الذهب الطبيعي هو جوهر الكينونة الأولي وهو الحياة بطاقتها الخالصة غير المتشكلة في رحاب الزمان بعد ، وكل كائن وموجود له ذلك الذهب كما له الوعي ، إذ أن الوعي الخالص هو مادة الحياة قبل أن تتشكل في هيئتها المادية والذهنية والنفسية والسماوية الزمنية.
وأما الشكل الخارجي فهو محض حجابعلى هذه المادة ، غالباً ما يكون مليئاً بالضباب والأوساخ المتراكمة بفعل الوقت والناس والآخر الزمني ، ولكن يمكن مع ذلك تحويل هذا الحجاب إلى ذهب خالص عندما يتمكشف بحقيقته الحيوية الجوهرية ولا يتم ذلك إلا بعين من الوعي الخالص الذي يتجرد من الأحكام والافتراضات الذهنية ويرى الحقيقة كما هي عليه ، دون خوف ... دون رغبة ودون ألم.
عندما ترد الظاهرة إلى حقيقتها الوجودية الخالصة تختبر ذهبها الروحي ، فالعين التي يغشاها نور الله يمكن أن ترى انبعاث النور في اعماق اي تفاعل زمني ، فلا يوجد فعل حصل لأجل الظلمات وحدها ، فلابد من نية إيجابية واحدة على الأقل وراء هذا الفعل ، لن قصد الظلام نفسه لا يكون إلا ليصير مشهوداً من قبل الوعي الخاص بالمراقبين ، فهو مجرد وسيط لرغبة ضامرة لم يسمح للكائن أن يصرح بها مباشرة فاتخذت سبيلها نحو الانحراف.
إذ ليس الجميع يتقبلون خسارة انعكاساتهم الظلية لتعبر في كياناتهم أنوار شعاع الشمس ، ويكشون الحقيقة متقبلين لخسارة وجودهم في العالم الموضوعي لأجل رغبتهم الحقيقية أن تتبدى وتحرق ظلال الوهم ... إنها قوة الإخلاص .....