الجاهلون يجهلون أنهم يجهلون
إنه سرّ الأسرار... المعرفة النهائية.. الحقيقة التي يستحيل التوصّل إليها قبل التضحية بالكثير الكثير.. إنه واقع مختلف عن واقعنا.. ماورائي بطبيعته، وبالتالي بعيد عن التصديق. إن الصورة أكبر بكثير مما يتوقعه أحد. فالأمر ليس مجرّد مجموعة من الأشخاص الطموحين الذين يرغبون في التحكم بالعالم اقتصادياً وسياسياً. ومهما حاولنا فلا نستطيع استيعاب الصورة بكامل أبعادها، لأن هناك الكثير مما وجب معرفته قبل تحقيق ذلك.. نحن بحاجة إلى كم هائل من المعلومات.. بما فيها المعلومات المحظورة والمحرّمة وتلك البعيدة عن التصديق.
وبما أن المعلومات تمثّل العامل الأساسي في هذه العملية، فهناك عقبة كبيرة وجب اجتيازها قبل التوصّل إلى الحقيقة. إذا تناولت هذا المجال بالذات في أبحاثك، وكان لديك أفكار مسبقة (أو قناعات مسلّم بها)، أو أي معتقدات راسخة فطرت عليها وترفض التخلّي عنها، فسوف لن تتمكّن من الغوص في أعماق هذا المجال بنجاح. لأن "اعتقاداتك الشخصية" سوف تبدأ بتحرير المعلومات التي تواجهها (أي تصفيتها)، ومن ثم ترفض أي موضوع لا يناسب معتقداتك ومسلماتك وبالتالي ستعجز عن التعمّق أكثر في المواضيع التي ترفض صحتها أو حقيقة وجودها أصلاً، فتفشل في النهاية بالوصول إلى الحقيقة بكامل أبعادها. يمكن للمعلومات أن تكون شيئاً مفيداً لو أنكم تعلمون، إنها نافعة فعلاً بحيث قد تخلصكم من مآزق كثيرة. هذه المعلومات، لو طوّعنا نفسنا على استيعابها بانفتاح وعدم التحفّظ، فقد تجنّبنا مهالك كثيرة. وإذا لم نملك تلك المعلومات، سوف ينتهي بنا الأمر في سجن صغير جداً، واقع محدود، وشعور محدود بالممكن والاحتمالية. تذكّر بأن هناك فرق بين الحقيقة والقناعات الشخصية التي تحكم تفكيرك.
الفرق بين المنطق السائد والمنطق الصحيح
إن الهدف من هذا الموقع هو تنويرك بقدر ما يمكن عن ما يجري بالضبط ولماذا يجري بهذا الشكل ولأي هدف. فتعرف بعدها ما الذي يفعلونه بك جسدياً وفكرياً وروحياً، وحينها ستقودك البديهة إلى البحث عن وسائل مناسبة للوقاية من كل هذه الشرور والسيئات التي تتعرّض لها. مهما كانت قناعاتك ومعتقداتك ومهما كنت واثقاً من أنك تحوز على الأجوبة الصحيحة على الأسئلة الكونية الكبرى، فلا بد من أن تكون مخطئ في مكان ما. وقبل أن تكون واثقاً من معلوماتك، حاول أن تتساءل عن مصدر هذه المعلومات التي بحوزتك والتي اعتمدت عليها في استنتاج ما تظنّها الحقيقة. هل اعتمدت على المعلومات الصحيحة للخروج بأجوبة صحيحة؟ قبل الإجابة على هذا السؤال، تعرّف على بعض الحقائق المتعلّقة بالمعلومات التي تنهل منها الشعوب والتي تعتمد عليها اعتماداً كبيراً في عيش حياتها اليومية واتخاذ القرارات المصيرية والخروج بالاستنتاجات التي يظنون أنها صحيحة. أوّل حقيقة وجب معرفتها هي أنك، خلال خوضك معترك الحياة والنظر إلى العالم من حولك، تعتمد على معلومات متوافقة مع المنطق المألوف وليس من الضرورة أن يكون هذا المنطق صحيح، فهناك فرقٌ بين المنطق السائد والمنطق الصحيح، لأن المنطق السائد هو المنطق المنتصر وقد لا تكون المصداقية هي السبب الرئيسي لانتصاره. وبعد أن تتعمّق أكثر في الحقائق والأحداث التاريخية والمُعاصرة، سوف تكتشف حقيقة واضحة تقول أن المنطق المألوف تصنعه المؤامرات ذلك بهدف توجيه معتقداتك وطريقة تفكيرك بشكل يتوافق مع مصالح ورغبات المسيطرون. ولهذا السبب بالذات، فلازلت حتى هذه اللحظة تجهل عدوّك الحقيقي. لقد نشبت حروب كثيرة وكذلك ثورات وانتفاضات.. وحصلت مجازر كبرى ومآسي لا يمكن وصف عظمتها... كل ذلك بهدف القضاء على العدو واقتلاعه من جذوره بهدف استئصال الشرّ وسيادة الخير