هذه هي ترجمة المقال
التقاليد المتعلقة بـ "العالم تحت الأرض" تعرف بين عدد كبير من الشعوب. لكن لا ننوي التحدث عنهم كلهم هنا. خاصة وان بعضهم ليس له علاقة مباشرة مع السؤال الذي يشغلنا، لكن ومع ذلك يمكننا الملاحظة بصفة عامة، أن "عبادة الكهوف " تمثل دائما من قريب او من بعيد فكرة "المكان الداخلي"، او "المكان المركزي"، ومن هذا المنطلق فرمز الكهف ورمز القلب يقترب أحدهما من الاخر.
من جهة أخرى ، هناك في الحقيقة ، في آسيا الوسطى وكذلك في أمريكا ، وربما في أماكن أخرى ، توجد كهوف وممرات تحت الأرض، حيث أن بعض المواقع البدائية منها بقيت صامدة لعدة قرون؛ ولكن ، وبغض النظر عن هذا، فكل ما احيط بهذا الموضوع يحوي جانبا من الرمزية، وليس مستبعدا أيضا التأكيد على أن الاسباب الحقيقية في تحديد المكان الذي بنيت عليه هاته المواقع الباطنية له أسباب رمزية بعيدة عن كونها مجرد أماكن حماية فقط.
ربما كان من الممكن للقديس إيفس أن يفسر هذه الرمزية ، لكنه لم يفعل ذلك، وهذا ما يعطي لا جزاء معينة من كتابه صبغة تجمع بين الغموض والتشويق. أما بالنسبة للسيد أوسينسوفسكي، فقد كان حتما غير قادر على القراءة ما بين السطور.
من بين التقاليد التي أشرنا إليها منذ قليل، هناك واحدة من بينهم ذات أهمية خاصة، والتي تتواجد في اليهودية وتخص مدينة ذات لغز، تسمى "لوز"، ويرجع هذا الاسم الى المكان الذي رأى فيه سيدنا يعقوب الحلم، والذي بعده سمى المكان "بيت ايل"، يعني بيت الرب، سنرجع لاحقا الى هذه النقطة.
لقد قيل ان ملك الموت، لا يستطيع دخول هذه المدينة وليس له اية سلطة، ولكن ومن وجهة نضر خاصة لكن جد مهمة، ذهب البعض الى اعطائها مكانة البرج، الذي يعتبره الفرس "دار الخلود".
ويقال انه وبالقرب من لوز، هناك شجرة شجرة لوزية (تسمى كذلك أيضا باللغة العبرية)، في قاعدتها، تجويف، به ممر باطني تحت الارض، يؤدي الى المدينة نفسها، وهو مخفي عن الانظار تماما.
علاوة على ذلك، فإن كلمة لوز، بمختلف معانيها، تبدو مستمدة من جذر والذي يعني كل ما هو مخفي، مخبأ، مغطى، مغلف، صامت وسري. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الكلمات التي تعني السماء لهم نفس المعنى..
وعادة ما نعني بـ coelum باليونانيkoilon ، "جوفاء" (والتي يمكن أيضا أن تكون لها صلة بالكهف، وخاصة أن فارو يدمج هذا المعنى على النحو التاليcoelum CAVO)) ولكن يجب ملاحظة ان أن الشكل الأقدم والأكثر صحة يبدو وكأنه caelum ، والذي يشبه إلى حد كبير كلمة caelare ، "الإخفاء".
ومن ناحية أخرى، فكلمة فارونا يأتي من المصدر فار، "تغطية" (والذي هو أيضا اتجاه الجذر celare باللاتينية، شكل آخر من أشكال caelare وkaluptein لها مرادف باليونانية)؛ وأورانوس اليوناني هو مجرد شكل آخر من نفس الاسم ، فار يتم تغييرها بسهولة إلى اور. وبالتالي يمكن لكل لهذه الكلمات أن تعني "الذي يغطي"، "ما هو خفي"، ولكن أيضا "الذي يخفي"، والمعنى الأخير هو ذو شقين: فهو ما لا يخفى على الحواس.