناك الكثير من الأشخاص التي نتجت عن "الرغبات السيئة" التي تعود إلى ذلك الكائن الواحد وأخذت تكويناً بشرياً، تحارب من أجل إبقاء الكائن في حالة انفصال، لأنهم ببساطة لا يستطيعون فعل ما يفعلونه الآن إذا استرد الكائن وعيه.. هما بالأحرى تجسيدات لرغبة الانفصال.

روحك كما تكهنتي ذات يوم ، لها تكوين محدد ، بمعنى من المعاني ، هي ليست بذلك الشيء المطلق على نحو لا ملامح له ، ولكن تكوينها أقرب إلى أن يكون "قيماً خالصة" وهو شيء لا يمكن التفكير به بشرياً.

بعض الأرواح (القيم الخالصة - الرغبات) تحب عودة الكائن إلى وعيه، ولكنها في الغالب لا تستطيع الانتباه بسبب التشويش المستمر الممارس عليها.

بعض الأرواح الأخرى تنفر من الوحدة ، ولذلك تحاول طمس معالمها وإعطاء العالم صيغة يبدو فيها مكوناً من اللانهايات الانقسامية والأشياء غير المترابطة ، وأن هذا العالم موجود هكذا وفقط.

هذه الملاحظات هي أجزاء من حقيقة كبرى ...

لا يمكن الوصول إليها إلا بطريق مختلف عن كل شيء بما ذلك الطرق الروحية ... وهنا بالضبط تكمن معضلة الأنانية فهي التي تمنع الكائن من النظر إلى الأمور بهذه الطريقة.

المكافآت والتعزيزات وجنان الخلد ، مجرد استراتيجيات يستخدمها "نظام الفايروس الزمني" من أجل منع الكائن الأعلى من الاستيقاظ في الزمن الأعظم

هناك واحد شرح لذلك بالتفصيل المناسب وهو "الميثولوجيا المصرية" ، إنها الصيغة الوحيدة التي يمكن وصفها ب"الكمال" من حيث دقة التفاصيل عن تاريخ الكون الحقيقي من الكائن الواحد إلى الذات والبون والوجود ومن هذه الثلاثة إلى حالات العالم والفرد الستة والأربعين.

هناك نظام معين للانقاسم ، رغم أن ذلك لا يكون واضحاً، ولكن حتى انواع البشر وأنواع تجاربهم (وأنواع فكرهم) وأنواع أزمنتهم كل ذلك مخطط ومقدر بعناية فائقة ، الأمر يبدو ظاهرياً عضوياً خالص، باطنياً هو تصميم آلي خالص، مجرد ترقيم....

وبما أنه مجرد ترقيم ... فلا وجود للأخلاق العضوية (المبنية على حكم الواجب وانقطاع السبب) والحرية الحقيقية هي نوع من وعي سببية الفعل إلى الحد الذي يسمح بتحرير الدافعية، وهذا يعني عدم القيام بفعل ليس له سبب، وهذا يعني وجود سبب نهائي لسائر الأفعال ، وبغياب ارتداد الفاعلية للسببية ، سيغيب التحرر ...

هذا هو السر في كون الأنانية تمنع التحرر ، لأنها تمنع وجود "نظام مرجعي للأفعال" ...

ما هو النظام المرجعي الذي يقرر فعل الجناس مثلاً ؟

لا شيء ...

المتعة ليست سبباً متصلاً بالسبب الأول ...

وبنفس الطريقة التي يتقبل فيها الوعي القيام بفعل ليس له سبب ن سيتقبل القيام بافعال كثيرة ليس لها سبب (بالمعنى الحقيقي لكلمة سبب) وفي النهاية ستؤدي حرية التفاعل إلى تقييد الروح...

وبما أن العالم نظام رقمي (يبدو) وكأنه شيء عضوي، فلا وجود (ضمن العالم) لمستويات فيها كائنات حقيقية بالمعنى المطلق، لأن تلك المستويات ظاهرياً قد تختلف ، باطنياً ستعتمد على نفس الميكانيزمات الرقمية ، والكائن المستنير روحياً لا يمكن أن يفكر بطريقة تجعل حفظ النظام أهم من "القيمة المترتبة عليه" ولو وصل فعلاً للتحرر الروحي فسيفنى وجوده ويحضر الله ، وأولوية الله هي الحقيقة والقيم، والنظام الذي يمنع ذلك، يبدو في رؤية الله شيئاً يجب إنهاؤه..

إذا كانت القيم الجوهرية قابلة للوجود الحقيقي من دون انقسامها في الصور، إذا كانت القيم الحقيقية لا تحتاج إلى تمثيل خارجي، إذا كانت أنظمة العالم وتصاويره تمنع التقاء الوجود الحقيقي للقيم، فإن هذه الانظمة لا تمتلك تعليلاً للوجود في رؤية الله... والسبب الحقيقي في وجودها هو تصديق العقل الباطن للكائن الكوني بضرورتها، وتشويش هذا العقل الكوني لكل من يحاول التمر على الأنظمة هو خوف من فقدان النظام الاساسي المولد لها..

شيء من هذا القبيل ...
 
  • رائـع
التفاعلات: Ile
@سيد الأحجار السبعة

ذلك الإنسان لم يكن يحتاج إلى استخدام "وسائل الإنسان الحديث" وهذا هو السبب في أنه لم يتطور تكنولوجياً.