من جديد. لكن الشرّ بقي وقد استفحل أكثر وأكثر.. وأصبح الخير مجرّد حلماً بعيداً جداً نسمع عنه في القصص الخيالية فقط. السبب الرئيسي لحصول هذه الكوارث التي تحلّ بالإنسانية هو أننا نقاتل عدواً مزيفاً. والعدو الحقيقي لازال قائماً منذ البداية ويقوم بعمله على أكمل وجه، ومهمته هي قتل الإنسان في داخلنا.. يوماً بعد يوم، حرب تلو حرب، ثورة بعد ثورة.. ولازلنا نتخبّط في ظلام الجهل والارتياب والشكّ، نقاتل ونحارب ونثور.. بحثاً عن مصدر كل هذا الشرّ الذي نعاني منه. بعد أن تتعرّف على عدوّك من خلال قراءة صفحات هذا الموقع، ستكتشف بأنه قوي جداً، متين جداً، مسيطر جداً، وعالي جداً بحيث لا يمكن أن تطاله أبداً، خفي جداً بحيث أنك لا تؤمن بوجوده أصلاً.. رغم أنه يسيطر عليك ويكبّلك من خلال نواحي كثيرة في حياتك اليومية. هو الذي ابتكر ما نتعلمه وما نؤمن به وما نعتقده. هو الذي صنع لنا المنطق الذي نألفه ونلتزم به على أنه الحقيقة والصواب، وأصبح هذا المنطق مع الوقت عبارة عن مجموعة مسلّمات لا يمكن تجاوزها أبداً. وعيّن على هذا المنطق حرّاساً من بيننا (كهنة) يفرضونه علينا ويستمرون في تكريسه بوسائل مختلفة لا يمكن مقاومة سحرها أو وطأتها... لا يمكن التحرّر من هذه الأكبال سوى بالمعرفة.. المعرفة وحدها هي القوة.. إنها السلاح الذي سيخلصنا من نير المسيطر. هذا الكابوس الجاثم على صدورنا منذ بداية التاريخ، وسيبقى كذلك إلى الأبد، إن لم نعيد النظر في ما نتعلمه ونؤمن به ونعتقده.
أيها الإخوة والأخوات
هناك حقيقة واضحة جليّة، يعلمها الجميع ويشعر بها، لكن يبدو أن هناك من يعمل جاهداً على أن
تبقى مُظلّلة وباهتة وخفيّة...
مهما كان لوننا أو شكلنا، ديننا أو مُعتقدنا، جنسيتنا أو قوميتنا، ثقافتنا أو أيديولوجيتنا، عرقنا أو فصيلتنا..
مهما كانت المظاهر مُخادعة ومضلّلة.... هناك حقيقة واحدة.. والحقيقة هي الحقيقة..
كلنـا أيادي الله المُقدّســة
نحـن عبـارة عـن تجلّيـات متباينـة للـروح الكونيـة المبدعـة
وخلال كفاحنا في البحث عن العدل والسلام والخلاص... نُعادي بعضنا البعض، ونُقاتل بعضنا البعض، ونتعالى على
بعضنا البعض، ونشتم بعضنا البعض..
واجتهادنا في تصنيف الآخرين والارتقاء بأنفسنا فوق غيرنا.. والانتماء إلى حظائر متنازعة..
والدخول في الجدالات الفارغة.. والاصطفاف وراء رايات واهية.....
ننسى أن هناك حقيقة واحدة.. والحقيقة هي الحقيقة..
جميعنا خرجنا من رحمٍ واحد
كلنا إخوة وأخوات.... نسـرح ونمرح في باحة منزلنا الكبير
.. نحن في النهاية أطفال صغار محدودي الإدراك.. نلعب في باحة المنزل الكبير الذي يأوينا..
وتكثر فيها الألعاب الممتعة..... أيديولوجيات، وعلوم، ومعتقدات... نمتع بها أرواحنا... وفي نهاية النهار، وعند غروب الشمس..
نعود جميعاً متسابقون إلى أحضان أمنا الحنونة..
المنتظرة عند الباب...
عدونا هو ذاته، وغايتنا هي ذاتها، وخلاصنا هو ذاته... لكن أسيء توجيهنا.. وتم تضليلنا..
دعونا نوحّد الهدف.. ونسعى للعودة إلى الصواب..
إن أوّل خطوة تجاه التغيير تتمثّل بتحديد مكان الخطأ بدقّة وبالتفصيل....
أنت لا تستطيع التحرّر دون معرفة سجّانك الحقيقي
أنت لا تستطيع الاستعداد للمواجهة دون معرفة عدوّك الأساسي
في هذه المعركة المقدّسة، سلاحك هو ليس العصا والبندقية والحجر والسيف... بل إنه المعرفة، المحبة، والتعبير عن
طبيعتك الحقيقية... فالعنف هو ما يريدونك أن تتسم به، لأنه يبعدك كل البعد عن جوهرك الأصيل...
إن هذا العنف الذي نلجأ إليه خلال البحث عن الحلول لمشاكلنا هو الذي مكّن أعداء الإنسانية منّا، وجعلهم
يستمرون في حكمنا والسيطرة علينا منذ فجر التاريخ البشري...