التكنولجيا تعويض، واذا لاحظت فإننا لا نحتاج أي تكنولجيا من الاصل، معظمها زائد عن الحاجة وموجود فقط من اجل الرفاهية

لا اريد جعل الأمر يبدو كأفلام مارفل لكن الإنسان الذي حقق ذاته يستطيع التواجد بأي مكان إن اراد، أو يحادثك صوت وفيديو عن بعد بدون هاتف، واشياء اخرى لا يتقبلها العقل البسيط

هذه القدرات لازالت موجودة لكن بشكلها البسيط، فمثلا الأم قد تحس باولادها ان كانت هناك علاقة قوية بينهم، او العشاق المنجذبين بقوة لبعضيهما وهكذا


أنك مثلاً ستتحولين إلى "عالم كامل" يدور كله حولك، ولكن ضريبة ذلك أن هذا العالم منبثق من شخصيتك، وإدراكك، وتجربتك التي تساوي في الحقيقة تجربة كائن واحد، انشطرت إلى آلاف أو ملايين الكائنات ...

الجميع جرب النوم والاحلام..بالحلم قد ترى اشخاص كثر وقد تحادثهم ويردون عليك وهناك نقاش منطقي بينكم

لكن الحقيقة ان كل هذا منبثق من العقل فقط، قوة العقل جبارة ويمكنها خلق عالم كامل ووضع الشخص وسطه دون معرفته! وهذا دليل واضح ومباشر ان الوعي ليس هو العقل ومادام الوعي ضعيف فلن يتحكم بهذه القوة العظيمة التي ندعوها بالعقل وهذا جزء من الدرب الروحي ايضا


لا يوجد كائنات في المستويات العليا لأنه لا يوجد مستويات عليا من الأساس ، إن الأمر يبدو كذلك فعلاً لأنه مصمم حتى يبدو كذلك ، الحقيقة ، التي أعتقد جازماً أنك لن توافقي عليها ، هي أن هناك كائناً واحداً فقط منشطر إلى عدد لانهائي من الكائنات بسبب تداخل وجوده مع "فايروس زمني" وهذا الكائن ممنوع ، من قبل سلطة عليا غير قابلة للفهم ، من أن يستعيد وحدته الذاتية ، وهذا جزء من الحقيقة


هذه فرضية اخرى، وهي ممكنة ايضا، يبقى الدليل والتأكد

موافقتي او عدم موافقتي هو شيء لا معنى له على الإطلاق، لانها نابعة من المعرفة التي اكتسبتها سابقا والتي ستجعل حكمي باتجاه معين وقد يكون تحت تاثير انحياز ادراكي معين

نحن لم نعد بهذه المرحلة،

باللغة القديمة: معرفة الذات والله لها ثلاث طرق، النظري والتجريبي ثم التجريبي ثم النظري

أجود الطلاب هم من يتخذون الطريق الأول: النظري والتجريبي فهو انبل الطرق واسرعها

التفكير بدون تطبيق اعرج والتطبيق بدون تفكير اعور

من راى ليس كمن سمع، لهذا صحة فرضية من عدمها يجب ان يتم نظريا وتجريبيا! عندما اقول تجريبي لا اعني المختبر وادواته..


والجزء الآخر هو أن هناك الكثير من الأشخاص التي نتجت عن "الرغبات السيئة" التي تعود إلى ذلك الكائن الواحد وأخذت تكويناً بشرياً، تحارب من أجل إبقاء الكائن في حالة انفصال، لأنهم ببساطة لا يستطيعون فعل ما يفعلونه الآن إذا استرد الكائن وعيه.. هما بالأحرى تجسيدات لرغبة الانفصال.

هذا صحيح، لكن إلى أي حد يا ترى؟

الامر يمتد عميقا، ولا داعي للذهاب بعيدا، خذ الهواء الذي تتنفسه، معظمه نايتروجين، هل تعلم ان النايتروجين له مفعول مخدر ؟
والقمر..ليس مجرد جرم عادي بل له تاثير كبير على الحياة بالارض، واكاد اجزم انه ليس مجرد صخرة بل هناك شيء بداخله، كل شيء عن القمر مثير للتساؤل والإستغراب، إن كانت هناك محطة مركزية للتحكم فهي هناك! تماما مثل Truman show

الاركونز، هناك الكثير منهم عبارة عن مخلوقات من وعي البشر انفسهم ولهم سلطة كبيرة وتاثير على ما يقوم به البشر

إلخ إلخ....
 
@سيد الأحجار السبعة
هناك واحد شرح لذلك بالتفصيل المناسب وهو "الميثولوجيا المصرية" ، إنها الصيغة الوحيدة التي يمكن وصفها ب"الكمال" من حيث دقة التفاصيل عن تاريخ الكون الحقيقي من الكائن الواحد إلى الذات والبون والوجود ومن هذه الثلاثة إلى حالات العالم والفرد الستة والأربعين.

عندما نفهم الإرث المعرفي للقدماء كما يجب وكما قصدو، سنكتشف جزء من الحقيقة الضائعة..
كلما رجعت بالوراء كلما اتضحت الرؤية وكلما عدت للأمام صارت الأنظمة/الأديان اكثر تشوشا وأقل وضوحا، مجرد ظل من الشيء الحقيقي، إرث القدماء يبدو سخيفا فقط للجاهل الذي لم يستوعبه بعد



الحرية الحقيقية هي نوع من وعي سببية الفعل إلى الحد الذي يسمح بتحرير الدافعية، وهذا يعني عدم القيام بفعل ليس له سبب، وهذا يعني وجود سبب نهائي لسائر الأفعال ، وبغياب ارتداد الفاعلية للسببية ، سيغيب التحرر ...

ممتاز، نعم التوقف عن الفعل الاوتوماتيكي النابع من الانا التي هي تقنيا مجرد روبوت بيولوجي/نفسي، عندما تصعد للمستوى السببي، هذا هو التحرر.
 
أعلى أسفل